الدافعية الأخلاقية وعلاقتها بالصلابة النفسية لدى طلاب الجامعة "دراسة تنبؤية فارقة"

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

المستخلص

هدف البحث إلى الکشف عن الدافعية الأخلاقية وعلاقتها بالصلابة النفسية لدى طلاب الجامعة، وبلغ عدد المشارکين في البحث (257) طالباً وطالبة بکليتي التربية والدراسات الإنسانية جامعة الأزهر بالقاهرة. وتمثلت الأدوات في مقياسي الدافعية الاخلاقية، والتوجه نحو الاهتمام بالقيم الأخلاقية (إعداد الباحثان)، واستبيان الصلابة النفسية إعداد (مخيمر،2015)، وبمعالجة البيانات إحصائياً أسفرت النتائج عن وجود علاقة ارتباطية موجبة دالة إحصائياً بين الدافعية الأخلاقية والصلابة النفسية بأبعادها الثلاثة (الالتزام، والتحکم، والتحدي)، وإمکانية التنبؤ بالصلابة النفسية وأبعادها(الالتزام، والتحکم، والتحدي) من خلال الدافعية الأخلاقية، کما وجدت فروق بين مرتفعي ومنخفضي الدافعية الأخلاقية في الصلابة النفسية وأبعادها لصالح مرتفعي الدافعية الأخلاقية، وأيضا وجدت فروق بين الذکور والإناث في الدافعية الأخلاقية لصالح الإناث، في حين لم توجد فروق بين الذکور والإناث في الدرجة الکلية للصلابة النفسية وأبعادها باستثناء بُعد التحدي؛ حيث وجدت فروق لصالح الذکور.

الكلمات الرئيسية


الدافعیة الأخلاقیة وعلاقتها بالصلابة النفسیة

 لدى طلاب الجامعة "دراسة تنبؤیة فارقة"

إعـداد

   د/ عبد النعیم عرفة محمود                       د/أیمن منیر حسن الخصوصى

   أستاذ الصحة النفسیة المساعد                        مدرس علم النفس التعلیمى

کلیة التربیة  - جامعة الأزهر بالقاهرة          کلیة التربیة جامعة الأزهر بالقاهرة

هدف البحث إلى الکشف عن الدافعیة الأخلاقیة وعلاقتها بالصلابة النفسیة لدى طلاب الجامعة، وبلغ عدد المشارکین فی البحث (257) طالباً وطالبة بکلیتی التربیة والدراسات الإنسانیة جامعة الأزهر بالقاهرة. وتمثلت الأدوات فی مقیاسی الدافعیة الاخلاقیة، والتوجه نحو الاهتمام بالقیم الأخلاقیة (إعداد الباحثان)، واستبیان الصلابة النفسیة إعداد (مخیمر،2015)، وبمعالجة البیانات إحصائیاً أسفرت النتائج عن وجود علاقة ارتباطیة موجبة دالة إحصائیاً بین الدافعیة الأخلاقیة والصلابة النفسیة بأبعادها الثلاثة (الالتزام، والتحکم، والتحدی)، وإمکانیة التنبؤ بالصلابة النفسیة وأبعادها(الالتزام، والتحکم، والتحدی) من خلال الدافعیة الأخلاقیة، کما وجدت فروق بین مرتفعی ومنخفضی الدافعیة الأخلاقیة فی الصلابة النفسیة وأبعادها لصالح مرتفعی الدافعیة الأخلاقیة، وأیضا وجدت فروق بین الذکور والإناث فی الدافعیة الأخلاقیة لصالح الإناث، فی حین لم توجد فروق بین الذکور والإناث فی الدرجة الکلیة للصلابة النفسیة وأبعادها باستثناء بُعد التحدی؛ حیث وجدت فروق لصالح الذکور.

    

 

 This study aimed to investigate the relationship between moral motivation and psychological Hardiness among University students. In addition, gender differences in the aforementioned variables were identified. The participants were (267) male and female university students recruited from Al-Azhar university (faculty of education - faculty of human studies,), located in Cairo. To collect data, the researchers have designed both Moral Motivation and Moral Values Interest Orientation Inventories. Psychological Resilience Questionnaire (Mekhimar, 2015) was also used. Results indicated that there was statistically significant positive relationship between moral motivation and psychological resilience and its dimensions (commitment – control - challenge). Moral motivation was a significant predictor of psychological resilience and its dimensions (commitment – control - challenge). There were statistically significant differences between higher and lower moral motivation grade obtainer in psychological resilience in favor of the high grade obtainers. Statistically significant gender differences in moral motivation (in favor of the females) were obtained. However, no statistically significant gender differences on the total score or dimensional scores of psychological resilience - except for the control dimension – were identified.


الدافعیة الأخلاقیة وعلاقتها بالصلابة النفسیة

 لدى طلاب الجامعة "دراسة تنبؤیة فارقة"

إعـداد

   د/ عبد النعیم عرفة محمود                       د/أیمن منیر حسن الخصوصى

   أستاذ الصحة النفسیة المساعد                        مدرس علم النفس التعلیمى

کلیة التربیة  - جامعة الأزهر بالقاهرة          کلیة التربیة جامعة الأزهر بالقاهرة

مقدمة:

       تُعـد الأخلاق من الموضوعات المهمة لدى جُل المجتمعات، إذ تُشَّکِل الأخلاق موجِّهات لسلوک کل فرد فی تعامله مع المواقف الحیاتیة الیومیة المختلفة والتی یکتسبها من التربیة والبیئة التی یعیش فیها، وقد حث الدین الإسلامی الحنیف على الأخلاق، وجاء على لسان نبی الأمة سیدنا محمد صل الله علیه وسلم " إنما بُعثت لأُتمم مکارم الأخلاق"، وفی القرآن الکریم قوله تعالى واصفاً خُلُقِ نبیِّه ﴿ وَإِنَّکَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِیمٍ﴾ [القلم :4]، وهذا تأکید على أهمیة وضرورة الترکیز على التحلی بالأخلاق، وتصرُّف الفرد بشکل أخلاقی من خلال التزامه بالمعاییر والقیم الأخلاقیة یُشعره بالراحة النفسیة ویجعله أکثر تقبلاً من قِبل الآخرین، ولذا تُعد الدافعیة الأخلاقیة Moral Motivation أساساً لتوجیه الفرد إلى التصرف بشکل أخلاقی لما یجب القیام به والابتعاد عن کل ما هو غیر أخلاقی.

      وعند الحدیث عن مفهوم الدافعیة الأخلاقیة ینبغی أن یتم التساؤل الآتی: ما الذی یدفع الناس إلى التصرف بشکل أخلاقی؟ والإجابة على هذا التساؤل تتحدد فی "القوة التحفیزیة المهمة للسلوک الأخلاقی" أی قیم الالتزام والقواعد التی تجسد تلک القیم أو المثل العلیا (Herfeld & Schaubroeck, 2013:70)، وأیضا طرح السؤالین الآتیین: ما هو الشیء الصحیح الذی یجب القیام به؟ ولماذا یجب أن یفعل الناس الشیء الصحیح؟ وهذان التساؤلان یقودان إلى مفهوم العقلانیة، وفی المناحی النظریة فإن الفرد الذی یتصرف بشکل أخلاقی یُنظر إلى تصرفه هذا على أنه تعبیر عن السلوک العقلانی, وأن الدافعیة الأخلاقیة تنشأ من حقیقة أن الشخص الفاضل یتصرف بشکل عقلانی دون سواه (Colle & Werhane, 2008: 751,755).

    ویذکر کل من  (Heinrichs; Oser & Lovat,2013:1)فی کتابهم (الدافعیة الأخلاقیة: النظریات والنماذج والتطبیقات) أن بنیة الدافعیة الأخلاقیة - تکون جزءاً مهماً – من الإجابة على هذه الأسئلة، وبالرغم من أن علم النفس الدافعی قد بحث حول ما یدفع الناس إلى التصرف أو العمل بشکل عام، إلا أن الدافعیة الأخلاقیة  تبحث فی ما یدفع الناس إلى التصرف على نحو أخلاقی أو غیر أخلاقی  (Heinrichs, Oser & Lovat,  . 2013:1)

     وتسهم الدافعیة الأخلاقیة فی زیادة اهتمامات الفرد، وانخفاض الضغط والتوتر، والمزید من الابتکار، والمرونة المعرفیة، والتعلم المفاهیمی الأفضل، والأسلوب الانفعالی الأکثر إیجابیة، والتقدیر المرتفع للذات، والمزید من الثقة، واستمرار أکبر فی تغییر السلوک، وتحسین الصحة البدنیة والنفسیة "(Deci & Ryan, 1987:1024) . کما أنها تتنبأ بالفهم الجید للآخرین، وهذا ما أوضحته دراسة (Malti & Buchmann, 2010) والتی بحثت التنشئة الاجتماعیة والفروق الفردیة فی الدافعیة الأخلاقیة لدى المراهقین والبالغین وتوصلت إلى ارتباط الدافعیة الاخلاقیة ایجابیاً بنوعیة العلاقة بین الوالدین والأبناء والفهم الجید للأصدقاء.

     وتشیر (Assor,2011:240) إلى أن الدافعیة الأخلاقیة تحفز الفرد على القیام بالأعمال الأخلاقیة التی تحتاج إلى بذل الوقت أو الجهد أو المال، کما أن الأخلاقیین یصدرون أحکاماً أخلاقیة ویبقون غیر متحمسین بدوافعهم، أما ذوی الدافعیة الأخلاقیة فإنهم رغم إصدارهم أحکاماً أخلاقیة فعلیاً إلا أنه یتبعها القیام بالسلوک بشکل أخلاقی، کما أن تصرفهم یکون بشکل أکثر عقلانیة ومنطقیة من غیرهم.

      وفی الأعمال الإنسانیة، یستجیب الأفراد لمواقف الأزمات والکوارث التی یتعذر فیها على الضحایا أن یتعافوا من تلقاء أنفسهم وتجعلهم معرضین للخطر أکثر وبدرجة کبیرة. فالأفراد الذین یشارکون فی العمل الإنسانی مدفوعون بدافع قوی یمکن تحدید مصدره باستخدام المدخل  القائم على الأخلاق، والدافعیة الأخلاقیة هو الأساس للالتزام بالمسار الأخلاقی لعمل الفرد البشری .(Komenska,2017:145)  

     وفی الوقت ذاته تمثل الدافعیة الأخلاقیة والصلابة النفسیةPsychological Hardiness  جانبین مهمین من جوانب النمو الإنسانی المؤثرة على طبیعة سلوک الفرد؛ حیث ترتبط الصلابة النفسیة بطبیعة الالتزام الأخلاقی للفرد فی المواقف المختلفة والبُعد عن المخالفات أو الانتهاکات الأخلاقیة.

وتُعد الصلابة النفسیة مزیجاً من المواقف والمعتقدات التی تعطی الفرد الدافع والشجاعة لمواجهة المواقف الصعبة والعصیبة وبذل الجهد للتعامل مع تلک المواقف والذی یؤدی إلی فتح طرق متعددة للنمو (Maddi,2002:74).

وتضیف  (Maddi,2006:161)أن البحث فی موضوع الصلابة النفسیة یُعد إضافة إلی علم النفس الایجابی، وأنها توفر الاستراتیجیات التی تُحوِّل الظروف الضاغطة والکوارث المحتملة إلی فرص للنمو والتعلم. ویوضح ذلک کل من (Kamtsios & Karagiannopoulou,2016:29) بقولهما" أنه أصبح راسخاً فی علم النفس الایجابی أن الصلابة النفسیة نمط من الاتجاهات والمهارات تساعد الفرد علی بقائه وبشکل مرن تحت مختلف الضغوط ".

     وتؤدی الصلابة النفسیة دوراً مهماً فی حیاة الأفراد لأنها تجعلهم یضعون الظروف الضاغطة فی إطارها العادی وتفسیرها بطریقة تکون أقل تهدیداً لهم، ونتیجة لهذه التقییمات المتفائلة یتم تقلیل الأحداث الضاغطة وبالتالی یکون تأثیرها السلبی علیهم أقل (Kobasa,1982:708). کما تجعلهم یلتزمون بما یقومون به من أعمال، وتُزید من اعتقادهم فی قدرتهم على التحکُّم فی الأسباب وحلول المشکلات التی یواجهونها، وینظرون إلى التغیرات الحیاتیة کتحدی وفرص للنمو.(Florina,Mikulincer & Hirschberger,2001:439)   

کما أن الصلابة النفسیة تجعل الأفراد أکثر مرونة وقابلیة للتغلب على الصعوبات التی تقابلهم من خلال استبعادهم للأفکار اللاعقلانیة (یاغی،2006،36). وقد أظهرت سلسلة الدراسات التی قام بها  Maddi ،  Kobasaأن الصلابة النفسیة لها دور مهم فی الکشف عن الصعوبات التی تهدد الطلاب ممن لدیهم صعوبات فی التوافق الأکادیمی والاجتماعی والانفعالی .(Tantry& Puri-Singh,2016:1258)

      وأیضا تجعلهم یرضون عن حیاتهم المهنیة، ویصلون إلى مستویات قیادیة عُلیا من خلال ممارسات القیادة، وهذا ما أوضحته دراسة (Logan,2016) التی بحثت العلاقة بین الصلابة النفسیة والممارسات القیادیة والرضا الوظیفی لدى (159) من المعلمین الاستشاریین؛ حیث أظهرت نتائجها ارتباط الصلابة النفسیة بالممارسات القیادیة بشکل ایجابی، کما تنبأت بالرضا المهنی لدى المعلمین. کما أوضح  کل من(Ghani,Abdullah,Akil & Nordin,2014:618)  الأدوار الحاسمة التی تقوم بها الصلابة النفسیة فی الإقلال من السلوکیات غیر الأخلاقیة کممارسة الرذائل والانتهاکات الأخلاقیة.

وإذا کان هناک العدید من الأبحاث قد اهتم بدراسة الصلابة النفسیة وعلاقتها بمتغیرات أخرى مثل: التفاؤل ووجهة الضبط (McSteen,1997)، والضغوط النفسیة والحیاتیة (یاغی،2006؛ البیرقدار،2011: القصبی،2014)، والاتجاه نحو الغش الدراسی (الشربینی،2005)، والأمن النفسی (المفرجی، والشهری، 2008)، وأسالیب التفکیر والمهارات الاجتماعیة (Samadzadeh,Abbasi & Shahbazzadegan, 2011)، والتلکؤ الأکادیمی (الحسینی، وعبد الواحد،2011)، ودافعیة الانجاز(علیوی، 2012)، والضغوط المهنیة والفعالیة الذاتیة (Crosson,2015)، والممارسات القیادیة والرضا الوظیفی (Logan,2016)؛ إلا أن هناک محدودیة فى البحوث والدراسات المتعلقة بالدافعیة الأخلاقیة فی علاقتها بالمتغیرات النفسیة والسمات الشخصیة بشکل عام، کما أنه لم یتم دراستها مع الصلابة النفسیة لدى طلاب الجامعة بشکل خاص.

      ویرکز البحث الحالی أیضا على الاختلافات الأخلاقیة بین الجنسین فی الدافعیة الأخلاقیة، ومن غیر الواضح ما اذا کان الذکور یختلفون عن الإناث فی قوة الدافعیة الأخلاقیة، ویبدو أن وصف(Gilligan & Wiggins,1987)  للاختلافات الأخلاقیة بین الجنسین یظهر فی التضمینات الدافعیة من خلال مشارکة الانفعالات مثل "شفقة الإناث" والتی تُعد أکثر استجابة لِمحن الآخرین من الذکور، والأدلة التجریبیة مختلطة ومتفاوته؛ حیث أشارت دراسة (Nunner-Winkler, Meyer-Nikele, &  Wohlrab, 2007) إلى عدم وجود اختلافات بین الجنسین فی الانفعالات الأخلاقیة باعتبارها تدل على الدافعیة الأخلاقیة وذلک فی سن العاشرة، ووجود اختلافات بین الذکور والإناث فی الالتزامات الانفعالیة الأخلاقیة لصالح الإناث فی مرحلة المراهقة. أما دراسة (Malti &Buchmann, 2010) والتی فحصا من خلالها التنشئة الاجتماعیة والفروق الفردیة فی الدافعیة الأخلاقیة لدى عینة من المراهقین والبالغین ممن تتراوح أعمارهم بین (15-21) عاماً وجود فروق فی الدافعیة الأخلاقیة للإناث بدرجة أعلى من الذکور، کما أوضحت نتائج دراسة (Abdou, 2017) أن الدافعیة الأخلاقیة الخارجیة أعلى فی الذکور مقارنة بالإناث، بینما الدافعیة الاخلاقیة الداخلیة تزداد مع التقدم فی العمر بالنسبة للإناث، أما بالنسبة للذکور فهی متقلبة وقد تبقى على حالها. ولاحظ الباحثان الحالیان أن الدراسات المتعلقة بالفروق بین الجنسین فی الدافعیة الأخلاقیة نادرة وقلیلة ولا تقدم نتائج ظاهرة وواضحة.

هذا وقد تضاربت نتائج الدراسات والأبحاث حول أثر الفروق بین الجنسین فی الصلابة النفسیة، حیث توصلت نتائج دراسات کل من (Kiamarsi,1999; Hedayati & Khaeez,2015; Desai,  2017) ، (البیرقدار، 2011) إلى أن الذکور أعلى فی الصلابة النفسیة من الإناث، وبالرغم من ذلک؛ فقد أسفرت نتائج دراسة (عبد الصمد، 2002)  إلى أن الذکور أعلى من الاناث فی بُعدی السیطرة والالتزام للصلابة النفسیة، وعدم وجود فروق بینهما فی بُعد التحدی، وتوصلت نتائج دراسة (مخیمر، 1996) إلى أن الذکور أعلى من الإناث فی بعدی السیطرة والتحدی، وعدم وجود فروق بینهما فی بُعد الالتزام، بینما أظهرت نتائج دراسة (رفاعی، 2003) عدم وجود فروق بین الجنسین فی بعدی الالتزام والسیطرة للصلابة النفسیة، ووجود فروق بینهما فی بُعد التحدی لصالح الذکور. کما توصلت دراسة (Sheard,2009)، ودراسة (نور،2012) إلى أن صلابة الاناث النفسیة أعلى بکثیر مقارنة بالذکور. أما دراسة (Hosseinpour, Enayati, Karimi, Behnia & Nasiry,2008)، ودراسة کل من (المفرجی، والشهری، 2008؛ القصبی، 2014) فتوصلت إلى نتائج مختلفة تماماً؛ حیث أوضحت عدم وجود فرق فی الصلابة النفسیة ترجع لمتغیر النوع (ذکور وإناث).

      وعلاوة على ذلک فإن دراسة الدافعیة الأخلاقیة والصلابة النفسیة أمر جدیر بالبحث نظرا لأنه یسلط الضوء على جانب مهم من جوانب النمو الأخلاقی، وجانب آخر لا یقل أهمیة یتعلق ببعض السمات الایجابیة فی الشصیة والتی تعزز فرص النجاح بدلاً من الترکیز علی عوامل الفشل، والتی تعکس أیضا مبدأ الشجاعة الوجودیة؛ لذا فقد جاء اهتمام البحث الحالی ببحث هذا الموضوع للتعرف على هذین المتغیرین لدى طلاب الجامعة فى ضوء الفروق بین الجنسین.

مشکلة البحث:

    على الرغم من أهمیة دراسة الدافعیة الأخلاقیة فی علم النفس المعاصر - بصفة عامة- والمجال التربوی - بشکل خاص-  وما لها من دورٍ مهم وفاعل فی السلوکیات الحیاتیة لجمیع أفراد المجتمع بجمیع فئاته ومستویاته؛ إلا أن تعرُّف بنیتها ومستواها لدى الأفراد ونموها ودراستها وبخاصة داخل المجال التعلیمی لم یتم الوقوف علیه. 

    وتشیر دراسة کل من(Besser-Jones,2003: iii; Malti & Buchmann, 2010:138,139 ; Kaplan, Crockett & Tivnan,2014:337) إلى أن کثیراً من المجتمعات فی الوقت الحالی یعانون وبشکل ملحوظ من عدم التزامهم بالقواعد الأخلاقیة، وتجنب الدافع للعمل بشکل أخلاقی، وتعدد المشکلات النفسیة والاجتماعیة بناء على ذلک، ویرجع ذلک إلى البُعد عن المبادئ الأخلاقیة والقواعد المألوفة، وعدم توجه اهتمام العلماء وبخاصة علم النفس الإنسانی إلى هذا الجانب، وربما یرجع ذلک إلى أن موضوع الدافعیة الأخلاقیة موضوع معقد ومتشابک ویثیر کثیراً من المشکلات أمام الباحثین، وفی الوقت الذی أکد فیه المنظرون والباحثون ضرورة البحث فی الدافعیة الأخلاقیة؛ إلا أنه لم یتم البحث فی نمو وتطور هذا المفهوم امبریقیاً حتى الآن.

     ویرى(Besser-Jones, 2003:1)  أنه یصعب فی بعض الأحیان فهم السبب فی أن بعض الأفراد یتحکمون بأنفسهم تجاه واجباتهم على الرغم من أن أخلاقهم تتعارض مع آداء ما یکلفون به من واجبات، ولذا یشیر (مصطفى، 2007: 229) إلى ضرورة الاهتمام بالجوانب والسلوکیات الأخلاقیة لأفراد المجتمع، وترسیخ وتدعیم التفکیر والدافع الأخلاقی الموجه لسلوک الأفراد داخلیاً وخارجیاً.

      وإذا کان الأفراد لا یبنون دوافع أخلاقیة، أی إذا لم تصبح الأخلاق "التزاماً أساسیاً" بالنسبة لهم (Blasi, 2004:344)، فإن هذا قد یؤدی إلى اتجاه متناقض: أی فی حین أن المعاییر مقبولة بشکل عام لدى الفرد، إلا أن انتهاکها لا یهدد صورة الذات الخاصة به.

     ومن ثم تتمثل هذه الخطورة فی تدنی أو انخفاض الدافع الأخلاقی والمفاهیم وثیقة الصلة به کالقیم الأخلاقیة لدى أفراد المجتمع؛ حیث أشار (Ghani,et  al., 2014) فی دراسته التی أجریت على المراهقات المتورطات فی ممارسة الجنس قبل الزواج فی مالیزیا إلى أن معظم الانتهاکات الجنسیة من الشباب للفتیات سببه الرئیس هو انخفاض القیم الأخلاقیة لدیهن.

     کما وجد أن معظم الجانحین لدیهم  مستوى منخفض من الحکم الأخلاقی، ودوافعهم الأخلاقیة ضعیفة، مما یعنی أن الأفراد منخفضی الدافعیة الأخلاقیة معرضون لأن یکونوا عرضة لارتکاب الجرائم الجنائیة الخطیرة فی المستقبل (Weyers,2013:385). وهذا  یهدد أمن الأفراد وسلامتهم داخل المجتمع. وأشار(Aboodi, 2017: 223)  إلى أن افتقار الأفراد إلى الدافعیة الأخلاقیة أو عدم وجودها لدیهم بصورة فعّالة قد یضعهم فی وضع سیئ للاستجابة بطریقة أخلاقیة ویؤدی ذلک إلى ما یسمى بالقصور الأخلاقی الذی یترتب علیه جعل الفرد عرضة للاضطرابات النفسیة والمشکلات الاجتماعیة. حیث أوضح (زهران، والصاوی، والجندی1975: 11) أن الطالب عندما یفقد القدرة علی مواجهة الأحداث فإنه یقع فی براثن الغش مما یؤثر علی توافقه النفسی.

       وفی هذا الصدد یشیر (أبو حطب،1983: 285) إلى أن آثار الجوانب غیر الأخلاقیة تمتد مع الطالب إلی ما بعد الإنتهاء من التعلیم وخروجه إلی الحیاة العملیة لیصبح هناک جیل من المواطنین یتسم بالتهاون الأخلاقی والتهرب من المسئولیة والتماس الطرق الملتویة والمنحرفة فی قضاء الأمور بالوساطة والمحسوبیة. کما أن انخفاض الدافعیة الاخلاقیة لدى الأفراد یجعلهم أکثر بعداً عن مساعدة المحتاجین، وقد ظهر هذا فی دراسة (Figuieres, Willinger, &Masclet,2013:745) والتی أوضحت أن الأفراد ذوی الدافعیة الأخلاقیة المنخفضة یتجنبون أعمال الخیر من تبرعات ومساعدات للمحتاجین.

    وفی الوقت ذاته یشیر (Maddi,2006:162) إلى أن الأفراد المنخفضین فی الصلابة النفسیة یحاولون العزلة والانسحاب من العمل تحت وطأة الضغوط، قد یلجأون إلى تناول الکحولیات، کما أنهم یستغرقون فی النوم لساعات طویلة، مما یترتب علیه تدهور حالتهم الصحیة والجسمیة.

     وإذا کان هناک بعض الدراسات الأجنبیة قد اهتم بدراسة الدافعیة الأخلاقیة لدى أفراد المجتمعات الغربیة؛ فأنه لم توجد دراسة فی البیئة العربیة تناولت هذا المفهوم فی حدود اطلاع الباحثین، کما أن هناک قلة فى الدراسات التى اهتمت بدراسة مفهوم الدافعیة الأخلاقیة بالنسبة لطلبة الجامعة-الأمر الذى یقتضى- تسلیط الضوء على هذ المفهوم، وذلک نظراً لارتباطه بجانب من جوانب الفضائل الانسانیة ألا وهو جانب النمو الخُلقی.

   ونظرا لندرة الدراسات والبحوث فی البیئتین العربیة والأجنبیة اهتمت بدراسة الدافعیة الأخلاقیة والصلابة النفسیة معاً لدى طلبة الجامعة  - فى حدود اطلاع الباحثین- فثمة مبرر لإجراء هذا البحث لمحاولة الإجابة على اللأسئلة الآتیة:

1-   هل توجد علاقة ارتباطیة بین الدافعیة الأخلاقیة والصلابة النفسیة وأبعادها (الالتزام، السیطرة، والتحدی) لدى طلاب الجامعة؟.

2-   هل یمکن التنبؤ بالصلابة النفسیة وأبعادها (الالتزام، السیطرة، والتحدی) من خلال الدافعیة الأخلاقیة لدى طلاب الجامعة ؟.

3-   هل توجد فروق ذات دلالة إحصائیة بین مرتفعی ومنخفضی الدافعیة الأخلاقیة فی الصلابة النفسیة وأبعادها (الالتزام، السیطرة، والتحدی) لدى طلاب الجامعة ؟.

4-   هل توجد فروق ذات دلالة إحصائیة فی الدافعیة الأخلاقیة ترجع إلى متغیر النوع (ذکور-إناث) لدى طلاب الجامعة ؟.

5-   هل توجد فروق ذات دلالة إحصائیة فی الصلابة النفسیة وأبعادها(الالتزام، السیطرة، والتحدی) ترجع إلى متغیر النوع (ذکور- إناث) لدى  طلاب الجامعة؟.

أهداف البحث:

       یهدف البحث الحالی إلى: الکشف عن العلاقة بین الدافعیة الأخلاقیة والصلابة النفسیة، وتوضیح مدى إمکانیة التنبؤ بالصلابة النفسیة من الدافعیة الأخلاقیة، ومعرفة الفروق بین مرتفعین ومنخفضی الدافعیة الأخلاقیة فی الصلابة النفسیة، والتعرف على الفروق فی الدافعیة الأخلاقیة تبعاً لمتغیر النوع (ذکور– إناث)، وبحث الفروق فی الصلابة النفسیة تبعاً لمتغیر النوع (ذکور– إناث). 


أهمیة البحث:  تتضح أهمیة البحث الحالی فی النقاط الآتیة:

1-   تسیلط الضوء على متغیر حدیث نسبیاً فی البیئة العربیة" الدافعیة الأخلاقیة" وأهمیته لأفراد المجتمع وضرورة الاهتمام به

2-   تقدیم مقیاس للدافعیة لأخلاقیة من خلال مواقف واقعیة یمکن أن یکون بادرة لتطویره من خلال دراسات أخرى.

3-   فتح المجال لدراسات أخرى تبحث فی الدافعیة الأخلاقیة وعلاقتها بمتغیرات أخرى بما فیها سمات الشخصیة.

مصطلحات البحث:

- الدافعیة الأخلاقیة: Moral Motivation

          یُعرفها الباحثان بأنها "استعداد الفرد ورغبته فی القیام بالسلوکیات الأخلاقیة ذات الصلة الوثیقة باهتماماته وفهمه للقواعد والقیم والمبادئ الأخلاقیة المتعارف علیها فی مجتمعه، والتزامه الشخصی بها، ومیله لتجنب السلوکیات غیر الأخلاقیة التی ینبذها المجتمع، والتی ینبغی علیه تجنب فعلها أو عدم التوجه إلیها، وتکون هذه الرغبة داخلیة تهدف إلى إرضاء ذاته ورفاهیته، وتولِّد مشاعر طیبة له وللآخرین، أو خارجیة تهدف إلى إرضاء الآخرین، أو کسباً لحبهم وثقتهم وإعجابهم. وتتحدد إحصائیاً بمجموع استجابات الطلاب على مقیاس الدافعیة الأخلاقیة.

 

- الصلابة النفسیة:  psychological Hardiness

     تُعرف بأنها "اعتقاد عام لدى الفرد فی فاعلیته وقدرته على استخدام کل المصادر النفسیة والبیئیة المتاحة، کی یدرک ویفسر ویواجه بفاعلیة أحداث الحیاة الضاغطة. وتتحدد إحصائیاً بمجموع درجات استجابات الطلاب على عبارات استبیان الصلابة النفسیة بأبعاده الثلاثة المتمثلة فی :الالتزام والسیطرة والتحدی ( مخیمر،2015: 30-32).

البُعد الأول: الالتزام Commitment

      ویعرّف بأنه نوع من التعهد النفسی یلتزم به الفرد تجاه نفسه وأهدافه وقیمه والآخرین من حوله.

البُعد الثانی: السیطرة Control

     ویشیر إلى مدی اعتقاد الفرد أنه بامکانه أن یکون له تحکم فیما یلقاه من أحداث ویتحمل المسئولیة الشخصیة عما یحدث له.

البُعد  الثالث: التحدی  Challenge

     ویشیر إلى اعتقاد الفرد أن ما یطرأ من تغیر علی جوانب حیاته هو أمر مثیر وضروری للنمو أکثر من کونه تهدیداً له مما یساعده علی المبادأة واستکشاف البیئة ومعرفة المصادر النفسیة والاجتماعیة التی تساعده علی مواجهة الضغوط بفعالیة.

حدود البحث:

تتحدد نتائج البحث الحالی فی إطار المشارکون من طلاب جامعة الأزهر، وبالأدوات، والأسالیب الإحصائیة المستخدمة فی معالجة البیانات.

المفاهیم النظریة والدراسات السابقة:

بدایة یتم استعراض الدافعیة الأخلاقیة من حیث: المفهوم، ونظریات النمو الأخلاقی لأنها ستضع أساساً للإطار النظری للبحث؛ فضلاً عن أنها تحتوی ضمنیاً على الدافعیة الأخلاقیة، ونظریة تقریر المصیر وعلاقتها الوثیقة بالدافعیة الأخلاقیة، ونظرة حول بنیتها، ومصادرها (التفکیر الأخلاقی، الهویة الأخلاقیة، والانفعالیة الأخلاقیة)؛ ثم یتناول الباحثان الصلابة النفسیة من حیث: النشأة، والمفهوم، والأبعاد؛ وفی نهایة هذا الإطار یتناولان الدافعیة الأخلاقیة وعلاقتها بالصلابة النفسیة من خلال عرضهما لبعض الدراسات ذات الصلة، وینتهی بفروض البحث والأسالیب الإحصائیة المستخدمة.

 

أولا: الدافعیة الأخلاقیة:Moral Motivation  

مفهوم الدافعیة الأخلاقیة:

تباینت تعریفات الدافعیة الأخلاقیة تبعاً لاختلاف الباحثین وتوجهاتهم ومدارسهم الفکریة، وقد اهتم عدد کبیر منهم باستقصاء هذا المفهوم؛ حیث عُرِفت بأنها "الدافع لمراعاة الآخرین، والالتزام بالعمل، واستیعاب الایدلوجیات (Brody,1992:43).

ویتفق کل من Nunner-Winkler,1998: 596; Assor,2011:239)) على أن الدافعیة الأخلاقیة مثلها مثل الحکمة وأنها استعداد لمتابعة ما یعتقده الفرد بأنه الشیء الصحیح، والتصرف الشامل للقیام بکل ما هو صواب.  

وینظر (Willard,1998:215) إلى الدافعیة الأخلاقیة على أنها "الاندماج فی السلوک الأخلاقی المناسب؛ حتى فی الحالات أو المواقف التی تکون فیها الحریة الخاصة بالفرد تسمح له القیام بعکس ذلک.

ویعرفها (Sheikh,2007:6) على أنها "موجهات للسلوک والتی تقترب من النتائج الإیجابیة وتعمل على تجنب النتائج السلبیة، والنتائج الإیجابیة فی المجال الأخلاقی هی تلک السلوکیات الأخلاقیة التی یجب القیام بها، فی حین أن النتائج السلبیة فی المجال الأخلاقی هی السلوکیات غیر الأخلاقیة التی ینبغی على الفرد ألا یفعلها. بینما نظر إلیها کل من (Colle & Werhane,2008:756) على أنها  توجیه الفرد للقیام بالشیء الصحیح.

ویضیف (Nunner-Winkler, 2008: 91) أن الدافعیة الأخلاقیة لا تعنی استعداد الفرد لمتابعة ما یعتقده بأنه الشیء الصحیح وفقط؛ بل تتخطى ذلک إلى الاهتمامات والدوافع الکامنة وراء التصرفات الأخلاقیة؛ مثل "لماذا" یجب على شخص ما اتباع القواعد الأخلاقیة؟".

فی حین عرفها کل من (Malti & Buchmann,2010:138) على أنها استعداد الأفراد للالتزام بالقواعد الأخلاقیة التی یرون أنها صالحة حتى عندما تکون هذه القواعد فی حالة صراع أو تعارض مع رغبات أخرى غیر أخلاقیة، وهذا یعنی أن الدافعیة الأخلاقیة لها مکون معرفی قوی حیث یجب على الفرد أن یفهم صحة القواعد الأخلاقیة وأیضا یجب علیه أن یفکر فی هذه المعرفة الأخلاقیة واختیار قبولها باعتبارها التزام شخصی. فی حین یشیر (Luco, 2013:132) إلیها على أنها الدوافع التی تفسر العمل الأخلاقی.

ومن منظور نظریة تقریر المصیر یعرفها کل من (Kaplan,et    al.,2014:337) على أنها "عملیة تفاعل دینامیة بین العوامل المعرفیة والانفعالیة التی تنشأ من الحکم الأخلاقی، والتی تخضع لتفاوت کبیر داخل الفرد. ولم یکتف Kaplan بتعریف الدافعیة الأخلاقیة فی عام 2014م على أنها عملیة تفاعل دینامیة بین العوامل المعرفیة والانفعالیة بل أضاف (Kaplan, 2016:195) إلى أنها عملیة نمو مستمرة تنظم الذات من خلال الحکم والسلوک الأخلاقی.

ویرى (Tannenbaum, 2002 :XI,7) أن الدافع یُعد أخلاقیاَ اذا کان متضمناً لجوانب أخلاقیة، کما أن الدوافع الأخلاقیة منها جانب انفعالی یدفع الفرد للشعور بالآخر متمثلاً فی الرحمة والشفقة والخیر.

ومما سبق یتضح أن الدافعیة الأخلاقیة:

-         ضرورریة لاستمرار الحیاة بشئ من العدالة والإحساس بالآخر.

-         وهی التصرف الشامل للقیام بکل ما هو صواب.

-         وتُعد موجهات للسلوک الأخلاقی من أجل تجنب السلوک السلبی.

-         تختلف عن الدافعیة فی کونها ملزمة للفرد بالقواعد والتقالید التی یحث علیها المجتمع.

-         وأنها عملیة دینامیة بین العوامل المعرفیة والانفعالیة، وأنها ضروریة لمواجهة المواقف الضاغطة.

نظریات النمــو الأخـلاقی:

یستخدم مصطلح النمو الأخلاقی للإشارة إلى المفهوم الکلی للعملیات النمائیة التی تنطوی على دمج مجموعة من المعاییر الأخلاقیة، ولها عدة أجزاء مکونة تُسهم بشکل کلی فی تحقیق مجتمع ناضجاً أخلاقیاً (Brody,1992:36). ویتصرف الشخص الأخلاقی تماماً وفقاً لنظام القیم المقبولة ذاتیاً لدیه، وتطویر هذا النظام من القیم ینطوی على مکونات معرفیة وعاطفیة وسلوکیة، وهی عملیات مترابطة ومعقدة، ویمکن تفسیره من قبل أی من المکونات کل على حدة، وقد احتوت نظریات النمو الأخلاقی ضمنیاً على الدافعیة الأخلاقیة باعتبارها ذات صلة بوصف وتفسیر النمو الأخلاقی، ومناقشة آرائهم یمکن أن تضع أساساً للإطار النظری لهذا البحث.

 

نظریةPiaget,1932) ):

وضعPiaget  فی کتابه المعنون "الحکم الأخلاقی عند الطفل" عام 1932 نظریة فی السلوک الأخلاقی، وفیه یبیِّن تشکل هذ السلوک ونموه عند الطفل، کما یمیز بین الفکر الأخلاقی والعمل الأخلاقی مشیراً إلى أن العلاقة بینهما لیست مباشرة، واعتقد أن الفهم الأخلاقی للطفل وقناعته به یکون من خلال التفاعلات الاجتماعیة، وبعد ذلک یدمج الأطفال خبراتهم فی هویتهم، وأعرب عن اعتقاده بأنه من المفید للأطفال التفاعل مع أقرانهم فی بیئات غیر خاضعة للضبط نسبیاً، لممارسة أخلاقهم المکتسبة، فی حین أنه لم یتم تناول الدافعیة الأخلاقیة والهویة بشکل صریح، واقترح أن یتصرف الأطفال ضمن القیود الاجتماعیة من الخوف والاحترام والمودة تجاه البالغین. ومع ذلک، فإنهم یتعلمون التعاون بواسطة ممارسة فضائل virtues کالتعاطف، ولعب الأدوار من خلال التفاعل مع أقرانهم، وقد حددPiaget  تطور الأخلاق لدى الأطفال، واقترح تطوراً نمائیاً من ثلاث مراحل فی التفکیر الأخلاقی فی البدایة، وهو یرى أن الأطفال الذین تتراوح أعمارهم بین(5،10) أعوام ینظرون إلى العالم من خلال عدسة أخرى مباشرة وفهمهم للأخلاق یلتزم بقواعد سلیمة غیر قابلة للتغییر تُملیها لهم شخصیات السلطة مثل"الآباء والمعلمین". والأسباب وراء اتباعهم لهذه القواعد تکون مدفوعة بحاجاتهم لتجنب العواقب السلبیة، وفی نهایة مرحلة الطفولة الوسطى یبدأ الأطفال فی مشاهدة الأوضاع من وجهات نظر الآخرین، ویبدأون فی أخذ رفاهیة الآخرین بعین الاعتبار. وتصبح أخلاقهم أکثر ذاتیة وتأملاً، وقد أطلق Piaget  على هذا الإنجاز "أخلاق التعاون". وعند بلوغهم من العمر عشرة أعوام والاستمرار فی مرحلة المراهقة یبدأ الأطفال فی إدراک القواعد الأخلاقیة کمبادئ توجیهیة مقبولة اجتماعیاً وضعت لمصلحة العالم، وهذه القواعد معقدة فی طبیعتها، وقابلة للمفاوضة، وتستخدم لتحسین الحیاة،  وهناک إدراک بأن القرارات قد یکون لها عواقب قد تفید أو تؤذی لیس فقط أنفسهم ولکن الآخرین أیضا، وأنشأPiaget  إطاراً لنمو الأخلاق من خلال نظریات أخرى تم بنائها. کما حاول معرفة نوعیة اتجاه تفکیر الطفل الأخلاقی عن طریق معرفة تفکیره فی قواعد اللعب؛ حیث یرى أن ثمة اتصالا بین قیم الطفل وبین أفعاله الخلقیة، ویقول فی هذا المجال "إذا رغبنا فی فهم شیء عن خلق الطفل فمن الواضح أنه ینبغی أن نبدأ بتحلیل هذه الحقائق، فکل الأخلاق عبارة عن مجموعة من القواعد، وروح الأخلاق کلها نجده فی مدى احترام الفرد لهذه القواعد(Piaget , 1932:12,13)  .

نظریة(Hoffman,1980) :

       یفترضHoffman فی نظریته للتنشئة الاجتماعیة الأخلاقیة أن النمو الأخلاقی نتاج لتربیة الوالدین لأبنائهم من خلال حثهم وتشجیعهم للأبناء على التفکیر فی المشاعر المؤلمة التی تصیب الآخرین، مما یؤدی فی نهایة الأمر إلى اکسابهم للمعاییر الأخلاقیة.

     وترکز نظریته على الخبرات الانفعالیة والتعاطف القائم على الشعور بالذنب. وتطور التعاطف لدى الأبناء یرتبط بما یأتی:(أ) ارتفاع مستوى التعاطف بین الوالدین، (ب) السماح للأبناء بالتعبیر عن المشاعر السلبیة  التی لا تضر بالآخرین، (ج) انخفاض مستویات العواطف العدائیة فی الأسرة، (د) الممارسات الأبویة التی تساعد الأطفال على التعامل مع المشاعر السلبیة، (ه) الممارسات الأبویة التی تساعد الأطفال على الترکیز على مشاعر الآخرین وفهمها (Eisenberg,2000:681) وعندما یتقبل الطفل المشاعر الخاصة به ینمو التعاطف ویتطور توجههة لاندماج فی السلوکیات الأخلاقیة(Gibbs,1987;301).

      ویُعد التعاطف التوجه الرئیسی لنظریة التنشئة الاجتماعیة الأخلاقیة لـ Hoffman والتی غالباً ما یُهمل فی دراسات النمو الأخلاقی. وهو یشَّبِه "التعاطف بالمعدن النفیس الذی یجعل الفرد یهتم بالآخرین، کما یشبهه بالمادة اللاصقة التی تربط الأفراد وبعضهم البعض مما یجعل الحیاة الاجتماعیة ممکنة وذات معنى" کما یشیر إلى أن "الاستجابة العاطفیة هی الأکثر ملاءمة لحالة الآخرین من حالة الفرد" (Hoffman, 2000:3,4). کما یلفت Hoffman الانتباه أیضا إلى أن استخدام الوالدین للسلطة عن طریق العقاب أو التهدید به أو معاقبة الطفل عن طریق سحب الحب والدعم له تأثیر سلبی على التنمیة الأخلاقیة الاجتماعیة للطفل، وفی الوقت ذاته یُعد التعاطف دافعاً مهماً للسلوک الاجتماعی الإیجابی فالأفراد الذین یتعاطفون مع شخص فی محنة هم أکثر عرضة لمساعدة هذا الشخص من غیره .(Eisenberg & Morris, 2001 :96,101) ویظهر الدافع الأخلاقی بشکل واضح فی نظریة Hoffman من خلال  ارتباط التعاطف بالعدالة؛ فالفرد المتعاطف تحدث لدیه استثارة انفعالیة مصحوبة بتوجه ایجابی لدفع الظلم عندما یلاحظ فرد آخر یُعامل بشکل غیر عادل .(Myyry,2003:18)

نظریة (Rest,1983):    

          یرى (Rest,1983:420 ;Rest ,1984:27 ; Rest, 1994;1) أن السلوک الأخلاقی ینبغی دراسته من خلال أربع عملیات داخلیة هی:

-  الحساسیة الأخلاقیة Moral Sensitivity: ویدرس تأثیر أعمال الأفراد على الآخرین من خلال لعب الدور والتعاطف.

- الحکم الأخلاقی Moral Judgment: ینطوی على  القیم التی یستوعبها الأفراد والتی تمکنهم من اختیار السلوک الذی یتوافق مع قیمهم.

- الدافعیة الأخلاقیة Moral Motivation: وهی التی تُحدث أو تؤدی إلى العمل الأخلاقی، وتحدد السلوکیات المثالیة فی سیناریوهات مختلفة.

- الالتزام الأخلاقی Moral Commitment: یقوم بتنفیذ العمل الأخلاقی الأکثر مواءمة مع مبادئ الفرد.

    وأکد Rest على أن ترتیب هذه العملیات هو ترتیب منطقی؛ فالحساسیة للقضایا الأخلاقیة  تسبق الدافع إلى التصرف أخلاقیا، لأن اولویات الفرد الخاصة قد تؤثر  على تفسیره للمواقف ذات الصلة بالجوانب الأخلاقیة، وبرغم أن العملیات النفسیة الکامنة وراء السلوک الأخلاقی تختلف عن بعضها البعض، إلا أنها قد تتفاعل معا فالفرد قد یکون قادرا على اتخاذ أحکام أخلاقیة کافیة ولکن غیر حساس لمختلف الجوانب الأخلاقیة  أو العکس بالعکس. کما أوضح أن من أهم الوظائف الرئیسة للدافع الأخلاقی الزام الفرد باتخاذ مسار أخلاقی للعمل وتحمله المسؤولیة الشخصیة عن النتائج الأخلاقیة.

 

نظریة (Kohlberg,1984):

افترض (Kohlberg) ثلاثة مستویات للنمو الأخلاقی وهی (ما قبل التقلیدی – التقلیدی – ما بعد التقلیدی) یشمل کل منها على مرحلتین فرعیتیین من مراحل النمو الأخلاقی اثنتان فی کل مستوى کالتالی:

المستوى الأول: ما قبل التقلیدى Preconventional level: ویشمل على مرحلتین هما: المرحلة الأولى: وتتعلق بالعقوبة/المکافأة لتوجیه الطاعة ؛ وعواقب العمل/تجنب العقاب. المرحلة الثانیة: تتضمن التوجیه السلیم والتوافقی؛ لرضا الاحتیاجات الخاصة بالفرد/ احتیاجات الآخرین.

المستوى الثانی: التقلیدی Conventional level: ویشمل على مرحلتین هما: المرحلة الثالثة: وتتعلق بالقبول الشخصی الجید من الطفل/الطفلة للمفهوم الاجتماعی، وإرضاء الآخرین والسعی للموافقة الاجتماعیة. المرحلة الرابعة: وتشکل التفکیر والسلوک الذی یتماشى مع التوجیه للقانون والنظام، وتقبل احترام السلطة، والقیام من أجل مصلحة النظام الاجتماعی، والقوانین الثابتة.

المستوى الثالث: ما بعد التقلیدی Postconventional level: ویشمل على مرحلتین هما: المرحلة الخامسة: تُدعم حکم الأغلبیة والحقوق الأساسیة للجمیع، والعقد الاجتماعی؛ وتخضع القوانین للتفسیر والتغییر من حیث الاعتبار العقلانی لحقوق الفرد، والحفاظ على احترام الذات والآخرین. المرحلة السادسة: وتتضمن المبادئ الأخلاقیة القائمة على الشمولیة، والعالمیة، والاتساق؛ واحترام حقوق الانسان.

وتمثل کل مرحلة هیکلاً شمولیاً من التفکیر المترابط والمتماسک وهذه المراحل تُعد تحولات بنائیة معرفیة، والتحولات تُعد تسلسل متعاقب؛ والتسلسل هو تقدمی یسیر للأمام (مرحلة واحدة فی کل مرة)؛ ویتم ترتیب المراحل هرمیاً من المحسوس إلى الأکثر تعقیدا وتجریداً  (Brody, 1992: 119,120; Rest,  Narvaez, Mitchell &  Thoma ,1999:102).

 ویلاحظ الباحثان أن مراحل Kohlberg الستة للنمو الاخلاقی بُنِیَّت على الحکم الأخلاقی والتفکیر الأخلاقی، ولم یدرس Kohlberg بشکل صریح السلوک الأخلاقی والدافعیة الأخلاقیة.

نظریة (Gibbs & Schnell,1985):

          تختلف نظریات النمو والتنشئة الأخلاقیة فی ما إذا کان الفرد والمعرفة أو المجتمع یتم التأکید علیهما فی القیمة الأخلاقیة، ویرون أن الأخلاق تنبثق من المجتمع إلى الفرد، وأن العقوبات الخارجیة التی تحفز السلوک الأخلاقی تحل محلها جزئیاً مشاعر داخلیة مقنعة من الصواب والخطأ، والأخلاق تُعد موضوعاً لتکیف الفرد لقیم ومتطلبات المجتمع من خلال عملیات المطابقة والاستیعاب، ویقترحا أن هناک ترابطاً لا ینفصل بین النمو الاخلاقی ومداخل التنشئة الاجتماعیة وأی مدخل فی حد ذاته یوفر قدراً  کافیاً لکل من النمو الأخلاقی الإجتماعی والسلوک الأخلاقی الإجتماعی، وهما معاً یؤکدان على التمثیل الشامل للأخلاق، ویضیف أیضا أن الفرد ذو التوجه الداخلی یندمج فی العمل وینجزه، ویفهم مضمون المعاییر والقیم الأخلاقیة، مثل: قول الحقیقة والامتناع عن السرقة ومساعدة الآخرین، وعند تقبل الفرد سلوک یستند على معتقدات لقواعد أخلاقیة معینة ویرتکز على قرارات أخلاقیة لاتخاذ قرار بشأن هذه القواعد، فإنه یکون مسئولاً عن أفعاله، وهذا التحمل للمسئولیة الشخصیة عن أفعاله تُعد انعکاساً للدافعیة الأخلاقیة الداخلیة (Gibbs & Schnell, 1985:1071,1079).

ویرى Besser-Jones,2003:iii)) أن هناک قصوراً فی النظریات الأخلاقیة بترکیزها على السلوک الأخلاقی دون البحث عن الدوافع الکامنة وراء هذا السلوک، ومن ثم فهو یدعو إلى بناء نظریة للدافعیة الأخلاقیة. وفی هذا السیاق یرى (Luco,2013:132) إن جمیع النظریات التی بحثت فی الدافعیة الأخلاقیة لم تقدم ما یکفی لهذا المفهوم وتفترض هذه النظریات أن السلوک الأخلاقی هو نتیجة التفکیر العملی التی بدأها الحکم الأخلاقی.

ویلاحظ الباحثان الحالیان أنه على مدى الأعوام الماضیة رکزت الأبحاث على الأخلاق والتفکیر الأخلاقی، کما رکزت على المعرفة الأخلاقیة Moral Cognition بدرجة أکبر من الدافعیة الأخلاقیة، وعلى تطور العمل الأخلاقی، والقیم الأخلاقیة للفرد والمجتمع، وسعت لفهم السلوک الأخلاقی، وهی بهذا قد مهدت الطریق لفهم الدافعیة الأخلاقیة.

الدافعیة الأخلاقیة ونظریة تقریر المصیر :Self-determination theory

من النظریات المعرفیة التی حظیت بالاهتمام نظریة تقریر المصیر والتی تشکلت فی التسعینات على ید کل من  Deci &  Ryan؛ حیث افترضا أنماطاً متعددة من الأسباب الکامنة وراء سلوک الفرد والتی یمکن وضعها على متصل یبدأ من التنظیم الخارجی، وتنتهی بالتنظیم المتکامل کما یلی:

• التنظیم الخارجی External Regulation: ویتضمن القیام بالسلوک من أجل الحصول على الثواب کالمکافأت أو الحوافز الخارجیة أو تجنب العقاب.

•  التنظیم غیر الواعی Interjected Regulation: الذی یعرف بالمشارکة فی نشاط ما استناداً إلى ما تملیه البیئة من عناصر تم دمجها؛ بحیث تصبح جزء من بنیة الذات، ویظهر هذا النمط عندما یواجه الفرد ضغوطات من أجل مهمة ما ویکون مصدر هذا الضغط من داخل الفرد کالشعور بالخجل لعدم القیام بالسلوک.

• التنظیم المعرّف Identified Regulation: یُعد هذا النمط من التنظیم من أکثر صور الدافعیة الخارجیة تقریراً للمصیر ویقوم على قیمة وأهمیة القیام بالنشاط أو السلوک (مثل: دراسة المواد الصعبة للحصول على  الدرجات للوصول إلى الجامعة).

• التنظیم المتکامل Integrated Regulation: وهو یقوم على أساس ما یعتقد الفرد أنه مهم وذو قیمه له مما یعنی الدرجة العالیة من الاختیار والاستقلالیة.

ویرتبط  کل نوع من هذه المستویات بأنواع مختلفة من الدافعیة، فمثلاً: المکافآت الخارجیة هی الأکثر وضوحاً للتنظیم الخارجی، وفی کل مستوى لاحق تصبح الدافعیة الخارجیة أکثر داخلیة، وقد یکون المزیج من هذه المستویات الأربعة الأساس لأی اعتقاد أو حکم أو عمل معین، وتنعکس هذه التعددیة والتنوع داخل الشخص باعتباره جانباً متأصلاً من الدوافع الإنسانیة والرفاهیة الشخصیة، أما الفرد الذی یعانی من إشکالیة الدافعیة فیکون لدیه نقصاً فی احتمالیة حدوث شیء بین أفعاله وتوابع تلک الأفعال، ویتم التعبیر عن ذلک باسم انخفاض الدافعیة لدى الفرد(Ratelle, Guay, Larose  & Senecal,2004; Thompson ,2006:72,73; Kaplan,et   al.,2014:338)

ویطلق على التنظیم الخارجی لدى الفرد مصطلح الدافعیة الخارجیة، أی أن الفرد یستمر فی بذل المزید من الجهد لمساعدة الاخرین بهدف الحصول على المکاسب المادیة، بینما یطلق على التنظیم المتکامل الدافعیة الداخلیة  وفیه یستثمر الفرد الکثیر من الجهد أو المخاطرة لمساعدة الآخرین(Wigfield, Eccles, Schiefele, Roeser & Davis-Kean, 2006:941; Eisenberg,Fabes & Spinrad,2006; Assor,2011: 239-241)

ونظریة تقریر المصیر تمیز بین الأخلاق داخلیة المنشأ Autonomous Morality ، والأخلاق خارجیة المنشأ Controlled Morality، ویشیر مفهوم الأخلاق داخلیة المنشأ إلى الدوافع الأخلاقیة التی تُعد خبرة تجریبیة تقوم على تقدیر فعلی للسلوک الأخلاقی، وینظر إلیها على أنها تنبع من الذات الحقیقیة للفرد بعیداً عن الإکراه الخارجی أو الداخلی؛ بینما الأخلاق خارجیة المنشأ تدل على الدوافع الأخلاقیة والسلوک المدفوع بواسطة الضغوط الخارجیة أو الداخلیة التی لم یتم اختیارها، وینظر الیها على أنها دوافع مستمرة (Wigfield,et   al.,2006 :942,943 ; Assor,2011:239).

ومن المنظور التنموی فإنه یتوقع تحسن الدافعیة الأخلاقیة لدى الأفراد وزیادتها عندما یدخل المراهقون فی مرحلة البلوغ والرشد لأنهم یتعلمون فی هذه المرحلة تقبل الالتزامات ویبدؤون فی دمج معاییر العدالة والرعایة والمفاهیم الشخصیة والأخلاقیة الخاصة بهم؛ إلا أنه حتى الآن لم یتم التأکد من فرضیة تنمیة الدافعیة الأخلاقیة تجریبیاً (Malti &Buchmann,2010:139).  

وینبغی التمییز بین نظریة تقریر المصیر القائمة على الدافعیة الأخلاقیة والمراحل الأخلاقیة         لـ Kohlberg والفرق الرئیس بینهما هو أن بنیة نظریة تقریر المصیر تشیر إلى الدافعیة ومن خلالها ینبغی التنبؤ بالسلوک الفعلی، بینما تشیر بنیة نظریة Kohlberg إلى الحکم الأخلاقی بدلاً من العمل الأخلاقی، وهو یعتقد أن الحکم من المرجح أن یؤثر على العمل لکن الحکم الأخلاقی یختلف عن العمل الأخلاقی،" وقد اعتبر العمل الأخلاقی إما نتیجة مباشرة لاتجاهات العمل وتفاعلها أو بوساطة مثل: العملیات المعرفیة کالمعرفة الأخلاقیة والمعتقدات الأخلاقیة والتفکیر الأخلاقی" (Blasi,1980:2).

 وبالرغم من وصول بعض الأفراد إلى مستویات أخلاقیة عُلیا فی الحکم الاخلاقی لدى Kohlberg فمن المرجح أن یکون لدیهم مبادیء أخلاقیة عالیة ومتکاملة فی حین أن حکمهم الأخلاقی لیس على أعلى مستوى، ویمکن أن یحدث ذلک، ففی بعض المواقف والسیاقات الاجتماعیة قد یستوعب الفرد المبادیء الأخلاقیة بطریقة متکاملة مع القلیل من التفکیر، ومع ذلک قد لا یؤدی التفکیر الجاد بالضرورة إلى نمو المبادیء الأخلاقیة الشاملة(Assor,2011:242) .

وفی هذا السیاق أجرى کل من(Kaplan,et    al.,2014)  دراسة استندت إلى مفهوم متسع للدافعیة الأخلاقیة من خلال نظریة تقریر المصیر ومنظور الأنظمة الدینامیة، بحثت الدافعیة الاخلاقیة لطلاب الجامعة من خلال بناءات النمو المتعددة، کما بحثت فی الحکم الاخلاقی أیضا بجانب الدافعیة الأخلاقیة، وحاولت عمل استکشاف مفصل داخل الشخصیة کجانب محوری للدافعیة الأخلاقیة، وقد قدمت النتائج دعماً نظریاً لفکرة أن الأفراد یستخدمون بُنَى Structure دافعیة متعددة وبدرجات متفاوته فی نواحی أخلاقیة، کما أظهرت تباین النظام التنموی للدافعیة.

ومما سبق یتضح ما یأتی:

-         ینبغی أن تتوفر فی الدافعیة التنظیم المتکامل للجوانب المعرفیة والانفعالیة أو أن تکون مزیجاً من المستویات الأربعة (التظیم الخارجی، التنظیم غیر الواعی، التنظیم المعرف، والتنظیم المتکامل).

-         أن الدافعیة الاخلاقیة تتأثر فی بنائها بمراحل النمو النفسی وتبلغ ذروتها أثناء فترة المراهقة؛ حیث یجد الفرد نفسة مدفوعاً بالرغبة فی اشباع رغباته وفی نفس الوقت یصضدم بالأخلاق التی تربی علیها وحث علیها المجتمع، ویمکن لبعض الأفراد فی وقت لاحق أن یحدث اندماج ما بین الدوافع والأخلاق فیما یعرف بالدافعیة الاخلاقیة التی توجه الفرد وتجعله أکثر صلابة عند مواجهة المواقف الضاغطة.

 

کما یمکن استنتاج نوعین للدافعیة الأخلاقیة، هما:

(أ‌)     الدافعیة الأخلاقیة الداخلیة Internal moral motivation: وتُعرف بأنها "القوة الداخلیة أو الذاتیة المنشطة والمحرکة والموجهه لسلوکیات الفرد الأخلاقیة، والملتزم فیها بالمکارم "الفــضائل" الخُلقیة التی توجــه ســلوکه ذاتیــاﹰ (العفة، الإیثار، الاصلاح بین الناس، الوفاء بالوعد، التعاطف، الأمانة،التضحیة، العفو، وبر الوالدین، ومساعدة الآخرین والمخاطرة من أجلهم) إرضاء لذاته، والمتکبد فیها عناء الجهد النفسی والبدنی  والتکالیف المادیة  والمخاطرة بالذات وبذل المزید من الوقت  من أجل الآخرین0

(ب‌) الدافعیة الأخلاقیة الخارجیة  External moral motivation: تعرف بأنها القوى الخارجیة الموجهه لسلوکیات الفرد الأخلاقیة، بهدف إرضاء الآخرین، أو کسباً لحبهم وثقتهم وإعجابهم، أو الحصول على الثناء منهم، أو لکسب مادی من هدایا...الخ، أو غیر ذلک کالتباهی أو التفاخر أو حباً للظهور أو الشُهرة0  

بنیة الدافعیة الأخلاقیة The structure of moral motivation:

      الدافعیة الأخلاقیة مثلها مثل جمیع أنواع الدوافع الأخرى. تتکون من(أو یتطلب تکوینها على الأقل) کل من الحالة المعرفیة (مثل:المعتقدات)، والحالة غیر المعرفیة، أو الانفعالیة (مثل:الرغبات) ویضربHumean مثالاً لذلک بقوله "لو فرضنا أن شخصاً ما یعتقد أن جاره محتاج للمساعدة؛ فإن هذا الاعتقاد لن یدفعه أو یحفزه للمساعدة إلا اذا کان هو نفسه مهتماً بالأخلاق، أو لدیه رغبة ذات صلة؛ کالرغبة فی القیام بما یلزم من القیام به، وهذا الاعتقاد مثل أی اعتقاد آخر سوف یُحفز فقط عندما یقترن بالرغبة المناسبة أو موقف انفعالی آخر"، وفی بعض حالات الدوافع الأخلاقیة یمکن أن یکون دافع الشخص للقیام بعمل ما فی حالة معرفیة فقط کدافع الشخص لمساعدة جاره یمکن أن یتکون فقط من اعتقاده أن مساعدة جاره مطلوب أخلاقیاً، وأطلق Humean على هذین المکونین "أنموذج الرغبة فی الاعتقاد للعمل" لأنه یفسر کل السلوک المقصود بما فی ذلک السلوک الأخلاقی من خلال الإشارة إلى مزیج من الرغبة فی نهایة معینة، والاعتقاد بأن العمل هو وسیلة لتحقیق تلک الغایة المرجوة (Luco,2013; 132; Findler,2001:23).

مصادر الدافعیة الأخلاقیة motivation    :The sources of moral

بمراجعة الأدب التربوی والبحوث والدراسات فی الدافعیة الأخلاقیة، وُجِد أنها رکزت لعدة عقود على کل من التفکیر الأخلاقی، والانفعالیة الأخلاقیة؛ غیر أن العدید من نماذج الأخلاق أضافت فی الآونة الأخیرة الهویة کمصدر مهم للدافعیة الأخلاقیة  (Blasi,1983; Hoffman,2000; Hardy & Carlo, 2005; Hardy,2006; Gasser, Gutzwiller-Helfenfinger,Latzko & Malti,2013; Casey, 2014) .

أولا: التفکیر الأخلاقی   :Moral Reasoning

ترکز العدید من النظریات الأولیة للأخلاق على دور التفکیر الأخلاقی وافترض Kohlberg فی نظریته للنمو الأخلاقی:أن المبادئ الأخلاقیة عندما تُفهَم جیداً ستحفز بشکل أساسی العمل الأخلاقی، وقال "إنه عندما یتطور التفکیر الأخلاقی یصبح الأفراد أکثر استفادة من المبادئ الأخلاقیة فی صنع الأحکام فی المواقف الأخلاقیة، وفی المراحل العلیا من التفکیر الأخلاقی تصبح المبادئ الأخلاقیة وطابعها التوجیهی والشامل أکثر وضوحاً؛ ونتیجة لذلک یشعر الأفراد بأنهم مجبورین على التصرف بما یتفق مع أحکامهم الأخلاقیة" .(Hardy & Carlo, 2005: 233; Hardy,2006:207)

ویشیر التفکیر الأخلاقی إلى التفکیر فی المواقف المعضلة التی تنتشر فیها قضایا العدالة أو الإنصاف أو الرعایة، وأسلوب الفرد فی التفکیر الأخلاقی یعکس التوجه لاحتیاجات الآخرین، وهناک نوعان من التفکیر الأخلاقی اهتمت بهما بحوث النمو الأخلاقی اهتماماً کبیراً، هما: التفکیر الأخلاقی الاجتماعی والتفکیر الموجه نحو العدالة، وبمراجعة الأدب التربوی لهذان النوعان وجد أن تفضیل الأفراد لبعض أنواع التفکیر الأخلاقی یرتبط بالقیم أو المشاعر (مثل التعاطف والشعور بالذنب) التی تسهل الاستجابة لاحتیاجات الآخرین، وهذین النوعین من التفکیر یرتبطان من الناحیة النظریة بقوة بالسلوک الاجتماعی الإیجابی، وبالرغم من ذلک فإن العلاقات بین کل من النوعین التفکیر الأخلاقی والعمل الأخلاقی تمیل لأن تکون ضعیفة إلى معتدلة القوة (Blasi,1980:1; Carlo,2005:565).

وهناک جدل وخلاف مستمر بین الباحثین حول العلاقة بین التفکیر الأخلاقی والسلوک الأخلاقی، ویوضح (Han,2016:203-205) الجدل بین العلماء حول ما إذا کان القرار الأخلاقی  القائم على التفکیر الأخلاقی یؤدی بالضرورة إلى سلوک فعلی أم لا، ویشیر إلى أن هناک نوعین من وجهات النظر الممیزة  والمفسرة لهذه  العلاقة وهما: الدافعیة الداخلیة  والدافعیة الخارجیة ویوضحهما کالآتی:

-         یرى مؤیدوا الدافعیة الداخلیة أن الحکم الأخلاقی نفسه یُوَلِد "یُنتِج" الدافع للسلوک، ومن ناحیة أخرى، فإن مؤیدو الدافعیة الخارجیة یؤکدون أن الحکم الأخلاقی لا یُولَد بالضرورة نتیجة سلوک أخلاقی، ویجادلون بأن عوامل دافعیة أخرى مثل: الإرادة القویة مطلوبة لسد الفجوة بین الحکم والسلوک. ویوضح Han  لماذا الدافعیة الخارجیة هی بنیة أو ترکیب أکثر معقولیة فی تفسر آلیة السلوک الأخلاقی مقارنة مع الدافعیة الداخلیة؟، ویستدل بالأدلة التجریبیة فی مجالات علم النفس وعلم الأعصاب، فبطبیعة الحال قد یکون الدافع الداخلی أفضل من الدافع الخارجی من حیث البنیة أو الإطار، وتظهر الدافعیة الداخلیة آلیة السلوک الأخلاقی بنموذج بسیط نسبیاً لا یتطلب المشارکة المعقدة للبنیات النفسیة المتنوعة أو مکونات مثل "الإرادة" لشرح کیفیة تولید الدافع. ویشیر علم الأعصاب الاجتماعی إلى أن الدافع للسلوک الأخلاقی لا ینبع مباشرة نتیجة الحکم الأخلاقی، کما یقول مؤیدی الدافعیة الداخلیة، وبدلاً من ذلک، فإنه یعنی ضمنیاً أن العملیات النفسیة الأخرى وبخاصة الانفعالیة تشارک حتماً فی تشکیل الدافعیة الأخلاقیة والعمل على النحو الذی اقترحه مؤیدوا الدافعیة الخارجیة، وهو یبرز حجة مؤیدی الدافعیة الداخلیة بأن الشخص لا یمکن أن یصدر منه حکم أخلاقی بصدق دون الدافع على الأقل لدرجة التزامه بهذا الحکم، وعلى الرغم من أن هناک مستویین من الدافعیة الداخلیة" قویة وضعیفة" على حد سواء إلا أن الحکم الأخلاقی ضروری فی الدافع والعمل الأخلاقی.

ثانیاً: الانفعالیة الأخلاقیة  :Moral Emotion

ینظر(Haidt,2003:853)  إلى الانفعالات الأخلاقیة على أنها العواطف التی تحدث نتیجة رد فعل للمخالفات الأخلاقیة أو التی تحفز السلوک الأخلاقی.

وعلى النقیض من وجهات النظر المعرفیة حول الأخلاق فإن النظریات الأخرى ترکز على دور الانفعال الأخلاقی؛. حیث یشیر کل من (Gasser,et  al., 2013:308) إلى أن الباحثین یصورون الانفعالات الأخلاقیة باعتبارها انفعالات ذاتیة الوعی أو ذاتیة التقییم، لأنها تُستدعى من خلال التأمل الذاتی والتقییم الذاتی، وأنها تُمثل الخبرة المرکزیة فی سیاق الصراعات الأخلاقیة عن حالة من الظلم أو الشعور بالذنب نتیجة ایذاء الآخرین أو الفخر نتیجة التمکن من مقاومة الإغراءات، ونظرا للروح الذاتیة الملتصقة بالانفعالات الأخلاقیة فی سیاق الصراعات الأخلاقیة، فإنه لیس من الغریب أن یُعزى إلیها دوراً مهماً فی المواقف التی تدعو إلى اتخاذ القرار، وفی مثل هذه المواقف یمکن أن تکون الانفعالات الأخلاقیة بمثابة الدافع فی تکوین المیل للعمل الأخلاقی .

        ووفقا لـ (Hoffman,2000: 239) فإن الانفعال الأخلاقی یُعد المصدر الرئیس للدافعیة الأخلاقیة، وعلى وجه الخصوص یتم تعلم المبادیء الأخلاقیة المجردة فی بیئات وسیاقات تعلیمیة هادئة (المحاضرات والخطب)، ویساعد الفهم الأخلاقی على الترکیز وتوجیه الانفعال الأخلاقی الذی یؤدی إلى زیادة العمل الأخلاقی، وترتکز الارتباطات السلوکیة للانفعال الأخلاقی على الارتباط بین التعاطف والسلوک الأخلاقی، وینظر (Eisenberg,et  al.,2006) إلى التعاطف على أنه استجابة انفعالیة تنشأ من التخوف أو فهم حالة عاطفیة أخرى.

أما (Lazarus , Pyzalski, Barkoukis & Tsorbatzoudis ,2012:61) فینظرون إلى التعاطف على أنه مکون انفعالی ومعرفی، ویرون أن  التعاطف الانفعالی مشابه لمفهوم "Hoffman" بشأن المشارکة العاطفیة غیر الارادیة؛ فمثلاً قد یحزن الشخص لحزن صدیق له؛ فی حین أن التعاطف الانفعالی المعرفی یولد میلاً لفهم مشاعر الحزن لدى شخص آخر، وبغض النظر عما إذا کان التعاطف ینظر إلیه على أنه معرفی أو انفعالی أو کلیهما، فهو عنصر أساسی فی السلوک الاجتماعی الإیجابی والنمو الأخلاقی، وانخفاض درجات التعاطف تمیل إلى أن تکون مرتبطة باستمرار مع  العشرات من السلوکیات المعادیة للمجتمع والعدوانیة. أما بالنسبة لـ Casey, 2014:12)) فهو یرى أن الانفعالات الأخلاقیة تؤدی دوراً مهماً فی فهم الالتزام بالمعاییر الأخلاقیة.

ومما سبق یتضح ما یأتی:

-         أن الانفعالات الاخلاقیة تعد المصدر الرئیس للدافعیة الاخلاقیة.

-         أن تطور التفکیر الاخلاقی لدی الفرد ضرورى لصنع الاحکام فی المواقف الاخلاقیة.

-         أن الحکم الاخلاقی لا یولد بالضرورة  نتیجة سلوک اخلاقی.

 

ثالثاً: الهویة الأخلاقیة    Moral Identity

یرى (Taylor, 1989:27) بأن الهویة تُعرف بالرجوع إلى الأشیاء التی لها أهمیة بالنسبة للفرد، وهی نتیجة تقییم قوی لما یستحق أو لا یستحق.أما (Aquino & Reed, 2002:1424) فیعرفانها" بأنها تصور ذاتی یُنظم حول مجموعة من السمات الأخلاقیة. بینما یرى کل من (Jia & Krettenauer,2017 :1)  أنها تتنبأ بالعمل الأخلاقی، ویقترحان تعریفاً للهویة الأخلاقیة بأنها" بنیة تعتمد على السیاق وترتبط بالتزامات اجتماعیة وثقافیة متباینة".

وتُعد الهویة الأخلاقیة مصدراً مهماً للدافعیة الأخلاقیة، ویمکن أن تعتمد على آلیات مختلفة من أجل إنتاج الدافع للعمل الأخلاقی: کالاتساق الذاتی، المخططات، تحقیق الأهداف، سمات الشخصیة، والتمثیل الذاتی Casey,2014:20)). کما أنها بناء یقع بین اثنین من المفاهیم عالیة التجرید فی الأدب التربوی وهما: النمو الأخلاقی وتشکیل الهویة، فالأشخاص الذین لدیهم إحساس قوی بالهویة الأخلاقیة یمیلون إلى فعل ما هو صحیح، کما یظهرون التزاماتهم الأخلاقیة بصورة دائمة (Hardy & Carlo, 2011: 495).

ویمکن تصنیف وجهات النظر المتعلقة بالهویة الأخلاقیة کما یلی:

أولا: المنظور الشخصیCharacter Perspective :

یصف المنظور الشخصی الهویة الأخلاقیة کفروق فردیة بین الأفراد فی مدى کون الأخلاق هی الشیء الأساسی لإحساس الفرد بذاته. ویوضح ذلک  (Blasi, 1983)فی نموذجه الذاتی الذی یربط فیه بین الحکم والعمل الأخلاقی  کما یلی:  

1- قبل توجیه العمل الأخلاقی، قد یصدر الفرد حکماً أخلاقیاً بحکم المسؤولیة؛ بحیث لا ینظر إلى العمل باعتباره أخلاقیاً فحسب، بل أیضا کضرورة لمسئولیته الشخصیة.

2- أن معاییر أحکام المسؤولیة غالباً ما تنبع من بنیة الذات، وبشکل أکثر تحدیداً ما یسمیه بالهویة الأخلاقیة التی تعکس الفروق الفردیة فی مدى کون الأخلاق هی الشیء المرکزی فی إحساس الفرد بذاته.

3- یعنی الاتساق الذاتی المیل البشری الطبیعی إلى الرغبة فی الحیاة بشکل متسق مع إحساس الفرد بذاته. وعندما ترکز ذاتیة الشخص person’s self على الاهتمامات الأخلاقیة، فهذا المیل یُعد بمثابة  المفتاح للدافعیة الأخلاقیة. 

ویرى البعض أن الهویة الأخلاقیة مرادفة تقریباً لشخصیة الإیثار (Hardy & Carlo, 2011: 497) . بینما یرى البعض الآخر أن جوهر الهویة الأخلاقیة قد یکون فی مدى تکّون القیم الأخلاقیة والموضوعات الأخلاقیة المنسوجة بشکل کامل فی القصص الذاتیة (McAdams,2011:99; Lapsley, 2015 : 169)

      ویتضح من ذلک:

- أن الأحکام الأخلاقیة قد تتنبأ بشکل أکثر موثوقیة بالسلوک الأخلاقی إذا تم تنقیحها من خلال أحکام المسؤولیة القائمة على الهویة الأخلاقیة التی تمثل البذرة الأولى والأساس للدافع الأخلاقی. 

- أن بنیة الهویة توفر الآلیة الأساسیة للدافعیة للعمل الأخلاقی لأنه عندما تنمو الهویة الشخصیة بشکل مناسب یُکَّون الأفراد ذوی الهویة الذاتیة الناضجة محتویات الهویة الأخلاقیة المناسبة، وفی هذه الحالة فإن الالتزام الذاتی یکون مصدراً قویاً للدافعیة الأخلاقیة.

 

ثانیا: المنظور المعرفی الاجتماعی Social Cognitive Perspective:

یرى المنظرون المعرفیون الاجتماعیون أن الشخصیة باعتبارها نظاماً دینامیکیاً للعملیات الانفعالیة المعرفیة تتفاعل مع التأثیرات الظرفیة، وتحاول هذه المداخل إیجاد الآلیات المعرفیة الاجتماعیة التی تکمن وراء العمل الأخلاقی (Berzonsky,2011:55).

ویرى کل من (Aquino & Reed,2002:1424) أن الهویة الأخلاقیة هی جزء من المخطط الذاتی الاجتماعی  للفرد، وظهر ذلک فی دراستهما بعنوان: الأهمیة الذاتیة للهویة الأخلاقیة. والتی تم خلالها إجراء ست دراسات على المراهقین وطلاب الجامعات، والتی أسفرت عن بعض المساهمات فی علم النفس الأخلاقی منها: تقدیم تعریفاً للهویة الأخلاقیة فی ضوء النظریات الاجتماعیة ومفهوم الذات، وتفسیر العلاقة بین الأهمیة الذاتیة للهویة الأخلاقیة والفکر الأخلاقی والسلوک، وتوفیر دلیلاً على البناء والصلاحیة التنبؤیة لمقیاس الهویة الأخلاقیة.

       بینما نظر کل من(Lapsley & Lasky,2001:347,358; Hardy & Carlo, 2011: 498; Hitlin,2011:516)  إلى الهویة الأخلاقیة کمخططات أخلاقیة تسهل الحصول على المعرفة ویتم تفعیلها بسهولة أکبر لاستخدامها فی العملیة الاجتماعیة, وتکون المخططات الأخلاقیة متاحة لدى الفرد ذوی الهویة الأخلاقیة ویمکن الوصول إلیها بیسر وسهولة  فی معالجة المعلومات الاجتماعیة، وقد تُکّون النماذج الأخلاقیة خبراء فی الأخلاق، ویرجع ارتفاع مستوى الیقین وعدم التردد الذی یمیز أعمالهم الأخلاقیة إلى الشبکات الغنیة للمخططات الأخلاقیة التی یمکن الوصول إلیها، وأحد المخططات الأخلاقیة التی قد تکون أکثر صلة بالهویة الأخلاقیة هو مفهوم الفرد لما یعنیه أن یکون شخصاً أخلاقیاً.

      کما ترتبط الهویة الأخلاقیة بالأدوار الاجتماعیة ذات الأهمیة بالنسبة للذات مثل دور المتبرعین بالدم کمؤشر على هویة الإیثار(Hardy & Carlo, 2011:499) . کما یتم النظر إلى الهویة الأخلاقیة باعتبارها الذات الأخلاقیة المثالیة: مثل الذات المرغوبة أو المثالیة.(Oyserman& James,2011:118)

 

ومن خلال المصادر الثلاثة للدافعیة الأخلاقیة السابق ذکرها یمکن أن یتضح ما یأتی:

-         أن التفکیر الأخلاقی للفرد یتطور من خلال مؤسسات التنشئة الاجتماعیة.

-         أن الهویة الأخلاقیة والانفعالات الأخلاقیة تُعد بمثابة الدافع لإنتاج السلوک الأخلاقی.

-         أن الهویة الأخلاقیة متجذرة فی التصور القائم على السمات الشخصیة، ولها مرجعیة اجتماعیة.

-         أن تفضیل الأفراد لبعض الدوافع الاخلاقیة یرتبط بالقیم أو المشاعر التی تیسر الاستجابة لاحتیاجات الآخرین.

-         أن الدافعیة الأخلاقیة لها مستویات بدءا من التفکیر الأخلاقی مروراً بالحکم الأخلاقی وصولاً الی السلوک الأخلاقی.

-         أن الدافعیة الأخلاقیة تتضمن فی طیاتها جوانب انفعالیة أخلاقیة تحدث کردة فعل للمواقف الضاغطة والتی تتطلب قدراً من الصلابة النفسیة حتی یمکن للفرد استرجاع قواه والتصرف بشکل ایجابی.

-         أن الهویة الأخلاقیة لها دور کبیر فی تفعیل الحصول على المعرفة.

-         أن الهویة الاخلاقیة کلما کانت أکثر ارتباطا بالذات الخارجیة کلما أدى الفرد دوره بدرجة کبیرة من التحدی والإلتزام.

ثانیاً: الصلابة النفسیة psychological Hardiness:

النشأة والمفهوم:

یعود مفهوم الصلابة النفسیة إلى Kobasa حیث توصلت لهذا المفهوم من خلال سلسلة من الدراسات التی استهدفت معرفة المتغیرات النفسیة الکامنة وراء احتفاظ الأشخاص بصحتهم الجسمیة والنفسیة رغم تعرضهم للضغوط 1979:1) ،Kobasa).

وعرفتها (Kobasa,1979:5) بأنها أحد خصائص الشخصیة لمقاومة ومواجهة المواقف الضاغطة من خلال أبعادها المتمثلة فی الالتزام والسیطرة والتحدی. ویرى کل من(Khaledian,Hasanvand & Pour,2013:1)  أنها القدرة علی فهم الظروف الخارجیة بدقة واتخاذ القرارات الصحیحة والمناسبة للموقف، کما أنها واحدة من جوانب التحکم الشخصی(الکفاءة الشخصیة). بینما أوضح (Maddi,2013:7) من خلال اهتمامه فی بدایة حیاته بالبحث عن الخصائص الشخصیة التی تزید من احتمالیة الابتکار فی أداء الفرد، وأن أکثر الأفراد ابتکاراً هم أکثرهم صلابة؛ لأنهم أکثر قدرة علی تحویل المواقف الضاغطة إلی نتائج ایجابیة.أما (مخیمر،2015 :13)  فنظر إلیها على أنها أحد خصائص الشخصیة الإیجابیة التی تؤدی إلى المحافظة على سلامة الأداء النفسی والجسمی فی حالة التعرض للضغوط والمواقف الشاقة.

وأشار (Khaledia, et   al.,2016:86-100) إلی أن الصلابة النفسیة تُعد أحد العناصر التی تؤدی دوراً أساسیاً فی جودة حیاة الأفراد، وأنها تُعد العامل الوقائی فی المواقف الصعبة وخاصة أثناء العمل کما ینظر إلیها علی أنها تساعد علی عزل الفرد عن أثار الإجهاد والإرهاق؛ فالأفراد منخفضوا الصلابة النفسیة سوف یتعرضون للاضطرابات علی المدى الطویل فی حین أن الإفراد مرتفعی الصلابة النفسیة لدیهم القدرة علی التعامل مع المواقف الضاغطة. بینما عرفها  (Zadeh,2017:20) بأنها نمط المواقف والاستراتیجیات التی تطور الثقة والحماس للعمل الدءوب فی ظل الظروف الضاغطة والکوارث المحتملة التی تحولها إلی فرص للنمو.

وتُعد الصلابة النفسیة الجرأة لمواجهة الظروف الضاغطة علناً ومباشرة والدافع للقیام بالعمل الشاق والتعامل معها بشکل بناء، وأنها مزیج تفاعلی من الالتزام والسیطرة والتحدی (Maddi, Harvey, Khoshaba, Fazel, & Resurreccion, 2012:191)

ویتفق کل من (Maddi & Kobasa,1984; Kobasa,Maddi, Puccetti & Zola,1985: 525;Kobasa,1988:101; Maddi,2006:161; Maddi,2013:7; Khaledian,Babaee & Amani,2016:87) علی أن الصلابة النفسیة تتکون من ثلاثة أبعاد وهى (الالتزام، والسیطرة ، والتحدی)، یمکن توضیحها على النحو التالی : 

 

البُعد الأول: الالتزام  Commitment

ویعنی اعتقاد الفرد بحقیقة وأهمیة وقیمة ذاته وبمسئولیته تجاه الآخرین سواء الأسرة أو العمل أو المجتمع أو القیم الإنسانیة، وهذا الاعتقاد ینطوی علی مشارکته بطریقة إیجابیة فی کل الأحداث حتى وإن کانت سیئة بدلاً من یغرق فی العزلة والانفصال عن الواقع، وأن لحیاته هدفاً ومعنى یعیش من أجله.

البُعد الثانی: السیطرة Control

ویعنی اعتقاد الفرد بإمکانه التأثیر علی المواقف الضاغطة من خلال خبراته ومهاراته المعرفیة، وأنه مهما کانت الأمور سیئة فانه ینبغی الاستمرار فی محاولة تحویل الضغوط أو الکوارث المحتملة إلی فرص للنمو، وبذل الجهد مع دافعیة کبیرة للإنجاز، وان عدم المحاولة هو مضیعة للوقت، وفی نفس الوقت فان عدم سیطرة الفرد علی الموقف یترتب علیه دخوله فی حالة من السلبیة وانعدام القوة. والالتزام.

البًعد الثالث: التحدی Challenge

          ویعنی إقبال الفرد علی الحیاة رغم ظروفها الضاغطة، والقدرة علی تحویل هذه التغیرات غیر الملائمة کفرص محتملة للنمو، وأن الفرد یعتقد أنه یستطیع أن یتعلم من الفشل کما یتعلم من النجاح، وأن الراحة والأمان لا یتأتی بسهولة، وأن التغییر أفضل من الجمود أو الرکود، وأن ترقب التغیرات هی دوافع مثیرة للنمو بدلاً من الشعور بأنها تهدیداَ للأمن النفسی، وأن ما یطرأ من تغییر على جوانب حیاته هو أمر مثیر وضروری للنمو أکثر من کونه تهدیداً له، وأن علیه أن یغامر لخوض التجارب الجدیدة بغض النظر عن صعوباتها المتوقعة وغیر المتوقعة، کما یظهر التحدی فی اقتحام المشکلات لحلها ، والقدرة على المثابرة وعدم الخوف عند مواجهة المشکلات، وأن التحدی هو المعیار الحقیقی للحیاة.

ولیس کل الأفراد لدیهم هذه الأبعاد الثلاثة للصلابة النفسیة بصورة متماثلة، فالبعض قد یکونوا علی درجة عالیة من الالتزام وفی نفس الوقت لدیهم درجة منخفضة فی السیطرة والتحدی، ومثل هؤلاء الأفراد سیکونون ضعفاء عندما یتعرضون لأی مواقف ضاغطة .(Maddi,2013:8)

وأشار Clark & Hartman,1996:379,380)) إلى أن التساوی بین أبعاد الصلابة لیس بنفس القدر من الأهمیة؛ حیث تبدو السیطرة والالتزام أکثر أهمیة من التحدی فی بعض المواقف، فی حین یُعد التحدی أکثر أهمیة عندما یتعلق  الأمر بالإنجاز وأقل أهمیة عندما یتعلق الأمر بالمواقف الضاغطة، وبشکل أکثر تحدیداً تبرز أهمیة  الالتزام  والسیطرة  والتحدی کعامل مؤثر علی التوافق الفعال الذی یؤدی إلی السعادة والرضا عن الحیاة.

وهکذا من الناحیة النظریة ینبغی أن تکون الأبعاد الثلاثة متشبعة بقوة  وذلک من أجل توفیر الشجاعة والدافعیة الأخلاقیة للتغلب على الأعمال الشاقة، وبناء علیه لا یکفی جانب واحد لتحقیق الصلابة النفسیة، ولکن هناک حاجة للجوانب الثلاثة من أجل التغلب علی المواقف الضاغطة(Maddi, 2006:163; Maddi,2013:10)

ویرى الباحثان أن الصلابة النفسیة تُعد مزیجاً من القوة فی جمیع الأبعاد الثلاثة (الالتزام، السیطرة، والتحدی) التی تشکل الصلابة النفسیة؛ ومن ثم فإن الأفراد الذین لدیهم هذه الأبعاد الثلاثة بدرجة عالیة یشعرون أن علیهم مشارکة الآخرین والمؤسسات المختلفة (الالتزام)، ویعتقدون أن مواجهتهم للمواقف الضاغطة تکسبهم خبرات تضاف إلی تجاربهم السابقة (السیطرة)، کما أن نظرتهم للحیاة کظاهرة متغیرة باستمرار، وهذا یتطلب منهم التعلم لمواکبة هذه التغیرات (التحدی)، وفی الوقت ذاته قد تتغلب أحد أبعاد الصلابة النفسیة فی القوة على الأخرى وفی هذه الحالة: إذا کان الفرد قویاً فی الالتزام فإنه یرغب فی البقاء مع الآخرین ومع الأحداث الجاریة حوله للعثور على ما هو جدیر بالاهتمامات ذات المعنى، وإذا کان قویاً فی السیطرة فإنه یرغب فی النضال أو الکفاح من أجل أن یکون له تأثیر على النتائج التی قد تجری حوله؛ حتى فی ظل المواقف بالغة الصعوبة، بینما إذا کان قویاً فی التحدی فإنه یکون فی عملیة مستمرة للبحث والتعلم من الخبرات الخاصة به بنمطیها الایجابی والسلبی.

 

ویتصف الأفراد ذوی الصلابة النفسیة المرتفعة بخصائص تمیزهم عن غیرهم، منها: أنهم یمیلون إلی رؤیة العالم بقدر کبیر من الاهتمام ویشارکون فی الأنشطة المختلفة وبشکل أکثر تحدیداً ، ویعتقدون بقدرتهم فی السیطرة والتأثیر علی مسار الأحداث، وینظرون إلى التجارب الجدیدة على أنها فرصاً للتعلم والنمو الشخصی ودافعیتهم الداخلیة مرتفعة (Subramanian,Velayudhan& Vinothkumar,2013;68). کما أن الأفراد ذوی الالتزام المرتفع یستطیعون العثور علی أشیاء مثیرة للاهتمام ومن غیر المحتمل أن ینخرطوا فی الإنکار أو یشعرون بالانسحاب، أما مرتفعوا السیطرة یمکنهم التأثیر فی الأحداث بشکل مفید، ومن غیر المرجح أن یشعروا بالعجز، بینما مرتفعوا التحدی یرون أن الحیاة تصبح لها قیمة عند خوض التجارب الصعبة التی تضیف فرصاً جدیدة للنمو والحکمة ومن غیر المرجح أن یتوقعوا الراحة دون أن یکون هناک تهدید لهم (Kamtsios & Karagiannopoulou,2016:30).

وأظهرت الدراسة التی قام بها (Maddi & Kobasa 1984) أن الصلابة النفسیة تساعد علی تحویل المواقف الضاغطة إلی فرص للنمو. کما أوضح(Kardum,Hudek-Knezevic & Krapic, 2012) أن الصلابة النفسیة تُعد عاملاً وقائیاً فی المواقف الصعبة وذلک من خلال التقییم المعرفی وسلوکیات التوافق وعلی وجه التحدید فإن الأشخاص الذین یتمتعون بمستوی عال من الصلابة النفسیة قادرون علی التعامل مع أحداث الحیاة بطریقة ناجحة، وأن الصلابة النفسیة لا تؤثر فقط علی تقییم الحالات المجهدة أو المواقف الضاغطة ولکن أیضا تقییم التجارب السابقة وتقییم التکالیف والفوائد فی مختلف السلوکیات.

وبمتابعة العمال الذین یعانون من الضغوط أثناء العمل لمدة ستة أعوام توصلت کل من Maddi  Kobasa &  إلى أن الأفراد الذین کانوا علی درجة عالیة من الصلابة النفسیة کانوا أکثر انخراطا فی العمل، وأکثر نجاحا وسعادة، وأنهم یمارسون الریاضة ویتناولون الأغذیة بصورة طبیعیة ویقبلون علی النوم بصورة عادیة، ویحاولون الاسترخاء، والمشارکة فی المواقف الاجتماعیة المختلفة، وعلی عکس ذلک وجد أن الأفراد المنخفضین فی الصلابة النفسیة، یحاولون الانعزال والانسحاب من العمل تحت وطأة الضغوط، وینغمسون فی تناول الکحولیات والإفراط أو العزوف عن الأکل، ویشعرون بالإرهاق فی النوم، وقد وجد أیضا أن المواقف الصلبة تؤدی إلی إجراءات صلبة مما یؤدی إلی السلوک الایجابی والتوافق النفسی ؛ اضافة إلى أن الأفرد ذو الصلابة النفسیة یرون أن التعامل مع المواقف الضاغطة أفضل من التجنب والإنکار، وأن التعامل مع الآخرین من خلال تقدیم المساعدة والتشجیع أفضل من المنافسة والحمایة الذائدة .(Maddi,2006:162)


تعلم الصلابة النفسیة:

یمکن تعلم الصلابة النفسیة فی أوقات مبکرة من حیاة الفرد من خلال تفاعله مع الوالدین والأفراد المحیطین به، وأیضا من خلال برامج التدریب المختلف، وأنه من المهم وبشکل خاص فی تعلم الصلابة النفسیة دعم الوالد عند تفاعل الفرد مع المواقف الضاغطة؛ حیث یتطلب التغلب علی المشکلات التدریب والدعم وأیضا الشجاعة والدافعیة لتنفید الأعمال الصعبة (Maddi,2013:10).

ویمکن تعلمها أیضا من خلال الوالدین أو الأسرة  ومؤسسات المجتمع المختلفة المسئولة عن تربیة النشىء، حیث وجد أن الأفراد الذین تم تشجیعهم من قبل معلمیهم فی المدرسة کانوا أکثر صلابة ومقاومة للمواقف الضاغطة، ویضیف هذا إلی رصیدهم من الخبرات التی تجعلهم أکثر ثقة فی حل المشکلات التی تقابلهم فی المستقبل، کما أن تقویة الصلابة لدیهم وتحسینها بشکل متواصل من خلال الاسرة والمؤسسة التعلیمیة یؤدی إلی أفضل حیاة ممکنة فی ظل الأوقات العصیبة(Maddi,2006:164).

وقد أشار کل من(Nguyen, Shultz & Westbrook,2012:1095) إلی أن الصلابة النفسیة فی مجال التعلیم ترتبط ارتباطاً ایجابیاً بالجودة المدرکة للحیاة الجامعیة من خلال دافعیة التعلم، وبالتالی یمکن الاستفادة القصوى من قدرات الطلاب فی مراحل التعلیم المختلفة.

وأوضح (Maddi,2002:176) أن الصلابة النفسیة یمکن من خلالها تعزیز قدرات الأفراد حتى یمکنهم تحویل التحدیات إلی فرص تساهم فی تحسین جودة الحیاة، والصلابة النفسیة لها تأثیرات مباشرة وغیر مباشرة ( من خلال دافعیة التعلم) علی جودة الحیاة، وأن الطلاب الذین یظهرون أو یتمتعون بالصلابة النفسیة کانوا أکثر نجاحا أکادیمیاً، وأن الصلابة النفسیة مفهوم یستخدم لوصف الأفراد الذین لدیهم درجة کبیرة من الالتزام والسیطرة والتحدی فی حیاتهم.

ویشیر البحث فی مجال التعلیم إلی أن الدراسة الجامعیة هی أحد الأسباب الکبیرة للإجهاد، وتؤدی الصلابة النفسیة دورا مهماً فی عملیة التعلم، فالطلاب مرتفعوا الصلابة النفسیة یبذلون وقتهم وجهدهم فی الدراسة ویشعرون بأنهم مؤثرین ویرحبون بالتغیرات التی تحدث فی حیاتهم الجامعیة، وأنهم قادرون علی السیطرة علی الإجهاد الناجم عن عملیة التعلم من خلال الحفاظ علی دوافعهم للقیام بما یحتاجون إلیه من عمل(Nguyen,et   al.,2012:1095).

ونظرً لأهمیة الصلابة النفسیة فی الأوساط الأکادیمیة فإنه یوجد تساؤل على قدر کبیر من الأهمیة فی ذلک وهو: ما هو الأثر الإیجابی للصلابة النفسیة علی الجوانب الأکادیمیة؟ وللإجابة عن هذا السؤال فقد اقترحت نظریة Kobasa، ونظریة Dweck للدوافع الأکادیمیة والتی قد تکون مفیدة فی فهم سبب عزوف بعض الطلاب عن مواجهة الصعوبات الأکادیمیة، وقد اقترحوا فکرة الصلابة الأکادیمیة؛ حیث کانت فرضیتهم أن التحفیز الفعال للأطفال والصلابة الأکادیمیة یمکن من خلالها التنبؤ بنتائج الطلاب الفعالة (Kamtsios & Karagiannopoulou,2016:3).

   ویعنی الالتزام الأکادیمی - کأحد أبعاد الصلابة الأکادیمیة- استعداد الطلاب لبذل الجهد المتسق والمشارکة فی التضحیات الشخصیة من اجل تحقیق التفوق الأکادیمی، بینما یعنی التحدی جهود الطالب الهادفة للبحث عن المواقف الدراسیة الصعبة والخبرات وتبریر مثل هذه الإجراءات کما هی بطبیعتها للتعلم الشخصی، فی حین تعنی السیطرة اعتقاد الطلاب بأنهم یمتلکون القدرة علی تحقیق مخرجات تعلیمیة مرغوبة من خلال الجهد الشخصی والتنظیم الذاتی والانفعالی فی مواجهة الضغوط الأکادیمیة (Benishek, Feldman,Shipon,Mecham & Lopez,2005:60,61)

وتشیر دراسة (Kamtsios& Karagiannopoulou,2016) إلى أن الالتزام یثری توجهات تحقیق الأهداف، وکذلک تقییم المعلومات ومقارنة الفرد بأقرانه، وتُشّکل توقعات الأفراد المستقبلیة أیضا السلوک الذی یختارونه فی الوقت الحالی من أجل مواجهة الفشل المدرسی، أما فیما یتعلق بالتحدی فإن هناک ارتباطاً بین التحدی کأحد أبعاد الصلابة والدافع للانجاز الأکادیمی، فالتحدی یتعلق باعتقاد الطلاب وتقییمهم لضغوط معینة کفرصة ودافع للتعلم بدلًا من التفکیر فی شئ یهدد الذات، کما أن التحدی یجعل الطلاب یتعاملون مع الفشل بطریقة فعالة أو بناءة مثل هذه الطریقة تجعلهم یتعلمون من أخطائهم ویمکنهم تطویر استراتیجیات التعلم من أجل متطلبات المدرسة والتعلم فی المستقبل، أما ما یتعلق بالسیطرة فإن هناک ارتباطاً بین الصلابة النفسیة ودافعیة الانجاز الأکادیمی وأن السیطرة الواعیة واستخدام استراتیجیات التکیف الفعالة وتجنب المشاعر غیر السارة لها دور فی أداء الفرد الأکادیمی، وعلی العکس من ذلک فإن الطلاب الأقل استخداما للاستراتیجیات والمعارف بشکل صحیح یکون لدیهم سیطرة أقل علی الموقف الذی بدوره یؤدی إلی سلسلة من الآثار السیئة، وتعزز أهمیة السیطرة تعلم الطلاب من تجاربهم الانفعالیة السابقة والتی لها دور فی تنظیم وتحدید سلوکهم، کما أن توعیتهم بالتجارب السلبیة السابقة یؤدی إلی مزید من المشارکة ومن ثم التعرف علی أسباب وعواقب فشلهم وتقیمهما.

ومن هذا یتضح أن الصلابة النفسیة:

-         مکتسبة ویفضل تعلمها فی مراحل مبکرة من حیاة الفرد.

-         أن دعم الوالدین والمعلمین له دور کبیر فی اکتساب الصلابة النفسیة.

-         أن اکتسابها له دور کبیر فی تخفیف الضغوط التی قد تمارس علی الفرد والتی یمکن ان تجعله عرضة للانحراف عن السواء.

-         أن الصلابة النفسیة وإن تم اکتسابها فی وقت متأخر فلها دور کبیر فی تحویل مجری حیاة الفرد من خلال جعل المواقف الاکادیمیة الضاغطة فرصا للنمو وبالتالی مزیدا من التفوق فی المجالات المختلفة.

-         أن الدوافع کلما کانت متزامنة مع الأخلاق کان لها عائد إیجابی علی الفرد والمجتمع.

ثالثا: الدافعیة الأخلاقیة والصلابة النفسیة:

بمراجعة بعض الدراسات والأبحاث حول هذین المتغیرین وجد البعض منها ربط بین الدافعیة والصلابة، وأخرى ربط بین جانب من جوانب النمو الأخلاقی والصلابة النفسیة، وانتقى الباحثان منها ما له علاقة أکثر بموضوع البحث للاستفادة منها فی الاطار النظری وأدوات البحث وتفسیر النتائج، ومنها ما یأتی:

 دراسة (Kristopher,1996) والتی أجریت على (149) معلما ومعلمة، طبق علیهم استبیان دافعیة العمل ومقیاس الصلابة النفسیة ومقیاس الضبط الداخلی؛ حیث توصلت نتائجها إلى وجود ارتباط ایجابی بین الصلابة النفسیة ووجهة الضبط الداخلى من ناحیة ووجود علاقة موجبة بین الصلابة النفسیة والدافعیة تجاه العمل من ناحیة أخرى. فی حین بحث (علیوی ، 2012) العلاقة  بین الصلابة النفسیة ودافعیة الانجاز لدى (86) لاعباً ولاعبة من ذوی الاعاقة الحرکیة، وأسفرت النتائج عن وجود علاقة موجبة بین دافعیة الانجاز والصلابة النفسیة ما عدا بُعد تجنب الفشل لدافعیة الإنجاز، ووجود اختلاف فی مستوى دافعیة الانجاز والصلابة النفسیة فی النوع لصالح الذکور .

وتتفق نتائج دراسة Hedayati & Khaeez,2015)) مع نتائج دراسة (علیوی ، 2012) فیما یتعلق ببحث العلاقة بین الصلابة النفسیة ودافعیة الإنجاز لدى (200) فرداً من العاملین فی إحدى الشرکات الصناعیة الإیرانیة والحاصلین على درجتی البکالوریوس والماجستیر، والتی أسفرت النتائج عن وجود علاقة موجبة وذات دلالة إحصائیة بین صلابة الموظفین النفسیة ودافعیة الإنجاز.

 

بینما أجرى کل من(Darvishzadeh & Bozorgi, 2016)  دراسة لتحدید العلاقة بین المرونة والصلابة النفسیة والذکاء الروحی ونمو الحکم الأخلاقی الذی ینمو جنباً إلى جنب مع الدافعیة الأخلاقیة، وذلک على (200) طالبة بالمرحلة الثانویة؛ حیث أظهر التحلیل الاحصائی للبیانات وجود علاقة ارتباطیة موجبة بین الصلابة النفسیة والذکاء الروحی ونمو الحکم الأخلاقی. کما توصلت (Kamtsios & Karagiannopoulou, 2016) إلى وجود علاقة دالة إحصائیاً بین الدافعیة والصلابة النفسیة فی المجال الأکادیمی.

أما (Zadeh, 2017) فقد أجرى دراسة هدفت إلى مقارنة مدى الصلابة النفسیة والذکاء الأخلاقی لدى (50)  فرداً من الذین  تعافوا من الإدمان، و (50)  فرداً ممن عادوا للإدمان مرة أخرى، وأیضا بحث أثر دور النوع على الصلابة النفسیة والذکاء الأخلاقی، وقد أشارت النتائج  إلى أن الأفراد الذین تعافوا من الإدمان کانو أعلى فی الذکاء الأخلاقی من الأفراد الذین عادوا للإدمان، بینما لم توجد فروق فی الصلابة النفسیة بین المجموعتین، وأشارت النتائج أیضا إلى عدم وجود فروق بین الذکور والإناث فی کل من المجموعتین  فی الصلابة والذکاء الأخلاقی.

فروض البحث:

یمکن صیاغة فروض البحث الحالی کالآتی:

1-   لا توجد علاقة ارتباطیة دالة إحصائیاً بین الدافعیة الأخلاقیة والصلابة النفسیة وأبعادها (الالتزام، السیطرة، والتحدی) لدى طلاب الجامعة.

2-   لا یمکن التنبؤ بالصلابة النفسیة وأبعادها وأبعادها (الالتزام، السیطرة، والتحدی) من خلال الدافعیة الأخلاقیة لدى طلاب الجامعة .

3-   لا توجد فروق ذات دلالة إحصائیة بین مرتفعی ومنخفضی الدافعیة الأخلاقیة  فی الصلابة النفسیة وأبعادها (الالتزام، السیطرة، والتحدی) لدى طلاب الجامعة.

4-   لا توجد فروق ذات دلالة احصائیة فی الدافعیة الأخلاقیة  ترجع إلى متغیر النوع (ذکور، إناث) لدى طلاب الجامعة.

5-   لا توجد فروق ذات دلالة احصائیة فی الصلابة النفسیة وأبعادها (الالتزام، السیطرة، والتحدی) ترجع إلى متغیر النوع (ذکور ، إناث) لدى طلاب الجامعة.

 

طریقة البحثMethod :

أولاً: المشارکون فی البحث Participents:

-         المشارکون فی دراسة الخصائص السیکومتریة: طبق الباحثان أدوات البحث الحالی على عینة تکونت من (72) طالباً وطالبة منهم (35) طالباً من طلاب الفرقة الثالثة بکلیة التربیة - جامعة الأزهر بالقاهرة، و (37) من طالبات الفرقة الثالثة بکلیة الدراسات الانسانیة - جامعة الأزهر بالقاهرة، ویتراوح أعمارهم ما بین (20 ، 21) عاماً بمتوسط (76,20) سنة وانحراف معیاری قدره (53,0)  للذکور، ومتوسط (37,20) عاماً وانحراف معیاری قدره (57,0) للإناث، وذلک للتأکد من الخصائص السیکومتریة للأدوات المستخدمة.

-         المشارکون فی البحث الأساسی: تکونت عینة البحث الأساسیة من (274) طالباً وطالبة منهم (141) طالباً من طلاب الفرقة الثالثة بکلیة التربیة - جامعة الأزهر بالقاهرة، و (133) من طالبات الفرقة الثالثة بکلیة الدراسات الانسانیة، وتم استبعاد (17) طالباً وطالبة لم یکملوا الاستجابة على آداتی البحث، ومن ثم أصبحت العینة فی صورتها النهائیة تتکون من  (127) طالباً تراوحت أعمارهم ما بین(20 ، 21) عاماً بمتوسط قدره (73,20) عاماً، وانحراف معیاری (97,0)،  و(130) طالبة تراوحت أعمارهن ما بین (20 : 21) بمتوسط عمری  (33,20) سنة، وانحراف معیاری (81,0).

ثانیا: الأدوات:

استُخدِم مقیاس الدافعیة الأخلاقیة، ومقیاس التوجه نحو الاهتمام بالقیم الأخلاقیة، وهما من إعداد الباحثین، واستبیان الصلابة النفسیة من إعداد (مخیمر، 2015)0

 

 

 (1) مقیاس الدافعیة الأخلاقیة:

      اعتُمِدَ فی بناء المقیاس على ما یأتی:

أ- مراجعة الأدبیات التربویة والمقاییس ذات الصلة بالنمو الأخلاقی وبخاصة الحکم الاخلاقی والتفکیر الأخلاقی والانفعالات الأخلاقیة والهویة الأخلاقیة لما لهم من صلة قویة بالدافعیة الإخلاقیة. ومنها: مقیاس التفکیر الأخلاقی للراشدین (عبد الفتاح، 2007)، ومقیاس الاتجاه نحو حقوق الإنسان (Hayes, 2004)، وأداة الحکم الأخلاقی Nkenke,2010)) ، وسلسة المقاییس التی استخدمها (Hardy,Bean,& Olsen, 2015)  لقیاس الهویة الأخلاقیة، ومقیاس الانفعالات الاخلاقیة الایجابیة (Casey,2014) .

ب- ومن خلال مراجعة الدراسات والأبحاث التی تناولت الدافعیة الأخلاقیة وُجِد أن العدید منها قد اعتمد فی قیاسه لهذا المفهوم على مقاییس فی: الحکم الأخلاقی، والتفکیر الأخلاقی، والانفعالات الأخلاقیة، والهویة الأخلاقیة دون أن التطرق مباشرة لقیاس مفهوم الدافعیة الأخلاقیة.

ولندرة وجود مقیاس للدافعیة الأخلاقیة فی البیئة العربیة حاول الباحثان الاسترشاد بالأدبیات التربویة والدراسات السابقة فی إعداد مقیاس للدافعیة الأخلاقیة لدى طلاب الجامعة.

 ولبناء هذا المقیاس صاغ الباحثان عدداً من المواقف بلغ عددها فی صورته الأولیة (19) موقفاً یتضمن کل منها ثلاثة بدائل، ولکل بدیل درجة، وتدل الدرجة المرتفعة على ارتفاع الدافعیة الأخلاقیة لدى الطلاب. ویلی کل موقف سؤال مفتوح یجیب عنه الطلبة بعد اختیارهم لأحد البدائل الثلاثة یوضحون من خلاله مبررات اختیارهم لهذا البدیل ومشاعرهم نحو هذا الموقف کل على حدة .

وعند صیاغة هذه المواقف رُوعی ما یأتی:

- أن یتمشى مع التصور النظری للدافعیة الأخلاقیة والتی ترکز على مدى استعداد الطلاب ورغبتهم فی القیام بالسلوکیات الأخلاقیة ذات الصلة الوثیقة باهتماماتهم الذاتیة الأخلاقیة فی ضوء المعاییر والقیم والقواعد والمبادی الأخلاقیة لدیهم والسائدة فی المجتمع0

- المقیاس لا یقیس الالتزامات الأخلاقیة المثالیة التی ینبغی أن یکون علیها الفرد، وإنما یقیس الاستعداد والرغبة للالتزام بالسلوکیات والأعمال الأخلاقیة. 

- مواقف المقیاس تتضمن الفــضائل الخُلقیة المتمثلة فی: العفة، الإیثار، الإصلاح بین الناس، الوفاء بالوعد، التعاطف، الأمانة، التضحیة، العفو، وبر الوالدین، ومساعدة الآخرین والمخاطرة من أجلهم. والتی یحث علیها الدین الإسلامی الحنیف0

- مواقف المقیاس حیاتیة وملموسة بما یمر به الطلاب إما بداخل الحرم الجامعی أو بداخل منازلهم مع أسرهم أو أقاربهم أو مع جیرانهم أو أصدقائهم، وهذه المواقف مرتبطة بالقوة الذاتیة أو الخارجیة المحرکة والموجهة لسلوکیات الطلاب الأخلاقیة.

- المواقف موجزة ومختصرة ویسهل فهمها واستیعابها من قبل الطلاب؛ ولذا فالاستجابة التی یتم اختیارها هی النابعة من داخل الطلاب والتی تعبر عن اتجاه سلوکهم الأخلاقی دون الدخول فی تفاصیل وبدائل کثیرة وغامضة أو غیر مفهومة أو مشتتة لتفکیرهم.

الخصائص السیکومتریة للمقیاس:

أولا: قام الباحثان بالتأکد من الخصائص السیکومتریة لمقیاس الدافعیة الأخلاقیة بالطریقتین الآتیتین:

أ- آراء الخبراء : تم عرض المقیاس فی صورته الأولیة على (10) أساتذة من المتخصصین فی مجالی الصحة النفسیة وعلم النفس التعلیمی، وتراوحت نسب اتفاقهم ما بین (80٪ ، 100٪)، وهى نسب اتفاق مرتفعة، وقد أشار بعض الخبراء بتعدیل صیاغة بعض المواقف والبدائل الخاصة بها، وقد راعى الباحثان ذلک.

ب- الصدق التلازمی: للتأکد من صدق المقیاس تم حساب معامل الارتباط بین درجات الطلاب المشارکین فی البحث الاستطلاعی على المقیاس الحالی ومقیاس التوجه نحو الاهتمام بالقیم الأخلاقیة والذی یقیس نفس الافکار المتضمنة فی مقیاس الدافعیة الاخلاقیة؛ حیث بلغت قیمة معامل الارتباط (862,0) وهی قیمة دالة احصائیاً عند مستوى دلالة (01,0)، مما یشیر إلى الصدق التلازمی.

الاتساق الداخلی للمقیاس:

    تم حساب معاملات الارتباط بین درجة کل موقف والدرجة الکلیة لمقیاس تقدیر قوة الدافعیة الأخلاقیة، وذلک بعد تطبیق المقیاس على (72) طالباً وطالبة من المشارکین فی البحث الاستطلاعی، والجدول الآتی(1) یوضح معاملات الارتباط بین درجة کل موقف والدرجة الکلیة لمقیاس تقدیر قوة الدافعیة الأخلاقیة.        

جدول (1)

معاملات الارتباط بین درجة کل موقف والدرجة الکلیة لمقیاس تقدیر قوة الدافعیة الأخلاقیة        

رقم الموقف

معامل الارتباط

رقم الموقف

معامل الارتباط

رقم الموقف

معامل الارتباط

1

417 ,0**

8

165,0

15

273,0*

2

316,0 **

9

285,0 *

16

382,0**

3

193,0

10

303,0 **

17

262,0*

4

041,0

11

482,0 **

18

444,0**

5

398,0 **

12

257,0*

19

414,0**

6

400,0 **

13

391,0 **

 

7

375,0 **

14

337 ,0 **

P* ≤ 0.05        P** ≤  0.01

یتضح من الجدول السابق أن قیم معاملات الارتباط الدالة تراوحت ما بین  (257 ,0 -  482,0) وهی قیم دالة إحصائیاً عند مستویی دلالة (05,0  ، 01,0) ما عدا المواقف أرقام (3، 4،8) حیث لم تکن دالة احصائیا، وبالتالی تم حذفها، وبناء على ذلک أصبح المقیاس فی صورته النهائیة یتکون من (16) موقفاً.

ثانیاً: الثبات:

      قام الباحثان بحساب ثبات المقیاس بطریقة معامل (ألفا لکرونباخ) حیث بلغت قیمته للمقیاس ککل (783,0) وهو معامل ثبات مقبول مما یدعو إلى الثقة فی النتائج التی یمکن التوصل إلیها عند استخدام المقیاس.

 

 (2) مقیاس التوجه نحو الاهتمام بالقیم الأخلاقیة (إعداد الباحثین):

 تم اعداد هذا المقیاس للتحقق من تقدیر قوة الدافعیة الأخلاقیة، وتم بنائه بعد مراجعة الکثیر من الأدبیات التربویة ذات الصلة منها على سبیل المثال: دراسة (Casey, 2014; Johnson,2014; Pede,2015; Gholamzadehmir, 2015)، ودراسة (مرتجى،2004). وهذا المقیاس عبارة عن تقریر ذاتی یتعلق بالأهمیة الذاتیة المرتبطة بالقیم الأخلاقیة مقابل القیم غیر الأخلاقیة، وتُعد الاهتمامات أخلاقیة إذا أشارت إلى المبادئ أو القواعد الأخلاقیة، مثل: الصدق، الوفاء بالوعد، الطاعة للوالدین، الایثار، الاصلاح بین المتخاصمین، التسامح، والعفة، وتُعد الاهتمامات غیر أخلاقیة عند مخالفة الفرد للقیم والمبادیء الأخلاقیة، وکذا تبریره لتلک المخالفات.

          ویتکون المقیاس من (24) عبارة  تغطی ثلاثة أنواع من الاهتمامات الأخلاقیة مقابل غیر الأخلاقیة، موضحة کالتالی:  

 أولا: الخوف من العقوبات الدینیة: ویعنی توجه الفرد للتصرف بشکل أخلاقی وفقاً للمبادئ والقواعد والضوابط والمعاییر الأخلاقیة الإسلامیة بدافع ذاتی هدفه الأساسی طاعة الله تعالى وخشیته والخوف منه.

ثانیا: الخوف من العقوبات الخارجیة: ویعنی توجه الفرد للتصرف بشکل أخلاقی خوفاً من العواقب الخارجیة التی قد تعرضه للمخاطر أو الأذى من الآخرین.

ثالثا: ردود الفعل غیر الأخلاقیة "اللا مبالاة"  بعد الوقوع فی الخطأ أو مخالفة  الفرد للقیم الأخلاقیة: ویعنی توجه الفرد للتصرف بشکل غیر أخلاقی مبرراً السبب لفعله اللاأخلاقی بعد مخالفته للقواعد والقیم الأخلاقیة.

    کما قام الباحثان بتوجیه سؤال مفتوح فی نهایة المقیاس وطلب من المفحوصین تسجیل المشاعر الخاصة بهم بعد ارتکابهم للمخالفات الأخلاقیة أو الوقوع فی الخطأ.

ویستجیب علیها المفحوص من خلال تقدیر متدرج خماسی یتراوح بین (تنطبق علیَّ تماماً  إلى لا تنطبق علیَّ إطلاقا)، وتتراوح الدرجات بالنسبة لنوعی الخوف من العقوبات الدینیة والخارجیة من (5  إلى 1). أما بالنسبة لردود الفعل غیر الأخلاقیة، فتتراوح الدرجات من (1 إلى 5)، وتدل الدرجة المرتفعة على أن التوجه نحو الاهتمام بالقیم الأخلاقیة لدى الطلاب مرتفع والعکس، وتم تصحیح المقیاس وفقا لمفتاح التصحیح المعد لذلک.

الخصائص السیکومتریة للمقیاس:

أولا : آراء الخبراء: قام الباحثان بعرض المقیاس فی صورته الأولیة على (10) أساتذة من المتخصصین فی مجالی الصحة النفسیة وعلم النفس التعلیمی، وتراوحت نسب اتفاق الخبراء ما بین (80٪ ، 100٪)، وهى نسب اتفاق مرتفعة، وقد أشار بعض الخبراء بتعدیل صیاغة بعض المواقف والبدائل الخاصة بها، وقد راعى الباحثان ذلک.

 

الاتساق الداخلی:

          تم حساب معاملات الارتباط بین درجة کل عبارة  والدرجة الکلیة لمقیاس التوجه نحو الاهنمام بالقیم الأخلاقیة، والجدول الآتی (2) یوضح معاملات الارتباط بین درجة کل عبارة والدرجة الکلیة للمقیاس.

جدول (2)

معاملات الارتباط بین درجة کل عبارة والدرجة الکلیة لمقیاس التوجه نحو الاهنمام بالقیم الأخلاقیة (ن=72)       

رقم العبارة

معامل الارتباط

رقم العبارة

معامل الارتباط

رقم العبارة

معامل الارتباط

1

   288,0*

9

   613,0**

17

   703,0**

2

   376,0 **

10

   662,0 **

18

   584,0 **

3

   766,0 **

11

   725,0 **

19

   093,0

4

   338,0 **

12

   503,0 **

20

   363,0 **

5

   460,0 **

13

   645,0 **

21

   462,0 **

6

   489,0 **

14

   064,0

22

   278,0*

7

   766,0 **

15

   479,0 **

23

   325,0 **

8

   294,0 *

16

   294,0 **

24

   273,0*

P* ≤ 0.05        P** ≤  0.01

     یتضح من الجدول السابق أن قیم معاملات الارتباط تراوحت ما بین  (273,0 ، 766 ,0) وهی قیم دالة إحصائیاً عند مستوى دلالة (05,0 ، 01,0) ما عدا العبارتین رقم (14، 19) ومحتواهما على الترتیب کالآتی: أصدق القول  مع الآخرین؛ لتبریر موقفی، أتسامح مع کل من أساء إلی بقصد أو دون قصد؛ حیث لم تکن دالة احصائیا، وبالتالی تم حذفهما، وبناء على ذلک أصبح المقیاس فی صورته النهائیة یتکون من (22) عبارة .

ثانیاً: الثبات:

      قام الباحثان بحساب ثبات درجات المقیاس باستخدام معامل (ألفا لکرونباخ) حیث بلغت قیمته للمقیاس ککل (824,0) وهو معامل ثبات مقبول مما یدعو إلى الثقة فی النتائج التی یمکن التوصل إلیها عند استخدام المقیاس.

(3) استبیان الصلابة النفسیة إعداد (مخیمر،2015):

یُعد استبیان الصلابة النفسیة أداة تعطی تقدیراً کمیاً لصلابة الفرد النفسیة. ویتکون الاستبیان من (47) عبارة تشتمل على ثلاثة أبعاد هی: الالتزام، والسیطرة، والتحدی. ولکل عبارة ثلاثة استجابات هی (دائما، أحیانا، أبدا) ویتراوح المجموع الکلی للاستبیان ما بین (47،141) درجة؛ حیث تشیر ارتفاع الدرجة الى زیادة ادراک المستجیب لصلابته النفسیة ویعرف الالتزام بأنه: نوع من التعاقد النفسی یلتزم به الفرد اتجاه نفسه واهدافه وقیمه والاخرین من حوله، فیما تعرف السیطرة بأنها مدى اعتقاد الفرد بإمکانه ان یکون له تحکم فیما یلقاه من احداث ویتحمل المسئولیة الشخصیة عما یحدث له، فی حین یعرف التحدی بأنه اعتقاد الفرد بأن ما یطرأ من تغیر على جوانب حیاته هو أمر مثیر وضروری للنمو أکثر من کونه تهدیداً له مما یساعده على المبادأة واستکشاف البیئة ومعرفة المصادر النفسیة والاجتماعیة التی تساعد الفرد على مواجهة الضغوط بفاعلیة، وقد قام مُعِد الاستبیان بحساب ثباته وصدقه على عینة من طلبة الجامعة (ن=80)؛ حیث بلغ معامل الاتساق الداخلی (الالتزام = 0.75 ، والسیطرة =0.82 ، والتحدی = 0.60) فی حین بلغ معامل ألفا کرونباخ لحساب ثبات الالتزام =0.69 ، والسیطرة = 0.76 ، والتحدی = 0.72 ) ؛ والدرجة الکلیة (0.75) ، وقد تم التأکد من صدق الاستبیان عن طریق حساب الصدق التلازمی للاستبیان مع مقیاس قوة الأنا (ربیع ، 1978)؛ حیث بلغ معامل الارتباط بینهما (0.75) وهو دال عند مستوى (0.01).

وقد اختار الباحثان مقیاس (مخیمر، 2015) بناء على المبررات الآتیة:

- مناسبة المقیاس للمشارکین فی البحث وهم طلاب  الجامعة.

- أنه یقیس الأبعاد الثلاثة التی توصلت إلیها (Kobasa) والتی أکدت علیها الدراسات السابقة.

- أنه تم استخدام الاستبیان فی العدید من الدراسات والأبحاث السابقة فی البیئة العربیة منها:(البهاص، 2002)، (الشربینی، 2005)، (دخان، 2006)، (الجهنی، 2011)، (السید، 2012)، (کحلة، 2013)، (الزواهرة،2015)، (الرئیسی ، 2016). مما یدل على الوثوق فی النتائج التی یمکن التوصل الیها من خلال الاستبیان.

- سهولة التطبیق والتصحیح؛ کما یمکن تطبیقه بصورة فردیة وجماعیة.

 

الخصائص السیکومتریة للمقیاس :

الاتساق الداخلی:

تم حساب معاملات الارتباط بین درجة کل عباره والدرجة الکلیة للبُعد الذی تنتمی إلیه، وذلک بعد تطبیق المقیاس على (72) طالباً وطالبة المشارکین فی البحث الاستطلاعی، والجدول الآتی (3) یوضح معاملات الارتباط بین درجة کل عبارة والدرجة الکلیة للبعد الذی تنتمی إلیه على مقیاس الصلابة النفسیة.

 

جدول (3)

 معاملات الارتباط بین درجة کل عبارة ودرجة البُعد الذی تنتمی إلیه على مقیاس الصلابة النفسیة

التزام

السیطرة

التحدی

رقم العبارة

معاملات الارتباط

رقم العبارة

معاملات الارتباط

رقم العبارة

معاملات الارتباط

1

  396 ,0**

2

   265,0*

3

   536,0**

4

   507,0 **

5

   361,0 **

6

   490,0 **

7

   342,0 **

8

   346,0 **

9

   480,0 **

10

   594,0 **

11

   392,0 **

12

   505,0 **

13

   534,0 **

14

   429,0 **

15

   584,0 **

16

   528,0 **

17

   2878,0*

18

   041,0 -

19

   418,0 **

20

   444,0 **

21

   538,0 **

22

   375,0 **

23

   320,0 **

24

   392,0 **

25

   294,0*

26

   477,0 **

27

   466,0 **

28

   222,0

29

   253,0*

30

   477,0 **

31

   640,0 **

32

   551,0 **

33

   438,0 **

34

   493,0 **

35

   286,0*

36

   347,0 **

37

   442,0 **

38

   547,0 **

39

   148,0

40

   534,0 **

41

   439,0 **

42

   110,0

43

   335,0 **

44

   546,0 **

45

   411,0 **

46

   631,0 **

 

47

   241,0*

               

P* ≤ 0.05        P** ≤  0.01

       یتضح من جدول (3) أن قیم معاملات الارتباط الدالة إحصائیاً تراوحت ما بین (241,0 ، 640,0 ) وجمیع هذه القیم دالة إحصائیاً ما عدا العبارة رقم (28) من بعد الالتزام ، والعبارات أرقام (18،39،42) من بعد التحدی حیث لم تکن دالة احصائیا وبالتالی تم حذفها من المقیاس. کما تم حساب معاملات الارتباط بین الأبعاد وبعضها البعض وکذلک فی علاقتها مع الدرجة الکلیة، والجدول الآتی (4) یوضح مصفوفة الارتباط بین أبعاد مقیاس الصلابة النفسیة وبعضها والدرجة الکلیة للمقیاس.

 

جدول (4)

مصفوفة الارتباط بین الأبعاد وبعضها والدرجة الکلیة لمقیاس الصلابة النفسیة (ن=72 )

م

الأبعـــــاد

الالتزام

السیطرة

التحدی

الدرجة الکلیة

1

الالتزام

ــــــــ

 

 

 

2

السیطرة

   437,0**

ـــــــ

 

 

3

التحدی

   523,0 **

328,0 **

ــــــ

 

الدرجة الکلیة

860,0 **

   732,0 **

761,0 **

ـــــــ

**     دالة عند مستوى (0,01)

یتضح من الجدول(4) السابق أن قیم معاملات الارتباط تراوحت بین (328,0  ، 860,0) وجمیعها قیم دالة إحصائیاً عند مستوى (0,01)  وبذلک تم التحقق من الاتساق الداخلی لأبعاد المقیاس.

أولا: صدق المقیاس: قام الباحثان بحساب صدق المقیاس عن طریق الصدق التلازمی؛ حیث تم حساب معامل الارتباط بین درجات المشارکون فی البحث الاستطلاعی على مقیاس الصلابة النفسیة لـ (مخیمر، 2015)، ومقیاس الصلابة النفسیة لـ (الحسینی، وعبد الواحد،2011) والذی یقیس نفس الأبعاد الثلاثة(الالتزام، والسیطرة، والتحدی)، والجدول الآتی(5) یوضح معاملات الارتباط بین الدرجة الکلیة للصلابة النفسیة وأبعادها على المقیاسین.

جدول (5)

 معاملات الارتباط بین الدرجة الکلیة للصلابة النفسیة وأبعادها على المقیاسین.

أبعـــاد المقیاس

معامل الارتباط

الالتزام

763,0**

السیطرة

802,0**

التحدی

759,0**

الدرجة الکلیة

885,0**

 

 

 

 

    

 

                  P** ≤  0.01                                           

          یتضح من الجدول السابق أن قیم معاملات الارتباط تراوحت ما بین ( 759 ,0 ، 885,0) وهی قیم دالة إحصائیاً عند مستوى دلالة (01,0)، مما یعنی الوثوق فی النتائج التی یمکن الوصول إلیها.

ثانیاً: الثبات:

         قام الباحثان بحساب ثبات المقیاس باستخدام معامل ألفا کرونباخ، والجدول الآتی(6) یوضح قیم معاملات الثبات لکل بُعد من أبعاد الصلابة النفسیة والدرجة الکلیة.

جدول (6)

قیم معاملات الثبات لکل بُعد من أبعاد الصلابة النفسیة والدرجة الکلیة

أبعاد المقیاس

الالتزام

السیطرة

التحدی

الدرجة الکلیة

معامل الثبات

748,0

649,0

638,0

823,0

       یتضح من الجدول(6) أن قیم معاملات الثبات والدرجة الکلیة لمقیاس الصلابة النفسیة تراوحت بین (638,0، 823,0) وجمیعها معاملات مقبولة احصائیاً؛ مما یؤکد صلاحیة استخدام المقیاس.

وصف المقیاس فی صورته النهائیة:

بعد أن تم حساب الصدق والثبات لمقیاس الصلابة النفسیة وبعد حذف العبارات غیر الدالة أصبح المقیاس فى صورته النهائیة یتکون من (43) عبارة تمثل أبعاد الصلابة النفسیة؛ حیث اشتمل بُعد الالتزام على (15) عبارة، وبُعد السیطرة على (15) عبارة. وبُعد التحدی على (13) عبارة

الأسالیب الإحصائیة:

     قام الباحثان بمعالجة بیانات البحث الحالی من خلال البرنامج الاحصائی (SPSS v 22) وتحققا من فروض بحثهما باستخدام: معامل ارتباط بیرسون، وتحلیل الانحدار الخطى البسیط، واختبار" ت " لعینتین مستقلتین.

ثالثا: النتائج وتفسیرها:

فیما یأتی سوف یتم عرض نتائج فروض البحث ومناقشتها.

نتائج الفرض الأول وتفسیره:

ینص الفرض على أنه: لا توجد علاقة ارتباطیة دالة إحصائیاً بین الدافعیة الأخلاقیة والصلابة النفسیة وأبعادها (الالتزام، السیطرة، التحدی) لدى طلاب الجامعة، ویوضح جدول(7) معاملات الارتباط بین الدافعیة الأخلاقیة والصلابة النفسیة وأبعادها.

 

جدول (7)

معاملات الارتباط بین الدافعیة الأخلاقیة والصلابة النفسیة وأبعادها

أبعاد الصلابة

الالتزام

السیطرة

التحدی

الدرجة الکلیة للصلابة

الدافعیة الأخلاقیة

332,0 **

235,0 **

231,0 **

300,0 **

** دال عند مستوى 01,0

یتضح من الجدول السابق أن معاملات الارتباط بین الدافعیة الأخلاقیة وأبعاد الصلابة النفسیة والدرجة الکلیة بلغت على الترتیب (332,0  ، 235,0  ، 231,0  ، 300,0) وهی قیم دالة إحصائیا عند مستوى (01,0)؛ وبهذه النتائج یتم رفض الفرض الصفری. وهذا یعنى أنه کلما زادت الدافعیة الأخلاقیة لدى الطلاب کلما أدى ذلک إلى زیادة وتدعیم صلابتهم النفسیة.

وتتفق هذه النتیجة جزئیاً مع نتیجة دراسة (Kristopher,1996) من وجود ارتباط موجب بین الدافعیة تجاه العمل والصلابة النفسیة، ودراسة (علیوی،2012)، ودراسة (Hedayati & Khaeez, 2015) التی توصلت نتائجهما إلى وجود علاقة موجبة بین الصلابة النفسیة والدافعیة للإنجاز، کما تتفق أیضا مع ما أشار إلیه (Malti & Buchmann, 2010:138) من أن انخفاض الدافع الأخلاقی لدى الأفراد یؤدى إلى عدم الالتزام بالقواعد والأعراف الخلقیة فی المجتمع باعتبارها غیر ملزمة شخصیاً. وأیضاً تتفق مع ما أشارت إلیه دراسة (Kamtsios& Karagiannopoulou,2016) من وجود ارتباط موجب بین التحدی کأحد أبعاد الصلابة والدافع للانجاز الأکادیمی، فالتحدی یتعلق باعتقاد الطلاب وتقییمهم لضغوط معینة کفرصة ودافع للتعلم بدلًا من التفکیر فی شئ یهدد الذات.

وقد یرجع الباحثان ارتباط الدافعیة الأخلاقیة بالصلابة النفسیة إلى أن الأفراد الذین لدیهم دافع أخلاقی یمیلون الى التصرفات فی ضوء المعاییر والقیم الأخلاقیة للمجتمع، ویحافظون على سلامة الأداء النفسی والجسمی فی حالة تعرضهم للضغوط والمواقف المؤلمة، کما ینمو لدیهم المعتقد الشخصی بأهمیة وقیمة مسئولیتهم اتجاه الآخرین سواء الأسرة أو العمل أو المجتمع أو القیم الإنسانیة مما یجعلهم یشارکون بطریقة ایجابیة فی کل الأحداث الجیدة والمؤلمة على حد سواء. کما أن الدافعیة الأخلاقیة الفعّالة تضع الفرد فی وضع جید للاستجابة بأسلوب أفضل أخلاقیاً وتساعده على السیطرة على الذات والتحکم فیها  والتحدی لها بالبُعد عن الأهواء الشهوانیة التی توقعه فی المخالفات الأخلاقیة.

کما أن نجاح الأفراد فی التصرف بشکل أخلاقی قد یمکن ارجاعه إلى ارتفاع مستوى الدافع الأخلاقی لدیهم، والقدرة على مواجهة الضغوط والأحداث الحیاتیة بهدف تخطیها، کما أنه یمکن ارجاع فشل الأفراد فی المیل والتوجه نحو التصرف أخلاقیاً إلى ضعف القدرة على التعامل مع المشکلات الحیاتیة والمواقف الضاغطة، وضعف القدرة على الالتزام  بالمسئولیات الشخصیة والاجتماعیة، وکذا ضعف قدرتهم على بذل الجهد اللازم لذلک.

نتائج الفرض الثانی وتفسیره:

      ینص الفرض الثانی على أنه: لا یمکن التنبؤ بالصلابة النفسیة وأبعادها (الالتزام، السیطرة، والتحدی) من خلال الدافعیة الأخلاقیة لدى طلاب الجامعة. ولمعرفة إمکانیة التنبؤ بأبعاد الصلابة النفسیة والدرجة الکلیة من خلال الدافعیة الأخلاقیة تم استخدام تحلیل الانحدار البسیط، والجدول الآتی(8) یوضح ذلک.

 

جدول (8)

 نتائج تحلیل الانحدار البسیط لمعرفة إمکانیة التنبؤ بالصلابة النفسیة من خلال الدافعیة الأخلاقیة

أبعـــاد الصلابة

ر

ر2

ف

مستوى الدلالة

B معامل الانحدار

الخطأ المعیاری

ثابت الانحدار

قیمة (ت)

مستوى الدلالة

الالتزام

332,0

110,0

601,31

01,0

294,0

052,0

355,12

621,5

01,0

السیطرة

235,0

055,0

731,4

05,0

100,0

048,0

295,29

175,2

05,0

التحدی

231,0

053,0

324,14

01,0

179,0

047,0

963,22

785,3

01,0

الدرجة الکلیة

300,0

09,0

18,25

01,0

574,0

114,0

904,76

019,5

01,0

یتضح من الجدول السابق ما یأتی :

بالنسبة لبُعد الالتزام :

بلغت قیمة (ف) لمعرفة إمکانیة التنبؤ بالالتزام (601,31) وهی قیمة دالة إحصائیا عند مستوى (01,0)، کما کانت القیمة التنبؤیة للدافعیة الأخلاقیة فی التنبؤ بالالتزام (621,5) وهی قیمة دالة إحصائیا عند مستوى (01,0)، وأن الدافعیة الأخلاقیة تسهم فى تفسیر قدر من التباین فى بُعد الالتزام نسبته (11٪)، وبالتالی یمکن التنبؤ ببعد الالتزام من الدافعیة الأخلاقیة.

 

بالنسبة لبُعد السیطرة:

بلغت قیمة (ف) لمعرفة إمکانیة التنبؤ بالسیطرة (731,4)، وهی قیمة دالة إحصائیا عند مستوى (05,0)، کما کانت القیمة التنبؤیة للدافعیة الأخلاقیة فی التنبؤ بالسیطرة (175,2)، وهی قیمة دالة إحصائیا عند مستوى (05,0)، وأن الدافعیة الأخلاقیة تسهم فى تفسیر قدر من التباین فى بُعد السیطرة نسبته (5,5 %) ، وبالتالی یمکن التنبؤ ببعد السیطرة من الدافعیة الأخلاقیة.

بالنسبة لبُعد التحدی:

بلغت قیمة (ف) لمعرفة إمکانیة التنبؤ بالتحدی (324,14) وهی قیمة دالة إحصائیا عند مستوى (01,0)، کما کانت القیمة التنبؤیة للدافعیة الأخلاقیة فی التنبؤ بالتحدی (785,3)، وهی قیمة دالة إحصائیا عند مستوى (01,0)، وأن الدافعیة الأخلاقیة تسهم فى تفسیر قدر من التباین فى بُعد التحدی نسبته (5.3٪)، وبالتالی یمکن التنبؤ ببعد التحدی من الدافعیة الأخلاقیة.

بالنسبة للدرجة الکلیة لأبعاد الصلابة النفسیة:

بلغت قیمة (ف) لمعرفة إمکانیة التنبؤ بالدرجة الکلیة لأبعاد الصلابة النفسیة (18,25) وهی قیمة دالة إحصائیا عند مستوى (01,0)، کما کانت القیمة التنبؤیة للدافعیة الأخلاقیة فی التنبؤ بالدرجة الکلیة لأبعاد الصلابة النفسیة (019,5)، وهی قیمة دالة إحصائیا عند مستوى (01,0)، وأن الدافعیة الأخلاقیة تسهم فى تفسیر قدر من التباین فى الدرجة الکلیة للصلابة النفسیة نسبته (9٪)، وبالتالی یمکن التنبؤ بالدرجة الکلیة للصلابة النفسیة من الدافعیة الأخلاقیة.

وبهذه النتائج یتم رفض الفرض الصفری وقبول الفرض البدیل أی أنه یمکن التنبؤ بالصلابة النفسیة وأبعادها(الالتزام، السیطرة ، والتحدی) من خلال الدافعیة الأخلاقیة لدى طلاب الجامعة.

 وتتفق هذه النتیجة مع ما أشار إلیه (Deci & Ryan, 1987:1024) من أن الدافعیة الأخلاقیة تسهم فی تحسین المرونة لدى الفرد لمواجهة المواقف الضاغطة، والاستمرار فی تغییر السلوک بشکل أکثر ایجابیة، وتحسین الصحة البدنیة والنفسیة. وما أوضحته نتائج دراسة (الشریبنی،2005) من أن الاتجاه نحو الغش الدراسی (الذی یُعد اضطراب فی جوانب شخصیة الفرد کانخفاض دافعیته أو تفکیره الأخلاقی) یرتبط سلبیاً مع الصلابة النفسیة، کما تتفق مع ما أوضحه (Nguyen,et    al.,2012:1095) من أن الطلاب الذین یحافظون على دوافعهم یمکنهم السیطرة علی الإجهاد الناجم عن عملیة التعلم وحسن التعامل مع التغیرات التی تحدث فی حیاتهم الجامعیة.

ویرجع الباحثان هذه النتیجة إلى ما یأتی:

-        أن الفضائل الأخلاقیة الدائمة تسهل العمل الأخلاقی لدى الأفراد وبشکل متواصل، کما أن المواقف المحبطة والضاغطة تثبط من همته فی توجهاته للقیام بالسلوک الخلقی، وأن الضغوط النفسیة المتلاحقة قد تضعف معنویات الفرد ما لم یکن لدیه دافع خلقی مرتفع والذی یسهم بدوره فی تحصین الفرد من خلال تحسین الفعالیة الأخلاقیة والصلابة.

-        عادة ما یعزى نجاح الأفراد فی التصرف بشکل أخلاقی إلى ارتفاع مستوى الدافع الأخلاقی لدیهم أو إلى القدرة على مواجهة الضغوط والأحداث الحیاتیة، والصمود فی مواجهتها بهدف تخطیها. کما أن الفرد الذی یتسم بالدافعیة الاخلاقیة یستطیع أن یتحدی المواقف الضاغطة دون مخالفة لأعراف وتقالید وثقافة المجتمع، وتجعله یتحمل بعض المواقف الضاغطة فی سبیل تحقیق السعادة للآخرین.

-        تعطی الدوافع الأخلاقیة الفرد قوة داخلیة تساعده على تحمل العدید من الأحداث الحیاتیة الصعبة والتکیف الایجابی معها فی سبیل تحقیق أهدافه وعدم التنازل عن افکاره شریطة ألا تتعارض مع تقالید وثقافة المجتمع الراسخة بازلاً فی ذلک کل جهده، کما تجعله اکثر التزاماً وتحدیاً وتحکماً فی مجریات المواقف الضاغطة.

-        أن الطلاب الذین یلجأون إلی الغش بغرض النجاح فی اداء متطلبات أو مهام توکل إلیهم بدون جهد أو مثابرة وهذا السلوک غیر المقبول اجتماعیاً یدل علی انخفاض مستوى الدافعیة الأخلاقیة لدیهم.

 

نتائج الفرض الثالث وتفسیره:

وینص الفرض الثالث على أنه : لا توجد فروق ذات دلالة إحصائیة بین مرتفعی ومنخفضی الدافعیة الأخلاقیة  فی الصلابة النفسیة وأبعادها (الالتزام، السیطرة، والتحدی) لدى طلاب الجامعة.

ولمعرفة الفروق بین مرتفعی ومنخفضی الدافعیة الاخلاقیة فی الصلابة النفسیة تم استخدام اختبار "ت" لمجموعتین مستقلتین، والجدول الآتی (9) یوضح ذلک.

جدول (9)

قیمة " ت " للفروق بین مرتفعی ومنخفضی الدافعیة الاخلاقیة فی الصلابة النفسیة وأبعادها

الأبعــــاد

المجموعات

العدد

المتوسط الحسابی

الانحراف المعیاری

قیمة "ت"

الالتزام

مرتفع

82

207,37

767,3

 

857,4**

منخفض

47

638,33

420,4

السیطرة

مرتفع

82

854,33

205,3

 

216,2**

منخفض

47

617,32

754,2

التحدی

مرتفع

82

756,30

211,3

 

543,3**

منخفض

47

702,28

092,3

الدرجة الکلیة

مرتفع

82

817,101

65,7

901,4**

منخفض

47

957,94

535,7

   P** ≤  0.01

یتضح من الجدول السابق أن قیم "ت" للفروق بین مرتفعی ومنخفضی الدافعیة الأخلاقیة فی الصلابة النفسیة وأبعادها والدرجة الکلیة بلغت على الترتیب (857,4 ، 216,2 ، 543,3 ، 901,4)، وهی قیم دالة إحصائیا عند مستوى (01,0)؛ وبهذه النتائج یتم رفض الفرض الصفری وقبول الفرض البدیل مما یعنی وجود فروق بین مرتفعی ومنخفضی الدافعیة الأخلاقیة فی الصلابة النفسیة وأبعادها (الالتزام، السیطرة، والتحدی) فی اتجاه مرتفعی الدافعیة الأخلاقیة لدى طلاب الجامعة.

وتتفق هذه النتیجة مع دراسة (زیدان،2010) والتی بحثت الفروق بین مرتفعی ومنخفضی الإیثار کفضیلة أخلاقیة والصلابة النفسیة، والتی أسفرت عن وجود فروق بین مرتفعی ومنخفضی الایثار والصلابة النفسیة لصالح مرتفعی الإیثار. کما تتفق جزئیا مع دراسة (علیوی، 2012) والتی أسفرت نتائجها عن وجود اختلاف فی مستوى الدافعیة والصلابة النفسیة تعزى لصالح المرتفعین فی الدافعیة.

 

  أیضا تتفق تلک النتیجة مع ما أشار إلیه کل من (Nunner-Winkler,1998:596; Willard,1998:215; Sheikh, 2007:6; Malti & Buchmann,2010:138) من أن الأفراد ذوى الدافع الأخلاقی المرتفع یلتزمون بالقواعد الأخلاقیة التی یرون أنها صالحة، ولا یندمجون إلا فی السلوک المناسب والأخلاقی، ولا یتوجهون إلا للقیام بالسلوکیات التی تقترب من النتائج الإیجابیة والسلوکیات التی تتجنب النتائج السلبیة. وکل ذلک یساعد على حمایتهم من الاضطرابات النفسیة والوقایة من الآثار النفسیة والجسمیة التی تنتج من خلال التعرض للضغوط، والقدرة على تحملها. بینما الأفراد المنخفضون فی الدافعیة الأخلاقیة یوصفون بأنهم سریعوا الغضب، وشدیدوا الحساسیة، والعدوانیة، ومترددون، ویظهرون انفجار انفعالی عند التعرض لضغوط أو انتقادات، وکثیروا الشکوى والجدل (Weyers,2013:385; Aboodi, 2017:223). وکل ذلک یجعلهم أکثر عرضة للضغوط النفسیة وأقل صلابة فی مواجهة هذه الضغوط.

کما تتفق هذه النتیجة ایضا مع ما أشار الیه (Choong & Britton,2007:21) من أن الافراد مرتفعی الصلابة النفسیة یدرکون الاحداث الایجابیة علی انها نتیجة لدوافع اخلاقیة داخلیة ترجع الیهم وأنهم أشحاص مسئولون عن أفعالهم وقراراتهم.

ویرجع الباحثان هذه النتیجة إلى أن الطالب کلما کان لدیه دوافع اخلاقیة مرتفعة کان اکثر اقبالا علی التعلم بصورة فعالة ویمکنه مواجهة المواقف الاکادیمیة الضاغطة متحدیاً الصعاب ومسیطراً علی المواقف بطریقة ایجابیة وملتزماً بما یوکل الیه من مهام، وان الدوافع الاخلاقیة سوف تلازمه فی مراحل تعلمه فلا یلجأ الی سبل ملتویة مثل الغش والتحایل. کما أن السیطرة کأحد ابعاد الصلابة النفسیة یلزمها درجة عالیة من الدافعیة الاخلاقیة حتی یستطیع الطالب ان یبذل الجهد فی دراسته ولکن فی الاتجاه الایجابی، کما ان التزامه تجعله اکثر مثابرة ورغبة فی تحمل الضغوط الدراسیة والمغامرة لخوض تجارب دراسیة جدیدة وأن مثل هذا الالتزام ینبغی ان یکون مرتبطا بدرجة عالیة من الدافعیة الاخلاقیة التی توجهه الی تحقیق اهدافه وذلک فی الاتجاه الذی یتماشی مع رؤیة ورسالة الجامعة.کما أن الفرد الذی لدیه درجة عالیة من الصلابة النفسیة یمیل الی رؤیة العالم بقدر من التفاؤل ویسعی الی مشارکة الاخرین فی انشطتهم المختلفة متسلحا فی ذلک بقدر من الدوافع الاخلاقیة التی یری من خلالها ان سعادته تکمن فی تحقیق سعادة الاخرین.

نتائج الفرض الرابع وتفسیره:

ینص الفرض الرابع على أنه:لا توجد فروق ذات دلالة احصائیة فی الدافعیة الأخلاقیة  ترجع إلى متغیر النوع (ذکور-إناث).

ولمعرفة الفروق بین الذکور والإناث فی الدافعیة الأخلاقیة تم استخدام اختبار "ت" لمجموعتین مستقلتین،  والجدول الآتی (10) یوضح ذلک.

 

جدول (10)

قیمة "ت" للفروق فی الدافعیة الأخلاقیة فی ضوء متغیر النوع

المجموعات

العدد

المتوسط الحسابی

الانحراف المعیاری

قیمة  "ت"

ذکور

127

008,37

110,5

876,2 *

إناث

130

638,38

911,3

P* ≤ 0.05       

یتضح من الجدول السابق أن قیم "ت" للفروق فی الدافعیة الأخلاقیة فی ضوء متغیر النوع (ذکور،إناث) بلغت (876,2)، وهی قیمة دالة إحصائیاً عند مستوى (05,0)؛ وبهذه النتیجة یتم رفض الفرض الصفری وقبول الفرض البدیل وهو وجود فروق بین الذکور والإناث فی الدافعیة الأخلاقیة لصالح الإناث.

وتتفق هذه النتیجة مع نتائج دراسة (Gilligan & Wiggins, 1987) والتی أوضحت من خلال الاختلافات الأخلاقیة فی التضمینات الدافعیة بین الجنسین أن الإناث أعلى من الذکور فی الدوافع الانفعالیة، مثل: الرحمة أو الشفقة کما أنهن أکثر استجابة لِمحن الآخرین من الذکور. وهذه النتیجة منطقیة لأن الإناث أکثر تأثرا انفعالیا من الذکور، ونتیجة لذلک فهن یبتعدن عن الوقوع فی المخالفات الأخلاقیة؛ کما أنهن اکثر میلا للقیام بالأعمال الاخلاقیة من الذکور..

کما أظهرت نتائج تحلیل استجابات الطلاب على السؤال الموجه لهم فی مقیاس التوجه نحو الاهتمامات بالقیم الأخلاقیة أن الطالبات هن أکثر شعوراً  بالذنب وتأنیب الضمیر والندم بعد الوقوع فی الخطأ وبدرجة أکبر من الذکور الذین لم یهتموا کثیرا عن فعل الخطأ أو الوقوع فیه کالإناث.

ووفق هذه النتیجة تبین أن الإناث أکثر التزاماً بالأخلاق من الذکور، وقد یرجع ذلک إلى أن الوالدین أکثر صرامة مع بناتهن نحو الالتزام بعادات وتقالید وقیم المجتمع من الذکور فقد یتساهل المجتمع مع التجاوز الأخلاقی للذکور غیر أنه لا یتسامح مطلقاً مع أی تجاوز للقیم الأخلاقیة بالنسبة للإناث، کما ظهر ذلک عند تحلیل الباحثان لاستجابات الطلاب على مقیاس الدافعیة الأخلاقیة؛ حیث طلب منهم تقدیم مبررا لاختیارهم  للبدیل الخاص بکل موقف؛ والذی أظهر التزام الطالبات بدرجة أکبر بالقیم والمبادیء والقواعد والفضائل الأخلاقیة مقارنة بالذکور.

نتائج الفرض الخامس وتفسیره:

ینص الفرض الخامس على أنه: لا توجد فروق ذات دلالة احصائیة فی الصلابة النفسیة وأبعادها (الالتزام، السیطرة، والتحدی)  ترجع إلى متغیر النوع (ذکور ، إناث)، ولمعرفة الفروق بین الذکور والإناث فی الصلابة النفسیة تم استخدام اختبار "ت" لمجموعتین مستقلتین،  والجدول الآتی (11) یوضح ذلک .

جدول (11)

قیمة "ت" للفروق فی الصلابة النفسیة وأبعادها فی ضوء متغیر النوع

الأبعــاد

المجموعات

العـــدد

المتوسط الحسابی

الانحراف المعیاری

قیمة "ت"

الالتزام

ذکور

127

779,35

209,4

 

005,0

إناث

130

777,35

973,3

السیطرة

ذکور

127

433,33

964,2

 

614,1

إناث

130

746,32

796,3

التحدی

ذکور

127

315,30

248,3

 

519,2 *

إناث

130

200,29

818,3

الدرجة الکلیة

ذکور

127

527,99

212,8

645,1

إناث

130

723,97

321,9

P* ≤ 0.05       

یتضح من الجدول السابق أن قیم "ت" للفروق فی أبعاد الصلابة النفسیة والدرجة الکلیة فی ضوء متغیر النوع (ذکور، إناث) قد بلغت على بُعد الالتزام (005,0)، وهی قیمة غیر دالة إحصائیاً، وبلغت على بُعد السیطرة (614,1)، وهی قیمة غیر دالة إحصائیاً، بینما بلغت على بُعد التحدی (519,2) وهی قیمة دالة إحصائیاً عند مستوى (05,0)، وبلغت على الدرجة الکلیة (645,1) وهی قیمة غیر دالة إحصائیاً؛ وبهذه النتیجة یتم قبول الفرض الصفری ورفضه جزئیاً. مما یعنی" عدم وجود فروق بین الذکور والإناث فی الدرجة الکلیة للصلابة النفسیة وأبعادها باستثناء بُعد التحدی حیث یوجد فروق بین الذکور والإناث فی اتجاه الذکور.

وتتفق هذه النتیجة مع نتائج دراسة (رفاعی، 2003) والتی توصلت إلى عدم وجود فروق بین الذکور والإناث على مقیاس الصلابة النفسیة وبعدیه (الالتزام والسیطرة)، بینما توجد فروق بینهما فی بُعد التحدی فی اتجاه الذکور، کما تتفق جزئیاً مع ما أشارت إلیه نتائج دراسة (مخیمر، 1996) من أن الذکور أعلى من الإناث فی بعدی السیطرة والتحدی، وعدم وجود فروق بینهما فی بُعد الالتزام، ودراسة (المفرجی، والشهری، 2008؛ القصبی،2014)، ودراسة (Hosseinpour,et   al.,2008) من عدم وجود فروق بین الذکور والإناث فی الدرجة الکلیة للصلابة النفسیة.

إلا أن هذه النتیجة تختلف مع نتائج دراسة (Sheard,2009)، ودراسة ( نور،2012) والتی أظهرتا أن الصلابة النفسیة أعلى بکثیر لدى الاناث مقارنة بالذکور، وما توصلت إلیه نتائج دراسة (عبد الصمد، 2002) من أن الذکور أعلى من الاناث فی بُعدی السیطرة والالتزام للصلابة النفسیة، وعدم وجود فروق بینهما فی بُعد التحدی، وما أسفرت عنه نتائج دراسة Hedayati & Khaeez,2015)) من أن صلابة الذکور النفسیة کانت أعلى من الاناث.

 

ویرجع الباحثان عدم وجود فروق بین الذکور والإناث فی بعدی الالتزام والسیطرة للصلابة النفسیة إلى:

-         اهتمام الأسرة بالتعلیم لدى کلیهما وأنها تحاول أن تکسب أولادها قیم المجتمع والذی ینعکس على التزام الأولاد واعتقادهم بأهمیة ذواتهم ومسئولیاتهم تجاه الآخرین والعمل على المشارکة الایجابیة الفعّالة ، کما ان المجتمع بما یملکه من مؤسسات للتنشئة الاجتماعیة یحاول أن یساوی بین الذکور والإناث فی الواجبات والاهتمامات وانعکس ذلک على الأسرة بحیث لا تفرق بین الأبناء فی اشباع رغباتهم وتلبیة احتیاجاتهم الأساسیة عما کان علیه فی الماضی.

 

      کما یرجع الباحثان ارتفاع متوسط درجات الذکور عن الإناث فی بُعد التحدی للصلابة النفسیة إلى:

-        أن الذکور لدیهم روح المغامرة وخوض التجارب الجدیدة بغض النظر عن الصعوبات المتعلقة بذلک کما أن الأسرة فی کثیر من الأحیان لا تفرض قیوداً على الذکور بخلاف الإناث کما أنه یعتقد أن الذکور أکثر تحملا وترویاً بینما الإناث أکثر تأثراً بالجوانب الانفعالیة مما یجعل لدیهن درجة من الاندفاع عند مواجهة المواقف والأحداث الحیاتیة المؤلمة.

-        أن التکلیفات أو المهام التی یسندها الآباء لأبنائهم الذکور والتی قد تتضمن قدراً من الصعوبة من أجل انجازها وتحقیقها؛ حیث یحاول الذکور جاهدین انجاز ما یُسند لهم من مهام وتکالیف متحدین أنفسهم بهدف اثبات رجولتهم لدى آبائهم.


توصیات البحث:

 فى ضوء ما أسفر عنه البحث الحالی یوصى الباحثان بما یأتی:-

1-   الاهتمام بالجانب الخلقی الذی یضمن السعادة للإنسانیة، ویجعل الفرد أکثر ایجابیة وصلابة.

2-   تضمین کتب ومقررات الجامعة لبعض جوانب الدافعیة الأخلاقیة والصلابة النفسیة، مما ینعکس ذلک ایجابیا على التصدی للمواقف الضاغطة. 

3-   الاهتمام بالدافعیة الأخلاقیة لطلاب الجامعة من خلال الدورات والندوات الثقافیة.

4-   اعداد دورات تربویة ونفسیة تساعد فی اکساب الطلاب الخبرة لمواجهة المواقف الضاغطة.

بحوث مقترحة:

1-   البنیة العاملیة للدافعیة الأخلاقیة لدى طلاب الجامعة.

2-   الدافعیة الأخلاقیة: دراسة عبر ثقافیة لدى طلاب الجامعة.

3-   بعض المتغیرات المسهمة فی الدافعیة الأخلاقیة لدى طلاب الجامعة.

4-   الدافعیة الأخلاقیة وعلاقتها بالذکاء الانفعالی والاجتماعی لدى طلاب الجامعة.

5-   الدافعیة الأخلاقیة وعلاقتها بالرضا عن الحیاة والرفاهیة النفسیة لدى طلاب الجامعة.

6-   العلاقة بین الدافعیة الأخلاقیة والعوامل الخمسة الکبرى للشخصیة لدى طلاب الجامعـة.

7-   الهویة الاجتماعیة الایجابیة والتعاطف کمتنبأ بالسلوک الأخلاقی الاجتماعی لدى طلاب الجامعة.


خاتمة:

     فی هذ البحث تم تناول مفهومین مهمین. فی الجزء الأول من الأطار النظری تم وصف الدافعیة الأخلاقیة، وفی الجزء الثانی تم مناقشة الصلابة النفسیة، کما تم محاولة استکشافیة لمعرفة الفروق بین الجنسین فی الدافعیة الأخلاقیة، وتم بناء مقیاس لتقدیر قوة الدافعیة الأخلاقیة کمحاولة اولیة لقیاس هذا المفهوم فی البیئة العربیة. ویحتاج هذا المفهوم "الدافعیة الأخلاقیة" إلى مزید من التوضیح الذی یتجاوز بوضوح نطاق هذا البحث. ومع ذلک، قد یتم تقدیم بعض الاعتبارات الأولیة:

-        یعتقد الباحثان أن تصور الدافعیة الأخلاقیة من حیث مستواها (التصنیف الثنائی على أنه مرتفع، ومنخفض) قد یکون أکثر ملاءمة مع طلاب الجامعة، وتمشیاً مع هذا الافتراض یمکن للفرد أن یتوقع بأن القیم العالیة والمنخفضة فی الدافعیة الأخلاقیة ترتبط بشکل أوضح بالتجارب والخبرات الحیاتیة وبخاصة فی مرحلة الشباب" طلاب الجامعة" نظراً لانفتاحهم على التأثیرات المختلفة؛ فی حین أن من هم فی مرحلة الطفولة أو المرحلة المتوسطة یمرون بخبرات محدودة.

-        أیضا یجب التنویه إلى أن الاختلافات بین الجنسین فی الدافعیة الأخلاقیة قد تختلف من مجتمع لآخر(تأثیر الأیدیولوجیا الثقافیة). حیث أن أفراد کل مجتمع یتأثرون بتفسیرات للقیم الأخلاقیة السائدة فی مجتمعاتهم. وأن الأیدیولوجیة الثقافیة یمکن أن یکون لها تأثیر على الدوافع الأخلاقیة.

 

 

المراجع

القرآن الکریم.

أبو حطب، عبداللطیف فؤاد.( 1983). القدرات العقلیة.القاهرة : مکتبة الانجلو المصریة،ط4.

البیرقدار، تنهید عادل .(2011).الضغط النفسی وعلاقته بالصلابة النفسیة لدى طلبة کلیة التربیة. مجلة أبحاث کلیة التربیة الأساسیة،11(1)، 28-56.

 الجهنی، عبدالرحمن بن عید(2011). المهارات الاجتماعیة وعلاقتها بالسلوک التوکیدى والصلابة النفسیة لدى طلبة المرحلة الثانویة. مجلة جامعة أم القرى للعلوم الإجتماعیة،4(1)،191-238.

الحسینی،عاطف مسعد، عبد الواحد، ابراهیم سید (2011).الصلابة النفسیة وعلاقتها بالتلکؤ الأکادیمی لدى طلاب الجامعة. مجلة کلیة التربیة، جامعة بنی سویف، اکتوبر،(3)، 250-290.

الرئیسی، نوره بنت حمد.(2016). الصلابة النفسیة لدى عینة من الإخصائیین النفسیین فی سلطنة عمان. مجلة کلیة التربیة، جامعة بنها،108،417-430.

الزواهرة، محمد خلف.(2015). العلاقة بین الصلابة النفسیة وقلق المستقبل ومستوى الطموح لدى طلبة جامعة حائل بالسعودیة. مجلة جامعة القدس المفتوحة للابحاث والدراسات التربویة والنفسیة،3(10)،47-80.

السید، عبدالمنعم عبدالله.(2012). أسالیب اتخاذ القرار لدى المراهقین و الراشدین و علاقتها بالعوامل الکبرى للشخصیة والصلابة النفسیة والإحساس بالکفاءة الذاتیة. مجلة کلیة التربیة بالاسکندریة،22(2)،115-173.

الشربینی، هانم أبو الخیر.(2005).الاتجاه نحو الغش الدراسی وعلاقته بالصلابة النفسیة والشعور بالذنب لدى عینة من طلاب الجامعة. مجلة کلیة التربیة، جامعة المنصورة،59(2)،347-382.

القصبی، فتحیة العربی.(2014). مدى تمتع الشباب الجامعی بالصلابة النفسیة فی مواجهة بعض الضغوط الحیاتیة المعاصرة. المجلة الجامعة ،4(4)،141-166.

المفرجی، سالم محمد، والشهری، عبد الله علی.(2008). الصلابة النفسیة والأمن النفسی لدى عینة من طلاب وطالبات جامعة أم القرى بمکة المکرمة. مجلة علم النفس المُعاصر والعلوم الإنسانیة، جامعة المنیا، ع(19)،15-26.

دخان، نبیل کامل، والحجار، بشیر ابراهیم.(2006). الضغوط النفسیة لدى طلبة الجامعة الإسلامیة وعلاقتها بالصلابة النفسیة لدیهم. مجلة الجامعة الاسلامیة(سلسلة الدراسات الانسانیة)،14(2)،369-398.

رفاعی، عزة محمد.(2003).الصلابة النفسیة کمتغیر وسیط بین ادراک أحداث الحیاة الیومیة الضاغطة وأسالیب مواجهتها. رسالة دکتوراة غیر منشورة ، کلیة الاداب، جامعة حلوان ،القاهرة .

زهران،  حامد عبدالسلام، والصاوی، أحمد فوزی، والجندی، کرم محمد.(1975) ظاهرة الغش فی الامتحانات، بحث تجریبی للعلاقة بین الاتجاه اللفظی نحو الغش وبین السلوک الفعلی للغش.القاهرة: علم الکتب.

زیدان، حنان السید.(2010) الصلابة النفسیة وسمات الشخصیة لمرتفعی ومنخفضی الایثارمن طلاب کلیة التربیة النوعیة. المؤتمر الاقلیمی لعلم النفس (29-11إلى 1-12)، رابطة الاخصائیین النفسیین المصریة،1079-1103.

عبد الصمد، فضل إبراهیم.(2002).الصلابة النفسیة وعلاقتها بالوعى الدینى ومعنى الحیاة لدى عینة من طلاب الدبلوم العام بکلیة التربیة. مجلة البحث فى التربیة وعلم النفس،16(2)،229-284.

عبد الفتاح، فوقیة السید.(2001). مقیاس التفکیر الأخلاقى للراشدین: کراسة تعلیمات.القاهرة: مکتبة الأنجلو المصریة.

علیوی، محمد زهیر .(2012).العلاقة بین الصلابة النفسیة ودافعیة الإنجاز لدى الریاضیین من ذوی الإعاقة الحرکیة فی الضفة الغربیة.  رسالة ماجستیرفیالتربیةالریاضیة، غیر منشورة، کلیة الدارسات العلیا فی جامعة النجاح الوطنیة بنابلس، فلسطین.

کحلة، ألفت حسین.(2013).الصلابة النفسیة وأسالیب مواجهة الضغوط النفسیة لدى طالبات الجامعة والثانوی بمحافظة تبوک. مجلة کلیة الآداب، جامعة بورسعید،2 ،89-142.

نور،هویدا إبراهیم.(2012). الصلابة النفسیة لدى طلبة وطالبات قسم علم النفس کلیة التربیة جامعة السودان للعلوم والتکنولوجیا. رسالة ماجستیر غیر منشورة، کلیة التربیة، جامعة السودان للعلوم والتکنولوجیا.

مخیمر، عماد محمد.(1996). ادراک القبول /الرفض الوالدی وعلاقته بالصلابة النفسیة لطلاب الجامعة. دراسات نفسیة،6(2)،275-299.

مخیمر،عماد محمد.(2015). استبیان الصلابة النفسیة. القاهرة: الانجلو المصریة، ط (2).

مرتجى، عاهد محمود .(2004). مدى ممارسة طلبة المرحلة الثانویة للقیم الأخلاقیة من وجهة نظر معلمیهم فی محافظة غزة. رسالةماجستیر غیر منشورة، کلیة التربیة، جامعة الأزهر بغزة.

مصطفى، میساء محمد.(2007). فعالیة إستراتیجیة مقترحة لتنمیة بعض مهارات التفکیر الأخلاقی من خلال مادة الفلسفة لدى طلاب الصف الأول الثانوی، سلسلة دراسات عربیة فی التربیة وعلم النفس،1(2)،229-235.

یاغی، شاهر یوسف.(2006).الضغوط النفسیة لدى العمال فی قطاع غزة وعلاقتها بالصلابة النفسیة، رسالة ماجستیر، غیر منشورة، کلیة التربیة، الجامعة الإسلامیة بغزة.

 

 

Abdou, R.V.(2017). Why be moral? moral motivation across context and age. M.A., Theses and Dissertations (Comprehensive).1913. http://scholars.wlu.ca/etd/1913.

Aboodi, R.(2017).One thought too few: where de dicto moral motivation is necessary. Ethical Theory and Moral Practice,20,2,223–237.

Aquino, K., & Reed, A., II. (2002).The self-importance of moral identity. Journal of Personality and Social Psychology,83,6,1423-1440.

Assor,A.(2011).Autonomous moral motivation:Consequences,socializing antecedents, and the unique role of integrated moral principles. In Mikulincer, M., & Shaver, P.R.(Eds,).The social psychology of morality: Exploring the causes of good and evil (pp.239-255 ).Washington, DC: American Psychological Association.

Benishek,L., Feldman, J., Shipon, R., Mecham, S., & Lopez, F . (2005). Development and evaluation of the revised academic hardiness scale. Journal of Career Assessment, 13, 59-76.

Berzonsky, M.D. (2011). A social-cognitive perspective on identity construction Handbook of identity theory and research, Vol 2: Domains and categories (pp.55-76). New York, NY: Springer.

Besser -Jones,L (2003). Making sense of the sense of duty : A humean theory of moral motivation. Ph.D., University of North Carolina, available at, UMI Number: 3111976.

Blasi, A. (1980). Bridging moral cognition and moral action: A critical review of the literature. Psychological Bulletin,88,1–45.

Blasi, A. (1984). Moral identity: Its role in moral func-tioning. In W. M. Kurtines & J. L. Gewirtz (Eds.), Morality, moral behavior, and moral development (pp.129-139). New York: Wiley-Interscience.

Blasi, A. (1995). Moral understanding and the moral per-sonality: The process of moral integration. In W. M. Kurtines & J. L. Gewirtz (Eds.),Moral development: An introduction (pp.229–253). Needham Heights, MA: Allyn and Bacon.

Blasi, A. (2004). Moral functioning: Moral understanding and personality. In D.K. Lapsley & D. Narvaez (Eds.), Moral development, self, and identity (pp.335-347). Mahwah, NJ: Erlbaum.

Blasi,A.(1983). Moral cognition and moral action: A theoretical perspective. Developmental Review, 3, 178–210.

Brody,S.L(1992). Predictors of levels of moral judgement, empathy, and moral motivation in a group of child molesters in treatment. Ph.D., The Ohio State University,UMI Number: 48106.

Carlo, G. (2005). Care-based and altruistically-based morality. In M. Killen & J. G. Smetana (Eds.) Handbook of moral development (pp.551-580 ). Mahwah, NJ: Lawrence Erlbaum Associates.

Casey,V.(2014).Positive moral emotions and moral identity development: The difference between uthaentic and hubristic pride. Theses and Dissertations (Comprehensive).1675. http://scholars.wlu.ca/etd/1675.

Choong,S.,& Britton,K.(2007).Character strengths and type Exploration of covariation. International Coaching Psychology Review,2(1),9-23.

Clark,L.M., & Hartman,M.(1996).Effects of hardiness and appraisal on the psychological dis ress and physical health of caregivers to elderly relatives. Research on Aging,18,4, 379-401.

Colle, S.D. & Werhane,P.H.(2008). Moral motivation across ethical tTheories: What can we learn for designing corporate ethics programs?. Journal of Business Ethics, 81,751–764.

Crosson,J.B.(2015).Moderating effect of psychological hardiness on the relationship between occupational stress and self-efficacy among georgia school psychologists. p.hD., Walden University.

Darvishzadeh, K.& Bozorgi ,Z. D.(2016 ). The Relationship between resilience, psychological hardiness, spiritual intelligence, and development of the moral judgement of the female students. Asian Social Science, 12 (3), 177-195.

Deci, E.L., & Ryan, R.M.(1987).The support of autonomy and the control of behavior. Journal of Personality and Social Psychology, 53(6), 1024–1037.

Desai, R.(2017).Psychological hardiness among college students. International Journal of Indian Psychology,4 (3), 80-84.

Eisenberg, N., Fabes, R. A., & Spinrad, T. L. (2006). Prosocial development. In: N. Eisenberg, W. Damon & R. M. Lerner (Eds.). Handbook of child psychology: Vol. 3. Social, emotional, and personality development (6th ed.) (pp. 646–718). NJ: Weily.

Eisenberg,N. & Morris,A.S.(2001). The Origins and social significance of empathy-related responding. A review of empathy and moral development: Implications for caring and justice by M. L. Hoffman. Social Justice Research, 14(1),95-120.

Eisenberg,N.(2000). Emotion, regulation, and moral development. Annual Review of Psychology,51,665-697.

Figuieres, C., Masclet, D., and Willinger, M. (2013). Weak moral motivation leads to the decline of voluntary contributions. Journal of Public Economic Theory, 15(5) 745-772.

Findler, P.J.,(2001). Moral properties, secondary qualities, and moral motivation. Ph.D., University Of California, available at,  UMI Number: 3018999.

Florina ,V.,Mikulincer, M.& Hirschberger,G.(2001). An existentialist view on mortality salience effects: personal hardiness, death-thought accessibility, and cultural worldview defence. British Journal of Social Psychology, 40,3,437-453.

Gasser,L.,Gutzwiller-Helfenfinger, E., Latzko, B., & Malti, T.(2013). Moral  emotion attributions and moral motivation. In K. Heinrichs, F.Oser, & T.Lovat (Eds.), Handbook on moral motivation: Theories, models, applications (pp.307-322). AW Rotterdam: Sense Publishers.

Ghani,S.,Abdullah,S.,Akil,S.& Nordin,N.(2014). Moral values and coping strategies among female adolescents involved in premarital sex. Procedia  Social and Behavioral Sciences, 114 , 617 – 621.

Gholamzadehmir, M.(2015). The impact of moral action and moral values on moral judgment and moral behavior. Ph.D., University of Sussex, (UMI) AAI10590076; Social sciences.

Gibbs,J.C.& Schnell, S.V.(1985).Moral development "versus" socialization:              A critique. American Psychologist,40,1071-1080.

Gibbs, J.C. (1987). Social processes in delinquency: The need to facilitate empathy as well as sociomoral reasoning. In W.Kurtines and J. Gewirtz (Eds.), Moral Development Through Social Interaction (pp.301-321). Wiley-Interscience.

Gilligan, C., & Wiggins, G. (1987).The origins of morality in early childhood relationships. In J. Kagan & S. Lamb (Eds.), The emergence of morality in young children (pp.277-305).Chicago: The University of Chicago Press.

Haidt, J. (2003). The moral emotions. In R. J. Davidson, K. R. Scherer, & H. H. Goldsmith (Eds.), Handbook of affective sciences.(pp.852-870). Oxford: Oxford University Press.

Han, H. (2016). How can neuroscience contribute to moral philosophy, psychology and education based on Aristotelian virtue ethics?. International  Journal of Ethics Education, 1(2), 201-217.

Hardy, S. A.(2006). Identity, reasoning, and emotion: An empirical comparison of three sources of moral motivation. Motivation & Emotion ,30,207–215.

Hardy, S. A., & Carlo, G. (2011). Moral identity. In S. J. Schwartz, K.Luyckx, & V. L. Vignoles (Eds.), Handbook of identity theory and research, Vol 2: Domains and categories (pp. 495-513). New York, NY: Springer.

Hardy, S.A. & Carlo,G. (2005). Identity as a source of moral motivation. Human Development, 48, 232–256.

Hardy,S.A.,Bean, D.S., & Olsen, J.A.(2015). Moral identity and adolescent prosocial and antisocial behaviors: Interactions with moral disengagement and self-regulation. Journal of Youth and Adolescence,44(8),1542-1554.

Hayes, M.A.(2004). Students' moral judgment, cultural ideologies, and moral thinking at evangelical Christian liberal arts colleges. Ph.D. thesis, The University of Tennessee.

 Hedayati,M.& Khaeez,P.(2015).The Relation between psychological hardiness and achievement motivation. International Journal of Research In Social Sciences, 5(03),1-9.

Heinrichs,K., Oser,F.& Lovat, T.(2013).Handbook on moral motivation: Theories, models, applications. AW Rotterdam: Sense Publishers.

Herfeld,C.& Schaubroeck, K.(2013).The importance of commitment for morality: how harry frankfurt’s concept of care contributes to rational choice theory. In B. Musschenga and A. van Harskamp (Eds.), What Makes Us Moral? On the capacities and conditions for being moral (pp. 51-72). Library of Ethics and Applied Philosophy,31

Hitlin, S.(2011).Values, personal identity, and the moral self. In S. J. Schwartz, K.Luyckx, & V. L. Vignoles (Eds.),Handbook of identity theory and research, Vol 2: Domains and categories (pp. 515-530). New York, NY: Springer.

Hoffman, M. L. (2000).Empathy and moral development: Implications for caring and justice. New York: Cambridge University Press.

Hoffman, M.L. (1983). Affective and cognitive processes in moral internalization, in E. L. Higgins, D.N. Ruble, & W.W. Hartup (Eds.), Social Cognition and Social Development; A Sociocultural Perspective (pp.236-274). Cambridge; Cambridge University Press.

Hoffman, M.L. (1984). Empathy, its limitations, and its rolein a comprehensive moral theory. In J. Gewirtz & W.  Kurtines (Eds.) Morality, Moral Development, and Moral Behavior (pp. 283-302). New York; John Wiley.

Hoffman, M.L.(1987).The contribution of empathy to justice and moral judgement. In N. Eisenberg & J. Strayer (Eds.).Empathy and its Development. Cambridge, England; Cambridge University Press.

Hosseinpour, M.,Enayati, M., Karimi, A., Behnia, G., Nasiry, M. (2008).The relation between psychological hardiness and achievement motivation with job burnout in azad university. Knowledge and Research in Applied Psychology, 9(31),101 -114.

Jia,F., & Krettenauer,T.(2017). Recognizing moral identity as acultural construct. Frontiers in Psychology,4,1- 5.

Johnson,K.M.(2014). Identity is the lens through which moral values predict action. Ph.D., University of Southern California, UMI Number: 1568863.

Kamtsios,S.,& Karagiannopoulou, E.(2016). Validation of a newly developed instrument  establishing  links between  motivation and academic hardiness. Europe's Journal of Psychology,12 (1), 29–48.

Kaplan, U ., Crockett, C.E.,& Tivnan, T.(2014). Moral motivation of college students through multiple developmental structures: Evidence of intrapersonal variability in a complex dynamic system. Motivation & Emotion , 38, 336–352.

Kardum,I.,Hudek-Knezevic,J.,& Krapic,N.(2012) The structure of hardiness, its measurement invariance across gender and relationships with personality traits and mental health outcomes. Psychological Topics, 21(3), 487-507.

Khaledian,M., Babaee,H., & Amani,M.(2016).The relationship of psychological hardiness with irrational beliefs, emotional intelligence and work holism. World Scientific News, 28, 86-100.

Khaledian,M.,Hasanvand,B.,& Pour,S.(2013).The relationship of psychological hardiness with work holism. International Letters of Social and Humanistic Sciences, 5,1-9.

Kiamarsi,A.(1999).The Construct and validate a scale to measure psychological hardiness and its relation with type a personality, control center and self-esteem, psychosomatic and academic performance in both genders in students in Ahwaz Azad University. M.A., Ahwaz University.

Kobasa, S.C. (1988). Conceptualization and measurement of personality in job stress research. In J.J. Hurrell Jr., L.R. Murphy, S.L. Sauter , & C.L. Cooper (Eds.), Occupational stress: Issues and developments in research (pp. 100-109). New York: Taylor & Francis.

Kobasa, SC., Maddi, S.R., Puccetti,M.C, & Zola, M.A.(1985).Effectiveness of hardiness exercise and social support as resources against illness. Journal of Psychosomatic Research, 29 (5),525–533.

Kobasa,S.(1979).Stressful life events, personality, and health- Inquiry  into  hardiness. Journal of Personality and Social Psychology,37,1-11.

Kobasa,S.(1982).Commitment and coping in stress resistance among lawyers. Journal of Personality and Social Psychology,42 (4),707–717.

Kohlberg, L. (1981). The philosophy of moral development: Moral stages and the idea of justice. San Francisco: Harper and Row.

Kohlberg, L. (1984). The Psychology of moral development: The nature and validity of moral stages. (Essays on Moral Development, Volume 2), San Francisco: Harper & Row.

Komenska, K.,(2017 ). Moral motivation in humanitarian action. Postdisciplinary Humanities & Social Sciences Quarterly,27(2), 145-  154.

Lapsley, D. K., & Lasky, B. (2001). Prototypic moral character.Identity,1, 345–363.

Lapsley, D.(2015). Moral identity and developmental theory. Human Development, 58,164–171

Lazarus L., Pyżalski J., Barkoukis V.& Tsorbatzoudis H.(2012). Empathy and moral disengagement in adolescent cyberbullying: implications for educational intervention and pedagogical practice. Studia Edukacyjne  NR,23 , 57-69.

Logan,S.M.(2016). Examining psychological hardiness and leadership practices and their relation to occupational satisfaction among counselor educators. p.hD., University of Florida.

Luco,A.( 2013).Humean  moral motivation. In B. Musschenga & A.Harskamp (Eds.), What Makes Us Moral? On the capacities and conditions for being moral, (pp.131-150). Library of Ethics and Applied Philosophy,31

Maddi, S. (2013). Personal hardiness as the basis for resilience. Hardiness,      Springer briefs in psychology,7-17.http://dx.doi.org/10.1007/978-94-007-5222-1_2

Maddi, S., & Kobasa,S.(1984).The hardy executive : Health under stress. Dow Jones-Irwin, Homewood, ILL:.

Maddi, S., Harvey, R., Khoshaba, D., Fazel, M., & Resurreccion, N. (2012). The relationship of hardiness and some other relevant variables to college performance. Journal of Humanistic Psychology, 52(2), 190-205.

Maddi,S.(2002).The story of hardiness: Twenty years of theorizing, research and practice. Consulting Psychology Journal, 54,173-185.

Maddi,S.(2006).Hardiness: The courage to grow from stresses. The Journal of  Positive Psychology, 1(3), 160-168.

Malti,T.& Buchmann, M.(2010).Socialization and individual antecedents of adolescents’ and young adults’ moral motivation. Journal of Youth and Adolescence, 39,138-149.

McAdams, D.P.(2011). Narrative Identity. In S. J. Schwartz, K.Luyckx, & V. L. Vignoles (Eds.), Handbook of identity theory and research, Vol 2: Domains and categories (pp. 99-116). New York, NY: Springer.

McSteen, P.E.(1997).An investigation of the relationship between dispositional optimism and family environment, psychological hardiness and locus of control. p.hD.,Ohio University.

Myyry,L.(2003).Components of morality: A Professional ethics perspective on moral motivation, moral sensitivity, moral reasoning and related constructs among university Students. Social psychological studies 9, Department of Social Psychology, University of Helsinki.

Nguyen,T.D.,Shultz,C.J.,& Westbrook,M.D.(2012).Psychological hardiness in learning and quality of college life of business students: Evidence from vietnam. Journal of Happiness Studies ,13(6),1091–1103.

Nkenke,G.N.(2010). The impact of moral reasoning on ethical perception, intention, and orientation of upper level accounting students. Ph.D., Walden University.

Nunner-Winkler, G. (1998). The development of moral understanding and moral motivation. International Journal of Educational Research, 27, 587–603.

Nunner-Winkler, G. (2008). Moral motivation from childhood to early adulthood. In W. Schneider & M. Bullock (Eds.), Human development from early childhood to early adulthood: Findings from a 20 year longitudinal study (pp. 91-119). US: Taylor and Francis.

Nunner-Winkler, G., Meyer-Nikele, M., & Wohlrab, D. (2007). Gender differences in moral motivation. Merrill Palmer Quarterly, 53(1), 26–52.

Oyserman, D.,& James, L.(2011). Possible identities. In S. J. Schwartz, K.Luyckx, & V. L. Vignoles (Eds.), Handbook of identity theory and research, Vol 2: Domains and categories (pp. 117-148). New York, NY: Springer.

Pede,J.C.(2015). Morals, values and ethics: Their impact on the decisions of the school principal. Ph.D.,Lewis and Clark College, UMI Number: 3687658.

Piaget, J. (1932).The moral judgment of the child. London: Kegan Paul, Trench, Trubner & Co.

Ratelle,C., Guay,F., Larose,S. & Senecal,C. (2004). Family correlates of trajectories of academic motivation during a school transition: A Semi parametric group- based approach. Journal of Educational Psychology. 96 (4). 743-754.

Rest, J. R., Narvaez, D., Mitchell, C., & Thoma, S. J. (1999). Exploring moral judgment: A technical manual for the defining issues test. manuscript available from Center, University of Minnesota

Rest, J.R. (1983). Morality. In:P.H.Mussen, J.H.Flavell & E.M.Markman (Eds.) Handbook of Child Psychology (4th ed) (pp. 420-494) vol. III Cognitive development,. New York; John Wiley.

Rest, J.R. (1984). The major components of morality. In: W.M. Kurtines & J.L. Gerwitz (Eds.) Morality, moral behavior, and moral development (pp. 24-38). New York; Wiley.

Rest, J.R. (1994) Background: Theory and research. In: J.R. Rest & D. Narváez (Eds.) Moral development in the professions: Psychology and applied ethics (pp.1-26). Hillsdale; Lawrence Erlbaum Associates.

Samadzadeh, M., Abbasi, M.& Shahbazzadegan,B.(2011).Survey of relationship between psychological hardiness, thinking styles and social skills with high school student's academic progress in Arak city. Procedia Social and Behavioral Sciences,28, 286-292.

Sapp, G.L. (1986). Handbook of moral development. Birmingham, Ala.: Religious Education Press.

Sheard, M. (2009). Hardiness commitment, gender, and age differentiate university academic performance. British Journal of Educational Psychology,79,189–204.

Sheikh,S.(2007). Moral motivations: The relationship between self-regulation and morality.masters theses 1911.avalible at:http://scholar works.umass.edu/theses.

Subramanian,S.,Velayudhan,A.,& Vinothkumar,M.(2013).Hardiness  and  Personality  as  Predictors  of  Military, Enlistment Intention among the Indian Youths. Psychol Stud,58(1),66-72.

Tantry,A,& Puri-Singh,A.(2016). A Study of  psychological hardinessacross different professions of kashmir (J&K),india. International Journal of Advanced Research,4,(2),1258-1263.

Taylor, C. (1989). Sources of the self: The making of modern identity. Cambridge, Mass.: Harvard University Press.

Thompson, R.A. (2006). The development of the person: Social understanding, relationships, conscience, self. In: N. Eisenberg, W. Damon & R. M. Lerner (Eds.).Handbook of Child Psychology: Vol. 3 Social, Emotional and Personality Development(6th ed.)  (pp. 24-98). NJ: Weily.

Weyers, S.(2013).Juvenile delinquency: Lack of moral motivation or moral mmbivalence?. In: K. Heinrichs, F. Oser, & T.Lovat (Eds.), Handbook on moral motivation: Theories, models, applications (pp.385-404).AW Rotterdam: Sense Publishers.

Wigfield, A., Eccles, J. S.,  Schiefele, U., Roeser, R. W., & Davis-Kean, P. (2006). Development of achievement motivation. In: N. Eisenberg, W. Damon & R. M. Lerner (Eds.). Handbook of Child Psychology: Vol. 3 Social , Emotional and Personality Development (6th ed.) (pp. 933-1002). NJ: Weily.

Willard,N.(1998). Moral development in the information age. Paper presented at Proceedings of the Families, Technology, and Education Conference (Chicago, IL, October 30-November 1) ,[ERIC: ED425016].

Zadeh,M.N.(2017).Comparison of extent of psychological hardiness and moral intelligence among individuals quitted addiction and individuals with addiction relapse and examination of effect of gender roles on these variables. International Journal of Psychology and Behavioral Sciences, 7(1), 19-26.

 

 

القرآن الکریم.
أبو حطب، عبداللطیف فؤاد.( 1983). القدرات العقلیة.القاهرة : مکتبة الانجلو المصریة،ط4.
البیرقدار، تنهید عادل .(2011).الضغط النفسی وعلاقته بالصلابة النفسیة لدى طلبة کلیة التربیة. مجلة أبحاث کلیة التربیة الأساسیة،11(1)، 28-56.
 الجهنی، عبدالرحمن بن عید(2011). المهارات الاجتماعیة وعلاقتها بالسلوک التوکیدى والصلابة النفسیة لدى طلبة المرحلة الثانویة. مجلة جامعة أم القرى للعلوم الإجتماعیة،4(1)،191-238.
الحسینی،عاطف مسعد، عبد الواحد، ابراهیم سید (2011).الصلابة النفسیة وعلاقتها بالتلکؤ الأکادیمی لدى طلاب الجامعة. مجلة کلیة التربیة، جامعة بنی سویف، اکتوبر،(3)، 250-290.
الرئیسی، نوره بنت حمد.(2016). الصلابة النفسیة لدى عینة من الإخصائیین النفسیین فی سلطنة عمان. مجلة کلیة التربیة، جامعة بنها،108،417-430.
الزواهرة، محمد خلف.(2015). العلاقة بین الصلابة النفسیة وقلق المستقبل ومستوى الطموح لدى طلبة جامعة حائل بالسعودیة. مجلة جامعة القدس المفتوحة للابحاث والدراسات التربویة والنفسیة،3(10)،47-80.
السید، عبدالمنعم عبدالله.(2012). أسالیب اتخاذ القرار لدى المراهقین و الراشدین و علاقتها بالعوامل الکبرى للشخصیة والصلابة النفسیة والإحساس بالکفاءة الذاتیة. مجلة کلیة التربیة بالاسکندریة،22(2)،115-173.
الشربینی، هانم أبو الخیر.(2005).الاتجاه نحو الغش الدراسی وعلاقته بالصلابة النفسیة والشعور بالذنب لدى عینة من طلاب الجامعة. مجلة کلیة التربیة، جامعة المنصورة،59(2)،347-382.
القصبی، فتحیة العربی.(2014). مدى تمتع الشباب الجامعی بالصلابة النفسیة فی مواجهة بعض الضغوط الحیاتیة المعاصرة. المجلة الجامعة ،4(4)،141-166.
المفرجی، سالم محمد، والشهری، عبد الله علی.(2008). الصلابة النفسیة والأمن النفسی لدى عینة من طلاب وطالبات جامعة أم القرى بمکة المکرمة. مجلة علم النفس المُعاصر والعلوم الإنسانیة، جامعة المنیا، ع(19)،15-26.
دخان، نبیل کامل، والحجار، بشیر ابراهیم.(2006). الضغوط النفسیة لدى طلبة الجامعة الإسلامیة وعلاقتها بالصلابة النفسیة لدیهم. مجلة الجامعة الاسلامیة(سلسلة الدراسات الانسانیة)،14(2)،369-398.
رفاعی، عزة محمد.(2003).الصلابة النفسیة کمتغیر وسیط بین ادراک أحداث الحیاة الیومیة الضاغطة وأسالیب مواجهتها. رسالة دکتوراة غیر منشورة ، کلیة الاداب، جامعة حلوان ،القاهرة .
زهران،  حامد عبدالسلام، والصاوی، أحمد فوزی، والجندی، کرم محمد.(1975) ظاهرة الغش فی الامتحانات، بحث تجریبی للعلاقة بین الاتجاه اللفظی نحو الغش وبین السلوک الفعلی للغش.القاهرة: علم الکتب.
زیدان، حنان السید.(2010) الصلابة النفسیة وسمات الشخصیة لمرتفعی ومنخفضی الایثارمن طلاب کلیة التربیة النوعیة. المؤتمر الاقلیمی لعلم النفس (29-11إلى 1-12)، رابطة الاخصائیین النفسیین المصریة،1079-1103.
عبد الصمد، فضل إبراهیم.(2002).الصلابة النفسیة وعلاقتها بالوعى الدینى ومعنى الحیاة لدى عینة من طلاب الدبلوم العام بکلیة التربیة. مجلة البحث فى التربیة وعلم النفس،16(2)،229-284.
عبد الفتاح، فوقیة السید.(2001). مقیاس التفکیر الأخلاقى للراشدین: کراسة تعلیمات.القاهرة: مکتبة الأنجلو المصریة.
علیوی، محمد زهیر .(2012).العلاقة بین الصلابة النفسیة ودافعیة الإنجاز لدى الریاضیین من ذوی الإعاقة الحرکیة فی الضفة الغربیة.  رسالة ماجستیرفیالتربیةالریاضیة، غیر منشورة، کلیة الدارسات العلیا فی جامعة النجاح الوطنیة بنابلس، فلسطین.
کحلة، ألفت حسین.(2013).الصلابة النفسیة وأسالیب مواجهة الضغوط النفسیة لدى طالبات الجامعة والثانوی بمحافظة تبوک. مجلة کلیة الآداب، جامعة بورسعید،2 ،89-142.
نور،هویدا إبراهیم.(2012). الصلابة النفسیة لدى طلبة وطالبات قسم علم النفس کلیة التربیة جامعة السودان للعلوم والتکنولوجیا. رسالة ماجستیر غیر منشورة، کلیة التربیة، جامعة السودان للعلوم والتکنولوجیا.
مخیمر، عماد محمد.(1996). ادراک القبول /الرفض الوالدی وعلاقته بالصلابة النفسیة لطلاب الجامعة. دراسات نفسیة،6(2)،275-299.
مخیمر،عماد محمد.(2015). استبیان الصلابة النفسیة. القاهرة: الانجلو المصریة، ط (2).
مرتجى، عاهد محمود .(2004). مدى ممارسة طلبة المرحلة الثانویة للقیم الأخلاقیة من وجهة نظر معلمیهم فی محافظة غزة. رسالةماجستیر غیر منشورة، کلیة التربیة، جامعة الأزهر بغزة.
مصطفى، میساء محمد.(2007). فعالیة إستراتیجیة مقترحة لتنمیة بعض مهارات التفکیر الأخلاقی من خلال مادة الفلسفة لدى طلاب الصف الأول الثانوی، سلسلة دراسات عربیة فی التربیة وعلم النفس،1(2)،229-235.
یاغی، شاهر یوسف.(2006).الضغوط النفسیة لدى العمال فی قطاع غزة وعلاقتها بالصلابة النفسیة، رسالة ماجستیر، غیر منشورة، کلیة التربیة، الجامعة الإسلامیة بغزة.
 
 
Abdou, R.V.(2017). Why be moral? moral motivation across context and age. M.A., Theses and Dissertations (Comprehensive).1913. http://scholars.wlu.ca/etd/1913.
Aboodi, R.(2017).One thought too few: where de dicto moral motivation is necessary. Ethical Theory and Moral Practice,20,2,223–237.
Aquino, K., & Reed, A., II. (2002).The self-importance of moral identity. Journal of Personality and Social Psychology,83,6,1423-1440.
Assor,A.(2011).Autonomous moral motivation:Consequences,socializing antecedents, and the unique role of integrated moral principles. In Mikulincer, M., & Shaver, P.R.(Eds,).The social psychology of morality: Exploring the causes of good and evil (pp.239-255 ).Washington, DC: American Psychological Association.
Benishek,L., Feldman, J., Shipon, R., Mecham, S., & Lopez, F . (2005). Development and evaluation of the revised academic hardiness scale. Journal of Career Assessment, 13, 59-76.
Berzonsky, M.D. (2011). A social-cognitive perspective on identity construction Handbook of identity theory and research, Vol 2: Domains and categories (pp.55-76). New York, NY: Springer.
Besser -Jones,L (2003). Making sense of the sense of duty : A humean theory of moral motivation. Ph.D., University of North Carolina, available at, UMI Number: 3111976.
Blasi, A. (1980). Bridging moral cognition and moral action: A critical review of the literature. Psychological Bulletin,88,1–45.
Blasi, A. (1984). Moral identity: Its role in moral func-tioning. In W. M. Kurtines & J. L. Gewirtz (Eds.), Morality, moral behavior, and moral development (pp.129-139). New York: Wiley-Interscience.
Blasi, A. (1995). Moral understanding and the moral per-sonality: The process of moral integration. In W. M. Kurtines & J. L. Gewirtz (Eds.),Moral development: An introduction (pp.229–253). Needham Heights, MA: Allyn and Bacon.
Blasi, A. (2004). Moral functioning: Moral understanding and personality. In D.K. Lapsley & D. Narvaez (Eds.), Moral development, self, and identity (pp.335-347). Mahwah, NJ: Erlbaum.
Blasi,A.(1983). Moral cognition and moral action: A theoretical perspective. Developmental Review, 3, 178–210.
Brody,S.L(1992). Predictors of levels of moral judgement, empathy, and moral motivation in a group of child molesters in treatment. Ph.D., The Ohio State University,UMI Number: 48106.
Carlo, G. (2005). Care-based and altruistically-based morality. In M. Killen & J. G. Smetana (Eds.) Handbook of moral development (pp.551-580 ). Mahwah, NJ: Lawrence Erlbaum Associates.
Casey,V.(2014).Positive moral emotions and moral identity development: The difference between uthaentic and hubristic pride. Theses and Dissertations (Comprehensive).1675. http://scholars.wlu.ca/etd/1675.
Choong,S.,& Britton,K.(2007).Character strengths and type Exploration of covariation. International Coaching Psychology Review,2(1),9-23.
Clark,L.M., & Hartman,M.(1996).Effects of hardiness and appraisal on the psychological dis ress and physical health of caregivers to elderly relatives. Research on Aging,18,4, 379-401.
Colle, S.D. & Werhane,P.H.(2008). Moral motivation across ethical tTheories: What can we learn for designing corporate ethics programs?. Journal of Business Ethics, 81,751–764.
Crosson,J.B.(2015).Moderating effect of psychological hardiness on the relationship between occupational stress and self-efficacy among georgia school psychologists. p.hD., Walden University.
Darvishzadeh, K.& Bozorgi ,Z. D.(2016 ). The Relationship between resilience, psychological hardiness, spiritual intelligence, and development of the moral judgement of the female students. Asian Social Science, 12 (3), 177-195.
Deci, E.L., & Ryan, R.M.(1987).The support of autonomy and the control of behavior. Journal of Personality and Social Psychology, 53(6), 1024–1037.
Desai, R.(2017).Psychological hardiness among college students. International Journal of Indian Psychology,4 (3), 80-84.
Eisenberg, N., Fabes, R. A., & Spinrad, T. L. (2006). Prosocial development. In: N. Eisenberg, W. Damon & R. M. Lerner (Eds.). Handbook of child psychology: Vol. 3. Social, emotional, and personality development (6th ed.) (pp. 646–718). NJ: Weily.
Eisenberg,N. & Morris,A.S.(2001). The Origins and social significance of empathy-related responding. A review of empathy and moral development: Implications for caring and justice by M. L. Hoffman. Social Justice Research, 14(1),95-120.
Eisenberg,N.(2000). Emotion, regulation, and moral development. Annual Review of Psychology,51,665-697.
Figuieres, C., Masclet, D., and Willinger, M. (2013). Weak moral motivation leads to the decline of voluntary contributions. Journal of Public Economic Theory, 15(5) 745-772.
Findler, P.J.,(2001). Moral properties, secondary qualities, and moral motivation. Ph.D., University Of California, available at,  UMI Number: 3018999.
Florina ,V.,Mikulincer, M.& Hirschberger,G.(2001). An existentialist view on mortality salience effects: personal hardiness, death-thought accessibility, and cultural worldview defence. British Journal of Social Psychology, 40,3,437-453.
Gasser,L.,Gutzwiller-Helfenfinger, E., Latzko, B., & Malti, T.(2013). Moral  emotion attributions and moral motivation. In K. Heinrichs, F.Oser, & T.Lovat (Eds.), Handbook on moral motivation: Theories, models, applications (pp.307-322). AW Rotterdam: Sense Publishers.
Ghani,S.,Abdullah,S.,Akil,S.& Nordin,N.(2014). Moral values and coping strategies among female adolescents involved in premarital sex. Procedia  Social and Behavioral Sciences, 114 , 617 – 621.
Gholamzadehmir, M.(2015). The impact of moral action and moral values on moral judgment and moral behavior. Ph.D., University of Sussex, (UMI) AAI10590076; Social sciences.
Gibbs,J.C.& Schnell, S.V.(1985).Moral development "versus" socialization:              A critique. American Psychologist,40,1071-1080.
Gibbs, J.C. (1987). Social processes in delinquency: The need to facilitate empathy as well as sociomoral reasoning. In W.Kurtines and J. Gewirtz (Eds.), Moral Development Through Social Interaction (pp.301-321). Wiley-Interscience.
Gilligan, C., & Wiggins, G. (1987).The origins of morality in early childhood relationships. In J. Kagan & S. Lamb (Eds.), The emergence of morality in young children (pp.277-305).Chicago: The University of Chicago Press.
Haidt, J. (2003). The moral emotions. In R. J. Davidson, K. R. Scherer, & H. H. Goldsmith (Eds.), Handbook of affective sciences.(pp.852-870). Oxford: Oxford University Press.
Han, H. (2016). How can neuroscience contribute to moral philosophy, psychology and education based on Aristotelian virtue ethics?. International  Journal of Ethics Education, 1(2), 201-217.
Hardy, S. A.(2006). Identity, reasoning, and emotion: An empirical comparison of three sources of moral motivation. Motivation & Emotion ,30,207–215.
Hardy, S. A., & Carlo, G. (2011). Moral identity. In S. J. Schwartz, K.Luyckx, & V. L. Vignoles (Eds.), Handbook of identity theory and research, Vol 2: Domains and categories (pp. 495-513). New York, NY: Springer.
Hardy, S.A. & Carlo,G. (2005). Identity as a source of moral motivation. Human Development, 48, 232–256.
Hardy,S.A.,Bean, D.S., & Olsen, J.A.(2015). Moral identity and adolescent prosocial and antisocial behaviors: Interactions with moral disengagement and self-regulation. Journal of Youth and Adolescence,44(8),1542-1554.
Hayes, M.A.(2004). Students' moral judgment, cultural ideologies, and moral thinking at evangelical Christian liberal arts colleges. Ph.D. thesis, The University of Tennessee.
 Hedayati,M.& Khaeez,P.(2015).The Relation between psychological hardiness and achievement motivation. International Journal of Research In Social Sciences, 5(03),1-9.
Heinrichs,K., Oser,F.& Lovat, T.(2013).Handbook on moral motivation: Theories, models, applications. AW Rotterdam: Sense Publishers.
Herfeld,C.& Schaubroeck, K.(2013).The importance of commitment for morality: how harry frankfurt’s concept of care contributes to rational choice theory. In B. Musschenga and A. van Harskamp (Eds.), What Makes Us Moral? On the capacities and conditions for being moral (pp. 51-72). Library of Ethics and Applied Philosophy,31
Hitlin, S.(2011).Values, personal identity, and the moral self. In S. J. Schwartz, K.Luyckx, & V. L. Vignoles (Eds.),Handbook of identity theory and research, Vol 2: Domains and categories (pp. 515-530). New York, NY: Springer.
Hoffman, M. L. (2000).Empathy and moral development: Implications for caring and justice. New York: Cambridge University Press.
Hoffman, M.L. (1983). Affective and cognitive processes in moral internalization, in E. L. Higgins, D.N. Ruble, & W.W. Hartup (Eds.), Social Cognition and Social Development; A Sociocultural Perspective (pp.236-274). Cambridge; Cambridge University Press.
Hoffman, M.L. (1984). Empathy, its limitations, and its rolein a comprehensive moral theory. In J. Gewirtz & W.  Kurtines (Eds.) Morality, Moral Development, and Moral Behavior (pp. 283-302). New York; John Wiley.
Hoffman, M.L.(1987).The contribution of empathy to justice and moral judgement. In N. Eisenberg & J. Strayer (Eds.).Empathy and its Development. Cambridge, England; Cambridge University Press.
Hosseinpour, M.,Enayati, M., Karimi, A., Behnia, G., Nasiry, M. (2008).The relation between psychological hardiness and achievement motivation with job burnout in azad university. Knowledge and Research in Applied Psychology, 9(31),101 -114.
Jia,F., & Krettenauer,T.(2017). Recognizing moral identity as acultural construct. Frontiers in Psychology,4,1- 5.
Johnson,K.M.(2014). Identity is the lens through which moral values predict action. Ph.D., University of Southern California, UMI Number: 1568863.
Kamtsios,S.,& Karagiannopoulou, E.(2016). Validation of a newly developed instrument  establishing  links between  motivation and academic hardiness. Europe's Journal of Psychology,12 (1), 29–48.
Kaplan, U ., Crockett, C.E.,& Tivnan, T.(2014). Moral motivation of college students through multiple developmental structures: Evidence of intrapersonal variability in a complex dynamic system. Motivation & Emotion , 38, 336–352.
Kardum,I.,Hudek-Knezevic,J.,& Krapic,N.(2012) The structure of hardiness, its measurement invariance across gender and relationships with personality traits and mental health outcomes. Psychological Topics, 21(3), 487-507.
Khaledian,M., Babaee,H., & Amani,M.(2016).The relationship of psychological hardiness with irrational beliefs, emotional intelligence and work holism. World Scientific News, 28, 86-100.
Khaledian,M.,Hasanvand,B.,& Pour,S.(2013).The relationship of psychological hardiness with work holism. International Letters of Social and Humanistic Sciences, 5,1-9.
Kiamarsi,A.(1999).The Construct and validate a scale to measure psychological hardiness and its relation with type a personality, control center and self-esteem, psychosomatic and academic performance in both genders in students in Ahwaz Azad University. M.A., Ahwaz University.
Kobasa, S.C. (1988). Conceptualization and measurement of personality in job stress research. In J.J. Hurrell Jr., L.R. Murphy, S.L. Sauter , & C.L. Cooper (Eds.), Occupational stress: Issues and developments in research (pp. 100-109). New York: Taylor & Francis.
Kobasa, SC., Maddi, S.R., Puccetti,M.C, & Zola, M.A.(1985).Effectiveness of hardiness exercise and social support as resources against illness. Journal of Psychosomatic Research, 29 (5),525–533.
Kobasa,S.(1979).Stressful life events, personality, and health- Inquiry  into  hardiness. Journal of Personality and Social Psychology,37,1-11.
Kobasa,S.(1982).Commitment and coping in stress resistance among lawyers. Journal of Personality and Social Psychology,42 (4),707–717.
Kohlberg, L. (1981). The philosophy of moral development: Moral stages and the idea of justice. San Francisco: Harper and Row.
Kohlberg, L. (1984). The Psychology of moral development: The nature and validity of moral stages. (Essays on Moral Development, Volume 2), San Francisco: Harper & Row.
Komenska, K.,(2017 ). Moral motivation in humanitarian action. Postdisciplinary Humanities & Social Sciences Quarterly,27(2), 145-  154.
Lapsley, D. K., & Lasky, B. (2001). Prototypic moral character.Identity,1, 345–363.
Lapsley, D.(2015). Moral identity and developmental theory. Human Development, 58,164–171
Lazarus L., Pyżalski J., Barkoukis V.& Tsorbatzoudis H.(2012). Empathy and moral disengagement in adolescent cyberbullying: implications for educational intervention and pedagogical practice. Studia Edukacyjne  NR,23 , 57-69.
Logan,S.M.(2016). Examining psychological hardiness and leadership practices and their relation to occupational satisfaction among counselor educators. p.hD., University of Florida.
Luco,A.( 2013).Humean  moral motivation. In B. Musschenga & A.Harskamp (Eds.), What Makes Us Moral? On the capacities and conditions for being moral, (pp.131-150). Library of Ethics and Applied Philosophy,31
Maddi, S. (2013). Personal hardiness as the basis for resilience. Hardiness,      Springer briefs in psychology,7-17.http://dx.doi.org/10.1007/978-94-007-5222-1_2
Maddi, S., & Kobasa,S.(1984).The hardy executive : Health under stress. Dow Jones-Irwin, Homewood, ILL:.
Maddi, S., Harvey, R., Khoshaba, D., Fazel, M., & Resurreccion, N. (2012). The relationship of hardiness and some other relevant variables to college performance. Journal of Humanistic Psychology, 52(2), 190-205.
Maddi,S.(2002).The story of hardiness: Twenty years of theorizing, research and practice. Consulting Psychology Journal, 54,173-185.
Maddi,S.(2006).Hardiness: The courage to grow from stresses. The Journal of  Positive Psychology, 1(3), 160-168.
Malti,T.& Buchmann, M.(2010).Socialization and individual antecedents of adolescents’ and young adults’ moral motivation. Journal of Youth and Adolescence, 39,138-149.
McAdams, D.P.(2011). Narrative Identity. In S. J. Schwartz, K.Luyckx, & V. L. Vignoles (Eds.), Handbook of identity theory and research, Vol 2: Domains and categories (pp. 99-116). New York, NY: Springer.
McSteen, P.E.(1997).An investigation of the relationship between dispositional optimism and family environment, psychological hardiness and locus of control. p.hD.,Ohio University.
Myyry,L.(2003).Components of morality: A Professional ethics perspective on moral motivation, moral sensitivity, moral reasoning and related constructs among university Students. Social psychological studies 9, Department of Social Psychology, University of Helsinki.
Nguyen,T.D.,Shultz,C.J.,& Westbrook,M.D.(2012).Psychological hardiness in learning and quality of college life of business students: Evidence from vietnam. Journal of Happiness Studies ,13(6),1091–1103.
Nkenke,G.N.(2010). The impact of moral reasoning on ethical perception, intention, and orientation of upper level accounting students. Ph.D., Walden University.
Nunner-Winkler, G. (1998). The development of moral understanding and moral motivation. International Journal of Educational Research, 27, 587–603.
Nunner-Winkler, G. (2008). Moral motivation from childhood to early adulthood. In W. Schneider & M. Bullock (Eds.), Human development from early childhood to early adulthood: Findings from a 20 year longitudinal study (pp. 91-119). US: Taylor and Francis.
Nunner-Winkler, G., Meyer-Nikele, M., & Wohlrab, D. (2007). Gender differences in moral motivation. Merrill Palmer Quarterly, 53(1), 26–52.
Oyserman, D.,& James, L.(2011). Possible identities. In S. J. Schwartz, K.Luyckx, & V. L. Vignoles (Eds.), Handbook of identity theory and research, Vol 2: Domains and categories (pp. 117-148). New York, NY: Springer.
Pede,J.C.(2015). Morals, values and ethics: Their impact on the decisions of the school principal. Ph.D.,Lewis and Clark College, UMI Number: 3687658.
Piaget, J. (1932).The moral judgment of the child. London: Kegan Paul, Trench, Trubner & Co.
Ratelle,C., Guay,F., Larose,S. & Senecal,C. (2004). Family correlates of trajectories of academic motivation during a school transition: A Semi parametric group- based approach. Journal of Educational Psychology. 96 (4). 743-754.
Rest, J. R., Narvaez, D., Mitchell, C., & Thoma, S. J. (1999). Exploring moral judgment: A technical manual for the defining issues test. manuscript available from Center, University of Minnesota
Rest, J.R. (1983). Morality. In:P.H.Mussen, J.H.Flavell & E.M.Markman (Eds.) Handbook of Child Psychology (4th ed) (pp. 420-494) vol. III Cognitive development,. New York; John Wiley.
Rest, J.R. (1984). The major components of morality. In: W.M. Kurtines & J.L. Gerwitz (Eds.) Morality, moral behavior, and moral development (pp. 24-38). New York; Wiley.
Rest, J.R. (1994) Background: Theory and research. In: J.R. Rest & D. Narváez (Eds.) Moral development in the professions: Psychology and applied ethics (pp.1-26). Hillsdale; Lawrence Erlbaum Associates.
Samadzadeh, M., Abbasi, M.& Shahbazzadegan,B.(2011).Survey of relationship between psychological hardiness, thinking styles and social skills with high school student's academic progress in Arak city. Procedia Social and Behavioral Sciences,28, 286-292.
Sapp, G.L. (1986). Handbook of moral development. Birmingham, Ala.: Religious Education Press.
Sheard, M. (2009). Hardiness commitment, gender, and age differentiate university academic performance. British Journal of Educational Psychology,79,189–204.
Sheikh,S.(2007). Moral motivations: The relationship between self-regulation and morality.masters theses 1911.avalible at:http://scholar works.umass.edu/theses.
Subramanian,S.,Velayudhan,A.,& Vinothkumar,M.(2013).Hardiness  and  Personality  as  Predictors  of  Military, Enlistment Intention among the Indian Youths. Psychol Stud,58(1),66-72.
Tantry,A,& Puri-Singh,A.(2016). A Study of  psychological hardinessacross different professions of kashmir (J&K),india. International Journal of Advanced Research,4,(2),1258-1263.
Taylor, C. (1989). Sources of the self: The making of modern identity. Cambridge, Mass.: Harvard University Press.
Thompson, R.A. (2006). The development of the person: Social understanding, relationships, conscience, self. In: N. Eisenberg, W. Damon & R. M. Lerner (Eds.).Handbook of Child Psychology: Vol. 3 Social, Emotional and Personality Development(6th ed.)  (pp. 24-98). NJ: Weily.
Weyers, S.(2013).Juvenile delinquency: Lack of moral motivation or moral mmbivalence?. In: K. Heinrichs, F. Oser, & T.Lovat (Eds.), Handbook on moral motivation: Theories, models, applications (pp.385-404).AW Rotterdam: Sense Publishers.
Wigfield, A., Eccles, J. S.,  Schiefele, U., Roeser, R. W., & Davis-Kean, P. (2006). Development of achievement motivation. In: N. Eisenberg, W. Damon & R. M. Lerner (Eds.). Handbook of Child Psychology: Vol. 3 Social , Emotional and Personality Development (6th ed.) (pp. 933-1002). NJ: Weily.
Willard,N.(1998). Moral development in the information age. Paper presented at Proceedings of the Families, Technology, and Education Conference (Chicago, IL, October 30-November 1) ,[ERIC: ED425016].
Zadeh,M.N.(2017).Comparison of extent of psychological hardiness and moral intelligence among individuals quitted addiction and individuals with addiction relapse and examination of effect of gender roles on these variables. International Journal of Psychology and Behavioral Sciences, 7(1), 19-26.