أثر برنامج قائم على التدخل الإيجابي المختصر لتنمية بعض مهارات إدارة الذات على خفض استخدام المواد لدى طلاب دبلوم العام الواحد

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

المستخلص

هدفت الدراسة إلى تعرف سوء استخدام المواد بين الذکور والإناث في مراحل النمو المختلفة (طفولة، ومراهقة، وشباب، وکبار سن)؛ لدى عينة الدراسة المسحية الاستطلاعية من ريف وحضر محافظة المنيا؛ بلغ عددهم (3732) فردا. کما هدفت الدراسة إلى تعرف أثر برنامج قائم على التدخل الإيجابي المختصر لتنمية بعض مهارت إدارة الذات على خفض استخدام المواد لدى طلاب دبلوم العام الواحد بکلية التربية جامعة المنيا؛ بلغ عددهم (36) طالبا. وللتحقق من فروض الدراسة قامت الباحثة بإعداد واستخدام الأدوات التالية؛ استمارة جمع المعلومات حول سوء استخدام المواد، واستمارة المقابلة الکلينيکية، ومقياس سوء استخدام المواد، ومقياس بعض مهارات إدارة الذات، وبرنامج التدخل الإيجابي المختصر. وقد أوضحت نتائج فرض الدراسة الاستطلاعية أن؛ عدد الأفراد الذين أساءوا استخدام المواد بهدف التطبيب الذاتي کان (2213) فردا، بينما الذين أساءوا الاستخدام بهدف غير التطبيب الذاتي کان (1519) فردا. وقد کانت أکثر المراحل العمرية إساءة للاستخدام هي مرحلة الشباب (21: 40) سنة. وکان الذکور أعلى في سوء استخدام المواد من الإناث. وکانت المواد –ذات التأثير النفسي- هي أعلى المواد المساء استخدامها بهدف غير التطبيب الذاتي، وکان ترتيب تکراراتها في سوء الاستخدام هو؛ مشتقات الأفيون، والمنشطات، والحشيش. وکانت الوحدة البشرية لتعاطي هذه المواد هي؛ العامل، الذکر، المتزوج. کما أظهرت نتائج الدراسة التجريبية الأثر الکبير لبرنامج التدخل الإيجابي المختصر المستخدم، واستمرار هذا الأثر لمدة شهرين بعد انتهاء تطبيقه في تنمية بعض مهارات إدارة الذات (التحکم الذاتي، وتوجيه الذات، وحل المشکلات، والمواجهة الإيجابية)، وکذلک في خفض استخدام المواد لدى أفراد العينة الإرشادية.

الكلمات الرئيسية


أثر برنامج قائم على التدخل الإیجابی المختصر لتنمیة بعض مهارات إدارة الذات على خفض استخدام المواد لدى طلاب دبلوم العام الواحد

د. الشیماء محمود سالمان

(مدرس الصحة النفسیة، کلیة التربیة - جامعة المنیا)

ملخص الدراسة:

هدفت الدراسة إلى تعرف سوء استخدام المواد بین الذکور والإناث فی مراحل النمو المختلفة (طفولة، ومراهقة، وشباب، وکبار سن)؛ لدى عینة الدراسة المسحیة الاستطلاعیة من ریف وحضر محافظة المنیا؛ بلغ عددهم (3732) فردا. کما هدفت الدراسة إلى تعرف أثر برنامج قائم على التدخل الإیجابی المختصر لتنمیة بعض مهارت إدارة الذات على خفض استخدام المواد لدى طلاب دبلوم العام الواحد بکلیة التربیة جامعة المنیا؛ بلغ عددهم (36) طالبا. وللتحقق من فروض الدراسة قامت الباحثة بإعداد واستخدام الأدوات التالیة؛ استمارة جمع المعلومات حول سوء استخدام المواد، واستمارة المقابلة الکلینیکیة، ومقیاس سوء استخدام المواد، ومقیاس بعض مهارات إدارة الذات، وبرنامج التدخل الإیجابی المختصر. وقد أوضحت نتائج فرض الدراسة الاستطلاعیة أن؛ عدد الأفراد الذین أساءوا استخدام المواد بهدف التطبیب الذاتی کان (2213) فردا، بینما الذین أساءوا الاستخدام بهدف غیر التطبیب الذاتی کان (1519) فردا. وقد کانت أکثر المراحل العمریة إساءة للاستخدام هی مرحلة الشباب (21: 40) سنة. وکان الذکور أعلى فی سوء استخدام المواد من الإناث. وکانت المواد –ذات التأثیر النفسی- هی أعلى المواد المساء استخدامها بهدف غیر التطبیب الذاتی، وکان ترتیب تکراراتها فی سوء الاستخدام هو؛ مشتقات الأفیون، والمنشطات، والحشیش. وکانت الوحدة البشریة لتعاطی هذه المواد هی؛ العامل، الذکر، المتزوج. کما أظهرت نتائج الدراسة التجریبیة الأثر الکبیر لبرنامج التدخل الإیجابی المختصر المستخدم، واستمرار هذا الأثر لمدة شهرین بعد انتهاء تطبیقه فی تنمیة بعض مهارات إدارة الذات (التحکم الذاتی، وتوجیه الذات، وحل المشکلات، والمواجهة الإیجابیة)، وکذلک فی خفض استخدام المواد لدى أفراد العینة الإرشادیة.


Effect of briefly positive intervention based program to develop some skills of self-management on reducing drug abuse for one-year educational diploma students

Dr. Alshaimaa Mahmoud Salman

(Mental Health Lecturer, Fac. of Education – Minia University)

Abstract:

This study aimed to detect drug abuse between males and females in different developmental stages (childhood, adolescence, young, and the elderly); among rural and urban sample of exploratory survey in Minia governorate; numbered (3732) individuals. The study also aimed to clarify the effect of briefly positive intervention based program to develop some skills of self-management on reducing drug abuse for one-year educational diploma students from Faculty of Education - Minia University; numbered (36) students. Study tools was; Fill in information form of Drug Abuse (FDA), Clinical case Reporting Form (CRF), Drug Abuse Questionnaire (DAQ), some skills of Self – Management Questionnaire (SMQ), and the Briefly Positive Intervention based Program (BPIP). Results of exploratory study hypotheses indicated that; drug abuse for self-medication was (2213) indiv. While drug abuse for non medical purposes was (1519) indiv. Male numbers were more than female ones in drug abuse. The young stage (21: 40 years) was the most numerous stage in drug abuse. Drugs which are abused for non medical purposes were – in order -; chemical opiates, stimulants, and marijuana. Individual characters for drug abuse were – respectively - ; worker, male, married.  The results of experimental study represented the big impact of BPIP, and the continuity of this impact after two months of ending program on developing some skills of self-management; (self control, self directed, problem solving, and positive facing), and in reducing drug abuse for the clinical sample.


أثر برنامج قائم على التدخل الإیجابی المختصر لتنمیة بعض مهارات إدارة الذات على خفض استخدام المواد لدى طلاب دبلوم العام الواحد

د. الشیماء محمود سالمان

(مدرس الصحة النفسیة، کلیة التربیة - جامعة المنیا)

 

أولا: مقدمة ومشکلة الدراسة:

          اعتاد الإنسان منذ فجر التاریخ على البحث عن مواد مختلفة لتخفیف آلامه أو استشفائه وحتى لتغییر حالات الوعی. وتعتبر المواد المغیرة لحالات الوعی سلاح ذو حدین فهی مواد مهمة للشفاء من ناحیة، ولکنها من ناحیة أخرى مواد تؤثر على الدماغ والجهاز العصبی من أجل تعدیل المزاج، ومن أجل إحداث مشاعر من المتعة والاسترخاء، مما قد یؤدی من ناحیة أخرى إلى الاعتماد علیها.

وتعتبر إساءة استخدام المواد من المشکلات المهمة التی تهدد کیان الفرد والمجتمع على حد سواء لما ینتج عنها من مشکلات صحیة واجتماعیة. إذ أن أغلب هذه المواد کالکحولات أو التدخین أو العقاقیر الممنوعة وغیر القانونیة ذات أثر نفسی، فتؤدی إلى الاعتماد علیها فیما یعرف بالإدمان. وما یزید من حدة هذه المشکلة أن الفرد لم یعد یسئ استخدام مادة واحدة وإنما أکثر من مادة فی نفس الوقت، کما أن هذه المشکلة تنتشر انتشارا سریعا بین الشباب والمراهقین نتیجة لأفکارهم ومعتقداتهم الإیجابیة تجاه هذه المواد ما یجعلهم یقبلون علیها. هؤلاء الشباب هم القوة البشریة المنتجة للوطن؛ ما قد ینبئ بتدمیر مجتمعنا فی مستقبل لیس ببعید.

          وعلى الرغم من النتائج الخطیرة المترتبة على سوء استخدام المواد ؛ إلا أن تأثیراتها المبدئیة على الفرد تکون سارة فی العادة، وهو عامل ربما یکون کامنا فی جذور الاضطرابات المرتبطة بالمواد. وتعتبر معاملة الأفراد مسیئی استخدام المواد بطریقة سیئة، ووصمهم بمصطلحات شاذة، واتهامهم بضعف الإرادة؛ لا تجعل الطرق العلاجیة فاعلة معهم. لذا یعد غالبیة المتخصصین فی الصحة النفسیة والجسدیة أن سوء استخدام المواد – ذات التأثیر النفسی - والتعلق بها عبارة عن مرض له علامات وأعراض محددة یمکن علاجه. (کاس، أولدام، وبارادیس، 2009، 164)

          ویجب الادراک أن عملیة الاعتماد أو الإدمان هی عملیة متطورة. ففی البدایة یکون الفرد اتجاهات وتوقعات إیجابیة نحو المادة مما یدفعه لتجربة استخدامها. بینما إذا زاد ادراک خطورة المادة، کلما قل احتمال استخدامها. وتجدر الإشارة إلى أن الخبرات الخاصة بتأثیرات المواد مثل قدرتها على تخفیف التوتر، وزیادة العدوان، وزیادة الطاقة الجنسیة، تنبئ بتکرار استخدام المواد والکحول. فالتوقعات عن تأثیر المواد له دور مهم فی تجربتها وتکرار تناولها. فإذا مر الفرد بحالة من الحیویة Euphoria - وهی حالة نفسیة مرتفعة للشعور بالسعادة أو تقلیل الإحساس بالسوء والمعاناة– فإن المخ یتعود علیها ویبدأ فی إرسال إشارات بحتمیة تکرارها. فیبدأ الفرد فی استخدامها بشکل منتظم حتى یعتاد حالة الحیویة ویصبح تأثیرها منخفضا، ومن ثم ینخرط فی استخدامها بکثافة. وفی النهایة یتعاطاها أو یصبح معتمدا علیها. (جونسون،2015، 605)

          ومن هنا یتضح الجانب الأول من مشکلة الدراسة؛ وهو أن استخدام المواد – خاصة ذات التأثیر النفسی منها – تدفع الفرد إلى تکرار تناولها أملا فی تکرار الإحساس بمشاعر سارة للفرد مما یؤدی إلى سوء الاستخدام الذی یعتبر خطوة خطیرة تستوجب التدخل العلاجی قبل تطور الأمر إلى الاعتماد وإدمان تلک المواد.

          ومن المسلم به فی نظر البعض أن هناک من الأفراد من یمتلکون الاستعداد الوراثی للکآبة، إلا أن الرأی الأفضل أنه من الأفراد من یمیلون إلى الانتباه إلى عناصر الموقف أو الخبرة، وتفسیر نواتج الموقف أو الخبرات بناء على جوانب إیجابیة. وهؤلاء قد یشعرون بالسعادة أکثر فی حیاتهم أو على الأقل یخففون من وطأة ضغوط حیاتهم؛ على عکس الآخرین الذین یغفلون جوانب جیدة من حیاتهم، ویرکزون على حظهم السئ وخساراتهم الفادحة؛ ما یوجههم إلى الشعور بالکآبة، وربما الاکتئاب. وقد یمیل بعض هؤلاء الأفراد إلى التکیف مع هذه الضغوط بأسالیب سلبیة؛ کتناول العقاقیر وإساءة استخدامها.

وتتأثر إساءة استخدام المواد والقابلیة للإدمان بعوامل متداخلة لدى الفرد؛ منها عوامل خطرة؛ کالفشل الأکادیمی، وضعف المهارات الاجتماعیة، والوالدین المدمنین أو المتورطین فی سلوکیات إجرامیة، وهی عوامل تعظم من فرص تناول المادة. وقد تقود الفرد إلى سوء الاستخدام والإدمان. کما توجد عوامل واقیة تقلل من مخاطر وقوع الفرد فی الإدمان. وهذه العوامل فی مجملها تتأثر بالنوع، والمرحلة النمائیة للفرد، وبیئته الاجتماعیة المحیطة، وخلفیته الثقافیة. فالأطفال والمراهقین ذوی الاضطرابات النفسیة تزید فرص إساءة استخدامهم للعقاقیر وقابلیتهم للإدمان عن الباقین. إذ تشیر الأدبیات النفسیة إلى أن خطورة سوء استخدام المواد تتضح فی فترات الانتقال والتغییر؛ خاصة فی مرحلة المراهقة، وعقب المشکلات الأسریة؛ کالطلاق والوفاة.  (ریینکر، 2009، 345)

وقد اختلفت الدراسات والأدبیات السابقة حول أی من المراحل العمریة أکثر فی سوء الاستخدام المواد. ولقلة الدراسات المسحیة الوصفیة الحدیثة حول انتشار ظاهرة سوء استخدام المواد – حسب علم الباحثة – فلکی یمکن تحدید العینة العمریة الملائمة لمشکلة الدراسة یجب اجراء دراسة مسحیة وصفیة حول ظاهرة سوء استخدام المواد، وهنا یظهر الجانب الثانی من مشکلة الدراسة.

وقد استخدمت طرقا علاجیة من کافة الأنواع لمساعدة الأفراد على الشفاء من استخدام هذه المواد مثل؛ الکحول والنیکوتین والمواد غیر المشروعة کالهیروین والکوکایین. کما تم تجریب الطرق البیولوجیة لعلاج الأفراد من سوء الاستخدام؛ کاستبدال المادة بأخرى أقل خطورة أو استخدام العلک واللواصق فی حالة التدخین بالنیکوتین. إلا أن هذه الوسائل لم تنجح إلا بادماجها مع طرق علاجیة نفسیة تهدف لمساعدة المرضى على مقاومة الضغوط الحیاتیة التی تدفعهم لسوء الاستخدام، أو التحکم فی انفعالاتهم دون الاعتماد على المواد الکیمیائیة، والاستفادة من وسائل المساندة الاجتماعیة. (جونسون، 2015،  648)

وقد دعت الضرورة لتحسین لتقدیم سبل الوقایة والتدخل لدى مسیئی استخدام المواد لارتفاع احتمال تورطهم فی الإدمان، وتوعیتهم بالأسالیب التربویة الملائمة؛ کما أوصت لجنة المستشارین العلمیین (1991، 163). وتعتبر التدخلات المختصرة من الطرق العلاجیة النفسیة المتاحة فی مشکلة إساءة استخدام المواد؛ فهی واحدة من الأدوات المتعددة المتاحة للمعالجین ولکنها غیر مخصصة للعملاء ذوی المستوى العالی للاعتماد والذین دخلوا مرحلة الإدمان. وتهدف التدخلات المختصرة محددة المشکلات إلى زیادة العوائد الإیجابیة کخطوة ممهدة للعلاجات الإرشادیة الأخرى بعیدة المدى؛ لأنها تتیح فرص العنایة الأولیة والمنزلیة لمشکلة إساءة استخدام مادة محددة. وتفید التدخلات المختصرة فی تحدید شکل التغیرات السلوکیة المتوقعة من العمیل فی عملیة العلاج مثل ما إذا کان العمیل سوف یقلل أو یتوقف عن إساءة استخدام المادة بنفسه أم لا. کما أنها مفیدة فی التعامل مع مشکلات فردیة محددة؛ کالمشکلات الأسریة أو الانفاق الشخصی أو بطالة العمل؛ لذا یعود أثر فائدة التدخلات المختصرة على العمیل والأسرة والمجتمع. (Barry, 1999, 32)

          ولأن التدخلات المختصرة ترکز على العوائد الإیجابیة لتشجیع العمیل على اکمال العلاج. فالتدخلات الإیجابیة ترکز على تطویر الذات وإیجاد المعنى فی حیاة العمیل. ویتخذ التدخل الإیجابی بهذه الطریقة طرقا مختلفة کالاستبصار الذاتی واکساب مهارات إدارة الذات وذلک بتحدید أفضل امکانیات الفرد وجهوده الموجهة لتطویر تلک الامکانات واستخدامها لتحقیق الأهداف الذاتیة مما یکسب الحیاة معنى وقیمة. (دولفافی، 2011، 127)

ویهدف التدخل النفسی الإیجابی إلى الحفاظ على الملامح الإیجابیة لحیاة العملاء واضحة فی عقولهم وتقویة هذه الملامح دون الترکیز على المشکلات. کما تعنی التدخلات التی تعتمد على تحقیق عوائد ومتغیرات إیجابیة إلى تکوین حصیلة من المشاعر والسلوکیات والمعارف الإیجابیة، وباعتبار هذه العوائد هدفا أساسیا یتمحور حوله التدخل الإیجابی. وتعتبر التدخلات الإیجابیة مفیدة فی حالات الاکتئاب والمعتمدین على الکحولات؛ إذ تهدف إلى تحقیق التحسین أکثر من إعادة الإصلاح وإلى مساعدة الفرد لإدارة ذاته أکثر من العلاج. (Kahler, Spillane, Day, Clerkin, Parks, Leventhal & Brown, 2011, 15)

وتعتبر التدخلات الإیجابیة مفیدة للأفراد مسیئی استخدام المواد والذین لا یعانون أی اضطرابات عقلیة. لأن هذه التدخلات تهدف أولا لمساعدة الذات أکثر من العلاج، فهی تهتم بتنمیة جوانب إیجابیة (إدارة الذات فی هذه الدراسة) بدلا من الترکیز على المشکلات التی تدمر الذات (سوء استخدام المواد فی هذه الدراسة). (Kashdan & Ciarrochi; n. d., 3-4)

لذا کان من الضروری مساعدة الأفراد مسیئی استخدام المواد على تغییر مشاعرهم وأفکارهم الإیجابیة نحو تناول المواد، ومساعدتهم على إدارة ذواتهم نحو النجاح، والتفکیر فی حلول لمشکلاتهم بصورة أکثر إیجابیة، وإحداث التغییر السلوکی بالتوقف عن تناول المواد من خلال تدخل إیجابی مختصر. ومن هنا یتضح الجانب الثالث من مشکلة الدراسة وهو؛ استخدام تدخل مختصر یفید فی عملیة الإقلاع عن تناول المواد – ذات التأثیر النفسی – وملائم للعینة، وذو طابع إیجابی لتحقیق عوائد النجاح للفرد بمساعدته على إدارة ذاته لیستطیع مواجهة ضغوط حیاته بإیجابیة ویحل مشکلاته بدلا من الهروب منها، ویضبط انفعالاته إرادیا بدلا عن تناول مادة تؤثر فی انفعالاته. ومن هنا جاءت مشکلة الدراسة بمحاولة استخدام برنامج قائم على التدخل الإیجابی المختصر لتنمیة بعض مهارات إدارة الذات واختبار أثره على خفض استخدام المواد. ویمکن تحدید مشکلة الدراسة فی التساؤلات التالیة:

‌أ.        هل تختلف إساءة استخدام المواد لدى المراحل العمریة المختلفة (طفولة، ومراهقة، وشباب، وکبار السن)؛ ذکورا وإناثا؟

‌ب.    ما أثر برنامج قائم على التدخل الإیجابی المختصر لتنمیة بعض مهارات إدارة الذات على خفض استخدام المواد لدى أفراد المجموعة الإرشادیة؟

‌ج.     هل یستمر أثر البرنامج المستخدم لتنمیة بعض مهارات إدارة الذات على خفض استخدام المواد لدى أفراد المجموعة الإرشادیة بعد شهرین من انتهاء تطبیقه ؟

ثانیا:أهداف الدراسة: تهدف الدراسة إلى؛

‌أ.        الکشف عن سوء استخدام المواد لدى مراحل عمریة مختلفة (طفولة، ومراهقة، وشباب، وکبار السن).

‌ب.    تعرف أکثر مراحل النمو ذات الاستخدام السیئ للمواد وتصنیف هذه المواد وخطورتها.

‌ج.     تصمیم برنامج قائم على التدخل الإیجابی المختصر لتنمیة بعض مهارات إدارة الذات والکشف عن أثره فی خفض استخدام المواد لدى أفراد المجموعة الإرشادیة، وامکانیة استمرار فاعلیته لمدة شهرین بعد انتهاء تطبیقه.

ثالثا: أهمیة الدراسة: تتضح أهمیة الدراسة النظریة والتطبیقیة من خلال ما یلی:

أ‌.        الأهمیة النظریة:

  1. تکم أهمیة الدراسة فی إجراء دراسة مسحیة عن سوء استخدام المواد نظرا لندرة الأبحاث الوبائیة الوصفیة التجریبیة والتی تهتم بانتشار اضطراب ما طبقا للتوزیع الجغرافی، ودراسة امکانیة إحداث تغییرات فی استخدام المواد بالتحکم فی متغیر آخر وهو؛ إدارة الذات فی هذه الدراسة.
  2. تعرف إساءة استخدام المواد ونوعیتها لدى مراحل عمریة مختلفة (طفولة، ومراهقة، وشباب، وکبار السن)، والکشف عن ما إذا کانت توجد اختلافات بین الذکور والإناث فی إساءة استخدام المواد.
  3. کما تتمثل أهمیة الدراسة فی تصمیم وبناء استمارة المقابلة الکلینیکیة لسوء استخدام المواد، ومقیاس سوء استخدام المواد، ومقیاس لبعض مهارات إدارة الذات، وکذلک برنامج قائم على التدخل الإیجابی المختصر لتنمیة بعض مهارات إدارة الذات، وما قد یمثله ذلک من إضافة للتراث البحثی السیکولوجی.
  4. تنمیة القدرات الشخصیة المبنیة على نقاط القوة فی الشخصیة لدى أفراد المجموعة الإرشادیة من خلال برنامج قائم على التدخل الإیجابی المختصر لتنمیة بعض مهارات إدارة الذات نحو مشکلة قائمة بذاتها وهی سوء استخدام المواد.

ب‌.    الأهمیة التطبیقیة:

  1. نشر التوعیة لدى الوالدین والمعلمین والمربین بخطورة سوء استخدام المواد من خلال دراسة مسحیة لقرى ومدن محافظة المنیا؛ والتی قامت بها الباحثة بمساعدة طلاب کلیة التربیة من دبلوم العام الواحد بجامعة المنیا.
  2. المساعدة فی خفض نسبة مسیئیی استخدام المواد فی المجتمع والمعرضین لخطر الإدمان باستخدام برنامج قائم على التدخل الإیجابی المختصر لتنمیة بعض مهارات إدارة الذات، وخفض استخدام المواد.
  3. تبصیر المعلمین من طلاب دبلوم العام الواحد (عینة الدراسة الإرشادیة) بأهمیة الجوانب الإیجابیة فی شخصیتهم، وکیفیة إدارتها بأسالیب ناجحة تتسم بالإقدام، ولیس إدارتها بأسالیب غیر ناضجة مثل سوء استخدام المواد.

رابعا: مصطلحات الدراسة:

‌أ.        سوء استخدام المواد: ویعرف فی هذه الدراسة بأنه " تناول مادة/ مواد کیمیائیة أو عضویة بصورة متکررة مرة على الأقل أسبوعیا بهدف غیر التطبیب الذاتی، لإحداث تأثیر على الوظائف النفسیة والجسدیة مع معرفة الفرد للأضرار الناتجة عن تکرار تناول المادة، للوصول إلى إحساس خادع بالراحة والعافیة والثقة، ویظهر هذا الاضطراب خلال 12 شهر من سوء الاستهلاک".

‌ب.    إدارة الذات: وتعنی فی هذه الدراسة " مجموعة من المهارات التی تساعد الفرد على استغلال وتوجیه مشاعره وأفکاره وامکانیاته إیجابیا نحو تحقیق التغییر فی سلوکیاته للأفضل؛ وتشمل مهارات التحکم الذاتی، وتوجیه الذات، وحل المشکلات، والمواجهة الإیجابیة". وتعرف هذه المهارات إجرائیا فی الدراسة الحالیة کما یلی:

  1. التحکم الذاتی : هو سیطرة الطالب المعلم على انفعالاته والتزامه بما یضعه من خطط لتحقیق أهدافه.
  2. حل المشکلات: هو اتباع الطالب المعلم لخطوات علمیة متدرجة تتضمن تحدید الموقف ومتغیراته وتعرف المشکلة وما یتعلق بها من معلومات ووضع بدائل للاختیار فیما بینها.
  3. توجیه الذات: هو محاولة الطالب المعلم لتحدید نقاط القوة والضعف فی شخصیته وتخصیص جزء من وقته للتفکیر فیها، واتخاذ خطوات إجرائیة لتعدیل سلوکه، بهدف تجنب الأخطاء وتعدیل جوانب الضعف. 
  4. المواجهة الإیجابیة: وهی تعبر عن محاولة الطالب المعلم لاستحضار انفعالات إیجابیة فی الموقف، واتباعه لأسالیب إقدامیة لحل مشکلاته، ومخاطبة ذاته بالتأکید على مواطن القوة فی شخصیته.

‌ج.     برنامج التدخل الإیجابی المختصر: ویعرف فی هذه الدراسة "مجموعة من الممارسات الإرشادیة البسیطة قصیرة المدى تهدف لاستخدام تطبیقات علم النفس الإیجابی لتحقیق الأداء الإنسانی الأفضل والإحساس بالنجاح والرضا عن الذات من خلال التدریب على استخدام بعض مهارات إدارة الذات فی اتجاه الحد من إساءة استخدام المواد".

خامسا:الإطار النظری:

أ‌.        سوء استخدام المواد:    

میَز الدلیل التشخیصی والإحصائی الرابع المعدل Diagnostic and Statistical manual of Mental disorders (DSM-4R)  بین مصطلحی سوء استخدام المواد ومصطلح الاعتماد على المواد، فـ "سوء استخدام المواد" هو مواصلة استخدام المواد على الرغم من معرفة المشکلات الناتجة عنها، واستهلاکها بصورة متکررة فی المواقف الحرجة، مما قد یترتب علیها من مشکلات اجتماعیة وقانونیة، ویظهر هذا الاضطراب خلال 12 شهر من سوء الاستهلاک دون وجود تعلق بالمادة. أما "الاعتماد على المواد" فهو الاستهلاک المتزاید للمادة متضمنا؛ زیادة الجرعة، وزیادة التحمل، وزیادة الوقت من أجل الحصول على الجرعة مع ظهور أعراض السحب، وتقیید وقت الفراغ بسبب الاستهلاک، ووجود رغبة مستمرة فی التعاطی مع محاولات متکررة فاشلة فی السیطرة على تناول المادة نظرا لتعلق الفرد بها. (ریینکر،2009 ، 327)

ویقصد سویف (1990، 10) بمصطلح سوء استخدام الدواء بأنه؛ تناول أی مادة نفسیة لغیر غرض طبی وبدون إذن طبی. وهو لا یجد فرقا بین سوء الاستخدام والتعاطی غیر الطبی ، إنما یجد فرقا بین سوء الاستخدام والتعاطی بهدف التطبیب الذاتی؛ الذی یتناول فیه الفرد الدواء لغرض طبی ولکن دون إذن طبی؛ والمتعاطون فی هذه الفئة الأخیرة یمثلون نسبة من متعاطی المواد النفسیة. بینما یعرف المعهد القومی لإساءة استخدام الدواء National Institute on Drug Abuse (NIDA), 2010 سوء استخدام المواد بأنه مرض مخی مزمن؛ إذ أن هذه المواد تغیر من استجابات المخ وکیفیة عمله. هذه التغییرات المخیة قد تکون طویلة الأمد مع استمرار سوء استخدام مما قد یصحبه سلوکیات مؤذیة لدى هؤلاء الأفراد. کما إن استخدام الفرد للمادة یصاحبه اعتقاد أن لهذه المادة قد یکون لها تأثیر إیجابی وأنه – أی الفرد - یمکنه التحکم فی استخدامه، ولکن سریعا ما تنهی هذه المواد حیاته کنتیجة لزیادة الجرعات المتناولة.    

ویتضح من التعریفات السابقة أن سوء استخدام المواد یشمل التناول المتکرر لمدة 12 شهر على الأقل، ویکون مصحوبا باضطراب فی سلوک الفرد؛ على الرغم من معرفته بخطورة هذا التناول المستمر، ویظهر سوء استخدام المواد لدى متناولیه دون إشراف طبی، وخارج الجرعات العلاجیة المسموحة. ویعکف مسیئی استخدام المواد على تکرار تناولها سواء بهدف التطبیب الذاتی أم لا.

          ویرجع تسمیة تلک المواد بأنها ذات أثر نفسی إلى أنها تسبب تعلقا نفسیا. ویعرف ذلک من خلال أعراض الانسحاب؛ وهو مجموعة الأعراض الجسمیة الفسیولوجیة والنفسیة التی تحدث للفرد نتیجة التوقف المفاجئ عن تعاطی مادة ما، وتعتبر هذه الأعراض دلیلا على حدوث اعتماد جسمی ونفسی على هذه المادة. وتختلف أعراض الانسحاب هذه من مادة إلى أخرى وکذلک حسب مدة التعاطی وکمیة وعدد الجرعات التی یتعاطاها الفرد.

فتکرار تناول هذه المواد – خاصة ذات الأثر النفسی – سرعان ما تسبب تعلقا جسدیا بجانب التعلق النفسی. وللتعلق الجسدی معیاران؛ الأول هو التحمل؛ وهو یعنی زیادة کمیة الجرعة للوصول إلى الأثر المرغوب، والثانی هو ظواهر الحرمان بعد التوقف عن تناول المادة؛ ویعبر عن نفسه فی أعراض مختلفة کالحرارة والشعور بالبرد وآلام الأعضاء. کما یظهر على مسیء استخدام المواد آثارا اجتماعیة؛ ومنها اهمال وتضییق العلاقات الاجتماعیة، وتراجع قدرات الانجاز المهنیة، وظواهر تدمیر الحیاة الشخصیة، وقد یؤدی إلى أنماط جنائیة وأعمال غیر قانونیة بهدف الحصول على المادة. (کاس وآخرون،2009،  158-159)

إن هذه المواد هی ترکیبات کیمیائیة قد تتشابه فی بنیاتها مع مواد مهمة بالمخ فتستطیع الإحلال محلها. ومن المناطق التی تتأثر بإساءة استخدام المواد ؛ النخاع المستطیل Brain stem، والجهاز اللمبیLimpic system ، والقشرة المخیة Cerebral cortex. وتقوم تلک المواد -إذا ما ساء استخدامها- بتنشیط کمیات الدوبامین، والناقلات العصبیة الأخرى بمقدار مرتین إلى عشرة أضعاف کمیات الدوبامین التی تنشطها الحوافز الطبیعیة. وهذا یؤدی إلى رسائل غیر عادیة یتم نقلها خلال الشبکات العصبیة. وتختلف هذه المواد فی أثرها على الناقلات العصبیة بزیادة کمیاتها أو منع دورانها خلال الشبکات العصبیة کالماریجوانا والهروین والأمفیتامینات والکوکایین. کما یختلف هذا الأثر أیضا بین الحقن والتدخین؛ ففی حالة الحقن یحدث هذا التأثیر فی الحال، ویتفوق فی تأثیره على مراکز السعادة ولفترة أطول من تلک الحوافز الطبیعیة، وهذا ما یوضح مخاطر السلوک التی یتبعها الفرد فی تناول هذه المواد. (NIDA, 2010: 15-18)

وإذ تعتبر مواد کالحشیش والکوکایین والهروین غیر قانونیة فالمنومات والمهدئات والمنشطات النفسیة أخذت تنافس المواد غیر القانونیة فی سوء الاستخدام. وتستخدم مشتقات الأفیون الکیمیائیة المصنعة فی تخفیف الألم واستجلاب النوم؛ فهذا ما یجعلها الأکثر طلبا لأغراض العلاج ولکنها تؤدی إلى الاعتماد.

لذلک أدرج الدلیل التشخیصی والإحصائی للاضطرابات النفسیة الخامسDSM-5 مشتقات الأفیون المصنعة فی فئة المهدئات والمسکنات، وکفئة مشتقة من اضطراب استخدام المسکنات/ منوم/ مزیل للقلق. وتحدث الأفیونات أثرها من خلال تنشیط المستقبلات العصبیة للجسم body's own opioid system کالأندورفین والإنکیفالینات وهذا ما یجعل تأثیرها سارا یستمر لفترة نصف عمر من خمس إلى سبع ساعات. (جونسون، 2015، 590)

وحسب ما ورد فی صندوق مکافحة وعلاج الإدمان والتعاطی (2002، 24)، أنه ما إن تزول الأعراض السارة والمریحة لمشتقات الأفیون المصنعة؛ یشعر الفرد بعدد من الأعراض الاکتئابیة، وتدهور فی الطاقة العقلیة؛ وخاصة فیما یتعلق بالتفکیر العقلانی الواقعی المنظم، ما یؤثر على مراکز اتخاذ القرار، وحل المشکلات، وإصدار الأحکام. ویذکر سویف (1996، 108) أنه رغم إشارة البحوث الکلینیکیة إلى وجود علاقة واضحة بین تعاطی الأفیونات والأعراض الاکتئابیة. لکن هذه البحوث لا تکفی للجزم بأن هذه الأعراض جزء من أعراض الانسحاب، أم أنها تحتوی على أکثر من ذلک. کما أنها لا تکفی للإجابة الحاسمة حول الآثار البعیدة المدى لإدمان الأفیون ومشتقاته.

أما المنشطات کالأمفیتامینات فهی تزید من حالة الیقظة، والنشاط الحرکی، والرغبة فی الإنجاز. وتکمن خطورة هذه المنشطات فی قدرتها الفائقة على استحداث الاعتماد (النفسی)، إذ یقبل علیها الفرد رغبة فی استثارة الشعور بالنشوة والنشاط. ومع إساءة استخدامها؛ یقبل الفرد على استمرار تعاطیها بطرق سریعة التأثیر کالحقن فی الورید، لا یلبث بعدها أن یدخل فی الانسحاب من الحیاة الاجتماعیة، وتتزاید لدیه الأفکار، والمشاعر الاضطهادیة. ومع مزید من الانغماس فی تعاطیها یزداد انهاک الشخص، ویفقد البصیرة فی دلالة أفعاله، وقد یتورط فی المزید من العنف أو تغمره الاضطرابات الذهنیة. (سویف، 1996، 133-134)

ولعل المشکلات الجنسیة هی محور تعاطی المنشطات خاصة لدى الشخصیة المصریة التی تصطبغ بأنواع تراکمیة متعددة من الکف مرتبطة بتطوره الفردی والسلالی، مع الرغبة الدائمة فی التحرر من القیود اللاشعوریة المرتبطة بعملیات التعبیر والاتصال الجنسیین، وخلق علاقات سویة مع موضوعات الحب. إذ لا سبیل إلى إنکار أن تقدیر الذات یرتفع طالما کان هناک قیودا جنسیة مرتبطة بفاعلیة محققة للذة، تلک اللذة الوقتیة البسیطة الفعل والعظیمة الشأن فی الحیاة النفسیة للإنسان. (عسکر، 1990، 159)

لذا ترى الباحثة أنه إذا کانت الاضطرابات الجنسیة تؤدی إلى اتجاهات إیجابیة نحو سوء الاستخدام؛ فیجب على التدخلات المختصرة – فی هذا الشأن – الترکیز على زیادة مشاعر السعادة والإحساس بالقوة لدى العملاء، وتنوع الأنشطة الإیجابیة؛ کالاستمتاع والامتنان والتعاطف والحب؛ حتى لا تنحصر مفاهیمهم عن ذواتهم فی تحقیق اللذة والسعادة – فقط – عن طریق التعبیر والاتصال الجنسیین. إذ أنه من المفترض والمقبول أنه مع تقدم العمر، وضواغط العمل، وأعباء الحیاة أن یتعرض التعبیر والاتصال الجنسیین إلى مشکلات متعددة تؤثر فیهما ارتفاعا وانخفاضا.

وقد ساعدت دراسة العوامل الشخصیة فی فهم لماذا یکون بعض الأفراد أکثر میلا لاستخدام المواد والکحول. فیرى عدد کبیر من المحللین النفسیین؛ أن أساس التعلق بالمادة یرجع إلى النمو غیر الطبیعی المضطرب للأنا؛ مما یجعل تناول مادة ما وسیلة إشباع بدائیة لحل توترات الحیاة الیومیة والعودة لطور طفلی، ومحاولة زیادة الاستهلاک خوفا من تخفیض الأحاسیس الإیجابیة؛ مما یزید من حالة التوتر والاکتئاب. فیصبح الفرد أخیرا ذو اهتمام متمرکز حول الحصول على المادة فقط؛ وهذا ما یسمى بالتعاطی أو الإدمان. (NIDA, 2010, 6)

فیما یفترض لیندسمیث Lendesmith أن الاستعمال الأول للمواد قد یکون ناتجا عن ضغوط الأقران الذین یحذوهم حب الاستطلاع. فالأشخاص الذین یقومون باستخدام المادة لأول مرة یکون بهدف تجریبه لتحقیق توقعات متزایدة من التأثیر الإیجابی للعقار، واشباع الحاجات الأولیة. ویعمل الاشتراط بین تناول المادة والأحاسیس الإیجابیة بعد الاستخدام الأول على وجود أفعال لاإرادیة متعلمة قویة لتکرار سلوکیات إساءة استخدام المادة بهدف الوصول إلى نتائجها الإیجابیة کمعززات، والابتعاد عن النواتج السلبیة کالاکتئاب واللامعنى، وأعراض السحب الجسدیة المختلفة. فالاستخدام المنتظم لهذه المواد یستهدف الرغبات الشدیة ویصبح من الصعب التحکم فیها، کما تؤثر على مستوى انجاز الفرد المهنی وتواصله الاجتماعی. ویصبح سلوک تناول المادة قهریا متعلما فیما یسمى بالإدمان، والذی یتأثر بالوعی بوجود متلازمة الحرمان وأعراض السحب. (ریینکر،2009، 345- 347

 کما تلعب الضغوط دورا أساسیا فی الإقدام على إساءة استخدام المواد والاستمرار فی إساءتها، أو الإحساس بأعراض السحب Relapse لدى المرضى الذین أتموا شفائهم من الإدمان. تلک الضغوط التی یقل الإحساس بها مع تکرار تناول المواد ذات التأثیر النفسی. إضافة إلى أنه قد یصاحبها تحسن فی الأداء المعرفی، والذی یساعد بدور مشابه على زیادة تناول المواد والاستمرار فی إساءة استخدامها. لذا تهدف العلاجات النفسیة على إحداث التوازن بین العوامل الخطرة والعوامل الواقیة؛ لتقلیل أثر هذه الضغوط سواء بالابتعاد عن البیئة التی تتیح المواد أو التی تسبب الضغوط أو تلک التی تضغط على الفرد لتناول المواد. (NIDA, 2010, 22)

ونظرا لأن البدء فی استخدام المواد أسهل کثیرا من التوقف عن تعاطیها؛ فقد تم بذل جهود کبیرة فی الأعوام الأخیرة من أجل الوقایة من سوء الاستخدام، وذلک عن طریق تنفیذ برامج تعلیمیة واجتماعیة لإعداد صغار السن وتطویر حیاتهم دون الاعتماد على المواد. وکانت الکثیر من جهود الوقایة موجهة نحو المراهقین. وطبقا لـ هانسن Hansen, 1993، و جانسن وآخرون Jansen, Glynn & Howard, 1996، فقد کانت - البرامج التی غالبا ما یتم إجراؤها فی المدارس- موجهة نحو زیادة شعور الصغار بتقدیر الذات، وتعلم المهارات الاجتماعیة، وتشجیعهم على رفض تعاطی المواد. إلا أن النتائج کانت مختلطة فلم یثبت أن تحسین تقدیر الذات له فاعلیة ولکن کانت الفاعلیة للتدریب على المهارات الاجتماعیة والمقاومة للمواد برفض تناولها، وکانت النتائج إیجابیة لصالح الفتیات (کما ورد فی جونسون، 2015، 589). فی حین اعتمدت برامج العلاج الأخرى على تقدیم تدریبات وتوصیات وخدمات فردیة وتعلیمیة للإحساس بالنجاح والتحکم فی الحیاة واستعادة الثقة الشخصیة، بدلا عن استسلام الفرد لأحاسیس عدم الجدارة نتیجة وقوعه فی مشکلات متعددة فی الأسرة والعمل والمجتمع.  (NIDA, 2010, 23)

ب‌.    التدخلات الإیجابیة:

          إن التدخلات القائمة على علم النفس الإیجابی الذی افترضه سیلجمان وآخرون Silegman etal., 2006 ترکز على الحفاظ على ملامح حیاة أفضل فی عقول العملاء، والإحساس بالقوة والجدارة دون الالتفات إلى مشکلاتهم الأصلیة. وفی ذلک یعتمد التدخل الإیجابی على خبرة وامکانیات المعالج النفسی، وعلى أیة أسالیب ممکنة لازمة للوصول إلى هذا الهدف مثل أسالیب التنمیة البشریة، والتدریبات المختلفة لتحقیق القوة فی أحد المجالات، وأن یکون العمیل إیجابیا أو یفکر بإیجابیة وأن یساعد نفسه على النجاح أکثر من مساعدة نفسه على حل المشکلة. إن التدخل الإیجابی بهذه الطریقة یستلزم نوعا من العملاء الذین لا یعانون من أیة اضطرابات عقلیة، وتمیل شخصیاتهم إلى المرونة، وحل المشکلات بالابتعاد عنها وتحقیق نجاحات أخرى بأهداف بدیلة. (Kashdan & Ciarrochi, n.d., 4)

          فالتدخلات الإیجابیة المبنیة على الترکیز على نقاط القوة بهذا المعنى تساعد العملاء القادرین على الاستبصار داخل أنفسهم؛ لاستکشاف قدراتهم وتحسینها، واستغلالها لنجاحهم فی حیاتهم. ویشمل التدخل الإیجابی بهذه الطریقة مساعدة الأفراد لتحقیق مستویات أکبر من السعادة فی حیاتهم، وذلک بأن یتضمن البرنامج تدریبا على تنمیة مهارات فن الحیاة والنتائج المحتملة لاختیاراته المختلفة فی حیاته، وأن یتعلم الفرد کیفیة الاختیار والاستمتاع فیها.

           وعند مناقشة موضوع إساءة استخدام المواد وهی مشکلة متعددة الجوانب؛ یکون مفیدا استخدام تدخلات مختصرة کخطوة أساسیة أولیة فی حالة الأفراد المتوقع زیادة إساءة استخدامهم للمواد نتیجة اعتمادهم علیها. فالتدخلات المختصرة مفیدة فی التأثیر على التغیرات السلوکیة للعملاء وفهم هذه التغیرات؛ فهی من النوع الانتقائی التکاملی للنظریات ذات العوائد الإیجابیة. وهی تقدم أیة نصائح إرشادیة مفیدة فی حل المشکلة. فالتدخلات المختصرة مجموعة من الممارسات تهدف إلى معرفة المشکلات الفردیة الدافعة نحو اتخاذ خطوات تجاه إساءة استخدام المواد سواء أکانت هذه التدخلات تلقائیة أو موجهة أو باستخدام علاج إضافی لإساءة استخدام المواد لهؤلاء المعرضین لخطر تطور هذا الاضطراب. (Barry, 1999, 13)

          فالتدخلات المختصرة - لإساءة استخدام المواد - تتضمن تقدیم معرفة کاملة عن الحالة الصحیة للعمیل، ورصد وتقییم إساءة الاستخدام، ثم تقدیم تغذیة راجعة، ثم التحدث عن التغییر والأهداف الموضوعة، ثم تلخیص والوصول للنهایة. فهی تتکون من مهارات إرشادیة عامة باستخدام طریقة FRAMES والتی یمکن التعبیر عنها کما یلی:

  • Feedback: وتشمل تقدیم تغذیة راجعة للفرد عن المخاطر الفردیة والصعوبات ومؤشرات الحالة الصحیة لدیه.
  • Responsibility: وتتضمن أن یختار ویقرر العمیل قرار التغییر، وأن یعطی أسبابه الخاصة لذلک لیکون متحملا مسئولیة هذا القرار.
  • Advice: حیث یعطی المعالج النصائح حول أهمیة التغییر دون أن تعطى هذه النصائح بطریقة قسریة موجهة للعمیل.
  • Menu: یعطى العمیل قائمة من المساعدات الفردیة المفترضة تتنوع فیها التغیرات السلوکیة والتی تقلل الأذى الناتج من الاستمرار فی إساءة استخدام المواد.
  • Empathy: وهو یتضمن نموذج التقبل الذی تضمنه العملیة الإرشادیة والذی یکون دافئا واختیاریا وغیر قسریا.
  • Self efficacy: فالکفاءة الذاتیة تحدث بالترکیز على اتمام الأهداف المختارة وهی التغییر السلوکی المرتبط بإساءة استخدام المواد. (NSW Health, 2013, 26)

وقد یطلق على التدخلات المختصرة؛ التدخلات الصغرى أو النصائح الإرشادیة البسیطة أو الإرشاد المختصر أو الإرشاد قصیر المدى. ویرغب بهذه التدخلات شریحة غیر قلیلة من العملاء الذین یریدون مساعدة للبدء فی العلاج الذاتی؛ بعد شعورهم بنجاح صغیر ملحوظ، یساعدهم على العودة للحصول على مزید من النجاحات فی تقلیل أو منع إساءة استخدام المواد. فالتدخلات الإیجابیة المختصرة هی تلک التی تعود على العمیل بفوائد دافعیة ذاتیة تیسر أدوات تقلیل اساءة استخدام المواد.

وترکز التدخلات الخاصة بإساءة استخدام المواد بالمساعدة على التغیرات السلوکیة الإیجابیة وتشجیع العمیل على معرفة السلوکیات المسببة للسعادة والاشتراک فی الأنشطة التفاعلیة. وتنتهی التدخلات بافتراض استراتیجیات یستخدمها العمیل لإدارة الانتکاسة، ومساعدة العمیل لتحدید المحفزات البیئیة التی تساعده على الاحتفاظ بالسلوکیات المرغوبة الجدیدة والتی نجح فی تغییرها من خلال عملیة التدخل. (Pilling, Hesketh & Mitcheson, 2010, 25)

ویجب على التدخلات المختصرة لإساءة استخدام المواد أن تضع فی الحسبان الأفکار التی یعتقد فیها الأفراد مسیئو استخدام المواد حول تلک المواد؛ فهم لا ینفکون عن تناولها، بل وقد یعتبرونها جزء لا یتجزأ من روتینهم الیومی أو الأسبوعی. ومن تلک الأفکار؛ أنها تجعلهم یستطیعون القیام بأعمالهم بحیویة، أو أنها تجعلهم یقضون وقتا ممتعا بعد إنجاز مهامهم، أو أنها تشعرهم بحال أفضل عندما یمرون بمشکلات صعبة. هذه الأفکار تجعلهم ینظرون إلى النجاح اللحظی أو السریع فی حیاتهم دون النظر إلى مستقبلهم القریب أو البعید. ومن خلال هذه الأفکار یبدو أن المشکلة لدى مسیئی استخدام المواد هی کیفیة إدارتهم لذواتهم، وصنعهم لنجاحاتهم فی الحیاة.

لذا ینبغی على المختصین بالتدخلات المختصرة لإساءة استخدام المواد تحدید المادة أو المواد التی یسئ العمیل استخدامها، وعما إذا کان هناک إساءة استخدام متعدد لأکثر من مادة، وتحدید مخاطر هذه المواد، ومخاطر تفاعلاتها معا. کذلک تحدید إلى أی مرحلة وصل إلیها العمیل من سوء الاستخدام للمواد. (NSW Health, 2013: 46)

 

ج. إدارة الذات:

یذکر عبد الغفار (2003، 133 ) أن إدارة الذات هی عبارة عن مهارات وآلیات شاملة تستخدم مع نماذج مختلفة من الأفراد فی مواقف متعددة، ومن خلال أنماط سلوکیة متنوعة کوسیط یدل على فاعلیته فی تحسین السلوک. وتشتمل إدارة الذات على مهارات مثل الضبط الوجدانی، والثقة، والتکیف الواعی بالضمیر، والتفاؤل الإنجازی، وتعرف المشکلات. ویشیر القحطانی (2001، 178) أنه یجب على الشخصیة القیادیة أن تتسم بإدارة الذات وتعنی أن یتعامل القائد مع نفسه بما یتعامل به مع الآخرین، ومعرفته بمهاراته وقدراته واستغلالها بفعالیة، وبناء شخصیته من خلال السیطرة التامة على عواطفه ومشاعره الذاتیة، والقدرة على ضبط النفس والشهوات بمختلف أنواعها ومستویاتها المادیة والمعنویة.

وفی الممارسات التعلیمیة؛ فقد توصل عبد الغفار (2003) إلى أن مهارات إدارة الذات مهمة للطلاب؛ فهی تقوم على استراتیجیات مختلفة مثل مراقبة الذات، وتقییم الذات، والتعزیز الإیجابی لتعلیم الطلاب کیف ینظمون سلوکهم ویکونون مسئولین عن هذه السلوکیات أکادیمیا واجتماعیا، وتعمل هذه الاستراتیجیات على تطویر السلوک الدراسی للطلاب. فمهارات إدارة الذات تساعد على تحفیز التعلم الموجه ذاتیا لدى طلاب الدراسات العلیا من الدبلوم العام والدبلوم الخاص ودبلوم التفرغ.

إن إدارة الذات تمر بعدة مراحل یجب على الفرد اجتیازها؛ أولها: الإدراک الواعی لمعنى وجود الإنسان فی هذه الحیاة، وثانیها: منظومة القیم والمثل والمبادئ التی تشکل هذه الذات، وثالثها: مجموعة الأهداف التی یسعى الإنسان لتحقیقها، وآخرها: الوسائل والآلیات التی یتم اختیارها للوصول إلى هذه الأهداف (عبد الرحمن، 2011، 11).

وعند إجراء برامج لإدارة الذات یجب تحدید نوع التدریب؛ تعلیمی أم علاجی  والذی یتضمن بصفة أساسیة تعلم مهارات حل المشکلات. کما یجب تعریف إدارة الذات کعائد؛ إذ تشیر إلى أن یحصل الأفراد ذوی الظروف المرضیة على المعرفة والمهارات والثقة؛ التی تمکنهم من التحکم فی صحتهم، وأن یکتسبوا سلوکیات خاصة من خلال التدریب (Kashdan & Ciarrochi, n.d., 6).         

وحتى یستطیع الفرد إدارة ذاته بکفاءة؛ فهو یحتاج أولا لتقییم نفسه؛ من هو؟ وکیف یفکر؟ ، وأن یضع یدیه على نقاط الضعف والقوة وعلى الفرص المتاحة له والمخاطر التی تواجهه، وأن یحاول عمل الاتزان بین الحیاة والعمل. کما یجب على الفرد تحدید کیفیة قیامه بدوره، والعوامل البیئیة المساعدة للقیام بالدور، وفرص وامکانیات التطور، والفرص التکنولوجیة والدافعیة الجدیدة، والأسالیب الجدیدة للاختلاف والتفرد. وهذا ما یجعل الفرد قادرا على فهم ذاته وإدارتها نحو النجاح. إذ تعتبر المهارات الخاصة التی یتمتع بها الفرد کالمعرفة والخبرة هی بمثابة نقاط قوة فی شخصیته، کما یعتبر نقص المهارات اللازمة والتحدیات التی لا یستطیع الفرد الوفاء بها -کالقواعد والإجراءات والمواعید-؛ هی نقاط ضعف فی الشخصیة. ومن المخاطر التی تواجه الفرد؛ وجود المنافسین أو النقص فی المنافسات والمهارات، وضرورة التطویر المستمر، والاتجاهات السلبیة، والوظیفة غیر المضمونة. (Scottish Qualifications Authority (SQA), 2007:15-18)

وتتضمن عملیة إدارة الذات کثیر من المهارات الذاتیة؛ فهی تساعد الفرد على مواجهة ضغوط الحیاة، والبعد عن الاکتئاب، والتحکم فی انفعالاته المتغایرة، وفی عواطفه وضبطها، ومواجهة الإحباط والفشل لتحقیق التوازن النفسی. ومن هذه المهارات؛ مهارة حل المشکلات.  وتقتضی هذه المهارة وعی الفرد بالعوامل الإیجابیة لحل المشکلات؛ کأن یتبنى الفرد افتراض أن الحیاة عادة ما تطرح المشکلات. فلابد ألا یرکز الفرد دائما على ضرورة خلو الحیاة من المشکلات، أو أن یُقَیِم الفرد نجاح نفسه بناء على قلة المشکلات فی حیاته؛ فتلک الرؤیة تساعد على تقبل الضواغط فی الحیاة بنمط تفکیر إیجابی. وهذا یساعد الفرد على وعیه بجوانب المشکلات، ویستطیع أن یحددها ویحدد أهمیتها، وأن یجمع معلومات عنها، ویضع لها حلولا یستطیع انتقاء إحداها للتطبیق، ویقیم نتائج اختیاره لهذا الحل، وقد یعید الکرة مرة أخرى إذا لم یفلح هذا الحل. کما تعتبر إدارة الفرد لوقته من مقومات السعادة؛ والتی تعنی التقدیر الدقیق للوقت، واستغلاله فی الأعمال الأکثر أهمیة بأحسن وسیلة.

سادسا: الدراسات السابقة:

أ‌.     دراسات تناولت برامج إرشادیة لإدارة الذات لدى الشباب:

  1. دراسة عبد الرحمن (2011): هدفت الدراسة إلى اختبار فاعلیة برنامج إرشادی لتنمیة مهارات إدارة الذات وأسالیب مواجهة الضغوط لدى طلاب الجامعة. وتکونت العینة من (20) طالبا وطالبة بالفرقة الثانیة بکلیة التربیة مقسمین على مجموعتین إحداهما ضابطة  (10) فردا والأخری تجریبیة (10) فردا خضعت لتطبیق البرنامج الإرشادی والذی أعده الباحث. کما استخدم الباحث مقیاس أسالیب حل المشکلات لـ کاسدی ولونج (1993)، ترجمة وإعداد السعید عبد الصالحین (2002)، ومقیاس مهارات إدارة الوقت لـ فوقیة راضی (2002)، ومقیاس أسالیب مواجهة الضغوط النفسیة لـ منى محمود (2002). ومن خلال النتائج فقد تحققت فروض الدراسة من وجود فروق بین المجموعتین الضابطة والتجریبیة بعد تطبیق البرنامج، وکذلک بین التطبیقین القبلی والبعدی للمجموعة التجریبیة لصالح المجموعة التجریبیة فی التطبیق البعدی. کما لم توجد فروق بین التطبیقین البعدی والتتبعی لدى المجموعة التجریبیة.
  2. دراسة عایدی (2013): استهدفت الدراسة تحسین فاعلیة الذات لدی طلاب الجامعة من خلال برنامج إرشادی لتنمیة مهارات إدارة الوقت، وتحقیقاً لهذا الهدف أجریت الدراسة علی عینة مکونة من (40) طالباً وطالبة، تم تقسیمهم إلی مجموعتین إحداهما تجریبیة (20) طالباً وطالبة، والأخرى ضابطة وعددها (20) طالباً وطالبة. وکانت أدوات الدراسة هی؛ مقیاس ”فاعلیة الذات ”إعداد جیریوسالم و سشوارزر” (2001) Schwarzer تعریب: أمانی عبد المقصود وسمیرة شند ( 2010 )، وأعدت الباحثة مقیاسا لإدارة الضغوط، والبرنامج الإرشادی المستخدم. وقد أسفرت نتائج الدراسة عن وجود فروق فی کل من فاعلیة الذات، و أبعاد إدارة الضغوط بین المجموعتین الضابطة والتجریبیة بعد تطبیق البرنامج الإرشادی لتنمیة مهارات إدارة الوقت لصالح المجموعة التجریبیة بعد تطبیق البرنامج. کما لم توجد فروق بین التطبیقین البعدی للبرنامج والتطبیق التتبعی له بعد ثلاثة أشهر لدى المجموعة التجریبیة
  3. دراسة عبد العزیز (2015): وفی هذه الدراسة أعدت الباحثة  برنامج لتنمیة إدارة الذات  لمعرفة أثره فی تحسین الفاعلیة الأکادیمیة وهرمون الدوبامین لدی طلاب الجامعة من الطالبات الذین بلغ عددهن (10) طالبات وخضعن لقیاس التغیرات الفسیولوجیة لدیهن. وقد أعدت استخدمت الباحثة الأدوات التالیة؛ مقیاس إدارة الذات، ومقیاس الفاعلیة الأکادیمیة، إضافة إلى تحلیلات مخبریة لمستوی الدوبامین فی الدم، کما أعدت الباحثة برنامج معرفی سلوکی لتحسین إدارة الذات والفاعلیة الاکادیمیة لدی الطالبات عینة الدراسة. وقد أسفرت النتائج عن عدم وجود فروق بین الذکور والاناث فی کل من إدارة الذات والفاعلیة الأکادیمیة، کما لم تتباین إدارة الذات والفاعلیة الأکادیمیة ومکوناتهما بتباین المستوی الاقتصادی. وقد أمکن التنبؤ بإدارة الذات من خلال الفاعلیة الاکادیمیة لدی عینة الدراسة. وقد أوضحت نتائج الدراسة التجریبیة اختلاف إدارة الذات والفاعلیة الاکادیمیة ومستوی الدوبامین باختلاف التطبیقین القبلی والبعدی فی اتجاه التطبیق البعدی. کما اختلفت إدارة الذات والفاعلیة الاکادیمیة ومستوی الدوبامین باختلاف التطبیقین البعدی والتتبعی فی اتجاه التطبیق التتبعی.

4. دراسة عباس (2015): هدفت الدراسة إلى التحقق من فاعلیة البرنامج الإرشادى التکاملى فى تحسین قدرة إتخاذ القرار ومعرفة أثره على إدارة الذات وذلک لدى عینة من الشباب الجامعى والتـى تکونـت من (200) شاب بالدبلوم العام فى التربیة . واشتملت أدوات الدراسة والتی أعدها الباحث على: مقیاس قدرات إتخاذ القرار، ومقیاس إدارة الذات، والبرنامج الإرشادى التکاملى. وتوصلت الدراسة إلى أن البرنامج الإرشادى المستخدم فى الدراسة کان له تأثیر فى تحسین قدرة إتخاذ القرار کما کان له أثر فى تحسین إدارة الذات لدى عینة الدراسة.

ب. دراسات تناولت برامج علاجیة لمسیئی استخدام المواد:

دراسة کروبسکی وآخرون Krupski et al., 2012: هدفت هذه الدراسة إلى اختبار تأثیر التدخل المختصر فی العنایة الأولیة لمشکلة من حیث خدمات العنایة الصحیة، والسلوکیات الإیجابیة، وتحسین العوائد النفسیة لدى الأفراد ذوی طیف مشکلة استخدام المواد. تکونت العینة من مجموعتین عشوائیتین أعمارهم لا تقل عن 18 سنة، والذین یستخدمون دواء قانونی أو یستخدمون المواد بهدف التطبیب الذاتی أو لأسباب غیر طبیة على الأقل فی الثلاث شهور السابقة لإجراء التجربة. وقد توصلت نتائج الدراسة إلى فعالیة التدخل المختصر Brief Intervention (BI) والذی أثبت أنه مفید أکثر فی حالات المساعدة على اتخاذ قرار العلاج الکیمیائی.

2. دراسة عبد الرحیم Abdu-Raheem, 2013: حاولت الدراسة الکشف عن العوامل الاجتماعیة لسوء استخدام المواد وتأثیراتها على الأداء الأکادیمی لطلاب المدارس الثانویة بولایتی أوندو وإیکیتی بنیجیریا، واتبع الباحث المنهج الوصفی المسحی باستخدام استطلاع الرأی على عینة من (460) طالبا وطالبة. أظهرت النتائج أن أفراد العینة من مسیئی استخدام المواد والمخدرات. وباستخدام مقیاس التقییم الذاتی لسوء استخدام المواد Drug Abuse Questionnaire (DAQ)، أوضحت نتائج الدراسة أنه توجد علاقة ارتباطیة دالة بین الخلفیة الأسریة، والترابط الأسری، وجماعة الأقران، وبین سوء استخدام المواد. کما أن سوء استخدام المواد یؤثر على الأداء الأکادیمی للطلاب بطریقة سلبیة. لذا أوصت الدراسة بضرورة تقدیم الوالدین لدعم أخلاقی، واجتماعی، ونفسی، ومالی لأبنائهم، وذلک لإرشادهم ضد التأثیرات السلبیة للأقران، والعوامل الاجتماعیة الأخرى.

3. دراسة بوجینشوتز وآخرون  Bogenschutz, et al., 2014: بحثت الدراسة أثر استخدام التدخل المختصر لمستخدمی المواد من الذکور والإناث فی سن 18 عاما فأکثر والذین ابتدأوا علاجا طبیا وحصلوا على درجات من 3 أو أکثر على مقیاس تشخیص سوء استخدام المواد Drug Abuse Screening Test (DAST-10). کما استخدم الباحثون قائمة التدخین Heavy Smoking Index واختبار تحدید اضطرابات استخدام الکحول Alcohol Use Disorders Identification Test (AUDIT-C) . أظهرت النتائج وجود مشکلات متعددة إلى معتدلة من سوء الاستخدام لدى العینة. کما أن سوء الاستخدام قل بمرور الوقت باستخدام التدخل المختصر. وقد أوصى الباحثون بضرورة عدم استخدام التدخلات المختصرة مع مجموعة غیر متجانسة من اضطرابات استخدام المواد کـ (مسیئی استخدام الکحول والمدخنین و مسیئی استخدام المواد).

4. دراسة کاهلر وآخرون Kahler, et al., 2014  : هدفت الدراسة إلى استخدام برنامج قائم على العلاج النفسی الإیجابی للإقلاع عن التدخین Positive psychology for smoking cessation (PPT-S) باستخدام التحفیز السلوکی Behavioral Activation (BA) الذی یرکز على تحسن المزاج بزیادة الدعم الإیجابی للمشارکین. تکونت عینة الدراسة من 19 فرد لا تقل أعمارهم عن 18 سنة والذین اتخذوا قرار الإقلاع عن التدخین، والذین یدخنون 10 سیجارات فی الیوم لمدة سنة على الأقل دون استخدام أنواع أخرى من الدخان (التوباکو)، وباستخدام لواصق جلدیة للتدخین، و درجتهم أقل من أو یساوی 2.5 درجة على المقیاس الفرعی المسمى التأثیر الإیجابی لمقیاس الاکتئاب لـ رادلوف Radloff, 1977 المستخدم فی الدراسة والصادر عن مرکز الدراسات الوبائیة (CES-D) ، کما طبق علیهم مقیاس تقدیر أهمیة الإقلاع عن التدخین. تمکن المشترکون فی البرنامج المکون من 6 جلسات إرشادیة فردیة موزعة على 4 أسابیع من الإقلاع عن التدخین لمدة 26 أسبوعا من قرارهم وحتى جلسة المتابعة.

وأظهر المشترکون رضا عال جدا عن عملیة الإرشاد واستمتاعا بالترکیز الإیجابی فی العلاج واستخدام استراتیجیات تعلیمیة فیه. وکانت مزاجات المشترکین مستقرة أثناء العلاج وبعده، فیما ظهرت أعراض اکتئابیة فی الجلسة الثانیة فقط.

  1. دراسة کینجیندو King'endo, 2015: وهدفت لتحدید اضطرابات السلوک المرتبطة بسوء استخدام المواد لدى طلاب المدارس الثانویة بـ کینیا، وتقدیم برنامج تدریبی للمعلمین على طرق التدخل المتخصصة لتزویدهم بالمعرفة المتخصصة لکیفیة مقاومة سوء استخدام المواد فی المعاهد التعلیمیة. واشتمل البرنامج التدریبی للطلاب على نواتج سوء الاستخدام والعوامل التی تؤدی إلیه. وباستخدام استبیان لجمع المعلومات من الطلاب والمعلمین المشترکین فی البرامج الإرشادیة والتوجیهیة؛ أوضحت النتائج أن الطلاب یسیئون استخدام المواد والمخدرات، ویطورون اضطرابات سلوکیة متمایزة. کما أظهرت استجابات الطلاب أنه لا تقدم لهم برامج حول سوء استخدام المواد فی المدارس، وأنهم أدمنوا المخدرات دون قصد منهم. کما أوضح المعلمون أنهم لم یتلقوا تدریبا حول مشکلات سوء استخدام المواد والمخدرات، ولدیهم نقص فی المهارات والمعارف حول کیفیة التعامل مع اضطرابات السلوک المرتبطة بالمخدرات بین طلابهم.

ج. تعقیب على الدراسات السابقة:  یتضح من العرض السابق للدراسات التی هدفت لإعداد برامج لمهارات إدارة الذات لدى الشباب أن هذه المهارات کان لها أثر إیجابی لدى أفراد المجموعات الإرشادیة الذین خضعوا لهذه البرامج. فقد کان لهذه البرامج أثرها فی إدارة الذات وأسالیب مواجهة الضغوط (عبد الرحمن، 2011)، وفی تحسین إدارة الضغوط وفاعلیة الذات بتنمیة مهارات إدارة الوقت (عایدی، 2013)، وتحسین الفاعلیة الأکادیمیة (عبد العزیز، 2015)، وتحسین القدرة على اتخاذ القرار (عباس، 2015).

کما یعتبر تحسین هرمون الدوبامین لدى أفراد المجموعة الإرشادیة لبرنامج إدارة الذات (عبد العزیز، 2015)، علامة بارزة للدلالة على أثر تنمیة الجوانب الإیجابیة فی الشخصیة فی الإحساس بالسعادة والراحة من خلال الإفراز الطبیعی لهرمون الدوبامین. وفی الدراسة الحالیة فإن الهدف هو تنمیة إدارة الذات ومعرفة أثره فی خفض استخدام المواد، حیث یعکف مسیئو استخدام المواد – ذات الأثر النفسی - على تناولها بهدف غیر التطبیب الذاتی للوصول إلى مشاعر من الراحة والسعادة؛ حیث تعمل هذه المواد على الإخلال بالإفراز الطبیعی لهرمون الدوبامین، والذی یعتبر محفز طبیعی للراحة والسعادة فی المخ.

وقد حاولت الدراسات السابقة عرض أنواع البرامج الإرشادیة التی استخدمت مع مسیئی استخدام المواد. وأکدت هذه الدراسات على أهمیة التدخل المختصر کخطوة مهمة لاتخاذ قرار العلاج من سوء استخدام المواد (کروبسکی وآخرون 2012 Krupski, et al.,  ، بوجینشوتز وآخرون Bogenschutz, et al.,2014 )، کما کشفت الدراسات عن أهمیة العوامل الاجتماعیة فی سوء استخدام المواد؛ ومنها الخلفیة الأسریة والترابط الأسری وجماعة الأقران (عبد الرحیم (Abdu-Raheem, 2013، وأهمیة المعارف والتدریب على المهارات حول کیفیة التعامل مع مشکلات سوء استخدام المواد والمخدرات (کینجیندو (King'endo, 2015. وقد عرضت الدراسات السابقة أهمیة الاعتماد على العلاج النفسی الإیجابی فی خفض استخدام المواد بالترکیز على الدعم الإیجابی (کاهلر وآخرون 2014 Kahler, et al., )، وتحسین العوائد النفسیة والسلوکیات الإیجابیة (کروبسکی وآخرون 2012 Krupski, et al.,)، والتدخل المختصر لدعم تغییر السلوک (بوجینشوتز وآخرون Bogenschutz, et al., 2014 )، وأهمیة المعرفة المتخصصة والمهارات المکتسبة فی مواجهة سوء استخدام المواد (کینجیندو (King'endo, 2015.


سابعا: فروض الدراسة: یمکن صیاغة فروض الدراسة کما یلی:

أ‌.        فرض الدراسة الاستطلاعیة:

یختلف سوء استخدام المواد بین الذکور والإناث فی مراحل النمو المختلفة (طفولة، ومراهقة، وشباب، وکبار سن).

ب‌.    فروض الدراسة التجریبیة:

  1. توجد فروق دالة إحصائیا على مقیاس بعض مهارات إدارة الذات لدى مسیئی استخدام المواد من أفراد المجموعة الإرشادیة بین التطبیق القبلی للبرنامج والتطبیق البعدی له لصالح التطبیق البعدی.
  2. توجد فروق دالة إحصائیا على مقیاس سوء استخدام المواد لدى أفراد المجموعة الإرشادیة بین التطبیق القبلی للبرنامج والتطبیق البعدی له لصالح التطبیق البعدی.
  3. لا توجد فروق دالة إحصائیا على مقیاس بعض مهارات إدارة الذات لدى أفراد المجموعة الإرشادیة بین التطبیق البعدی للبرنامج والتطبیق التتبعی بعد انتهاء تطبیق البرنامج بشهرین.
  4. لا توجد فروق دالة إحصائیا على مقیاس سوء استخدام المواد لدى أفراد المجموعة الإرشادیة بین التطبیق البعدی للبرنامج والتطبیق التتبعی له.

ثامنا: منهج الدراسة:

تتبع الدراسة الحالیة المنهج الوصفی شبه التجریبی. فالمرحلة الأولى من الدراسة الحالیة اتبعت المنهج الوصفی لظاهرة اجتماعیة وهی إساءة استخدام المواد. أما المرحلة الثانیة فاتبعت المنهج شبه التجریبی فی تطبیق أدوات الدراسة من برنامج التدخل الإیجابی المختصر لتنمیة إدارة الذات لفحص وتقصی أثره فی خفض استخدام المواد.

تاسعا: عینة الدراسة: تکونت عینة الدراسة مما یلی:

‌أ.        عینة الدراسة المسحیة الوصفیة: وهم عینة من أفراد ریف وحضر محافظة المنیا من مراحل عمریة مختلفة لتقصی سوء استخدام المواد وبلغ عددهم (3732) فردا.

‌ب.    عینة الدراسة الاستطلاعیة لتقنین أدوات الدراسة، واشتملت على طلاب وطالبات دبلوم العام الواحد للعام الدراسی 2014/ 2015،  وبلغ عددهم (50) فردا لتقنین مقیاس بعض مهارات إدارة الذات. إضافة إلى (50) فردا آخرین ممن یسیئون استخدام المواد طبقا لاستمارة المقابلة الکلینیکیة لسوء استخدام المواد لتقنین مقیاس سوء استخدام المواد.

‌ج.     عینة الدراسة الأساسیة، واشتملت على طلاب وطالبات دبلوم العام الواحد للعام الدراسی 2015/ 2016، وهم (50) فردا ممن یسیئون استخدام المواد طبقا لاستمارة المقابلة الکلینیکیة لسوء استخدام المواد، وبلغ عدد أفراد المجموعة الإرشادیة (36) فردا منهم بمتوسط عمری قدره (322.72) شهرا -26.89 سنة-، وانحراف معیاری قدره(2.321)، والذین حصلوا على أقل الدرجات على مقیاس بعض مهارات إدارة الذات المستخدم فی هذا الدراسة، وقبلوا الاشتراک فی برنامج التدخل الإیجابی المختصر.


عاشرا: أدوات الدراسة:

أ‌.        استمارة جمع المعلومات حول إساءة استخدام المواد فی قرى ومدن محافظة المنیا: (إعداد الباحثة) Fill in information form of Drug Abuse (FDA) 

مبررات إعداد الاستمارة: تم إعداد الاستمارة لجمع المعلومات باستخدام أسلوب السؤال المفتوح حول إساءة استخدام المواد فی ریف وحضر محافظة المنیا، وبشرط أن یکون استخدام المواد (الکیمیائیة والعضویة) لمرة واحدة على الأقل أسبوعیا، ولمدة تزید عن عام، وبدون إشراف طبی، وخارج الجرعات العلاجیة، سواء أکان ذلک بهدف التطبیب الذاتی أو لهدف آخر. وقد تم استخدام نتائج هذه الاستمارة للتحقق من نتائج فرض الدراسة الاستطلاعیة.

ب‌.    استمارة المقابلة الکلینیکیة لإساءة استخدام المواد : (إعداد الباحثةClinical case Reporting Form (CRF

مبررات إعداد الاستمارة: بعد إجراء الدراسة الاستطلاعیة وتحدید المرحلة العمریة الأعلى فی سوء استخدام المواد؛ تم إعداد هذه الاستمارة لجمع المعلومات حول طبیعة العینة - وهی الاستمارة الأساسیة المطبقة على طلاب دبلوم العام الواحد – من حیث العمر، والنوع، وبیانات عن المادة أو المواد المساء استخدامها، وما إذا کانت تؤخد بجرعات علاجیة طبیة أم خارج الجرعات العلاجیة بهدف التطبیب الذاتی أم أنها تؤخذ بغیر هدف التطبیب الذاتی. وقد تم اجراء المقابلة الکلینیکیة على الأفراد الذین یتناولون المواد أسبوعیا مرة على الأقل، ولمدة تزید عن عام سابق لضبط إساءة الاستخدام دون الاعتماد على المادة طبقا للتعریف المدرج فی الدلیل الاحصائی التشخیصی الرابع المعدل DSM-4R کما ورد فی ریینکر (2009) . کما صممت الاستمارة لتعرف أکثر أنواع المواد المساء استخدامها، وما إذا کانت إساءة الاستخدام تمثل مشکلة لدى ذویها ویعتزمون العلاج منها أم لا.

کما تم تصمیم الاستمارة لعدم توافر استمارة لجمع المعلومات حول إساءة استخدام المواد (کیمیائیة- عضویة) – فی حدود علم الباحثة -  فی الدراسات العربیة. إضافة إلى أن الباحثة استندت إلى استمارة جمع المعلومات حول البیانات العلاجیة والتی أعدها بوکلی Buckley, J. 2009. وقد قامت الباحثة بترجمة بعض بنودها حول معلومات عن المواد المساء استخدامها، وأضافت لها الباحثة بنود تختص بجمع المعلومات عن طبیعة العینة، وبنود حول قرارات اختیار العلاج الملائم تیسیرا لاختیار نوعیة البرنامج المستخدم فی هذه الدراسة، والذی تم اختیاره وتحدیده طبقا لاختیار العینة الأساسیة. وقد تکونت الاستمارة من (7) محاور أساسیة للبیانات هی؛ بیانات شخصیة، وأسریة، ودراسیة و/ أو مهنیة، وعلاجیة، والمادة المساء استخدامها ومخاطر هذا السلوک، وعن القرارات الأساسیة للعلاج.

ج‌.     مقیاس سوء استخدام المواد: ( إعداد الباحثة)Drug Abuse Questionnaire (DAQ)

بعد الاطلاع على الدراسات والأدبیات السابقة وتصمیم استمارة المقابلة الکلینیکیة لسوء استخدام المواد؛ قامت الباحثة بتصمیم مقیاس سوء استخدام المواد کأداة لتقدیر سوء الاستخدام للمواد لدى عینة الدراسة - خاصة عینة الدراسة الإرشادیة -؛ لقیاس أثر البرنامج المستخدم فی هذه الدراسة فی خفض استخدام المواد وهو الهدف التجریبی للدراسة. وقد تکون المقیاس من (15) عبارة صیغت فی بعد واحد یقیس الدرجة الکلیة لسوء استخدام المواد من حیث تکرار التناول بهدف غیر التطبیب الذاتی، ولکن بهدف الوصول إلى أحاسیس أخرى بالراحة والعافیة والثقة مع تناول المادة / أو المواد؛ مع معرفة الفرد بنواتج سوء الاستخدام. وللتحقق من الخصائص السیکومتریة لهذا المقیاس أجریت ااخطوات التالیة:

  1. صدق المحکمین: لضمان صدق أداة الدراسة وصلاحیتها لقیاس ما وضعت لقیاسه؛ قامت الباحثة بعرض الأداة على مجموعة من المحکمین بلغ عددهم (3) من أساتذة الصحة النفسیة بکلیة التربیة جامعة المنیا، وعلى ضوء الاقتراحات والتوجیهات التی قدمها السادة المحکمون قامت الباحثة بإجراء التعدیلات على المقیاس، فقد تم الإبقاء على جمیع عبارات المقیاس مع تغییر صیاغة بعض العبارات والتی بلغت نسبة الاتفاق على تعدیلها (100%).

2.الاتساق الداخلی: قامت الباحثة بحساب الاتساق الداخلی للتحقق من الشروط السیکومتریة للمقیاس بحساب معامل الارتباط بین درجة المفردة والدرجة الکلیة للمقیاس، وموضح ذلک فی الجدول التالی.

جدول(1) معاملات الارتباط لمفردات مقیاس سوء استخدام المواد والدرجة الکلیة ن= 50

العبارة

معامل الارتباط

العبارة

معامل الارتباط

العبارة

معامل الارتباط

1

0.615(**)

6

0.253

11

0.228

2

0.502(**)

7

0.321(*)

12

0.365(**)

3

0.492(**)

8

0.508(**)

13

0.603(**)

4

0.489(**)

9

0.569(**)

14

0.585(**)

5

-0.263

10

0.311(*)

15

0.683(**)

(**) دالة عند مستوى 0.01                  (*) دالة عند مستوى 0.05

من خلال جدول (1)؛ یتضح أن جمیع معاملات الارتباط دالة عند مستوى (0.01) ما عدا المفردتین رقمی (7، 10)؛ فهما دالتین عند مستوى (0.05). ولم تکن المفردات (5، 6، 11)؛ دالة عند مستوى (0.01) أو (0.05)، لذا فقد تم استبعادهم من الصورة النهائیة للمقیاس.

  1. صدق المحک: قامت الباحثة بحساب معامل الارتباط بین مقیاس سوء استخدام المواد فی صورته النهائیة للدراسة الحالیة، ومقیاس تقدیر الحساسیة للاشتیاقCraving Scale  لـ أحمد مصطفى (1997). وقد تم تطبیق المقیاس على عینة من مسیئی استخدام المواد من طلاب دبلوم العام الواحد (2014- 2015) بلغ عددهم (50) طالبا، وبحساب العلاقة الارتباطیة بین المقیاسین فقد تم التوصل إلى وجود علاقة ارتباطیة موجبة دالة قدرها (0.848)، وهی دالة عند مستوى (0.01)، وهذا یدل على صدق المقیاس.
  2. ثبات المقیاس: للتأکد من ثبات المقیاس؛ قامت الباحثة باستخدام معادلة ألفا کرونباخ، وطریقة التجزئة النصفیة لعینة عددها (50) طالبا. وقد کانت قیمة معامل ألفا کرونباخ للمقیاس کله (0.751). کما کان معامل ثبات المقیاس بطریقة التجزئة النصفیة (0.651). وهذا القدر من الثبات یؤهله للاستخدام فی الدراسة الحالیة.

د‌.       مقیاس بعض مهارات إدارة الذات: (إعداد الباحثة) some skills of Self – Management Questionnaire (SMQ)  

بعد الاطلاع على الدراسات والأدبیات السابقة؛ قامت الباحثة بتصمیم مقیاس لبعض مهارات إدارة الذات کأداة لتحقیق أهداف الدراسة. ومن خلال ملاحظات أفراد العینة الأساسیة عن شخصیاتهم؛ وجدت الباحثة أن هناک مفهوما سلبیا لدى أفراد العینة الأساسیة عن کیفیة إدارة ذواتهم فی مواقف المشکلات والأزمات. لذا رأت الباحثة أن تصمم مقیاسا خاصا ببعض مهارات إدارة الذات التی أظهر أفراد العینة الأساسیة نقصا ملحوظا فیها أو مفهوما سلبیا أو مغلوطا فیها.

وقد تکونت هذه الأداة فی صورتها الأولیة قبل التحکیم من (37) مفردة تعکس درجة إدارة الذات لدى الأفراد، وتشمل مفردات عن مهارات حل المشکلات وإدارة الوقت والضبط الوجدانی والمواجهة الإیجابیة والتحکم الذاتی وتوجیه الذات. وتکون الاستجابة على کل مفردة فی ثلاثة اختیارات هی دائما، أو أحیانا، أو أبدا، وتأخذ الدرجات 3 أو 2 أو 1 على التوالی عند تصحیحها وتعکس هذه الدرجات فی حالة المفردات السلبیة وهما المفردتین (1، 3) فی مقیاس بعض مهارات إدارة الذات المعد لهذه الدراسة. وللتأکد من توفر الخصائص السیکومتریة فی هذا المقیاس تم إجراء الخطوات التالیة:

  1. صدق المحکمین: لضمان صدق أداة الدراسة وصلاحیتها لقیاس ما وضعت لقیاسه؛ قامت الباحثة بعرض الأداة على مجموعة من المحکمین بلغ عددهم (3) من أساتذة الصحة النفسیة بکلیة التربیة جامعة المنیا، وقد تم الإبقاء على العبارات التی بلغت نسبة الاتفاق علیها (100%). وعلى ضوء الاقتراحات والتوجیهات التی قدمها السادة المحکمون قامت الباحثة بإجراء التعدیلات على المقیاس.
  2. الاتساق الداخلی: قامت الباحثة بحساب الاتساق الداخلی للتحقق من الشروط السیکومتریة للمقیاس بحساب معامل الارتباط بین درجة المفردة والدرجة الکلیة للمقیاس؛ وکخطوة سابقة لإجراء التحلیل العاملی وموضح ذلک فی جدول (2).

جدول (2) معاملات (م) الارتباط لمفردات مقیاس بعض مهارات إدارة الذات والدرجة الکلیة  ن= 50

المفردة

(م) الارتباط

المفردة

(م) الارتباط

المفردة

(م) الارتباط

المفردة

(م) الارتباط

1

0.422(**)

11

0.350(**)

21

0.255(*)

31

0.497(**)

2

0.201(*)

12

0.280(**)

22

0.377(**)

32

0.352(**)

3

0.540(**)

13

0.312(**)

23

0.441(**)

33

0.245(*)

4

0.170

14

0.278(**)

24

0.542(**)

34

0.427(**)

5

0.370(**)

15

0.224(*)

25

0.413(**)

35

0.062

6

0.349(**)

16

0.447(**)

26

0.427(**)

36

0.465(**)

7

0.410(**)

17

0.415(**)

27

0.591(**)

37

0.465(**)

8

0.434(**)

18

0.470(**)

28

0.552(**)

 

 

9

0.485(**)

19

0.491(**)

29

0.331(**)

 

 

10

0.188

20

0.456(**)

30

0.312(**)

 

 

(**) دالة عند مستوى 0.01                      (*) دالة عند مستوى 0.05

من جدول (2)؛ یتضح أن معاملات الارتباط دالة عند مستوى (0.01) ما عدا المفردات (2، 15، 21، 33) فهی دالة عند مستوى (0.05). فیما کانت المفردات (4، 10،35) غیر دالة. وقد تم استبعاد المفردات التی یقل ارتباطها عن 0.3 فی المقیاس وهی المفردات (2 ،4 ،10 ،12 ،14 ،15 ،21 ،33 ،35) من الصورة النهائیة للمقیاس.

  1. صدق التحلیل العاملی: أجرت الباحثة التحلیل العاملی الاستکشافی بالتدویر المتعامد لمفردات المقیاس للتأکد من صدقه وتشبع مفرداته على عوامل من الدرجة الثانیة (أبعاد). کما اعتبرت الباحثة طریقة استخراج العوامل بالمکونات الأساسیة، واستخدمت محک کایزر Kaiser- Mayer –Olkin (KMO) لتحدید مدى صلاحیة البیانات للتحلیل العاملی (تیغزة، 2012). ویوضح الجدول التالی تشبعات المفردات على عواملها المستخرجة.

جدول (3) تشبعات مفردات مقیاس بعض مهارات إدارة الذات على عواملها ن= 100

العامل الأول

العامل الثانی

العامل الثالث

العامل الرابع

المفردة

التشبع

المفردة

التشبع

المفردة

التشبع

المفردة

التشبع

20

0.685

1

0.781

25

0.740

5

0.587

32

0.665

3

0.757

27

0.530

17

0.577

22

0.612

24

0.594

36

0.521

28

0.489

37

0.566

13

0.467

29

0.498

26

0.440

19

0.495

8

0.458

30

0.476

18

0.354

16

0.480

11

0.441

31

0.454

 

 

34

0.330

9

0.429

6

0.452

 

 

 

 

 

 

7

0.362

 

 

 

 

 

 

23

0.361

 

 

ویلاحظ من جدول (3) السابق أن جمیع عبارات المقیاس کانت متشبعة على أبعاد أربعة فیما عدا (9) عبارات لم تتشبع على أی من العوامل الأربعة، ولم تتعدى معاملات ارتباطها (0.3) ولم تکن دالة، وهی العبارات (2، 4، 10، 12، 14، 15، 21، 33، 35). وقد کانت القیمة المطلقة لمحدد مصفوفة الارتباطات أکبر من (0.00001). إضافة إلى أن  مقیاس کفایة العینة Measures of Sampling Adequacy (MSA) بلغ 0.704 ، ما یدل على أن اختبار کایزر کان جیدا . کما أظهرت نتائج التحلیل العاملی لبنود المقیاس أن اختبار برتلیت Bartlett's test of sphericity دالا إحصائیا.

 وقد اقترحت الباحثة تسمیة العامل الأول بـ التحکم الذاتی؛ والذی تشبع علیه (7) عبارات، والعامل الثانی بـ حل المشکلات؛ والذی تشبع علیه (7) عبارات، والعامل الثالث بـ توجیه الذات؛ والذی تشبع علیه (9) عبارات، والعامل الرابع بـ المواجهة الإیجابیة؛ والذی تشبع علیه (5) عبارات. وبذلک یشمل مقیاس بعض مهارات إدارة الذات أربع مهارات هی التحکم الذاتی وحل المشکلات وتوجیه الذات والمواجهة الإیجابیة، وقد کانت قیم الجذور الکامنة ونسبة التباین العاملی لهذه الأبعاد کما هو موضح بالجدول التالی:

جدول (4) الجذور الکامنة ونسبة التباین العاملی لأبعاد مقیاس مهارات إدارة الذات

الثبات

تحکم ذاتی

حل المشکلات

توجیه الذات

مواجهة إیجابیة

المقیاس کله

الجذر الکامن

5.771

2.145

1.997

1.524

نسبة التباین الکلی 40.850

نسبة التباین العاملی

20.612

7.661

7.132

5.444

  1. ثبات المقیاس: للتأکد من ثبات المقیاس؛ قامت الباحثة باستخدام معادلة ألفا کرونباخ، وطریقة التجزئة النصفیة، ویوضح جدول (4) ثبات المقیاس باستخدام معامل ألفا کرونباخ، والتجزئة النصفیة.

جدول (4) معامل ألفا کرونباخ والتجزئة النصفیة لمقیاس بعض مهارات إدارة الذات وأبعاده (ن=50)

الثبات

تحکم ذاتی

حل المشکلات

توجیه الذات

مواجهة إیجابیة

المقیاس کله

ألفا کرونباخ

0.715

0.715

0.706

0.586

0.849

التجزئة النصفیة

0.697

0.685

0.731

0.566

0.826

          ویوضح جدول (4) السابق ارتفاع قیم معامل ألفا کرونباخ والتجزئة النصفیة للمقیاس ومکوناته، وهذا یدل على تمتع المقیاس بقدر کبیر من الثبات ما یؤهله للاستخدام فی الدراسة الحالیة.

هـ. برنامج التدخل الإیجابی المختصر: (إعداد الباحثة) Briefly Positive Intervention based Program (BPIP)

عرضت الأدبیات والدراسات السابقة أهمیة التدخلات الإیجابیة القائمة على علم النفس الإیجابی والتی تهتم بزیادة المشاعر والسلوکیات والمعارف والاتجاهات الإیجابیة والترکیز على نقاط القوة والتی کان لها أثراً کبیراً للاستجابة للعلاجات التی تهدف لمنع سوء استخدام المواد بتحفیز التغییر السلوکی. وتختلف التدخلات النفسیة المختصرة التی تعتبر من النوع الإیجابی؛ فیذکر کاشدان وسیاروتش  Kashdan & Ciarrochi  إن التدخلات التی یطلق علیها إیجابیة ثلاثة أنواع؛ منها ما یرکز على موضوعات إیجابیة، ومنها ما یطبق تکنیک إیجابی أو یهدف إلى تحقیق عائد إیجابی، ومنها ما یرکز على إثارة مواطن القوة أکثر من الترکیز على إصلاح مواطن الضعف (Kashdan & Ciarrochi, n.d., 1).

  1. أهمیة البرنامج: تتضح أهمیة البرنامج فی تدریب أفراد المجموعة الإرشادیة على بعض مهارات إدارة الذات بهدف التحکم فی إساءة استخدام المواد لدى أفراد المجموعة الإرشادیة. إن التمتع بالتفکیر الإیجابی والمنطقی، والقدرة على المثابرة والإصرار، تمکن الفرد من إدارة ذاته. لذا یهدف البرنامج فی هذا الصدد إلى تحقیق الاسترخاء والسعادة باستخدام أسالیب إیجابیة لمواجهة الضغوط والمشکلات، وتحسین الذات؛ لما له من أثر جید على الصحة النفسیة والجسمیة للفرد، ومساعدته على التحصین الذاتی لمواجهة ضواغط المستقبل المتزایدة بدلا عن لجوء أفراد المجموعة الإرشادیة لإساءة استخدام المواد؛ بحثا عن الاسترخاء والسعادة المؤقتة، والرغبة فی التخلص والهروب من ضواغط الحیاة.

ویتیح البرنامج الفرصة للملاحظة الذاتیة، ورصد خبرات النجاح، والتقییم الذاتی، وحل المشکلات، وإدارة الوقت، والضبط الوجدانی، والتقویم الذاتی. فأفراد المجموعة الإرشادیة یعانون من ضغوط الدراسة، وضغوط مرتبطة بالزواج أو الاستعداد له، إضافة إلى الضغوط المادیة والمرتبطة بضغوط العمل، وکیفیة الحصول علیه أو القیام به. لذا فإن البرنامج یحاول العمل على تحسین إدارة الذات للمساعدة على مواجهة الضغوط إیجابیا والتحکم فی إساءة استخدامهم المواد.

  1. هدف البرنامج: لبرنامج التدخل الإیجابی المختصر المستخدم فی هذا الدراسة هدفا عاما أساسیا وهو؛ مساعدة العمیل من خلال برنامج التدخل الإیجابی المختصر على إدارة ذاته لتحفیزه على اتخاذ قرار التغییر والتوقف عن إساءة استخدام المواد لتقلیل مخاطر الأذى الناتج عنها. ولتحقیق هذا الهدف فإن له مجموعة من الأهداف الخاصة وهی؛

‌أ).      تحدید أسباب إساءة استخدام المواد لدى کل فرد من أفراد المجموعة الإرشادیة.

‌ب). تحدید أهداف سلوکیة وسیطة یرغب فیها کل فرد من أفراد المجموعة الإرشادیة باعتبارها نجاحات متوسطة تفید فی عملیة العلاج بعیدة المدى مثل الإقلاع عن أحد المواد فی حالة تنوع إساءة الاستخدام أو تقلیل تنوع إساءة الاستخدام.

‌ج).   مساعدة العمیل على إحداث التغییر والنجاح فی تحقیق أهدافه الموضوعة؛ وهی الأهداف النهائیة للبرنامج.

  1. أسس بناء البرنامج: یقوم البرنامج الحالی على عدد من الأسس کما یلی:

‌أ).     أن أفراد العینة یحاولون ویثابرون للنجاح فی حیاتهم لکنهم یواجهون العقبات بطرق انسحابیة مثل مشکلة سوء استخدام المواد.

‌ب). ترتبط مشکلة سوء استخدام المواد بعدد من الأفکار المعرفیة والسلوکیات ومشکلات وجدانیة یمر بها الفرد.

‌ج).   أن الأفکار المعرفیة والسلوکیات المرتبطة بها متعلمة ومکتسبة وبالتالی یمکن تغییرها.

‌د).    أن التعلم والتدریب على المهارات الإیجابیة یساعد على مواجهة العقبات بکفاءة؛ وذلک من خلال مهارات إدارة الذات.

‌ه).     قد یتحسن استخدام المواد لدى أفراد العینة عندما یکتسبون مهارات إیجابیة لإدارة ذواتهم نحو النجاح.

  1. تخطیط البرنامج: مر إعداد البرنامج بمرحلتین الأولى؛ بتحلیل نتائج الدراسة الاستطلاعیة للمساعدة فی بناء البرنامج وتخطیط الجلسات. والثانیة؛ تم فیها بناء الجلسات وفقا للتعلم والتدریب على استراتیجیات التدخل الإیجابی المختصر.

 

أ). المرحلة الأولى: تحلیل نتائج الدراسة الاستطلاعیة

1).   رصد إساءة استخدام المواد خلال المراحل العمریة المختلفة وکذلک لدى کل من الذکور والإناث لتحدید العینة التی سیتم تطبیق البرنامج علیها.

2).   إجراء مقابلات فردیة مع أفراد العینة الأساسیة لحثهم على الانضمام للبرنامج الإرشادی.

3).   تهیئة الظروف المناسبة لتطبیق البرنامج من حیث الزمان والمکان.

ب). المرحلة الثانیة: تخطیط جلسات البرنامج

1).   تحدید أهداف البرنامج الرئیسیة والإجرائیة، ومحتواه العلمی، والفنیات المستخدمة فیه، وتحدید المدى الزمنی للبرنامج، وعدد جلساته ومدة کل منها، وتحدید إجراءات تقییمه.

2).   إن برنامج الدراسة من نوع برامج التدخل المختصر لذا یشتمل البرنامج على 6 جلسات موزعة على 3 أسابیع بواقع جلستین أسبوعیا مدتها ساعتین تتخللها فترة راحة؛ حیث تخصص الجلسة الأولى للتعارف ورصد المعلومات عن تناول المواد، ومعنى إساءة الاستخدام، والأخیرة تخصص للتقییم العام للبرنامج.

3).   مراعاة أن تکون لغة البرنامج سهلة؛ یتمکن فیها المشارکون من فهمها، وقابلیة تطبیقها العملی.

4).   إعطاء الوقت الکافی لتدریب أفراد المجموعة الإرشادیة على المهارات والفنیات التی تمکنهم من الشعور بزیادة فعالیتهم فی إدارة ذواتهم، ومواجهة الضغوط بطرق إیجابیة، والتحکم فی میولهم لاستخدام المواد –ذات التأثیر النفسی-، والعمل على أن تکون الواجبات المنزلیة امتدادا لتطبیق هذه المهارات المکتسبة فی حیاتهم.

  1. الفنیات المستخدمة فی البرنامج: فی سبیل تحقیق الأهداف الإجرائیة للبرنامج تم استخدام عدد من الفنیات الإرشادیة وهی؛ المحاضرة والمناقشة، والملاحظة الذاتیة، والتقییم الذاتی، والحوار الذاتی الإیجابی، والضبط الوجدانی، والخدمة الإیجابیة. وفیما یلی شرحا مبسطا لکیفیة استخدام کل منها.

‌أ).     المحاضرة والمناقشة: والهدف منها تقدیم معلومات مبسطة حول الإرشاد النفسی وأهمیته، وخطورة إساءة استخدام المواد والمصطلحات المرتبطة بها، وإدارة الذات ومفهومها وفوائدها.

‌ب). الملاحظة الذاتیة والتقییم الذاتی: وهما لرصد نقاط النجاح والفشل فی حیاة الفرد، وجمع أوجه التشابه بین سمات الشخصیة فی مواقف النجاح وسماتها فی مواقف الفشل؛ لیصل الفرد إلى الاستبصار الذاتی؛ الذی یتعرف فیه على مقومات نجاح شخصیته، لیضع یده على مواطن القوة فی شخصیته، ویعمل على تقویة مواطن الضعف التی سببت له الفشل.

‌ج).  الحوار الذاتی الإیجابی والضبط الوجدانی: بعد تدریب أفراد المجموعة الإرشادیة على ملاحظة حوارهم مع أنفسهم عند تعرضهم للمواقف الضاغطة، وحوارهم مع أنفسهم، فی أوقات النجاح الفعلیة بعد مواجهتهم للمشکلة؛ فیطلب من الفرد رصد الأفکار العقلانیة الإیجابیة التی حثته على النجاح فی الماضی کشعارات ذاتیة لتحقیق النجاح مستقبلا. هذه الشعارات یحاور بها الفرد نفسه فی أوقات ضعفه فی حل مشکلاته، لیستشعر قدرته على تخطی الضغوط، وتکوین مفهوم موجب عن ذاته أثنائها، وهی تساعد على اتزانه الانفعالی عند وضع حلول للمشکلة.

‌د).    الخدمة الإیجابیة: تستخدم هذه الفنیة بالقرب من نهایة البرنامج؛ بهدف زیادة الاستمتاع بالخبرة الإیجابیة، بتوزیع عناصر النجاح لتکون لیست معتمدة فحسب على تحقیق النجاح بعوائد ذاتیة للفرد فقط، ولکن أیضا تحقیق النجاح بمساعدة الآخرین على النجاح فی مهامهم. إذ یذکر کاهلر وآخرون (Kahlel, etal., 2014, 8) أن الخدمة الإیجابیة هی فنیة تساعد على تحسین الرفاهیة الذاتیة بالمساعدة فی تحقیق النجاح للآخرین. ویختار فیها کل فرد من أفراد المجموعة الإرشادیة مجالا یکون فیه مستعدا لتقدیم الخدمة للآخرین، وتکون بمثابة واجب منزلی للجلسة التالیة.

‌ه).     زیارات الامتنان: وفی هذه الفنیة یطرح العمیل خطابا یشکر فیه فردا کان له دور إیجابی فی حیاته، ویتعهد بزیارته شکرا وعرفانا له. وبعد هذه الزیارة یطرح العمیل مشاعره وأفکاره الإیجابیة عن زیارته.

‌و).    الواجبات المنزلیة: وتشمل تطبیقا على ما تم التدریب علیه فی الجلسات ونقله إلى الحیاة الواقعیة کزیارات الامتنان والاستمتاع الإیجابی وتقدیم الخدمة الإیجابیة.

وقد تم تطبیق البرنامج بطریقة الإرشاد الجماعی لما فی ذلک من فائدة فی تحقیق عوائد إیجابیة للبرنامج على أفراد المجموعة الإرشادیة، ولأنهم من نفس المستوى التعلیمی، ومن نفس المرحلة العمریة. کما تم استخدام بعض الوسائل المعینة السمعیة والبصریة فی البرنامج.

جدول (5) تخطیط جلسات البرنامج الإرشادی

م

العنوان

الزمن

الأهداف الإجرائیة

الفنیات المستخدمة

الواجب المنزلی

1

التعارف

90 دقیقة

-خلق جو من الدفء والمحبة بین أفراد المجموعة الإرشادیة والمرشدة.

-تعرف الأسباب التی دعت أفراد المجموعة الإرشادیة لتناول المواد بصورة متکررة.

-تطبیق مقیاس سوء استخدام المواد

-تطبیق مقیاس بعض مهارات إدارة الذات.

-مقارنة مفاهیم إساءة استخدام المواد والتطبیب الذاتی والاعتماد والإدمان.

المحاضرة والمناقشة

-رصد خبرات النجاح السابقة.

2

التحکم الذاتی

90 دقیقة

-إعادة الاستمتاع بخبرة النجاح برصد خبرات النجاح السابقة.

-ملاحظة مواطن القوة فی الشخصیة.

-رصد أسباب الفشل فی مواجهة الضغوط.

-تعرف مخاطر إساءة استخدام المواد.

المحاضرة والمناقشة والملاحظة الذاتیة والتقییم الذاتی

زیارات الامتنان

3

توجیه  الذات نحو التغییر الإیجابی

90 دقیقة

-رصد المشاعر والأفکار الإیجابیة فی زیارات الامتنان.

-تسجیل الطموحات والنجاحات المرغوبة مستقبلا.

-تعرف مفهوم التغییر الإیجابی.

-تعرف أهمیة إدارة الذات نحو التغییر الإیجابی.

المحاضرة والمناقشة والتقویم الذاتی والحوار الذاتی الإیجابی

الاستمتاع الإیجابی

4

أسالیب حل المشکلات

90 دقیقة

-تحلیل الخبرات السابقة لاستخدامها فی حل المشکلات

-تعرف الخطوات العملیة فی حل المشکلات.

التدریب على تحدید المشکلات والبدء بالاختیار الأنسب.

المحاضرة والمناقشة والضبط الوجدانی

تحدید المهام الیومیة والالتزام بأدائها

5

المواجهة الإیجابیة

90 دقیقة

-تحدید الأنشطة الیومیة وتحدید أولویات أهمیتها.

-وضع خطة لاستغلال الوقت.

-اکتساب مهارة مواجهة الضغوط بصورة إیجابیة.

المحاضرة والمناقشة والخدمة الإیجابیة

الخدمة الإیجابیة

6

الجلسة الختامیة

90 دقیقة

-تطبیق مقیاس سوء استخدام المواد.

-تطبیق مقیاس بعض مهارات إدارة الذات.

-إجراء تقییم للبرنامج الإرشادی ومدى استفادة أفراد المجموعة الإرشادیة من البرنامج.

المحاضرة والمناقشة والکلمة الجمیلة

 

 

أحد عشر: إجراءات تطبیق الدراسة:

          بعد التحقق من صدق وثبات مقیاسی سوء استخدام المواد وبعض مهارات إدارة الذات، وإعدادهما فی صورتهما النهائیة؛ تم تطبیق مقیاس سوء استخدام المواد على عینة من طلاب دبلوم العام الواحد بکلیة التربیة جامعة المنیا 2015/ 2016، ثم تصحیحه. اختارت الباحثة الأفراد الذین حصلوا على أعلى درجات سوء استخدام المواد (أکثر من 80%) وبلغ عددهم (50) طالب وطالبة، وأجرت علیهم تطبیق مقیاس بعض مهارات إدارة الذات بصورة فردیة أو جماعیة. وقد تم استبعاد الحالات غیر الصالحة غیر مکتملة البیانات من التحلیل الإحصائی، مع أخذ موافقاتهم على الاشتراک فی برنامج التدخل المختصر. وقد رفضت الإناث الاشتراک فی البرنامج، واکتفین بالجلسة الأولى عن مخاطر سوء استخدام المواد؛ وبذلک أصبح عددهم (36) طالبا.

اثنا عشر: المعالجات الإحصائیة:

تم استخدام الحزمة الإحصائیة للعلوم الاجتماعیة SPSS لعمل التحلیل الإحصائی باستخدام اختبار ت لإیجاد الفروق بین درجات المقیاسین المستخدمین فی کل من التطبیقین القبلی والبعدی، وکذلک الفروق بین درجات المقیاسین المستخدمین فی کل من التطبیقین البعدی والتتبعی.

ثلاثة عشر: نتائج الدراسة:

أ‌.        فرض الدراسة الاستطلاعیة؛ ونصه " یختلف سوء استخدام المواد بین الذکور والإناث فی مراحل النمو المختلفة (طفولة، ومراهقة، وشباب، وکبار سن)".وللتحقق من هذا الفرض استخدمت الباحثة أسلوب التکرارات لجمع المعلومات عن سوء استخدام المواد لدى مراحل عمریة مختلفة (طفولة، ومراهقة، وشباب، وکبار سن ) باستخدام أسلوب السؤال المفتوح على المشترکین فی الدراسة المسحیة خلال العام الجامعی 2014- 2015؛ والذین بلغ عددهم 3732 فردا من مختلف الأعمار من ریف وحضر محافظة المنیا ، وکان السؤال کالتالی:

  • ما هی المادة (دواء  کیمیائی– مادة عضویة) التی تنتظم على تناولها مرة واحدة على الأقل أسبوعیا لمدة تزید عن عام سابق.

سجلت نتائج تطبیق الاستمارة فی جداول تبین الاسم أو المسلسل الرقمی، والنوع (ذکر أم أنثى)، وتاریخ المیلاد، والمادة المساء استخدامها. وعن نتائج  استمارة جمع المعلومات حول إساءة الاستخدام للمواد فی ریف وحضر محافظة المنیا فهی مبینة بالجدول (6) موزعین حسب غرض ونوع سوء الاستخدام کالتالی:

 

 

 

 

جدول (6) بیان بأفراد العینة الاستطلاعیة للدراسة تبعا للمرحلة العمریة ونوع الجنس وغرض ونوع سوء الاستخدام ن= 3732

المرحلة العمریة

المیلاد <6 سنة

6< 12 سنة

12< 15 سنة

15< 18 سنة

18< 21 سنة

21< 40 سنة

40< 60 سنة

60 < سنة

التطبیب الذاتی

عرضی

ذکور

13

_

_

_

76

445

160

_

إناث

5

_

_

5

52

518

163

_

مزمن

ذکور

_

_

_

_

_

197

180

15

إناث

_

_

_

_

_

112

254

18

أدویة  کیمیائیة ومواد عضویة

قانونی

ذکور

_

_

2

6

25

128

67

_

إناث

_

_

_

_

36

70

_

_

مواد ممنوعة

ذکور

_

_

42

59

316

750

6

_

إناث

_

_

_

_

5

7

_

_

العدد الکلی (3732)

18

_

44

70

510

2227

830

33

 

یتضح من جدول (6) السابق أنه بالنسبة لفرض الدراسة الاستطلاعیة المسحیة على ریف وحضر محافظة المنیا؛ نجد أنه اختلف سوء استخدام المواد بین الذکور والإناث. فمن حیث هدف التطبیب الذاتی خارج الجرعات العلاجیة وبدون إشراف طبی؛ فقد أساء الإناث استخدام المواد المسکنة والمهدئة أکثر من الذکور بالنسبة للأمراض العارضة فی المرحلة العمریة (21: 40) سنة، وکذلک فی المرحلة العمریة (40: 60) سنة، کما أساءت أمهات الذکور استخدام الأدویة بهدف التطبیب الذاتی لأبنائهن الذکور حتى سن (6) سنوات أکثر مما أساءت أمهات الإناث استخدام الأدویة. بینما زادت إساءة الذکور لاستخدام المواد بهدف التطبیب الذاتی للأمراض المزمنة فی المرحلة العمریة (21: 40) سنة، ولکن عادت لتکون أقل إساءة من الإناث فی المرحلة العمریة (40: 60) سنة.

انتشرت إساءة استخدام المواد بهدف التطبیب الذاتی للأمراض المزمنة فی الریف (قرى وعزب ونجوع) أکثر منها فی المدن؛ وبهدف علاجات أمراض السکر والضغط والقلب وقرحة المعدة وحساسیة الصدر. ویرجع هؤلاء الأفراد ذکورا وإناثا ذلک لتدنی مستواهم الاقتصادی (فالفقر ما یجعلهم یلجأون إلى استخدام وصرف وصفات (روشتات) الطبیب لآخرین لهم نفس المرض. وقد صرح بعضهم أن ذلک قد أدى مع سنوات من إساءة استخدام هذه الأدویة إلى ظهور أعراض مرضیة أخرى لدیهم؛ کأن یسئ الفرد استخدام أدویة الضغط المرتفع، أو أدویة لتنشیط عضلة القلب، أو أدویة لأمراض الکبد والمرارة؛ ثم یتضح بعد ذلک أنه یعانی من الضغط المنخفض، أو مشکلة فی صمامات القلب أو روماتیزم.

          ومن حیث إساءة استخدام المواد الکیمیائیة والعضویة لأهداف أخرى غیر التطبیب الذاتی والذین بلغ عددهم (1519) فردا؛ فقد کانوا أقل من مسیئی استخدام المواد بهدف التطبیب الذاتی (2213) فردا فی عینة الدراسة الاستطلاعیة. وقد أساء الذکور استخدام المواد غیر الممنوعة (القانونیة) فی المرحلة العمریة (12: 15) سنة، وکذلک من عمر (15: 18) سنة. وقد أساءوا استخدام أدویة السعال (الکحة) والکولا (لاصق له رائحة نفاذة). على حین أساء الذکور استخدام الأدویة الممنوعة فی المرحلة العمریة (12: 15) سنة وکذلک فی المرحلة العمریة (15: 18) سنة، وکانت هذه المواد على الترتیب حسب تکراراتها هی عقارات الهلوسة، مجموعة المواد الأفیونیة الکیمیائیة المصنعة؛ والتی تناظر الکودایین، وتدخل فی أدویة السعال، وکذلک توجد على هیئة بلورات فی مسحوق أبیض أو شراب أو سائل أو محلول للحقن أو أقراص، وبأسماء تجاریة (مثل: الترامادول، والتراماکس، والأدول، والتامول). وأفصح هؤلاء الذکور أنهم یتناولون هذه المواد دون علم والدیهم، وفی مجموعات أقرانهم (مع الأصدقاء)؛ حیث تتاح لهم فرصة الحصول على هذه المواد.

فی حین کانت المواد الممنوعة المساء استخدامها فی المرحلة العمریة (18: 21) سنة هی على الترتیب؛ مجموعة مشتقات الأفیون الکیمیائیة المصنعة، والحشیش لدى الذکور. أما الإناث من نفس المرحلة العمریة فقد أساء أغلبهن استخدام المواد القانونیة لهدف غیر التطبیب الذاتی مثل؛ استخدام أدویة السکر والأعشاب للتخسیس، وحقن وأقراص الفیتامینات للشعر، وأقراص بعض الأدویة ذات الأغراض المختلفة للسحق (الطحن)، واستخدامها لأغراض التجمیل (ماسکات ومبیضات للوجه).

وقد زادت إساءة استخدام المواد لدى الذکور فی المرحلة العمریة (21: 40) سنة، وکذلک المرحلة العمریة (40: 60) سنة. وکانت الأدویة والمواد القانونیة غیر الممنوعة المساء استخدامها فی المرحلة العمریة (21: 40) سنة هی على الترتیب ؛ المنشطات الجنسیة والفیتامینات والمقویات والمهدئات. فی حین کانت المواد العضویة والکیمیائیة الممنوعة لهذه المرحلة هی على الترتیب؛ مشتقات الأفیون الکیمیائیة المصنعة –مشابهات الکودایین-، ثم الحشیش المستخرج من القنب ویتم تناوله بالتدخین، ثم أدویة الهلوسة. وهذا الترتیب فی إساءة الاستخدام للمواد یماثل نظیره فی إساءة استخدام المواد الممنوعة غیر القانونیة للمرحلة العمریة من (18: 21).

وقد کان أغلب مسیئی استخدام المواد الکیمیائیة والعضویة القانونیة غیر الممنوعة من المتعلمین تعلیما متوسطا (المرحلة الثانویة)، وحتى من أکملوا التعلیم الجامعی فقط أو یکملون الدراسات العلیا. أما مسیئی استخدام المواد العضویة والکیمیائیة الممنوعة، فقد کان أغلبهم ممن لم یتلق تعلیما أو لم یکملوا تعلیمهم حتى المرحلة الثانویة، کما کان أغلبهم ممن لدیه أعمالا شاقة؛ کالعمل فی البناء أو المحاجر أو الأعمال اللیلیة (التی تتطلب سهرا باللیل کأعمال الخفرة) أو من یواصل العمل لساعات طویلة بین مکانین للعمل أو أکثر.

ب‌.    فروض الدراسة التجریبیة:

نتائج الفرض الأول ونصه: " توجد فروق دالة إحصائیا على مقیاس بعض مهارات إدارة الذات لدى مسیئی استخدام المواد من أفراد المجموعة الإرشادیة بین التطبیق القبلی للبرنامج والتطبیق البعدی له لصالح التطبیق البعدی". وللتحقق من هذا الفرض قامت الباحثة باستخدام اختبار ت T. Test ، والجدول التالی یوضح ذلک.

 

جدول (7) اختبار ت للفروق بین التطبیقین القبلی والبعدی لمقیاس بعض مهارات إدارة الذات ن= 36

المتغیرات

متوسط

انحراف معیاری

قیمة (ت)

الدلالة

مهارة التحکم الذاتی

قبلی

14.583

2.273

5.375

0.01

بعدی

17.000

2.757

مهارة حل المشکلات

قبلی

14.805

2.240

3.469

0.01

بعدی

16.278

2.349

مهارة توجیه الذات

قبلی

17.611

3.054

3.201

0.01

بعدی

19.139

3.407

مهارة المواجهة الإیجابیة

قبلی

10.306

2.081

3.444

0.01

بعدی

11.806

2.303

المقیاس کله (الدرجة الکلیة)

قبلی

57.306

5.741

7.400

0.01

بعدی

64.222

9.056

یتضح من جدول (7) أنه توجد فروق دالة إحصائیا على مقیاس بعض مهارات إدارة الذات لدى مسیئی استخدام المواد من أفراد االمجموعة الإرشادیة بین التطبیق القبلی للبرنامج والتطبیق البعدی له لصالح التطبیق البعدی.

ویمکن إیجاد حجم تأثیر البرنامج فی مهارات إدارة الذات باستخدام معادلة  (µ2)؛ وذلک کما أوضحها  منصور (1997، 69) کالتالی:

2) =   ( ت)2 / ](ت)2 + درجات الحریة[

 کما یمکن توضیح فعالیة البرنامج فی مهارات إدارة الذات باستخدام معادلة بلاک للکسب المعدل کما بینها جیروکمب (1991، 250) کما یلی:

](س-ص) / (د-س)[+ ] (س-ص)/د[

جدول (8) حجم تأثیر وفعالیة البرنامج فی بعض مهارات إدارة الذات

المتغیرات

تحکم ذاتی

حل المشکلات

توجیه الذات

مواجهة إیجابیة

الدرجة الکلیة

قیمة معامل 2)

0,452

0.256

0.226

0.253

0.610

حجم التأثیر

کبیر

کبیر

کبیر

کبیر

کبیر

معادلة بلاک

0.719

0.382

0.250

0.570

0.432

الفعالیة

کبیرة

ضعیفة

ضعیفة

متوسطة

متوسطة

ومن خلال جدول (8) السابق یتضح أن برنامج التدخل الإیجابی المختصر کان له أثر کبیر على تنمیة مهارات إدارة الذات التی شملها المقیاس، وکذلک على کل مهارة من مهارات إدارة الذات على حده وهی؛ مهارات التحکم الذاتی، وحل المشکلات، وتوجیه الذات، والمواجهة الإیجابیة. وقد کانت فعالیة البرنامج کبیرة فی مهارة التحکم الذاتی ومتوسطة فی مهارة المواجهة الإیجابیة وضعیفة فی کل من مهارتی حل المشکلات وتوجیه الذات ومتوسطة بصفة عامة للمقیاس کله.

نتائج الفرض الثانی ونصه: " توجد فروق دالة إحصائیا على مقیاس سوء استخدام المواد لدى أفراد المجموعة الإرشادیة بین التطبیق القبلی للبرنامج والتطبیق البعدی له لصالح التطبیق القبلی". وللتحقق من هذا الفرض قامت الباحثة باستخدام اختبار ت T. Test، والجدول التالی یوضح ذلک.

جدول (9) اختبار ت للفروق بین التطبیقین القبلی والبعدی لمقیاس سوء استخدام المواد ن= 36

المتغیرات

متوسط

انحراف معیاری

قیمة (ت)

مستوى الدلالة

الدرجة الکلیة

قبلی

27.138

2.565

12.089

0.01

بعدی

21.556

1.843

یتضح من جدول (9) أن الفروق کانت دالة إحصائیا على مقیاس سوء استخدام المواد لدى أفراد المجموعة الإرشادیة بین التطبیقین القبلی للبرنامج والبعدی له لصالح التطبیق القبلی.

وبحساب حجم تأثیر البرنامج فی خفض استخدام المواد لدى أفراد المجموعة الإرشادیة باستخدام قیمة معامل (µ2) السابق استخدامها، فقد بلغت قیمتها (0.807)، کما کانت قیمة معادلة بلاک السابق استخدامها لتعیین فاعلیة البرنامج المستخدم فی خفض استخدام المواد؛ هی (0.785)، وهذا یوضح أن البرنامج کان له أثر وفاعلیة کبیرین على خفض استخدام المواد لدى أفراد المجموعة الإرشادیة.

نتائج الفرض الثالث ونصه: " لا توجد فروق دالة إحصائیا على مقیاس بعض مهارات إدارة الذات لدى أفرد المجموعة الإرشادیةبین التطبیق البعدی للبرنامج والتطبیق التتبعی بعد انتهاء البرنامج بشهرین". وللتحقق من هذا الفرض قامت الباحثة باستخدام اختبار ت T. Test، والجدول التالی یوضح ذلک.

 

جدول (10) اختبار ت للفروق بین التطبیقین البعدی والتتبعی لمقیاس بعض مهارات إدارة الذات ن= 36

المتغیرات

المتوسط

الانحراف المعیاری

قیمة (ت)

مستوى الدلالة

مهارة التحکم الذاتی

بعدی

17.000

2.757

1.103

غیر دالة

تتبعی

16.750

2.853

مهارة حل المشکلات

بعدی

16.278

2.349

0.542

غیر دالة

تتبعی

16.111

2.734

مهارة توجیه الذات

بعدی

19.139

3.407

0.183

غیر دالة

تتبعی

19.083

3.425

مهارة المواجهة الإیجابیة

بعدی

11.806

2.303

0.102

غیر دالة

تتبعی

11.806

2.223

المقیاس کله (الدرجة الکلیة)

بعدی

64.222

9.056

1.799

غیر دالة

تتبعی

63.778

8.961

یتضح من جدول (10) أنه لم توجد فروق ذات دلالة إحصائیة على مقیاس بعض مهارات إدارة الذات لدى مسیئی استخدام المواد من أفراد االمجموعة الإرشادیة بین التطبیق البعدی والتطبیق التتبعی له بعد انتهاء تطبیق البرنامج بشهرین.

نتائج الفرض الرابع ونصه: " لا توجد فروق دالة إحصائیا على مقیاس سوء استخدام المواد لدى أفراد المجموعة الإرشادیة بین التطبیق البعدی للبرنامج والتطبیق التتبعی له". وللتحقق من هذا الفرض قامت الباحثة باستخدام اختبار ت T. Test ، والجدول التالی یوضح ذلک.

جدول (11) اختبار ت للفروق بین التطبیقین البعدی والتتبعی لمقیاس سوء استخدام المواد ن= 36

المتغیرات

متوسط

انحراف معیاری

قیمة (ت)

الدلالة

الدرجة الکلیة

بعدی

21.556

1.843

1.435

غیر دالة

تتبعی

21.333

2.125

یتضح من جدول (11) أنه لم توجد فروق دالة إحصائیا على مقیاس سوء استخدام المواد لدى أفراد المجموعة الإرشادیة بین التطبیق البعدی للبرنامج والتطبیق التتبعی له بعد انتهائه بشهرین.

أربعة عشر: تفسیر نتائج الدراسة:

تفسیر نتائج فرض الدراسة الاستطلاعیة: أوضحت نتائج فرض الدراسة الاستطلاعیة أن سوء استخدام المواد غیر القانونیة –ذات التأثیر النفسی- کأدویة الهلوسة ومجموعة مشتقات الأفیون الکیمیائیة المصنعة قد بدء من سن (15) سنة؛ وهو مؤشر خطیر جدا بالنظر إلى هذه السن الصغیرة. وقد تمثلت إساءة استخدام المواد غیر القانونیة فی مجمل المراحل العمریة على الأغلب حسب تکراراتها فی ثلاث مجموعات رئیسیة هی؛ مجموعة مشتقات الأفیون المصنعة والمنشطات خاصة الجنسیة منها والحشیش.

وتتمثل خطورة مشتقات الأفیون فی أنها سهلة الانتشار؛ نظرا لأنها رخیصة الثمن (ثمن الشریط ذو العشر أقراص منها لا یتعدى بضعة جنیهات)، وتتعدد سبل الوصول إلیها کبعض الصیدلیات ومنافذ بیع الأدویة التی تکرر صرف وصفات (روشتات) الأطباء لعملیات جراحیة ذات تاریخ سابق، وتحتوی على هذه المسکنات القویة؛ ما یُسَهِل لحاملیها استغلال هذه الوصفات لشراء کمیات أکبر من هذه الأدویة، إضافة إلى سبل الشراء والبیع غیر القانونیة. وقد اتبعت الحکومة سبلا متعددة لتقلیل فرص صرف هذه الأدویة بإدخالها نظم جداول الأدویة الممنوعة، والمصروفة بحذر للأطباء بالمستشفیات لاستخدامها بالعملیات الجراحیة؛ إلا أنه لا یزال هناک جدلا حول اعتبار هذه الأدویة غیر قانونیة، ویحظر تداولها بسبب جدواها العلاجیة، وقد أدى زیادة أسعار الأدویة إلى تقلیل شراء بعضها فیما أسماه عبد القادر(1990) بالاخلال باستراتیجیات التوزیع والاتصال.

وقد تقلص استخدام الحشیش مقارنة بمشتقات الأفیون المصنعة، إذ کان یعتبر الحشیش سید الموقف فی المجتمع المصری خاصة فئات الزراعیین والحرفیین بصفة عامة کما أشارت لذلک دراسة عسکر (1990). ولکن یحدث ما یسمى بالتحمل الشامل cross tolerant إذا ما أساء الفرد موادا متعددة؛ حیث تترابط وتعمل هذه المواد على زیادة تحمل جرعات أکبر من المادة الأخرى للحصول على تأثیرات إیجابیة أکثر والعکس صحیح (جونسون، 2015، 568). ومن أمثلة الإساءة المتعددة للمواد استخدام الکحول مع الحشیش بتدخینه، وإضافة أقراص مشتقات الأفیون المصنعة إلى الکحولات أو الشای لشربها، وتدخین الحشیش وحقن أحد مشتقات الأفیون المصنعة (کالترامادول).

ویعمل الاستخدام المتعدد للکحول والمواد على زیادة المخاطر والأذى مقارنة بإساءة استخدام مادة واحدة. ویعمد العملاء لإساءة الاستخدام المتعدد للمواد رغبة فی زیادة تأثیرها -إذا ما استخدمت هذه المواد فی وقت واحد أو جرعة واحدة-؛ کالکحول والقنب (کالحشیش)، أو لتعویض التأثیرات غیر المرغوبة لمادة واحدة (کالسکون والبلادة)؛ باستخدام مادة أخرى فی نفس الوقت لتقلیل هذه التأثیرات والحصول على الانتعاش والنشاط. کما یسئ العملاء الاستخدام المتعدد للمواد بهدف التحکم فی أعراض الانسحاب؛ باستخدام هذه المواد فی تتابع بدلا من أن تؤخذ فی وقت واحد؛ لتنظیم انسحابهم، وتحسین المزاج، والنوم. (NSW Health, 2013, 46)

وعلى الرغم من أن إساءة استخدام المواد قد تقود فی أی مرحلة عمریة إلى الإدمان؛ إلا أن الأبحاث أوضحت أنه کلما بدأ الشخص مبکرا فی استخدام المواد کلما زادت فرص تقدمه لمراحل خطرة من إساءة الاستخدام، وهذا قد یعکس التأثیر الضار للمواد على نمو المخ، ویتسبب فی نواتج ذات مدى بعید. وفی خلال مرحلة المراهقة؛ فإن الفص قبل الجبهی لا یزال مستمرا فی النضج. ویعتبر هذا الجزء فی المخ خاص بتقییم  المواقف، واتخاذ القرارات المهمة، وحفظ الانفعالات والرغبات تحت السیطرة. وهذا ما یزید من احتمالیة إقبال المراهقین لإساءة استخدام هذه المواد بهدف تجربتها، أو تقلید أقرانهم، أو لاعتقادهم بأن تناول بعض المواد –کالاستیرویدات- قد یقلل من قلقهم فی المواقف الاجتماعیة. (NIDA, 2010, 9-10)

وما یزید من خطورة انتشار إساءة استخدام المواد الکیمیائیة والعضویة؛ هو انتشار بعض السلوکیات فی الاحتفال بالمناسبات والأفراح (الخطوبة ولیلة الحنة) فی مناطق وأوساط متعددة؛ کعنوان للدعوة لتناول هذه المواد، وتخصص لها زوایا علنیة معروفة داخل سرادقات الأفراح لتناول الکحولات، وتدخین الحشیش، ومشتقات الأفیون المصنعة السابق ذکرها، والمعروفة باسم "الکیمیا" (ومنها الفراولة والتفاح؛ اکسابا لهذه الأقراص معانی البهجة حیث تذاب فی الشای، وتوزع على المدعویین إلیها). وأصبحت هذه السلوکیات معروفة ومتبعة؛ باعتبارها طرقا للحفاوة بالمدعوین. وتکمن خطورة هذه السلوکیات –المعروفة فی المناسبات- فی تسهیل تقبلها لدى فئات أخرى مختلفة العمر أو المستوى الاقتصادی أو الاجتماعی.

وتعتبر الوحدة البشریة لسوء استخدام المواد –ذات التأثیر النفسی- فی الدراسة الحالیة والمطبقة على مجتمع محافظة المنیا هی على الترتیب حسب تکراراتها؛ العامل، الذکر، المتزوج، واختلفت بالنسبة للمستوى الاقتصادی والتعلیمی. کما کانت أسباب سوء الاستخدام للمواد بهدف غیر التطبیب الذاتی هی على الترتیب حسب تکراراتها؛ الإحساس بالقوة، والقدرة على العمل، ولأسباب تتعلق بالجنس، والإحساس بالسعادة بالبعد عن/ أو نسیان المشکلات، ومجاراة الرفاق. وهذه النتیجة تتفق جزئیا مع ما عرضته لجنة المستشارین العلمیین (1991)؛ فی أن الوحدة البشریة لتعاطی الحشیش فی مصر هی ؛ العامل، الذکر، الفقیر، الأمی، المتزوج. وأن أسباب التعاطی هی؛ الفرفشة، ومجاراة الرفاق، ولأسباب تتعلق بالجنس، وعلاج بعض الأمراض.

من خلال العرض السابق لنتائج فرض الدراسة الاستطلاعیة؛ یجدر القول بأنه تم اختیار عینة الدراسة الأساسیة من الفئة التی یمکن استخدام التدخل المختصر معها. فهم من مسیئی استخدام المواد – ذات الأثر النفسی – لمدة 12 شهر على الأقل من فئة الشباب، والذین یتناولون جرعة واحدة على الأکثر أسبوعیا. إذ أوضحت المقابلات مع بعض أفراد العینة الاستطلاعیة استطاعتهم التوقف عن إساءة الاستخدام إلا أنهم لا یتمکنون من الاستمرار فی التوقف لوقت طویل. وقد أبدى هؤلاء استعدادا لمثل هذه التدخلات التی تساعدهم على تحقیق أفضل قدر من العمل والنشاط، دون الحاجة إلى مثل هذه المواد.

ومن هنا یتضح سبب اختیار الباحثة لبعض مهارات إدارة الذات کمتغیر إیجابی یعتمد علیه برنامج التدخل الإیجابی المختصر. وقد اختارت الباحثة طلاب دبلوم العام الواحد من الشباب لتأهیلهم للعمل کمعلمین بالمدارس، واضطلاعهم بمهام المربین، لذا فمن الضروری مساعدتهم على التوقف عن إساءة استخدام المواد؛ لیکونوا مستعدین لأداء مهامهم وأدوارهم، وإعدادهم لیکونوا قدوة ومثلا أعلى لطلابهم.

وبالنسبة لتفسیر نتائج الفرض الأول؛ نجد أنه وجدت فروق ترجع لاستخدام برنامج التدخل الإیجابی المختصر فی تنمیة بعض مهارات إدارة الذات. وقد ظهرت عدم قدرة الطالب على إدارة ذاته فی عدد من الجوانب الوجدانیة والسلوکیة والمعرفیة. ومن المشکلات الوجدانیة القلق -خاصة قلق المستقبل- والخوف من النقد والإحباط. ویظهر الجانب السلوکی فی ظهور عادات مثل التدخین وتناول العقاقیر وإساءة استخدامها. ویتضح الجانب المعرفی فی عجز الطالب عن إدارة العملیات المعرفیة المهمة؛ مثل اتخاذ القرارات والتخطیط ووضع الأهداف وفهم وتقییم المواقف والأهداف.

لقد وجدت الباحثة أنه لا یوجد انخفاضا ملحوظا على مقیاس بعض مهارات إدارة الذات فی التطبیق القبلی – قبل تطبیق البرنامج المستخدم -، وإنما کانت درجات أفراد العینة الإرشادیة أقل من التطبیق البعدی بدرجة فارقة إحصائیا. وتود الباحثة أن تنوه عن ذلک بسبب أن أفراد العینة کانوا یستطیعون إدارة ذواتهم بدرجة أو بأخرى بطریقة سلبیة انهزامیة، فکانوا یستطیعون حل مشکلاتهم بتضحیات مختلفة من جانبهم أو بالتنازل عن حقوقهم لحل المشکلات، وباعتقاد منهم أنهم بذلک قد وجدوا حلا لمشکلاتهم. وکان تقییمهم لذواتهم مرتفعا بدرجة معقولة لاعتقادهم بأنهم مُضَحُون وأفضل من غیرهم الذین یتفننون فی سلب حقوق الآخرین. ویرون أنهم یدفنون أنفسهم فی دوامات العمل لیوفروا احتیاجات الآخرین، وهم یتحکمون فی ذواتهم بالابتعاد عن المشکلات أو من یسببوها، والبحث عن طرق لنسیانها والهروب منها بجلسات الترفیه؛ التی یتم فیها إساءة استخدام المواد ذات التأثیر النفسی. لقد رأت الباحثة أن الدرجة على مقیاس بعض مهارات إدارة الذات إنما تعکس إدارة ذات بطرق سلبیة، وأنه یجب تنمیة مفهوم ذات إیجابی، وتنمیة إدارة ذات إیجابیة؛ لتساعد أفراد العینة الإرشادیة على التوقف عن سوء استخدام المواد. وقد أوصى حامد زهران (1998)  بضرورة مواجهة الشباب للضغوط بأسالیب إیجابیة، وتنمیة مهارات إدارة الذات التی تساعد الفرد على انتقاء الأسالیب الإیجابیة وتلاشی الأسالیب السلبیة.

لقد حاول البرنامج تضمین معانی التوکید والثقة بالنفس لدى أفراد المجموعة الإرشادیة لیفهمون ذواتهم، ومحاولة صنع التوازن بین حیاتهم الخاصة وعملهم؛ حتى یستطیعون إدارة ذواتهم. کما ساعد البرنامج على اکساب أفراد العینة الإرشادیة مهارات؛ ملاحظة وتقییم ذواتهم، وکیف یستطیع العمیل تحدید مهاراته وقواه الخاصة، ونقاط الضعف فی شخصیته؛ والتی تسبب للعمیل الفشل فی مواقف متعددة، وکیفیة تنظیم وقته، وذلک کما أوصت منظمة الکفاءات الاسکتلندیة (SQA, 2007)، وعبد الرحمن (2011)، وعایدی (2013)، وعبد العزیز (2015). کما احتوى البرنامج على معلومات أولیة لضرورة اتخاذ القرار وحل المشکلات و التعلم الذاتی کما أوصت عباس (2015).

کما اهتم البرنامج بضرورة تدریب العملاء على مهارات إدارة الذات لیکونوا قادرین على التعامل مع مشکلة سوء استخدام المواد، والتی اعتبرها أغلبهم فی البدایة أنها لیست مشکلة، وإنماهی حل للمشکلات التی یمرون بها فی حیاتهم فی العمل والأسرة، وکیفیة التعامل مع المستقبل کخطط تغییر الحیاة وظروف المعیشة. وکذلک تضمن البرنامج کیفیة التعامل مع المشکلات النفسیة المصاحبة للتوقف عن تعاطی هذه المواد، وذلک کما أوصت دراسة ماکجوفان McGowan, 2005 .

وقد روعی فی برنامج التدخل المختصر لخفض استخدام المواد فی هذه الدراسة التأکید على مهارات إدارة الذات لدى طلاب الدبلوم العام، والذین یُعَدون للعمل کمعلمین، ولما أوصت به الدراسات السابقة فی أهمیة هذه المهارات للمعلم فی توافقه المهنی (نبیل، 2011)، وفی تنظیمه الذاتی (عبد اللطیف، 2015)،  وتحمل المسئولیة (وهبة، 2011). فمهارات إدارة الذات تعمل على تعزیز النمط القیادى التربوى الملائم للمعلمین وکیفیة التعامل مع طلابهم. فإدارة الذات وما تتضمنه من مهارات؛ من المفاهیم المهمة التی تساعد المعلم على التواصل الفعال مع طلابه، وتعریفهم بالقیم الإنسانیة والمشکلات والتحدیات فی ظل عصر المعلومات، ولرفع کفاءة المخرج التعلیمی.

          وعن تفسیر نتائج الفرض الثانی نجد أنه انخفضت درجات أفراد المجموعة الإرشادیة على مقیاس سوء استخدام المواد بفروق دالة إحصائیا؛ مقارنة بدرجاتهم على نفس المقیاس بعد تطبیق برنامج التدخل الإیجابی المختصر. وقد کان أفراد العینة الإرشادیة ممن اختاروا الاشتراک فی برنامج الدراسة وکانوا کلهم من الذکور، کما طبق علیهم استمارة المقابلة الکلینیکیة لسوء استخدام المواد والتی کانت نتائجا کالتالی فی جدول (12):

جدول (12)  بیان نتائج تطبیق استمارة المقابلة الکلینیکیة على أفراد المجموعة الإرشادیة ن= 36

نوع البیانات

توزیع العینة

شخصیة (السن)

متوسط عمری (322.72) شهراً، 26.89 سنة

أسریة

الحالة الاجتماعیة

أعزب

متزوج

15

21

مکان المعیشة

منزل

منشأة

منزل

10

5

21

یعیش مع من

بمفرده

صدیق

الأسرة

بمفرده

بمفرده ویعول أطفال

الأسرة

6

6

3

3

7

11

مهنیة

وظیفة بأجر

لا یعمل

متطوع بدون أجر

18

15

3

التقییم الشخصی لإساءة استخدام المواد

مسکنات

مشتقات أفیون

منشطات

حشیش

کحولات

3

18

18

12

11

                           

ویتضح من جدول (12) السابق أن عینة الدراسة الإرشادیة (جمیعهم من الذکور)؛ قد أساءوا استخدام المسکنات (3) أفراد غیر متزوجین، ومشتقات الأفیون المصنعة (18) فردا، والمنشطات خاصة الجنسیة منها (18) فردا متزوجا، والحشیش (12) فردا، والکحولات (11) فردا. ویستخدم هؤلاء طرقا متعددة لإساءة الاستخدام کالشرب والتدخین والحقن. ویلاحظ أن أفراد العینة الإرشادیة من ذوی الاستخدام المتعدد للمواد –ذات التأثیر النفسی- إلا أن أفراد العینة أبدوا استعدادا لاتخاذ قرار التوقف عن إساءة استخدام هذه المواد. وقد ساعد على ذلک أنهم یسیئون استخدام هذه المواد بمعدل 2: 3 مرات بالشهر؛ إذ یمکنهم التوقف لکنهم لا یستطیعون الاستمرار لأسباب تتعلق بالبحث عن السعادة والکفاءة.

ومما ساعد على تنفیذ البرنامج هو اتخاذ قرار التوقف عن إساءة استخدام المواد قبل شهر رمضان للعام الهجری (1437) بأسبوع؛ إذ أبدى المشترکون أنهم فی شهر رمضان یستطیعون التوقف عن إساءة استخدام المواد بسبب صیام ساعات طویلة نهارا والانشغال لیلا. کما أنهم لا یقابلون أصدقائهم مسیئی الاستخدام خلال هذا الشهر تجنبا لتعاطی هذه المواد، ولکنهم قد یضیعون هذا الصبر – حسب قولهم- فی نهایة الشهر فی لیلة العید؛ حیث یلتقون ویتعاطون هذه المواد احتفالا بهذه المناسبة. وقد رأت الباحثة أنه لو تم تدریبهم فی هذا الشهر فإنهم قد یتجاوزون محنة اختبار لیلة العید، وقد یستمرون فی التوقف بعدها. وقد رفضت الإناث (8) أفراد من العینة الأساسیة الاشتراک فی البرنامج، فهم من مسیئی استخدام المسکنات، کما رفض الذکور؛ وعددهم (6) أفراد من العینة الأساسیة الاشتراک فی البرنامج، لعدم قدرتهم على اتخاذ قرار التوقف؛ فهم حتى لا یستطیعون صیام رمضان.

إن ما یجعل الأفراد -فی مختلف مراحلهم- یقبلون على تعاطی تلک المواد؛ هو حاجتهم إلى الانتماء الاجتماعی، وتحقیق هویة اجتماعیة واقعیة من خلال العمل المنتج الفعال؛ بعیدا عن مشاعر تحقیر شأن الذات؛ وذلک کما أشار عسکر (1990، 160). لذا فالبرنامج بما یشمله من مجموعة من الخدمات الإیجابیة التی قدمها المشارکون، وزیارات الامتنان لذوی الفضل فی حیاتهم؛ تشبع هذه الأدوار الاجتماعیة، وتجعلها فی مستوى واقعی. وتتفق نتائج الدراسة الحالیة مع نتائج دراسة محمد (2002)؛ إذ أثبت فعالیة استخدام المحاضرات النظریة والمناقشات والزیارات الحیة والخبرة المباشرة فی مراکز علاج الإدمان فی تعدیل اتجاهات الطلاب نحو الإدمان. وتتفق نتائج الدراسة الحالیة مع نتائج دراسات کروبسکی وآخرون(Kropski, et al., 2012) ، وبوجینشوتز وآخرون (Bogenschutz, et al., 2014) ، وکاهلر وآخرون (Kahler, et al., 2014) .

ولقد عانى المشترکون من آلام الصداع والتوتر وعدم الترکیز والنوم نهارا والأرق لیلا، وما یترتب على ذلک من إرهاق. إذ تم تطبیق إجراءات البرنامج أثناء امتحانات نهایة العام، وبلغت هذه الأعراض ذروتها فی الجلسة الثالثة؛ إذ وجدت الباحثة صعوبة فی متابعة الجلسة.

ومن خلال نتائج الفرض الثالث؛ یتضح أنه لم توجد فروق بین التطبیق البعدی والتطبیق التتبعی لمقیاس بعض مهارات إدارة الذات لدى مسیئی استخدام المواد من عینة الدراسة الإرشادیة. إذ أن المعرفة والمهارات المکتسبة ساعدت أفراد العینة على استغلالها فی حیاتهم کموجه ومنظم لها، وذلک کما أوصت دراستی عبد الرحیم(Abdu- Raheem, 2013) ، وکینجیندو (King'endo, 2015) . لذا استمرت فعالیة برنامج التدخل الإیجابی المختصر فی تنمیة بعض مهارات إدارة الذات

وعن نتائج الفرض الرابع التجریبی فلم توجد فروق بین التطبیق البعدی والتطبیق التتبعی لمقیاس سوء استخدام المواد بعد انتهاء البرنامج بشهرین. وقد حاول أفراد المجموعة الإرشادیة الاستمرار فی قرار التوقف عن إساءة استخدام المواد –ذات التأثیر النفسی لمدة شهرین بعد انتهاء البرنامج بشهرین رغم ما یعانوه من الصداع والتوتر واضطرابات النوم؛ أملا فی تنقیة أجسامهم من سموم هذه المواد. وربما یعکس هذا إصرارهم على التوقف عن استخدام تلک المواد؛ نتیجة لما عرفوه من مخاطر إساءة استخدام المواد، ولما تدربوا علیه من مهارات إدارة الذات؛ من خلال برنامج  الدراسة.

خمسة عشر: توصیات الدراسة: من خلال ما توصلت إلیه الدراسة من نتائج؛ توصی الباحثة بما یلی:

‌أ.        ضرورة اتباع أسالیب الزیارات الحیة والواقعیة واستخدام الوسائل التکنولوجیة الحدیثة لنشر التوعیة فی المدارس والجامعات عن المخاطر والآثار الضارة لإساءة استخدام المواد.

‌ب.    تدریب المراهقین على مواجهة أنفسهم، وتقبل الاختلافات، والتعامل مع مشکلاتهم بإیجابیة.

‌ج.     اکساب طلاب الجامعة مهارات إدارة الذات لمساعدتهم على مواجهة تحدیات المستقبل.

‌د.       مراعاة أن یتضمن تدریب المعلمین مهارات تعرف وتفهم وملاحظة وتقییم ذواتهم.

ستة عشر: بحوث مقترحة:

‌أ.        إساءة استخدام المضادات الحیویة کمنبئ باضطرابات النشاط الزائد لدى الأطفال.

‌ب.    إساءة استخدام المسکنات کمنبئ للانفعالات السلبیة لدى المراهقات.

‌ج.     أثر المتغیرات الدیموجرافیة فی التوجه نحو الإدمان.

‌د.       فعالیة الإرشاد الإیجابی القائم على التحفیز السلوکی فی خفض استخدام المواد لدى طلاب الجامعة.


المراجع العربیة والأجنبیة

  1. تیغزة، أمحمد (2012). التحلیل العاملی الاستکشافی والتوکیدی. عمان: دار المسیرة.
  2. جونسون، ش. (2015). علم النفس المرضی " الدلیل التشخیصی للاضطرابات النفسیة" (ترجمة. أمثال الحویلة، فاطمة عیاد، هناء شویخ، ملک الرشید، نادیة الحمدان). القاهرة. مکتبة الأنجلو المصریة.
  3. جیروکمب (1991). تصمیم البرامج التعلیمیة (ترجمة، أحمد خیری کاظم). القاهرة. دار النهضة العربیة.
  4. دولفافی، أ. (2011). علم النفس الإیجابی للجمیع " مقدمة ومفاهیم وتطبیقات فی العمر المدرسی" (تعریب وتقنین ومراجعة، مرعی سلامة یونس). ط1. القاهرة. مکتبة الأنجلو المصریة.
  5. ریینکر، هانز. (2009). علم النفس الإکلینیکی "أشکال من الاضطرابات النفسیة فی سن الرشد" (ترجمة، سامر رضوان). غزة. دار الکتاب الجامعی.
  6. سویف، مصطفى (1990). تعاطی المواد المؤثرة فی الأعصاب بین الطلاب "دراسات میدانیة فی الواقع المصری". مج 1. القاهرة: المرکز القومی للبحوث الاجتماعیة والجنائیة.
  7. سویف، مصطفى (1996). المخدرات والمجتمع (نظرة تکاملیة). ع205. الکویت: عالم المعرفة.
  8. عایدى، أمیرة (2013).  فعالیة برنامج إرشادی لتنمیة مهارات إدارة الوقت فی تحسین فاعلیة الذات وأثرة علی مستوی إدارة الضغوط لطلاب الجامعة (رسالة دکتوراه غیر منشورة). کلیة التربیة، جامعة الزقازیق: الزقازیق. مصر.
  9. عباس، صابر (2015). برنامج إرشادی تکاملی لتحسین قدرة اتخاذ القرار وأثره على إدارة الذات لدى عینة من الشباب الجامعی (رسالة ماجستیر غیر منشورة). کلیة التربیة، جامعة عین شمس: القاهرة. مصر.
  10. عبد الحمید، آیة (2011). مهارات إدارة الذات لدى معلمی التعلیم العام وعلاقتها بالتوافق المهنی لدیهم (رسالة ماجستیر غیر منشورة). کلیة التربیة، جامعة المنصورة: المنصورة. مصر.
  11. عبد الرحمن، خالد (2011). فاعلیة برنامج إرشادی لتنمیة بعض مهارات إدارة الذات وأسالیب مواجهة الضغوط النفسیة لدى طلاب الجامعة (رسالة ماجستیر غیر منشورة). معهد البحوث والدراسات العربیة، جامعة الدول العربیة. القاهرة. مصر.
  12. عبدالعزیز، سمر (2015). تنمیة إدارة الذات لتحسین الفاعلیة الأکادیمیة وهرمون الدوبامین لدی طلاب الجامعة ( رسالة دکتوراه غیر منشورة).  کلیة البنات، جامعة عین شمس. القاهرة. مصر.
  13. عبد الغفار، أنور (2003). الذکاء الوجدانی وإدارة الذات وعلاقتهما بالتعلم الموجه ذاتیا لدى طلاب الدراسات العلیا بکلیة التربیة جامعة المنصورة. مجلة کلیة التربیة، جامعة المنصورة. ع53 جزء ثان . سبتمبر. 133- 167.
  14. عبد القادر، عبد القادر (1990). تقدیر نسب المدمنین فی الطبقات الاجتماعیة والاستراتیجیات التسویقیة لمواجهة ظاهرة الإدمان بالتطبیق على طلبة کلیة التجارة جامعة المنصورة. مجلة الدراسات والبحوث التجاریة. 2. یونیو. 72- 134.
  15. عبد اللطیف، إیمان (2015). إدارة الوقت وعلاقتها بتنظیم الذات لدى طلاب کلیة التربیة جامعة حلوان (رسالة ماجستیر غیر منشورة). کلیة التربیة، جامعة حلوان. حلوان. مصر.
  16. عسکر، عبد الله (1990). أسباب تعاطی المخدرات کما یدرکها المتعاطون الذکور " دراسة عاملیة ". مجلة کلیة التربیة ببنها، أغسطس. 1(1). 148- 162.
  17. کاس ف. ، أولدام ج. ، باردیس ه. (2009). فی الطب النفسی وعلم النفس الإکلینیکی (ترجمة. سامر رضوان). غزة. دار الکتاب الجامعی.
  18. القحطانی، سالم (2001). القیادة الإداریة: التحول نحو النموذج القیادی العالی. ط1. مکتبة الملک فهد الوطنیة: الریاض.
  19. لجنة المستشارین العلمیین (1991). استراتیجیة قومیة متکاملة لمکافحة المخدرات ومعالجة مشکلات التعاطی والإدمان. التقریر النهائی. القاهرة: المرکز القومی للبحوث الاجتماعیة والجنائیة.
  20. محمد، عبد الصبور (2002). تعدیل اتجاهات الطلاب نحو الإدمان، مجلة کلیة التربیة ببنها، ینایر. 12(50).87- 122. 
  21. مصطفى، أحمد (1997). مقیاس تقدیر الحساسیة للاشتیاق Craving Scale . فی علاج مثیرات الاشتیاق بواسطة أسلوب إزالة الحساسیة المنظم – دراسة إکلینیکیة لدى عینة من مدمنی الهروین (رسالة دکتوراه غیر منشورة). کلیة الآداب، جامعة عین شمس. القاهرة. مصر.
  22. منصور، رشدی (1997). حجم التأثیر "الوجه المکمل للدلالة الإحصائیة". المجلة المصریة للدراسات النفسیة، 1(16)، 57- 75.
  23. وهبة، سماح (2012). بعض مهارات إدارة الذات وعلاقتها بتحمل المسئولیة لدى عینة من الشباب الجامعی. مجلة الاقتصاد المنزلی. جامعة المنوفیة. 22(4).
    1. Abdu-Raheem, B. O. (2013). Sociological Factors to Drug Abuse and the Effects on Secondary School Students' Academic Performance in Ekiti and Ondo States, Nigeria,Contemporary Issues in Education Research, 6(2), p233-240. Retrived at  https://eric.ed.gov/?q=Drug+abuse+&ft=on&id=EJ1073210
    2. Barry, K. (1999). Brief interventions and Brief therapies for substance abuse: Treatment Improvement Protocol (TIP series 34). Center for substance abuse treatment. DHHS publications. Retrived at https://www.ncbi.nlm.nih.gov/books/NBK64947/
    3. Bogenschutz, M. P., Donovan, D. M., Mandler, R. N.,Perl, H.I., Forcehimes, A. A., Crandall, C., , , , Douaihy, A. (2014). Brief Intervention for Drug Users Presenting in Emergency Departments (NIDA CTN Protocol 0047: SMART-ED). JAMA International medicine, 174 (11), 1736-1745.

  doi: 10.1001/ jamainternmed.2014.4052.

  1. Buckley, J. (2009). Drug addiction treatment and rehabilitation. Ireland: Rural and Gaeltacht affairs: Department of community. www.drugs.ie/resourcesfiles/.../64_Drug_Addiction_and_Rehab.pdf
  2. Kahler, C., Spillane, N., Day, A., Clerkin, E., Parks, A., Leventhal, A., & Brown, R. (2014). Positive psychotherapy for smoking cessation: Treatment development, feasibility and preliminary results. Journal of positive psychology,9(1),19-29. doi:  10.1080/17439760.2013.826716
  3. Kashdan, T.,& Ciarrochi, J. (n. d.). Positive interventions: past, present, and future. Hiram college. Portland state university.  

https://www.psychologytoday.com/files/attachments/101936/parksbiswasdienerinpress.pdf

  1. King'endo, M. (2015). Behaviour Disorders Related to Drug Abuse among Secondary School Students in Kenya. Journal of Education and Practice, 6(19). 170-178. Retrived at

https://eric.ed.gov/?q=Drug+abuse+&ft=on&id=EJ1079526

  1. Kropski, A., Joesch, J. M., Dunn, C., Donovan, D., Bumgardner, K., Lord, S. P., , , Roy-Byrne, P. (2012). Testing the effects of brief intervention in primary care for problem drug use in a randomized controlled trial: rationale, design, and methods. Addiction Science & Clinical Practice, 7(1), 27.

 doi:  10.1186/1940-0640-7-27

  1. McGowan, P. (2005). Self – management: A background paper University of Victoria, Center on aging, TELUS. New perspectives: International Conference on patient self – management. Retrived at

bcsm.bluelemonmedia.com/.../Self-Management%20support

  1. National Institute on Drug Abuse (NIDA) (2010). Drugs, brain and behavior "The science of addiction. New York, National Institute of Health (NIH) publications. Retrived at

http://www.nida.nih.gov/scienceofaddiction/sciofaddiction.pdf

  1. NSW Health (2008). Drug and alcohol psychosocial interventions professional. Sydney. Practice guidelines. Retrived at

http://www.health.nsw.gov.au/policies/

  1.  Pilling, S., Hesketh, K., & Mitcheson, L. (2010). Routes to recovery: Psychosocial intervention for drug misuse "Recommended treatment interventions". London. National treatment Agency for substance misuse, The British psychological society. www.nta.nhs.uk/psychosocial-interventions.aspx
  2. The Scottish Qualifications Authority (SQA) (2007). Management: Developing self – management skills. First Edition. Higher National Center (HNC). Retrived at

www.sqa.org.uk/files_ccc/CB3496_self_management.pdf

  1. تیغزة، أمحمد (2012). التحلیل العاملی الاستکشافی والتوکیدی. عمان: دار المسیرة.
  2. جونسون، ش. (2015). علم النفس المرضی " الدلیل التشخیصی للاضطرابات النفسیة" (ترجمة. أمثال الحویلة، فاطمة عیاد، هناء شویخ، ملک الرشید، نادیة الحمدان). القاهرة. مکتبة الأنجلو المصریة.
  3. جیروکمب (1991). تصمیم البرامج التعلیمیة (ترجمة، أحمد خیری کاظم). القاهرة. دار النهضة العربیة.
  4. دولفافی، أ. (2011). علم النفس الإیجابی للجمیع " مقدمة ومفاهیم وتطبیقات فی العمر المدرسی" (تعریب وتقنین ومراجعة، مرعی سلامة یونس). ط1. القاهرة. مکتبة الأنجلو المصریة.
  5. ریینکر، هانز. (2009). علم النفس الإکلینیکی "أشکال من الاضطرابات النفسیة فی سن الرشد" (ترجمة، سامر رضوان). غزة. دار الکتاب الجامعی.
  6. سویف، مصطفى (1990). تعاطی المواد المؤثرة فی الأعصاب بین الطلاب "دراسات میدانیة فی الواقع المصری". مج 1. القاهرة: المرکز القومی للبحوث الاجتماعیة والجنائیة.
  7. سویف، مصطفى (1996). المخدرات والمجتمع (نظرة تکاملیة). ع205. الکویت: عالم المعرفة.
  8. عایدى، أمیرة (2013).  فعالیة برنامج إرشادی لتنمیة مهارات إدارة الوقت فی تحسین فاعلیة الذات وأثرة علی مستوی إدارة الضغوط لطلاب الجامعة (رسالة دکتوراه غیر منشورة). کلیة التربیة، جامعة الزقازیق: الزقازیق. مصر.
  9. عباس، صابر (2015). برنامج إرشادی تکاملی لتحسین قدرة اتخاذ القرار وأثره على إدارة الذات لدى عینة من الشباب الجامعی (رسالة ماجستیر غیر منشورة). کلیة التربیة، جامعة عین شمس: القاهرة. مصر.
  10. عبد الحمید، آیة (2011). مهارات إدارة الذات لدى معلمی التعلیم العام وعلاقتها بالتوافق المهنی لدیهم (رسالة ماجستیر غیر منشورة). کلیة التربیة، جامعة المنصورة: المنصورة. مصر.
  11. عبد الرحمن، خالد (2011). فاعلیة برنامج إرشادی لتنمیة بعض مهارات إدارة الذات وأسالیب مواجهة الضغوط النفسیة لدى طلاب الجامعة (رسالة ماجستیر غیر منشورة). معهد البحوث والدراسات العربیة، جامعة الدول العربیة. القاهرة. مصر.
  12. عبدالعزیز، سمر (2015). تنمیة إدارة الذات لتحسین الفاعلیة الأکادیمیة وهرمون الدوبامین لدی طلاب الجامعة ( رسالة دکتوراه غیر منشورة).  کلیة البنات، جامعة عین شمس. القاهرة. مصر.
  13. عبد الغفار، أنور (2003). الذکاء الوجدانی وإدارة الذات وعلاقتهما بالتعلم الموجه ذاتیا لدى طلاب الدراسات العلیا بکلیة التربیة جامعة المنصورة. مجلة کلیة التربیة، جامعة المنصورة. ع53 جزء ثان . سبتمبر. 133- 167.
  14. عبد القادر، عبد القادر (1990). تقدیر نسب المدمنین فی الطبقات الاجتماعیة والاستراتیجیات التسویقیة لمواجهة ظاهرة الإدمان بالتطبیق على طلبة کلیة التجارة جامعة المنصورة. مجلة الدراسات والبحوث التجاریة. 2. یونیو. 72- 134.
  15. عبد اللطیف، إیمان (2015). إدارة الوقت وعلاقتها بتنظیم الذات لدى طلاب کلیة التربیة جامعة حلوان (رسالة ماجستیر غیر منشورة). کلیة التربیة، جامعة حلوان. حلوان. مصر.
  16. عسکر، عبد الله (1990). أسباب تعاطی المخدرات کما یدرکها المتعاطون الذکور " دراسة عاملیة ". مجلة کلیة التربیة ببنها، أغسطس. 1(1). 148- 162.
  17. کاس ف. ، أولدام ج. ، باردیس ه. (2009). فی الطب النفسی وعلم النفس الإکلینیکی (ترجمة. سامر رضوان). غزة. دار الکتاب الجامعی.
  18. القحطانی، سالم (2001). القیادة الإداریة: التحول نحو النموذج القیادی العالی. ط1. مکتبة الملک فهد الوطنیة: الریاض.
  19. لجنة المستشارین العلمیین (1991). استراتیجیة قومیة متکاملة لمکافحة المخدرات ومعالجة مشکلات التعاطی والإدمان. التقریر النهائی. القاهرة: المرکز القومی للبحوث الاجتماعیة والجنائیة.
  20. محمد، عبد الصبور (2002). تعدیل اتجاهات الطلاب نحو الإدمان، مجلة کلیة التربیة ببنها، ینایر. 12(50).87- 122. 
  21. مصطفى، أحمد (1997). مقیاس تقدیر الحساسیة للاشتیاق Craving Scale . فی علاج مثیرات الاشتیاق بواسطة أسلوب إزالة الحساسیة المنظم – دراسة إکلینیکیة لدى عینة من مدمنی الهروین (رسالة دکتوراه غیر منشورة). کلیة الآداب، جامعة عین شمس. القاهرة. مصر.
  22. منصور، رشدی (1997). حجم التأثیر "الوجه المکمل للدلالة الإحصائیة". المجلة المصریة للدراسات النفسیة، 1(16)، 57- 75.
  23. وهبة، سماح (2012). بعض مهارات إدارة الذات وعلاقتها بتحمل المسئولیة لدى عینة من الشباب الجامعی. مجلة الاقتصاد المنزلی. جامعة المنوفیة. 22(4).
    1. Abdu-Raheem, B. O. (2013). Sociological Factors to Drug Abuse and the Effects on Secondary School Students' Academic Performance in Ekiti and Ondo States, Nigeria,Contemporary Issues in Education Research, 6(2), p233-240. Retrived at  https://eric.ed.gov/?q=Drug+abuse+&ft=on&id=EJ1073210
    2. Barry, K. (1999). Brief interventions and Brief therapies for substance abuse: Treatment Improvement Protocol (TIP series 34). Center for substance abuse treatment. DHHS publications. Retrived at https://www.ncbi.nlm.nih.gov/books/NBK64947/
    3. Bogenschutz, M. P., Donovan, D. M., Mandler, R. N.,Perl, H.I., Forcehimes, A. A., Crandall, C., , , , Douaihy, A. (2014). Brief Intervention for Drug Users Presenting in Emergency Departments (NIDA CTN Protocol 0047: SMART-ED). JAMA International medicine, 174 (11), 1736-1745.

  doi: 10.1001/ jamainternmed.2014.4052.

  1. Buckley, J. (2009). Drug addiction treatment and rehabilitation. Ireland: Rural and Gaeltacht affairs: Department of community. www.drugs.ie/resourcesfiles/.../64_Drug_Addiction_and_Rehab.pdf
  2. Kahler, C., Spillane, N., Day, A., Clerkin, E., Parks, A., Leventhal, A., & Brown, R. (2014). Positive psychotherapy for smoking cessation: Treatment development, feasibility and preliminary results. Journal of positive psychology,9(1),19-29. doi:  10.1080/17439760.2013.826716
  3. Kashdan, T.,& Ciarrochi, J. (n. d.). Positive interventions: past, present, and future. Hiram college. Portland state university.  

https://www.psychologytoday.com/files/attachments/101936/parksbiswasdienerinpress.pdf

  1. King'endo, M. (2015). Behaviour Disorders Related to Drug Abuse among Secondary School Students in Kenya. Journal of Education and Practice, 6(19). 170-178. Retrived at

https://eric.ed.gov/?q=Drug+abuse+&ft=on&id=EJ1079526

  1. Kropski, A., Joesch, J. M., Dunn, C., Donovan, D., Bumgardner, K., Lord, S. P., , , Roy-Byrne, P. (2012). Testing the effects of brief intervention in primary care for problem drug use in a randomized controlled trial: rationale, design, and methods. Addiction Science & Clinical Practice, 7(1), 27.

 doi:  10.1186/1940-0640-7-27

  1. McGowan, P. (2005). Self – management: A background paper University of Victoria, Center on aging, TELUS. New perspectives: International Conference on patient self – management. Retrived at

bcsm.bluelemonmedia.com/.../Self-Management%20support

  1. National Institute on Drug Abuse (NIDA) (2010). Drugs, brain and behavior "The science of addiction. New York, National Institute of Health (NIH) publications. Retrived at

http://www.nida.nih.gov/scienceofaddiction/sciofaddiction.pdf

  1. NSW Health (2008). Drug and alcohol psychosocial interventions professional. Sydney. Practice guidelines. Retrived at

http://www.health.nsw.gov.au/policies/

  1.  Pilling, S., Hesketh, K., & Mitcheson, L. (2010). Routes to recovery: Psychosocial intervention for drug misuse "Recommended treatment interventions". London. National treatment Agency for substance misuse, The British psychological society. www.nta.nhs.uk/psychosocial-interventions.aspx
  2. The Scottish Qualifications Authority (SQA) (2007). Management: Developing self – management skills. First Edition. Higher National Center (HNC). Retrived at

www.sqa.org.uk/files_ccc/CB3496_self_management.pdf