مدى انتشار ودافعية تاريخ إيذاء الذات غير الانتحاري وفقًا لمتغير النوع لدى طلاب الجامعة السعوديين

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

المستخلص

هدف البحث إلى التعرف على نسبة انتشار تاريخ إيذاء الذات غير الانتحاري بين طلاب الجامعة السعوديين ومدى تکراره وأشکاله ودافعيته وفروق النوع. تکونت العينة من (612) طالب وطالبة. وأظهرت النتائج أن نسبة انتشار تاريخ إيذاء الذات غير الانتحاري هي (21.24%)، مع وجود فرق دالّ إحصائيًا (عند مستوى 0.01) يشير إلى ارتفاع نسبة تاريخ إيذاء الذات لدى الإناث مقارنة بالذکور. واحتلت المراتب الخمس الأولى کأکثر الأشکال شيوعًا لإيذاء الذات مايلي على الترتيب: (الخدش أو القرص إلى درجة النزيف أو العلامات على الجلد، نحت الکلمات أو الرموز، العض إلى درجة النزيف أو العلامات على الجلد، إحداث جروح أو تمزق في الجلد، منع شفاء الجروح). وحققت أشکال الإيذاء المتمثلة في (ابتلاع مواد کاوية أو أدوات حادة کالدبابيس، وحرق بعض مناطق الجسم، وکسر أحد العظام، وسکب أحماض حارقة على الجلد) نسبًا ضعيفة. وظهر فرقًا دالّا إحصائيًا (عند مستوى 0.01) بين الذکور والإناث في نسب شيوع: (الخدش أو القرص إلى درجة النزيف أو العلامات على الجلد، نحت الکلمات أو الرموز، العض إلى درجة النزيف أو العلامات على الجلد، إحداث جروح أو تمزق في الجلد، فرک الزجاج في الجلد أو غرس الأشياء الحادة تحت الجلد، منع شفاء الجروح، سحب الشعر أو الرموش) لصالح نسب الإناث في جميع الحالات. کذلک کشفت النتائج أن سلوک إيذاء الذات غير الانتحاري تُحرّکه دافعية التعزيز الانفعالي أکثر من دافعية التعزيز الاجتماعي. وحلّ في المرتبتين الأوليين على التوالي دافعي (للتعامل مع الإحباط أو مشاعر الغضب) و(للتعامل مع القلق أو الاکتئاب)، مع وجود فرق دالّ إحصائيًا (عند مستوى 0.01) بين متوسطي درجات الذکور والإناث في دافعي (للتعامل مع القلق أو الاکتئاب، لوجود صديق أو أصدقاء يفعلون ذلک) لصالح متوسط درجات الذکور. وفيما يتصل بالتکرار، ظهر فرق دالّ إحصائيًا (عند مستوى 0.01) لصالح تکرار من (مرتين إلى ثلاث)، مما يشير إلى أن أعلى نسبة من العينة قاموا بالسلوک مابين مرتين وثلاث، تبعهم من قاموا بإيذاء الذات (مرة واحدة فقط)، وحقق من قاموا بالسلوک (أکثر من عشر مرات) نسبة ضعيفة. وأظهرت النتائج أن أعلى نسبة بدأوا بإيذاء الذات غير الانتحاري عندما کانت أعمارهم (من 15 إلى أقل من 20 سنة)، وحقق عمر (أقل من 5 سنوات) کبداية لتاريخ إيذاء الذات نسبة ضعيفة.

الكلمات الرئيسية


مدى انتشار ودافعیة تاریخ إیذاء الذات غیر الانتحاری وفقًا لمتغیر النوع لدى طلاب الجامعة السعودیین

د. لطیفةعثمان الشعلان

أستاذ علم النفس المشارک

قسم علم النفس، کلیة التربیة، جامعة الأمیرة نورة بنت عبد الرحمن، المملکة العربیة السعودیة، الریاض

الملخص:

هدف البحث إلى التعرف على نسبة انتشار تاریخ إیذاء الذات غیر الانتحاری بین طلاب الجامعة السعودیین ومدى تکراره وأشکاله ودافعیته وفروق النوع. تکونت العینة من (612) طالب وطالبة. وأظهرت النتائج أن نسبة انتشار تاریخ إیذاء الذات غیر الانتحاری هی (21.24%)، مع وجود فرق دالّ إحصائیًا (عند مستوى 0.01) یشیر إلى ارتفاع نسبة تاریخ إیذاء الذات لدى الإناث مقارنة بالذکور. واحتلت المراتب الخمس الأولى کأکثر الأشکال شیوعًا لإیذاء الذات مایلی على الترتیب: (الخدش أو القرص إلى درجة النزیف أو العلامات على الجلد، نحت الکلمات أو الرموز، العض إلى درجة النزیف أو العلامات على الجلد، إحداث جروح أو تمزق فی الجلد، منع شفاء الجروح). وحققت أشکال الإیذاء المتمثلة فی (ابتلاع مواد کاویة أو أدوات حادة کالدبابیس، وحرق بعض مناطق الجسم، وکسر أحد العظام، وسکب أحماض حارقة على الجلد) نسبًا ضعیفة. وظهر فرقًا دالّا إحصائیًا (عند مستوى 0.01) بین الذکور والإناث فی نسب شیوع: (الخدش أو القرص إلى درجة النزیف أو العلامات على الجلد، نحت الکلمات أو الرموز، العض إلى درجة النزیف أو العلامات على الجلد، إحداث جروح أو تمزق فی الجلد، فرک الزجاج فی الجلد أو غرس الأشیاء الحادة تحت الجلد، منع شفاء الجروح، سحب الشعر أو الرموش) لصالح نسب الإناث فی جمیع الحالات. کذلک کشفت النتائج أن سلوک إیذاء الذات غیر الانتحاری تُحرّکه دافعیة التعزیز الانفعالی أکثر من دافعیة التعزیز الاجتماعی. وحلّ فی المرتبتین الأولیین على التوالی دافعی (للتعامل مع الإحباط أو مشاعر الغضب) و(للتعامل مع القلق أو الاکتئاب)، مع وجود فرق دالّ إحصائیًا (عند مستوى 0.01) بین متوسطی درجات الذکور والإناث فی دافعی (للتعامل مع القلق أو الاکتئاب، لوجود صدیق أو أصدقاء یفعلون ذلک) لصالح متوسط درجات الذکور. وفیما یتصل بالتکرار، ظهر فرق دالّ إحصائیًا (عند مستوى 0.01) لصالح تکرار من (مرتین إلى ثلاث)، مما یشیر إلى أن أعلى نسبة من العینة قاموا بالسلوک مابین مرتین وثلاث، تبعهم من قاموا بإیذاء الذات (مرة واحدة فقط)، وحقق من قاموا بالسلوک (أکثر من عشر مرات) نسبة ضعیفة. وأظهرت النتائج أن أعلى نسبة بدأوا بإیذاء الذات غیر الانتحاری عندما کانت أعمارهم (من 15 إلى أقل من 20 سنة)، وحقق عمر (أقل من 5 سنوات) کبدایة لتاریخ إیذاء الذات نسبة ضعیفة.

  الکلمات المفتاحیة:

إیذاء الذات غیر الانتحاری، طلاب الجامعة، النوع، التعزیز الانفعالی، التعزیز الاجتماعی،


Prevalence and motivation of the history of nonsuicidal self-harm according to the gender variable among Saudi university students

 

Latifah Ashaalan

Associate Professor of Psychology

Princess Nora Bint Abdulrahman University

Saudi Arabia

 

Abstract:

The objective of this research is to identify the prevalence of the history of nonsuicidal self-harm among Saudi university students and its frequency, forms, motivation and gender differences. The sample consisted of (612) Undergraduate students. The results showed that the prevalence of the history of nonsuicidal self-harm was (21.24%), with a statistically significant difference at the (0.01) level indicating a higher rate in females compared to males. The top five forms of self-harm, respectively, were: (scratching or pinching to the point that bleeding occurs or marks remain on the skin, carving words or symbols onto the skin, biting to the point that bleeding occurs or marks remain on the skin, ripping the skin, and preventing wounds from healing). The forms of self-harm that had the lowest percentages were: (ingesting caustic substances or sharp objects such as pins, burning some areas of the body, breaking one of the bones, and dripping acid onto the skin). There was a statistically significant difference at the (0.01) level between males and females in the prevalence ratios of (scratching or pinching to the point that bleeding occurs or marks remain on the skin, carving words or symbols onto the skin, biting to the point that bleeding occurs or marks remain on the skin, ripping the skin, rubbing glass onto the skin or sticking sharp objects underneath the skin, preventing wounds from healing, and pulling out hair, eyelashes, or eyebrows) in favor of female rates in all cases. The results also revealed that the behavior of nonsuicide self-harm is driven more by emotional reinforcement rather than social reinforcement, with the top two motives being, respectively: (dealing with frustration or feelings of anger, and dealing with anxiety or depression), with a statistically significant difference at the (0.01) level between the average scores of males and females in the two motives: (dealing with anxiety or depression, and the existence of a friend or friends who do it) in favor of average male scores. In terms of frequency of nonsuicide self-harm, a statistically significant difference at the (0.01) level was shown for a repeat of (two to three times) followed by (only once), while a low percentage was achieved for (more than ten times). The results also showed that the highest percentage of the sample began the behavior when they were (from 15 to less than 20 years old), while a low percentage was achieved for (less than 5 years old).

 

Key Words:

Nonsuicidal self-harm, Undergraduate students, Gender, Emotional reinforcement, Social reinforcement.


مدى انتشار ودافعیة تاریخ إیذاء الذات غیر الانتحاری وفقًا لمتغیر النوع لدى طلاب الجامعة السعودیین

د. لطیفةعثمان الشعلان

أستاذ علم النفس المشارک

قسم علم النفس، کلیة التربیة، جامعة الأمیرة نورة بنت عبد الرحمن، المملکة العربیة السعودیة، الریاض

مقدمة البحث:

عُرف إیذاء الذات فی حالات التخلف العقلی الشدید وفی العینات السریریة (الإکلینیکیة)، ونال ذلک اهتمامًا فی البحوث والدراسات. أما إیذاء الذات لدى عینات المجتمع community samples من الأصحاء والأفراد العادیین، الذی هو مجال عنایة البحث الحالی، فهو حقل مختلف تمامًا، ولم ینل نصیبًا مماثلاً من الاهتمام فی البحوث العربیة.

إن إیذاء الذات لدى الأفراد العادیین، یعنی الإصابة المباشرة المتعمدة التی یحدثها الفرد فی جسده فی غیاب کامل لنیة واعیة للانتحار، لأن السلوک فی وجود نیة اهلاک النفس یُصنف کمحاولة انتحار ولیس إیذاء ذات (Gratz, 2003). کما أن إیذاء الذات المتعمد الذی یشمله البحث الحالی یختلف عن إیذاء الذات فی حالات الذُهان، الذی یکون استجابة لهلاوس أو أوهام وضلالات معینة، لاختلاف الدینامیات کلیًا فی الحالتین.

یقدّم Nock & Prinstein, 2004)) نموذجًا وظیفیًا لتفسیر سلوک إیذاء الذات غیر الانتحاری، هو نموذج العوامل الأربعة (FFM)، الذی یستند إلى النظریة السلوکیة، التی ترکز على التأثیرات السابقة التی تنتج سلوک إیذاء الذات، والتأثیرات اللاحقة التی تحافظ على استمراره. وهذا النموذج یقترح أربع عملیات وظیفیة، تنطلق إما من حاجات انفعالیة داخلیة، أو اجتماعیة خارجیة، على النحو التالی: (التعزیز الانفعالی السالب) عندما یخدم إیذاء الذات وظیفة تخفیض المشاعر الداخلیة المنفّرة. و(التعزیز الانفعالی الموجب) عندما یخدم إیذاء الذات وظیفة جلب المشاعر الجیدة. و(التعزیز الاجتماعی السالب) عندما یعمل إیذاء الذات فی سبیل تجنب متطلبات العلاقات البین شخصیة. و(التعزیز الاجتماعی الموجب) عندما یعمل إیذاء الذات للحصول على جذب الانتباه أو زیادة الدعم الاجتماعی.

على ذلک فإن نموذج (FFM) یفترض أن المشاعر السلبیة مثل القلق والغضب والوحدة والشعور بالذنب تظهر قبل مباشرة إیذاء الذات، الذی یکون هدفه تخفیض التوتر، والحدّ من هذه المشاعر غیر المرغوبة (تعزیز انفعالی سالب)، ومن ثم استبدالها بمشاعر جیدة أو مشاعر استرخاء (تعزیز انفعالی موجب). وقد أثبتت دراسات عدیدة أن سلوک إیذاء الذات ینتج عنه مشاعر ارتیاح فوریة، وانخفاض دالّ فی مستوى الضغط والتوتر یعقبه مباشرة (Gratz, 2003). وأظهرت المؤشرات الحیویة (البیولوجیة) أن انخفاض مستوى التوتر بعد الإتیان بالسلوک قد یستمر لفترة تمتد إلى (24) ساعة (Crowe & Bunclarck, 2000).

کما یفترض نموذج (FFM) أن إیذاء الذات قد ینطلق من الحاجة إلى تجنب متطلبات وشروط اجتماعیة معینة   (تعزیز اجتماعی سلب)، أو قد تستحثه الحاجة إلى تدعیم الانتماء والارتباط مع الجماعة لانخفاض الدعم الأسری ودعم الأقران (تعزیز اجتماعی موجب).

ویرى (Nock, 2008) فی هذه الحالة أن إیذاء الذات یعمل کشکل من أشکال التواصل مع الآخرین، حین تکون الأشکال البدیلة وغیر المتطرفة من التواصل الاجتماعی غیر فعاّلة. ویدعم هذا الاتجاه أن إیذاء الذات یبرز فی شبکة الأقران، فالممارسین للسلوک یستخدمون غالبًا الطرق ذاتها التی یستخدمها أصدقائهم، وهذا مایسمیه بعض الباحثین العدوى الاجتماعیة. فقد وجد (Muehlenkamp et al., 2008) من دراستهم على عینة کبیرة من طلبة الجامعة أن من یعرف شخصًا یمارس إیذاء الذات کان أکثر میلاً من سواه لممارسة السلوک. فضلاً عن وجود عضو أو أعضاء فی جماعة الأقران بادروا إلى هذا السلوک ثم تبعهم آخرون بالمحاکاة، حین لاحظوا أن السلوک حقق لهؤلاء المبادرین استجابات اجتماعیة مرغوبة (Nock & Prinstein, 2005). لذلک کان هؤلاء المراهقین والشباب یفیدون بأنهم أرادوا أن " یرى الناس مدى الیأس الذی کانوا فیه" أو أنهم قصدوا " الحصول على استجابة من شخص ما" (Laye-Gindhu &Schonert-Reichl, 2005).  وعلى العکس من ذلک وجدت دراسات أخرى أن قرابة (86%) من ممارسی السلوک أقروا بأنهم یحاولون إخفاء الإصابات الذاتیة المتعمدة عن الآخرین، أو الادعاء بأنها تمت من خلال حوادث عرضیة (Nixon, Cloutier & Aggarwal, 2002). وذهب بعض الباحثین إلى أنه حتى فی حالة الرغبة فی جذب الانتباه، فإن السلوک یُعدّ مؤشرًا على الضائقة النفسیة ولیس على التلاعب، ومن ثم یُفهم إیذاء الذات کاستراتیجیة للتعایش مع المشاعر السلبیة الشدیدة (Wilkinson, 2011).  وهکذا یتضح فی رأی الباحثة الحالیة مدى التشابک بین التعزیز الانفعالی والتعزیز الاجتماعی، وأن إیذاء الذات ینتج من التفاعل بینهما، وأن العملیات الوظیفیة لنموذج (FFM) یصعب الفصل بینها عملیًا.

وقد أظهرت بعض الدراسات أن الذکور یمارسون إیذاء الذات للحصول على التعزیز الاجتماعی (Claes, Vandereycken & Vertommen, 2007)، بینما الإناث یمارسنه فی سبیل التعزیز الانفعالی (Glenn & Klonsky, 2011).  وبشکل عام، فإن التعزیز الانفعالی کالحدّ من التوتر والتعامل مع مشاعر الغضب والإحباط وجلب المشاعر السارة، أکثر شیوعًا فی دافعیة إیذاء الذات من التعزیز الاجتماعی، کجذب الانتباه والتعاطف وتجنب الأعمال والواجبات (Andover, 2014). وقرابة (90%) من الشباب من الجنسین کشفوا بأن دوافعهم لإیذاء الذات هی التعزیز الانفعالی السالب متبوعًا بالتعزیز الانفعالی الموجب (Zetterqvist et al., 2013). وهذا لایتناقض مع کون أغلب الدراسات کشفت أن إیذاء الذات ارتبط بوجود صدیق أو فرد من العائلة یمارس السلوک ذاته (Hawton et al., 2002, McMahon et al., 2010).

ومع أن بعض أشکال السلوک، مثل قیادة المرکبات بتهور، والریاضات الخطرة، وبعض الممارسات الدینیة والثقافیة فی أنحاء العالم، قد تنطوی على إیذاء ذاتی وأضرار فعلیة، إلا أن الفارق المهم بین هذه الممارسات وبین سلوک إیذاء الذات، هو أنها لا تستخدم من قبل الفرد کاستراتیجیات للتعامل مع المشاعر والانفعالات السلبیة (Bechthold & Nuttgens, 2014).

ومن هنا، أی من کون إیذاء الذات وسیلة للتعزیز الانفعالی، یمکننا فهم التعارض الظاهری بینه وبین الفرضیة القائلة بأن الإنسان بطبیعته یسعى إلى الحصول على المتعة وإلى تجنب الألم. مع ملاحظة على جانب من الأهمیة، وهی أن الممارسین لسلوک إیذاء الذات تشکلت لدیهم عتبات ألم أعلى، وکشفوا عن مقدرة على تحمل الألم لفترات أطول من المجموعات الضابطة. وکلما استطال تاریخ الفرد فی إیذاء الذات کلما ارتفعت لدیه عتبة الألم (Hooley et al., 2010).

مشکلة البحث:

تاریخ إیذاء الذات غیر الانتحاری لدى المراهقین والشباب عامة، ولدى طلاب الجامعات خاصة، مشکلة دقیقة حظیت بالبحث والاستقصاء المکثف فی المجتمعات ذات الطبیعة الثقافیة الاجتماعیة المنفتحة، کالولایات المتحدة الأمریکیة وکندا وأوروبا الغربیة، وبعض المجتمعات الآسیویة کالهند والصین. أما فی المجتمعات العربیة ذات الثقافة المحافظة، فقد استمرت هذه المشکلة فی موقعها ضمن (التابو) البحثی، إذ مازالت نسبة انتشار المشکلة، ومدى تکرارها، ومایحیط بها من بیانات ومعلومات فی نطاق المجهول. ومن هنا تنبثق الحاجة الماسة إلى بحوث استطلاعیة تشخص واقع المشکلة بین الشباب السعودی خاصة.

من ناحیة أخرى، فقد ثبت دور مواقع الإنترنت الخاصة بطرق إیذاء الذات فی تشجیع الشباب علیها، من خلال تقدیمها کشکل من أشکال الثقافة الحداثیة (Wilkinson, 2011). ومن المعلوم التصاعد المستمر فی أعداد مستخدمی الإنترنت السعودیین، مما یجعل المجتمع السعودی ضمن المراکز المتقدمة لأکثر المجتمعات فی العالم من ناحیة الوصول المتیسر إلى الإنترنت. وقد ارتفع عدد مستخدمی الإنترنت فی السعودیة من (47%) من السکان عام (2011) إلى (74.9%) من السکان مع نهایة عام (2016) وبإجمالی (24) ملیون مستخدم للإنترنت فی السعودیة (هیئة الاتصالات وتقنیة المعلومات، 2016). وهذا یلفت انتباه الباحثین إلى دور تلاقح الثقافات، وتأثیرات الحداثة الاجتماعیة وثورة التواصل الشامل والفعّال عبر الإنترنت فی نشوء مشکلات بین الشباب ذات طبیعة معولمة.

وتزداد الخطورة فی إیذاء الذات المتعمد غیر الانتحاری لتداخل هذه المشکلة وارتباطها مع مشکلات أخرى تتعلق بالصحة العامة، والصحة النفسیة، وسمات الشخصیة، والحیاة الأسریة، والعلاقات البین شخصیة، وجودة الحیاة بشکل عام.

ابتداءً فقد تبین أن إیذاء الذات غیر الانتحاری هو أحد عوامل الخطورة Risk Factors للانتحار ذاته (Toprak et al., 2010, Klonsky, May & Glenn, 2013). وأن إیذاء الذات غیر الانتحاری یرتبط بتصور الانتحارSuicidal Ideation أو بالأفکار الانتحاریة أو بالسلوک الانتحاری (Tormoen et al., 2013,Evren et al., 2014). وظهرت عوامل خطورة مشترکة بین إیذاء الذات والانتحار، هی: الاکتئاب وخاصة عامل الاجترارRumination وتعاطی الکحول أو المخدرات، وإساءة المعاملة فی الطفولة (Toprak et al., 2010, Swahn et al.,2012).

کما ارتبط تاریخ إیذاء الذات غیر الانتحاری بشکل دالّ مع أحداث الحیاة الضاغطة، مثل: الإساءة الجنسیة والعنف الجسدی والنفسی، وفقدان شخص مهم، والحوادث الجسیمة (Cerutti et al., 2010, Zhang, Song (& Wang, 2016 . وارتبط إیذاء الذات مع الاضطرابات النفسیة، مثل: القلق والسلوک العدوانی ( McMahon et al., 2010, Evren et al., 2014  )، واضطراب مابعد الصدمة (PTSD) والاندفاعیة الجنسیة Boxer, 2010, MacLaren & Best, 2010)).

وقد تأکد من مراجعة قام بها (Cipriano, Cella & Cotrufo, 2017) لـ (53) دراسة، وجود علاقة دالّة فی الغالب بین تاریخ إیذاء الذات غیر الانتحاری وبین اضطرابات الأکل، واضطراب الشخصیة الحدّیة (BPD).

وفیما یتعلق بالارتباط مع الأبعاد غیر الإکلینیکیة فی الشخصیة، ارتبط تاریخ إیذاء الذات بارتفاع عاملی العصابیة والانفتاح على الخبرة، وانخفاض عاملی الطیبة ویقظة الضمیر (Brown, 2008, MacLaren & Best, 2010, Cerutti et al., 2012). وارتبط إیذاء الذات أیضا مع انخفاض حمایة الجسم  Body Protection ومشکلات أسلوب الحیاة، واستخدام استراتیجیات التعایش غیر التوافقیة وانخفاض الإنجاز الدراسی أو الأکادیمی  Cerutti et al., 2012, Zhang, Song & Wang, 2016) )، وانخفاض تقدیر الذات، ومشکلات العلاقات البین شخصیة (Laye-Gindhu & Schonert-Reichl, 2005, McMahon et al., 2010).

إن نسبة تاریخ إیذاء الذات المتعمد غیر الانتحاری بین طلبة المدارس الثانویة والجامعات فی الولایات المتحدة الأمریکیة تتراوح مابین (7.5%) Hilt et al., 2008a)) و (12.4%) (Swahn et al., 2012) إلى  (24%) (Brown, 2008) وتصل إلى (56%) لدى Hilt et al., 2008b))  . أما فی کندا فتتراوح النسبة مابین (11.68%) (Heath et al.,2008) و (15%) (Laye-Gindhu & Schonert-Reichl, 2005) إلى  (27%) MacLaren & Best, 2010)).  وفیما یتعلق بالدول الأوربیة فإن نسبة إیذاء الذات المتعمد غیر الانتحاری بین طلبة المدارس الثانویة والجامعات تصل فی إنجلترا إلى (6.9%) (Hawton et al., 2002)، وفی إیرلندا تتراوح مابین (12-8%) McMahon et al., 2010, Doyle, Treacy & Sheridan, 2015).  وفی الدانمرک تبلغ (21.5%) ( Mohl & Skandsen, 2012)، وتنخفض فی النرویج إلى  (%5) (Tormoen et al., 2013)، وتصل فی إیطالیا إلى نسبة تتراوح مابین (39%-42%) (Cerutti et al., 2010, Cerutti et al., 2012). ولا تختلف الدول خارج أمریکا وأوروبا عن ذلک، ففی الصین تتراوح نسبة إیذاء الذات غیر الانتحاری بین طلاب الجامعة مابین (9.6%) (Wu et al., 2016) و(27.6%) (Zhang, Song & Wang, 2016). وتبلغ فی هونج کونج (23.5%) (Law, Shek & Fhkps, 2013 ) وفی ترکیا تتراوح مابین  (14.4%-15.4%)  (Toprak et al., 2010, Evren et al., 2014 ). بینما تصل النسبة بین طلاب الجامعة فی الهند إلى (31.2%) (Kharsati & Bhola, 2015). على الرغم من ذلک فإن حالات إیذاء الذات التی یتم وصولها إلى المستشفیات لطلب المساعدة تتراوح مابین (6.9%) فی بعض الدراسات (Doyle, Treacy & Sheridan, 2015)، و (12.6%) فی دراسات أخرى (Hawton et al., 2002).

على جانب آخر، کشفت الدراسات السابقة عن نتائج متعارضة أو غیر متسقة فیما یتصل بفروق النوع، فقد أظهرت دراسات کثیرة ارتفاع نسبة تاریخ إیذاء الذات بشکل دالّ إحصائیًا لدى الاناث مقارنة بالذکور (McMahon et al., 2010, Mohl & Skandsen, 2012, Tormoen et al., 2013) وکانت النسبة (11.2%) للإناث مقابل (3.2%) للذکور (Hawton et al., 2002)، و (20.3%) للإناث مقابل (8.5%) للذکور (Laye-Gindhu & Schonert-Reichl, 2005).  وعدّ البعض أن کون (الشخص أنثى) أحد عوامل الخطورة فی سلوک إیذاء الذات ((Zhang, Song & Wang, 2016.  وجادل البعض أنه على الرغم من کون الإناث یکشفن عن تاریخ فی إیذاء الذات أکثر بدلالة إحصائیة من الذکور، إلا أن هذه الفروقات أکثر وضوحًا فی العینات السریریة، مقارنة بعینات المجتمع، ولدى العینات الأصغر عمرًا مقارنة بالأکبر، وأن هناک دورًا للعامل البیولوجی ممثلاً فی الاختلافات الهرمونیة بین النساء والرجال، أو إلى التفاعل بین العوامل البیولوجیة والثقافیة (Bresin & Schoenleber, 2015).

لکن دراسات أخرى بالمقابل لم تظهر أی فروق عائدة إلى النوع Hilt et al., 2008, Heath et al.,) 2008, Kharsati & Bhola, 2015). وتوصلت دراسات أخرى إلى أنه رغم زیادة النسبة لدى الإناث إلا أن الذکور یتورطون فی أشکال أکثر استدامة وشدة من إیذاء الذات، فـما نسبته (14.7%) من الذکور مقابل (6.2%) من الإناث آذوا أنفسهم أکثر من (20) مرة خلال عام واحد  Mohl & Skandsen, 2012)).

وعلى صعید آخر، لم یظهر أن هناک فروقًا فی إیذاء الذات غیر الانتحاری عائدة إلى العرق (Laye-Gindhu & Schonert-Reichl, 2005, Hilt et al., 2008a )، بعکس النمط العائلی من حیث فقد أحد الوالدین بالوفاة الذی عدّ من عوامل الخطورة فی تاریخ إیذاء الذات لتأثیره فی التماسک الأسری (Bylund Grenklo et al., 2014). کما تبین أن الممارسین لإیذاء الذات ینحدرون من عائلة وحیدة الوالد، أو مع والد لدیه إعاقة أو مرض ممیت ((Laye-Gindhu & Schonert-Reichl, 2005.

وتتنوع أشکال إیذاء الذات غیر الانتحاری، ومنها على سبیل المثال لا الحصر إحداث قطع وتشویه فی أجزاء الجسم، وتناول مواد وسوائل حارقة، ومنع شفاء الجروح، وإحداث الحروق. وعلى الرغم من أن أکثر الممارسین لإیذاء الذات یستخدمون طرقًا متعددة (Bechthold & Nuttgens, 2014, Kharsati &  Bhola, 2015)  إلا أنأن أکثر الطرق شیوعًا هی القطع والخدش ونحت الکلمات والرموز على الجلد وضرب وتسدید اللکمات للجسد Brown, 2008, Nixon, Cloutier & Jansson, 2008)).

ومن ثمّ وجدت الدراسات أن هناک فروقًا بین الجنسین فی تفضیل طرق بعینها لممارسة سلوک إیذاء الذات. فمن المراجعة الشاملة التی أجراها (Bresin & Schoenleber, 2015)  لـ (116) دراسة منشورة فی (12) قاعدة بیانات، توصلا إلى نتیجة مفادها أن الإناث أکثر من الذکور بدلالة إحصائیة فی استخدام طرق القطع والخدش والقرص وسحب الشعر ومنع شفاء الجروح، بینما الذکور أکثر استخدامًا للطرق التی تشتمل على الحرق والضرب. کما توصلت هذه المراجعة إلى أن الإناث أکثر میلاً من الذکور لاستخدام الطرق التی تتضمن (رؤیة الدم) مثل القطع والخدش.

وفیما یختص بالفروق بین الجنسین فی مناطق الجسم الأکثر تعرضًا لحوادث إیذاء الذات، فقد تبین أن الإناث أکثر میلاً لإصابة منطقتی الذراعین والساقین، فی حین أن الذکور أکثر میلاً لإصابة مناطق الوجه والصدر والأعضاء التناسلیة (Sornberger et al., 2012).

إضافة إلى ماسبق، فإن تکرار حوادث إیذاء الذات جانب استرعى انتباه الباحثین لأنه یلقى الضوء على طبیعة تاریخ إیذاء الذات من ناحیة الشدة. وقد وجد (Heath et al.,2008) أن (23.6%) من الممارسین لإیذاء الذات فعلوا ذلک مرة واحدة، وأن (40.3%) کرروا ذلک مابین مرتین إلى أربع مرات، وأن (16.7%) کرروا ذلک ما بین (11-50 مرة)، وأن (2.8%) فقط کرروا ذلک أکثر من (50 مرة). بالمقابل وجد (Laye-Gindhu & Schonert-Reichl, 2005) أن (52%) من الممارسین لإیذاء الذات فعلوا ذلک مابین مرتین وعشر مرات، وأن (12%) کرروا ذلک مابین ( 20-11 مرة) وأن  (12%) کرروا ذلک أکثر من (20 مرة).

تأسیسًا على ما تقدم جمیعه، تتحدد مشکلة البحث فی الأسئلة العشرة التالیة:

  1. ما نسبة انتشار تاریخ إیذاء الذات غیر الانتحاری بین طلاب الجامعة السعودیین؟
  2. هل تختلف نسبة انتشار تاریخ إیذاء الذات غیر الانتحاری بین طلاب الجامعة السعودیین وفقًا لاختلاف النوع (أنثى/ذکر)؟
  3. هل تختلف نسبة انتشار تاریخ إیذاء الذات غیر الانتحاری بین طلاب الجامعة السعودیین وفقًا لاختلاف نمط العیش (العیش بشکل مستقل/ العیش مع أحد الوالدین بسبب الطلاق أو الانفصال/ العیش مع أحد الوالدین بسبب وفاة الآخر/ العیش مع کلا الوالدین)؟
  4. ما أشکال إیذاء الذات غیر الانتحاری الأکثر شیوعًا بین طلاب الجامعة السعودیین؟
  5. هل تختلف أشکال إیذاء الذات غیر الانتحاری الأکثر شیوعًا بین طلاب الجامعة السعودیین وفقًا لاختلاف النوع (أنثى/ذکر)؟
  6. ما دافعیة إیذاء الذات غیر الانتحاری بین طلاب الجامعة السعودیین؟ 
  7. هل تختلف دافعیة إیذاء الذات غیر الانتحاری الأکثر شیوعُا بین طلاب الجامعة السعودیین وفقًا لاختلاف النوع (أنثى/ذکر)؟
  8. ما تکرار حدوث إیذاء الذات غیر الانتحاری بین طلاب الجامعة السعودیین؟ 
  9. فی أی عمر یبدأ تاریخ إیذاء الذات غیر الانتحاری بین طلاب الجامعة السعودیین؟

10. ما مناطق الجسم الأکثر تعرضًا لإیذاء الذات غیر الانتحاری بین طلاب الجامعة السعودیین؟

أهداف البحث:

 یهدف البحث الحالی إلى التعرّف على:

  1. نسبة انتشار تاریخ إیذاء الذات غیر الانتحاری بین طلاب الجامعة السعودیین.
  2. نسبة انتشار تاریخ إیذاء الذات غیر الانتحاری بین طلاب الجامعة السعودیین وفقًا لاختلاف النوع (أنثى/ذکر).
  3. نسبة انتشار تاریخ إیذاء الذات غیر الانتحاری بین طلاب الجامعة السعودیین وفقًا لاختلاف نمط العیش (العیش بشکل مستقل/ العیش مع أحد الوالدین بسبب الطلاق أو الانفصال/ العیش مع أحد الوالدین بسبب وفاة الآخر/ العیش مع کلا الوالدین).
  4. أشکال إیذاء الذات غیر الانتحاری الأکثر شیوعًا بین طلاب الجامعة السعودیین.
  5. أشکال إیذاء غیر الانتحاری الأکثر شیوعًا بین طلاب الجامعة السعودیین وفقًا لاختلاف النوع (أنثى/ذکر).
  6. دافعیة إیذاء الذات غیر الانتحاری بین طلاب الجامعة السعودیین.
  7. دافعیة إیذاء الذات غیر الانتحاری الأکثر شیوعُا بین طلاب الجامعة السعودیین وفقًا لاختلاف النوع (أنثى/ذکر).
  8. تکرار حدوث إیذاء الذات غیر الانتحاری بین طلاب الجامعة السعودیین.
  9. العمر الذی یبدأ فیه تاریخ إیذاء الذات غیر الانتحاری بین طلاب الجامعة السعودیین.
  10. 10.  مناطق الجسم الأکثر تعرضًا لإیذاء الذات غیر الانتحاری بین طلاب الجامعة السعودیین.

أهمیة البحث:

اکتسب البحث أهمیته من کونه طرق مشکلة جدیدة، ذات حساسیة عالیة، ولم تعثر الباحثة الحالیة -حسب اطلاعها- على دراسات عربیة تناولت إیذاء الذات المتعمد غیر الانتحاری. کما استمد البحث أهمیته من أهمیة العینة الممثلة فی الطلاب الجامعیین، فهذه المشکلة تعتری الأفراد فی مرحلة نمائیة مبکرة، هی مرحلة الشباب التی تُعدّ أساس بناء المجتمعات. وشریحة الشباب فی السعودیة تمثل (58.5%) من السکان السعودیین، بإجمالی ملیونی نسمة للشباب الذین تتراوح أعمارهم مابین (24-15) عامًا، و (11.74) ملیون نسمة لمن تقل أعمارهم عن (30) عامًا (الهیئة العامة للإحصاء، 2016).

کما نبعت أهمیة البحث من اعتماده فی جمع البیانات على أداة بحثیة موثوقة، هی قائمة (BNSSI-AT) التی تعدّ جزءًا من ضمن برنامج جامعة کورنیل البحثی عن إیذاء الذات والتعافی The Cornell Research Program on Self-Injury and، قامت الباحثة بتقدیمها للبیئة البحثیة العربیة بعد ترجمتها، وحساب ثباتها وصدقها.

مصطلحات البحث:

إیذاء الذاتغیر الانتحاری Nonsuicidal Self‐Harm:

سلوک متعمد مباشر یحدث إصابة ذاتیة جسدیة، تتراوح من البسیطة إلى المتوسطة، ویتم بدون نیة انتحاریة، ویحدث فی غیاب للذهان والاعاقات العقلیة العضویة ( .(Mangnall, 2008

 

 

تاریخ إیذاء الذات غیر الانتحاری History of Nonsuicidal Self‐Harm:

تُعرّف به الباحثة أنه أی سلوک متعمد غیر انتحاری تم فی الماضی البعید، أو الماضی القریب، أو یتم فی الوقت الحاضر، لإحداث جروح أو نزف أو حروق أو تمزق أو کدمات أو کسور وإصابات عامة فی الجسد.

 وتُعرّف به الباحثة إجرائیًا أنه: مجموع التکرار والنسبة المئویة لجمیع من لهم تاریخ فی إیذاء الذات غیر الانتحاری، کما تکشف عنها الاستجابات على السؤال الأول من قائمة (BNSSI-AT) المستخدمة فی هذا البحث.

الدافعیة :Motivation

هی "العوامل الکامنة خلف السلوک" (Guay et al., 2010). وهی "الحافز المحرّک للقیام، أو عدم القیام، بفعل ما" (Broussard & Garrison, 2004) .

وتُعرّف بها الباحثة إجرائیًا أنها: مجموع عوامل التعزیز الانفعالی Emotional Reinforcement والتعزیز الاجتماعی Social Reinforcement المحرّکة لسلوک إیذاء الذات، کما تکشف عنها الاستجابات على السؤال الثانی من قائمة (BNSSI-AT) المستخدمة فی هذا البحث.

 

فروق النوع :Gender Differences 

النوع (الجندر) هو أدوار النساء والرجال التی تشکلها الثقافة والظروف والتوقعات الاجتماعیة، ولیس الاختلاف البیولوجی (مسرد مفاهیم ومصطلحات النوع الاجتماعی، 2006).

وتُعرّف الباحثة بفروق النوع إجرائیًا أنها: الفروق بین الطلاب والطالبات ممن لهم تاریخ فی إیذاء الذات، من حیث: نسبة الانتشار، وأشکال إیذاء الذات، ودافعیة إیذاء الذات (التعزیز الانفعالی والاجتماعی)، کما تکشف عنها نتائج الأسئلة الثانی والخامس والسابع، من البحث الحالی.

حدود البحث:

تحدد البحث مکانیًا بثلاث جامعات سعودیة فی مدینتی الریاض وجدة هی: "جامعة الأمیرة نورة بنت عبدالرحمن" و"جامعة الملک سعود" و"جامعة الملک عبدالعزیز". وتحدد البحث زمانیًا بفترة تطبیق القائمة الواقعة بین 4/فبرایر/2018 وحتى 19/ أبریل/2018. کما تحدد البحث بشریًا بالعینة التی أتیحت للباحثة من طلاب الجامعة السعودیین من کلا الجنسین. وأخیرًا یتحدد البحث بقائمة (BNSSI-AT) المستخدمة، وبالمتغیرات موضع الدراسة.

منهج البحث:

أخذت الباحثة بالمنهج الوصفی المسحی، الذی یُعدّ أکثر المناهج اتساقًا مع مشکلة البحث وأهدافه.

مجتمع البحث:

تشکل المجتمع الأصلی للبحث من جمیع طلاب الجامعة السعودیین من الجنسین، الدارسین فی داخل المملکة العربیة السعودیة، من کافة التخصصات والمستویات الأکادیمیة، خلال الفصل الدراسی الثانی من العام الدراسی 1438/1439ه الذی یوافق الفترة الممتدة مابین 21/ینایر/2018 وحتى 14/ مایو/ 2018.

عینة البحث:

تکونت العینة النهائیة من (612) طالب وطالبة من ثلاث جامعات سعودیة فی مدینتی الریاض وجدة. وکان عدد الطالبات من إجمالی العینة (432)، وعدد الطلاب (180). وبلغ عدد الدارسین فی تخصصات العلوم التطبیقیة من إجمالی العینة (257)، بینما عدد الدارسین فی تخصصات العلوم النظریة والإنسانیة (355).

وجاء القسم الأکبر من إجمالی العینة من "جامعة الأمیرة نورة بنت عبدالرحمن" بواقع (298)، تلتها "جامعة الملک سعود" (188)، ومن ثم "جامعة الملک عبدالعزیز" (126).

 أجاب أفراد العینة على قائمة (BNSSI-AT) من خلال رابط إلکترونی فی سریة وخصوصیة کاملة. وهذه العینة تمثل جمیع من قبل الاستجابة على کامل بنود القائمة، إذ بلغ عدد من بدأوا فی الاستجابة ثم لم یکملوها وبالتالی لم یحسبوا فی عداد العینة (1843) طالبة وطالب. وبما ان القائمة مختصرة وسلسلة، والإجابة عنها لاتأخذ أکثر من (7) دقائق، فالباحثة تُرجح أن العزوف سببه الطبیعة الخاصة للأسئلة. وعلمت الباحثة إما بالملاحظات الشفاهیة وجهًا لوجه، أو من خلال رسائل البرید الإلکترونی، أو من ملاحظات بعض زملائها الأکادیمیین ممن تعاونوا على حثّ طلبتهم على الاستجابة، أن کثیرًا من المستهدفین من البحث اعتبروا القائمة (شخصیة وحساسة) ولم یرغبوا بالتالی فی التعاون أو لم یستمروا فیه.

أداة البحث:

The Brief Non-Suicidal Self-Injury Assessment Tool (BNSSI-AT)

تم إعداد قائمة (BNSSI-AT) من قبل (Whitlock & Purington, 2013) Recovery. تتشکل الأداة من (6) أسئلة رئیسة، استخدمتها الباحثة جمیعًا، واستثنت الأخیر الذی لایرتبط بأی من أسئلة البحث الحالی. السؤال (الأول) یتناول أشکال إیذاء الذات غیر الانتحاری. و(الثانی) یتناول دافعیة إیذاء الذات غیر الانتحاری، و(الثالث) یتعلق بمدى تکرار السلوک. و(الرابع) یسأل عن العمر الذی تم فیه السلوک للمرة الأولى. و(الخامس) یتعلق بمناطق الجسم التی یتعمد الفرد أن تکون هدفًا للإیذاء الذاتی.

یتضمن السؤال الأول الاختیار من بین (16) شکلاً من أشکال إیذاء الذات، کإحداث القطع أو الکسر أو الحرق فی بعض مناطق الجسم، أو نحت الکلمات والرموز على الجلد، أو سکب المواد الکاویة علیه، أو ابتلاع المواد الحادة. وإن اختار المستجیب فقرة (لم أتسبب مطلقًا فی إصابة نفسی متعمدًا بأی من هذه الطرق)، فتنتهی القائمة بالنسبة له عند هذا الحد، ولا ینتقل إلى الأسئلة الأربعة المتبقیة، إذ لایعدّ حینها فی عداد الفئة التی لها تاریخًا فی إیذاء الذات غیر الانتحاری. ویتضمن السؤال (الثانی) الاختیار من بین (14) دافعًا للسلوک، تتوزع مابین بُعد التعزیز الانفعالی المشتمل على (11) دافع، وبُعد التعزیز الاجتماعی المشتمل على (3) دوافع.  کما یشتمل هذا السؤال على فقرتین مخصصتین لتمییز ذوی السلوک الانتحاری، وهی الفئة التی تمارس السلوک مع وجود النیة والعزم لارتکاب الانتحار أو التدرب علیه، مما یخرجها من فئة إیذاء الذات (غیر الانتحاری) ویدخلها ضمن فئة أخرى مختلفة تمامًا، وغیر مشمولة فی نطاق البحث الحالی، وهی ذوی إیذاء الذات (الانتحاری).  

 قامت الباحثة الحالیة بترجمة القائمة إلى اللغة العربیة، وأجمع أغلبیة المحکمین على تعدیلین طفیفین أخذت بهما الباحثة لوجاهتهما: التعدیل الأول، تضمن تحویل السؤال (الرابع) الذی یتطرق إلى العمر الذی تم فیه إیذاء الذات للمرة الأولى، إلى الشکل السائد فی أسئلة القائمة وهو (الاختیار من بین بدائل)، بدلاً من ترکه سؤالاً مفتوحًا یجیب عنه المفحوص کتابة، کما جاء فی النسخة الأصلیة من القائمة. وبهذا التعدیل أصبح السؤال یشتمل على (5) بدائل تمثل فئات العمر، وتتدرج من (حین کان العمر أقل من خمس سنوات) وصولاً إلى (حین کان العمر من (20) سنة ومافوق).  أما التعدیل الآخر الذی أخذت به الباحثة الحالیة، فکان متعلقًا بالسؤال (الخامس)، وتمثل فی دمج بعض مناطق الجسم المتقاربة أو المشمولة فی جهاز أو منطقة واحدة، مع بعضها الآخر. فعلى سبیل المثال، بدلاً من إفراد الرأس والعنق فی فقرتین منفصلتین فی النسخة الأصلیة، أصبحتا فی النسخة السعودیة فقرة واحدة (الرأس أو العنق)، وبدلا من إفراد المعصمین والیدین والذراعین والأصابع فی فقرات منفصلة فی النسخة الأصلیة، أصبحت فقرة واحدة فی النسخة السعودیة هی (المعصمان أو الیدان أو الذراعان أو الأصابع)، وهکذا.

قامت الباحثة الحالیة بحساب معاملات الصدق والثبات لقائمة (BNSSI-AT)، من خلال تطبیقها على عینة استطلاعیة قوامها (150) طالب وطالبة سعودی یدرسون فی الجامعات المحلیة: (127) طالبة و (23) طالًبًا، منهم (100) من العادیین، و(50) من ذوی إیذاء الذات غیر الانتحاری. فکانت نتائج صدق قائمة (BNSSI-AT) وثباتها على النحو التالی: 

صدق قائمة (BNSSI-AT):

 تم حساب صدق أسئلة قائمة (BNSSI-AT) عن طریق حساب معاملات الارتباط بین درجات السؤال والدرجات الکلیة للقائمة فی حالة حذف درجة السؤال من الدرجة الکلیة للقائمة باعتبار أن بقیة أسئلة القائمة محکًا للسؤال.

ثبات قائمة (BNSSI-AT):

  1. تم حساب ثبات عبارات قائمة (BNSSI-AT) بطریقتین هما: (أ) حساب معامل Alpha-Cronbach للقائمة (بعدد أسئلة القائمة) وفی کل مرة یتم حذف درجات أحد الأسئلة من الدرجة الکلیة للقائمة.   (ب) حساب معاملات ارتباط Person بین درجات العبارة والدرجة الکلیة للقائمة.
  2. تم حساب الثبات الکلی لقائمة (BNSSI-AT): بطریقتین هما: (أ) عن طریق معامل Alpha-Cronbach. (ب) عن طریق معامل الثبات بطریقة التجزئة النصفیة لـ Spearman-Brown.

 وجدول (1) یوضح معاملات صدق وثبات قائمة (BNSSI-AT):

جدول (1): معاملات صدق وثبات قائمة (BNSSI-AT) لدى طلاب الجامعة السعودیین (ن=150)

السؤال

معامل Alpha-Cronbach

الاتساق الداخلی

معامل الارتباط بالدرجة الکلیة (2)

1

0.740

0.75**

0.68**

2

0.706

0.83**

0.76**

3

0.667

0.92**

0.88**

4

0.732

0.80**

0.74**

5

0.776

0.89**

0.63**

معامل Alpha-Cronbach للقائمة ککل (5 أسئلة) = 0.776

معامل الثبات بطریقة التجزئة النصفیة لـ Spearman-Brown للقائمة ککل (5 أسئلة) = 0.888

الاتساق الداخلی= معامل الارتباط بالدرجة الکلیة للقائمة فی حالة وجود درجة السؤال

معامل الارتباط بالدرجة الکلیة (2) = معامل الارتباط بالدرجة الکلیة للقائمة فی حالة حذف درجة السؤال

** دال عند مستوى (0.01)

 

یتضح من جدول (1):

  • إن جمیع معاملات الارتباط بین درجة کل سؤال والدرجة الکلیة للقائمة (فی حالة حذف درجة السؤال من الدرجة الکلیة للقائمة) دالة إحصائیًا عند مستوى (0.01) مما یشیر إلى صدق جمیع أسئلة قائمة (BNSSI-AT).
  • إن معامل Alpha-Cronbach لقائمة (BNSSI-AT) فی حالة حذف کل سؤال من أسئلتها أقل من أو یساوی معامل Alpha-Cronbach العام للقائمة فی حالة وجود جمیع الأسئلة، أی أن تدخل أی سؤال لا یؤدی إلى انخفاض معامل الثبات الکلی للقائمة، وأن استبعاده یؤدی إلى خفض هذا المعامل. وهذا یشیر إلى أن کل سؤال من أسئلة القائمة یسهم بدرجة معقولة فی الثبات الکلی للقائمة.
  • إن جمیع معاملات الارتباط بین درجة کل سؤال والدرجة الکلیة للقائمة (فی حالة وجود درجة السؤال فی الدرجة الکلیة للقائمة) دالة إحصائیًا عند مستوى (0.01) مما یشیر إلى الاتساق الداخلی وثبات جمیع أسئلة قائمة (BNSSI-AT).
  • إن الثبات الکلی لقائمة (BNSSI-AT) بطریقتی: Alpha-Cronbach، Spearman-Brown مرتفع مما یدل على الثبات الکلی لقائمة (BNSSI-AT).

من الإجراءات السابقة، تأکد للباحثة صدق وثبات قائمة (BNSSI-AT)، وصلاحیتها لقیاس سلوک ایذاء الذات المتعمد غیر الانتحاری لدى طلاب وطالبات الجامعة السعودیین.


الأسالیب الإحصائیة:

تم استخدام الأسالیب الإحصائیة التالیة للإجابة عن أسئلة البحث: التکرارات، والنسب المئویة، والمتوسطات الحسابیة، واختبار (مربع کای) Chi-square، واختبار (ت) للعینتین المستقلتین.

نتائج البحث:

السؤال الأول:

للإجابة عن السؤال الأول ونصه: "ما نسبة انتشار تاریخ إیذاء الذات غیر الانتحاری بین طلاب الجامعة السعودیین"؟  تم استخدام التکرارات والنسب المئویة، فکانت النتائج کما فی جدول (2):

جدول (2): التکرارات والنسب المئویة لحساب انتشار تاریخ إیذاء الذات غیر الانتحاری بین طلاب الجامعة السعودیین (ن = 612)

الفئة

التکرار

النسبة المئویة

لیس لهم تاریخ فی إیذاء الذات غیر الانتحاری

482

78.76 %

لهم تاریخ فی إیذاء الذات غیر الانتحاری

130

21.24 %

المجموع

612

100 %

 

یتضح من جدول (2):

إن نسبة انتشار تاریخ إیذاء الذات غیر الانتحاری بین طلاب الجامعة السعودیین بلغت (21.24%)   إذ کان عدد الذین کشفوا عن تاریخ فی إیذاء الذات غیر الانتحاری (130) من إجمالی حجم العینة البالغة (612) طالب وطالبة.


السؤال الثانی:

للإجابة عن السؤال الثانی ونصه: "هل تختلف نسبة انتشار تاریخ إیذاء الذات غیر الانتحاری بین طلاب الجامعة السعودیین وفقًا لاختلاف النوع (أنثى/ذکر)"؟ تم استخدام اختبار (مربع کای)، فکانت النتائج کما فی جدول (3):

جدول (3): نتائج اختبار (مربع کای) لدراسة الفروق بین تکرارات أو نسب انتشار تاریخ إیذاء الذات غیر الانتحاری بین طلاب الجامعة السعودیین وفقًا لاختلاف النوع (أنثى/ذکر) (ن = 130)

السلوک

النوع

التکرار

النسبة المئویة

مربع کای

مستوى الدلالة

إیذاء الذات غیر الانتحاری

ذکور

32

24.62 %

33.51

0.01

إناث

98

75.38 %

یتضح من جدول (3):

وجود فرق دالّ إحصائیًا (عند مستوى 0.01) بین تکرارات أو نسب انتشار تاریخ إیذاء الذات غیر الانتحاری بین طلاب الجامعة السعودیین، وفقًا لاختلاف النوع (أنثى/ذکر)، لصالح نسبة الانتشار لدى الإناث.

السؤال الثالث:

للإجابة عن السؤال الثالث ونصه: "هل تختلف نسبة انتشار تاریخ إیذاء الذات غیر الانتحاری بین طلاب الجامعة السعودیین وفقًا لاختلاف نمط العیش (العیش بشکل مستقل/ العیش مع أحد الوالدین بسبب الطلاق أو الانفصال/ العیش مع أحد الوالدین بسبب وفاة الآخر/ العیش مع کلا الوالدین)"؟ تم استخدام اختبار (مربع کای)، فکانت النتائج کما فی جدول (4):

جدول (4): نتائج اختبار (مربع کای) لدراسة الفروق بین تکرارات ونسب انتشار تاریخ إیذاء الذات غیر الانتحاری بین طلاب الجامعة السعودیین وفقًا لاختلاف نمط العیش (ن = 130)

السلوک

نمط العیش

التکرار

النسبة المئویة

مربع کای

مستوى الدلالة

إیذاء الذات غیر الانتحاری

العیش بشکل مستقل

14

10.77 %

113.14

0.01

مع أحد الوالدین بسبب الطلاق أو الانفصال

15

11.54 %

مع أحد الوالدین بسبب وفاة الآخر

16

12.31 %

مع کلا الوالدین

85

65.38 %

یتضح من جدول (4):

وجود فرق دالّ إحصائیًا (عند مستوى 0.01) بین تکرارات أو نسب انتشار تاریخ إیذاء الذات غیر الانتحاری بین طلاب الجامعة السعودیین وفقًا لنمط العیش، لصالح نسبة الانتشار لدى (الذین یعیشون مع کلا الوالدین).

السؤالان الرابع والخامس:

للإجابة عن السؤالین الرابع ونصه: "ما أشکال إیذاء الذات غیر الانتحاری الأکثر شیوعًا بین طلاب الجامعة السعودیین؟، والخامس ونصه: "هل تختلف أشکال إیذاء غیر الانتحاری الأکثر شیوعًا بین طلاب الجامعة السعودیین وفقًا لاختلاف النوع (أنثى/ذکر)"؟، تم استخدام التکرارت والنسب المئویة واختبار (مربع کای)، فکانت النتائج کما فی جدول (5):

جدول (5): التکرارت والنسب المئویة لأشکال إیذاء الذات غیر الانتحاری، ونتائج اختبار (مربع کای) لدراسة الفروق بین تکرارات أشکال إیذاء الذات غیر الانتحاری وفقًا لاختلاف النوع (أنثى/ذکر) (ن = 130)

م

أشکال إیذاء الذات غیر الانتحاری

 

الاستجابة

التکرار

النسبة

ذکور

إناث

مربع کای

التکرار

النسبة

التکرار

النسبة

1

الخدش أو القرص باستخدام أظافر الیدین أو أشیاء أخرى إلى حد حدوث نزیف أو بقاء علامات على الجلد

نعم

84

64.6

16

19.0

68

81.0

32.2**

لا

46

35.4

         

2

إحداث قطع فی المعصمین أو الساقین أو الجذع أو مناطق أخرى من الجسم.

نعم

21

16.2

9

42.9

12

57.1

0.4

لا

109

83.8

       

غیر دالة

3

سکب أحماض حارقة على الجلد

نعم

1

0.8

1

100.0

0

0.0

1.0

لا

129

99.2

       

غیر دالة

4

نحت الکلمات أو الرموز على الجلد

نعم

44

33.8

12

27.3

32

72.7

9.1**

لا

86

66.2

         

5

ابتلاع مواد کاویة أو سوائل تنظیف أو أداة حادة کالدبابیس .. الخ

نعم

4

3.1

0

0.0

4

100.0

4.0*

لا

126

96.9

         

6

العض إلى درجة حدوث نزیف أو بقاء علامات على الجلد

نعم

40

30.8

8

20.0

32

80.0

14.4**

لا

90

69.2

         

7

محاولة کسر أحد العظام

نعم

11

8.5

1

9.1

10

90.9

7.4**

لا

119

91.5

         

8

إحداث کسر فعلی فی أحد العظام

نعم

1

0.8

0

0.0

1

100.0

1.0

لا

129

99.2

       

غیر دالة

9

إحداث تمزق فی الجلد

نعم

38

29.2

10

26.3

28

73.7

8.5**

لا

92

70.8

         

10

حرق المعصمین أو الیدین أو الذراعین أو الساقین أو الجذع أو مناطق أخرى من الجسم

نعم

4

3.1

2

50.0

2

50.0

0.0

لا

126

96.9

       

غیر دالة

11

فرک الزجاج فی الجلد أو غرس الأشیاء الحادة کالإبر أو الدبابیس تحت الجلد (لایشمل ذلک الوشم (التاتو) أو إحداث ثقوب لوضع زمام وحلق للإناث)، أو استخدام الإبر الطبیة لأغراض علاجیة

نعم

22

16.9

3

13.6

19

86.4

11.6**

لا

108

83.1

         

12

خبط أو تسدید لکمات للأشیاء إلى درجة حدوث نزیف أو کدمات

نعم

28

21.5

12

42.9

16

57.1

0.6

لا

102

78.5

       

غیر دالة

13

خبط أو تسدید لکمات للجسم إلى درجة حدوث نزیف أو کدمات

نعم

15

11.5

5

33.3

10

66.7

1.7

لا

115

88.5

       

غیر دالة

14

منع شفاء الجروح عمدا

نعم

29

22.3

1

3.4

28

96.6

25.1**

لا

101

77.7

         

15

المشارکة فی المضاربات أو غیرها من الأنشطة العدوانیة بهدف التعرض للأذى

نعم

11

8.5

5

45.5

6

54.5

0.1

لا

119

91.5

       

غیر دالة

16

سحب الشعر أو الرموش أو الحواجب بهدف إیذاء النفس

نعم

28

21.5

4

14.3

24

85.7

14.3**

لا

102

78.5

         

یتضح من جدول (5):

  • إن شکل إیذاء الذات غیر الانتحاری الأکثر شیوعًا الذی احتل المرتبة الأولى هو: (الخدش أو القرص باستخدام أظافر الیدین أو أشیاء أخرى إلى درجة النزیف أو العلامات على الجلد) إذ بلغت نسبة شیوعه (64.6%). واحتل المرتبة الثانیة (نحت الکلمات أو الرموز على الجلد) بنسبة (33.8%)، وفی المرتبة الثالثة جاء (العض إلى درجة النزیف أو العلامات على الجلد) بنسبة قدرها (30.8%).
  • إن شکلا إیذاء الذات غیر الانتحاری اللذان احتلا المرتبتین الرابعة والخامسة هما (إحداث تمزق فی الجلد)، (منع شفاء الجروح عمدا) بنسبتی شیوع بلغتا: (29.2%)، (22.3%) على التوالی.
  • إن شکلا إیذاء الذات غیر الانتحاری اللذان احتلا معًا المرتبة السادسة هما (خبط أو تسدید اللکمات للأشیاء إلى درجة النزیف أو الکدمات)، (سحب الشعر أو الرموش أو الحواجب بهدف إیذاء النفس) بنسبة شیوع متماثلة بلغت (21.5%).
  • إن أشکال إیذاء الذات غیر الانتحاری التی احتلت المراتب السابعة والثامنة والتاسعة هی: (فرک الزجاج فی الجلد أو غرس الأشیاء الحادة کالإبر أو الدبابیس تحت الجلد)، (إحداث قطع فی المعصمین أو الساقین أو الجذع أو مناطق أخرى من الجسم)، (خبط أو تسدید اللکمات للجسم إلى درجة النزیف أو الکدمات)، بنسب شیوع بلغت: (16.9%)، (16.2%)، (11.5%) على التوالی.
  • إن شکلا إیذاء الذات غیر الانتحاری اللذان احتلا معًا المرتبة العاشرة هما (محاولة کسر أحد العظام) و (المشارکة فی المضاربات أو غیرها من الأنشطة العدوانیة بهدف التعرض للأذى) بنسبة شیوع متماثلة بلغت (8.5%).
  • إن شکلا إیذاء الذات غیر الانتحاری اللذان احتلا معًا المرتبة الحادیة عشرة هما (ابتلاع مواد کاویة أو سوائل تنظیف أو أداة حادة کالدبابیس) و (حرق المعصمین أو الیدین أو الذراعین أو الساقین أو الجذع أو مناطق أخرى من الجسم) بنسبة شیوع متماثلة بلغت (3.1%).
  • إن شکلا إیذاء الذات غیر الانتحاری اللذان احتلا معا المرتبة الثانیة عشرة والأخیرة هما: (إحداث کسر فعلی فی أحد العظام)، (سکب أحماض حارقة على الجلد) بنسبة مئویة متماثلة بلغت: (0.8%) إذ لم یختر هذین الشکلین سوى طالب واحد من العینة.
  • وجود فرق دالّ إحصائیًا (عند مستوى 0.01) بین الذکور والإناث فی نسب شیوع أشکال إیذاء الذات غیر الانتحاری التالیة: (الخدش أو القرص باستخدام أظافر الیدین أو أشیاء أخرى إلى درجة النزیف أو العلامات على الجلد، نحت الکلمات أو الرموز على الجلد، ابتلاع مواد کاویة أو سوائل تنظیف أو أداة حادة کالدبابیس، العض إلى درجة النزیف أو العلامات على الجلد، محاولة کسر أحد العظام، إحداث تمزق فی الجلد، فرک الزجاج فی الجلد أو غرس الأشیاء الحادة کالإبر أو الدبابیس تحت الجلد، منع شفاء الجروح عمدا، سحب الشعر أو الرموش أو الحواجب بهدف إیذاء النفس) وذلک لصالح تکرارات أو نسب الإناث فی جمیع الحالات. وهذا یشیر إلى أن هذه الأشکال من إیذاء الذات غیر الانتحاری أکثر شیوعًا لدى الطالبات مقارنة بنسبة انتشارها لدى الطلاب.
  • عدم وجود فرق دالّ إحصائیًا بین الذکور والإناث فی نسب شیوع أشکال إیذاء الذات غیر الانتحاری التالیة: (إحداث قطع فی المعصمین أو الساقین أو الجذع أو مناطق أخرى من الجسم، سکب أحماض حارقة على الجلد، إحداث کسر فی أحد العظام، حرق المعصمین أو الیدین أو الذراعین أو الساقین أو الجذع أو مناطق أخرى من الجسم، خبط أو تسدید لکمات للأشیاء إلى درجة النزیف أو الکدمات، خبط أو تسدید لکمات للجسم إلى درجة النزیف أو ال کدمات، المشارکة فی المضاربات أو غیرها من الأنشطة العدوانیة بهدف التعرض للأذى). وهذا یشیر إلى أن هذه الأشکال من إیذاء الذات غیر الانتحاری متقاربة فی درجة شیوعها لدى الطالبات والطلاب.

السؤال السادس:

للإجابة عن السؤال السادس ونصه: "ما دافعیة إیذاء الذات غیر الانتحاری بین طلاب الجامعة السعودیین"؟ تم استخدام المتوسطات الحسابیة، فکانت النتائج کما فی جدول (6):

جدول (6): المتوسطات الحسابیة لدافعیة إیذاء الذات غیر الانتحاری (ن = 130)

م

دافعیة إیذاء الذات غیر الانتحاری

المتوسط

المدى الذی یقع فیه المتوسط

1

 للحصول على مشاعر جدیدة أو مشاعر استرخاء.

1.58

لا أتفق أبدا

2

 کعقاب ذاتی أو تکفیر عن الذنوب.

1.90

لا أتفق إلى حد ما

3

 للحصول على الاندفاع أو زیادة الطاقة (النشاط).

1.56

لا أتفق أبدا

4

 للتعامل مع الإحباط أو مشاعر الغضب.

2.85

أتفق إلى حد ما

5

 للتعامل مع القلق أو الاکتئاب.

2.59

أتفق إلى حد ما

6

 للسیطرة على الذات أو الحیاة الشخصیة.

1.78

لا أتفق إلى حد ما

7

 لتجنب الانتحار.

1.41

لا أتفق أبدا

8

 للشعور بالإلحاح، أی الرغبة لفعل السلوک، وعدم القدرة على إیقافها.

1.85

لا أتفق إلى حد ما

9

 لتخفیف مشاعر الضغط أو الإجهاد.

2.39

لا أتفق إلى حد ما

10

 لتغییر أو تبدیل الألم النفسی إلى ألم جسدی.

2.16

لا أتفق إلى حد ما

11

 بسبب کراهیة النفس.

1.67

لا أتفق إلى حد ما

 

 التعزیز الانفعالی

1.98

لا أتفق إلى حد ما

12

 لوجود صدیق أو أصدقاء یفعلون ذلک.

1.48

لا أتفق أبدا

13

 على أمل أن یلاحظ أحدهم أن هناک شیئا خاطئا، أو لجذب    

 الاهتمام.

1.98

لا أتفق إلى حد ما

14

 لإحداث صدمة أو إیذاء لشخص ما.

1.48

لا أتفق أبدا

 

 التعزیز الاجتماعی

1.65

لا أتفق إلى حد ما

 

 یتضح من جدول(6):

  • إن دافع إیذاء الذات غیر الانتحاری المتعلق ببُعد (التعزیز الانفعالی) الذی احتل المرتبة الأولى هو: (للتعامل مع الإحباط أو مشاعر الغضب) إذ بلغ متوسط هذا الدافع (2.85) وهو متوسط یقع فی مدى الاستجابة (أتفق إلى حد ما)([1]) الذی یمتد (من 2.40 لأقل من 3.20). واحتل المرتبة الثانیة الدافع (للتعامل مع القلق أو الاکتئاب) بمتوسط (2.59) الذی یقع أیضًا فی مدى الاستجابة (أتفق إلى حد ما)، الأمر الذی یشیر إلى أن العینة تتفق إلى حد ما على أن أهم دوافعها لإیذاء الذات غیر الانتحاری یتمثل فی دافعی (للتعامل مع الإحباط أو مشاعر الغضب)، (للتعامل مع القلق أو الاکتئاب).
  • إن دوافع إیذاء الذات غیر الانتحاری المتعلقة ببُعد (التعزیز الانفعالی) التی احتلت المراتب من الثالثة إلى الثامنة هی: (لتخفیف مشاعر الضغط أو الإجهاد)، (لتغییر أو تبدیل الألم النفسی إلى ألم جسدی)، (کعقاب ذاتی أو تکفیر عن الذنوب)، (للشعور بالإلحاح، أی الرغبة لفعل السلوک، وعدم القدرة على إیقافها)، (للسیطرة على الذات أو الحیاة الشخصیة)، (بسبب کراهیة النفس) بمتوسطات بلغت (2.39)، (2.16)، (1.90)، (1.85)، (1.78)، (1.67) على التوالی. وجمیع هذه المتوسطات تقع فی مدى الاستجابة (لا أتفق إلى حد ما) الذی یمتد (من 1.60 لأقل من 2.40). الأمر الذی یشیر إلى أن العینة لاتتفق إلى حد ما على أن دوافعها لإیذاء الذات غیر الانتحاری تتمثل فی هذه الدوافع الستة.
  • إن دوافع إیذاء الذات غیر الانتحاری المتعلقة ببُعد (التعزیز الانفعالی) التی احتلت المراتب من التاسعة إلى الحادیة عشرة والأخیرة هی: (للحصول على مشاعر جدیدة أو مشاعر استرخاء)، (للحصول على الاندفاع أو زیادة الطاقة (النشاط)، (لتجنب الانتحار) بمتوسطات بلغت (1.58)، (1.56)، (1.41) على التوالی. وجمیع هذه المتوسطات تقع فی مدى الاستجابة (لا أتفق أبدًا) الذی یمتد (من 0.80 لأقل من 1.60). الأمر الذی یشیر إلى أن العینة لا تتفق أبدًا على أن دوافعها لإیذاء الذات غیر الانتحاری تتمثل فی هذه الدوافع الثلاثة.
  • إن دافع إیذاء الذات غیر الانتحاری المتعلق ببُعد (التعزیز الاجتماعی) الذی احتل المرتبة الأولى هو (على أمل أن یلاحظ أحدهم أن هناک شیئا خاطئا أو لجذب الاهتمام) بمتوسط بلغ (1.98) وهو متوسط یقع فی مدى الاستجابة (لا أتفق إلى حد ما) الذی یمتد (من 1.60 لأقل من 2.40). الأمر الذی یشیر إلى أن العینة لا تتفق إلى حد ما على أن دوافعها لإیذاء الذات غیر الانتحاری یتمثل فی هذا الدافع.
  • إن دافعا إیذاء الذات غیر الانتحاری المتعلقان ببُعد (التعزیز الاجتماعی) اللذان احتلا معا المرتبة الثانیة والأخیرة هما (لوجود صدیق أو أصدقاء یفعلون ذلک)، (لإحداث صدمة أو إیذاء لشخص ما) بمتوسط بلغ (1.48) لکل منهما. وهو متوسط یقع فی مدى الاستجابة (لا أتفق أبدًا) الذی یمتد (من 0.80 لأقل من 1.60). الأمر الذی یشیر إلى أن العینة لا تتفق أبدًا على أن دوافعها لإیذاء الذات غیر الانتحاری المتعلقة ببُعد (التعزیز الاجتماعی) تتمثل فی هذین الدافعین.
  • إن متوسط الدرجة الکلیة لدافعیة (التعزیز الانفعالی) بلغ (1.98) وهو أعلى من متوسط الدرجة الکلیة لدافعیة (التعزیز الاجتماعی) الذی بلغ (1.65). وهذا یشیر إلى أن سلوک إیذاء الذات غیر الانتحاری لدى طلاب الجامعة السعودیین تحرکه دافعیة التعزیز الانفعالی أکثر من دافعیة التعزیز الاجتماعی.

السؤال السابع:

للإجابة عن السؤال السابع ونصه: "هل تختلف دافعیة إیذاء الذات غیر الانتحاری الأکثر شیوعًا بین طلاب الجامعة السعودیین وفقًا لاختلاف النوع (أنثى/ذکر)"؟، تم استخدام اختبار (ت) للعینتین المستقلتین، فکانت النتائج کما فی جدول (7):

 

جدول (7): نتائج اختبار (ت) لدراسة الفرق بین متوسط الذکور والإناث فی دافعیة إیذاء الذات غیر الانتحاری

م

دافعیة إیذاء الذات غیر الانتحاری

ذکور (ن=32)

 إناث (ن=98)

قیمة (ت)

مستوى

الدلالة

المتوسط

الانحراف المعیاری

المتوسط

الانحراف المعیاری

1

 للحصول على مشاعر جدیدة أو مشاعر استرخاء.

1.66

1.18

1.56

1.09

0.42

0.68

2

 کعقاب ذاتی أو تکفیر عن الذنوب.

1.69

1.09

1.97

1.24

1.15

0.25

3

 للحصول على الاندفاع أو زیادة الطاقة (النشاط).

1.78

1.21

1.49

1.00

1.36

0.18

4

 للتعامل مع الإحباط أو مشاعر الغضب.

3.16

0.99

2.74

1.20

1.75

0.08

5

 للتعامل مع القلق أو الاکتئاب.

3.13

1.01

2.42

1.24

2.93

0.01

6

 للسیطرة على الذات أو الحیاة الشخصیة.

1.56

1.01

1.85

1.13

1.27

0.21

7

 لتجنب الانتحار.

1.19

0.93

1.48

0.99

1.47

0.14

8

 للشعور بالإلحاح، أی الرغبة لفعل السلوک، وعدم القدرة على إیقافها.

1.94

1.39

1.83

 

1.26

0.42

0.67

9

 لتخفیف مشاعر الضغط أو الإجهاد.

2.66

1.23

2.31

1.34

1.31

0.19

10

 لتغییر أو تبدیل الألم النفسی إلى ألم جسدی.

2.19

1.28

2.15

1.37

0.13

0.90

11

 بسبب کراهیة النفس.

1.81

1.12

1.62

1.06

0.87

0.39

 

 التعزیز الانفعالی

2.07

0.60

1.95

0.75

0.83

0.41

12

 لوجود صدیق أو أصدقاء یفعلون ذلک.

2.00

1.24

1.32

0.92

3.34

0.01

13

 على أمل أن یلاحظ أحدهم أن هناک شیئا خاطئا أو لجذب الاهتمام.

1.91

1.23

2.01

1.19

0.43

0.67

14

 لإحداث صدمة أو إیذاء لشخص ما

1.69

1.09

1.41

0.90

1.45

0.15

 

 التعزیز الاجتماعی

1.86

1.05

1.58

0.70

1.76

0.08

 یتضح من جدول (7):

  • وجود فرق دالّ إحصائیًا (عند مستوى 0.01) بین متوسطی درجات الذکور والإناث فی دافع إیذاء الذات غیر الانتحاری المتعلق ببُعد (التعزیز الانفعالی): (للتعامل مع القلق أو الاکتئاب) لصالح متوسط درجات الذکور. أی أن متوسط درجات الذکور فی دافع (للتعامل مع القلق أو الاکتئاب) أعلى بدلالة إحصائیة من نظیره لدى الإناث. فی حین لا یوجد فرق دالّ إحصائیًا بین متوسطی درجات الذکور والإناث فی بقیة دوافع إیذاء الذات غیر الانتحاری المتعلقة ببُعد (التعزیز الانفعالی) وفی الدرجة الکلیة لدوافع (التعزیز الانفعالی).
  • وجود فرق دالّ إحصائیًا (عند مستوى 0.01) بین متوسطی درجات الذکور والإناث فی دافع إیذاء الذات غیر الانتحاری المتعلق ببُعد (التعزیز الاجتماعی): (لوجود صدیق أو أصدقاء یفعلون ذلک) لصالح متوسط درجات الذکور. أی أن متوسط درجات الذکور فی دافع (لوجود صدیق أو أصدقاء یفعلون ذلک) أعلى بدلالة إحصائیة من نظیره لدى الإناث. فی حین لا یوجد فرق دالّ إحصائیًا بین متوسطی درجات الذکور والإناث فی بقیة دوافع إیذاء الذات غیر الانتحاری المتعلقة ببُعد (التعزیز الاجتماعی) وفی الدرجة الکلیة لدوافع (التعزیز الاجتماعی).

السؤال الثامن:

للإجابة عن السؤال الثامن ونصه: "ما تکرار حدوث إیذاء الذات غیر الانتحاری بین طلاب الجامعة السعودیین؟ تم استخدام اختبار (مربع کای). فکانت النتائج کما فی جدول (8):

جدول (8): نتائج اختبار (مربع کای) لدراسة الفروق بین تکرارات حدوث إیذاء الذات غیر الانتحاری بین طلاب الجامعة السعودیین (ن = 130)

عدد المرات التی أحدثت فیها إصابات لنفسک عن عمد؟

التکرار

النسبة المئویة

مربع کای

مستوى الدلالة

مرة واحدة فقط

25

19.23

97.12

0.01

من 2-3 مرات

50

38.46

من 4-5 مرات

22

16.92

من 6-10 مرات

24

18.46

من 11-20 مرة

4

3.08

من 21- 50 مرة

1

0.77

أکثر من 50 مرة

4

3.08

یتضح من جدول (8):

  • وجود فرق دالّ إحصائیًا (عند مستوى 0.01) بین تکرارات حدوث إیذاء الذات غیر الانتحاری بین طلاب الجامعة السعودیین، لصالح تکرار (من 2-3 مرات). وهذا یشیر إلى أن أعلى نسبة من أفراد العینة (38.46%) قاموا بإیذاء الذات غیر الانتحاری (من 2-3 مرات).
  • إن ثانی أعلى نسبة من أفراد العینة (19.23%) قاموا بإیذاء الذات غیر الانتحاری (مرة واحدة فقط)، وجاء فی المرتبة الثالثة نسبة من قاموا بإیذاء الذات غیر الانتحاری من (6-10 مرات) بنسبة قدرها (18.46%)، فی حین احتل المرتبة الرابعة نسبة من قاموا بإیذاء الذات غیر الانتحاری من (4-5 مرات) بنسبة قدرها (16.92%).
  • أما نسبة من قاموا بإیذاء الذات غیر الانتحاری (أکثر من 10 مرات) فکانت نسبة ضعیفة ولم تلامس (7 (%من إجمالی طلاب الجامعة السعودیین الذین قاموا بإیذاء الذات غیر الانتحاری.

السؤال التاسع:

للإجابة عن السؤال التاسع ونصه: "فی أی عمر یبدأ تاریخ إیذاء الذات غیر الانتحاری بین طلاب الجامعة السعودیین"؟ تم استخدام اختبار (مربع کای)، فکانت النتائج کما فی جدول (9):

 

جدول (9): نتائج اختبار (مربع کای) لدراسة الفروق بین تکرارات العمر الذی یبدأ فیه إیذاء الذات غیر الانتحاری بین طلاب الجامعة السعودیین (ن = 130)

العمر الذی بدأ فیه تاریخ إیذاء الذات غیر الانتحاری

التکرار

النسبة المئویة

مربع کای

مستوى الدلالة

حین کان العمر أقل من (5) أعوام.

4

3.08

68.69

0.01

حین کان العمر من (5) إلى أقل من (10) أعوام.

11

8.46

حین کان العمر من (10) أعوام إلى أقل من (15) عامًا.

48

36.92

حین کان العمر من (15) إلى أقل من (20) عامًا.

49

37.69

حین کان العمر من (20) عامًا وما فوق.

18

13.85

یتضح من جدول (9):

  • وجود فرق دالّ إحصائیًا (عند مستوى 0.01) بین تکرارات العمر الذی یبدأ فیه إیذاء الذات غیر الانتحاری بین طلاب الجامعة السعودیین، لصالح تکرار (حین کان العمر من 15 إلى أقل من 20) عامًا. وهذا یشیر إلى أن أعلى نسبة من أفراد العینة (37.69%) بدأوا بإیذاء الذات غیر الانتحاری عندما کان عمرهم من (15 إلى أقل من 20) عامًا.
  • إن ثانی أعلى نسبة من أفراد العینة (36.92%) من بدأوا بإیذاء الذات غیر الانتحاری عندما کان عمرهم من (10 أعوام إلى أقل من 15) عامًا، وجاء فی المرتبة الثالثة نسبة من بدأوا بإیذاء الذات غیر الانتحاری عندما کان عمرهم من (20 عامًا فما فوق) بنسبة قدرها (13.85%)، واحتل المرتبة الرابعة نسبة من بدأوا بإیذاء الذات غیر الانتحاری عندما کان عمرهم من (5 إلى أقل من 10) أعوام بنسبة قدرها (8.46%).
  • أما نسبة من بدأوا بإیذاء الذات غیر الانتحاری عندما کان عمرهم (أقل من 5) أعوام، فکانت هی النسبة الأدنى، إذ لم تتجاوز (3.08%) من إجمالی العینة.

السؤال العاشر:

للإجابة عن السؤال العاشر ونصه: "ما مناطق الجسم الأکثر تعرضًا لإیذاء الذات غیر الانتحاری بین طلاب الجامعة السعودیین"؟ تم استخدام التکرارات والنسب المئویة، فکانت النتائج کما فی جدول(10):

جدول (10): التکرارات والنسب المئویة لمناطق الجسم الأکثر تعرضًا لإیذاء الذات غیر الانتحاری بین طلاب الجامعة السعودیین (ن = 130)

م

مناطق الجسم الأکثر تعرضًا لإیذاء الذات

غیر الانتحاری

نعم

لا

التکرار

النسبة المئویة

التکرار

النسبة المئویة

1

المعصمان أو الیدان أو الذراعان أو الأصابع

100

76.9

30

23.1

2

الکاحلان أو القدمان أو الساقان

37

28.5

93

71.5

3

الکتفان أو البطن أو الصدر

29

22.3

101

77.7

4

الرأس أو الرقبة

13

10.0

117

90.0

5

الوجه

17

13.1

113

86.9

6

الشفاه أو اللسان

25

19.2

105

80.8

7

الردفان أو الفخذان أو الظهر

17

13.1

113

86.9

8

منطقة الإخراج أو الأعضاء التناسلیة

8

6.2

122

93.8

یتضح من جدول (10):

  • إن مناطق الجسم الأکثر تعرضًا لإیذاء الذات غیر الانتحاری بین طلاب الجامعة السعودیین هی: (المعصمان أو الیدان أو الذراعان أو الأصابع) إذ بلغت نسبة تعرض هذه المناطق للإیذاء غیر الانتحاری (76.9%). واحتل المرتبة الثانیة مناطق (الکاحلان أو القدمان أو الساقان) بنسبة (28.5%). وفی المرتبة الثالثة جاءت مناطق (الکتفان أو البطن أو الصدر) بنسبة قدرها (22.3%).
  •  أما مناطق الجسم التی جاءت فی المرتبة الرابعة من حیث التعرض للإیذاء غیر الانتحاری فهی: (الشفاه أو اللسان)، واحتل المرتبة الخامسة کل من مناطق (الوجه)، (الردفان أو الفخذان أو الظهر) بنسبة (13.1%) لکل منهما.
  • فی حین أن المرتبة السادسة کانت لـ (الرأس أو الرقبة) بنسبة (10%). أما منطقة الجسم التی جاءت فی المرتبة السابعة والأخیرة من حیث التعرض للإیذاء غیر الانتحاری فهی: (منطقة الإخراج أو الأعضاء التناسلیة) بنسبة قدرها (6.2%).

مناقشة النتائج وتفسیرها:

یتضح من نتائج البحث الحالی أن نسبة انتشار تاریخ إیذاء الذات غیر الانتحاری بین طلاب الجامعة السعودیین هی (21.24%) وهی نتیجة مشابهة لنتائج دراسات سابقة، أجریت فی الولایات المتحدة الأمریکیة والدانمرک وهونج کونج، وبلغت فیها النسب على التوالی (24%، 21.5%، 23.5%) ((Brown, 2008, Mohl & Skandsen, 2012, Law, Shek & Fhkps, 2013 )  . بالمقابل فإن نسبة انتشار تاریخ إیذاء الذات فی البحث الحالی، أعلى من بعض النسب التی توصلت لها دراسات أخرى وتراوحت مابین (5%-15.4%) مثل دراسات  .(Tormoen et al., 2013, Hilt et al., 2008, Evren et al., 2014)

من جهة أخرى، فإن نسبة الانتشار لدى الطلاب السعودیین کما کشفت عنها نتائج البحث الحالی، هی أدنى من نتائج دراسات أخرى، أجریت على عینات من الطلاب الکندیین والصینیین والهنود والإیطالیین والأمیرکیین من أصول إسبانیة وإفریقیة، وبلغت فیها نسب الانتشار على التوالی (27%، 27.6%، 31.2%، 42%، 56%). (MacLaren & Best, 2010, Zhang, Song & Wang, 2016, Kharsati & Bhola, 2015, Cerutti et al., 2010, Hilt et al., 2008b).

ویمکن فهم وتفسیر نسبة انتشار تاریخ إیذاء الذات فی البحث الحالی، فی ضوء عدد من العوامل الحضاریة والثقافیة التی ینشأ فی ظلها الشباب السعودی خاصة فی العقود الأخیرة. فاستخدام (74.9%) من السعودیین للإنترنت (هیئة الاتصالات وتقنیة المعلومات، 2016) لابد أنه لعب دورًا، خاصة وقد أُثبت دور الإنترنت فی تغذیة المشکلة وتطبیع الشباب علیها (Wilkinson, 2011). ویُعضّد دور الإنترنت نتیجة البحث الحالی الأخرى، التی بینت أن أعلى نسبة من الطلاب السعودیین بدأوا بإیذاء الذات غیر الانتحاری عندما کانت أعمارهم (من 15 إلى أقل من 20 سنة)، تلتهم فی ذلک فئة من کانت أعمارهم (من 10 إلى أقل من 15 عام). فهذه المراحل العمریة المبکرة هی التی ترتفع فیها، کما ترى الباحثة الحالیة، رغبة الشباب الصغار فی اکتشاف التجارب الجدیدة والعوالم الفریدة والمجهولة بالنسبة لهم فی مواقع وصفحات الإنترنت وشبکات التواصل الاجتماعی. وهذه النتیجة الحالیة لیست بعیدة عن مراجعة تمت لجمیع الدراسات ذات العلاقة التی نشرت بین 1998-2016) وتبین من خلالها أن سلوک إیذاء الذات یحدث فی الغالب للمرة الأولى فیما بین الثانیة عشرة والرابعة عشرة من العمر(Cipriano, Cella & Cotrufo, 2017).

وترى الباحثة أن الشباب السعودی، یُعایش ضغوطًا حیاتیة متزایدة فی السنوات الأخیرة، مرتبطة بوتیرة التغیرات الاقتصادیة وبارتفاع مستوى التنافس وتغیر اشتراطات سوق العمل الذی أصبح یتطلب وظائف بتخصصات علمیة وفنیة ومؤهلات متقدمة. وقد ثبت من الدراسات السابقة ارتباط تاریخ إیذاء الذات لدى طلاب الجامعة بضغط التنافس الدراسی والأکادیمی، وبضغوط الحیاة ومشکلات العلاقات البین شخصیة بشکل عام (McMahon et al., 2010, Cerutti et al., 2012, Zhang, Song & Wang, 2016). 

ومن الملاحظ أن (58%) من عینة البحث الحالی هم من طلاب التخصصات النظریة والإنسانیة، الذین ربما بدأت تساورهم الهواجس عن مستقبل الوظیفة ومستوى الدخل والأمن الاقتصادی عامة، خاصة وهم على أعتاب الاستقلال المادی عن أسرهم. وهذا النوع من القلق یرتبط عادة بارتفاع مستوى التوتر والإجهاد العام والتنافس الشخصی والأکادیمی. کما أن الحیاة الجامعیة فرصة لبروز شکل آخر من الضغوط المرتبطة بالمظاهر الاجتماعیة، ومعدل الانفاق على الشکل الخارجی والمقتنیات المادیة، من سیارات وهواتف ذکیة وحواسیب محمولة وغیرها. ولاشک أن ثقافة الاستهلاک داخل الأسرة فی المجتمعات الخلیجیة النفطیة التی تعززت طوال عقود أصبحت تشکل عامل ضغط على الشباب فی ظل التحولات الاقتصادیة الاجتماعیة المتتابعة.

وتقترب نتیجة البحث الحالی المتعلقة بتکرار سلوک إیذاء الذات مع بعض الدراسات السابقة. فـ (38.46%) من الطلاب السعودیین فی البحث الحالی، کشفوا عن ممارسة السلوک مابین مرتین إلى ثلاث و (19.23%) منهم مارسوه مرة واحدة، و (3.08%) فقط من عینة البحث الحالی مارسوا السلوک أکثر من (50 مرة). وهذه النسب الثلاث مقاربة لما توصل له (Heath et al.,2008) من أن (40.3%) مارسوا السلوک مابین مرتین إلى أربع، وأن (23.6%) مارسوه مرة واحدة، وأن (2.8%) فقط کرروا إیذاء الذات أکثر من (50 مرة).

من جانب آخر، تختلف بعض نتائج البحث الحالی فی هذا السیاق عن نتائج سابقة. فبینما کانت فی البحث الحالی نسبة من قاموا بإیذاء الذات مابین (50-11 مرة) هی (3.85%)، فإنها بلغت (16.7%) لدى Heath et al.,2008)).  وبینما توصل (Laye-Gindhu & Schonert-Reichl, 2005) إلى أن (12%) مارسوا إیذاء الذات مابین (20-11 مرة)، وأن (12%) أیضا کرروا ذلک (أکثر من 20 مرة)، فإن نتیجة البحث الحالی أظهرت أن (3.08%) من الطلاب السعودیین وحسب ارتکبوا إیذاء الذات مابین (20-11 مرة)، وأن (0.77%) فقط من العینة قاموا بإیذاء الذات (أکثر من 20 مرة).

وهکذا یتبین أنه على الرغم من أن نسبة تاریخ إیذاء الذات فی العینة السعودیة هی (21.24%)، إلى أن مدى تکرار السلوک یُعدّ ضعیفًا. وهذا یشیر إلى أن تاریخ إیذاء الذات لیس راسخًا لدى طلاب الجامعة السعودیین، طالما أنه لایمکن فهم هذا التاریخ وتقییمه على نحو دقیق إلا بربطه بالشدة المتمثلة فی التکرار.

وبما أن إیذاء الذات یرتبط بعامل (الانفتاح على الخبرة)، کما دلّت على ذلک الدراسات السابقة (Brown, 2008, Cerutti et al., 2012)، فیمکن تصور أنه لم یکن لدى البعض فی البحث الحالی، خاصة الـ (19.23%) الذین مارسوه مرة واحدة، سوى نوعًا من أنواع التجریب تحت ظروف ما، خاصة وعامل (الانفتاح على الخبرة،) یتضمن سمات الخیال والمغامرة والانفتاح على المشاعر والأفعال والأفکار والخبرات الجدیدة (McCrae & Costa, 2003:4).

ویتضح من نتائج الدراسة الحالیة، أن نسبة انتشار تاریخ إیذاء الذات غیر الانتحاری بین الإناث السعودیات أعلى بدلالة إحصائیة من نسبته بین الذکور. وهذه النتیجة تتفق مع نتائج الدراسات السابقة (Hawton et al., 2002, Laye-Gindhu & Schonert-Reichl, 2005, McMahon et al., 2010, Mohl & (Skandsen, 2012,  Tormoen et al., 2013.  

 لکن النتیجة الحالیة من جهة ثانیة، تختلف عن نتائج دراسات سابقة أخرى، لم تجد أن هناک فروقًا فی نسبة انتشار تاریخ إیذاء الذات یمکن عزوها إلى النوع Hilt et al., 2008, Heath et al., 2008, Kharsati) & Bhola, 2015).

ویمکن فهم النتیجة الحالیة فی ضوء التنشئة الاجتماعیة الجندریة للعاطفة، التی تجعل الإناث أکثر من الذکور حساسیة ومیلاً إلى التعبیر عن المشاعر السلبیة، بطریقة مکبوتة أو مرتدة على الذات. على سبیل المثال، مشاعر الثورة والغضب المُعبّر عنها علنًا للذکور، تقابلها مشاعر الخزی المُعبّر عنها فی السر للإناث.  کما أن الإناث أکثر میلاً للتعامل مع عواطفهن بأسلوب الاجترار Rumination، وهذا یزید من خطر الإقدام على إیذاء الذات Bresin & Schoenleber, 2015)). وترى الباحثة الحالیة أن ثقافة المجتمعات العربیة والإسلامیة تقوم على التنشئة الاجتماعیة الجندریة للعاطفة، وأنها تضع أطرًا وتقالید صارمة للفضاء الانفعالی الذی تُعبّر النساء فیه عما یعتمل فی وجدانهن من مشاعر سلبیة.

وقد تبین من النتائج الحالیة، أن المراتب الخمس الأولى کأکثر الأشکال شیوعًا لإیذاء الذات لدى الطلاب السعودیین هی: (الخدش أو القرص إلى درجة النزیف أو العلامات على الجلد، نحت الکلمات أو الرموز، العض إلى درجة النزیف أو العلامات على الجلد، إحداث تمزق فی الجلد، منع شفاء الجروح) على التوالی. بینما حققت فی البحث الحالی أشکال الإیذاء التالیة نسب شیوع ضعیفة: (ابتلاع مواد کاویة أو أدوات حادة کالدبابیس، وحرق بعض مناطق الجسم، وکسر أحد العظام، وسکب أحماض حارقة على الجلد).

وهذه النتیجة الحالیة تتفق مع دراسات سابقة توصلت إلى أن أکثر الطرق شیوعًا بین الطلاب فی العینات الأجنبیة هی القطع والخدش ونحت الکلمات والرموز على الجلد وضرب وتسدید اللکمات للجسدBrown, 2008, Nixon, Cloutier & Jansson, 2008)).

ویمکن تفسیر ماتوصل له البحث الحالی، فی ضوء أن الخدش والقرص ونحت الکلمات ومنع شفاء الجروح، هی أشکال أقل عنفًا، من ابتلاع مواد کاویة أو أدوات حادة أو الحرق أو کسر العظام، التی تُعدّ أشکالاً متطرفة جدًا من إیذاء الذات، یترتب علیها مضاعفات صحیة قد تکون خطیرة، وقد تستدعی التدخل الطبی أو التنویم فی المستشفیات وما یستتوجبه ذلک من عواقب قد تصل إلى تدخل الجهات الأمنیة للتحقیق. فضلاً عن الضرر الذی تّلحقه هذه الأشکال الشدیدة من إیذاء الذات بالصحة العامة، وما یلحق بذلک من تعطیل وتأخر فی التحصیل والإنجاز الأکادیمی لهؤلاء الطلاب.  

کما أن نتیجة البحث الحالی أثبتت فروقًا عائدة إلى النوع فی أشکال إیذاء الذات، إذ تبین أن الطرق التالیة أکثر شیوعًا بشکل دالّ إحصائیًا لدى الإناث منها لدى الذکور: (الخدش أو القرص إلى درجة النزیف أو العلامات على الجلد، نحت الکلمات أو الرموز، العض إلى درجة النزیف أو العلامات على الجلد، إحداث جروح أو تمزق فی الجلد، فرک الزجاج فی الجلد أو غرس الأشیاء الحادة تحت الجلد، منع شفاء الجروح، سحب الشعر أو الرموش). وهذه النتیجة الحالیة تتفق مع المراجعة الشاملة التی أجراها (Bresin & Schoenleber, 2015) لدراسات تربو على المائة، وتوصلت إلى کون الإناث أکثر من الذکور بدلالة إحصائیة فی استخدام طرق القطع والخدش والقرص وسحب الشعر ومنع شفاء الجروح. کما توصلت هذه المراجعة إلى أن الإناث أکثر میلاً من الذکور لاستخدام الطرق التی تتضمن (رؤیة الدم) مثل القطع والخدش، وهذا مایلاحظ فی الأشکال الأکثر شیوعًا لدى الإناث السعودیات فهی تتضمن فی غالبها النزف والتمزق، مع هذا فإن الباحثة الحالیة تمیل إلى الرأی القائل بأن دور (رؤیة الدم) فی إیذاء الذات، لازال غیر واضح، وبحاجة إلى مزید من الدراسات الاستکشافیة (Glenn & Klonsky, 2011).

کما أظهر البحث الحالی نتیجة ملفتة للانتباه وغیر متسقة مع نتائج الدراسات السابقة، وهی أن نسبة انتشار تاریخ إیذاء الذات غیر الانتحاری لدى طلاب الجامعة السعودیین (الذین یعیشون مع کلا الوالدین) أعلى بدلالة من نظیرتها لدى الطلاب (الذین یعیشون مع أحد الوالدین بسبب الطلاق أو الانفصال أو وفاة الآخر). وهذه النتیجة تتعارض مع نتائج دراسات سابقة، أظهرت أن فقد أحد الوالدین بالوفاة، یعدّ من عوامل الخطورة فی تاریخ إیذاء الذات، لتأثیره فی التماسک الأسری (Bylund Grenklo et al., 2014). کما تتعارض مع نتیجة ((Laye-Gindhu & Schonert-Reichl, 2005 التی أظهرت أن الممارسین لإیذاء الذات ینتمون إلى أسر وحیدة الوالد، أو مع والد لدیه إعاقة أو مرض ممیت.

لکن یمکن فهم النتیجة الحالیة فی ضوء أن العیش مع کلا الوالین لایعدّ فی حد ذاته کما ترى الباحثة عامل وقایة، إلا فی حال کان الجو الأسری آمنًا، یمتاز بأسالیب تنشئة سویة، وکانت العلاقة الوالدیة قائمة على الثقة والمودة. وهذا یتسق مع الدراسات التی أثبتت أن هؤلاء الذین یمارسون إیذاء الذات یعیشون فی بیئات عائلیة صعبة (Heath et al.,2008).

إضافة إلى ماتقدم، أظهرت نتائج البحث الحالی، أن سلوک إیذاء الذات غیر الانتحاری بین طلاب الجامعة السعودیین، تحرکه دافعیة (التعزیز الانفعالی) أکثر من دافعیة (التعزیز الاجتماعی). وهذه النتیجة تتفق مع نتائج الدراسات السابقة، التی وجدت أن غالبیة المستجیبین، یُقرّون أن سلوکهم یکون مدفوعًا بالتعزیز الانفعالی کالسیطرة على التوتر، والتعامل مع انفعالات الغضب والإحباط والوحدة، أکثر من التعزیز الاجتماعی، کجذب الانتباه والتعاطف Zetterqvist et al., 2013, Andover, 2014) ). کما تتفق مع نتائج الدراسات التی وجدت أن غالبیة من یؤذون ذواتهم یخفون ذلک عن الآخرین، مدعین بأنهم تعرضوا لحوادث (Nixon, Cloutier & Aggarwal, 2002). وتذهب الباحثة الحالیة فی تفسیر تراجع دور التعزیز الاجتماعی، إلى کون إیذاء الذات هو سلوک معقد وصادم جدًا للآخرین الذین ربما لم یعرفوا عنه ولم یسمعوا به من قبل، لکنهم فی هذه اللحظة یواجهون فردًا مقربًا لهم یمارسه باختیاره. وبحسب الثقافة السعودیة وطبیعة المجتمع، فالمتوقع أن الممارس لإیذاء الذات، سیُجابه بالرفض من قبل الأکثریة فی (شلة) الأصدقاء أو الزملاء، وفی المحیط العائلی. وعلى ذلک لن تکون دافعیة التعزیز الاجتماعی ذات دور مؤثر فی إیذاء الذات، لأن العزلة عن المجموعة والرفض والتجنب ستکون المحصلة النهائیة، عوضًا عن تحقیق الانتماء وجذب الاهتمام والتعاطف.

کما ظهر من النتائج الحالیة، أن أهم دافعین لإیذاء الذات غیر الانتحاری بین طلاب الجامعة السعودیین، وقعا فی المرتبتین الأولیین على التوالی، هما: (للتعامل مع الإحباط أو مشاعر الغضب) و(للتعامل مع القلق أو الاکتئاب). ومن الملاحظ أن کلا الدافعین ینضویان ضمن (التعزیز الانفعالی السالب). وحسب نموذج (FFM) الوظیفی الذی اقترحه Nock & Prinstein, 2004)) فإن هذا النوع السالب من التعزیز الانفعالی، هو أحد العملیات الأربع التی یستند إلیها النموذج. وبناء على ذلک، یمکن تصور أن طلاب الجامعة السعودیین الذین یقومون بإیذاء الذات غیر الانتحاری، یمرون قبیل البدء فی السلوک، بسبب بعض الشؤون الشخصیة أو الأسریة أو الأکادیمیة، أو بسببها جمیعا، بمشاعر قویة مختلطة من الإحباط والغضب، أو القلق والتوتر والکآبة والحزن   فیکون إیذاء الذات بالنسبة لهم هو الاستراتیجیة غیر التوافقیة التی یتعاملون بها لتخفیض المشاعر السلبیة، أو للسیطرة على الحالة الوجدانیة المتدنیة. وهذا یمکن فهمه استنادًا إلى أن سلوک إیذاء الذات ینتج عنه انخفاض مباشر دالّ فی مستوى التوتر یکشف عنه قیاس المؤشرات البیولوجیة (Gratz, 2003 Crowe & Bunclarck, 2000,).

التوصیات المقترحة:

توصی الباحثة بإجراء المزید من البحوث عن إیذاء الذات غیر الانتحاری، على عینات أوسع من طلاب الجامعات وطلاب المدارس الثانویة فی السعودیة، مع حساب الفروق العائدة إلى المتغیرات المهمة ذات العلاقة، وعلى رأسها النوع.  کما توصی الباحثة بإعداد وتأهیل العاملین فی مراکز الإرشاد النفسی والتوجیه الطلابی فی الجامعات والمدراس الثانویة، لیکونوا على وعی بهذا السلوک وطرق تشخیصه وعلاجه.

 

 

 


المراجع

أولاً: المراجع العربیة:

الهیئة العامة للإحصاء. (2016). مسح القوى العاملة: 2016 (الربع الثالث).  تم الاسترجاع على الرابط

https://www.stats.gov.sa/sites/default/files/labourforcesurveyq32016arabic.pdf

مسرد مفاهیم ومصطلحات النوع الاجتماعی. (2006). حقوق النشر للمبادرة الفلسطینیة لتعمیق الحوار العالمی والدیمقراطیة "مفتاح" بالتعاون مع صندوق الأمم المتحدة للسکان UNFPA، القدس / رام الله. تم الاسترجاع على الرابط

www.wafainfo.ps/pdf/sh5.pdf

هیئة الاتصالات وتقنیة المعلومات. (2016). العدد (28) من النشرة الإلکترونیة. عدد جمادى الآخرة/ 1438ه تم الاسترجاع على الرابط

http://www.citc.gov.sa/ar/mediacenter/newsletter/Documents/PR_ENL_028_Ar.pdf

ثانیًا: المراجع الإنجلیزیة:

Andover, M, S. (2014). Non-suicidal self-injury disorder in a community sample of adults. Psychiatry Research, 219(2), 305-310.

Bechthold, J, A & Nuttgens, S. (2014). Nonsuicidal self-injury literature review. Alberta Counsellor, 33(1), 3-9.

Boxer, P. (2010). Variations in risk and treatment factors among adolescents engaging in different types of deliberate self-harm in an inpatient sample. Journal of Clinical Child & Adolescent Psychology, 39(4),470-480.

Bresin, k & Schoenleber, M. (2015). Gender differences in the prevalence of nonsuicidal self-injury: A meta-analysis. Clinical psychology review, 38, 55-64.

Broussard, S, C, & Garrison, M,E, B. (2004). The relationship between classroom motivation and academic achievement in elementary school-aged children. Family and Consumer Sciences Research Journal, 33(2), 106–120.

Brown, S, A. (2008). Personality and non-suicidal deliberate self-harm: Trait differences among a non-clinical population. Psychiatry Research, 169(1), 28-32.

Bylund Grenklo, T, Kreicbergs, U, Valdimarsdóttir, U, A, Nyberg, T, Steineck, G, Fürst, C, J. (2014). Self‐injury in youths who lost a parent to cancer: nationwide study of the impact of family‐related and health‐care‐related factors. PsychoOncology, 23(9), 989-997.

Cerutti, R, Manca, M, Presaghi, F, Gratz, K, L. (2010). Prevalence and clinical correlates of deliberate self-harm among a community sample of Italian adolescents. Journal of Adolescence, 34(2), 337-347.

Cerutti, R, Presaghi, F, Manca, M, Gratz, K, L. (2012). Deliberate self‐harm behavior among Italian young adults: Correlations with clinical and nonclinical dimensions of personality. American Journal of Orthopsychiatry, 82(3), 298-308.

Cipriano, A, Cella, S & Cotrufo, P. (2017). Nonsuicidal self-injury: A systematic review. Frontiers in Psychology, 8, 1-14.

Claes, L, Vandereycken, W, Vertommen, H. (2007). Self-injury in female versus male psychiatric patients: A comparison of characteristics, psychopathology and aggression regulation. Personality and Individual Differences, 42(4), 611-621.

Crowe, M & Bunclarck, J. (2000). Repeated self-injury and its management. International Review of Psychiatry, 12(1), 48-53.

Doyle, L, Treacy, M, P & Sheridan, A. (2015). Self‐harm in young people: Prevalence, associated factors, and help‐seeking in school‐going adolescents. International Journal of Mental Health Nursing, 24(6), 485-494.

Evren, C, Evren, B, Bozkurt, M, Can, Y. (2014). Non-suicidal self-harm behavior within the previous year among 10th-grade adolescents in Istanbul and related variables. Nordic Journal of Psychiatry, 68(7),481-487.

Glenn, C, R, Klonsky, E, D. (2011). Prospective prediction of nonsuicidal self-injury: A 1-year longitudinal study in young adults. Behavior Therapy, 42(4), 751-762.

Gratz, K. (2003). Risk Factors for and Functions of Deliberate Self‐Harm: An Empirical and Conceptual Review. Clinical Psychology: Science and Practice, 10(2), 192-205.

Guay, F, Chanal, J, Ratelle, C, F, Marsh, H, W, Larose, S, Boivin, M. (2010). Intrinsic, identified, and controlled types of motivation for school subjects in young elementary school children. British Journal of Educational Psychology, 80(4), 711–735.

Hawton, K, Rodham, K, Evans, E, Weatherall, R. (2002). Deliberate self harm in adolescents: self report survey in schools in England. British Medical Journal, 325(7374), 1207-1211.

Heath, N. L., Toste, J. R., Nedecheva, T., & Charlebois, A. (2008). An examination of non-suicidal self-injury among college students. Journal of Mental Health Counseling, 30, 137-156.

Hilt, L, M, Cha, C, B, Nolen, H, S. (2008b). Nonsuicidal Self-Injury in Young Adolescent Girls.  Journal of Consulting & Clinical Psychology, 76(1): 63-71.

Hilt, L, M, Nock, M, K, Lloyd-Richardson, E, E, Prinstein, M, J. (2008a). Longitudinal Study of Nonsuicidal Self-Injury Among Young Adolescents. The Journal of Early Adolescence, 28(3), 455-469.

Hooley, J, M, Ho, D, T, Slater, J, Lockshin, A. (2010). Pain perception and nonsuicidal self-injury. Personality Disorders: Theory, Research & Treatment, 1(3), 170-179.

Kharsati, N & Bhola, P. (2015). Patterns of non-suicidal self-injurious behaviours among college students in India. International Journal of Social Psychiatry, 61(1), 39-49.

Klonsky, E, D, May, A, M, Glenn, C, R. (2013). The relationship between nonsuicidal self-injury and attempted suicide: converging evidence from four samples. Journal of Abnormal Psychology, 122(1), 231-237.

Law, B, M, F, Shek, D, T, L, Fhkps, B, B, S. (2013).  Self-harm and suicide attempts among young Chinese adolescents in Hong Kong: Prevalence, correlates, and changes. Journal of Pediatric & Adolescent Gynecology, 26(3), 26-32.

Laye-Gindhu, A, Schonert-Reichl, K, A. (2005). Nonsuicidal self-harm among community adolescents: Understanding the "whats" and "whys" of self-harm. Journal of Youth & Adolescence, 34(5), 447-457.

MacLaren, V, V & Best, L, A.  (2010). Nonsuicidal self-injury, potentially addictive behaviors, and the Five Factor Model in undergraduates. Personality and Individual Differences, 49(5), 521-525.

Mangnall,J.  (2008). A literature review of deliberate self‐harm. Perspectives in Psychiatric Care, 44(3), 175-184.

McCrae, R. R & Costa, P. T. (2003). Personality in adulthood: A five- factor theory perspective. Guilford Press.

McMahon, E, M, Reulbach, U, Corcoran, P, Keeley, H, S, Perry, I, J, Arensman, E. (2010). Factors associated with deliberate self-harm among Irish adolescents. Psychological Medicine, 40(11), 1811-1819.

Mohl, B & Skandsen, A. (2012). The prevalence and distribution of self‐harm among Danish high school students. Personality & Mental Health, 6(2), 147-155.

Muehlenkamp, J,J, Hoff, E, R, Licht, J, G, Azure, J, A, Hasenzahl, S, J. (2008). Rates of non-suicidal selfInjury: A cross-sectional analysis of exposure. Current Psychology, 27(4), 234-241.

Nixon, M,K, Cloutier, P & Jansson, S, M. (2008). Nonsuicidal self-harm in youth: A population-based survey. Canadian Medical Association Journal, 178(3), 306-312.

Nixon, M,K, Cloutier, P, F & Aggarwal, S. (2002). Affect regulation and addictive Aspects of repetitive self-injury in hospitalized adolescents. Journal of the American Academy of Child & Adolescent Psychiatry, 41(11), 1333-1341.

Nock, M, K, & Prinstein, M, J. (2004). A functional approach to the assessment of self mutilative behavior. Journal of Consulting & Clinical Psychology, 72 (5), 885–890.

Nock, M, K, & Prinstein, M, J. (2005). Contextual features and behavioral functions of self-mutilation among adolescents. Journal of Abnormal Psychology, 114, 140-146.

Nock, M. K. (2008). Actions speak louder than words: An elaborated theoretical model of the social functions of self-injury and other harmful behaviors. Applied and Preventive Psychology, 12, 159-168.

Sornberger, M,J, Heath, N,L, Toste, J,R, & McLouth, R. (2012). Nonsuicidal self-injury and gender: Patterns of prevalence, methods, and locations among adolescents. Suicide & Life Threatening Behavior, 42 (3), 266–278.

Swahn, M, H, Ali, B, Bossarte, R, M, Van Dulmen, M, Crosby, A, Jones, A, C, Schinka, K, C. (2012). Self-harm and suicide attempts among high-risk, urban youth in the U.S.: shared and unique risk and protective factors. International Journal of Environmental Research and Public Health, 9(1), 178-191.

Toprak, S, Cetin, I, Guven, T, Can, G, Demircan, C. (2010). Self-harm, suicidal ideation and suicide attempts among college students. Psychiatry Research, 187(1-2), 140-144.

Tormoen, A, J, Rossow, I, Larsson, B, Mehlum, L. (2013). Nonsuicidal self-harm and suicide attempts in adolescents: differences in kind or in degree? Social Psychiatry & Psychiatric Epidemiology, 48(9), 1447-1455.

Whitlock, J & Purington, A. (2013). The brief non-suicidal self-injury assessment tool (BNSSI-AT): The Cornell research program on self-injury and recovery. Retrieved from http://www.selfinjury.bctr.cornell.edu/perch/resources/bnssi-at-revised-final-3-3.pdf

Wilkinson, B. )2011(.Current trends in remediating adolescent self-injury: An integrative review. Journal of School Nursing, 27 )2(, 120-1 28.

Wu, D, Rockett I,R, Yang, T, Feng, X, Jiang, S, Yu, L. (2016). Deliberate self-harm among Chinese medical students: A population-based study. Journal of Affective Disorders, 202, 137-144.

Zetterqvist, M, Lundh, L,G, Dahlström, Ö, Svedin, C, G. (2013). Prevalence and Function of Non-Suicidal Self-Injury (NSSI) in a Community Sample of Adolescents, Using Suggested DSM-5 Criteria for a Potential NSSI Disorder. Journal of Abnormal Child Psychology, 41(5), 759-773.

Zhang, J, Song, J & Wang, J. (2016). Adolescent self‐harm and risk factors. AsiaPacific Psychiatry, 8(4), 287-295.



([1]) امتدت الدرجات على الاستجابات الخمس من (0) إلى (4)، ولتحدید مدى الاستجابات الخمس، تم تقسیم مدى الدرجات إلى 5 فئات طول کل فئة = (4÷ 5) = 0.80

الهیئة العامة للإحصاء. (2016). مسح القوى العاملة: 2016 (الربع الثالث).  تم الاسترجاع على الرابط
مسرد مفاهیم ومصطلحات النوع الاجتماعی. (2006). حقوق النشر للمبادرة الفلسطینیة لتعمیق الحوار العالمی والدیمقراطیة "مفتاح" بالتعاون مع صندوق الأمم المتحدة للسکان UNFPA، القدس / رام الله. تم الاسترجاع على الرابط
www.wafainfo.ps/pdf/sh5.pdf
هیئة الاتصالات وتقنیة المعلومات. (2016). العدد (28) من النشرة الإلکترونیة. عدد جمادى الآخرة/ 1438ه تم الاسترجاع على الرابط
ثانیًا: المراجع الإنجلیزیة:
Andover, M, S. (2014). Non-suicidal self-injury disorder in a community sample of adults. Psychiatry Research, 219(2), 305-310.
Bechthold, J, A & Nuttgens, S. (2014). Nonsuicidal self-injury literature review. Alberta Counsellor, 33(1), 3-9.
Boxer, P. (2010). Variations in risk and treatment factors among adolescents engaging in different types of deliberate self-harm in an inpatient sample. Journal of Clinical Child & Adolescent Psychology, 39(4),470-480.
Bresin, k & Schoenleber, M. (2015). Gender differences in the prevalence of nonsuicidal self-injury: A meta-analysis. Clinical psychology review, 38, 55-64.
Broussard, S, C, & Garrison, M,E, B. (2004). The relationship between classroom motivation and academic achievement in elementary school-aged children. Family and Consumer Sciences Research Journal, 33(2), 106–120.
Brown, S, A. (2008). Personality and non-suicidal deliberate self-harm: Trait differences among a non-clinical population. Psychiatry Research, 169(1), 28-32.
Bylund Grenklo, T, Kreicbergs, U, Valdimarsdóttir, U, A, Nyberg, T, Steineck, G, Fürst, C, J. (2014). Self‐injury in youths who lost a parent to cancer: nationwide study of the impact of family‐related and health‐care‐related factors. PsychoOncology, 23(9), 989-997.
Cerutti, R, Manca, M, Presaghi, F, Gratz, K, L. (2010). Prevalence and clinical correlates of deliberate self-harm among a community sample of Italian adolescents. Journal of Adolescence, 34(2), 337-347.
Cerutti, R, Presaghi, F, Manca, M, Gratz, K, L. (2012). Deliberate self‐harm behavior among Italian young adults: Correlations with clinical and nonclinical dimensions of personality. American Journal of Orthopsychiatry, 82(3), 298-308.
Cipriano, A, Cella, S & Cotrufo, P. (2017). Nonsuicidal self-injury: A systematic review. Frontiers in Psychology, 8, 1-14.
Claes, L, Vandereycken, W, Vertommen, H. (2007). Self-injury in female versus male psychiatric patients: A comparison of characteristics, psychopathology and aggression regulation. Personality and Individual Differences, 42(4), 611-621.
Crowe, M & Bunclarck, J. (2000). Repeated self-injury and its management. International Review of Psychiatry, 12(1), 48-53.
Doyle, L, Treacy, M, P & Sheridan, A. (2015). Self‐harm in young people: Prevalence, associated factors, and help‐seeking in school‐going adolescents. International Journal of Mental Health Nursing, 24(6), 485-494.
Evren, C, Evren, B, Bozkurt, M, Can, Y. (2014). Non-suicidal self-harm behavior within the previous year among 10th-grade adolescents in Istanbul and related variables. Nordic Journal of Psychiatry, 68(7),481-487.
Glenn, C, R, Klonsky, E, D. (2011). Prospective prediction of nonsuicidal self-injury: A 1-year longitudinal study in young adults. Behavior Therapy, 42(4), 751-762.
Gratz, K. (2003). Risk Factors for and Functions of Deliberate Self‐Harm: An Empirical and Conceptual Review. Clinical Psychology: Science and Practice, 10(2), 192-205.
Guay, F, Chanal, J, Ratelle, C, F, Marsh, H, W, Larose, S, Boivin, M. (2010). Intrinsic, identified, and controlled types of motivation for school subjects in young elementary school children. British Journal of Educational Psychology, 80(4), 711–735.
Hawton, K, Rodham, K, Evans, E, Weatherall, R. (2002). Deliberate self harm in adolescents: self report survey in schools in England. British Medical Journal, 325(7374), 1207-1211.
Heath, N. L., Toste, J. R., Nedecheva, T., & Charlebois, A. (2008). An examination of non-suicidal self-injury among college students. Journal of Mental Health Counseling, 30, 137-156.
Hilt, L, M, Cha, C, B, Nolen, H, S. (2008b). Nonsuicidal Self-Injury in Young Adolescent Girls.  Journal of Consulting & Clinical Psychology, 76(1): 63-71.
Hilt, L, M, Nock, M, K, Lloyd-Richardson, E, E, Prinstein, M, J. (2008a). Longitudinal Study of Nonsuicidal Self-Injury Among Young Adolescents. The Journal of Early Adolescence, 28(3), 455-469.
Hooley, J, M, Ho, D, T, Slater, J, Lockshin, A. (2010). Pain perception and nonsuicidal self-injury. Personality Disorders: Theory, Research & Treatment, 1(3), 170-179.
Kharsati, N & Bhola, P. (2015). Patterns of non-suicidal self-injurious behaviours among college students in India. International Journal of Social Psychiatry, 61(1), 39-49.
Klonsky, E, D, May, A, M, Glenn, C, R. (2013). The relationship between nonsuicidal self-injury and attempted suicide: converging evidence from four samples. Journal of Abnormal Psychology, 122(1), 231-237.
Law, B, M, F, Shek, D, T, L, Fhkps, B, B, S. (2013).  Self-harm and suicide attempts among young Chinese adolescents in Hong Kong: Prevalence, correlates, and changes. Journal of Pediatric & Adolescent Gynecology, 26(3), 26-32.
Laye-Gindhu, A, Schonert-Reichl, K, A. (2005). Nonsuicidal self-harm among community adolescents: Understanding the "whats" and "whys" of self-harm. Journal of Youth & Adolescence, 34(5), 447-457.
MacLaren, V, V & Best, L, A.  (2010). Nonsuicidal self-injury, potentially addictive behaviors, and the Five Factor Model in undergraduates. Personality and Individual Differences, 49(5), 521-525.
Mangnall,J.  (2008). A literature review of deliberate self‐harm. Perspectives in Psychiatric Care, 44(3), 175-184.
McCrae, R. R & Costa, P. T. (2003). Personality in adulthood: A five- factor theory perspective. Guilford Press.
McMahon, E, M, Reulbach, U, Corcoran, P, Keeley, H, S, Perry, I, J, Arensman, E. (2010). Factors associated with deliberate self-harm among Irish adolescents. Psychological Medicine, 40(11), 1811-1819.
Mohl, B & Skandsen, A. (2012). The prevalence and distribution of self‐harm among Danish high school students. Personality & Mental Health, 6(2), 147-155.
Muehlenkamp, J,J, Hoff, E, R, Licht, J, G, Azure, J, A, Hasenzahl, S, J. (2008). Rates of non-suicidal selfInjury: A cross-sectional analysis of exposure. Current Psychology, 27(4), 234-241.
Nixon, M,K, Cloutier, P & Jansson, S, M. (2008). Nonsuicidal self-harm in youth: A population-based survey. Canadian Medical Association Journal, 178(3), 306-312.
Nixon, M,K, Cloutier, P, F & Aggarwal, S. (2002). Affect regulation and addictive Aspects of repetitive self-injury in hospitalized adolescents. Journal of the American Academy of Child & Adolescent Psychiatry, 41(11), 1333-1341.
Nock, M, K, & Prinstein, M, J. (2004). A functional approach to the assessment of self mutilative behavior. Journal of Consulting & Clinical Psychology, 72 (5), 885–890.
Nock, M, K, & Prinstein, M, J. (2005). Contextual features and behavioral functions of self-mutilation among adolescents. Journal of Abnormal Psychology, 114, 140-146.
Nock, M. K. (2008). Actions speak louder than words: An elaborated theoretical model of the social functions of self-injury and other harmful behaviors. Applied and Preventive Psychology, 12, 159-168.
Sornberger, M,J, Heath, N,L, Toste, J,R, & McLouth, R. (2012). Nonsuicidal self-injury and gender: Patterns of prevalence, methods, and locations among adolescents. Suicide & Life Threatening Behavior, 42 (3), 266–278.
Swahn, M, H, Ali, B, Bossarte, R, M, Van Dulmen, M, Crosby, A, Jones, A, C, Schinka, K, C. (2012). Self-harm and suicide attempts among high-risk, urban youth in the U.S.: shared and unique risk and protective factors. International Journal of Environmental Research and Public Health, 9(1), 178-191.
Toprak, S, Cetin, I, Guven, T, Can, G, Demircan, C. (2010). Self-harm, suicidal ideation and suicide attempts among college students. Psychiatry Research, 187(1-2), 140-144.
Tormoen, A, J, Rossow, I, Larsson, B, Mehlum, L. (2013). Nonsuicidal self-harm and suicide attempts in adolescents: differences in kind or in degree? Social Psychiatry & Psychiatric Epidemiology, 48(9), 1447-1455.
Whitlock, J & Purington, A. (2013). The brief non-suicidal self-injury assessment tool (BNSSI-AT): The Cornell research program on self-injury and recovery. Retrieved from http://www.selfinjury.bctr.cornell.edu/perch/resources/bnssi-at-revised-final-3-3.pdf
Wilkinson, B. )2011(.Current trends in remediating adolescent self-injury: An integrative review. Journal of School Nursing, 27 )2(, 120-1 28.
Wu, D, Rockett I,R, Yang, T, Feng, X, Jiang, S, Yu, L. (2016). Deliberate self-harm among Chinese medical students: A population-based study. Journal of Affective Disorders, 202, 137-144.
Zetterqvist, M, Lundh, L,G, Dahlström, Ö, Svedin, C, G. (2013). Prevalence and Function of Non-Suicidal Self-Injury (NSSI) in a Community Sample of Adolescents, Using Suggested DSM-5 Criteria for a Potential NSSI Disorder. Journal of Abnormal Child Psychology, 41(5), 759-773.
Zhang, J, Song, J & Wang, J. (2016). Adolescent self‐harm and risk factors. AsiaPacific Psychiatry, 8(4), 287-295.