الوالدية اليقظة عقليًا وعلاقتها بکفاءة المواجهة لدى عينة من آباء وأمهات الأطفال الذاتويين والمعاقين عقليًا

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

المستخلص

هدفت الدراسة إلى بحث العلاقة الارتباطية بين الوالدية اليقظة عقليًا وکفاءة المواجهة لدى عينة من آباء وأمهات الأطفال الذاتويين والمعاقين عقليًا، والکشف عن تأثير بعض المتغيرات الديموجرافية في الوالدية اليقظة عقليًا. وتکونت عينة الدراسة من (175) فردًا من آباء وأمهات الأطفال الذاتويين، والمعاقين عقليًا، موزعة على مجموعتين؛ الأولى: اشتملت على (102) فردًا من آباء وأمهات الأطفال المعاقين عقليًا (41 أبًا بمتوسط عمر زمني 48,86 سنة بانحراف معياري 13,54، و61 أمًا بمتوسط عمر زمني 44,57 سنة بانحراف معياري 11,13)، أما العينة الثانية، فاشتملت على (73) فردًا من آباء وأمهات الأطفال الذاتويين (29 أبًا بمتوسط عمر زمني 40,06 سنة بانحراف معياري 9,34، و44 أمًا بمتوسط عمر زمني 38,85 سنة بانحراف معياري 6,84). وقام الباحثون بتعريب مقياسين: الأول مقياس الوالدية اليقظة عقليًا من إعداد  Duncan, Coatsworth, & Greenberg (2009)، والآخر استبيان کفاءة المواجهة من إعداد Schroder & Ollis (2013). وأشارت النتائج إلى: (1) تمتع الأداتين المعربتين بخصائص سيکومترية جيدة مشابهة لمثيلاتها في النسخة الأصلية للأداتين، (2) وجود علاقة ارتباطية موجبة دالة إحصائيًا بين الوالدية اليقظة عقليًا وکفاءة المواجهة، (3) الوالدية اليقظة عقليًا تتأثر بجنس الوالدين، حيث کانت الفروق لصالح الأمهات، کما تتأثر بنوع إعاقة الطفل، حيث کانت الفروق لصالح والدي الأطفال المعاقين عقليًا، (4) الوالدية اليقظة عقليًا لا تتأثر بالمستوى التعليمي أو الحالة الوظيفية للوالدين، (5) يمکن التنبؤ بکفاءة المواجهة من خلال الوالدية اليقظة عقليًا (الدرجة الکلية، وبعديّ: التعاطف مع الذات والطفل، والوعي الانفعالي بالذات والطفل). وتم تفسير النتائج في ضوء الإطار النظري للدراسة ودراساتها السابقة.

الكلمات الرئيسية


الوالدیة الیقظة عقلیًا وعلاقتها بکفاءة المواجهة لدى عینة من آباء وأمهات الأطفال الذاتویین والمعاقین عقلیًا

د. فتحی عبد الرحمن الضبع(1)     د. أحمد علی طلب(2)    

 د. عمرو محمد سلیمان(3)     

ملخص الدراسة:

هدفت الدراسة إلى بحث العلاقة الارتباطیة بین الوالدیة الیقظة عقلیًا وکفاءة المواجهة لدى عینة من آباء وأمهات الأطفال الذاتویین والمعاقین عقلیًا، والکشف عن تأثیر بعض المتغیرات الدیموجرافیة فی الوالدیة الیقظة عقلیًا. وتکونت عینة الدراسة من (175) فردًا من آباء وأمهات الأطفال الذاتویین، والمعاقین عقلیًا، موزعة على مجموعتین؛ الأولى: اشتملت على (102) فردًا من آباء وأمهات الأطفال المعاقین عقلیًا (41 أبًا بمتوسط عمر زمنی 48,86 سنة بانحراف معیاری 13,54، و61 أمًا بمتوسط عمر زمنی 44,57 سنة بانحراف معیاری 11,13)، أما العینة الثانیة، فاشتملت على (73) فردًا من آباء وأمهات الأطفال الذاتویین (29 أبًا بمتوسط عمر زمنی 40,06 سنة بانحراف معیاری 9,34، و44 أمًا بمتوسط عمر زمنی 38,85 سنة بانحراف معیاری 6,84). وقام الباحثون بتعریب مقیاسین: الأول مقیاس الوالدیة الیقظة عقلیًا من إعداد  Duncan, Coatsworth, & Greenberg (2009)، والآخر استبیان کفاءة المواجهة من إعداد Schroder & Ollis (2013). وأشارت النتائج إلى: (1) تمتع الأداتین المعربتین بخصائص سیکومتریة جیدة مشابهة لمثیلاتها فی النسخة الأصلیة للأداتین، (2) وجود علاقة ارتباطیة موجبة دالة إحصائیًا بین الوالدیة الیقظة عقلیًا وکفاءة المواجهة، (3) الوالدیة الیقظة عقلیًا تتأثر بجنس الوالدین، حیث کانت الفروق لصالح الأمهات، کما تتأثر بنوع إعاقة الطفل، حیث کانت الفروق لصالح والدی الأطفال المعاقین عقلیًا، (4) الوالدیة الیقظة عقلیًا لا تتأثر بالمستوى التعلیمی أو الحالة الوظیفیة للوالدین، (5) یمکن التنبؤ بکفاءة المواجهة من خلال الوالدیة الیقظة عقلیًا (الدرجة الکلیة، وبعدیّ: التعاطف مع الذات والطفل، والوعی الانفعالی بالذات والطفل). وتم تفسیر النتائج فی ضوء الإطار النظری للدراسة ودراساتها السابقة.

* الکلمات المفتاحیة: الوالدیة الیقظة عقلیًا – کفاءة المواجهة – الوالدان – الأطفال الذاتویون- الأطفال المعاقون عقلیًا.


Mindful Parenting and its Relationship with Coping Competence among Parents of Children with Autism and Intellectual Disabilities

 Abstract:

The study aimed to explore the relationship between mindful parenting and coping competence among parents of children with autism and intellectual disabilities, investigate the role of demographic variables on mindful parenting. The sample of the study consisted of 175 parents of children with autism and intellectual disabilities, it was divided in two groups; first one, 102 parents of children with intellectual disabilities [41 fathers; their ages were (48.68 ± 13.54) years, and 61 mothers; their ages were (44.57 ± 11.13) years], the second one, 73 parents of children with autism [29 fathers; their ages were (40.06 ± 9.34) years, and 44 mothers; their ages were (38.85 ± 6.84) years]. The researchers translated and adapted two tools, the first one, The Interpersonal Mindfulness in Parenting scale (IM-P, by Duncan, Coatsworth, & Greenberg, 2009), and The Coping Competence Questionnaire (CCQ, by Schroder & Ollis, 2013). Results of the study indicated that: (1) Arabic version of IM-P and CCQ had good psychometric properties and similarly with the originals, (2) positive statistically significant correlation was found between sample's study scores in mindful parenting and coping competence, (3) mindful parenting was affected by: sex of parents; mothers were better than fathers, and type of child handicap; parents of intellectually disabled children were better than parents of autistic children, (4) there were no effects of  parents' education level or work state on mindful parenting, (5) Coping Competence can be predicted by mindful parenting (total scores, and two dimensions: compassion with self and child, and emotional awareness of self and child). The results of the study were discussed in the light of literature and previous studies.

Key words: Mindful Parenting, Coping Competence, Parents, Autistic Children, Intellectually Disabled Children.

 

 

 

 

 

 

 

 

 


الوالدیة الیقظة عقلیًا وعلاقتها بکفاءة المواجهة لدى عینة من آباء وأمهات الأطفال الذاتویین والمعاقین عقلیًا

د. فتحی عبد الرحمن الضبع(1)     د. أحمد علی طلب(2)    

 د. عمرو محمد سلیمان(3)     

مقدمة الدراسة وخلفیتها النظریة:

یضطلع الوالدان بمهمة تربیة الأبناء ورعایتهم، وإعدادهم للمستقبل، وهی مهمة لیست من السهولة بمکان؛ لأنها تتعلق ببناء الشخصیة لدیهم. ویمکن القول إن الوالدیة مهارات وممارسات تؤثر على علاقات ِالْوَالِدَیْنِ- الأبناء، وهی لیست مجرد إعادة سلوکیات وقیم موروثة فی تربیة الأبناء، وخصوصًا فی ظل الواقع التکنولوجی المعاش الآن، وانعکاساته السلبیة على الأسرة التی أضحى جمیع أفرادها وکأنهم فی جزر منعزلة لا یضمُّها شطآن، ومن ثمَّ اتسعت الفجوة بین الآباء والأبناء، وتزایدت مساحات التباعد بینهم، والتنافر –أحیانًا-، وهذا یشیر إلى أن العلاقة الوالدیة مع الأبناء اتَّسمتْ بافتقاد الحوار والتواصل الإیجابی الفعَّال.

وبمراجعة الأدب النفسی فی مجال الوالدیة Parenting، أشارMaljaars, Boonen, Lambrechts, Van Leeuwen, & Noens (2014)(*) إلى أن الوالدیة تشیر إلى مدى واسع من السلوکیات الوالدیة فی التعامل مع الأبناء، ویمکن تلخیصها فی بعدین رئیسیین هما: الدعم، أو الدفء الوالدی، والسیطرة الوالدیة. ویشیر دعم الْوَالِدَیْنِ إلى المکون العاطفی من العلاقة بین الْوَالِدَیْنِ والطفل، ویتضمن: القبول، والتأثیر الإیجابی، والاندماج. أما السیطرة الوالدیة، فیمکن تقسیمها إلى سیطرة سلوکیة، ونفسیة، حیث تشیر السیطرة السلوکیة إلى محاولات التحکم فی سلوک الطفل، وإدارته، وتنظیمه من خلال المراقبة، ووضع الحدود، بینما تتضمن السیطرة النفسیة نوعًا أکثر من التحکم النفسی مثل: سحب الحب، أو إحداث الشعور بالذنب. ویمکن أن یلعب سلوک الوالدیة دورًا خطرًا، کما قد یکون عاملاً وقائیًا فی تطور المشکلات السلوکیة للطفل.

وقد لا تنهض الوالدیة التقلیدیة بإشباع حاجات الأبناء من التواصل، والدفء، والحب فی التفاعلات التی تحدث بین الْوَالِدَیْنِ وأبنائهم. وإذا کان الأمر کذلک فی الظروف الطبیعیة، وفی التعامل مع الأبناء العادیین، فإن الأمر یزداد أهمیة فی حال الأسر التی لدیها طفل ینتمی إلى ذوی الاحتیاجات التربویة الخاصة من قبیل الذاتویة، أو الإعاقة العقلیة؛ حیث تعد الإعاقة عاملاً وسیطًا فی العلاقات الوالدیة (الْوَالِدَیْنِ-الأبناء) بما تفرضه من تأثیر مزدوج سواء على الْوَالِدَیْنِ، أو أطفالهما المعاقین. وهذا یتطلب فهمًا أعمق لطبیعة الوالدیة من أجل تحقیق جودة التفاعلات الوالدیة، وتحسین التواصل بین الطفل ووالدیه، وما یترتب على ذلک من انخفاضٍ فی کم المشکلات السلوکیة التی تصدر عنه، کما أنها تعدُّ عاملَ وقایةٍ للْوَالِدَیْنِ من تأثیرات الضغوط الحیاتیة بشکل عام، والضغوط الوالدیة بشکل خاص. ومن ثمَّ اتجهت الجهود البحثیة فی الأدب النفسی إلى مهارات الوالدیة الیقظة عقلیًا Mindful Parenting، والتی تعدُّ توظیفًا لأسس ومبادئ ومهارات الیقظة العقلیة Mindfulness فی مجال الوالدیة، والعلاقات بین الْوَالِدَیْنِ والأبناء. وقد أشار Bluth, Roberson, Billen, & Sams (2013)إلى أن الممارسة الیقظة للوالدیة تمثل مصدرًا للوقایة من عوامل الخطورة سواء بالنسبة للطفل، أو الْوَالِدَیْنِ، ولها تأثیر إیجابی على تحقیق السعادة النفسیة لدى الْوَالِدَیْنِ، وخصوصًا لدى آباء وأمهات الأطفال المعاقین، وذلک بشکل مباشر عن طریق خفض الضغوط الفردیة الخاصة بهم، وبشکل غیر مباشر عن طریق خفض مشکلات الطفل السلوکیة.

وعلى الرغم من النشأة الدینیة والفلسفیة للیقظة العقلیة، وارتباطها بممارسات التأمل، والتقالید الدینیة الشرقیة؛ إلا أن بحوث ودراسات الیقظة العقلیة قد شهدت نموًا متزایدًا فی السنوات الأخیرة، وتم توظیفها فی مجالات عدیدة لعلم النفس التطبیقی. وعرَّفَ Cardaciotto, Herbert, Forman, Moitra, & Farrow (2008)الیقظة العقلیة بأنها المراقبة المستمرة للخبرات، والترکیز على الخبرات الحاضرة أکثر من الانشغال بالخبرات الماضیة أو الأحداث المستقبلیة، وقبول الخبرات والتسامح نحوها، ومواجهة الأحداث بالکامل کما هی فی الواقع، وبدون إصدار أحکام.

وفی سیاق العلاقات بین الْوَالِدَیْنِ-الأبناء، تم توظیف الیقظة العقلیة کمهارة والدیة أساسیة. وتتضمن الوالدیة الیقظة عقلیًا فی جوهرها: الانتباه والوعی بالخبرات فی اللحظة الحاضرة، والاتجاه المنفتح لقبول الْوَالِدَیْنِ لأفکارهما ومشاعرهما وسلوکیاتهما، کما أنها تشمل وبشکل متزامن الجوانب داخل الشخص نفسه Intrapersonal، والجوانب البینشخصیة Interpersonal. وتتضمن الوالدیة الیقظة عقلیًا داخل الشخص: الصفات، والاتجاهات، والقیم، والمعتقدات، والتوقعات عن شبابهم ووالدیتهم، والطرق التی یستجیبون بها لخبراتهم الداخلیة. وبهذا المعنی، فإن الوالدیة الیقظة عقلیًا هی بمثابة مفهوم أعلى Meta-Concept یعکس مستوى أسمى من الوعی الذی یمتلکه الوالدان لحالتهما الداخلیة، وکیف یفکران، ویشعران بأفکارهما ومشاعرهما. وفی مجال العلاقات البینشخصیة، فإن الوالدیة الیقظة عقلیًا تعکس طریقة الْوَالِدَیْنِ فی الحاضر عندما یتفاعلان مع أطفالهما، واتجاهاتهما نحو القبول والتعاطف أثناء هذا التفاعل، وأن التدریب على الوالدیة الیقظة عقلیًا یمکن أن یؤثر فی معارفهما ووجدانهما حول الوالدیة (داخل الشخص)، کما یؤثر فی سلوکهما نحو أطفالهما (البینشخصی) (Coatsworth, Duncan, Greenberg, & Nix, 2010).

وقد قـدَّم Kabat-Zinn & Kabat-Zinn (1997) الیقظة العقلیة کأسلوب أو طریقة للوالدیة تقوم على ثلاثة أسس، وهی: الاستقلالیة، وتتضمن إدراک الطفل کوحدة کلیة، وأن له طبیعة خاصة من خلال رؤیة ما وراء سلوکه. والتعاطف، ویتضمن محاولة رؤیة الأشیاء من وجهة نظر الطفل، وفهم کیف یفکر، ویشعر فی حالة معینة؛ أی أن یضع الوالدان أنفسهما معرفیًا وانفعالیًا مکان الطفل. والقبول، ویتضمن القبول الکامل للطفل، ومشاعره، وأفکاره، ووجهات نظره.

وعرَّفَ Kabat-Zinn & Kabat-Zinn (1997) الوالدیة الیقظة عقلیًا بأنها الانتباه للطفل، وتربیة الأبناء بطریقة خاصة، وعن قصد فی اللحظة الراهنة، وبدون إصدار أحکام، ویمکن النظر إلیها على أنها أسلوب فی تربیة الأبناء یتسم بالوعی والقصدیة لسلوک الوالد تجاه طفله بدلاً من التصرف بطریقة تتسم بالاندفاع، کما أنها تُعد طریقة تفاعل إیجابیة للسلوک تجاه الطفل، وبذل المجهود الواعی والمقصود للاستجابة بطریقة متسقة مع الوالدیة الفعالة. وببساطة تعد الوالدیة الیقظة عقلیًا تصرفًا یظل یقظًا للسلوکیات والقرارات الوالدیة.        

ویرى Bögels & Restifo (2014) أن الوالدیة الیقظة عقلیًا عملیة إبداعیة مستمرة، ولیست نقطة النهایة، وأنها تتضمن القصد بأفضل طریقة ممکنة فی جلب الوعی بدون إصدار أحکام فی کل لحظة. وهذا یتضمن أن یکون الفرد واعیًا بصورته الداخلیة لأفکاره الخاصة، وانفعالاته، ومشاعره الجسدیة، وبالصورة الخارجیة لأطفاله، وعائلته، وبیته، والثقافة الأوسع المحیطة به. کما أنها ممارسة مستمرة یمکن أن تنمو من خلال: (1) وعی أکبر بطبیعة الطفل الفریدة، ومشاعره وحاجاته، و(2) قدرة أکبر لأن یکون الأب/الأم حاضرًا ومستمعًا بکامل انتباهه، و(3) إدراک وقبول الأشیاء کما هی فی کل لحظة، سواء سعیدة أم حزینة، و(4) إدراک الاندفاع الخاص للفرد، وتعلم الاستجابة بشکل أکثر ملاءَمة ووضوحًا وتعاطفًا.

وطوَّر Duncan, Coatsworth, & Greenberg (2009 a , 2009 b) نموذجًا نظریًا للوالدیة الیقظة عقلیًا، یتکون من الأبعاد التالیة:

1- الاستماع بانتباه کامل:Listening with Full Attention

یتضمن هذا البعد الاستماع مع الانتباه الکامل، ولیس مجرد سماع الکلمات التی تُقال. وهذا یعنی أن الْوَالِدَیْنِ الیقظین عقلیًا یکونان حسَّاسین لمحتوى محادثات الطفل بالإضافة إلى نبرة صوته، وتعبیرات وجهه، ولغة جسده؛ وذلک من أجل الوعی بحاجاته، أو اکتشاف المعنى المقصود. وعندما یصل الطفل إلى مرحلة المراهقة، یصبح الاستماع بانتباه کامل أکثر أهمیة؛ لأن الْوَالِدَیْنِ لا یتمکنان من المراقبة المباشرة لسلوکیات أبنائهم، کما أن المعلومات التی یحصل علیها الوالدان فی هذه الفترة –غالبًا- ما تکون من خلال التقریر الشفهی للمراهق أکثر من الملاحظة المباشرة له. وعندما ینتبه الوالدان بشکل کامل للأبناء المراهقین فإنهم ربما یدرکونهم من خلال أفکارهم ومشاعرهم بشکل أکثر دقة. وبناءً علیه، قد یقل الصراع والرفض لدى المراهقین ویجعلهم أکثر قدرة على اکتشاف ذواتهم.

2- قبول الذات والطفل بدون إصدار حکم: Nonjudgmental Acceptance of Self and Child

تتضمن الوالدیة الیقظة عقلیًا قبول السمات والسلوکیات الذاتیة، وکذلک قبول الطفل بدون إصدار حکم. وهذا لا یعنی أن یتخلى الوالدان عن مسئولیاتهما فی المراقبة والتوجیه عندما تکون هناک ضرورة لذلک، وإنما یعنی قبول ما یحدث فی اللحظة الحاضرة بوعی وانتباه؛ مما یؤدی إلى فهم أشمل، کما یعنی -أیضًا- قبول الأفکار التی من شأنها أن خَلْق صراعات فی العلاقات بین الْوَالِدَیْنِ والطفل. ویمکن أن تکون الوالدیة صعبة للغایة فی بعض الأحیان بالنسبة للأطفال بسبب نشأتهم فی عالم الیوم. إن القبول یعنی الاعتراف بأن هذه التحدیات التی نواجهها والأخطاء التی نقوم بها تعد کلها جزءًا صحیًا للحیاة. ومع ذلک، فإن القبول لا یعنی الموافقة على سلوک الطفل إذا کان لا یلبی توقعات الْوَالِدَیْنِ. وبدلاً من ذلک، فإن الْوَالِدَیْنِ الیقظین عقلیًا یصلان لتقبل جوهری لأبنائهما، وکذلک یقدمان المعاییر والتوقعات الواضحة لسلوک الطفل التی تکون مناسبة لکل من السیاق الثقافی ومستوى نموه.

 

 

3- الوعی الانفعالی بالذات والطفل: Emotional Awareness of Self and Child

یتضمن هذا البعد وعی الْوَالِدَیْنِ بمشاعرهما ومشاعر أبنائهما فی اللحظة الراهنة، وذلک من منطلق أنه لکی تکون لدیهما قدرة حقیقیة على الاستماع بانتباه کامل مع عدم إصدار حکم، یجب أن تکون لدیهما القدرة على التعرف الصحیح على مشاعرهما ومشاعر أطفالهما. ویعد الوعی الانفعالی أساسًا للوالدیة الیقظة عقلیًا؛ لأن المشاعر القویة لها تأثیر قوی فی إشعال العملیات المعرفیة والسلوکیة التلقائیة التی من المحتمل أن تقوّض ممارسات الْوَالِدَیْنِ. ولو أن الْوَالِدَیْنِ لدیهما القدرة على التعرف على مشاعرهما ومشاعر أبنائهما من خلال وعیهما الیقظ لتفاعلاتهما، سیکونان قادرین على صنع بدائل شعوریة لکیفیة استجابتهما، بدلاً من التصرف بشکل تلقائی طبقًا لخبراتهما.

4- التنظیم الذاتی فی العلاقة الوالدیة: Self-Regulation in the Parenting Relationship

تتطلب الوالدیة الیقظة عقلیًا درجة مرتفعة من تنظیم الذات فی سیاق العلاقات؛ فالوالدیة الیقظة عقلیًا تتضمن التفاعل المنخفض مع معاییر سلوکیات الطفل التی ینبغی علیه تحقیقها من خلال ضبط الذات المستقل لخدمة سلوک الوالدیة الممارس وفقًا لقیم الْوَالِدَیْنِ وأهدافهما. ولا تعنی الوالدیة الیقظة عقلیًا عدم حدوث تأثیر سلبی، أو غضب، أو عدوان، ولکنها تتضمن التوقف قبل التصرف فی التفاعلات الوالدیة من أجل ممارسة أکبر من تنظیم الذات والاختیار فی انتقاء الممارسات الوالدیة. إن الطرق التی یستجیب بها الوالدان لمشاعرهما ولمشاعر وتعبیرات الطفل لها تأثیر مهم فی تنشئته الاجتماعیة. إن الوالدین اللذین یتسامحان مع الطفل، ویدعمانه فی إظهار انفعالاته، ولا یرفضان أو یقابلان تعبیرات الطفل السلبیة بالسلبیة، فإنهما یؤسسان ویعززان بشکل أکبر کفاءته الانفعالیة والاجتماعیة فی مرحلة شبابه.

5- التعاطف مع الذات والطفل: Compassion for Self and Child

تتضمن الوالدیة الیقظة عقلیًا تصورًا فعلیًا لتعاطف الْوَالِدَیْنِ مع الطفل ومع أنفسهما کوَالِدَیْنِ. ومن خلال هذا التعاطف، فإن الْوَالِدَیْنِ الیقظین سوف یشعران بالرغبة فی تلبیة الاحتیاجات المناسبة للطفل، ویَأْسَیَان على الضیق الذی ربما یشعر به. إن أطفال الْوَالِدَیْنِ الیقظین عقلیًا ربما یشعرون بإحساس أکبر من العاطفة والدعم الإیجابی من والدیهم. إن التعاطف مع الذات یتکون جزئیًا من الشعور بالإنسانیة المشترکة الموجودة فی تربیة الأبناء، وربما تتیح للوالدین بأن یکونا أقل قسوة وأکثر صفحًا تجاه أنفسهم أثناء تربیة أبنائهما. ویستلزم التعاطف مع الذات تجنب لوم الذات عندما لا تتحقق أهداف تربیة الأبناء، والتی ربما تتیح إعادة الانخراط فی السعی لتحقیق هذه الأهداف. کما أنها تقلل من خطر التقییم الاجتماعی الذی یشعر به الوالدان عندما یتلقیان أحکامًا من الآخرین فیما یتعلق بسلوک تربیة الأبناء فی السیاقات الاجتماعیة العامة.

 

 

 

 

 

ویوضح شکل (1) أبعاد الوالدیة الیقظة عقلیًا ومخرجاتها وفق نموذج Duncan, et al. (2009 a)

 

وذکر Siu, Ma, & Chui (2016)أن نموذج الوالدیة الیقظة عقلیًا یمکن استخدامه فی توضیح تأثیرات الیقظة العقلیة للْوَالِدَیْنِ فی مجالات مختلفة للعلاقات بین الْوَالِدَیْنِ-الأبناء، مثل: التعلق، والفشل فی العلاقات، والاندماج، وفاعلیة الذات الوالدیة.

وبتحلیل النموذج السابق، یتضح أنه یرکز على الیقظة العقلیة فی مجال العلاقات البینشخصیة (الْوَالِدَیْنِ- الأبناء)، ولیس داخل الشخص نفسه، ویظهر مدى تأثیر الوالدیة الیقظة عقلیًا ونواتجها الإیجابیة، والسلبیة لدى الأبناء؛ فالوالدیة الیقظة عقلیًا تمَکِّـنُ الْوَالِدَیْنِ من الوعی باحتیاجات الأطفال، وأنشطتهم فی اللحظة الحاضرة؛ مما یعزز التعلق الآمن للأبناء، ویؤثر على تفاعلاتهم الاجتماعیة مع الآخرین بشکل إیجابی، ویسهم فی تنمیة مظاهر الصحة النفسیة لدیهم. کما أنها تمَکِّـنُ الْوَالِدَیْنِ من تنظیم انفعالاتهما بشکل أکبر فاعلیة، وتساعدهما على تعلیم الأطفال الوعی بانفعالاتهم، وکیفیة تنظیمها وإدارتها. بالإضافة إلى أنها تجعل الْوَالِدَیْنِ أقل قسوة فی تقییم أنفسهما فی تربیة الأبناء، وتجعلهما أکثر تعاطفًا مع ذواتهما، والنظر إلى الضغوط والتحدیات والصعوبات الوالدیة المرتبطة بتربیة الأبناء فی إطار التجربة الإنسانیة المشترکة؛ الأمر الذی یُعَزِّز تعاطفهما مع الأبناء. وفی ضوء ما سبق، یمکن القول إنَّ الوالدیة الیقظة عقلیًا تتیح للْوَالِدَیْنِ مساحة أکبر فی استخدام استراتیجیات أکثر إیجابیة وفاعلیة فی مواجهة الضغوط بدلاً من الاعتماد على استراتیجیات المواجهة غیر التکیفیة.

وذکر Barbieri (2007)سبعة مجالات للوالدیة الیقظة عقلیًا، تتمثل فیما یلی: (1) الانضباط الوالدی، (2) تجنب سیاسة الثواب والعقاب، (3) التواصل مع الأطفال، (4) منح الحب غیر المشروط، (5) السماح للأطفال بالتعلم من أخطائهم، (6) خلق مساحة لإبداع الأطفال، (7) ترتیب الأولویات فی العلاقة الوالدیة.

وأشار Moreira & Canavarro (2015 a) إلى أنه وعلى الرغم من أن Kabat-Zinn & Kabat-Zinn (1997) قد وضع الأساس للبحث الإمبریقی فی الوالدیة الیقظة عقلیًا منذ أکثر من خمسة عشر عامًا مضت، إلا أنه لم یظهر الاهتمام بدراسة هذا الموضوع إلا بعد مضی قرابة العقد الأول من الألفیة الجدیدة، ولعل ذلک مرجعه إلى ترکیز الدراسات والبحوث فی البدایة على تطویر التدخلات الوالدیة القائمة على الیقظة العقلیة، والتحقق من فاعلیتها، وهذا ما أدى إلى التأخر النسبی للاهتمام بدراسة العوامل المؤثرة فی الوالدیة الیقظة عقلیًا، وعلاقاتها الارتباطیة.


ویتبین من ذلک أن هناک اتجاهین فی دراسة الوالدیة الیقظة عقلیًا، وهما:

الاتجاه الأول: دراسة الوالدیة الیقظة عقلیًا باعتبارها تدخلاً علاجیًا، وهو ما یطلق علیه: برامج الوالدیة الیقظة عقلیًا Mindful Parenting Programs (MPP)، أو التدخلات الوالدیة المبنیة على الیقظة العقلیة Mindfulness -Based in  Parenting Interventions. ویعد التدریب على الوالدیة الیقظة عقلیًا تطبیقًا جدیدًا للیقظة العقلیة فی مجال الوالدیة، وهو یرکز بشکل مباشر على الانتباه الیقظ Mindful Attention فی تفاعلات الْوَالِدَیْنِ-الطفل، ویهدف إلى تحسین الوالدیة عن طریق تحسین جودة الانتباه الوالدی، وزیادة الوعی بالضغوط الوالدیة، وخفض عدم التفاعلیة الوالدیة، وخفض انتقال السلوکیات الوالدیة المختلة أو المریضة بین الأجیال (Bögels, Hellemans, Van-Deursen, Römer, & Van der Meulen, 2014 ; Sawyer-Cohen & Semple, 2010)

ویشیر Altmaier & Maloney (2007) إلى أن برامج الوالدیة الیقظة عقلیًا تهدف إلى تعزیز الروابط والتفاعلات بین الْوَالِدَیْنِ والطفل عن طریق تسهیل الوعی الذاتی للوالدین، والیقظة العقلیة، والقصدیة فی الوالدیة، ومساعدة الوالدین على تحدید التفاعلات التی تؤدی إلى عدم الترابط مع أطفالهم مثل: النقد، وإظهار الغضب، والإذلال (التحقیر)، والانسحاب العاطفی، واستبدالها بتفاعلات ترکز على الترابط القصدی مثل: الاستماع، وإظهار المودة، والاستجابة بشکل هادئ، والسلوکیات الذاتیة الهادئة. وأن الوالدین یصبحان أکثر حمیمیة مع ممارسات الیقظة العقلیة، والتی تشتمل على: التنفس، والوعی الجسدی، والترکیز، والتأمل. وعندما یکون الوالدان أکثر یقظة، فإنهما یکونان أکثر وعیًا بکیفیة تأثیر استجاباتهما فی تفاعلاتهما مع الأطفال، ویتعلمان أن یکونا أکثر قصدیة فی تربیتهم من خلال اختیار الطرق التی تعزز التواصل الانفعالی الإیجابی.

وحدَّد Bögels, Lehtonen, & Restifo (2010) ستة مجالات أساسیة یُطلق علیها میکانیزمات التغییر، والتی یمکن أن تتحقق من خلال التدخلات الوالدیة القائمة على الیقظة العقلیة، وتتمثل فیما یلی: (1) خفض الضغوط الوالدیة، (2) خفض الانشغال الوالدی الناتج عن المرض النفسی للوالدین أو الطفل، (3) تحسین الوظائف التنفیذیة لدى الوالدین المندفعین، (4) کسر دورة الاختلال الوظیفی وانتقال المخططات والعادات المختلة بین الأجیال، (5) زیادة الانتباه للتغذیة الذاتیة، (6) تحسین الوظائف الزواجیة والمشارکة الوالدیة.

ومع بدایة الألفیة الجدیدة، تواترت فی البیئة الأجنبیة الدراسات شبه التجریبیة التی هدفت إلى التحقق من فاعلیة برامج الوالدیة الیقظة عقلیًا فی تنمیة الوالدیة الیقظة عقلیًا، وما یترتب علیها من مخرجات إیجابیة لدى الوالدین، وعلاج کثیر من الاضطرابات ومشکلات السلوک لدى الأبناء. وقد أشارت نتائج دراسات کل من:

(Dumas, 2005 ; Singh, Lancioni, Winton, Fisher, Wahler, & McAleavey,2006 ; Altmaier & Maloney, 2007 ; Singh, Lancioni, Winton, Singh, Curtis, & Wahler, 2007;   Coatsworth, et al., 2010 ;  Singh, et al., 2010 ; Van der Oord, Bogels, & Peijnenburg, 2012 ; Van de Weijer-Bergsma, Formsma, De Bruin, & Bögels, 2012 ; Bögels, et al., 2014 ; Meamar, Keshavarzi, Emamipour, & Golshani, 2015 ; Meppelink, De Bruin,  Wanders-Mulder, Vennik, & Bögels, 2016)

إلى فاعلیة برامج الوالدیة الیقظة عقلیًا فی تنمیة الیقظة العقلیة لدى الوالدین، وتنمیة التنظیم الذاتی للانفعالات، والشعور بالسعادة، وتحسین جودة الحیاة، وخفض الضغوط الوالدیة، وتحقیق الصحة النفسیة للوالدین، وانخفاض حجم تأثیر مشکلات الأبناء فی الْوَالِدَیْنِ، فضلاً عن فاعلیتها فی تحقیق جودة العلاقات والتواصل بین الْوَالِدَیْنِ والأبناء، و خفض السلوک العدوانی، وزیادة السلوک الاجتماعی لدی الأبناء ذوی الاضطرابات النمائیة، وزیادة الانضباط والالتزام لدى الأطفال ذوی اضطراب فرط الحرکة المصحوب بنقص الانتباه، وخفض مشکلات الانتباه والسلوک، وتحسن الوظائف التنفیذیة لدى المراهقین، وخفض مشکلات السلوک (العناد/ العدوان/التمرد) لدى المراهقات، وخفض بعض الأعراض المرضیة لدى الأبناء؛ کالقلق، والعناد، ومشکلات التفاعل مع الْوَالِدَیْنِ.

الاتجاه الثانی: دراسة الوالدیة الیقظة عقلیًا باعتبارها مفهومًا نفسیًا قابلاً للقیاس، وله علاقات ارتباطیة بمخرجات الصحة النفسیة؛ حیث إنه مع بدایة العقد الثانی من الألفیة الثالثة تزایدت الدراسات الأجنبیة التى تناولت الوالدیة الیقظة عقلیًا کمتغیر نفسی یرتبط بالعدید من المتغیرات النفسیة والاجتماعیة، بعد إعداد Duncan (2007)لمقیاس الوالدیة الیقظة عقلیًا، وصیاغة النموذج النظری للوالدیة الیقظة عقلیًا الذی قـدَّمه Duncan, et al. (2009 a , 2009 b). وقد أشارت نتائج الدراسات السابقة إلى وجود علاقة ارتباطیة موجبة ذات دلالة إحصائیة بین الوالدیة الیقظة عقلیًا والأسالیب الوالدیة التکیفیة         (Gouveia, Carona, Canavarro, & Moreira, 2016 ; Williams & Wahler, 2010)، والاندماج الوالدی فی رعایة الأبناء (MacDonald & Hastings, 2010)، والتعاطف مع الذات              (Moreira, Gouveia, Carona, Silva, & Canavarro, 2015)، ووجود علاقة ارتباطیة سالبة بینها وبین الضغوط الوالدیة، والضغوط العامة، والأعراض الاکتئابیة Beer, Ward & Moar, 2013)Moreira, Carona, Silva, Nunes, & Canavarro, 2016 ; (Corthorn & Milicic, 2016 ; . ولدى الأبناء من الأطفال والمراهقین، وُجدتْ علاقة ارتباطیة موجبة دالة إحصائیًا بین الوالدیة الیقظة عقلیًا والتعلق الآمن بالوالدین والسعادة النفسیة (Medeiros, Gouveia, Canavarro, Moreira, 2016)، وجودة الحیاة (Serkel-Schrama, et al., 2016) ، کما وُجدتْ علاقة ارتباطیة سالبة دالة إحصائیًا بینها وبین المشکلات السلوکیة (Geurtzen, Scholte, Engels, Tak, & van Zundert, 2015; Conner & White, 2014)، والضغوط النفسیة(Waters,  2016)،

وفی مجال القیاس، ونظرًا لأهمیة تطویر مقاییس خاصة لقیاس الوالدیة الیقظة عقلیًا کمتغیر نوعی منبثق من الیقظة العقلیة عامةً، فقد طوَّر Duncan, et al. (2009 a) مقیاسًا للتقریر الذاتی لقیاس الوالدیة الیقظة عقلیًا: مقیاس الیقظة العقلیة البینشخصیة لدى الوالدین The Interpersonal Mindfulness in Parenting (IM-P) scale، کما تمَّ تقنینه بهدف التحقق من خصائصه السیکومتریة على عینة هولندیة فی دراسة De Bruin, et al. (2014)، وعلى عینة برتغالیة فی دراسة Moreira & Canavarro (2015 b)، کما أعدَّ  McCaffrey, et al. (2016) مقیاسًا آخرَ لقیاس الوالدیة الیقظة عقلیًا یتکون من (28) مفردة موزعة على بعدین: الانضباط الیقظ، والوجود فی اللحظة مع الطفل.

وفی سیاق آخر، یمکن القول إن الضغوط -على اختلاف أنواعها ومصادرها ودرجاتها- غَدَتْ من الأمور البدیهیة الحتمیة فی حیاتنا، وکأنها شرطٌ للحالة الإنسانیة، ومن الصعوبة بمکان أن تخلو الحیاة من مُنَغِّصَاتٍ تعکِّر صفوها، وتبعد الإنسان عن أمنه وسلامته النفسیة، ورفاهیته الذاتیة.

ووفقًا لنظریة Coping Competence Theory، یمکن تصنیف الضغوط والتحدیات التی تواجه الفرد فی مسیرة حیاته إلى ثلاثة مجالات: (1) انفعالی، ویشمل هذا المجال التحدیات التی تتطلبُ حلولاً للمواقف الانفعالیة الأساسیة، (2) اجتماعی، ویشمل هذا المجال التحدیات التی تتضمن العلاقات البینشخصیة بشکل أساسی، وکذلک المواقف الاجتماعیة، (3) الإنجاز، ویشمل هذا المجال التحدیات المتعلقة بالأنشطة الموجهة نحو الهدف؛ مثل: المهارات البدنیة، ومهام الرعایة الصحیة، والمطالب والمسئولیات الأکادیمیة، وکذلک المهام المتعلقة بالمتعلقة بالعمل، وهذه المجالات تمثل مفاهیم واسعة تصف ملامح التحدیات التی تواجه الفرد، إضافة إلى ذلک، فإن المناطق المتداخلة بین تلک المجالات الثلاث تتطلب مستویات مختلفة من کفاءة المواجهة (Moreland & Dumas, 2008).

وتعرف المواجهة بأنها الطرق والأسالیب المعرفیة والسلوکیة التی یستخدمها الفرد فی التعامل مع المواقف الضاغطة والصعوبات التی تواجهه فی حیاته، والتی تمثل تهدیدًا وتحدیًا لشخصیة الفرد، وذلک فی محاولة منه لتجنب إمکانیة حدوث اضطراب فی الوظائف الاجتماعیة والانفعالیة والجسمیة عقب التعرض للمواقف الضاغطة، کما تعنی مجموعة الأسالیب التی یستخدمها الفرد فی التعامل مع المواقف والأحداث الضاغطة، وذلک للتخفیف من حدة الموقف الضاغط، وخفض الانفعالات السلبیة التی تتولد عنه (حسین، وحسین، 2006).

ویعتقد الباحثون أن الضغوط قد لا تتطلب المواجهة فقط بقدر ما تحتاج إلى الکفاءة فی المواجهة. وبناءً على ذلک، فإن کفاءة المواجهة تعنی القدرة العامة للفرد على المواجهة فی مواقف الحیاة المختلفة، بدلاً من الترکیز على جانب واحد، أو أکثر من جوانب الحیاة مثل: العمل، الأصدقاء، العائلة، الحالة الصحیة.. إلخ(Moreland & Dumas, 2008). ویعرفها Schroder & Ollis (2013)   بأنها القدرة على المواجهة الفعالة لخبرات الفشل وأحداث الحیاة السلبیة، کما یُشار إلیها من خلال انخفاض أفعال العجز، والتحسن السریع من أی أعراض عجز تحدث.

إن مفهوم کفاءة المواجهة یعتمد على نظریة العجز المتعلم Abramson, Seligman & Teasdale`s (1978)، وطبقا لهذه النظریة فإن الخبرات التی تشعر الفرد بالعجز هی الخبرات التی تأتی نتائجها غیر مُرْضِیة له، فإنها تعود إلى الاستجابات السابقة للأحداث المشابهة التی أتت نتائجها على النحو الذی لا یمکن التحکم فیها. وفى هذا الصدد، فإن الأفراد الذین لدیهم خلل معرفی یشیر إلى تکوین معتقدات خاطئة حول الاستجابة المناسبة للمواقف والأحداث حتى وإن کانت النتائج یمکن التحکم فیها، وکذلک لدیهم نقص فی القدرة على تحفیز ذواتهم، والتی یمکن أن نصفهم بأنهم مترددون، ولا یبذلون الجهد بسبب المعتقدات الخاطئة؛ لأنهم یفسرون ذلک على أنه قدر لا یمکن تغییره، وبناء على ذلک، لا شئ یمکن القیام به لتحقیق الأهداف المرجوة، وأخیرًا هذه التوقعات غیر الملائمة تسبب العجز الوجدانی والاکتئاب المزاجی (In: Akin, Kaya, Turan, Akin, & Karduz, 2014).

وهذا یعنی أن الفرد عندما یواجه أحداثًا ضاغطة، ویعتقد أنه لا یستطیع التحکم فیها، أو مواجهتها، فإنه یشعر بالعجز، ومن هنا فإن کفاءة المواجهة تقلِّل من إمکانیة الشعور بالعجز من خلال مواجهة أحداث الحیاة السلبیة، فضلاً عن أنها قد تُکوّن لدی الفرد مفهومًا یمثل عاملاً وقائیًا لمواجهة هذه الأحداث السلبیة.

وعلى الرغم من وجود افتراض بأن کفاءة المواجهة ترتبط باستخدام استراتیجیات مواجهة أکثر فاعلیة، إلا أن الاستراتجیات المختلفة لمواجهة الضغوط  التی یعتقد الأفراد بفاعلیتها فی المواقف المختلفة تعتمد بشکل رئیسی على طبیعة المواقف الضاغطة وتفضیل الفرد للأسلوب الأمثل لمواجهتها، ولذا یرتبط مفهوم کفاءة المواجهة باستراتیجیات مواجهة الضغوط التی قدمها Lazarus & Folkman (1984) ؛ حیث صنَّفَا المواجهة إلى نمطین: المواجهة المتمرکزة حول المشکلة Problem-Focused Coping ، وتتضمن محاولة الفرد التعامل مع الحدث الضاغط وتخفیفه من خلال إعادة تشکیله أو تعدیل البیئة، والمواجهة المتمرکزة حول الانفعال Emotion-Focused Coping ، وتتضمن محاولة الفرد تنظیم الانفعالات المرتبطة بالحدث الضاغط، وذلک باستخدام استراتیجیات معرفیة لتغییر معنى الأحداث الضاغطة، وتقلیل نتائجها السلبیة. وفی أغلب الأحیان إن استراتیجیات المواجهة المبنیة على المشکلة یجب أن تکون فعالة فی المواقف التی تتطلب تصرفًا تصحیحیًا (على سبیل المثال التعلم للوقایة أو التعایش مع الأمراض المزمنة)، بینما استراتیجیات المواجهة المبنیة على الانفعال تعد مهمة فی المواقف التی لا یمکن تغییرها وتتطلب القبول والتکیف الانفعالی (على سبیل المثال فقدان شخص عزیز).کما أن الأفراد الذین یظهرون مستویات أقل فی کفاءة المواجهة یکونون أکثر عرضة للشعور بالعجز المتعلم، ویمیلون إلى استخدام استراتیجیات مواجهة سلبیة کالتجنب، ولوم الذات، والإنکار، وتعاطی المخدرات بدلاً من استخدام استراتیجیات إیجابیة مثل: حل المشکلات، (Cooper, Katona, & Livingston, 2008 ; Schroder & Ollis, 2013 ; Folkman & Moskowitz, 2004).

ومن منطلق أن الیقظة العقلیة تتضمن الوعی بالخبرات فی اللحظة الحاضرة، یمکن القول إن هناک ارتباطًا إیجابیًا بینها وبین کفاءة المواجهة؛ فالوعی بالضغوط یرتبط بالقدرة على إدارتها، أو تجنبها. ولذا، أکدت نتائج دراستی (Bartley & Roesch, 2011 ; Besser & Shackelford, 2007)على وجود علاقة ارتباطیة موجبة ودالة إحصائیًا بین الوعی واستراتیجیات المواجهة المرتکزة على المشکلة، کما أن الأفراد عندما یجبرون على مواجهة مواقف مؤلمة، فإن الیقظة العقلیة ربما تیسر کفاءة المواجهة التی تخفِّف من النتائج السلبیة المرتبطة بالضغوط التی تواجههم. وعلى العکس من ذلک، فإن الأفراد ذوی المستویات المنخفضة من الیقظة العقلیة یکونون أکثر احتمالیة للتصرف بطرق تؤدی بهم للمرض النفسی بدلاً من کفاءة المواجهة (Akin & Akin, 2015 b). کما ذکر Ramasubramanian (2016) أنه نظرًا لأن المواجهة تتضمن التنظیم الذاتی، والجهود الإرادیة الواعیة، فإن الأفراد الیقظین عقلیًا، والأکثر انسجامًا مع أنفسهم، وبیئاتهم یمکنهم وبشکل أفضل التقییم الدقیق، والاستجابة التکیفیة للضغوط مقارنة بالذین یفتقدون للوعی، ویتفاعلون مع هذه الضغوط. ویتفق هذا مع نتائج دراسات (Donald & Atkins, 2016 ; Palmer & Rodger, 2009) التی أشارت إلى أن المستویات المرتفعة من الیقظة العقلیة ترتبط إیجابیًا مع المواجهة التکیفیة، کما ترتبط سلبیًا مع المواجهة التجنبیة.

وفی ضوء العرض النظری السابق، جاءت فکرة الدراسة الحالیة بهدف دراسة الوالدیة الیقظة عقلیًا وعلاقتها بکفاءة المواجهة لدى عینة من آباء وأمهات الأطفال الذاتویین والمعاقین عقلیًا، والکشف عن الخصائص السیکومتریة لمقیاسی: الوالدیة الیقظة عقلیًا، وکفاءة المواجهة من واقع الثقافة المصریة ومحدداتها.

مشکلة الدراسة:

یزخر الأدب النفسی فی مجال ذوی الاحتیاجات التربویة الخاصة بکثیر من الکتابات النظریة التی تشیر إلى أن میلاد طفل معاق یکون بمثابة الصدمة التی تزلزل کیان الأسرة، وتؤکد ذلک المشاهدات الواقعیة لحالات من أسر المعاقین على اختلاف أنواع الإعاقة ودرجاتها، کما تؤکد نتائج الدراسات السابقة فی هذا المجال على أن والدی الأطفال المعاقین یتعرضون لمستویات مرتفعة من الضغوط الوالدیة، ناهیک عن الضغوط الحیاتیة الأخرى مقارنة بوالدی الأطفال العادیین، ومن هذه الدراسات: (کاشف، 2000 ؛ دوکم، 2005 ؛ Ritzema, Sladecze, 2011). ولا شک فی أن تلک الضغوط تؤثر بشکل کبیر فی الوالدیة، واستجابات الْوَالِدَیْنِ، وردود أفعالهما نحو الأبناء، وفی نمط التواصل والعلاقات بین الْوَالِدَیْنِ والأبناء، وما یترتب على ذلک من تأثیرات سلبیة فی الجوانب الوجدانیة للأبناء.

ومن جانب آخر، أشارت نتائج الدراسات السابقة (أبو العطا، 2015 ؛ Wang, Michaels, & Day, 2011;Hayes & Watson, 2012  Lee, 2013 ;; Lai, Goh, Oei, & Sung, 2015 ) إلى أن الضغوط لدى والدی الأطفال المعاقین تختلف باختلاف نوع إعاقة الطفل، وأن والدی الأطفال الذاتویین لدیهم مستویات أعلى من الضغوط الوالدیة مقارنة بوالدی الأطفال ذوی الإعاقات الأخرى کالإعاقة العقلیة، وأن مواجهة تلک الضغوط یتطلب مهارات الوالدیة الیقظة عقلیًا التی تتیح أمام الْوَالِدَیْنِ فرصة الانفتاح بوعی على الخبرات المؤلمة المرتبطة بإعاقة الطفل، وتنظیم الذات فی العلاقة معه، فضلاً عن قبوله کما هو فی اللحظة الراهنة بدون إصدار أحکام، وما یترتب على ذلک من کفاءة مواجهة تلک الضغوط.

وعلى الرغم من حداثة مفهوم الوالدیة الیقظة عقلیًا –نسبیًا- فی الدراسات الأجنبیة، ووفرة الدراسات الأجنبیة التی تناولته لدى والدی الأطفال والمراهقین العادیین، إلا أن الاهتمام البحثی بهذا المتغیر فی مجال ذوی الاحتیاجات التربویة الخاصة مازال قلیلاً فی الدراسات الأجنبیة مع ندرته فی البیئة العربیة؛ حیث تناولت دراسة MacDonald & Hastings (2010) الوالدیة الیقظة عقلیًا لدى آباء المعاقین عقلیًا، وأظهرت نتائجها أن الوالدیة الیقظة عقلیًا تعد منبئًا جیدًا بالاندماج الوالدی فی رعایة المعاقین عقلیًا، کما تناولت دراسة  Conner & White (2014) الوالدیة الیقظة عقلیًا لدى أمهات الأطفال الذاتویین من خلال مقارنتها بأمهات الأطفال العادیین، وأظهرت نتائجها انخفاض مستوى الوالدیة الیقظة عقلیًا لدى  أمهات الأطفال الذاتویین مقارنة بأمهات الأطفال العادیین، وأظهرت نتائج دراسة  Beer, et al. (2013)وجود علاقة ارتباطیة سالبة دالة إحصائیًا لدى الوالدیة الیقظة عقلیًا، وکل من: الضغوط النفسیة، والأعراض الاکتئابیة لدى آباء وأمهات الأطفال الذاتویین، کما أنه یمکن التنبؤ بمشکلات الطفل السلوکیة من خلال الوالدیة الیقظة عقلیًا. ومن جانب آخر، لوحِظَ ندرة الدراسات –فی حدود علم الباحثین- التی تناولت العلاقة الارتباطیة بین الوالدیة الیقظة عقلیًا وکفاءة المواجهة بشکل مباشر، ولکن وُجدت دراسات أجنبیة قلیلة تناولت الیقظة العقلیة بشکل عام فی علاقتها بکفاءة المواجهة، واقتصرت فی عیناتها على طلاب الجامعة.

وفی ضوء ما سبق، تحددت مشکلة الدراسة الحالیة فی الأسئلة التالیة:

1- ما طبیعة العلاقة الارتباطیة بین الوالدیة الیقظة عقلیًا وکفاءة المواجهة لدى أفراد عینة الدراسة من آباء وأمهات الأطفال الذاتویین، والمعاقین عقلیًا؟

2- هل توجد فروق فی الوالدیة الیقظة عقلیًا لدى أفراد عینة الدراسة وفقًا لمتغیری جنس الْوَالِدَیْنِ (الآباء/ الأمهات)، ونوع إعاقة الطفل (ذاتوی /معاق عقلیًا)، والتفاعل بینهما؟

3- هل توجد فروق فی الوالدیة الیقظة عقلیًا لدى أفراد عینة الدراسة وفقًا لمتغیریّ جنس الطفل المعاق (ذکر/ أنثى) وترتیبه المیلادی (الوحید/ الأول/ الأوسط / الأخیر)، والتفاعل بینهما؟

4- هل توجد فروق فی الوالدیة الیقظة عقلیًا وفقًا للمستوى التعلیمی للْوَالِدَیْنِ (ثانوی فأقل / جامعی فأعلى)، والحالة الوظیفیة (یعمل/ لا یعمل)، والتفاعل بینهما؟

5- ما مدى إسهام الوالدیة الیقظة عقلیًا فی التنبؤ بکفاءة المواجهة لدى أفراد عینة الدراسة؟


أهمیة الدراسة:

للدراسة الحالیة أهمیة نظریة، وأخرى تطبیقیة یمکن إجمالهما فیما یلی:

1- أهمیة موضوع الدراسة الذی یدور فی فلک متغیرین مهمین، وهما: الوالدیة الیقظة عقلیًا التی تبدو تأثیراتها الإیجابیة سواء لدى الْوَالِدَیْنِ أنفسهما، أو فی علاقاتهما البینیة مع الأبناء، وما تترکه من مخرجات سویة تسهم فی تشکیل شخصیاتهم، وکفاءة المواجهة؛ التی تعدُّ مؤشرًا على الصمود النفسی، وفاعلیة استراتیجیات المواجهة.

2- الحداثة النسبیة لدراسة متغیر الوالدیة الیقظة عقلیًا فی التراث العالمی، واختلاف محدداتها ومؤشراتها عن الوالدیة التقلیدیة، وندرة دراستها –فی حدود علم الباحثین- على المستوى العربی.

3- أهمیة العینة المستهدفة من الدراسة، وهی آباء وأمهات الأطفال الذاتویین، والمعاقین عقلیًا، والذین یتعرضون لضغوط متعددة المصادر؛ لعل من أهمها ضغوط الوالدیة بشکل عام، والضغوط المرتبطة بحالة الإعاقة بشکل خاص، وما یترتب علیها من ضغوط نوعیة تتطلب مواجهتها مهارات خاصة کمهارات الوالدیة الیقظة عقلیًا.

4- ترجمة وتقنین مقیاسی: الوالدیة الیقظة عقلیًا، وکفاءة المواجهة، والتحقق من الخصائص السیکومتریة لکلیهما على عینة مصریة؛ مما یثری المکتبة العربیة فی مجال القیاس النفسی بمقیاسین جدیدین، ویفتح الطریق أمام باحثین آخرین لاستخدامهما فی دراسات أخری عدیدة، ومع عینات مختلفة.

5- أنه فی ضوء نتائج الدراسة الحالیة یمکن القول إن لها أهمیة تطبیقیة تتمثل فی الاستفادة من التدخلات الإرشادیة والعلاجیة القائمة على تدریب الوالدین المبنی على الیقظة العقلیة، والمتوافرة فی التراث البحثی العالمی، وتصمیم برامج إرشادیة فی ضوئها تسهم فی تنمیة الوالدیة الیقظة عقلیًا لدى الآباء والأمهات بشکل عام، وآباء وأمهات الأطفال الذاتویین، والمعاقین عقلیًا بشکل خاص، بالإضافة إلى عقد ندوات ودورات إرشادیة تُبَصِّرُ الآباء والأمهات بأهمیة أدوارهم فی تربیة الأبناء، وبأسالیب المعاملة الوالدیة السویة التی تعتمد على مهارات الیقظة العقلیة؛ الأمر الذی ینعکس بشکل إیجابی على کفاءة مواجهة الضغوط، وتنمیة السعادة الوالدیة، ومن ثمَّ تحسین التواصل بین الْوَالِدَیْنِ والأبناء.

أهداف الدراسة:

هدفت الدراسة الحالیة إلى تحقیق ما یلی:

1- تعرف طبیعة العلاقة الارتباطیة بین الوالدیة الیقظة عقلیًا وکفاءة المواجهة لدى أفراد عینة الدراسة من آباء وأمهات الأطفال الذاتویین، والمعاقین عقلیًا.

2- الکشف عن الفروق فی الوالدیة الیقظة عقلیًا لدى أفراد عینة الدراسة وفقًا لمتغیری جنس الْوَالِدَیْنِ (الآباء/الأمهات)، ونوع إعاقة الطفل (ذاتوی/معاق عقلیًا)، والتفاعل بینهما.

3- الکشف عن الفروق فی الوالدیة الیقظة عقلیًا لدى أفراد عینة الدراسة وفقًا لمتغیریّ جنس الطفل المعاق (ذکر/ أنثى) وترتیبه المیلادی (الوحید/ الأول/ الأوسط / الأخیر)، والتفاعل بینهما.

4- الکشف عن الفروق فی الوالدیة الیقظة عقلیًا وفقًا للمستوى التعلیمی للْوَالِدَیْنِ (ثانوی فأقل / جامعی فأعلى)، والحالة الوظیفیة (یعمل/ لا یعمل)، والتفاعل بینهما.

5- الکشف عن مدى إسهام الوالدیة الیقظة عقلیًا فی التنبؤ بکفاءة المواجهة لدى أفراد عینة الدراسة.

مصطلحات الدراسة وتعریفاتها الإجرائیة:

1- الوالدیة الیقظة عقلیًا Parenting Mindful

یرى Duncan, et al. (2009 a , 2009 b) أن الوالدیة الیقظة عقلیًا عبارة عن خصائص Attributes، ومهارات Skills، وممارسات Practices فی تربیة الأبناء تتیح للْوَالِدَیْنِ الوعی باحتیاجات الطفل وقبوله، وأنه من خلال ممارسات الیقظة العقلیة فی الوالدیة یتمکن الوالدان من  خلق سیاق أسری یتسم بالرضا الدائم والاستمتاع فی العلاقات بین الْوَالِدَیْنِ والطفل. کما تتحدد الوالدیة الیقظة عقلیًا بالأبعاد التالیة:

أ- الاستماع مع الانتباه الکامل Listening with Full Attention، ویشیر إلى الاستماع للطفل بترکیز الانتباه، والوعی على الخبرات فی اللحظة الحاضرة.

ب- الوعی الانفعالی بالذات والطفل Emotional Awareness of Self and Child، ویشیر إلى قدرة الْوَالِدَیْنِ على الوعی بانفعالاتهما وانفعالات أطفالهما.

ج- تنظیم الذات فی العلاقة الوالدیة Self-Regulation in the Parenting Relationship، ویشیر إلى قدرة الْوَالِدَیْنِ على أن یکونا أقل تفاعلاً تجاه سلوکیات أطفالهما، وتبنی أسلوب أکثر هدوءًا فی تربیة الأطفال بدون رد فعل فوری.

د- قبول الذات والطفل بدون إصدار أحکام Non-judgmental Acceptance of Self and Child، ویشیر إلى وعی الوالدین لا شعوریًا بتوقعاتهما التی یکوِّنانها تجاه سلوک أطفالهما، وبالتدریج یتعلمان تبنی قبولاً أکثر بدون إصدار أحکام لسماتهما وسلوکیاتهما، وسمات وسلوکیات أطفالهما.

هـ-التعاطف مع الذات والطفل Compassion for Self and Child، ویشیر إلى تطویر موقف حقیقی للاهتمام والتعاطف مع الأبناء، بالإضافة لذواتهما کوالِدَیْنِ.

وُیعرِّفُ الباحثون الحالیون الوالدیة الیقظة عقلیًا بأنها مهارات وممارسات الْوَالِدَیْنِ فی الوجود فی اللحظة الحاضرة فی حیاة الطفل، والوعی بسلوکه وخبراته الشخصیة لحظة بلحظة، اعتمادًا على التعاطف، والقبول بدون إصدار أحکام تقییمیة، واحترام استقلالیته، والنظر إلیه کطبیعة خاصة. ویمکن تعریفها –إجرائیًا- فی الدراسة الحالیة بأنها الدرجة التی یحصل علیها آباء وأمهات الأطفال الذاتویین، والمعاقین عقلیًا على المقیاس المستخدم فی الدراسة.

2- کفاءة المواجهة Coping Competence

عرَّف(Schroder, 2004)کفاءة المواجهة بأنها النزعة نحو المواجهة الفعالة بغض النظر عن الطریقة، أو الأسلوب المستخدم من أجل التکیف مع الضغوطات البیئیة. وُیعرِّفُ الباحثون الحالیون کفاءة المواجهة بأنها القدرة على استخدام استراتیجات تکیفیة فی مواجهة خبرات الفشل، والظروف الضاغطة، ومقاومة العجز المتعلم من أجل التخلص من الأعراض الاکتئابیة المصاحبة، وتحقیقًا للرفاهیة الذاتیة. ویمکن تعریفها –إجرائیًا- فی الدراسة الحالیة بأنها الدرجة التی یحصل علیها آباء وأمهات الأطفال الذاتویین، والمعاقین عقلیًا على المقیاس المستخدم فی الدراسة.

حدود الدراسة:

تمثلت حدود الدراسة فیما یلی:

حدود موضوعیة: دراسة الوالدیة الیقظة عقلیًا وعلاقتها بکفاءة المواجهة.

حدود بشریة: آباء وأمهات الأطفال الذاتویین والمعاقین عقلیًا المترددین على بعض مؤسسات رعایة ذوی الاحتیاجات الخاصة بمحافظة القاهرة.

حدود مکانیة: مرکز دایمًا أصحاب بالمقطم- مرکز أنس الوجود بالمعادی - مدرسة التربیة الفکریة بإدارة شرق مدینة نصر التعلیمیة.

حدود زمنیة: الفصل الدراسی الثانی من العام الدراسی 2015/2016م.

دراسات سابقة:

تعد الدراسة الحالیة -فی حدود علم الباحثین- باکورة الدراسات العربیة التی تناولت الوالدیة الیقظة عقلیًا سواء بشکل منفرد أو فی علاقتها بمتغیرات أخرى. ومع تزاید اهتمام الدراسات الأجنبیة، -وبخاصة مع نهایة العقد الأول من الألفیة الثانیة- بدراسة الوالدیة الیقظة عقلیًا فی منظومة ارتباطیة مع متغیرات أخرى عدیدة، واتساقًا مع أهداف الدراسیة الحالیة، وعینتها، ومنهجها الوصفی الارتباطی، فقد اقتصر الباحثون فی عرضهم للدراسات السابقة فی هذا المجال على الدراسات الارتباطیة التی تناولت الوالدیة الیقظة عقلیًا فی علاقتها بمتغیرات أخرى، وتأثرها ببعض المتغیرات الدیموجرافیة.

وفی ضوء هذا الاتجاه، هدفت دراسةMacDonald & Hastings (2010)إلى فحص العلاقة بین الوالدیة الیقظة عقلیًا، والاندماج الوالدی فی رعایة الأطفال المعاقین عقلیًا. وتکونت عینة الدراسة من (105) من الآباء من شرق وشمال شرق أیرلندا الذین لدیهم أطفال معاقون عقلیًا من الدرجة المتوسطة والشدیدة، وقد بلغ متوسط الأعمار الزمنیة للآباء (46,82) سنة بانحراف معیاری (6,22)، بینما بلغ متوسط أعمار أبنائهم الزمنیة (11,67) سنة بانحراف معیاری قدره (3,50). واستخدمت الدراسة الأدوات التالیة: مقیاس الوالدیة الیقظة عقلیًا من إعدادDuncan (2007)، ومقیاس الاندماج الوالدی فی رعایة الطفل من إعداد Roach, et al. (1999). وأشارت نتائج الدراسة إلى وجود علاقة ارتباطیة موجبة دالة إحصائیًا بین الوالدیة الیقظة عقلیًا، والاندماج الوالدی فی رعایة الأطفال المعاقین عقلیًا، وأن تحلیل الانحدار یعکس أن الیقظة العقلیة لدى الآباء تعد منبئًا جیدًا بالاندماج الوالدی فی رعایة الأطفال المعاقین عقلیًا.

وهدفت دراسةPerent, et al. (2011) إلى اختبار تحلیل المسارات لنموذج مقترح للعلاقة بین الوالدیة الیقظة عقلیًا، والأعراض الاکتئابیة، ونوعین من الرعایة الوالدیة (إیجابی وسلبی)، وسلوک الطفل المشکل. وتتکون عینة الدراسة من (162) فردًا (145 من الأمهات، و17 من الآباء)، متوسط أعمارهم الزمنیة (41,89) سنة بانحراف معیاری (7,73)، وبلغت عینة الأبناء (211) طفلاً (106 ولد، 105 بنت)، متوسط أعمارهم الزمنیة (11,49) سنة بانحراف معیاری (0,20). واستخدمت الدراسة الأدوات التالیة: المقابلة الکلینیکیة من إعداد  First, et al. (2002)، وقائمة بیک للاکتئاب، ومقیاس الیقظة العقلیة من إعدادBrown & Ryan (2003)    ، ومقاییس أیوا لتقدیر التفاعل الأسری من إعداد Melby,  et al. (1998) ، وقائمة سلوک الطفل من إعدادAchenbach & Rescorla (2001)  . وأظهرت نتائج الدراسة أن الرعایة الوالدیة الایجابیة تلعب دورًا واضحًا فی تفسیر کیفیة ارتباط الأعراض الاکتئابیة لدى الوالدین بالمشکلات الخارجیة للطفل، کما أن الوالدیة الیقظة عقلیًا ترتبط بالمشکلات الخارجیة والداخلیة للطفل، ولم یُفسر النموذج العلاقة بین الوالدیة الیقظة عقلیًا والسلوک المشکل للطفل.

وهدفت دراسةBeer, et al. (2013)إلى فحص العلاقة بین الوالدیة الیقظة عقلیًا والصحة النفسیة لدى آباء وأمهات الأطفال ذوی أعراض طیف الذاتویة، وذلک على عینة مکونة من (28) فردًا (24 أمًّا ، و 4 آباء)، متوسط أعمارهم الزمنیة (43,18) سنة بانحراف معیاری (8,43)، وکان متوسط أعمار أبنائهم الزمنیة (5,36) سنة بانحراف معیاری (4,31). وقد تم تطبیق الأدوات التالیة على الآباء والأمهات: قائمة مشکلات الطفل السلوکیةمن إعدادAman, et al. (1996)  ، واستبیان الضغوط الوالدیةمن إعدادFriedrich, et al. (1983)، ومقیاس القلق والاکتئاب من إعداد Zigmond & Snaith (1983)،ومقیاس الوالدیة الیقظة عقلیًا من إعدادDuncan (2007). وقد توصلت الدراسة إلى عدد من النتائج منها: وجود علاقة ارتباطیة سالبة دالة إحصائیًا بین الوالدیة الیقظة عقلیًا وکل من: الأعراض الاکتئابیة، والضغوط النفسیة، بینما لم تصل العلاقة الارتباطیة بین الوالدیة الیقظة عقلیًا وأعراض القلق إلى مستوى الدلالة الإحصائیة، کما یمکن التنبؤ بمشکلات الطفل السلوکیة من خلال الوالدیة الیقظة عقلیًا، بالإضافة إلى إمکانیة التنبؤ بأعراض القلق والاکتئاب والضغوط النفسیة لدى الآباء والأمهات من خلال مشکلات الطفل السلوکیة

وهدفت دراسة  Conner & White (2014)  إلى الکشف عن العلاقة الارتباطیة بین الیقظة العقلیة لدى أمهات الأطفال الذاتویین والعادیین والضغوط الأمومیة المدرکة والمشکلات السلوکیة للأطفال. وتکونت عینة الدراسة من (154) أمًّا ( 67 من أمهات الأطفال الذاتویین ، 87 من أمهات الأطفال العادیین)، وقد بلغ متوسط أعمارهن الزمنیة (40,98) سنة بانحراف معیاری (7,17)، وشملت عینة الأطفال الذاتویین نسبة (82,40%) من الذکور، بینما شملت عینة الأطفال العادیین نسبة (57,50%) من الذکور، وتراوحت الأعمار الزمنیة للأطفال ما بین (4-17) سنة، وقد استخدمت الدراسة الأدوات التالیة: مقیاس القلق والاکتئاب  من إعداد  Lovibond & Lovibond (1995)، ومقیاس الضغوط المدرکة من إعدادCohen, Kamarck, & Mermelstein, (1983) ، ومقیاس الیقظة العقلیة إعداد  Brown & Ryan (2003)، وقائمة السلوک الشاذ من إعداد Aman, et al. (1985) ، وأسفرت النتائج عن وجود علاقة ارتباطیة سالبة ودالة إحصائیًا بین الیقظة العقلیة والضغوط المدرکة لدى العینة الکلیة من أمهات الأطفال العادیین، والذاتویین، کما أشارت النتائج إلى ارتفاع مستوى الیقظة العقلیة لدى أمهات الأطفال العادیین مقارنة بأمهات الأطفال الذاتویین، بینما ارتفع مستوى القلق والاکتئاب لدى أمهات الأطفال الذاتویین مقارنة بأمهات الأطفال العادیین، کما أشارت النتائج إلى وجود علاقة ارتباطیة سالبة دالة احصائیًا بین الیقظة العقلیة لدى الأمهات، وبعض المشکلات السلوکیة لدى الأطفال (الانسحاب الاجتماعی، والنشاط الحرکی الذائد، والسلوکیات النمطیة).

وهدفت دراسة Geurtzen, et al. (2015)إلى فحص الوالدیة الیقظة عقلیًا وعلاقتها ببعض المشکلات السلوکیة للمراهقین. واشتملت عینة الوالدین على (901) من الآباء والأمهات (849 أمًّا بیولوجیة، و41 أبَّا بیولوجیًا، و11 من القائمین على الرعایة)، متوسط أعمارهم الزمنیة (45,20) سنة، کما شملت عینة الأبناء (901) مراهقًا (422 بنتًا، و479 ولدًا)، متوسط أعمارهم الزمنیة (13,40) سنة. وتم تطبیق الأدوات التالیة على الوالدین: قائمة بیک للأعراض الاکتئابیة من إعداد  Beck, et al. (1996)، والنسخة الهولندیة من قائمة سمة/حالة القلق من إعداد Van der Ploeg, et al. (1980), والنسخة الهولندیة من مقیاس الیقظة البینشخصیة للوالدین من إعداد   De Bruin, et al. (2012) ، کما تم تطبیق الأدوات التالیة على المراهقین: النسخة الهولندیة من قائمة القلق للأطفال من إعداد Timbremont & Braet (2002)، والنسخة المعدلة من مقیاس القلق الظاهر للأطفال من إعداد Reynolds & Richmond (1978). وتوصلت نتائج الدراسة إلى وجود ارتباط سالب ودال إحصائیًا بین "القبول بدون إصدار أحکام" (کأحد أبعاد الوالدیة الیقظة عقلیًا) والمشکلات الداخلیة للمراهقین. وأن الْوَالِدَیْنِ اللذین یتقبلان أبنائهما بدون إصدار أحکام یظهران مستویات أقل من القلق والاکتئاب.

وهدفت دراسة Tak, Van Zundert, Kleinjan, & Engels (2015) إلى التعرف على العلاقة الارتباطیة بین الوالدیة الیقظة عقلیًا والأعراض الاکتئابیة لدی المراهقین. وتکونت عینة الدراسة من (417) من الأبناء المراهقین، وبلغت نسبة الذکور (52٪)، بمتوسط عمر زمنی قدره (13,97) سنة بانحراف معیاری (0,53)، بینما بلغت نسبة الإناث (48٪)، بمتوسط عمر زمنی ( 13,83) سنة بانحراف معیاری (0,57)، وقد تم اختیارهم من مستوى التعلیم ما قبل الجامعی، أما عینة الآباء والأمهات، فاشتملت على (400) من الأمهات، و(17) من الآباء، بمتوسط عمر زمنی قدره (45,41) سنة بانحراف معیاری قدره (3,83)، وکانت نسبة (86,80 %) من الوالدین متزوجین، أو یعیشون مع شرکائهم، واستخدمت الدراسة الأدوات التالیة: النسخة الهولندیة من مقیاس الأعراض الاکتئابیة للمراهقین من إعداد Timbremont, et al. (2008)، والنسخة الهولندیة من مقیاس بیک لقیاس الأعراض الاکتئابیة لدى الآباء والأمهات من إعداد Van der does (2002)، والنسخة الهولندیة من مقیاس الوالدیة الیقظة عقلیًّا من إعداد De Bruin, et al. (2012). وأشارت نتائج الدراسة إلى أن مستوى الیقظة العقلیة بشکل عام لدى الوالدین جاء متوسطًا، وارتفعت درجاتهم على بعد التعاطف مع الطفل، کما أظهرت النتائج انخفاض الأعراض الاکتئابیة لدى الوالدین، ووجود فروق دالة إحصائیًا فی الأعراض الاکتئابیة بین الجنسین من الأبناء لصالح الإناث، کما أظهرت النتائج أیضًا عدم وجود علاقة ارتباطیة دالة إحصائیًا بین الأعراض الاکتئابیة للوالدین والأعراض الاکتئابیة لأبنائهم. وبالنسبة للعلاقة الارتباطیة بین الوالدیة الیقظة عقلیًا والأعراض الاکتئابیة، جاءت نتائج الدراسة فی عینة الأبناء لتشیر إلى عدم وجود ارتباط دال إحصائیًا بین الوالدیة الیقظة عقلیًا والأعراض الاکتئابیة لدى الإناث، بینما وُجدت علاقة ارتباطیة سالبة ودالة إحصائیًا بین جمیع أبعاد الوالدیة الیقظة عقلیًا ماعدا بعد (التعاطف مع الطفل)، والأعراض الاکتئابیة لدى الذکور، وفی عینة الْوَالِدَیْنِ ارتبطت الأعراض الاکتئابیة سلبیًا بجمیع أبعاد الوالدیة الیقظة عقلیًا.

وهدفت دراسة Moreira & Canavarro (2015 a) إلى الکشف عن الدور الوسیط لأسالیب الرعایة الوالدیة فی العلاقة بین أنماط التعلقوالوالدیة الیقظة عقلیًا، فضلاً عن الکشف عن الفروق بین الآباء والأمهات فی هذه المتغیرات. وتکونت عینة الدراسة من (439) من والدی الأطفال والمراهقین الذین هم فی سن المدرسة، وکانت (67%) من العینة من الأمهات، وقد بلغ متوسط الأعمار الزمنیة للوالدین (42,36) سنة بانحراف معیاری (6,19)، وقد تنوعت العینة وشملت مستویات تعلیمیة مختلفة، وموظفین وغیر موظفین. واستخدمت فی الدراسة الأدوات التالیة: النسخة البرتغالیة لاستبیان الخبرات فی العلاقات، وذلک لقیاس أنماط التعلق من إعدادMoreira, et al. (2015)، والنسخة البرتغالیة من مقیاس الوالدیة الیقظة عقلیًا من إعداد Moreira & Canavarro (2015) ، والنسخة البرتغالیة من مقیاس أسالیب الرعایة من إعدادFonseca, et al. (2013). وأشارت نتائج الدراسة من خلال تحلیل المسار إلى أن أسالیب الرعایة تتوسط العلاقة بین الوالدیة الیقظة عقلیًا وأنماط التعلق، وأن التعلق القلق، والتعلق التجنبی  قد ارتبطا بمستویات منخفضة من الوالدیة الیقظة عقلیًا، وذلک عبر القدرة المدرکة على تعرف احتیاجات الآخرین، والدوافع الأنانیة لتقدیم المساعدة، کما أشارت النتائج -أیضًا- إلى أن الآباء یظهرون مستویات أعلى من التعلق التجنبی، والدوافع الأنانیة لتقدیم المساعدة، ومستویات منخفضة من القدرة المدرکة على تعرف احتیاجات الآخرین، ومستویات منخفضة من الوالدیة الیقظة عقلیًا، وذلک مقارنة بالأمهات.

وهدفت دراسة Moreira, et al. (2016) إلى التعرف على الدور الوسیط للتعاطف مع الذات فی العلاقة بین الوالدیة الیقظة عقلیًا وأنماط التعلق. وتکونت عینة الدراسة من (290) أمًّا لأطفال ومراهقین فی سن المدرسة، بلغ متوسط أعمارهن الزمنیة (41,66) سنة بانحراف معیاری (5,42)، أن (68,30%) منهن أکلمن الشهادة الثانویة، و(31,70%) أکملن الشهادة الجامعیة، وحصلن على دراسات علیا. واستخدمت فی الدراسة الأدوات التالیة: النسخة البرتغالیة من مقیاس الوالدیة الیقظة عقلیًا من إعدادMoreira & Canavarro (2015)، ومقیاس التعاطف مع الذات من إعداد Neff (2003) ، والنسخة البرتغالیة لاستبیان الخبرات فی العلاقات، وذلک لقیاس أنماط التعلق من إعداد Moreira, et al. (2015). وأشارت نتائج الدراسة إلى وجود علاقة ارتباطیة سالبة دالة إحصائیًا بین نمطی التعلق: القلق، والتجنبی، وکل من: الوالدیة الیقظة عقلیًا والتعاطف مع الذات، ووجود علاقة ارتباطیة موجبة ودالة إحصائیًا بین الوالدیة الیقظة عقلیًا والتعاطف مع الذات.

وهدفت دراسة Gouveia, et al. (2016)إلى الکشف عن الدور الوسیط للوالدیة الیقظة عقلیًّا فی العلاقات بین التعاطف مع الذات والیقظة العقلیة والأسالیب الوالدیة والضغوط الوالدیة، وتأثیر بعض المتغیرات الدیموجرافیة على الوالدیة الیقظة عقلیًا. وتکونت عینة الدراسة من آباء وأمهات الأطفال والمراهقین الذین هم فی سن المدرسة، وبلغ عدد العینة (332) فردًا (144 أبًا، 144 أمًّا کانوا آباء وأمهات لنفس الأطفال، 72 أبًا ، و72 أمًّا کانوا آباء وأمهات لأطفال مختلفین)، وقد بلغ متوسط أعمارهم الزمنیة (42,31) سنة بانحراف معیاری قدره (5,66). واستخدمت فی الدراسة الأدوات التالیة: النسخة البرتغالیة من مقیاس الوالدیة الیقظة عقلیًا من إعدادMoreira & Canavarro (2015)، ومقیاس التعاطف مع الذات من إعداد Neff (2003)، ومقیاس الیقظة العقلیة من إعداد Brown & Ryan (2003)، ومقیاس الأسالیب الوالدیة من إعداد Robinson, et al. (2001)، ومقیاس الضغوط الوالدیة من إعدادSantos (1997)وأشارت نتائج الدراسة إلى وجود تأثیرات مباشرة وغیر مباشرة بین متغیرات الدراسة، والوالدیة الیقظة عقلیًا ترتبط إیجابیًا بکل من التعاطف مع الذات والیقظة العقلیة، وأن الضغوط الوالدیة ترتبط سلبیًا مع کل من التعاطف مع الذات والیقظة العقلیة والوالدیة الیقظة عقلیًا، وأن الوالدیة الیقظة عقلیًا تتوسط العلاقة بین هذه المتغیرات، کما أن الوالدیة الیقظة عقلیًا تتأثر بالجنس، وعدد الأطفال، وفیما یتعلق بالفروق بین الآباء والأمهات أظهرت النتائج أن الأمهات یظهرن مستویات مرتفعة من الوالدیة الیقظة أکثر من الآباء. کما ارتبط عدد الأطفال الأکبر بمستویات أقل من الوالدیة الیقظة عقلیًا.

وهدفت دراسةWaters (2016) إلى قیاس مستوى الیقظة العقلیة لدى کل من: الآباء، والأطفال، ومدى ارتباطها بمستویات الضغوط النفسیة عند الأطفال. وتکونت عینة الدراسة من (68) طفلاً (52% أولاد، و48% بنات)، متوسط أعمارهم الزمنیة (10,70) سنة بانحراف معیاری (2,60)، کما اشتملت العینة على أحد آباء الأطفال عینة الدراسة، وبلغ عددهم (68) فردًا (72% من الأمهات، 28% من الآباء)، متوسط أعمارهم الزمنیة (42,70) سنة بانحراف معیاری (9,60). واستخدمت فی الدراسة الأدوات التالیة: مقیاس الیقظة العقلیة من إعداد Feldman, et al. (2007) لقیاس الیقظة العقلیة لدى الآباء والأطفال، ومقیاس الاکتئاب والضغوط والقلق من إعداد Lo-vibond & Lovibond (1995) لقیاس الضغوط لدى الأطفال. وأشارت نتائج الدراسة إلى وجود علاقة ارتباطیة سالبة ودالة إحصائیًا بین مستویات الضغوط لدى الأطفال، وکلٍ من الیقظة العقلیة لدى الأطفال، والیقظة العقلیة لدى الآباء، کما أشارت النتائج –أیضًا- إلى وجود علاقة ارتباطیة موجبة ودالة إحصائیًا بین مستویات الیقظة العقلیة للأطفال والیقظة العقلیة لآبائهم، کما أنه یمکن التنبؤ بکل من الیقظة العقلیة لدى الأطفال، ومستویات الضغوط النفسیة لدیهم من خلال الیقظة العقلیة للآباء.

وهدفت دراسة Turpyn & Chaplin (2016)إلى التعرف على علاقة الوالدیة الیقظة عقلیًا بالتعبیر الانفعالی للوالدین والسلوکیات الخطرة لدى المراهقین. وتکونت عینة الدراسة من (157) مراهقًا ومراهقة، (49% منهم من الإناث)، بلغ متوسط أعمارهم الزمنیة (12,70) سنة بانحراف معیاری (0,7)، وکان المراهقون ینتمون لأسر تقدم لهم رعایة أولیة من أمهات بیولوجیة بنسبة (96%) من العینة، مع (2) أب بیولوجی، والبقیة لأمهات بالتبنی. واستخدمت الدراسة الأدوات التالیة: قائمة ملاحظة التعبیر الانفعالی لدی الوالدین من إعداد Chaplin (2010)، ومقیاس الوالدیة الیقظة عقلیًا من إعداد (Duncan (2007 ، وقائمة المشکلات السلوکیة الخطرة لدى المراهقین من إعداد  Brener, et al. (2002) ، وقائمة فحص الإدمان لدی المرهقین من إعداد et al. (1991)Kaminer,. وأظهرت نتائج الدراسة أن الوالدیة الیقظة عقلیًا ترتبط إیجابیًا بالانفعالات الإیجابیة، وسلبیًا بالانفعالات السلبیة أثناء العلاقات مع المراهقین، وأن لها تأثیرًا مباشرًا على استخدام الأبناء للعقاقیر.

وهدفت دراسة Medeiros, et al. (2016) إلى التعرف على الوالدیة الیقظة عقلیًا لدى الآباء والأمهات، وعلاقتها الارتباطیة بالسعادة النفسیة المدرکة لدى الأبناء؛ وذلک من خلال التعلق بالوالدین کمتغیر وسیط. وتکونت عینة الدراسة من (243) أسرة تشتمل على (243 أب، 243 أم، 243 طفل)، وقد بلغ متوسط الأعمار الزمنیة للآباء (44,31) سنة بانحراف معیارای قدره (6,15)، بینما بلغ متوسط الأعمار الزمنیة للأمهات (41,95) سنة بانحراف معیاری قدره (5,57)، وتکونت عینة الأبناء من (104) من الذکور، و(139) من الإناث، وقد بلغ متوسط أعمارهم الزمنیة (12,27) سنة بانحراف معیاری قدره (3,14)، وبواقع (124) طفلاً، و(119) مراهقًا، وشملت عینة الآباء مستویات تعلیمیة مختلفة تراوحت ما بین الدراسات الثانویة الأساسیة إلى الدکتوراه. واستخدمت الدراسة الأدوات التالیة: النسخة البرتغالیة من مقیاس الوالدیة الیقظة عقلیًا من إعدادMoreira & Canavarro (2015)، ومقیاس العلاقات بین الأطفال والمراهقین، وآبائهم من إعداد Ridenour, et al. (2006)، والنسخة البرتغالیة من مقیاس القلق والاکتئاب من إعداد Pais-Ribeiro, et al. (2007)، والنسخة البرتغالیة لقائمة السعادة النفسیة للأطفال والمراهقین من إعداد Matos, et al. (2012). وأشارت نتائج الدراسة إلى وجود فروق دالة إحصائیًا فی الوالدیة الیقظة عقلیًا بین الآباء والأمهات لصالح الأمهات، ولم یوجد أثر دال إحصائیًا فی الوالدیة الیقظة عقلیًا بین الآباء والأمهات یرجع لعمر الأبناء (طفولة/مراهقة)، کما لم یوجد أثر دال إحصائیًا لتفاعل عاملی: عمر الأبناء وجنسهم على الوالدیة الیقظة عقلیًا لدى الوالدین. کما أشارت النتائج إلى وجود فروق دالة إحصائیًا فی أعراض القلق فقط بین الآباء والأمهات لصالح الأمهات، فضلاً عن وجود فروق دالة إحصائیًا بین الأطفال والمراهقین فی التعلق الآمن بالوالدین، والسعادة النفسیة لصالح الأطفال. کما وجدت علاقات ارتباطیة سالبة ودالة إحصائیًا بین الوالدیة الیقظة عقلیًا والقلق والأعراض الاکتئابیة لدى کلا الوالدین (الآباء/ الأمهات)، بینما وجدت علاقة ارتباطیة موجبة ودالة إحصائیًا بین الوالدیة الیقظة عقلیًا لدى کلا الوالدین، والتعلق الآمن بالوالدین والسعادة النفسیة المدرکة لدى الأبناء. وبشکل عام أسفرت النتائج عن أن التعلق بالوالدین یتوسط العلاقة بین الوالدیة الیقظة عقلیًا والسعادة النفسیة المدرکة لدى الأبناء.

وأجرىParent, McKee, Rough, & Forehand (2016)  دراسة کان الهدف منها التعرف على الوالدیة الیقظة عقلیًا عبر ثلاث مراحل نمائیة للأبناء (الطفولة المبکرة، الطفولة المتأخرة، المراهقة) وعلاقتها ببعض المتغیرات الدیموجرافیة لدی الوالدین (السن، التعلیم، الوظیفة، الدخل، ترتیب الأبناء فی الأسرة، جنس الأبناء). وتکونت عینة الدراسة من (210) من الأبناء فی مرحلة الطفولة المبکرة (3-7) سنوات، منهم (55%) من الإناث، و (200) من الأبناء فی مرحلة الطفولة المتأخرة (8-12) سنة ، منهم (45%) من الإناث، و(205) من الأبناء فی مرحلة المراهقة (13-17) سنة، منهم (45%) من الإناث، أما عینة الوالدین، فبلغ قوامها (615) من الآباء والأمهات، وقد بلغ متوسط العمر الزمنی لوالدی الأبناء فی مرحلة الطفولة المبکرة (32,61) سنة، وبلغ متوسط العمر الزمنی لوالدی الأبناء فی مرحلة الطفولة المتأخرة (34,43) سنة، وبلغ المتوسط العمر الزمنی لوالدی الأبناء فی مرحلة المراهقة (40,54) سنة. واستخدمت الدراسة الأدوات التالیة : استمارة المتغیرات الدیموجرافیة،  ومقیاس الوالدیة الیقظة عقلیًا من إعداد Duncan (2007)، ومقیاس تقییم الوالدین متعدد الأبعاد من إعداد Parent & Forehand (2014)  ، وأسفرت النتائج عن وجود فروق دالة إحصائیًا فی الوالدیة الیقظة عقلیًا بین الآباء والأمهات لصالح الأمهات، وهذا یعنی أن الأمهات أکثر یقظة عقلیة مع أبنائهن فی المراحل العمریة الثلاث من الآباء، بینما لا توجد فروق دالة إحصائیًا فی الوالدیة الیقظة عقلیًا ترجع للمتغیرات الدیموجرافیة التالیة: (السن - ترتیب الأبناء - التعلیم). 

ومن جانب آخر، واتساقًا مع أهداف الدراسة الحالیة فی أحد جوانبها، والمتعلق بتعرف العلاقة الارتباطیة بین الوالدیة الیقظة عقلیًّا وکفاءة المواجهة، یلاحظ ندرة الدراسات –فی حدود علم الباحثین- التی تناولت هذه العلاقة بین المتغیرین بشکل مباشر، لکن وُجدت دراسات أجنبیة قلیلة تناولت الیقظة العقلیة بشکل عام فی علاقتها بکفاءة المواجهة؛ حیثهدفت دراسةAkin & Akin (2015 a)   إلى التعرف على الدور الوسیط لکفاءة المواجهة فی العلاقة بین الیقظة العقلیة والحیاة المزدهرة. وتکونت عینة الدراسة من (284) فردًا (127 طالب، و157 طالبة، وتراوحت أعمارهم الزمنیة ما بین 18-27 سنة)، وتم اختیارهم من طلاب کلیة التربیة بجامعةSakarya University  بترکیا. واستخدمت فی الدراسة الأدوات التالیة: مقیاس الیقظة العقلیة المعرفی الوجدانی المعدل من إعدادFeldman, et al.  (2007)، واستبیان کفاءة المواجهة من إعدادSchroder & Ollis (2013)، ومقیاس الحیاة المزدهرةFlourishing Scale   من إعدادDiener, et al. (2010). وأشارت النتائج إلى وجود علاقة ارتباطیة موجبة ودالة إحصائیًا بین الیقظة العقلیة وکل من: کفاءة المواجهة، والحیاة المزدهرة، کما وجدت علاقة ارتباطیة موجبة ودالة إحصائیًا بین کفاءة المواجهة والحیاة المزدهرة، وأن الیقظة العقلیة تفسر حوالی (25%) من التباین فی کل من: کفاءة المواجهة، والحیاة المزدهرة، کما أن کفاءة المواجهة تفسر حوالی (13%) من التباین فی الحیاة بالمزدهرة، وأن کفاءة المواجهة تتوسط فی العلاقة بین الیقظة العقلیة والحیاة المزدهرة.

کما هدفت دراسةAkin &  Akin (2015 b)  إلى التعرف على الدور الوسیط لکفاءة المواجهة فی العلاقة بین الیقظة العقلیة والسعادة. وتکونت عینة الدراسة من (292) فردًا (143 طالب، و149 طالبة، وتراوحت أعمارهم الزمنیة ما بین 18-29 سنة)، وتم اختیارهم من طلاب کلیة التربیة بجامعةMid-Size State University  بترکیا. واستخدمت فی الدراسة الأدوات التالیة: مقیاس الیقظة العقلیة المعرفی الوجدانی المعدلمن إعدادFeldman, et al.  (2007)، واستبیان کفاءة المواجهة من إعداد Schroder & Ollis (2013)، ومقیاس السعادة النفسیة من إعدادLyubomirsky & Lepper (1999). وأشارت النتائج إلى وجود علاقة ارتباطیة موجبة ودالة إحصائیًا بین الیقظة العقلیة وکل من: کفاءة المواجهة، السعادة، کما وجدت علاقة ارتباطیة موجبة ودالة إحصائیًا بین کفاءة المواجهة والسعادة، وأن الیقظة العقلیة تفسر حوالی (26%) من التباین فی کل من: کفاءة المواجهة، والحیاة المزدهرة، کما أن کفاءة المواجهة تفسر حوالی (24%) من التباین فی الحیاة بالمزدهرة، وأن کفاءة المواجهة تتوسط العلاقة بین الیقظة العقلیة والسعادة النفسیة.

تعلیق على الدراسات السابقة:

من خلال تحلیل الدراسات السابقة التی تم عرضها فیما سبق، یمکن ملاحظة ما یلی:

أولاً: من حیث الأهداف: إن الدراسات السابقة التى تم عرضها هدفت إلى الکشف عن العلاقة الارتباطیة بین الوالدیة الیقظة عقلیًا ومتغیرات عدیدة سواء لدى الوالدین، أو الأبناء، ومن هذه المتغیرات: الاندماج الوالدی والأسالیب الوالدیة، والسعادة النفسیة، والأعراض الاکتئابیة، والتعاطف مع الذات، الضغوط النفسیة والوالدیة، وأنماط التعلق، کما هدفت إلى الکشف عن العلاقة الارتباطیة بین کفاءة المواجهة وکل من: الیقظة العقلیة، والسعادة النفسیة، والحیاة المزدهرة.


ثانیًا: من حیث العینات: تعددت وتنوعت العینات المستخدمة فی الدراسات السابقة على النحو التالی:

1-  دراسات اقتصرت عیناتها على الآباء والأمهات فقط،ومنها دراسات:MacDonald & Hastings (2010) التی اقتصرت على عینة من آباء الأطفال المعاقین عقلیًا، ودراسة Beer, et al. (2013) التی أجریت على عینات من آباء وأمهات الأطفال الذاتویین، ودراستَیْMoreira, et al. 2016)Gouveia, et al., 2016 ;)التی أجریت على عینات من آباء وأمهات الأطفال والمراهقین العادیین ممن هم فی سن المدرسة، ودراسة Parent, et al. (2016)التی أجریت على عینة الآباء والأمهات لأبناء فی مراحلة عمریة ثلاث: (الطفولة المبکرة، والطفولة المتأخرة، والمراهقة).

2-  دراسات اشتملت على عینات من الآباء والأمهات والأبناء (أطفال ومراهقین)، ومنها دراساتConner & White (2014)، وتمت على عینات من الأمهات وأطفالهن من الذاتویین والعادیین، ودراسةGeurtzen et al., 2014);Tak, et al., 2015 ;Waters, 2016Medeiros, et al., 2016 ; )، وتمت على عینة من الآباء والأمهات، والأطفال العادیین، ودراسةTurpyn & Chaplin (2016)، وتمت على عینة الآباء والأمهات، والمراهقین العادیین.

3- اقتصرت الدراسات التی تناولت کفاءة المواجهة فی عیناتها على طلاب الجامعة.

ثالثًا: من حیث الأدوات: اعتمدت الدراسات الأجنبیة فی قیاس الوالدیة الیقظة عقلیًا على نوعین من المقاییس: وهما:

1- دراسات اعتمدت على مقاییس الیقظة العقلیة بشکل عام؛حیث استخدمت دراسة Perent, et al. (2011)مقیاس الیقظة العقلیة من إعداد Brown & Ryan (2003)، واعتمدت دراسة Waters, (2016)على مقیاس الیقظة العقلیةمن إعداد Feldman, et al. (2007).

2- دراسات اعتمدت على مقیاس الوالدیة الیقظة عقلیًا (الیقظة العقلیة البینشخصیة لدى الوالدین)  The Interpersonal Mindfulness in Parenting (IM-P) scale من إعداد Duncan (2007)، ومنها دراسات کل من: ; Bear, et al., 2013)Turpyn & Chaplin, 2016(Parent, et al., 2016 ;، کما اعتمدت دراسةGeurtzen, et al., 2014)(Tak, et al., 2015 ; على النسخة الهولندیة لذات المقیاس من إعداد De Bruin, et al. (2012)، کما اعتمدت دراسات کل من Moreira, et al., 2015)Moreira, et al., 2015 ;(Gouveia, et al., 2016 ; على النسخة البرتغالیة من من ذات المقیاس من إعداد Moreira & Canavarro (2015)

رابعًا: من حیث النتائج:

1-  نتائج الدراسات التی تناولت العلاقات الارتباطیة بین الوالدیة الیقظة عقلیًا ومتغیرات أخرى:

       أشارت مجمل نتائج الدراسات السابقة إلى وجود علاقة ارتباطیة بین الوالدیة الیقظة عقلیًا وبعض مخرجات الصحة النفسیة سواء لدى الوالدین، أو الأبناء، بالإضافة إلى أن الیقظة العقلیة تُسهم فی التنبؤ بکفاءة المواجهة، فضلاً عن أن کفاءة المواجهة تسهم فی التنبؤ بکل من السعادة النفسیة والحیاة المزدهرة.

2- نتائج الدراسات التی تناولت تأثیر بعض المتغیرات الدیموجرافیة فی الوالدیة الیقظة عقلیًا:

          أظهرت نتائج الدراسات السابقة وجود فروق دالة إحصائیًا بین الآباء والأمهات فی الوالدیة الیقظة عقلیًا لصالح الأمهات، ومنها دراسة (Moreira & Canavarro, 2015 a)، وأظهرت نتائج دراسةParent, et al. (2016)أن الوالدیة الیقظة عقلیًا لا تتأثر بالعمر الزمنی للأبناء، أو ترتیبهم المیلادی، أو مستوى تعلیم الوالدین، بینما أظهرت نتائجGouveia, et al. (2016) أنها تتأثر بعدد الأبناء؛ حیث  ارتبط عدد الأطفال الأکبر بمستویات أقل من الوالدیة الیقظة عقلیًا.

خامسًا: من حیث موقع الدراسة الحالیة من الدراسات السابقة:

1- عدم وجود دراسات أجنبیة تناولت العلاقة المباشرة بین الوالدیة الیقظة عقلیًا وکفاءة المواجهة، واقتصر التناول على علاقة غیر مباشرة من خلال دراسة الیقظة العقلیة بشکل عام فی علاقتها بکفاءة المواجهة لدى طلاب الجامعة.

2- عدم وجود دراسات عربیة تناولت الوالدیة الیقظة عقلیًا وکفاءة المواجهة سواء بشکل منفرد، أو فی منظومة ارتباطیة واحدة.

3- مسایرة الدراسة الحالیة لبعض الدراسات الأجنبیة السابقة –والتی تم عرضها سابقًا- فی اقتصارها على عینات من الآباء والأمهات، وتفردها فی الجمع بین آباء وأمهات الأطفال الذاتویین، والمعاقین عقلیًا؛ نظرًا لأنهم یتعرضون لمستوى مرتفع من الضغوط الوالدیة المرتبطة بإعاقة أبنائهم بتأثیراتها السلبیة المتباینة علیهم، وهذا یقتضی ممارساتهم لمهارات الوالدیة الیقظة عقلیًا التی تسهم فی مواجهتهم للضغوط بکفاءة وفاعلیة.

3- مسایرة الدراسة الحالیة لبعض الدراسات الأجنبیة السابقة فی اعتمادها على مقیاس الوالدیة الیقظة عقلیًا The Interpersonal Mindfulness in Parenting (IM-P) scale من إعدادDuncan, et al. (2009 a) ، وکذلک استبیان کفاءة المواجهة Coping Competence Questionnaire من إعداد Schroder & Ollis (2013) بعد ترجمتهما وتقنینهما، والتحقق من خصائصهما السیکومتریة فی البیئة المصریة.

فروض الدراسة:

صِیغَتْ فروض الدراسة فی ضوء نتائج الدراسات السابقة على النحو التالی:

1- توجد علاقة ارتباطیة موجبة دالة إحصائیًا بین الوالدیة الیقظة عقلیًا وکفاءة المواجهة لدى أفراد عینة الدراسة من آباء وأمهات الأطفال الذاتویین، والمعاقین عقلیًا.

2- توجد فروق دالة إحصائیًا فی الوالدیة الیقظة عقلیًا لدى أفراد عینة الدراسة وفقًا لمتغیریّ جنس الوَالدیْن (ذکور/ إناث)، ونوع إعاقة الطفل (ذاتوی / معاق عقلیًا)، والتفاعل بینهما.

3- لا توجد فروق دالة إحصائیًا فی الوالدیة الیقظة عقلیًا لدى أفراد عینة الدراسة وفقًا لمتغیریّ جنس الطفل المعاق (ذکر/ أنثى) وترتیبه المیلادی (الوحید/ الأول/ الأوسط / الأخیر)، والتفاعل بینهما.

4- لا توجد فروق دالة إحصائیًا فی الوالدیة الیقظة عقلیًا وفقًا للمستوى التعلیمی للوالدین (ثانوی فأقل/ جامعی فأعلى)، والحالة الوظیفیة (یعمل/ لا یعمل) / والتفاعل بینهما.

5- تسهم الوالدیة الیقظة عقلیًا فی التنبؤ بکفاءة المواجهة لدى أفراد عینة الدراسة من آباء وأمهات الأطفال الذاتویین، والمعاقین عقلیًا.

إجراءات الدراسة:

أولاً: منهج الدراسة:

اعتمدت الدراسة الحالیة على المنهج الوصفی الارتباطی المقارن، وذلک بهدف وصف طبیعة العلاقة بین الوالدیة الیقظة عقلیًا وکفاءة المواجهة لدى عینة من آباء وأمهات الأطفال الذاتویین والمعاقین عقلیًا، والکشف عن تأثیر بعض المتغیرات الدیموجرافیة فی الوالدیة الیقظة عقلیًا، فضلاً عن الکشف عن مدى إسهام الوالدیة الیقظة عقلیًا فی التنبؤ بکفاءة المواجهة لدى أفراد عینة الدراسة.

ثانیًا: عینة الدراسة:

تکونت عینة الدراسة من عینتین: عینة استطلاعیة، وأساسیة. وقد بلغ قوام العینة الاستطلاعیة (162) فردًا بواقع (112) أبًا، متوسط أعمارهم الزمنیة (38,84) سنة بانحراف معیاری (7,70)،           و(50) أمًا، متوسط أعمارهن الزمنیة (36,74) سنة بانحراف معیاری (5,36)، تم اختیارهم بطریقة عشوائیة من آباء وأمهات الأطفال العادیین من تلامیذ مدرستی: المقطم التجریبیة للغات، والمقطم الإعدادیة بنین، وقد کان الهدف من هذه العینة التحقق من الخصائص السیکومتریة لأدوات الدراسة الحالیة.

أما عینة الدراسة الأساسیة، فقد تکونت من (175) فردًا من آباء وأمهات الأطفال الذاتویین، والأطفال المعاقین عقلیًا المترددین على بعض مؤسسات رعایة ذوی الاحتیاجات الخاصة بمحافظة القاهرة، موزعة على مجموعتین؛ الأولى: اشتملت على (102) فردًا من آباء وأمهات الأطفال المعاقین عقلیًا (41 أبًا، متوسط أعمارهم الزمنیة 48,86 سنة بانحراف معیاری 13,54، و61 أمًا، متوسط أعمارهن الزمنیة 44,57 سنة بانحراف معیاری 11,13، وقد بلغ متوسط أعمار أبنائهم الزمنیة 13,13 سنة بانحراف معیاری 5,30). أما المجموعة الثانیة، فاشتملت على (73) فردًا من آباء وأمهات الأطفال الذاتویین (29 أبًا، متوسط أعمارهم الزمنیة 40,06 سنة بانحراف معیاری 9,34، و44 أمًا، متوسط أعمارهن الزمنیة 38,85 سنة بانحراف معیاری 6,84، وقد بلغ متوسط أعمار أبنائهم الزمنیة 7,44 سنة بانحراف معیاری 4,16). ویوضح جدول (1) خصائص عینة الدراسة الأساسیة بشکل أکثر تفصیلاً.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 


جدول (1): خصائص عینة الدراسة الأساسیة

 

جنس الوالدین

الحالة الوظیفیة

المؤهل الدراسی

جنس الطفل المعاق

الترتیب المیلادی للطفل

درجة إعاقة الطفل

 

ذکر

أنثى

یعمل

لا یعمل

ثانوی أقل

جامعی فأعلى

ولد

بنت

الوحید

الأول

الأوسط

الأخیر

بسیطة

متوسطة

شدیدة

والدیّ الأطفال المعاقین عقلیًا

41

61

56

46

66

36

57

45

9

22

36

35

48

43

11

102

102

102

102

102

102

والدیّ الأطفال الذاتویین

29

44

51

22

28

45

48

25

11

21

18

23

28

39

6

73

73

73

73

73

73

الإجمالی

175

175

175

175

175

175


ثالثًا: أدوات الدراسة:

1- مقیاس الوالدیة الیقظة عقلیًامن إعدادDuncan, et al. (2009 a)

قام Duncan (2007)  بإعداد مقیاس الیقظة العقلیة فی العلاقات الوالدیة Interpersonal Mindfulness in Parenting (IM-P)  ، واشتمل على (10) فقرات؛ توزعت على (3) أبعاد کالتالی: (1) البعد الأول: الوعی والانتباه المرتکز على اللحظة الحاضرة من خلال الترکیز على التفاعلات الوالدیة بین الخبرات الداخلیة للوالد والمراهق، (وتضمن 4 فقرات). (2) البعد الثانی: الانفتاح والتقبل بدون إصدار أحکام على تعبیرات المراهق عن أفکاره ومشاعره، (وتضمن 3 فقرات). (3) البعد الثالث: التفاعل المنخفض مع سلوک الطفل المقبول ثقافیًا، (وتضمن 3 فقرات). وقد تأکد من صدقه وثباته بتطبیقه على عینة قوامها (753) أمًّا، و(523) أبًّا؛ حیث تراوحت معاملات ثبات الأبعاد الثلاثة  للمقیاس ودرجته الکلیة ما بین (0,45 – 0,72).

واقترح Duncan, et al. (2009 a)نموذجًا نظریًا للوالدیة الیقظة عقلیًا، وطوّروا مقیاسًا للتقریر الذاتی لقیاس الوالدیة الیقظة عقلیًا: مقیاس الیقظة العقلیة البینشخصیة لدى الْوَالِدَیْنِ The Interpersonal Mindfulness in Parenting (IM-P) scale؛ حیث قاموا بتوسیع (تعزیز) النسخة المختصرة من المقیاس (IM-P)  لتشمل (31) فقرة موزعة على خمسة أبعاد فرعیة للوالدیة الیقظة عقلیًا، وهی: الاستماع مع الانتباه الکامل، ویتضمن خمس فقرات تأخذ أرقام (1، 9، 13، 19، 24)، والوعی الانفعالی بالذات والطفل، ویتضمن ست فقرات تأخذ أرقام (3، 6، 11، 12، 22، 30)، وتنظیم الذات فی العلاقة الوالدیة، ویتضمن ست فقرات تأخذ أرقام (2، 5، 8، 14، 16، 29)، وقبول الذات والطفل بدون إصدار أحکام، ویتضمن سبع فقرات تأخذ أرقام (4، 7، 10، 18، 21، 23، 28)، والتعاطف مع الذات والطفل، ویتضمن سبع فقرات تأخذ أرقام (15، 17، 20، 25، 26، 27، 31).

واقترحوا أنه من خلال هذه الممارسات (الأبعاد) الخمسة تتحسن السعادة الوالدیة، والمودة بین الوالدین والطفل، وممارسات تربیة الطفل، وعندما یتحقق هذا، فإنه یؤدی إلى انخفاض الأعراض المرضیة لدی الطفل، ویزید من سعادة الطفل. 

وتتم الاستجابة عن عبارات المقیاس على مجموعة من البدائل وفق مقیاس لیکرت الخماسی؛ تراوحت ما بین (1 = غیر موافق مطلقًا إلى 5 = موافق دائمًا)، وتشیر الدرجة المرتفعة (على البعد) إلى مستوى مرتفع من الوالدیة الیقظة عقلیًا، متضمنةً وعیًا وانتباهًا أکثر للذات والطفل، وتنظیمًا ذاتیًا أکثر، وقبولاً أکثر للذات والطفل بدون إصدار أحکام، وتعاطفًا مع الذات والطفل بشکل أکبر.

وقد أجریت العدید من الدراسات التی هدفت إلى التحقق من صدق وثبات المقیاس فی بیئات مختلفة؛ حیث أجرى De Bruin, et al. (2014) دراسة هدفت إلى التحقق من الخصائص السیکومتریة لمقیاس الوالدیة الیقظة عقلیًا على عینات هولندیة. وتکونت عینة الدراسة من (866) من أمهات المراهقین، متوسط أعمارهن الزمنیة (45,00) سنة بانحراف معیاری (3,8)، وبلغ متوسط الأعمار الزمنیة لأبنائهن الزمنیة (13,30) سنة بانحراف معیاری (0,60). واستخدمت فی الدراسة الأدوات التالیة: مقیاس الوالدیة الیقظة عقلیًا من إعدادDuncan, et al. (2009 a)، ومقیاس بیک للاکتئاب من إعدادBeck, et al. (1996)، ومقیاس التوجه نحو الحیاة المعدلمن إعداد Scheier, et al. (1994)، ومقیاس العوامل الخمسة للیقظة العقلیة. وأشارت نتائج الدراسة إلى أن المقیاس فی نسخته الهولندیة یتمتع بخصائص سیکومتریة جیدة؛ حیث أسفر التحلیل العاملی عن تشبع (29) مفردة على ستة عوامل، وتراوحت تشبعات المفردات على هذه العوامل ما بین (0,364 ، 0,772)، وحذفت مفردتان لم تتشبعا على أی عامل، وهذه العوامل هی: الإنصات مع الانتباه الکامل Listening with Full Attention، والتعاطف مع الطفل Compassion for Child، وتقبل الوظیفة الوالدیة بدون إصدار حکم Non-judgmental Acceptance of Parental Functioning، وعدم التفاعل الانفعالی فی الوالدیةEmotional Non-reactivity in Parenting، والوعی الانفعالی بالطفلEmotional Awareness of Child، والوعی الانفعالی بالذات  Emotional Awareness of Self، وبلغ معامل ألفا للدرجة الکلیة على المقیاس (0,89)، کما بلغ معامل ألفا للأبعاد الفرعیة على الترتیب ما یلی: (0,83 ، 0,78 ، 0,73 ، 0,74 ، 0,76 ، 0,54). کما کان للمقیاس صدق بناء جید من خلال علاقاته الارتباطیة مع الاکتئاب (ر= -0,34)، والتوجه الإیجابی نحو الحیاة (ر=0,41)، کما أشارت النتائج إلى أن للمقیاس صدق مرتفع من خلال صدق المحک، حیث أظهرت النتائج وجود علاقات ارتباطیة بین الدرجة الکلیة للمقیاس وأبعاده الفرعیة، ومقیاس العوامل الخمسة للیقظة العقلیة، وتراوحت معاملات الارتباط ما بین (0,34 -  0,61).

وفی الدراسة الحالیة، قام الباحثون بترجمة المقیاس من اللغة الإنجلیزیة للغة العربیة، ثمُّ تم عرض النسختین الإنجلیزیة والعربیة على أحد المتخصصین فی اللغة الإنجلیزیة للتحقق من دقة الترجمة، ثمُّ تم عرضه على أحد المتخصصین فی اللغة العربیة للتدقیق اللغوی، والتحقق من أن العبارات تؤدی معنی مفهومًا. ثم عُرِضَ المقیاس بعد الترجمة والمراجعة اللغویة على (5) محکمین من أعضاء هیئة التدریس الخبراء فی مجال علم فی علم النفس والصحة النفسیة، وذلک للحکم على صلاحیته للتطبیق فی البیئة العربیة، ومدى ارتباط المفردات بالوالدیة الیقظة عقلیًا فی ضوء تعریفها الإجرائی، ومدى مناسبتها للتطبیق على الآباء والأمهات. وفی ضوء ملاحظات المحکمین تم تعدیل صیاغة بعض المفردات. وبعد تطبیق المقیاس على العینة الاستطلاعیة، تم التحقق من الخصائص السیکومتریة للمقیاس من خلال ما یلی:

أ- الصدق العاملی التوکیدی:

قبل البدء فی تحلیل البیانات باستخدام التحلیل العاملی، تم فحص مدى ملاءمة البیانات عن طریق اختبار "کایزر-مایر-أولکن وبارتلت KMO & Bartlett Test، وبلغت قیمة مربع کای (199,531)، وهی دالة عند مستوى (0,001)، وبدرجة حریة (10). ودلالة قیمة مربع کای تعنی أن البیانات صالحة للتحلیل العاملی.

وقد استخدم الباحثون نموذج المعادلة البنائیة الخطیة المعروف اختصارًا LISREL، وذلک باختبار النموذج الرباعی بمتغیر کامن واحد. وتشیر نتائج التحلیل العاملی التوکیدی الواردة فی جدول (2) إلى التوصل إلى أن مؤشرات حُسن المطابقة جیدة. وبالنظر إلى جدول (2)، وشکل(2) یُلاحظ أن مؤشرات حُسن المطابقة جیدة للنموذج، ومن ثم یمکن اعتماد النموذج المقترح عن التحلیل العاملی التوکیدی کأحد مؤشرات صدق التکوین لمقیاس الوالدیة الیقظة عقلیًا، کما أن نتائج التحلیل العاملی التوکیدی عززت نتائج الاتساق الداخلی من انتظام البنیة العاملیة المستخلصة فی خمسة عوامل وفق مقیاس الوالدیة الیقظة عقلیًا من إعداد Duncan, Coatsworth, & Greenberg (2009 A).

جدول (2):  نتائج التحلیل التوکیدی لمقیاس الوالدیة الیقظة عقلیًا

قیمة مربع کای المحسوبة

16,525**

جذر متوسط مربع خطأ التقریب RMSEA

0,0381

مؤشر حُسن المطابقة GFI

0,985

مؤشر المطابقة غیر المعیاری NNFI

0,990

مؤشر المطابقة المقارن CFI

0,995

RMSEA=Root Mean Square Error of Approximation, GFI= Goodness of Fit Index, NNFI=Non-Normal Fit Index, CFI= Comparative Fit Index.

* * دال عند مستوى (0,01)

 

 

ب- صدق المحک:

اعتمد الباحثون على استبیان العوامل الخمسة للیقظة العقلیة The Five Facts Mindfulness Questionnaire (FFMQ)  من إعداد Baer, et al. (2006)، وقد ترجمه وقنَّنه على البیئة العربیة البحیری والضبع وطلب والعواملة (2014)، وذلک کمحک خارجی للتحقق من صدق مقیاس الوالدیة الیقظة عقلیًا، وقد تم حساب معامل الارتباط بین درجات أفراد عینة الدراسة الاستطلاعیة (ن=162) على المقیاسین، ویوضح جدول (3) نتائج ذلک.

جدول (3): معاملات الارتباط بین درجات أفراد عینة الدراسة الاستطلاعیة على مقیاس الوالدیة الیقظة عقلیًا والعوامل الخمسة للیقظة العقلیة (ن=162)

المتغیرات

الدرجة الکلیة لمقیاس العوامل الخمسة للیقظة العقلیة

الوالدیة الیقظة عقلیًا

الاستماع بانتباه کامل

0,444**

الوعی الانفعالی بالذات والطفل

0,527**

تنظیم الذات فی العلاقة الوالدیة

0,511**

قبول الذات والطفل بدون إصدار أحکام

0,643**

التعاطف مع الذات والطفل

0,426**

الدرجة الکلیة

0,755**

**     دالة عند مستوى (1.,. )             

تشیر النتائج الواردة فی جدول (3) إلى أن معاملات الارتباط بین الدرجة الکلیة لمقیاس الوالدیة الیقظة عقلیًا وأبعاده الفرعیة وبین الدرجة الکلیة لمقیاس العوامل الخمسة للیقظة العقلیة تراوحت ما بین (0,444 – 0,755)، وجمیعها دالة إحصائیًا عند مستوى (0,01).

ج- الاتساق الداخلی للمقیاس:

تم حساب الاتساق الداخلی للمقیاس وفقًا للخطوات التالیة:

(1) حساب معاملات الارتباط بین درجة کل مفردة والدرجة الکلیة للبعد المنتمیة إلیه، ویوضح جدول (4) نتائج ذلک.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 


جدول (4): معاملات الارتباط بین درجات کل مفردة والدرجة الکلیة لکل بعد من أبعاد مقیاس الوالدیة الیقظة عقلیًا (ن=162) 

الاستماع بانتباه کامل

الوعی الانفعالی بالذات والطفل

تنظیم الذات فی العلاقة الوالدیة

قبول الذات والطفل بدون إصدار أحکام

التعاطف مع الذات والطفل

المفردة

معامل الارتباط

المفردة

معامل الارتباط

المفردة

معامل الارتباط

المفردة

معامل الارتباط

المفردة

معامل الارتباط

1

0,708**

3

0,446**

2

0,444**

4

0,685**

15

0,587**

9

0,272**

6

0,518**

5

0,504**

7

0,540**

17

0,576**

13

0,675**

11

0,390**

8

0,523**

10

0,371**

20

0,393**

19

0,622**

12

0,301**

14

0,422**

18

0,384**

25

0,527**

25

0,319**

22

0,516**

16

0,457**

21

0,401**

26

0,527**

ــ

ــ

30

0,461**

29

0,227**

23

0,688**

27

0,634**

ــ

ــ

ــ

ــ

ــ

ــ

28

0,409**

31

0,401**

** دالة عند مستوى ( 1. , . )   

(2) حساب معاملات الارتباطات البینیة بین الأبعاد الفرعیة للمقیاس مع بعضها البعض مع والدرجة الکلیة. ویوضح جدول (5) نتائج ذلک.

جدول (5): معاملات الارتباطات بین درجة کل بعد والدرجة الکلیة على المقیاس، والارتباطات البینیة للأبعاد الفرعیة (ن=162)

الأبعـاد

مع الدرجة الکلیة

(1)

(2)

(3)

(4)

(5)

(1)

0,585**

ــ

ــ

ــ

ــ

ــ

(2)

0,667**

0,279**

ــ

ــ

ــ

ــ

(3)

0,728**

0,228**

0,415**

ــ

ــ

ــ

(4)

0,735**

0,249**

0,281**

0,450**

ــ

ــ

(5)

0,850**

0,406**

0,518**

0,560**

0,500**

ــ

(1) یشیر إلى الاستماع بانتباه کامل، (2) یشیر إلى الوعی الانفعالی بالذات والطفل، (3) یشیر إلى تنظیم الذات فی العلاقة الوالدیة، (4) یشیر إلى قبول الذات والطفل بدون إصدار أحکام، (5) یشیر إلى التعاطف مع الذات والطفل، ** دالة عند مستوى ( 1. , . )             

یتضح من جدول (5) أن الارتباطات البینیة بین أبعاد مقیاس الوالدیة الیقظة عقلیًا مع بعضها البعض ومع الدرجة الکلیة للمقیاس دالة إحصائیًا عند مستوى (0,01)، مما یدل على تمتع المقیاس بدرجة مرتفعة من الاتساق الداخلی.

د- ثبات المقیاس:

للتحقق من ثبات المقیاس تم استخدام طریقتی ألفا کرونباخ، والتجزئة النصفیة، ویوضح جدول (6) نتائج ذلک.

جدول (6): معاملات ثبات أبعاد مقیاس الوالدیة الیقظة عقلیًا والدرجة الکلیة بطریقتی ألفا کرونباخ والتجزئة النصفیة (ن=162)

م

الأبعاد

معامــل

ألفا کرونباخ

التجزئة النصفیة

طریقة

جتمان

طریقة

سبیرمان-براون

1

الاستماع بانتباه کامل

0,369**

0,417**

0.458**

2

الوعی الانفعالی بالذات والطفل

0,311**

0,355**

0,356**

3

تنظیم الذات فی العلاقة الوالدیة

0,345**

0,444**

0,456**

4

قبول الذات والطفل بدون إصدار أحکام

0,485**

0,519**

0,527**

5

التعاطف مع الذات والطفل

0,535**

0,573**

0,588**

الدرجة الکلیة

0,758**

0,782**

0,788**

** دالة عند مستوى (0,01)

تشیر النتائج الواردة فی جدول (6) إلى أن معاملات ثبات أبعاد المقیاس ودرجته الکلیة دالة إحصائیًا عند مستوى (0,01)، مما یدل على تمتع المقیاس بدرجة مرتفعة من الثبات،


تصحیح المقیاس:

یتکون المقیاس فی صورته النهائیة من (31) مفردة، یُجاب عن کل منها تبعًا للاستجابات التالیة: تنطبق تمامًا، تنطبق بدرجة کبیرة، تنطبق بدرجة متوسطة، تنطبق بدرجة قلیلة، لا تنطبق تمامًا، وتتدرج الاستجابات على بنود المقیاس على النحو التالی: (5 ، 4 ، 3 ، 2 ، 1)، وتم صیاغة جمیع العبارات فی الاتجاه الموجب. وبالتالی فإنَّ أعلى درجة على المقیاس ککل (155)، وأقل درجة (31)، وتشیر الدرجة المرتفعة إلى مستوى مرتفع من الوالدیة الیقظة عقلیًا.

2-  استبیان کفاءة المواجهة The Coping Competence Questionnaireمن إعداد Schroder & Ollis (2013)

تم إعداد هذا الاستبیان لقیاس کفاءة المواجهة، وهو مقیاس أحادی البعد من نوع التقریر الذاتی، یتکون من (12) مفردة، تتم الإجابة عنها فی ضوء مقیاس متدرج سداسی، یتراوح بین (أوافق تمامًا - لا أوافق مطلقًا)، وتقدر الدرجات بـ (6 ، 5 ، 4 ، 3 ، 2 ، 1). ویتراوح مدى الدرجات بین (12- 72). وتشیر الدرجة المرتفعة إلى کفاءة المواجهة. وقد تمتع الاستبیان فی نسخته الأصلیة بخصائص سیکومتریة جیدة من حیث الصدق، والثبات؛ حیث تم تطبیقه على عینة کبیرة قوامها (2224) طالبًا وطالبة من طلاب الجامعة، بواقع (939) من الذکور، و(1279) من الإناث، وقد بلغ متوسط العمر الزمنی لأفراد العینة (20,29) سنة بانحراف معیاری قدره (3,46)، وقد تم اختیارهم من جنسیات وعرقیات مختلفة. وقد أسفرت نتائج التحلیل العاملی الاستکشافی أن مفردات الاستبیان تشبعت على عامل واحد، وتراوحت تشبعات المفردات ما بین (0,64 - 0,88)، کما بلغ معامل ألفا کرونباخ للدرجة الکلیة على المقیاس (0,89)، کما کان للاستبیان صدق بنائی جید من علاقاته الارتباطیة بالاکتئاب (ر= -0,53)، والعصابیة (ر= -0,64)، والسعادة (ر= 0,41).

وقد أجرى Akin, et al. (2014)دراسة هدفت إلى الکشف عن الخصائص السیکومتریة لاستبیان کفاءة المواجهة على عینات ترکیة. وتکونت عینة الدراسة من (261) طالبًا، بواقع (124) من الذکور، و(137) من الإناث تم اختیارهم من طلاب جامعةSakarya University  بترکیا. وأسفرت نتائج الدراسة عن تمتع الاستبیان فی نسخته الترکیة بخصائص سیکومتریة جیدة من حیث الصدق والثبات والاتساق الداخلی، حیث تشبعت مفردات الاستبیان على عامل واحد، وتراوحت تشبعاتها ما بین (0,22 - 0,79)، کما تراوحت معاملات الاتساق الداخلی لمفردات الاستبیان ما بین (0,35 - 0,70)، کما بلغ معامل ألفا کرونباخ للدرجة الکلیة على الاستبیان (0,89).

وفی الدراسة الحالیة، قام الباحثون بترجمة الاستبیان من اللغة الإنجلیزیة للغة العربیة، ثمُّ تم عرض النسختین الإنجلیزیة والعربیة على أحد المتخصصین فی اللغة الإنجلیزیة للتحقق من دقة الترجمة، ثمُّ تم عرضه على أحد المتخصصین فی اللغة العربیة للتدقیق اللغوی، والتحقق من أن المفردات تؤدی معنی مفهومًا. ثم عُرِضَ الاستبیان بعد الترجمة والمراجعة اللغویة على (5) محکمین من أعضاء هیئة التدریس الخبراء فی مجال علم فی علم النفس والصحة النفسیة، وذلک للحکم على صلاحیة الاستبیان للتطبیق فی البیئة العربیة، ومدى ارتباط المفردات بکفاءة المواجهة فی ضوء تعریفها الإجرائی، ومدى مناسبتها للتطبیق على الآباء والأمهات. وفی ضوء ملاحظات المحکمین تم تعدیل صیاغة بعض المفردات. وبعد تطبیق الاستبیان على العینة الاستطلاعیة، وتم التحقق من الخصائص السیکومتریة للمقیاس من خلال ما یلی:

أ- الصدق العاملی الاستکشافی:

تم إجراء التحلیل العاملی الاستکشافی لمفردات الاستبیان بهدف التحقق من صدقه، وذلک بطریقة المکونات الأساسیة Principal components لـ " هوتیللنج" Hottelling، وتم تدویر المحاور تدویرًا متعامدًا بطریقة "الفاریماکس" Varimax لـ" کایزر" Kaiser، وسعیًا نحو مزید من النقاء والوضوح فی المعنى السیکولوجی لتشبعات البنود على العوامل اعتبر التشبع الملائم الذی یبلغ (0,3) فأکثر وفقاً لمحک "جیلفورد".  وقد أسفرت النتائج عن تشبع جمیع المفردات على عامل واحد یمکن تسمیته بکفاءة المواجهة، وقد فسرت (42,44 %) من التباین الکلی بجذر کامن (5,09)، وقد تراوحت تشبعات المفردات على العامل العام ما بین (0,64 ـ 0,84)، ویوضح شکل (3) تشبعات المفردات على العامل العام (کفاءة المواجهة).

 

ب- الاتساق الداخلی:

تم حساب معاملات الارتباط بین درجة کل مفردة، والدرجة الکلیة على الاستبیان، ویوضح جدول (7) نتائج ذلک.

جدول (7): معاملات الارتباط بین درجة کل مفردة والدرجة الکلیة على استبیان کفاءة المواجهة (ن=162)

رقم المفردات

معامل الارتباط

رقم المفردات

معامل الارتباط

1

0,629 **

7

0,675 **

2

0,687 **

8

0,671 **

3

0,742**

9

0,682 **

4

0,802**

10

0,655 **

5

0,686 **

11

0,710 **

6

0,650 **

12

0,660 **

**          دالة عند مستوى ( 1. , . )   

تشیر النتائج الواردة فی جدول (7) إلى أن معاملات الارتباط بین درجة کل مفردة والدرجة الکلیة على استبیان کفاءة المواجهة دالة عند مستوى (0,01)؛ مما یعنی تمتع مفردات الاستبیان بدرجة مرتفعة من الاتساق الداخلی.

ج- ثبات الاستبیان:

تم التحقق من ثبات الاستبیان عن طریق حساب قیمة معامل ثبات ألفا کرونباخ للاستبیان ککل، وبلغت قیمته (0,842)، کما تم حساب الثبات عن طریقة التجزئة النصفیة باستخدام معادلة سبیرمان براون، وجتمان، وبلغت قیمة معاملیّ الثبات للمقیاس ککل (0,845)، و(0,846) على التوالی، وجمیعها قیم دالة عند مستوى (0,01)؛ مما یعنی ارتفاع ثبات الاستبیان.

نتائج الدراسة:

نتائج الفرض الأول:

نصَّ هذا الفرض على أنه: "توجد علاقة ارتباطیة موجبة دالة إحصائیًا بین الوالدیة الیقظة عقلیًا وکفاءة المواجهة لدى أفراد عینة الدراسة من آباء وأمهات الأطفال الذاتویین والمعاقین عقلیًا". ولاختبار صحة هذا الفرض، تم حساب معاملات الارتباط بین درجات أفراد عینة الدراسة على مقیاس الوالدیة الیقظة عقلیًا ودرجاتهم على مقیاس کفاءة المواجهة. ویوضح جدول (8) نتائج ذلک.

جدول (8): معاملات الارتباط بین الوالدیة الیقظة عقلیًا وکفاءة المواجهة لدى عینة الدراسة (ن=175)

المتغیرات

الدرجة الکلیة لاستبیان کفاءة المواجهة

الوالدیة الیقظة عقلیًا

الاستماع بانتباه کامل

0,329**

الوعی الانفعالی بالذات والطفل

0,337**

تنظیم الذات فی العلاقة الوالدیة

0,310**

قبول الذات والطفل بدون إصدار أحکام

0,374**

التعاطف مع الذات والطفل

0,564**

الدرجة الکلیة

0,449**

**     دالة عند مستوى ( 1. , . )             

یتضح من النتائج الواردة فی جدول (8) أن جمیع معاملات الارتباط بین الوالدیة الیقظة عقلیًا (الدرجة الکلیة، والأبعاد الفرعیة) وکفاءة المواجهة لدى أفراد عینة الدراسة موجبة ودالة إحصائیًا، وجمیعها دالة عند مستوى (0,01).

نتائج الفرض الثانی:

نصَّ هذا الفرض على أنه: "توجد فروق دالة إحصائیًا فی الوالدیة الیقظة عقلیًا لدى أفراد عینة الدراسة وفقًا لمتغیریّ جنس الوالدین (ذکور/ إناث)، ونوع إعاقة الطفل (ذاتوی / معاق عقلیًا)، والتفاعل بینهما". ولاختبار مدى صحة هذا الفرض تم استخدام تحلیل التباین الثنائی 2×2 لبیان تلک الفروق. ویوضح جدول (9) نتائج تحلیل التباین الثنائی للفروق فی الوالدیة الیقظة عقلیًا وفقًا لمتغیریّ: جنس الوالدین، ونوع إعاقة الطفل، والتفاعل بینهما.

جدول (9): نتائج تحلیل التباین الثنائی للفروق فی الوالدیة الیقظة عقلیًا وفقًا لمتغیریّ جنس الوالدین ونوع إعاقة الطفل والتفاعل بینهما

مصدر التباین

مجموع المربعات

درجات الحریة

متوسط المربعات

قیمة

(ف)

مستوى الدلالة

جنس الوالدین (أ)

3506,780

1

3506,780

23,637

0,001

نوع إعاقة الطفل (ب)

1738,227

1

1738,227

11,717

0,01

التفاعل (أ×ب)

17,173

1

17,173

0,116

غیر دال

داخل المجموعات (الخطأ)

25369,002

171

148,357

 

 

المجموع الکلی

2317041

175

 

 

 

 

یتضح من جدول (9) ما یلی:

- أن قیمة (ف) الدالة على تباین المتغیر المستقل (جنس الوالدین) دالة إحصائیًا عند مستوى (0,001)، مما یشیر إلى وجود فروق دالة إحصائیًا بین الآباء والأمهات فی الوالدیة الیقظة عقلیًا.

- أن قیمة (ف) الدالة على تباین المتغیر المستقل (نوع إعاقة الطفل) دالة إحصائیًا عند مستوى (0,01)، مما یشیر إلى وجود فروق دالة إحصائیًا بین والدی الأطفال الذاتویین ووالدی الأطفال المعاقین عقلیًا فی الوالدیة الیقظة عقلیًا.

- أن قیمة (ف) الدالة على تباین تفاعل المتغیرین المستقلین (جنس الوالدین، نوع إعاقة الطفل) غیر دالة إحصائیًا، مما یشیر إلى عدم وجود فروق دالة إحصائیًا فی التفاعل بینهما فی الوالدیة الیقظة عقلیًا.

ولتحدید اتجاه الفروق، تم حساب المتوسطات الحسابیة والانحرافات المعیاریة لدرجات أفراد العینة من الوالدین فی الوالدیة الیقظة عقلیًا تبعًا لمتغیریّ: جنس الوالدین، ونوع إعاقة الطفل، ویوضح جدول (10) نتائج ذلک.

جدول (10): المتوسطات الحسابیة والانحرافات المعیاریة لدرجات أفراد العینة من الوالدین فی الوالدیة الیقظة عقلیًا تبعًا لمتغیریّ جنس الوالدین، ونوع إعاقة الطفل

المتغیر

م

ع

جنس الوالدین

ذکور

109,03

14,25

إناث

117,99

11,21

نوع إعاقة الطفل

ذاتویة

111,64

13,69

عقلیة

118,03

11,78

یتضح من جدول (10) أن:

- متوسط درجات الأمهات أعلى من متوسط درجات الآباء فی الوالدیة الیقظة عقلیًا؛ مما یعنی أن اتجاه دلالة الفروق لصالح الأمهات.

- متوسط درجات والدیّ الأطفال المعاقین عقلیًا أعلى من متوسط درجات والدیّ الأطفال الذاتویین فی الوالدیة الیقظة عقلیًا؛ مما یعنی أن اتجاه دلالة الفروق لصالح والدیّ الأطفال المعاقین عقلیًا.

نتائج الفرض الثالث:

نصَّ هذا الفرض على أنه: "لا توجد فروق دالة إحصائیًا فی الوالدیة الیقظة عقلیًا لدى أفراد عینة الدراسة وفقًا لمتغیریّ جنس الطفل المعاق (ذکر/ أنثى)، وترتیبه المیلادی (الوحید/ الأول/ الأوسط/ الأخیر)، والتفاعل بینهما". ولاختبار مدى صحة هذا الفرض تم استخدام تحلیل التباین الثنائی 2×4  لبیان تلک الفروق. ویوضح جدول (11)  نتائج تحلیل التباین الثنائی للفروق فی الوالدیة الیقظة عقلیًا وفقًا لمتغیریّ جنس الطفل المعاق، وترتیبه المیلادی، والتفاعل بینهما.

مصدر التباین

مجموع المربعات

درجات الحریة

متوسط المربعات

قیمة

(ف)

مستوى الدلالة

جنس الطفل المعاق (أ)

492,734

1

492,734

2,657

غیر دال

الترتیب المیلادی للطفل (ب)

353,966

3

117,989

0,636

غیر دال

التفاعل (أ×ب)

1263,991

3

421,330

2,272

غیر دال

داخل المجموعات (الخطأ)

30973,798

167

185,472

 

 

المجموع الکلی

2097834

175

 

 

 

جدول (11): نتائج تحلیل التباین الثنائی للفروق فی الوالدیة الیقظة عقلیًا وفقًا لمتغیریّ جنس الطفل المعاق وترتیبه المیلادی والتفاعل بینهما

یتضح من جدول (11) أن قیمة (ف) الدالة على تباین المتغیر المستقل (جنس الطفل المعاق)، أو المتغیر المستقل (الترتیب المیلادی للطفل)، أو التفاعل بینهما غیر دالة إحصائیًا؛ مما یشیر إلى عدم وجود فروق دالة إحصائیًا فی الوالدیة الیقظة عقلیًا لدى أفراد عینة الدراسة وفقًا لمتغیریّ جنس الطفل المعاق، أو ترتیبه المیلادی، أو التفاعل بینهما.

نتائج الفرض الرابع:

نصَّ هذا الفرض على أنه: "لا توجد فروق دالة إحصائیًا فی الوالدیة الیقظة عقلیًا وفقًا للمستوى التعلیمی للْوَالِدَیْنِ (ثانوی فأقل / جامعی فأعلى)، والحالة الوظیفیة (یعمل/ لا یعمل)، والتفاعل بینهما". ولاختبار مدى صحة هذا الفرض تم استخدام تحلیل التباین الثنائی (2×2) لبیان تلک الفروق. ویوضح جدول (12) نتائج تحلیل التباین الثنائی للفروق فی الوالدیة الیقظة عقلیًا وفقًا لمتغیریّ المستوى التعلیمی للوالدین، والحالة الوظیفیة لهما، والتفاعل بینهما.

جدول (12): نتائج تحلیل التباین الثنائی للفروق فی الوالدیة الیقظة عقلیًا وفقًا لمتغیریّ المستوى التعلیمی للوالدین والحالة الوظیفیة لهما والتفاعل بینهما

مصدر التباین

مجموع المربعات

درجات الحریة

متوسط المربعات

قیمة

(ف)

مستوى الدلالة

المستوى التعلیمی للوالدین (أ)

1991,395

1

331,899

1,787

غیر دال

الحالة الوظیفیة للوالدین (ب)

257,082

1

257,082

1,384

غیر دال

التفاعل (أ×ب)

1029,822

1

171,637

0,924

غیر دال

داخل المجموعات (الخطأ)

29898,017

171

185,702

 

 

المجموع الکلی

2097834

175

 

 

 

یتضح من جدول (12) أن قیمة (ف) الدالة على تباین المتغیر المستقل (المستوى التعلیمی للوالدین) أو المتغیر المستقل (الحالة الوظیفیة للوالدین) أو التفاعل بینهما غیر دالة إحصائیًا، مما یشیر إلى عدم وجود فروق دالة إحصائیًا فی الوالدیة الیقظة عقلیًا وفقًا للمستوى التعلیمی للوالدین، والحالة الوظیفیة، والتفاعل بینهما.

نتائج الفرض الخامس:

 نصَّ هذا الفرض على أنه: "تسهم الوالدیة الیقظة عقلیًا فی التنبؤ بکفاءة المواجهة لدى أفراد عینة الدراسة من آباء وأمهات الأطفال الذاتویین، والمعاقین عقلیًا". وللتحقق من صحة هذا الفرض قام الباحثون بالخطوتین التالیتین:

1- الخطوة الأولى: التنبؤ بکفاءة المواجهة من الدرجة الکلیة للوالدیة الیقظة عقلیًا، وقد تم استخدام تحلیل الانحدار البسیط  Simple Regression  بطریقة Enter. ویوضح جدول (13) نتائج ذلک.

جدول (13): تحلیل الانحدار البسیط للتنبؤ بکفاءة المواجهة من الدرجة الکلیة للوالدیة الیقظة عقلیًا

المتغیر المستقل

المتغیر التابع

الثابت

ف

R

R2

بیتا

ت ودلالتها

الوالدیة الیقظة عقلیًا

کفاءة المواجهة

10,383

11,474

0,468

0,236

0,349

3,387 **

** دالة عند مستوى (0,01)

یتضح من جدول (13) أنه توجد دلالة إحصائیة عند مستوى (0,01) لمعامل انحدار الوالدیة الیقظة عقلیًا، وبلغت قیمة بیتا (0,349)، وبلغت قیمة (R2= 0,236 )، وهذا یعنی أن الدرجة الکلیة للوالدیة الیقظة عقلیًا تفسر (23,6%) من التباین فی کفاءة المواجهة، ویمکن کتابة المعادلة التنبؤیة على النحو التالی:

کفاءة المواجهة = 10,383 + 0,349 × الوالدیة الیقظة عقلیًا

 

 


2- الخطوة الثانیة: التنبؤ بکفاءة المواجهة من أبعاد الوالدیة الیقظة عقلیًا، وذلک لمعرفة أی من أبعاد الوالدیة الیقظة عقلیًا أکثر تنبؤًا بکفاءة المواجهة، وقد تم استخدام تحلیل الانحدار المتعدد Multiple Regression بطریقة Enter . ویوضح جدول (14) نتائج ذلک.

 

 

 

 


جدول (14): تحلیل الانحدار المتعدد للتنبؤ بکفاءة المواجهة من أبعاد الوالدیة الیقظة عقلیًا

المتغیر المستقل

المتغیر التابع

الثابت

ف

R

R2

بیتا

قیمة ت

الاستماع مع الانتباه کامل

کـفاءة المواجهة

5,285

6,336

0,518

0,268

-0,177

-0,591

الوعی الانفعالی بالذات والطفل

0,706

2,025*

تنظیم الذات فی العلاقة الوالدیة

-0,054

-0,150

قبول الذات والطفل بدون إصدار أحکام

0,108

0,321

التعاطف مع الذات والطفل

1,390

4,296**

** دالة عند مستوى 0,01       * دالة عند مستوى 0,05

 

کفاءة المواجهة = 5,285 + 1,390 × التعاطف مع الذات والطفل + 0,706 × الوعی الانفعالی بالذات والطفل

 

یتضح من جدول (14) أنه یمکن التنبؤ بکفاءة المواجهة من بعدین فقط من أبعاد الوالدیة الیقظة عقلیًا، وهما: التعاطف مع الذات والطفل، والوعی الانفعالی بالذات والطفل". کما یتضح أیضًا أنه توجد دلالة إحصائیة عند مستوى (0,01) لمعامل انحدار بعد "التعاطف مع الذات والطفل"، وبلغت قیمة بیتا له (1,390)، کما أنه توجد دلالة إحصائیة عند مستوى (0,05) لمعامل انحدار بعد "الوعی الانفعالی بالذات والطفل"، وبلغت قیمة بیتا له (0,706)، وبلغت قیمة (R2= 0,268)؛ وهذا یعنی أن بُعدیّ "التعاطف مع الذات والطفل"، و"الوعی الانفعالی بالذات والطفل" یُفسران (26,8%) من التباین فی کفاءة المواجهة، ویمکن کتابة المعادلة التنبؤیة على النحو التالی: یمکن کتابة المعادلة التنبؤیة على النحو التالی:

 

 

تفسیر نتائج الدراسة:

أولاً: تفسیر نتائج الفرض الأول:

توضح نتائج الفرض الأول الواردة فی جدول (8) وجود علاقة ارتباطیة موجبة وذات دلالة إحصائیة عند مستوى (0,01) بین درجات أفراد عینة الدراسة على مقیاس الوالدیة الیقظة عقلیًا       (الدرجة الکلیة، والأبعاد الفرعیة)، ودرجاتهم على مقیاس کفاءة المواجهة. وهذه النتیجة تحقق صحة الفرض الأول.

ومن منطلق علاقة الجزء بالکل من حیث کون الوالدیة الیقظة عقلیًا متغیرًا نوعیًا یستند إلى أسس ومبادئ الیقظة العقلیة وتطبیقاتها فی مجال الوالدیة، یمکن القول إن هذه النتیجة تتفق بشکل غیر مباشر مع نتائج دراسات: Akin & Akin (2015 a ,  2015 b) التی أظهرت وجود علاقة ارتباطیة موجبة دالة إحصائیًا بین الیقظة العقلیة بشکل عام وکفاءة المواجهة. ویمکن تفسیر ذلک فی ضوء ما یلی:

1- إن الیقظة العقلیة تسمح بقدر أکبر من المرونة والدقة فی إدراک ما یحدث فی اللحظة الحاضرة، وکذلک قدر أکبر من القبول، وتفاعلیة أقل مع کل ما یجری من أحداث على المستوی الجسدی، والمعرفی، والوجدانی، والسلوکی، کما أن کفاءة المواجهة تتطلب المرونة المعرفیة-السلوکیة، وعدم الاعتماد على التلقائیة السلوکیة، والتفاعلیة الانفعالیة، وبالتالی، فإن الیقظة العقلیة یمکن أن تُسهِّلُ کفاءة المواجهة من خلال زیادة الوعی والتسامح مع الانفعالات الضاغطة والمؤلمة (Duncan, et al. 2009 a ; Baer, 2003).

2- إن الیقظة العقلیة تضمن مهارة إعادة الإدراک، وبالتالی یستطیع الفرد أن یستغرق وقتًا کافیًا للنظر فی الخبرات الألیمة بموضوعیة دون تنشیط للحالات الانفعالیة السلبیة المرتبطة بالحدث، وهذا یسمح له بدراسة مجموعة أکبر من مصادر واستراتیجیات المواجهة بشکل أفضل، مما یترتب علیه کفاءة المواجهة (Shapiro, Carlson, Astin, & Freedman, 2006).

3- إن الْوَالِدَیْنِ اللذین لدیهما مستویات مرتفعة من الوالدیة الیقظة عقلیًا یتمیزان بفاعلیة الذات الوالدیة فی العلاقات مع الأطفال والوعی بمشکلاتهم، والانتباه لاحتیاجاتهم، مما ینعکس على کفاءتهما فی مواجهة المشکلات التی یواجهونها بشکل عام، والضغوط الوالدیة بشکل خاص، وهذا یتفق مع نتائج دراستیْ (Gouveia, et al., 2016 ; Corthorn & Milicic, 2016) التی أظهرت وجود علاقة سالبة بین الوالدیة الیقظة عقلیًا والضغوط الوالدیة، کما یتفق ذلک -أیضًا- مع ما أشار إلیه Weinstein, Brown & Ryan (2009) من أن الأفراد الیقظین عقلیًا ینجحون فی استخدام استراتیجیات مواجهة نشطة وفعَّالة، مثل: حل المشکلات.

ویعتقد الباحثون أن المستویات المنخفضة من الوالدیة الیقظة عقلیًا لدى أفراد عینة الدراسة من  آباء وأمهات الأطفال ذوی الاحتیاجات التربویة الخاصة من الذاتویین، والمعاقین عقلیًا تقلِّل من وجودهم فی اللحظة الحاضرة فی علاقاتهم بأطفالهم، کما تخفِّض من الوعی بذواتهم واحتیاجات اطفالهم، وتنظیم انفعالاتهم، ورؤیة الضغوط الوالدیة المرتبطة بحالات الإعاقة ومحدداتها فی سیاق معاناة إنسانیة عامة. وهذا یجعلهم یعتمدون على استخدام استراتیجیات غیر تکیفیة فی مواجهة خبرات وأحداث الحیاة الضاغطة، والضغوط الوالدیة الناشئة عن الإعاقة بشکل خاص.

وهذا یتفق –ضمنیًا- مع ما أشار إلیه De Bruin, Blom, Smit, Steensel, & Bögels (2015) من أن المستویات المرتفعة من الوالدیة الیقظة عقلیًا لدى والدی ذوی الاحتیاجات التربویة الخاصة تجعلهم أقل تفاعلیة، وتساعدهم على الوعی بأفکارهم ومشاعرهم ومراقبتها دون الوقوع فیها، ویکونون قادرین بشکل أفضل على الاستماع لأطفالهم بانتباه کامل، وبدون إصدار أحکام، فضلاً عن قدرتهم على تنظیم انفعالاتهم فی العلاقة معهم. کما یتفق هذا مع ما أشار إلیه Bluth, et al. (2013) – بناءً على نتائج مجموعة من الدراسات- من أن استخدام والدی الأطفال الذاتویین لاستراتیجیات مواجهة إیجابیة (على سبیل المثال: إعادة التشکیل الإیجابی) یقلِّل من کمیةَ النتائجِ السلبیة، ویزید من کمیة النتائج الإیجابیةِ، بینما استخدام استراتیجیات مواجهة سلبیة (المواجهة القائمة على التجنب) یرتَبطُ بنتائجِ سلبیةِ متزایدةِ.

کما أشار Rayan & Ahmed (2016 b) إلى أن مستوى الیقظة العقلیة المرتفع لدى والدی الأطفال الذاتویین یقلِّل التفاعلیة الانفعالیة لدیهم، ویمکنهم من السیطرة على ردود أفعالهم تجاه المواقف الضاغطة دون اعتبار للضغوطات التی تفرضها أعراض الذاتویة لدى الأطفال.

کما یمکن تفسیرها –أیضًا- وفقًا لما ذکره Lazarus & Folkman (1984) من أن الفرد عندما یقیِّم المواقف على أنها تتخطى أو تفوق موارده تنشأ الضغوط، وبالمثل فإن الضغوط الوالدیة لدى آباء وأمهات الأطفال الذاتویین تظهر عندما یقیِّم الوالدان الموقف من وجود طفل ذاتوی على أنه یتجاوز مواردهم. ولمواجهة هذه الضغوط یجب أن یتعلم الأفراد إعادة تقییم مشاعرهم بطریقة إیجابیة، والیقظة العقلیة تؤدی إلى حالة من الانتباه الواسع التی یتمکن الأفراد من خلاله من إعادة تقییم مواقف حیاتهم بشکل أکثر سهولة، وتمنحهم معنیً جدیدًا إیجابیًا ومفیدًا Rayan & Ahmed (2016 a)

ثانیًا: تفسیر نتائج الفرض الثانی:

أشارت النتائج الواردة فی جدولی (9، 10) إلى وجود فروق دالة إحصائیًا عند مستوى (0,001) بین الآباء والأمهات فی الوالدیة الیقظة عقلیًا لصالح الأمهات، ووجود فروق دالة إحصائیًا عند مستوى (0,01) بین والدی الأطفال المعاقین عقلیًا ووالدی الأطفال الذاتویین فی الوالدیة الیقظة عقلیًا لصالح والدی الأطفال المعاقین عقلیًا، وعدم وجود فروق دالة إحصائیًا فی التفاعل بینهما فی الوالدیة الیقظة عقلیًا. ویمکن تفسیر ذلک على النحو التالی:

 

1- الفروق بین الآباء والأمهات فی الوالدیة الیقظة عقلیًا:

جاءت هذه النتیجة جاءت مسایرة نسبیًا لنتائج بعض الدراسات الأجنبیة التی تناولت الفروق بین الجنسین فی الوالدیة الیقظة عقلیًا؛ حیث اتفقت نتیجة الدراسة الحالیة مع نتائج دراسات کل من:

; Moreira & Canavarro, 2015); Medeiros, et al., 2016  (Gouveia, et al. 2016    Parent, et al., 2016;  التی أشارت إلى وجود فروق فی الوالدیة الیقظة عقلیًا بین الآباء والأمهات لصالح الأمهات، واختلفت مع نتائج دراسة  McCaffrey, et al. (2016)التی أشارت إلى عدم وجود فروق بینهما فی الوالدیة الیقظة عقلیًا.

ویمکن تفسیر هذه النتیجة فی ضوء سیکولوجیة المرأة، والتی تبدو بطبیعتها عطوفة وحنونة وودودة وأکثر تعاطفًا نحو الآخرین، وبدافع الأمومة لدیها عطاء للآخر بلا حدود، ویزداد هذا العطاء إذا کان هذا الآخر هو الابن، ولعلَّ ذلک یجعلها أکثر وعیًا وارتباطًا باللحظة الحاضرة فی العلاقة التفاعلیة بین الوالدین والطفل. وقد أکدت هذا الطرح نتائج دراسات کثیرة متواترة فی هذا المجال، ومنها نتائج دراستی: (Torres, Bonilla, & Moreno, 2016 ; Clarke, Marks, & Lykins, 2016)   والتی أظهرت وجود فروق بین الجنسین فی التعاطف ببعدیه المعرفی والوجدانی لصالح الإناث. وإذا کانت المرأة بشکل عام أکثر تعاطفًا مع الآخرین من واقع نتائج الدراسات السابقة، فضلا ًعمَّا توکده الوقائع والمشاهدات الیومیة لسلوک المرأة فی کثیر من التفاعلات الاجتماعیة، فإنه یمکن القول إن هذه النتیجة تنسحب وبشکل أکبر فی العلاقة مع الأبناء.

ویمکن تفسیرها –أیضًا- فی ضوء ما ذکره   Gouveia, et al. (2016) من فروق فردیة، وبیولوجیة، وثقافیة بین الآباء والأمهات على النحو التالی:

أ- أن الأمهات أکثر تعاطفًا من الآباء بالقدر الذی یجعلهن أکثر حساسیة، وأکثر مسئولیة نحو احتیاجات الطفل مقارنة بالآباء.

ب- أن الأمهات من الناحیة البیولوجیة والتطوریة یُعدُّون بشکل أفضل من الآباء لأدوار الرعایة، فضلاً عن أن إفراز هرمونات عدیدة لدى الأم مثل: هرمون Oxytocin (هرمون الحب) تُسهِّل تقدیم الرعایة؛ مما یجعل الأمهات أکثر حساسیة لاحتیاجات أطفالهن.

ج- من الأهمیة أن نلاحظ أنه على الرغم من أن الأمهات والآباء یتشارکون حالیًا العدید من المسئولیات المنزلیة، إلا أنه لا تزال الأمهات أکثر اندماجًا فی رعایة الأطفال أکثر من الآباء.

وعلى الرغم من أن الآباء یمثلون رموزًا مهمة للتعلق لدى الأطفال؛ إلا أنهم لا یقومون بدور الرعایة الأولیة، وذلک بسبب أنهم عادة لا یقضون أوقاتًا کثیرة مع أبنائهم (وذلک بحکم أدوارهم خارج المنزل)، کما أنهم لا ینخرطون فی أدوار الرعایة مثل الأمهات. وبالتالی فإن هذه الفروق الفردیة، والبیولوجیة، والثقافیة، ربما تؤدی إلى أن الأمهات یکن أکثر استعدادًا من الآباء فی اختیار الطریقة الیقظة فی الوالدیة Medeiros, et al. (2016).

کما یمکن تفسیر ذلک فی ضوء أن الوالدیة الیقظة عقلیًا تمکِّن الوالدین من تفسیر لغة الطفل على المستوى اللفظی، وغیر اللفظی (الإیماءات والإشارات والتلمیحات، وتعبیرات الوجه) بشکل دقیق Lippold, Duncan, Coatsworth, Nix, & Greenberg, 2015)وأن الأمهات یکنَّ منذ مرحلة میلاد الطفل أکثر فهمًا للطفل من خلال فهم الإیماءات وتعبیرات الوجه، والتفریق بین أنواع احتیاجاته التی یعبر عنها بالبکاء أو الابتسام کأفعال انعکاسیة فی الطفولة المبکرة.

وإذا کان هذا التفسیر یتمیز بالعمومیة؛ أی فی التمییز بین الآباء والأمهات بشکل عام، فإن الأمر یزداد وضوحًا مع خصوصیة عینة الدراسة الحالیة من آباء وأمهات الأطفال الذاتویین، والمعاقین عقلیًا، وذلک من منطلق أن وجود طفل فی الأسرة ینتمی إلى ذوی الاحتیاجات الخاصة یتطلب مستوىً مرتفعًا من الحساسیة والتعاطفیة، والرعایة والمسئولیة. والأم تلعب دورًا جوهریًا فی ذلک، من منطلق أنها المسئولة عن الرعایة الأولیة لهذا الطفل وتلبیة احتیاجاته. ویتفق ذلک مع نتائج دراسة Kim & Mahoney (2004) التی أسفرت عن أن الأم ترتبط بعلاقة قویة مع طفلها الذاتوی مقارنة بالأب.

2- الفروق بین والدی الأطفال الذاتویین ووالدی الأطفال المعاقین عقلیًا فی الوالدیة الیقظة عقلیًا:

أشارت النتائج إلى ارتفاع مستوى الوالدیة الیقظة عقلیًا لدى آباء وأمهات الأطفال المعاقین عقلیًا مقارنة بآباء وأمهات الأطفال الذاتویین. ویشیر ذلک إلى أن آباء وأمهات الأطفال الذاتویین لدیهم مشکلات متعلقة بالوعی الانفعالی، وتنظیم ذواتهم فی العلاقات مع أبنائهم، کما أنهم یجلدون ذواتهم، ویحمِّلون أنفسهم مسئولیة حدوث الإعاقة لدى أبنائهم، ویجترُّون أفکارًا سلبیة مرتبطة بحدوث الإعاقة الذاتویة، ولا یستطیعون التخلص من مرکزیة الأحکام؛ مما یشیر إلى انخفاض الوالدیة الیقظة لدیهم.

وتتفق هذه النتیجة مع نتائج دراسة Conner & White (2014)  التی أظهرت  انخفاض مستوى الوالدیة الیقظة عقلیًا لدى أمهات الأطفال الذاتویین مقارنة بأمهات الأطفال العادیین، کما تتفق بشکل غیر مباشر مع نتائج دراسة Beer, et al. (2013)التی أظهرت وجود علاقة ارتباطیة سالبة دالة إحصائیًا بین الوالدیة الیقظة عقلیًا والضغوط النفسیة لدى آباء وأمهات الأطفال الذاتویین، ودراستَیْ   (Rayan & Ahmed, 2016 a ; Jones, Hastings, Totsika, Keane, & Rhule, 2014) التی أظهرت نتائجها وجود علاقة ارتباطیة سالبة ودالة إحصائیًا بین الیقظة العقلیة وکل من: الضغوط والقلق والاکتئاب لدى آباء وأمهات الأطفال الذاتویین، وهذا یعنی أنه یرتفع لدیهم الشعور بالضغوط النفسیة بانخفاض مستوى الوالدیة الیقظة عقلیًا؛ مما یشیر إلى انخفاض مستوى الوالدیة الیقظة عقلیًا لدى أمهات الأطفال الذاتویین. وتختلف هذه النتیجة مع ما أشارت إلیه نتائج دراسة Maljaars, et al. (2014) من أن والدی الطفل الذاتوی یحققون درجات عالیة بالمقارنة بوالدی الأطفال العادیین فی الوالدیة الایجابیة، والتکیف مع البیئة، وتحفیز تطور أبنائهم.

 ویمکن تفسیر هذه النتیجة فی ضوء أنه على الرغم من أن الأطفال الذاتویین والأطفال المعاقین عقلیًا ینتمون إلى ذوی الاحتیاجات التربویة الخاصة، إلا أنه لا یمکن النظر إلیهم على أنهم فئة متجانسة من الأطفال؛ حیث یختلفون باختلاف نوع الإعاقة وطبیعتها، ومحدداتها، وحاجاتها ومشکلاتها، وما تفرضه من ضغوط عدیدة سواء لدى الطفل المعاق نفسه، أو لدى والدیه، والتی یطلق علیها الضغوط الوالدیة. وقد أشارGupta (2007) إلى أن آباء وأمهات الأطفال ذوی الاحتیاجات التربویة الخاصة یظهرون مستویات أعلى من الضغوط الوالدیة مقارنة بأقرانهم من آباء وأمهات الأطفال العادیین، إلا أن هذه الضغوط تختلف لدیهم باختلاف نوع إعاقة الطفل، وأن آباء وأمهات الأطفال الذاتویین لدیهم مستویات أعلى من الضغوط الوالدیة مقارنة بآباء وأمهات الأطفال ذوی الإعاقة النمائیة الأخرى مثل: متلازمة داون، أو الإعاقة العقلیة، أو متلازمة إکس الهش.

وفی السیاق نفسه، أشار محمد (2014) إلى أن أسر الأطفال ذوی اضطراب الذاتویة تواجه ضغوطًا نفسیة تتجاوز ما یمکن أن تتعرض له غیرها من الأسر الأخرى التی لدیها أطفال ذوی إعاقات. وعادة ما تبدأ هذه الضغوط مبکرًا بعد میلاد طفل لها یعانی من هذا الاضطراب، وتستمر الضغوط معها طوال حیاة الطفل، وترتبط تلک الضغوط بالعدید من المشکلات الأخرى التی تواجهها على أثر ذلک، والتی تتنوع لتشمل المشکلات الشخصیة، والمهنیة، والزوجیة، والمالیة. ویتفق ذلک مع ما ذکره Algood, Harris, & Hong (2013) من أن خصائص الطفل المرتبطة بنوع الإعاقة قد تؤثر على استجابات الوالدین وردود أفعالهما، وأن تحدیات التواصل لدى الأطفال الذاتویین تقلِّل من استجابات الوالدین، وتخفِّض من مستوى الیقظة العقلیة لدیهم. وتؤکد ذلک نتائج دراسة Lai, et al. (2015) التی أشارت إلى أن والدی الأطفال الذاتویین یظهرون مستویات أعلى من أعراض الضغوط الوالدیة، والمتمثلة فی: انطباعات ذاتیة سلبیة عن أنفسهم، ورضا أقل عن الارتباط بالطفل، ومعایشة سلوکیات الطفل الصعبة، بالإضافة إلى أعراض الاکتئاب، والاستخدام الدائم للمواجهة التجنبیة. ولا شک فی أن هذه الأعراض تتنافی مع مهارات الوالدیة الیقظة عقلیًا.

 

 

ثالثًا: تفسیر نتائج الفرضین الثالث والرابع:

أشارت نتائج الفرضین الثالث والرابع والواردة فی جدولی (11، 12) إلى عدم وجود فروق دالة إحصائیًا بین الوالدین فی الوالدیة الیقظة عقلیًا تبعًا لبعض المتغیرات الدیموجرافیة: (جنس الطفل المعاق، أو الترتیب المیلادی للطفل، أو المستوى التعلیمی للوالدین، أو والحالة الوظیفیة). وتتفق هذه النتیجة مع نتائج دراسات (McCaffrey, Reitman, & Black, 2016 ; Parent, et al., 2016)التی أظهرت أن الوالدیة الیقظة عقلیًا لا تتأثر بالعمر الزمنی للأبناء، أو ترتیبهم المیلادی، أو مستوى تعلیم الوالدین، أو مستوى الدخل).

ونظرًا لعدم وجود دراسات کثیرة –فی حدود علم الباحثین- تناولت تأثیر المتغیرات الدیموجرافیة على الوالدیة الیقظة عقلیًا، وما توافر لدیهم من دراسات فی هذا الشأن لم یفصح عن أی تأثیر لهذه المتغیرات على الوالدیة الیقظة عقلیًا، ومن ثمَّ وقع الباحثون فی حیرة من الأمر؛ إذ کیف یفسرون هذه النتیجة، وبخاصة فیما یتعلق بتأثیر المستوى التعلیمی فی ظل ما یؤکده الأدب النظری والواقع العملی، ونتائج البحوث فی مجال اقتصادیات التعلیم عن أهمیة التعلیم فی اکتساب المعارف والمفاهیم، وزیادة الوعی، وصقل المهارات، وتنمیة الاتجاهات، فضلاً عمَّا أشار إلیه  Gouveia, et al. (2016) من أن مستوى تعلیم الوالدین یلعب دورًا مهمًا فی احتمالیة استخدام الوالدین لأسالیب والدیة سویة فی معاملة الأبناء، کما أنه یتیح الفرصة أمامهم لاکتساب معلومات ومهارات عمیقة ومتخصصة عن تربیة الأبناء والعلاقات بین الطفل والوالدین. وتزداد هذه الأهمیة فی مجال ذوی الاحتیاجات التربویة الخاصة؛ حیث یشیر العثمان والببلاوی (2012) إلى أن المستوى التعلیمی للوالدین یلعب دورًا أساسیًا فی تحدید الطرق والأسالیب التی یستخدمها الوالدان فی تربیة أبنائهما من جهة، وفی درجة وعیهما بالأسباب التی تؤدی إلى الإعاقة وطرق الوقایة منها من جهة أخرى.

وعلى أیة حال، یمکن أن نعزو عدم وجود فروق بین والدی الأطفال الذاتویین والمعاقین عقلیًا فی الوالدیة الیقظة عقلیًا وفقًا لمتغیر المستوى التعلیمی للوالدین إلى أن الانتباه والوعی بمشکلات الطفل من ذوی الاحتیاجات التربویة الخاصة، والتی تجنح به دون المستوی الطبیعی مقارنة بأقرانه من العادیین، فضلاً عن الوعی باحتیاجاته فی اللحظة الراهنة، وتقبله غیر المشروط، والتعاطف معه؛ کل ذلک یبدو من قبیل خصائص الغریزة الوالدیة فی المقام الأول التی قد لا تتطلب مستوی من التعلیم الأکادیمی. کما یمکن تفسیرها فی ضوء طبیعة الحیاة المعاصرة ومعطیاتها التکنولوجیة، خاصة وأن نسبة کبیرة من أفراد عینة الدراسة المختارة لدیها مستوى تعلیمی متوسط، أو أقل من المتوسط على الأقل، وهذا یعنی أنها نالت قدرًا من التعلیم الذی یتیح لها التعلم الذاتی، والبحث عن المعلومات فی مواقع الإنترنت المختلفة المتخصصة فی مجال تربیة الأبناء.

ومن جانب آخر، وفی ضوء طبیعة عینة الدراسة الحالیة من آباء وأمهات الأطفال الذاتویین، أو المعاقین عقلیًا، والمترددین على مراکز الرعایة لمتابعة أطفالهم، یمکن القول إن تواجد الوالدین داخل تلک المؤسسات یسمح لهما بتبادل الخبرات والمعلومات سواء من قبل المتخصصین، أو الآباء والأمهات فیما بینهم، وهذا یمکن أن ینعکس بدوره على رفع مستوی الوعی لدى الْوَالِدَیْنِ بطبیعة إعاقة الأبناء، وحاجاتهم ومشکلاتهم، وکیفیة التعامل معهم، ویجعلهما أکثر تقبلاً للذات والطفل، وهذا من شأنه تعویض الفروق فی المستوى التعلیمی.

وفیما یتعلق بالحالة الوظیفیة للوالدین وعدم تأثیرها فی الوالدیة الیقظة عقلیًا، فلعل ذلک مردَّه –أیضًا- إلى أن الأطفال الذاتویین والمعاقین عقلیًا من أبناء عینة الدراسة الحالیة یتلقَّون الخدمات المتخصصة فی مراکز رعایة ذوی الاحتیاجات التربویة الخاصة، وهذه المراکز قد تکون بدیلاً عن الأم العاملة –بحکم کونها المانح الأول لرعایة الطفل المعاق- فی تقدیم الرعایة، وتلبیة احتیاجات الطفل بأسلوب علمی، وعلى أیدی متخصصین ومؤهلین للتعامل مع هذه النوعیة من الأطفال.

وقد یتناقض ذلک مع ما یرد فی أدبیات ذوی الاحتیاجات التربویة الخاصة من أن متطلبات رعایتهم، والخدمات المساندة لهم باهظة التکالیف قد تشکل عبئًا مالیًا إضافیًا على الأسرة، وقد أشار Cidav, Marcus, & Mandell (2012) إلى أن الدخل المنخفض قد یزید من الأعباء المالیة على الوالدین، ویحد من حصولهم على الخدمات المساندة باهظة التکالیف، بالإضافة إلى أن وجود طفل ذاتوی قد یترتب علیه تکالیف غیر مباشرة مثل فقدان الوظیفة، أو فقدان الدخل، خصوصًا أن أمهات هؤلاء الأطفال قد یکنَّ غیر قادرات على العمل، أو على الأقل العمل بدوام کامل بسبب الوقت الکبیر الذی تقضیه فی رعایتهم، والاستجابة لاحتیاجاتهم.

وفیما یتعلق بتأثیر جنس الطفل المعاق فی الوالدیة والأسرة بشکل عام، تمیل نتائج البحوث والدراسات، ومنها نتائج دراستیْ (عبد الغنی، 2009؛ العثمان والببلاوی،2012) إلى أن آباء وأمهات الأطفال الذکور من ذوی الاحتیاجات التربویة الخاصة أکثر شعورًا بالضغوط من أقرانهم من آباء وأمهات الأطفال الإناث، ولعلَّ ذلک راجعًا إلى الأهمیة النسبیة التی تعطیها المجتمعات العربیة للأبناء الذکور، وهذا یتطلب الانتباه عن قصد لمتطلبات رعایتهم من أجل إعدادهم لأدوار اجتماعیة منوطة بهم مستقبلاً، وذلک مقارنة بالإناث. ولذا یشیر القریوتی (2009) إلى أن استجابات الأهل وردود أفعالهم نحو طفلهم المعاق تختلف تبعًا لجنسه خاصة فی مجتمعاتنا العربیة، فهناک تحیز واضح نحو الذکور، وبالتالی فإن ولادة طفل ذکر معاق فی الأسرة یزید من الشعور بالأسى بین الوالدین، بینما یکون وقع الإعاقة أخف على الأسرة إذا کان المولود أنثى، ویعزون ذلک إلى کون الذکر هو الذی سیحمل اسم العائلة ویساهم فی استمرار ذکرها.

وبتحلیل ما سبق یمکن القول إن ذلک یتنافى مع طبیعة الوالدیة الیقظة عقلیًا وخصائصها، ومن ثمَّ تبدو هناک معقولیة فیما أظهرته نتائج الدراسة الحالیة من أن الوالدیة الیقظة عقلیًا لا تتأثر بجنس الطفل المعاق؛ حیث إنها تتضمن قبول الأبناء بدون إصدار أحکام، ومنحهم الحب غیر المشروط، والتعامل معهم، وخصوصًا الأبناء ذوی الاحتیاجات التربویة الخاصة فی سیاق إنسانی خالص بعیدًا عن أی اعتبارات اجتماعیة، وقیم والدیة موروثة. وقد أشارDe Bruin, et al. (2015)   إلى أن الیقظة العقلیة لدى والدی الأطفال الذاتویین تساعدهما على الانتباه لأبنائهما بطریقة أکثر انفتاحیة، فضلاً عن قبولهم بدون إصدار أحکام. کما أشارت نتائج دراسةMacDonald & Hastings (2010)إلى أن الوالدیة الیقظة عقلیًا تسهم فی التنبؤ بالاندماج الوالدی فی رعایة الأطفال المعاقین عقلیًا. ویبدو الأمر طبیعیًا فی عدم تأثیر الترتیب المیلادی للأبناء فی الوالدیة الیقظة عقلیًا؛ فهی تتضمن الحضور الجید والتواصل الفعّال مع الأبناء فی اللحظة الراهنة دون النظر إلى أعمارهم الزمنیة، أو ترتیبهم المیلادی.

 

 

رابعًا: تفسیر نتائج الخامس:

أشارت نتائج الفرض الخامس الواردة فی جدولی (13 ، 14) إلى أنه یمکن التنبؤ بکفاءة المواجهة من الدرجة الکلیة للوالدیة الیقظة عقلیًا، فضلاً عن بعدیها: التعاطف مع الذات والطفل، والوعی الانفعالی بالذات والطفل، وأن الدرجة الکلیة للوالدیة الیقظة عقلیًا تفسر  (23,6 %) من التباین فی کفاءة المواجهة، وأن بُعدی: التعاطف مع الذات والطفل، والوعی الانفعالی بالذات والطفل یفسران (26,8 %) من التباین فی کفاءة المواجهة. ویشیر ذلک إلى أنه کلما ارتفعت درجات أفراد عینة الدراسة فی الدرجة الکلیة للوالدیة الیقظة عقلیًا، والبعدین الفرعیین: التعاطف مع الذات والطفل، والوعی الانفعالی بالذات والطفل، ارتفعت تبعًا لذلک درجاتهم فی کفاءة المواجهة. وأن تأثیر بعدی الوالدیة الیقظة عقلیًا یفوق الدرجة الکلیة فی التنبؤ بکفاءة المواجهة. وقد جاء بعد التعاطف مع الذات والطفل کأقوى البعدین فی التنبؤ بکفاءة المواجهة، ولعل ذلک یؤکد قوة العلاقة الارتباطیة بین هذا البعد وکفاءة المواجهة (ر= 0,564).

وتتفق هذه النتیجة مع نتائج دراستی: Akin & Akin (2015 a , 2015 b)  التی أشارت إلى أن الیقظة العقلیة تفسر حوالی (24-25 %) من التباین فی کفاءة المواجهة.

 ویمکن تفسیر ذلک فی ضوء ما ذکره Neff & Faso (2015) من أن التعاطف مع الذات یعد مصدرًا فعالاً للمواجهة والصمود أمام أحداث الحیاة الضاغطة وتحدیاتها، وذلک من منطلق أنه یتضمن الحنو على الذات، ورؤیة المعاناة کجزء من خبرات إنسانیة مشترکة، وبالتالی فإن الأفراد المتسامحین مع أنفسهم یملکون مصادر انفعالیة تتیح لهم مواجهة تحدیات الحیاة، ولهذا السبب یلعب التعاطف مع الذات دورا مهما فی قدرة الوالدین على مواجهة التحدیات المرتبطة بحالة الطفل الذاتوی.

کما أشار Allen & Leary (2010) إلى أن التعاطف مع الذات یمکن أن یستخدم کاستراتیجیة للمواجهة، حیث تعزز الرفاهیة الذاتیة، والوظائف النفسیة الإیجابیة؛ فالأفراد الذین یبدون تعاطفًا مع ذواتهم یخبرون ضغوطًا أقل بسبب أنهم یستخدمون استراتیجیات مواجهة تکیفیة وفعالة وذات کفاءة مرتفعة مثل: إعادة البناء المعرفی (إعادة صیاغة الأحداث الضاغطة بشکل إیجابی)، وحل المشکلات (التخطیط واتخاذ خطوات فعالة للتعامل مع الضغوط). ومن هذا الجانب أشارت نتائج Moreira, et al. (2015) إلى وجود علاقة ارتباطیة سالبة وذات دلالة إحصائیة بین التعاطف مع الذات والضغوط الوالدیة. وأشارت نتائج دراسة Neff & Faso (2015) إلى وجود علاقة ارتباطیة موجبة وذات دلالة إحصائیة بین التعاطف مع الذات والسعادة النفسیة لدى والدی الأطفال الذاتویین.

توصیات الدراسة ومقترحاتها:

لا یمکن تعمیم نتائج هذه الدراسة إلا فی ضوء محدداتها، وطبیعة عینتها المختارة وخصائصها. ونظرًا لأهمیة الوالدیة الیقظة عقلیًا فی مجال تربیة الأبناء بشکل عام، وتزداد أهمیتها لدى آباء وأمهات الأطفال ذوی الاحتیاجات التربویة الخاصة، وفی ضوء ما أسفرت عنه الدراسة الحالیة من نتائج؛ فإنها توصی بما یلی:

1- توظیف مهارات الوالدیة الیقظة عقلیًا فی تربیة الأبناء، وبخاصة لدى آباء وأمهات الأطفال الذاتویین، والمعاقین عقلیًا؛ لما لها من تأثیر إیجابی بشکل مباشر فی الوالدین، وبشکل غیر مباشر فی الأبناء.

2- نشر ثقافة مهارات وممارسات الوالدیة الیقظة عقلیًا من خلال برامج التوعیة والندوات المختلفة، والإرشاد الأسری بین الآباء والأمهات، والمقبلین على الزواج؛ بحیث تصبح هذه الممارسات أسلوب حیاة فی تربیة الأبناء.

3- إعداد وتصمیم برامج إرشادیة فی مسارَیْها التنموی والعلاجی قائمة على التدخلات الوالدیة المبنیة على الیقظة العقلیة، والتی یمکن أن تسهم فی تنمیة الوالدیة الیقظة عقلیًا، وما یترتب علیها من مخرجات إیجابیة لدى الوالدین، وعلاج کثیر من الاضطرابات ومشکلات السلوک لدى الأبناء.

4- التدخل الإرشادی المبکر لدعم أسر الأطفال الذاتویین، والمعاقین عقلیًا، وذلک بهدف خفض الضغوط الوالدیة المرتبطة بإعاقة هؤلاء الأطفال، ومساعدتهم على استخدام استراتیجیات أکثر تکیفیة فی مواجهتها.

5- تبنی المرشدین النفسیین فی مجال الإرشاد الأسری للعلاج القائم على التعاطف مع الذات، وذلک بهدف تنمیة مهارة التعاطف مع الذات لدى آباء وأمهات الأطفال الذاتویین، والمعاقین عقلیًا واستخدامها کمدخل للتغییر والنمو والتطویر الذاتی بعیدًا عن استراتیجیات النقد الذاتی وجلد الذات، ورؤیة ضغوطهم ومعاناتهم فی سیاق خبرة إنسانیة عامة؛ الأمر الذی یساعدهم فی تنبنی استراتیجیات مواجهة لتلک الضغوط تتسم بالکفاءة.

ونظرًا لحداثة الاهتمام بالوالدیة الیقظة عقلیًا فی الدراسات العربیة، فإن الدراسة الحالیة توجِّه نظر الباحثین فی البیئة العربیة نحو الاهتمام بهذا المجال، واستکمالاً للبحث، یمکن اقتراح إجراء البحوث التالیة:

1- إعداد مقاییس لقیاس الوالدیة الیقظة عقلیًا من واقع الثقافة العربیة ومحدداتها.

2- إجراء المزید من الدراسات للکشف عن مستوى الوالدیة الیقظة عقلیًا لدى عینات أخرى من آباء وأمهات ذوی الاحتیاجات التربویة الخاصة ومقارنتها بمثیلاتها لدى آباء وأمهات العادیین.

3- إجراء دراسات تتناول الوالدیة الیقظة عقلیًا ومتغیرات أخرى مثل الرفاهیة الذاتیة الوالدیة، وفاعلیة الذات الوالدیة، وجودة الحیاة.

4- إجراء دراسات تتناول دراسة تأثیر الوالدیة الیقظة عقلیًا فی شخصیة الأبناء، وعلاقاتها الارتباطیة بمتغیرات عدیدة ترتبط بسلوک الأبناء.

5- إجراء دراسات على عینات أکبر، ومن شرائح اجتماعیة ومهنیة مختلفة، لدراسة تأثیر المتغیرات الدیموجرافیة فی الوالدیة الیقظة عقلیًا مثل: مستوى الدخل، ودرجة الإعاقة، والعمر الزمنی للوالدین، ومکان الإقامة.

6- إجراء دراسات توضح تأثیر الوالدیة الیقظة عقلیًا فی کل من: الجوانب الشخصیة (تأثیرها على الوالدین)، والجوانب البینشخصیة (تأثیرها على الأطفال وعلاقتهم بوالدیهم).


مراجع الدراسة

أبو العطا، غادة صابر (2015). الضغوط النفسیة وأسالیب مواجهتها لدى أمهات الأطفال الذاتویة: دراسة إکلینیکیة. مجلة التربیة الخاصة والتأهیل - مؤسسة التربیة الخاصة والتأهیل، مصر، 2(8)، 372-454.

البحیری، عبد الرقیب أحمد ؛ والضبع، فتحی عبد الرحمن ؛ وطلب، أحمد علی ؛ والعواملة، عائدة أحمد (2014). الصورة العربیة لمقیاس العوامل الخمسة للیقظة العقلیة دراسة میدانیة على عینة من طلاب الجامعة فی ضوء أثر متغیری الثقافة والنوع. مجلة الإرشاد النفسی، 39، 120-168.

حسین، طه عبد العظیم ؛ وحسین، سلامة عبد العظیم (2006). استراتیجیات إدارةالضغوطالتربویة والنفسیة. عمان: دار الفکر للنشر والتوزیع.

دوکم، أنیسه (2005). الضغوط النفسیة التی یعانی منها أولیاء أمور المعاقین وأسالیبهم فی التعامل معها، مجلة العلوم التربویة، مصر، 13(3)، 23-51.

عبد الغنی، خالد محمد (2009). الضغوط وأسالیب مواجهتها لدى آباء وأمهات ذوی الاحتیاجات الخاصة. مجلة دراسات نفسیة، رابطة الإخصائیین النفسیین المصریة بالقاهرة، 19(3)، 495-517.

العثمان، إبراهیم عبد الله ؛ والببلاوی، إیهاب عبد العزیز (2012). المساندة الاجتماعیة والتوافق الزواجی وعلاقتهما بالضغوط لدى أمهات الأطفال ذوی اضطراب التوحد. مجلة کلیة التربیة، جامعة عین شمس، 36(1)، 739-778.

القریوتی، إبراهیم (2009). دعم أسرة الشخص ذوی الإعاقة نفسیًا واجتماعیًا. مؤتمر دور جمعیات أولیاء أمور ذوی الإعاقة فی دعم أسرة الشخص ذوی الإعاقة، الشارقة، 25-26 مارس.

کاشف، إیمان فؤاد (2000). دراسة لبعض أنواع الضغوط لدى أمهات الأطفال المعاقین وعلاقتها بالاحتیاجات الأسریة ومصادر المساندة الاجتماعیة، مجلة کلیة التربیة بالزقازیق، 3، 199-253.

محمد، عادل عبد الله (2014). مدخل إلى اضطراب التوحد: النظریة والتشخیص وأسالیب الرعایة. القاهرة: الدار المصریة اللبنانیة.

Akin, A., Kaya, M., Turan, M. E., Akin, U., & Karduz, F. F. (2014). The validity and reliability of the Turkish version of the Coping Competence questionnaire. Journal of Educational and Instructional Studies in The World, 4(4), 25-29.

Akin, A., & Akin, Ü. (2015 a). Mediating role of coping competence on the relationship between mindfulness and flourishing. Suma Psicol, 22(1), 37-43.

Akin, Ü., & Akin, A. (2015 b). Mindfulness and subjective happiness: the mediating role of coping competence. Předběžná sdělení, 359-368.

Algood, C. L., Harris, C., & Hong, J. S. (2013). Parenting Success and Challenges for Families of Children with Disabilities: An Ecological Systems Analysis. Journal of Human Behavior in the Social Environment, 23,126-136.

Allen, A. B., & Leary, M. R. (2010). Self-compassion, stress, and coping. Social and Personality Psychology Compass, 4, 107-118.

Altmaier, E., & Maloney, R. (2007) An Initial Evaluation of a Mindful Parenting Program. Journal of Clinical Psychology, 63(12), 1231-1238.

Baer, R. A. (2003). Mindfulness training as a clinical intervention: a conceptual and empirical review. Clinical Psychology and Scientific Practice, 10, 125-143.

Barbieri, C.  (2007).  Seven important aspects of mindful parenting.  Retrieved 3April, 2016 from: http://www.waldorflibrary.org/Journal_Articles/GW53barbieri.pdf

Bartley, C. E., & Roesch, S. C. (2011). Coping with daily stress: The role of conscientiousness. Personality and Individual Differences, 50, 79-83.

Beer, M., Ward, L., & Moar, K. (2013). The relationship between mindful parenting and distress in parents of children with an autism spectrum disorder. Mindfulness, 4, 102-112.

Besser, A., & Shackelford, T. K. (2007). Mediations of the effects of the big five personality dimensions on negative mood and confirmed affective expectations by perceived situational stress: A quasi-field study of vacationers. Personality and Individual Differences, 42,1333-1346.

Bluth, K., Roberson, P. N., Billen, R. M., & Sams, J. M. (2013). A Stress Model for Couples Parenting Children with Autism Spectrum Disorders and the Introduction of a Mindfulness Intervention. Journal of Family Theory and Review, 5(3), 194-213.

Bögels, S. M., Lehtonen, A., & Restifo, K. (2010). Mindful parenting in mental health care. Mindfulness, 1, 107-120. 

Bögels, S. M., Hellemans, J., Van-Deursen, S., Römer, M., & Van der Meulen, R. (2014). Mindful Parenting in Mental Health Care: Effects on Parental and Child Psychopathology, Parental Stress, Parenting, Coparenting, and Marital Functioning, Mindfulness, 5, 536-551.

Bögels, S., & Restifo, K.(2014). Mindful Parenting: A Guide for Mental Health Practitioners, Springer, New York.

Cardaciotto, L. A., Herbert, T. D., Forman, E. M., Moitra, E., & Farrow, V. (2008). The assessment of present– moment awareness and acceptance: The Philadelphia mindfulness scale. Assessment, 15, 204-223.

Cidav, Z., Marcus, S. C., & Mandell, D. S. (2012). Implications of childhood autism for parental employment and earnings. Pediatrics, 129(4), 617-623.

Clarke, M. J., Marks, A. D., & Lykins, A. D. (2016). Bridging the gap: the effect of gender normativity on differences in empathy and emotional intelligence. Journal of Gender Studies, 25(5), 522-539.

Coatsworth, J. D., Duncan, L. G., Greenberg, M. T., & Nix, R. L. (2010). Changing parents’ mindfulness, child management skills and relationship quality with their youth: Results from a randomized pilot intervention trial. Journal of Child and Family Studies, 19, 203-217.

 Conner, C. M., & White, S. W. (2014). Stress in mothers of children with autism: Trait mindfulness as a protective factor. Research in Autism Spectrum Disorders, 8, 617-624.

Cooper, C., Katona, C., & Livingstone, G. (2008) . Validity and Reliability of the Brief COPE in Careers of People With Dementia. The Journal of Nervous and Mental Disease, 196(11), 838-842.

Corthorn, C., & Milicic, N. (2016).  Mindfulness and Parenting: A Correlational Study of Non-Meditating Mothers of Preschool Children. Journal of Child and Family Studies,  25, (5),1672-1683.

De Bruin, E. I., Blom, R., Smit, F. M., Steensel, V., & Bögels, S. M. (2015). MY mind: mindfulness training for youngsters with autism spectrum disorders and their parents. Autism, 19(8), 906-914.

De Bruin, E., Zijlstra, B., Geurtzen, N., van Zundert, R., van deWeijer-Bergsma, E., Hartman, E., … & Bögels, S. M. (2014). Mindful parenting assessed further: psychometric properties of the Dutch version of the Interpersonal Mindfulness in Parenting Scale (IM-P). Mindfulness, 5(2), 200-212.

Donald, J. N., & Atkins, P. W. (2016). Mindfulness and Coping with Stress: Do Levels of Perceived Stress Matter? Mindfulness, 7, 1423-1436.

Dumas, J. E. (2005). Mindfulness-based parent training: Strategies to lessen the grip of automaticity in families with disruptive children. Journal of Clinical Child and Adolescent Psychology, 34(4), 779-791.

Duncan, L. G. (2007). Assessment of mindful parenting among parents of early adolescents: Development and validation of the Interpersonal Mindfulness in Parenting Scale. (Unpublished doctoral dissertation). The Pennsylvania State University.

Duncan, L. G., Coatsworth, J. D., & Greenberg, M. T. (2009 a). A model of mindful parenting: implications for parent-child relationships and prevention research. Clinical Child and Family Psychology Review, 12, 255–270.

Duncan, L. G., Coatsworth, J. D., & Greenberg, M. T. (2009 b). Pilot study to gauge acceptability of a mindfulness-based, family focused preventive intervention. The Journal of Primary Prevention, 30, 605–618

Folkman, S., & Moskowitz, J. T. (2004). Coping: Pitfalls and promise. Annual Review of Psychology, 55, 745-774.

Geurtzen, N., Scholte, R. H., Engels, R. C., Tak, Y. R., & van Zundert, R. M. (2015). Association between mindful parenting and adolescents’ internalizing problems: non-judgmental acceptance of parenting as core element. Journal of Child and Family Studies, 24(4), 1117-1128. 

Gouveia, M. J., Carona, C., Canavarro, M. C., & Moreira, H. (2016). Self-compassion and dispositional mindfulness are associated with parenting styles and parenting stress: the mediating role of mindful parenting. Mindfulness, 7(3), 700-712.

Gupta, V. B. (2007). Comparison of parenting stress in different developmental disabilities. Journal of Developmental and Physical Disabilities, 19(4), 417-425.

Hayes, S. A., & Watson, S. L. (2012). The impact of parenting stress: A meta-analysis of studies comparing the experience of parenting stress in parents of children with and without Autism spectrum disorder. Journal of Autism and Developmental Disorders, 43(3), 629-642.

Jones, L., Hastings, R. P., Totsika, V., Keane, L., & Rhule, N. (2014). Child Behavior Problems and Parental Well-Being in Families of Children with Autism: The Mediating Role of Mindfulness and Acceptance. American Journal on Intellectual and Developmental Disabilities, 119(2), 171-185.

Kabat-Zinn, J., & Kabat-Zinn, M. (1997). Everyday blessings: The inner work of mindful parenting. New York: Hyperion.

Kim, J. M., & Mahoney, G. (2004) The Effects of Mother’s Style of Interaction on Children’s Engagement: Implications for Using Responsive Interventions with Parents. Topics in Early Childhood Special Education, 24, 31-38.

Lai, W. W., Goh, T. J., Oei, T. P. S., & Sung, M. (2015). Coping and Well-Being in Parents of Children with Autism Spectrum Disorders (ASD). Journal of Autism and Developmental Disorders, 45, 2582-2593.

Lee, J. (2013). Maternal stress, well-being, and impaired sleep in mothers of children with developmental disabilities: A literature review. Research in Developmental Disabilities, 34, 4255-4273.

Lippold, M. A., Duncan, L. G., Coatsworth, J. D., Nix, R. L., & Greenberg, M. T. (2015). Understanding How Mindful Parenting May Be Linked to Mother-Adolescent Communication. Journal of Youth Adolescent, 44(9): 1663–1673.

MacDonald, E. E., & Hastings, R. P. (2010) Mindful Parenting and Care Involvement of Fathers of Children With Intellectual Disabilities, Journal of Child and Family Studies, 19, 236-240.

Maljaars, J., Boonen, H., Lambrechts, G., Van Leeuwen, K., & Noens, I. (2014). Maternal Parenting Behavior and Child Behavior Problems in Families of Children and Adolescents with Autism Spectrum Disorder. Journal of Autism and Developmental Disorders, 44(3), 501-512.

McCaffrey, S. Reitman, D., & Black, R. (2016). Mindfulness in Parenting Questionnaire (MIPQ): Development and Validation of a Measure of Mindful Parenting. Mindfulness, 2, 1-15

Meamar, E., Keshavarzi, F., Emamipour, S., & Golshani, F. (2015). Effectiveness of mindful parenting training on mothers' affective and on the externalizing behavioral problems in adolescent girls. Journal of Applied Environmental and Biological Sciences, 5(11S), 677-682.

Medeiros, C., Gouveia, M. J., Canavarro, M. C., Moreira, H. (2016). The Indirect Effect of the Mindful Parenting of Mothers and Fathers on the Child’s Perceived Well-Being Through the Child’s Attachment to Parents. Mindfulness, 7(4), 916-927.

Meppelink, R., De Bruin, S. I, Wanders-Mulder, F. H., Vennik, C. J., & Bögels, S. M. (2016). Mindful Parenting Training in Child Psychiatric Settings: Heightened Parental Mindfulness Reduces Parents’ and Children’s Psychopathology. Mindfulness, 7, 680-689.

Moreira, H., & Canavarro, M. C. (2015 a). Individual and gender differences in mindful parenting: the role of attachment and caregiving representations. Personality and Individual Differences, 87, 13-19.

Moreira, H., & Canavarro, M. C. (2015 b). Psychometric properties of the Interpersonal Mindfulness in Parenting Scale in a sample of Portuguese mothers. Unpublished manuscript.

Moreira, H., Carona, C., Silva, N., Nunes, J., & Canavarro, M. C. (2016). Exploring the link between maternal attachment related anxiety and avoidance and mindful parenting: the mediating role of self compassion. Psychology and Psychotherapy: Theory, Research and Practice, 89, 369-384.

Moreira, H., Gouveia, M. J., Carona, C., Silva, N., & Canavarro, M. C. (2015). Maternal attachment and children’s quality of life: the mediating role of self-compassion and parenting stress. Journal of Child and Family Studies, 24(8), 2332-2344.

Moreland, A. D., & Dumas, J. E. (2008). Evaluating child coping competence: Theory and measurement. Journal of Child Family Studies, 17, 437-454.

Neff, K. D., & Faso, D. J. (2015). Self-Compassion and Well-Being in Parents of Children with Autism. Mindfulness, 6(4), 938-947.

Parent, J., Garai, E., Forehand, R., Roland, E., Potts, J., Haker, K., & Compas, B. E. (2011). Parent mindfulness and child outcome: the roles of parent depressive symptoms and parenting. Mindfulness, 1, 254-264.

Parent, J., McKee, L. G., Rough, J., & Forehand, R. (2016). The association of parent mindfulness with parenting and youth psychopathology across three developmental stages. Journal of Abnormal Child Psychology, 44(1), 191-202.

Palmer, A., & Rodger, S. (2009). Mindfulness, stress, and coping among university students. Canadian Journal of Counselling, 43(3), 198–212.

Ramasubramanian, S. (2016). Mindfulness, stress coping and everyday resilience among emerging youth in a university setting: a mixed methods approach. International Journal of Adolescence and Youth, 18, 1-14.

Rayan, A., & Ahmed, M. (2016 a). Psychological Distress in Jordanian Parents of Children with Autism Spectrum Disorder: The Role of Trait Mindfulness. Perspectives in Psychiatric Care, 1, 1-8.

Rayan, A., & Ahmad, M. (2016 b). Effectiveness of mindfulness-based interventions on quality of life and positive reappraisal coping among parents of children with autism spectrum disorder. Research in Developmental Disabilities, 55, 185-196.

Ritzema, A. M., & Sladecze, I. E. (2011). Stress in Parents of Children with Developmental Disabilities over Time. Journal on Developmental Dis abilities, 17(2), 21-34.

Sawyer-Cohen, J. A. & Semple, R. J. (2010). Mindful parenting: A call for research. Journal of Child and Family Studies, 19, 145-151.

Schroder, K. E. E. (2004). Coping competence as a predictor and moderator of depression among chronic disease patients. Journal of Behavioral Medicine, 27, 123-145.

Schroder, K. E. E., & Ollis, C. L. (2013). The Coping Competence Questionnaire: A measure of resilience to helplessness and depression. Motivation and Emotion, 37, 286-302.

Serkel-Schrama, I. J. P., De Vries, J., Nieuwesteeg, A. M., Pouwer, F., Nyklíček, I., Speight, J., de Bruin, S. I., Bögels, S. M., Hartman, E. E. (2016). The Association of Mindful Parenting with Glycemic Control and Quality of Life in Adolescents with Type 1 Diabetes: Results from Diabetes MILES-The Netherlands. Mindfulness, 7, 1227-1237.

Shapiro, S. L., Carlson, L., Astin, J. A., & Freedman, B. (2006). Mechanisms of mindfulness. Journal of Clinical Psychology, 62, 373-386.

Singh, N. N., Lancioni, G. E., Winton, A. S. W., Fisher, B. C., Wahler, R. G., McAleavey, K. (2006). Mindful parenting decreases aggression, noncompliance, and self-injury in children with autism. Journal of Emotional and Behavioral Disorders, 14, 169-177. 

Singh, N. N., Lancioni, G. E., Winton, A. S. W., Singh, J., Curtis, J. W., Wahler, R. G. (2007). Mindful parenting decreases aggression and increases social behavior in children with developmental disabilities. Behavior Modification, 31, 749-771.

Singh, N.N., Singh, A.N., Lancioni, G.E., Winston, A.S., Singh, J., Winton, A.S.W., & Singh, J. (2010). Mindfulness training for parents and their children with ADHD increases the children’s compliance. Journal of Child and Family Studies, 19, 157-174.

Siu, A. F.,  Ma, Y.,  & Chui, F. W. (2016). Maternal Mindfulness and Child Social Behavior: the Mediating Role of the Mother-Child Relationship. Mindfulness 7, 577-583.

Tak, Y. R., Van Zundert, R. M. P., Kleinjan, M., & Engels, R. C. M. (2015). Mindful Parenting and Adolescent Depressive Symptoms: The Few Associations Are Moderated by Adolescent Gender and Parental Depressive Symptoms. Mindfulness, 6, 812–823.

Torres, L. H., Bonilla, R. E., Moreno, A. K. (2016). Empathy in future teachers of the Pedagogical and Technological University of Colombia. Journal of New Approaches in Educational Research, 5(1), 30-37.

Turpyn, C. C., Chaplin, T. M. (2016). Mindful Parenting and Parents’ Emotion Expression: Effects on Adolescent Risk Behaviors. Mindfulness, 7, 246-254.

Van der Oord, S., Bögels, S.M., Peijnenburg, D. (2012). The Effectiveness of Mindfulness Training for Children with ADHD and Mindful Parenting for their Parents. Journal of Child and Family Studies, 21, 139–147.

Van de Weijer-Bergsma, E., Formsma, A. R., De Bruin, E. I., & Bögels, S. M. (2012). The Effectiveness of Mindfulness Training on Behavioral Problems and Attentional Functioning in Adolescents with ADHD. Journal of Child and Family Studies, 21, 775-787.

Waters, L. (2016). The Relationship between Child Stress, Child Mindfulness and Parent Mindfulness, Psychology, 7, 40-51.

Weinstein, N., Brown, K., Ryan, R. (2009). A multi-method examination of the effects of mindfulness on stress attribution, coping, and emotional well-being. Journal of Research in Personality, 43(3), 374-385.

Williams, K. L., & Wahler, R. G. (2010). Are mindful parents more authoritative and less authoritarian? An analysis of clinic-referred mothers. Journal of Child and Family Studies, 19, 230-235.

Wang, P., Michaels, C., & Day, M. (2011). Stresses and coping strategies of Chinese families with children with Autism and other developmental disabilities. Journal of Autism and Developmental Disorders, 41(6), 783-795.



(1) أستاذ الصحة النفسیة المساعد – قسم الصحة النفسیة – کلیة التربیة – جامعة سوهاج.

(2) أستاذ الصحة النفسیة المساعد – قسم علم النفس – کلیة التربیة بالوادی الجدید – جامعة أسیوط.

(3) أستاذ مساعد – قسم التربیة الخاصة

(1) أستاذ الصحة النفسیة المساعد – قسم الصحة النفسیة – کلیة التربیة – جامعة سوهاج.

(2) أستاذ الصحة النفسیة المساعد – قسم علم النفس – کلیة التربیة بالوادی الجدید – جامعة أسیوط.

(3) أستاذ مساعد – قسم التربیة الخاصة

(*) تم التوثیق وفق نظام الرابطة النفسیة الأمریکیة APA الإصدار السادس.

أبو العطا، غادة صابر (2015). الضغوط النفسیة وأسالیب مواجهتها لدى أمهات الأطفال الذاتویة: دراسة إکلینیکیة. مجلة التربیة الخاصة والتأهیل - مؤسسة التربیة الخاصة والتأهیل، مصر، 2(8)، 372-454.
البحیری، عبد الرقیب أحمد ؛ والضبع، فتحی عبد الرحمن ؛ وطلب، أحمد علی ؛ والعواملة، عائدة أحمد (2014). الصورة العربیة لمقیاس العوامل الخمسة للیقظة العقلیة دراسة میدانیة على عینة من طلاب الجامعة فی ضوء أثر متغیری الثقافة والنوع. مجلة الإرشاد النفسی، 39، 120-168.
حسین، طه عبد العظیم ؛ وحسین، سلامة عبد العظیم (2006). استراتیجیات إدارةالضغوطالتربویة والنفسیة. عمان: دار الفکر للنشر والتوزیع.
دوکم، أنیسه (2005). الضغوط النفسیة التی یعانی منها أولیاء أمور المعاقین وأسالیبهم فی التعامل معها، مجلة العلوم التربویة، مصر، 13(3)، 23-51.
عبد الغنی، خالد محمد (2009). الضغوط وأسالیب مواجهتها لدى آباء وأمهات ذوی الاحتیاجات الخاصة. مجلة دراسات نفسیة، رابطة الإخصائیین النفسیین المصریة بالقاهرة، 19(3)، 495-517.
العثمان، إبراهیم عبد الله ؛ والببلاوی، إیهاب عبد العزیز (2012). المساندة الاجتماعیة والتوافق الزواجی وعلاقتهما بالضغوط لدى أمهات الأطفال ذوی اضطراب التوحد. مجلة کلیة التربیة، جامعة عین شمس، 36(1)، 739-778.
القریوتی، إبراهیم (2009). دعم أسرة الشخص ذوی الإعاقة نفسیًا واجتماعیًا. مؤتمر دور جمعیات أولیاء أمور ذوی الإعاقة فی دعم أسرة الشخص ذوی الإعاقة، الشارقة، 25-26 مارس.
کاشف، إیمان فؤاد (2000). دراسة لبعض أنواع الضغوط لدى أمهات الأطفال المعاقین وعلاقتها بالاحتیاجات الأسریة ومصادر المساندة الاجتماعیة، مجلة کلیة التربیة بالزقازیق، 3، 199-253.
محمد، عادل عبد الله (2014). مدخل إلى اضطراب التوحد: النظریة والتشخیص وأسالیب الرعایة. القاهرة: الدار المصریة اللبنانیة.
Akin, A., Kaya, M., Turan, M. E., Akin, U., & Karduz, F. F. (2014). The validity and reliability of the Turkish version of the Coping Competence questionnaire. Journal of Educational and Instructional Studies in The World, 4(4), 25-29.
Akin, A., & Akin, Ü. (2015 a). Mediating role of coping competence on the relationship between mindfulness and flourishing. Suma Psicol, 22(1), 37-43.
Akin, Ü., & Akin, A. (2015 b). Mindfulness and subjective happiness: the mediating role of coping competence. Předběžná sdělení, 359-368.
Algood, C. L., Harris, C., & Hong, J. S. (2013). Parenting Success and Challenges for Families of Children with Disabilities: An Ecological Systems Analysis. Journal of Human Behavior in the Social Environment, 23,126-136.
Allen, A. B., & Leary, M. R. (2010). Self-compassion, stress, and coping. Social and Personality Psychology Compass, 4, 107-118.
Altmaier, E., & Maloney, R. (2007) An Initial Evaluation of a Mindful Parenting Program. Journal of Clinical Psychology, 63(12), 1231-1238.
Baer, R. A. (2003). Mindfulness training as a clinical intervention: a conceptual and empirical review. Clinical Psychology and Scientific Practice, 10, 125-143.
Barbieri, C.  (2007).  Seven important aspects of mindful parenting.  Retrieved 3April, 2016 from: http://www.waldorflibrary.org/Journal_Articles/GW53barbieri.pdf
Bartley, C. E., & Roesch, S. C. (2011). Coping with daily stress: The role of conscientiousness. Personality and Individual Differences, 50, 79-83.
Beer, M., Ward, L., & Moar, K. (2013). The relationship between mindful parenting and distress in parents of children with an autism spectrum disorder. Mindfulness, 4, 102-112.
Besser, A., & Shackelford, T. K. (2007). Mediations of the effects of the big five personality dimensions on negative mood and confirmed affective expectations by perceived situational stress: A quasi-field study of vacationers. Personality and Individual Differences, 42,1333-1346.
Bluth, K., Roberson, P. N., Billen, R. M., & Sams, J. M. (2013). A Stress Model for Couples Parenting Children with Autism Spectrum Disorders and the Introduction of a Mindfulness Intervention. Journal of Family Theory and Review, 5(3), 194-213.
Bögels, S. M., Lehtonen, A., & Restifo, K. (2010). Mindful parenting in mental health care. Mindfulness, 1, 107-120. 
Bögels, S. M., Hellemans, J., Van-Deursen, S., Römer, M., & Van der Meulen, R. (2014). Mindful Parenting in Mental Health Care: Effects on Parental and Child Psychopathology, Parental Stress, Parenting, Coparenting, and Marital Functioning, Mindfulness, 5, 536-551.
Bögels, S., & Restifo, K.(2014). Mindful Parenting: A Guide for Mental Health Practitioners, Springer, New York.
Cardaciotto, L. A., Herbert, T. D., Forman, E. M., Moitra, E., & Farrow, V. (2008). The assessment of present– moment awareness and acceptance: The Philadelphia mindfulness scale. Assessment, 15, 204-223.
Cidav, Z., Marcus, S. C., & Mandell, D. S. (2012). Implications of childhood autism for parental employment and earnings. Pediatrics, 129(4), 617-623.
Clarke, M. J., Marks, A. D., & Lykins, A. D. (2016). Bridging the gap: the effect of gender normativity on differences in empathy and emotional intelligence. Journal of Gender Studies, 25(5), 522-539.
Coatsworth, J. D., Duncan, L. G., Greenberg, M. T., & Nix, R. L. (2010). Changing parents’ mindfulness, child management skills and relationship quality with their youth: Results from a randomized pilot intervention trial. Journal of Child and Family Studies, 19, 203-217.
 Conner, C. M., & White, S. W. (2014). Stress in mothers of children with autism: Trait mindfulness as a protective factor. Research in Autism Spectrum Disorders, 8, 617-624.
Cooper, C., Katona, C., & Livingstone, G. (2008) . Validity and Reliability of the Brief COPE in Careers of People With Dementia. The Journal of Nervous and Mental Disease, 196(11), 838-842.
Corthorn, C., & Milicic, N. (2016).  Mindfulness and Parenting: A Correlational Study of Non-Meditating Mothers of Preschool Children. Journal of Child and Family Studies,  25, (5),1672-1683.
De Bruin, E. I., Blom, R., Smit, F. M., Steensel, V., & Bögels, S. M. (2015). MY mind: mindfulness training for youngsters with autism spectrum disorders and their parents. Autism, 19(8), 906-914.
De Bruin, E., Zijlstra, B., Geurtzen, N., van Zundert, R., van deWeijer-Bergsma, E., Hartman, E., … & Bögels, S. M. (2014). Mindful parenting assessed further: psychometric properties of the Dutch version of the Interpersonal Mindfulness in Parenting Scale (IM-P). Mindfulness, 5(2), 200-212.
Donald, J. N., & Atkins, P. W. (2016). Mindfulness and Coping with Stress: Do Levels of Perceived Stress Matter? Mindfulness, 7, 1423-1436.
Dumas, J. E. (2005). Mindfulness-based parent training: Strategies to lessen the grip of automaticity in families with disruptive children. Journal of Clinical Child and Adolescent Psychology, 34(4), 779-791.
Duncan, L. G. (2007). Assessment of mindful parenting among parents of early adolescents: Development and validation of the Interpersonal Mindfulness in Parenting Scale. (Unpublished doctoral dissertation). The Pennsylvania State University.
Duncan, L. G., Coatsworth, J. D., & Greenberg, M. T. (2009 a). A model of mindful parenting: implications for parent-child relationships and prevention research. Clinical Child and Family Psychology Review, 12, 255–270.
Duncan, L. G., Coatsworth, J. D., & Greenberg, M. T. (2009 b). Pilot study to gauge acceptability of a mindfulness-based, family focused preventive intervention. The Journal of Primary Prevention, 30, 605–618
Folkman, S., & Moskowitz, J. T. (2004). Coping: Pitfalls and promise. Annual Review of Psychology, 55, 745-774.
Geurtzen, N., Scholte, R. H., Engels, R. C., Tak, Y. R., & van Zundert, R. M. (2015). Association between mindful parenting and adolescents’ internalizing problems: non-judgmental acceptance of parenting as core element. Journal of Child and Family Studies, 24(4), 1117-1128. 
Gouveia, M. J., Carona, C., Canavarro, M. C., & Moreira, H. (2016). Self-compassion and dispositional mindfulness are associated with parenting styles and parenting stress: the mediating role of mindful parenting. Mindfulness, 7(3), 700-712.
Gupta, V. B. (2007). Comparison of parenting stress in different developmental disabilities. Journal of Developmental and Physical Disabilities, 19(4), 417-425.
Hayes, S. A., & Watson, S. L. (2012). The impact of parenting stress: A meta-analysis of studies comparing the experience of parenting stress in parents of children with and without Autism spectrum disorder. Journal of Autism and Developmental Disorders, 43(3), 629-642.
Jones, L., Hastings, R. P., Totsika, V., Keane, L., & Rhule, N. (2014). Child Behavior Problems and Parental Well-Being in Families of Children with Autism: The Mediating Role of Mindfulness and Acceptance. American Journal on Intellectual and Developmental Disabilities, 119(2), 171-185.
Kabat-Zinn, J., & Kabat-Zinn, M. (1997). Everyday blessings: The inner work of mindful parenting. New York: Hyperion.
Kim, J. M., & Mahoney, G. (2004) The Effects of Mother’s Style of Interaction on Children’s Engagement: Implications for Using Responsive Interventions with Parents. Topics in Early Childhood Special Education, 24, 31-38.
Lai, W. W., Goh, T. J., Oei, T. P. S., & Sung, M. (2015). Coping and Well-Being in Parents of Children with Autism Spectrum Disorders (ASD). Journal of Autism and Developmental Disorders, 45, 2582-2593.
Lee, J. (2013). Maternal stress, well-being, and impaired sleep in mothers of children with developmental disabilities: A literature review. Research in Developmental Disabilities, 34, 4255-4273.
Lippold, M. A., Duncan, L. G., Coatsworth, J. D., Nix, R. L., & Greenberg, M. T. (2015). Understanding How Mindful Parenting May Be Linked to Mother-Adolescent Communication. Journal of Youth Adolescent, 44(9): 1663–1673.
MacDonald, E. E., & Hastings, R. P. (2010) Mindful Parenting and Care Involvement of Fathers of Children With Intellectual Disabilities, Journal of Child and Family Studies, 19, 236-240.
Maljaars, J., Boonen, H., Lambrechts, G., Van Leeuwen, K., & Noens, I. (2014). Maternal Parenting Behavior and Child Behavior Problems in Families of Children and Adolescents with Autism Spectrum Disorder. Journal of Autism and Developmental Disorders, 44(3), 501-512.
McCaffrey, S. Reitman, D., & Black, R. (2016). Mindfulness in Parenting Questionnaire (MIPQ): Development and Validation of a Measure of Mindful Parenting. Mindfulness, 2, 1-15
Meamar, E., Keshavarzi, F., Emamipour, S., & Golshani, F. (2015). Effectiveness of mindful parenting training on mothers' affective and on the externalizing behavioral problems in adolescent girls. Journal of Applied Environmental and Biological Sciences, 5(11S), 677-682.
Medeiros, C., Gouveia, M. J., Canavarro, M. C., Moreira, H. (2016). The Indirect Effect of the Mindful Parenting of Mothers and Fathers on the Child’s Perceived Well-Being Through the Child’s Attachment to Parents. Mindfulness, 7(4), 916-927.
Meppelink, R., De Bruin, S. I, Wanders-Mulder, F. H., Vennik, C. J., & Bögels, S. M. (2016). Mindful Parenting Training in Child Psychiatric Settings: Heightened Parental Mindfulness Reduces Parents’ and Children’s Psychopathology. Mindfulness, 7, 680-689.
Moreira, H., & Canavarro, M. C. (2015 a). Individual and gender differences in mindful parenting: the role of attachment and caregiving representations. Personality and Individual Differences, 87, 13-19.
Moreira, H., & Canavarro, M. C. (2015 b). Psychometric properties of the Interpersonal Mindfulness in Parenting Scale in a sample of Portuguese mothers. Unpublished manuscript.
Moreira, H., Carona, C., Silva, N., Nunes, J., & Canavarro, M. C. (2016). Exploring the link between maternal attachment related anxiety and avoidance and mindful parenting: the mediating role of self compassion. Psychology and Psychotherapy: Theory, Research and Practice, 89, 369-384.
Moreira, H., Gouveia, M. J., Carona, C., Silva, N., & Canavarro, M. C. (2015). Maternal attachment and children’s quality of life: the mediating role of self-compassion and parenting stress. Journal of Child and Family Studies, 24(8), 2332-2344.
Moreland, A. D., & Dumas, J. E. (2008). Evaluating child coping competence: Theory and measurement. Journal of Child Family Studies, 17, 437-454.
Neff, K. D., & Faso, D. J. (2015). Self-Compassion and Well-Being in Parents of Children with Autism. Mindfulness, 6(4), 938-947.
Parent, J., Garai, E., Forehand, R., Roland, E., Potts, J., Haker, K., & Compas, B. E. (2011). Parent mindfulness and child outcome: the roles of parent depressive symptoms and parenting. Mindfulness, 1, 254-264.
Parent, J., McKee, L. G., Rough, J., & Forehand, R. (2016). The association of parent mindfulness with parenting and youth psychopathology across three developmental stages. Journal of Abnormal Child Psychology, 44(1), 191-202.
Palmer, A., & Rodger, S. (2009). Mindfulness, stress, and coping among university students. Canadian Journal of Counselling, 43(3), 198–212.
Ramasubramanian, S. (2016). Mindfulness, stress coping and everyday resilience among emerging youth in a university setting: a mixed methods approach. International Journal of Adolescence and Youth, 18, 1-14.
Rayan, A., & Ahmed, M. (2016 a). Psychological Distress in Jordanian Parents of Children with Autism Spectrum Disorder: The Role of Trait Mindfulness. Perspectives in Psychiatric Care, 1, 1-8.
Rayan, A., & Ahmad, M. (2016 b). Effectiveness of mindfulness-based interventions on quality of life and positive reappraisal coping among parents of children with autism spectrum disorder. Research in Developmental Disabilities, 55, 185-196.
Ritzema, A. M., & Sladecze, I. E. (2011). Stress in Parents of Children with Developmental Disabilities over Time. Journal on Developmental Dis abilities, 17(2), 21-34.
Sawyer-Cohen, J. A. & Semple, R. J. (2010). Mindful parenting: A call for research. Journal of Child and Family Studies, 19, 145-151.
Schroder, K. E. E. (2004). Coping competence as a predictor and moderator of depression among chronic disease patients. Journal of Behavioral Medicine, 27, 123-145.
Schroder, K. E. E., & Ollis, C. L. (2013). The Coping Competence Questionnaire: A measure of resilience to helplessness and depression. Motivation and Emotion, 37, 286-302.
Serkel-Schrama, I. J. P., De Vries, J., Nieuwesteeg, A. M., Pouwer, F., Nyklíček, I., Speight, J., de Bruin, S. I., Bögels, S. M., Hartman, E. E. (2016). The Association of Mindful Parenting with Glycemic Control and Quality of Life in Adolescents with Type 1 Diabetes: Results from Diabetes MILES-The Netherlands. Mindfulness, 7, 1227-1237.
Shapiro, S. L., Carlson, L., Astin, J. A., & Freedman, B. (2006). Mechanisms of mindfulness. Journal of Clinical Psychology, 62, 373-386.
Singh, N. N., Lancioni, G. E., Winton, A. S. W., Fisher, B. C., Wahler, R. G., McAleavey, K. (2006). Mindful parenting decreases aggression, noncompliance, and self-injury in children with autism. Journal of Emotional and Behavioral Disorders, 14, 169-177. 
Singh, N. N., Lancioni, G. E., Winton, A. S. W., Singh, J., Curtis, J. W., Wahler, R. G. (2007). Mindful parenting decreases aggression and increases social behavior in children with developmental disabilities. Behavior Modification, 31, 749-771.
Singh, N.N., Singh, A.N., Lancioni, G.E., Winston, A.S., Singh, J., Winton, A.S.W., & Singh, J. (2010). Mindfulness training for parents and their children with ADHD increases the children’s compliance. Journal of Child and Family Studies, 19, 157-174.
Siu, A. F.,  Ma, Y.,  & Chui, F. W. (2016). Maternal Mindfulness and Child Social Behavior: the Mediating Role of the Mother-Child Relationship. Mindfulness 7, 577-583.
Tak, Y. R., Van Zundert, R. M. P., Kleinjan, M., & Engels, R. C. M. (2015). Mindful Parenting and Adolescent Depressive Symptoms: The Few Associations Are Moderated by Adolescent Gender and Parental Depressive Symptoms. Mindfulness, 6, 812–823.
Torres, L. H., Bonilla, R. E., Moreno, A. K. (2016). Empathy in future teachers of the Pedagogical and Technological University of Colombia. Journal of New Approaches in Educational Research, 5(1), 30-37.
Turpyn, C. C., Chaplin, T. M. (2016). Mindful Parenting and Parents’ Emotion Expression: Effects on Adolescent Risk Behaviors. Mindfulness, 7, 246-254.
Van der Oord, S., Bögels, S.M., Peijnenburg, D. (2012). The Effectiveness of Mindfulness Training for Children with ADHD and Mindful Parenting for their Parents. Journal of Child and Family Studies, 21, 139–147.
Van de Weijer-Bergsma, E., Formsma, A. R., De Bruin, E. I., & Bögels, S. M. (2012). The Effectiveness of Mindfulness Training on Behavioral Problems and Attentional Functioning in Adolescents with ADHD. Journal of Child and Family Studies, 21, 775-787.
Waters, L. (2016). The Relationship between Child Stress, Child Mindfulness and Parent Mindfulness, Psychology, 7, 40-51.
Weinstein, N., Brown, K., Ryan, R. (2009). A multi-method examination of the effects of mindfulness on stress attribution, coping, and emotional well-being. Journal of Research in Personality, 43(3), 374-385.
Williams, K. L., & Wahler, R. G. (2010). Are mindful parents more authoritative and less authoritarian? An analysis of clinic-referred mothers. Journal of Child and Family Studies, 19, 230-235.
Wang, P., Michaels, C., & Day, M. (2011). Stresses and coping strategies of Chinese families with children with Autism and other developmental disabilities. Journal of Autism and Developmental Disorders, 41(6), 783-795.