مشکلات الفتيات المراهقات الکفيفات وحاجاتهن الإرشادية

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

المستخلص

يهدف هذا البحث إلي التعرف على مشکلات الفتيات المراهقات الکفيفات وحاجاتهن الإرشادية، وتکونت عينة البحث مکونة من (32 طالبة) من المراهقات الکفيفات، وهن جميع طالبات المرحلة الثانوية بمدرسة النور والأمل بمصر الجديدة للکفيفات، أعمارهن ما بين (16-18)، وقد تم استخدام هذه الأدوات: مقياس مشکلات الفتيات المراهقات الکفيفات وحاجاتهن الإرشادية، وأسفرت نتيجة البحث أن الفتيات المراهقات الکفيفات تعانين مشکلات اجتماعية ومشکلات شخصية ومشکلات أکاديمية وأيضا لهن حاجات إرشادية شخصية واجتماعية أکاديمية.
 

مشکلات الفتیات المراهقات الکفیفات

وحاجاتهن الإرشادیة

إعداد

أ.د/ طلعت منصور غبریال

أستاذ الصحة النفسیة والإرشاد النفسی

 کلیة التربیة- جامعة عین شمس

أ.م.د/ نبیل حافظ

أستاذ مساعد الصحة النفسیة والإرشاد النفسی

کلیة التربیة-جامعة عین شمس

أ/أمال محسوب علی

ملخص البحث باللغةالعربیة

یهدف هذا البحث إلی التعرف على مشکلات الفتیات المراهقات الکفیفات وحاجاتهن الإرشادیة، وتکونت عینة البحث مکونة من (32 طالبة) من المراهقات الکفیفات، وهن جمیع طالبات المرحلة الثانویة بمدرسة النور والأمل بمصر الجدیدة للکفیفات، أعمارهن ما بین (16-18)، وقد تم استخدام هذه الأدوات: مقیاس مشکلات الفتیات المراهقات الکفیفات وحاجاتهن الإرشادیة، وأسفرت نتیجة البحث أن الفتیات المراهقات الکفیفات تعانین مشکلات اجتماعیة ومشکلات شخصیة ومشکلات أکادیمیة وأیضا لهن حاجات إرشادیة شخصیة واجتماعیة أکادیمیة.


The objective of the study are, the recognizition Problems of Blind 

Introduction

Adolescents and Their Consoling   Needs, The Sample of the study, consist of (32  Adolescentes ) ,from students of the adolescence stage, Their ages are between (16-18) a year,   TOOLS, a measure of  Problems, a measure of  Needs, (prepared by the researcher),Results, that blind adolescent girls   suffer from personal, social,  academic problems proving the need to counseling.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 


مشکلات الفتیات المراهقات الکفیفات

وحاجاتهن الإرشادیة

إعداد

أ.د/ طلعت منصور غبریال

أستاذ الصحة النفسیة والإرشاد النفسی

 کلیة التربیة- جامعة عین شمس

أ.م.د/ نبیل حافظ

أستاذ مساعد الصحة النفسیة والإرشاد النفسی

کلیة التربیة-جامعة عین شمس

أ/أمال محسوب علی

المقدمة

          یتناول البحث مشکلات الفتیات المراهقات الکفیفات وحاجاتهن الإرشادیة، وهی فئة تحتاج للعنایة بها بتتبع مشکلاتها، لإیصالهن لدرجة قریبة من الأفراد العادیین فی ممارسة نشاطاتهن الحیاتیة بالرغم من غیاب  حاسة البصر التی هی الحاسة  الأساس و المتحکمة فی الحواس الأخرى، حیث إنه عن طریقها ترد ثلثی المعلومات التی یحتاجها الفرد للاستفادة من حواسه الأخرى، لذلک تذهب فئة المبصرین إلی المبالغة فی تقدیر الآثار التی تترتب علی فقدان حاسة البصر،خاصة فی مرحلة المراهقة وهی السن التی تظهر فیها المشکلات ،حیث تعانی الفتیات مشکلات کف البصر بالإضافة إلی مشکلات فترة المراهقة ، لذلک یعد الاهتمام بالمعاقین بصریا وتناول مشکلاتهم وحاجاتهم بالبحث من التوجهات التی تعکس الفلسفات الاجتماعیة للمجتمعات الحدیثة، والتی تقر بحق الإنسان بأن یحیا الحیاة التی تؤهله لها إمکانیاته، فهذه الفئة أسویاء بحسب ما أشار إلیه علماء النفس لو تهیأت لهم فرص تربویة سلیمة قائمة علی استعمالهم لحواسهم الباقیة بشکل فعال.


التعریف بمصطلحات البحث

أولا: مفهوم المشکلات:

تعرف المشکلة: بأنهاحاجة لم تشبع، أو جود عقبة أمام إشباع بعض الحاجات کما عُرفت بأنها: موقف غامض لا نجد له تفسیرًا محددًا (عبیدات وآخرون،:١٩٩٣ :٦٤ ) .

وقد حددت الباحثة مفهوم المشکلات إجرائیا وفقا لهذا البحث بأنها:

حاجات الفتیات المراهقات الکفیفات الشخصیة والاجتماعیة والأکادیمیة، واللاتی هن فی حاجة لإشباعها. 

ثانیا مفهوم المراهقات:

کلمة المراهقة هی الترجمة الحرفیة للمصطلح الانجلیزی Adolescenceوهو یعنی فی کل اللغات اللاتینیة الأصل "النمو حتى بلوغ الرشد"، ویعرف محمد إبراهیم عید المراهقة (2000: 182) بأنها: ذروة النمو النفسی بأبعاده العضویة، والنفسیة، والاجتماعیة، إنها مرحلة الطفرة الکمیة ’ والکیفیة فی الشخصیة ککل. ویحمل هذا التعریف إشارة إلى التغیرات الهامة والسریعة التی تحدث فی مرحلة المراهقة والتی تؤثر فی الجانب الشخصی والاجتماعی للمراهق.

وقد حددت الباحثة مفهوم المراهقات إجرائیا وفقا لهذه البحث بما یلی:

          "مفردات عینة الدراسة من طالبات المرحلة الثانویة الکفیفات اللاتی یتحدد عمرهن ما بین(16-18) عاما وهی المرحلة العمریة المعروفة بمرحلة المراهقة.


ثالثا مفهوم الکفیفات:

 المعنی العام لفقد البصر:

هو الفقد الکامل للرویة: أی حدة إبصار لا تتجاوز 6\60 أو 20  \200 أسیتلین فی العین الأقوى مع استخدام العدسات التصحیحیة .(کمال سالم سیسالم 1997: 67)

أما کلمة اعمی فی اللغة الانجلیزیة تعنی"Blind "وقد عرفه قاموس:

(The Encarta World English Dictionary ,1999) بأنه شخص غیر قادر علی الرؤیة بشکل دائم أو بشکل مؤقت (David Bolt ,2005, : 542).

وقد حددت الباحثة مفهوم الکفیفات إجرائیا وفقا لهذه الدراسة علی النحو التالی: -  بأنهن" المراهقات اللاتی تتراوح أعمارهن مابین (16-18) سنة ولدیهن إعاقة بصریة لا تزید حدة الإبصار فیها عن 6\60،وتلحقهن تلک الإعاقة البصریة بالدراسة فی الفصول الخاصة بالکفیفات ولیس لدیهن إعاقة أخری.

رابعا: مفهوم الحاجات الإرشادیة:

الحاجة Need

هی افتقار إلى شیء ان وجد حقق الإشباع والرضا والارتیاح للکائن الحی (حامد زهران 1998 :153)

وتعرف منیرة حلمی (1965: 1) الحاجات الإرشادیة: بأنها حاجات نفسیة لا یتهیأ للفرد إشباعها من تلقاء نفسه، إما لأنه لم یکتشفها فی نفسه أو لأنه اکتشفها، لکنه لا یستطیع إشباعها، وفی کلتا الحالتین یلزم له نوع من الإرشاد حتى یکشف له فی نفسه عن هذه الحاجات فی الحالة الأولی، أو یعمل على معه على إشباعها فی الحالة الثانیة. 

تعریف الباحثة للحاجات الإرشادیة: 

هی المشکلات الناجمة عن عدم الإشباع لدی الفتیات المراهقات الکفیفات.

مشکلة البحث:                                            

وتتحدد مشکلة البحث الحالی فی محاولة الإجابة على السؤال التالی

-کیف تحددت الحاجات الإرشادیة للفتیات المراهقات الکفیفات من طالبات المرحلة الثانویة بناءً علی.

أنماط المشکلات التی تعترضهن فی جوانب حیاتهن الشخصیة والاجتماعیة والأکادیمیة؟

أهداف البحث:

          یهدف البحث إلى تقصی مشکلات الفتیات المراهقات الکفیفات فی المرحلة الثانویة (الشخصیة والاجتماعیة والأکادیمیة)، والتی یتم من خلالها التوصل إلی حاجتهن الإرشادیة بشکل یمکننا من ترجمة هذه الحاجات إلى عملیات إرشادیة نعمل على إشباعها.  

أهمیة البحث:

تتحدد أهمیة أی بحث فی ضوء نوع المشکلة المطروحة للدراسة، ومدی صلتها بقضایا (مشکلات) واهتمامات المجتمع ومعالجتها، ومن هنا تکمن أهمیة البحث الحالی فی:

أتت أهمیة البحث من أهمیة الفئة التی تتناولها وهی فئة الکفیفات وبالتحدید المراهقات من طالبات المرحلة الثانویة التی تعد من الفئات الخاصة التی هی بحاجة لمد ید العون لها من کافة أفراد المجتمع لتجاوز مشکلات الإعاقة البصریة، حیث أن الإنسان لا یستطیع أن یمارس حیاته بصورة طبیعیة متوافقة مع واقع بیئته التی یعیش فیها إلا إذا کان یتمتع بقدر مناسب من القدرة البصریة (مصطفی فهمی،1979 :35).

کما تکمن أهمیة البحث فی أهمیة المرحلة العمریة التی تتناولها حیث تعد مرحلة المراهقة (والتی تمثل أکثر مراحل النمو التی تحدث بها تغیرات فسیولوجیة ونفسیة من شانها ان تولد العدید من المشکلات، بل هی المیلاد الفعلی للمشکلات فی حیاة الفرد، إلا أن هذه المشکلات تکون أکثر حدة لدى الأفراد المعاقین بصریا وبالتالی تکون حاجات المراهقات الکفیفات أکثر إلحاحا بالإشباع.

أیضا زاد من أهمیة البحث أهمیة المرحلة الدراسیة لطالبات المرحلة الثانویة بصفوفها الثلاثة حیث أنها تعتبر مرحلة فارقة فی تحدید المستقبل الدراسی والمهنی للمراهقات الکفیفات، حیث تتعرض الفتیات لمزید من الضغوط التی تسبب لهن المزید من المشکلات.

دراسات تناولت مشکلات المراهقات الکفیفات وحاجاتهن الإرشادیة:

دراسة (نیس حکیمة، 2014) عن الحاجات الإرشادیة وعلاقتها بالتوافق النفسی والرضا عن الدراسة لدی تلامیذ السنة الأولی من التعلیم الثانوی، وقد شملت العینة (150) من تلامیذ وتلمیذات السنة الأولی من التعلیم السنوی بعدد من مدارس العاصمة الجزائر، طبقت علیهم استبیان الحاجات الإرشادیة المکون من 150 بند غطت خمس محاور، هی حاجات جسمیة وحاجات نفسیة وحاجات دراسیة وحاجات أسریة وحاجات اجتماعیة، وقد أفضت نتائج الدراسة إلى النتائج التالیة: توجد علاقة ارتباطیه بین الحاجات الإرشادیة وبین التوافق النفسی وتوجد فروق فی ذلک بین الذکور والإناث لصالح الإناث من طلاب الصف الأول الثانوی، وأنه لا توجد علاقة ارتباطیه بین الحاجات الإرشادیة والرضا عن الدراسة.

دراسة آمی ومیلر(Amy & Miller, 2011)بعنوان: العلاقة بین المساندة الاجتماعیة والصحة النفسیة فی فترة المراهقة لدی المکفوفین، هدفت الدراسة إلی الکشف عن مصادر المساندة الاجتماعیة ودورها فی تحقیق الصحة النفسیة فی فترة المراهقة لدی المکفوفین من خلال عینة الدراسة التی شملت (1249) من المراهقین المکفوفین (ذکور وإناث) فی مدینة نیویورک بالولایات المتحدة الأمریکیة، وقد أسفرت نتائج الدراسة عن: أهمیة مساندة الوالدین والأقران وشبکة العلاقات الاجتماعیة فی مساعدة المکفوفین فی تجاوز مشکلاتهم وتحقیق التوافق الشخصی والاجتماعی.

 دراسة (إیمان عبد الوهاب محمود، 2010)بعنوان: فاعلیة برنامج إرشادی فی زیادة التکیف الشخصی والاجتماعی للمراهقات الکفیفات، هدفت إلى بناء برنامج إرشادی لزیادة التکیف الشخصی للمراهقات الکفیفات واختبار فعالیته فی زیادة التکیف الشخصی والاجتماعی للمراهقات الکفیفات فی إطار دراسة تجریبیة التی اعتمدت المنهج التجریبی وباستخدام مجموعة من المقاییس وطبقت الدراسة فی مدرسة النور والامل بمصر الجدیدة على عینة من المراهقات الکفیفات اللاتی تتراوح أعمارهن بین (12-18 سنة)، وتوصلت الدراسة إلی: فاعلیة البرنامج الإرشادی فی زیادة التکیف النفسی والاجتماعی للمراهقات الکفیفات بما یدل على نجاح البرنامج الإرشادی فی تحقیق أهدافه.

دراسة (منی الحدیدی، 2005) عن الفتیات والنساء الکفیفات وضعیفات البصر فی الدول العربیة: دراسة استطلاعیة، حیث سعت الدراسة إلى تحلیل الوضع الحالی للفتیات والنساء الکفیفات وضعیفات البصر فی الدول العربیة وتحدید الحاجات ذات الأولویة للفتیات والنساء الکفیفات وضعیفات البصر فی الدول العربیة وتحلیل واقع جمعیات المعاقین بصریا فی الدول العربیة وبخاصة من حیث مشارکة المرأة ودعمها وتمکینها، واقتراح خطة عمل بهدف تحسین أوضاع الفتیات والنساء الکفیفات وضعیفات البصر فی الدول العربیة، وشارکت فی الدراسة عینة مکونة من (88) من الفتیات والنساء الکفیفات وضعیفات البصر فی خمس دول عربیة(الأردن، الإمارات، سوریا، الیمن، قطر) وتم الوصول إلیهن من خلال جمعیات رعایة المکفوفین فی هذه الدول، وتم استخدام ثلاثة استبیانات الأول یغطى جوانب مختلفة من الحیاة الشخصیة والأسریة والاجتماعیة، والثانی عن علاقة المرأة الکفیفة بجمعیات رعایة المکفوفین وتقییمها لها، والثالث کان موجها لرؤساء جمعیات المکفوفین، وکانت النتائج کما یلی: بالنسبة للصعوبات الأسریة: کان أکثرها تکرارا(عدم تفهم الأسرة لوضع وحاجات الفتاة الکفیفة والقصور فی مساعدتها، عدم الإیمان بقدرتها على الاستقلالیة وحقها فی التعلیم والعمل، صعوبات ترتبط بالتدبیر المنزلی، إعداد الطعام، وتربیة الأطفال، والتسوق، عدم السماح للفتاة الکفیفة بالخروج من المنزل دون مرافق).

    الصعوبات الاجتماعیة: کان أهمها ما یتعلق بالاتجاهات السلبیة والتوقعات المتدنیة لدی أفراد المجتمع (مثل التعرض للإحراج، وعدم التفهم، وردود الفعل المستهجنة، وعبارات الشفقة، والرفض وعدم التقدیر واعتبار الکفیفة قلیلة الحیلة) کذلک رکزت المشارکات على قلة الوعی فی المجتمع وغیاب العدالة الاجتماعیة وعدم تساوی الفرص المتاحة للرجال والنساء وقلة فرص الزواج، والحرمان العاطفی والشعور بالعزلة وأشار عدد کبیر نسبیا أن العادات والتقالید الاجتماعیة السائدة تشکل صعوبة کبیرة لهن، وأخیرا تمت الإشارة على أن عدم القدرة على التنقل والحرکة تحد من مشارکتهن فی الحیاة الاجتماعیة بالإضافة لعدم توفر المرافقین.

     بالنسبة لاحتیاجات النساء الکفیفات فی الدول العربیة فقد کان من أهمها(زیادة وعی الأسرة     والمجتمع بحاجات وقدرات وحقوق المکفوفین، ویلی ذلک توفیر فرص العمل وفرص التعلیم لهن، کذلک طالبت المشارکات بتوفیر دورات تدریبه فی جوانب مهنیة مختلفة، وفی مجال الحاسوب ومهارات الحیاة المختلفة، وتعلیم الکتابة ببرایل، والمواصلات، وأشارت نسبة کبیرة إلى حاجتها لخدمات ترفیهیة، ومزید من الاهتمام الحکومی وتطویر التشریعات والقوانین، ومن الأشیاء الأخرى التی تم الترکیز علیها الإرشاد والتدریب فی إدارة شئون الحیاة المنزلیة والأسریة، والحاجة إلى جمعیات واتحادات خاصة بالمرأة الکفیفة وبناء جسور التواصل بین الدول العربیة، وأخیرا تمت الإشارة إلى الحاجة إلى مکتبات خاصة وأجهزة وأدوات وأنشطة تثقیفیة للمکفوفات، وتوفیر مرافقین وخدمات إرشادیة ونفسیة، وفرص التطور فی مجالات أکادیمیة مختلفة، والمشارکة فی نشاط الجمعیات وتمثیل النساء فی الهیئات الإداریة والدعم المالی.

دراسة (El Messri,2002) وهدفت لدراسة بعض القضایا المتعلقة بالنوع (ذکور، إناث) لدى المعاقین بصریاً بمصر وکذلک العوائق الاجتماعیة والثقافیة الممثلة للتمییز ضدهم وللوصول إلى الاهداف تم عمل استبانة للمؤسسات والمنظمات التی تخدم المعاقین بصریا وکذلک بعض المقابلات المقننة مع المعاقین بصریا؛ وأظهرت الدراسة النتائج التالیة: هناک فجوة فی التعلیم، فی المشارکة فی العمل، فی طبیعة العمل، واختلاف فی المؤشرات الاجتماعیة، بین الذکور والإناث من المعاقین بصریاً؛ مؤسسات قلیلة جدا وضعت فی حسبانها الاحتیاجات الخاصة بالنساء المعاقات بصریا ولا توجد مؤسسة تهتم بالحاجات الإستراتیجیة لهن؛ للمعاقین بصریا حقوق کثیرة طبقا للقانون إلا أن القانون شیء وتطبیق القانون شیء أخر.

هدفت دراسة جارجودوبیل وبیرنراس (Garaigordobil & Bernaras 2009)إلى مقارنة فهم وتقدیر الذات وسمات الشخصیة (العصبیة، الانفتاح، الانخراط والتوافق والمسئولیة) بالإعراض المرضیة (التحور الخلوی، ازدیاد الهواجس والشعور بالقهر، الحساسیة الداخلیة والاکتئاب والقلق والعدوانیة والانعزال عن المجتمع) وذلک بین المراهقین المبصرین والمکفوفین، استکشاف الفروق بین الجنسین فیما یتعلق بهذه المتغیرات لدی کل من العینتین، وتحلیل العلاقات بین فهم الذات وتقدیر الذات وسمات الشخصیة من ناحیة والأعراض المرضیة النفسیة لدی المراهقین المعاقین بصریا من ناحیة أخری والتعرف على المتغیرات التی تعتبر مؤشرات على القدر العالی من فهم الذات وتقدیر الذات لدی المکفوفین وتکونت العینة من 90 مراهقا أعمارهم ما بین(12-17) (61 مبصرا-29 کفیفا) وقد استخدمت (قائمة فحص الذات لدی البالغین والمراهقین، مقیاس روزنبرج لتقدیر الذات، قائمة الفحص المنقحة الخاصة بالأعراض المرضیة، قائمة العوامل الخمسة الکبرى فی الشخصیة، وقد توصلت الدراسة للعدید من النتائج منها:

عدم وجود فروق جوهریة فی فهم الذات أو تقدیر الذات فیما بین المعاقین بصریا والمبصرین، تحصل المراهقون المعاقون بصریا على نقاط أعلی وبشکل ملحوظ فیما یتعلق بالأعراض النفسیة للشعور بالقهر والاضطهاد والعدوانیة والأعراض النفسیة المرضیة وفهرست الحدة العام وفهرست الأعراض المؤلمة الایجابیة مقارنة بالمراهقین غیر المعاقین بصریا، محصلات النقاط التی حصل علیها المکفوفین مقارنة بالمبصرین فیما یتعلق بالعصابیة لم تکن عالیة بشکل ملحوظ، وجود محصلات نقاط أعلی وبشکل ملحوظ فی متغیر الانسجام لدی لمراهقین المعاقین بصریا والذی بین أنهم أکثر انسجاما وحبا للآخرین بالمقارنة بالمبصرین کما أنهم أکثر تعاطفا مع الآخرین ویزید لدیهم الاحتمال فی مساعدة الآخرین، لم یتم التوصل ألی وجود فروق قائمة على النوع فیما یتعلق بفهم الذات بین المراهقین المکفوفین والمبصرین وعلی الرغم من ذلک حصلت المراهقات الکفیفات (المعاقات بصریا) على درجات متدنیة بشکل ملحوظ فیما یتعلق بتقدیر الذات مقارنة بأقرانهم من الذکور، أما الذکور فقد حققوا محصلات نقاط أعلی فی الرضا عن النفس وفهم الذات الأخلاقی والقیمی، وعلی النقیض من ذلک حصلت المراهقات المعاقات على محصلات نقاط اعلی فی کافة الأعراض النفسیة المرضیة، لم تحصل المراهقات المعاقات بصریا على درجات أعلی فیما یتعلق بالعصابیة، ومع ذلک حصلت الإناث فی کلتا المجموعتین على محصلات نقاط أعلی من الذکور علی الرغم من أنها لم تکن دالة إحصائیا، وکشفت النتائج وجود علاقات سالبة دالة إحصائیاً بین فهم الذات وتقدیر الذات وبین الأعراض النفسیة المرضیة مثل العصابیة وعن وجود علاقات إیجابیة مع الانبساط والتکیف الاجتماعی وانخفاض الأعراض المرضیة النفسیة یمکنها التنبؤ بفهم الذات وتقدیر الذات العالیین لدی المراهقین المعاقین بصریا.

دراسة براون (Brown, 1983)وهدفت إلى التعرف على سیکولوجیة المکفوفین مقارنة بسیکولوجیة المبصرین، تکونت عینة الدراسة من (218) کفیفا 96 ذکور و 122  إناث و 359 طالبا مبصر (178 ذکور- 181 إناث)من طلبة المدارس العلیا بالولایات المتحدة الأمریکیة، وتم استخدام اختبار العصاب، واختبار الانطواء والانبساطیة أظهرت النتائج أن: المکفوفین أکثر عرضة للاضطرابات والضغوط النفسیة مقارنة بالمبصرین، وأکثر میلا للانطواء، کما أظهرت النتائج وجود فروق دالة إحصائیا بین المکفوفین ذکورا وإناثا، حیث کانت الإناث أکثر تعرضا للقلق والتوتر والانطواء.


إعداد المقیاس:

وصف الأداة

قامت الباحثة بإعداد المقیاس، حیث اعتمدت فی صیاغة عبارات المقیاس على ما تم جمعه من الإطار النظری للمقیاس، والدراسة الاستطلاعیة والملاحظة، والمقابلات التی قامت بها مع الطالبات الکفیفات حتى تتناسب العبارات مع ما وضعت لقیاسه، ثم تم تطبیق المقیاس على جمیع طالبات المرحلة الثانویة بصفوفها(الأول والثانی والثالث) بمدرسة النور والأمل الکفیفات بمصر الجدیدة وعددهن (32) طالبة.

وقد وضعت الباحثة فی اعتبارها عند إعداد المقاییس وبعد الرجوع إلى مقاییس ذات صلة بالموضوع ما یلی:

-           أن تکون أداة سیکومتریة مستمدة من البیئة المصریة تناسب طبیعة عینة الدراسة من المراهقات الکفیفات من طالبات المرحلة الثانویة حیث لم تجد الباحثة فی حدود علمها فی التراث السیکولوجی العربی أو الأجنبی مقاییس للمشکلات والحاجات الإرشادیة بالشکل الذی ظهر به وإن وجد فانه قد یکون لا یناسب عینة الدراسة لأنه صمم فی بیئات مختلفة اجتماعیا وثقافیا.

-            تم صیاغة عبارات المقیاس بطریقة سهلة وبسیطة بما یلاءم تفکیر وفهم طالبات المرحلة الثانویة.

-           تم صیاغة عبارات المقاییس بطریقة إسقاطیة مع مراعاة تلاشی ذکر کلمة إعاقة بصریة بشکل یجعل الطالبات یتحرجن.

ویتکون المقیاس من (46) عبارة موزعة علی (6) محاور کل محور یمثل بعد من الأبعاد الضروریة لمشکلات المراهقات الکفیفات وحاجاتهن الإرشادیة، وهی کالتالی:

-البعد الأول: المشکلات الشخصیة، ویتکون من (11) عبارة.

-البعد الثانی: المشکلات الاجتماعیة، ویتکون من(9) عبارات.

-البعد الثالث: المشکلات الأکادیمیة، ویتکون من (9) عبارات.

-البعد الرابع: الحاجات الشخصیة، ویتکون من(7) عبارات.

-البعد الخامس: الحاجات الاجتماعیة، ویتکون من(7) عبارات.

-البعد السادس: الحاجات الأکادیمیة، ویتکون من(3) عبارات.

ولقد تم استخدام سلم خماسی متدرج من خمس نقاط تتراوح ما بین (1-5) ویعبر عن وجود المشکلات والحاجات بدرجات متفاوتة یبدأ من دائما ویعبر عنها رقم (5) وکثیرا رقم (4) وأحیانا رقم(3) ونادرا رقم (2) ومطلقا رقم (1) وهذا المقیاس الخماسی یتمیز بسهولته إحصائیًا، بحیث یمکن تحویل البیانات إلى بیانات کمیة یسهل معالجتها إحصائیاً.

الخصائص السیکومتریة لمقیاس مشکلات المراهقات الکفیفات وحاجاتهن الإرشادیة:

- صدق المقیاس:

التحقق من الصدق: لیست مقاییس المشکلات والحاجات اختبارا وضع للتنبؤ بأنماط محددة من السلوک حتى نتمکن من التحقق من صدقها بمعرفة مدی مطابقة أنماط السلوک المتنبأ بها للسلوک المتحقق فعلا کما یقیسه لنا اختبار آخر، ومع ذلک فیمکن أن نستدل على صدق المقاییس من معرفة مدی تحقق بعض الفروض التی بنیت على أساسها، وذلک من خلال قدرته على تقدیر الفروق الحقیقیة بین الأفراد بالنسبة، للسلوک  أو الاتجاه أو المشکلة المراد قیاسها ، والصدق فی هذا البحث  یعنی مدى قدرة المقیاس على کشف مشکلات المراهقات الکفیفات ،وقدتم عرض المقیاس فی صورته الأولیة علی عدد من المحکمین من السادة الأساتذة العاملین فی میدان الصحة النفسیة وعلم النفس لإبداء آرائهم فی مفردات المقیاس ومدی مناسبتها للهدف الذی أعدت له، وقد تم أخذ ملاحظاتهم بعین الاعتبار وإجراء تعدیلات فی صیاغة بعض الفقرات.      

تحلیل المقیاس:

وبعد التحقق من مطابقة نتائج المقاییس مع الواقع الخبری لمشکلات الفتیات وحاجاتهن الإرشادیة وذلک من خلال المقابلة الکلینیکیة، بالاعتماد علی المواقف الملاحظة أو المسجلة کمحکات رئیسیة لدراسة المشکلات، فالمشکلة النابعة من الموقف من  أهم المشکلات (خالد فارس،2004 :50)

وبعد مقارنة النتائج الإحصائیة مع رأی الطالبات بأنفسهن تبین ان أحکام الطالبات دلت علی صدق المقیاس بنسبة مرتفعة تزید عن 88 % من إجمالی عینة البحث.


محکات تحدید درجة مشکلات الفتیات المراهقات الکفیفات

م

المتوسط

درجة المشکلة

1

أقل من 1.8

منعدمة

2

أکبر من  أو یساوی 1.8 وأقل من 2.6

ضعیفة

3

أکبر من أو یساوی 2.6 وأقل من 3.4

متوسطة

4

أکبر من أو یساوی 3.4 وأقل من 4.2

کبیرة

5

أکبر من أو یساوی 4.2

کبیرة جداً

 

مقیاس مشکلات الفتیات المراهقات الکفیفات وحاجاتهن الإرشادیة

م

المشکلات

درجة المشکلة

1

أمرض کثیرا وأشعر بالإرهاق الجسدی

متوسطة

2

لا أتناول الطعام الصحی المتوازن

کبیرة

3

أعانی اضطرابات النوم

کبیرة

4

أنا قلقة

کبیرة

5

أنا خجولة

متوسطة

6

تنقصنی ثقتی بنفسی بسبب کف بصری

متوسطة

7

کف بصری یفرض على سلوکی الاتکالیة التی تسبب لی السلبیة واللامبالاة وعدم تحمل المسئولیة

متوسطة

8

انطوائیة

کبیرة

9

تضایقنی أحلام مزعجة یغلب علیها الخوف

متوسطة

10

لا أجید التعامل مع الأجهزة المنزلیة مثل البوتاجاز والمکواة والسخان بسبب کف بصری

کبیرة

11

أخاف الحرکة والانتقال خارج المنزل بمفردی بسبب کف بصری

متوسطة

12

أعانی التبعیة للناس بسبب کف بصری

متوسطة

13

أشعر بأنی "لافته" افتقد للخصوصیة

متوسطة

14

یتجاهلنی المجتمع بسب کف بصری

کبیرة

15

أسرتی تعاملنی بحرص زائد لأنی کفیفة

کبیرة

16

حیاتی الاجتماعیة محدودة جداً بسبب کف بصری

کبیرة

17

لا یتیسر لی مشارکة الآخرین فی التنزه والاستمتاع بالطبیعة ولا أجد متعة فی کثیر من الأشیاء التی تمتع غیری بسبب کف بصری

متوسطة

18

أجد صعوبة فی طلب المساعدة من الناس وأنتظر عرضهم مساعدتی

کبیرة

19

أکره رفض المجتمع للزواج من کفیفة

کبیرة جداً

20

ارفض استخدام العصا البیضاء بسبب الشکل الاجتماعی رغم علمی بأنها أداة مهمة جدا للسیر بأمان فی الشارع

کبیرة جداً

21

لا أجید توزیع وقتی بین الاستذکار والترفیه

کبیرة

22

أتغیب کثیرا عن المدرسة بسبب کف بصری وخضوعی لظروف من یرافقنی إلى المدرسة

متوسطة

23

لا أفضل الدراسة فی المدارس الخاصة بالکفیفات

ضعیفة جداً

24

کف بصری یؤثر على الإنجاز الأکادیمی والتحصیل الدراسی لی

متوسطة

25

لیست لدی حریة اختیار مواد تخصصی

کبیرة

26

کتابة المقررات بطریقة برایل وطباعتها تستغرق مزیدا من الوقت مما یؤخر وصولها إلى

کبیرة

27

الوسائل التعلیمیة المساعدة الخاصة بالمکفوفین غیر کافیة

متوسطة

28

أکثر من التساؤلات والاستفسارات لأتحقق مما اسمع

کبیرة

29

المدرس لا یراعی ظروف کف بصری عند إلقاء المادة العلمیة لذلک أجد صعوبة فی دراسة بعض المقررات کالخرائط

ضعیفة

30

احتاج لتعلم الاعتماد على نفسی فی القیام باحتیاجاتی الأساسیة رغم کف بصری

متوسطة

31

احتاج للتوعیة بمشکلات مرحلة المراهقة ومدی تداخلها مع مشکلات کف البصر

کبیرة جداً

32

احتاج لتدریب حواسی الأخرى للاستفادة منها لتعویض نقص حاسة البصر

کبیرة

33

احتاج تعلم المهارات الحیاتیة التی تحتاجها الکفیفة من سلوکیات الملبس والمأکل والعنایة بالنظافة الشخصیة وتحسین المظهر

متوسطة

34

احتاج لتعلم مهارات التعرف والتنقل خاصة خارج المنزل بمفردی وتزویدی بالوسائل والخبرات اللازمة لسلامة وأمن الکفیفة

کبیرة

35

احتاج للاستفادة من التکنولوجیا باستخدام الوسائل المساعدة للمکفوفین کالعصا البیضاء والتدرب علیها

کبیرة

36

احتاج لاکتساب طرق التعبیر عن نفسی (لفظیا -فنیا) التی تظهر طاقاتی البشریة وتعبر عن سماتی ککفیفة

کبیرة

37

احتاج لمشارکة الآخرین لی فی إشباع بعض احتیاجاتی التی أعجز عن إشباعها بنفسی بسبب کف بصری

 

کبیرة

38

احتاج لإعادة البناء المعرفی للأفکار والمعتقدات المتعلقة بالإعاقة البصریة لدی أفراد المجتمع وکف تعبیراتهم وتصرفاتهم المسیئة تجاه کف بصری

کبیرة جداً

39

احتاج التغذیة الراجعة من المبصرین لتزویدی بالمعلومات کأحد البدائل التعویضیة عن کف بصری.

کبیرة

40

احتاج لتوعیة المجتمع بالأسلوب الأمثل فی التعامل معی القائم على الاحترام والتقدیر البعید عن الشفقة أو النبذ

کبیرة جداً

41

احتاج لمعالجة التحیز البیئی وتنمیة القیم البیئیة لبیئتی المحیطة من أبنیة وأثاث وأجهزة ووسائل مواصلات

کبیرة جداً

42

احتاج للاستقلال العاطفی وتکوین اتجاهات ایجابیة نحو الجنس الآخر

متوسطة

43

احتاج لتفعیل عملیات التبرع بالقرنیة لتحقیق أمل الکثیر من الکفیفات فی إبصار النور

کبیرة جداً

44

احتاج لتکوین عادات سلیمة للاستذکار (تنظیم الوقت -ترکیز الذهن -العوامل التی تساعد على الترکیز)

کبیرة

45

احتاج لتصمیم المناهج التعلیمیة بما یناسب طبیعة کف بصری حیث انها مصممة لتناسب المبصرین

کبیرة جداً

46

احتاج للنصح فیما التحق به بعد المرحلة الثانویة

متوسطة

 جاءت معانی ومضامین العبارات(1-11) معبرة عن مشکلات المراهقات الکفیفات الشخصیة، التغذیة، إضرابات النوم، والانطوائیة، الخجل، القلق، وخوف التنقل والتعامل مع الأجهزة الکهربائیة بسبب کف البصر، والأحلام المزعجة، وهی بذلک تدعم تسمیة البعد الأول "المشکلات الشخصیة "

   یتضح من معانی ومضامین البنود (12-20) أنها تدور حول المشکلات التی تواجهها المراهقات الکفیفات فی الجانب الاجتماعی من حیاتهن، من اتجاهات المجتمع السالبة نحو کف البصر، التبعیة للآخرین، ولذلک تم تسمیة هذا البعد "المشکلات الاجتماعیة"

 یتضح من معانی ومضامین العبارات (21-29) أنها تتمثل فی التعبیر عن المشکلات الأکادیمیة، ومن أهمها المناهج الدراسیة، الوسائل التعلیمیة المساعدة الخاصة بالکفیفات، بما یدعم إمکانیة تسمیة هذا البعد "المشکلات الأکادیمیة"

 معانی ومضامین البنود(30-36) تمثل المتطلبات الشخصیة للکفیفات، من تدریب للحواس الأخرى واکتساب المهارات الحیاتیة، ومهارات التعرف والتنقل، ومن خلال ذلک تم تسمیة هذا البعد "الحاجات الشخصیة" 

العبارات (37-43) ما هی إلا معانی ومضامین معبرة عن الحاجة للإشباع فی الجانب الاجتماعی للمراهقات الکفیفات، والذی لنا نسمیه الدعم الاجتماعی، من قبیل التکافل والتکامل بین أفراد المجتمع والذی یذهب بنا لتسمیة هذا البعد "الحاجات الاجتماعیة"    

معانی ومضامین العبارات(44-46) تتناول ما یخص عادات الاستذکار، والحیاة الدراسیة للمراهقات الکفیفات، لذلک تم تسمیة هذا البعد "الحاجات الأکادیمیة"

ثبات المقیاس:

 تم التحقق من ثبات المقیاس من خلال إعادة تطبیقه علی مفردات العینة، وأیضا بالطرق الإحصائیة. مما یجعل الأداة تتمیز بالصدق والثبات یمکن استخدامها علمیا.

     ومن خلال ما سبق یتضح مدی صدق وثبات هذا المقیاس فی قیاس ما وضعت لقیاسه، وتتمثل الاستفادة من هذا البحث لمقیاس مشکلات المراهقات الکفیفات وحاجاتهن الإرشادیة من جانبین:

1-الجانب النظری: حیث یتضح من خلال الخصائص السیکومتریة ونتائجها أن المقیاس ینطبق علی ما جاء فی الإطار النظری من خلال مفردات المقیاس التی تبین مشکلات المراهقات الکفیفات وحاجاتهن الإرشادیة فی کافة جوانب حیاتهن الشخصیة والاجتماعیة والأکادیمیة، ویبین صدق وثبات المقیاس مدی التطابق بین بنود المقیاس والمرجعیة النظریة ،بالإضافة لأهمیة وجود مقاییس عربیة تتناول مشکلات المراهقات الکفیفات وحاجاتهن الإرشادیة ،وتکون بمثابة قاعدة بیانات تنطلق منها البرامج العلاجیة والوقائیة والتوعویة فی کیفیة إرشاد المراهقات الکفیفات.

2-الجانب التطبیقی: صدق المقیاس لقیاس ما وضع لقیاسه یؤهله للاستفادة منه کأداة تشخیصیة للحالات المشابهة لمفردات البحث نستدل منها علی أنماط المشکلات والحاجات التی هی متجددة ونسبیة یلزم لها نموذج یحتذی نتمکن من خلاله الاستدلال علی ما یستجد منها، وأیضا کأداة قیاسیة یستعین بها الباحثون فی البحوث والدراسات المستقبلیة، ویستعین بها التربویون والمرشدون فی مجال الإرشاد النفسی.   

نتائج البحث کما أفرزتها نتائج مقیاس مشکلات المراهقات الکفیفات وحاجاتهن الإرشادیة:

-تعددت مشکلات الفتیات المراهقات الکفیفات من طالبات المرحلة الثانویة الشخصیة، ما بین مشکلات صحیة ومشکلات سلوکیة وانفعالیة ومشکلات معیشیة حیاتیة، وعبرت الفتیات المراهقات الکفیفات عن مشکلاتهن الشخصیة باستجاباتهن علی عبارات المقیاس بشکل لا یمثل ظاهرة فهی تحتاج إلی تدخل بالتوعیة فی قسم کبیر منها بالنسبة للفتیات والأسرة والمجتمع. لأن کل هذه الاستجابات تخبر عن طبیعة مشکلات مرحلة المراهقة والتی هی سمة عامة یشترک فیها جمیع المراهقین والمراهقات.

-تأتی الخطورة من تأثیر المشکلات الاجتماعیة علی الفتیات خاصة فی سن المراهقة التی تتشکل فیها الذات الاجتماعیة للمراهقات، فإن الفتیات الکفیفات تعانین من المشکلات الاجتماعیة ککل بدرجة کبیرة، وذلک ما أکدته درجاتهن علی مقیاس المشکلات ویرجع ذلک إلی الاتجاهات السلبیة للمجتمع نحو الفتیات الکفیفات من تجاهل ورفض یمتد لرفض الزواج من الکفیفات، مما یدفعهن للعزلة، ومن أبرز مشکلات الکفیفات التبعیة للناس بسبب الاستعانة بالمرافقین، افتقاد الکفیفات للخصوصیة حیث یری المبصرون أفعالهن فلا تستطیع الکفیفة السیطرة علی البیئة المحیطة، فضلا عن مشکلة رفض الفتیات لاستخدام أدوات التکنولوجیا المعینة مثل استخدام العصا بسبب الشکل الاجتماعی، وغیرها

-أکد البحث وأیضا الدراسات السابقة أن ما تعانیه المراهقات الکفیفات من مشکلات أکادیمیة یفوق ما تعانیه مثیلاتهن المبصرات نظرا لتصمیم المناهج التعلیمیة تقوم أساساً علی الأنشطة البصریة وبما یناسب المبصر لا الکفیف، فی الوقت الذی تحتاج فیه الکفیفات إلی التربیة الخاصة بأدوات تناسب کف البصر، مما فرض علی الکفیفات تحدید المواد الدراسیة بالمواد الأدبیة دون المواد العلمیة التی تحتاج للملاحظة البصریة، غیر أن الفتیات أبدین انزعاجاَ من ذلک لأنه قد یعطیهن إشارة بالاختلاف عن مثیلاتهن المبصرات بما یوحی ببعض  الدونیة التی ترفضها الفتیات، ومن هنا نشأت مشکلة تأثیر کف البصر على الإنجاز الأکادیمی والتحصیل الدراسی للفتیات الکفیفات حیث أکد البحث ما أشارت الأبحاث السابقة من انخفاض مستوی تحصیل الکفیفات عن المبصرات خاصة إن لم یراعی  المدرس ظروف کف البصر والفروق الفردیة  بین الطالبات عند إلقاء المادة العلمیة، وهناک مشکلة خاصة بالکفیفات دون المبصرات وهی التغیب کثیرا عن المدرسة بسبب الخضوع لظروف من یرافقهن إلى المدرسة حیث عانت بعض الطالبات منها وخاصة ان الأهل یرفضون ذهابهن إلی المدرسة بمفردهن، ثم جاء إشکال الدراسة فی المدارس الخاصة بالکفیفات منعدما؟ حیث جاءت استجابات الفتیات على المقیاس تفضیل الدراسة فی المدارس الخاصة بالکفیفات لمناسبتها لظروفهن وتشابه ظروف الفتیات.     

-تتسم الحاجات الإرشادیة بالتعدد والتجدد والنسبیة، وان کانت حاجات المکفوفین لا تختلف کثیرا عن حاجات الأسویاء، فالکفیف له نفس الحاجات التی لدی أی إنسان آخر، إلا أن المکفوفین لهم حاجات خاصة بهم تزید عن حاجات المبصرین تلک الحاجات التی یفرضها کف البصر علیهم، وبما أنه لا یمکننا تحدید الحاجات الإرشادیة للفتیات المراهقات الکفیفات من طالبات المرحلة الثانویة إلا بمعرفة أنماط المشکلات التی تواجههن، ومن هذا المنطلق تمکننا من إدراک الحاجات الإرشادیة بعد تتبع المشکلات.  

-عبرت مرحلة المراهقة عن حاجاتها لدی الفتیات المراهقات الکفیفات بما یوازی حاجات الإعاقة البصریة، مما لزم معه الدعم النفسی والاجتماعی لإشباع الحاجات الإرشادیة لهن.      

-أظهر البحث أن الفتیات الکفیفات لهن حاجات تستغنی عنها الفتیات المبصرات، فهن بحاجة للتدریب علی المهارات الحیاتیة کالمأکل، والملبس، والعنایة بالنظافة الشخصیة، والتنقل، والتدرب علی التکنولوجیا المساعدة فی ذلک، لأنهن بحاجة لمساعدة الآخرین بقدر أکبر من المبصرات ویقول (قشقوش،1985 :265) أن المراهق یتعلم کیفیة إشباع حاجاته الأساسیة من التعلیم الاجتماعی، لذا لزم تعدیل اتجاهات المجتمع السالبة نحو الکفیفات وفی ذلک یشیر "طلعت منصور "لضرورة "الاهتمام بالبعد الثقافی للإعاقة توجها نحو إزکاء الوعی بها وبتحدیاتها وبالمسئولیة المجتمعیة إزائها وتغییر الاتجاهات الاجتماعیة نحوها من اجل تهیئة للعمل مع ذوی الإعاقة وذویهم فی إطار توجهات الدمج الأمثل(طلعت منصور، 2009، 7-9).فالفتیات الکفیفات بحاجة لأبنیة وأثاث وأجهزة ووسائل مواصلات تناسب کف بصرهن ،کما أنه لهن حاجات صحیة مختلفة وأیضا حاجات طبیة خاصة ومن أهمها تفعیل عملیات التبرع بالقرنیة لتحقیق أمل الکثیر من الکفیفات فی إبصار النور،وأیضا متطلبات معیشیة زائدة بسبب کف البصر مما أوجب ضرورة تعلم الاعتماد على النفس فی القیام بالاحتیاجات الأساسیة بتدریب الحواس الأخرى للاستفادة منها لتعویض نقص حاسة البصر.

-من خلال تتبع حاجات المراهقات الکفیفات الاجتماعیة نجد أنه لهن حاجات إرشادیة اجتماعیة تحتاج للإشباع بدرجة کبیرة تعکس مشکلاتهن الاجتماعیة التی جاءت متحققة بدرجة کبیرة أیضا لأنها من صنع المجتمع والبیئة المحیطة فالکفیف یعیش فی مجتمع غالبیته من المبصرین، مما یلفت انتباهنا إلی أهمیة الجانب الاجتماعی فی مرحلة المراهقة خاصة. حیث تلح الحاجة إلى الاجتماع وتکوین شخصیة اجتماعیة، ویزید من أهمیة الحاجات الاجتماعیة حاجة الکفیف إلى الناس إن شاء أو أبی لأن طبیعة الإعاقة البصریة تفرض نوعا خاصا من الحاجات الاجتماعیة، کالحاجة لمساعدة الآخرین، الحاجة للتغذیة الراجعة من المبصرین

- أن کف البصر أوجد حاجات أکادیمیة خاصة للفتیات المراهقات الکفیفات تفوق احتیاجات مثیلاتهن المبصرات، وقد ظهر ذلک من خلال تعبیر الفتیات من خلال مقیاس الحاجات الإرشادیة أن المراهقات الکفیفات لهن  حاجات ومتطلبات خاصة إضافیة نتیجة الإعاقة الحسیة التی تعانین منها، حیث تحتاج إلى تقدیم خدمات تربویة وتعلیمیة خاصة لهم لا یحتاج إلیها العادیون، وهو ما یطلق علیه التربیة الخاصة "EducationSpecial "  والتی تتضمن تصمیم وتکیف المناهج الدراسیة واستراتیجیات التدریس والأسالیب المعینة والمواد التعلیمیة بهدف تلبیة الحاجات التربویة والتعلیمیة الخاصة بالمکفوفین لکی تتاح لهن الفرصة لیتعلموا ویعملوا مستفیدین من باقی حواسهم وسائر قدراتهم، حیث یری "توماس کارل" أن حاسة الإبصار من أهم الحواس الخمسة للإنسان باعتبارها المصدر الرئیسی الذی ینقل للإنسان القدر الأکبر والأکثر من الخبرات ونواحی المعرفة، والذی یفوق حصیلة الحواس الخمسة مجتمعة (توماس کارل، 1969، 141).

 

المراجع

1-           إبراهیم قشقوش(1985): سیکولوجیة المراهقة، القاهرة، مکتبة الأنجلو المصریة.

2-    إیمان عبد الوهاب محمود(2011): فاعلیة برنامج إرشادی فی زیادة التکیف الشخصی والاجتماعی للمراهقات الکفیفات. رسالة دکتوراه، کلیة الخدمة الاجتماعیة، جامعة حلوان.

3-           توماس ج.، کارل(1969): رعایة المکفوفین نفسیا واجتماعیا ومهنیا. (ترجمة: صلاح مخیمر)، القاهرة: عالم الکتب

4-           حامد عبد السلام زهران (1994): علم نفس النمو "الطفولة والمراهقة، ط 5، القاهرة، عالم الکتب.

5-           خالد فارس(2004): الاحتیاجات الخاصة/الکفیف، القاهرة، المنظمة الکشفیة العربیة. الأمانة العامة للنشر.

6-           ذوقان عبیدات، عبد الرحمن عدس، کاید عبد الحق(1996): البحث العلمی، مفهومه، أدواته، أسالیبه، عمان، دار الفکر.

7-           طلعت منصور (2009): الدعم النفسی -الاجتماعی لأسر الأشخاص من ذوی الإعاقة، الشارقة، الإمارات.

8-           کمال سالم سیسالم(1997): المعاقون بصریا خصائصهم ومناهجهم، القاهرة، الدار المصریة اللبنانیة.

9-           محمد إبراهیم عید (2000): علم نفس النمو، القاهرة، کلیة التربیة، جامعة عین شمس، 

10-       مصطفی فهمی(1979): أصول علم النفس. القاهرة: دار المعارف.

11-       منی الحدیدی(2005): النساء والفتیات الکفیفات وضعیفات البصر فی الدول العربیة، دراسة استطلاعیة. مؤتمرالتربیة الخاصة العربی "الواقع والمأمول"، الجامعة الأردنیة.

12-       منیرة أحمد حلمی (1965): مشکلات الفتاة المراهقة وحاجاتها الإرشادیة، القاهرة، دار النهضة العربیة.

13-نیس حکیمة (2014): الحاجات الإرشادیة وعلاقتها بالتوافق النفسی والرضا عن الدراسة لدی تلامیذ السنة الأولی من التعلیم الثانوی. رسالة ماجستیر، کلیة العلوم الإنسانیة والاجتماعیة، جامعة الجزائر، الجزائر.

14-  Bolt Daivd (2005): The Encarta World English Dictionary.

15-  Brown,   D.  (1983). Responses of Blind and seeing Adolescents to an Introversion Extroversion Questionnaire.The Journal of Psychology,    96, 7.

16-  El mesri, S.  (2002). Gender issues of the visually impaired in Egypt. International Society for low Vision– research and rehabilitation.

17-  Garaigordobil, M. & Bernaras, E. (2009) Self Concept, Self-esteem, Personality traits and Psychopathological Symptoms in adolescents. Psychology, 12, 1, 149-160.

18-  Mooney, Ross. : "Serving High School Students problems by Means of a Problem Check List: Education Research Bulletin, March 1942.

19-  Wagner, E. (2004). Development and Implementation of a Curriculum to develop Social competence for students With Visual Impairment in Germany. Journal of VisualImpairment &Blindness, 98, 11, 703-710.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

1-           إبراهیم قشقوش(1985): سیکولوجیة المراهقة، القاهرة، مکتبة الأنجلو المصریة.
2-    إیمان عبد الوهاب محمود(2011): فاعلیة برنامج إرشادی فی زیادة التکیف الشخصی والاجتماعی للمراهقات الکفیفات. رسالة دکتوراه، کلیة الخدمة الاجتماعیة، جامعة حلوان.
3-           توماس ج.، کارل(1969): رعایة المکفوفین نفسیا واجتماعیا ومهنیا. (ترجمة: صلاح مخیمر)، القاهرة: عالم الکتب
4-           حامد عبد السلام زهران (1994): علم نفس النمو "الطفولة والمراهقة، ط 5، القاهرة، عالم الکتب.
5-           خالد فارس(2004): الاحتیاجات الخاصة/الکفیف، القاهرة، المنظمة الکشفیة العربیة. الأمانة العامة للنشر.
6-           ذوقان عبیدات، عبد الرحمن عدس، کاید عبد الحق(1996): البحث العلمی، مفهومه، أدواته، أسالیبه، عمان، دار الفکر.
7-           طلعت منصور (2009): الدعم النفسی -الاجتماعی لأسر الأشخاص من ذوی الإعاقة، الشارقة، الإمارات.
8-           کمال سالم سیسالم(1997): المعاقون بصریا خصائصهم ومناهجهم، القاهرة، الدار المصریة اللبنانیة.
9-           محمد إبراهیم عید (2000): علم نفس النمو، القاهرة، کلیة التربیة، جامعة عین شمس، 
10-       مصطفی فهمی(1979): أصول علم النفس. القاهرة: دار المعارف.
11-       منی الحدیدی(2005): النساء والفتیات الکفیفات وضعیفات البصر فی الدول العربیة، دراسة استطلاعیة. مؤتمرالتربیة الخاصة العربی "الواقع والمأمول"، الجامعة الأردنیة.
12-       منیرة أحمد حلمی (1965): مشکلات الفتاة المراهقة وحاجاتها الإرشادیة، القاهرة، دار النهضة العربیة.
13-نیس حکیمة (2014): الحاجات الإرشادیة وعلاقتها بالتوافق النفسی والرضا عن الدراسة لدی تلامیذ السنة الأولی من التعلیم الثانوی. رسالة ماجستیر، کلیة العلوم الإنسانیة والاجتماعیة، جامعة الجزائر، الجزائر.
14-  Bolt Daivd (2005): The Encarta World English Dictionary.
15-  Brown,   D.  (1983). Responses of Blind and seeing Adolescents to an Introversion Extroversion Questionnaire.The Journal of Psychology,    96, 7.
16-  El mesri, S.  (2002). Gender issues of the visually impaired in Egypt. International Society for low Vision– research and rehabilitation.
17-  Garaigordobil, M. & Bernaras, E. (2009) Self Concept, Self-esteem, Personality traits and Psychopathological Symptoms in adolescents. Psychology, 12, 1, 149-160.
18-  Mooney, Ross. : "Serving High School Students problems by Means of a Problem Check List: Education Research Bulletin, March 1942.
19-  Wagner, E. (2004). Development and Implementation of a Curriculum to develop Social competence for students With Visual Impairment in Germany. Journal of VisualImpairment &Blindness, 98, 11, 703-710.