فاعلية استخدام المقاييس النيوروسيکلوجية في الکشف عن الطلبة الموهوبين بالمرحلة المتوسطة والثانوية بمحافظة الباحة

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

المستخلص

       الحمد لله کما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه, والصلاة والسلام علي محمد بن عبد الله وعلي آلة وصحبه ومن اتبعه إلي يوم الدين, أما بعد...اعترافا بالفضل لأهله يتوجه الباحثان بالشکر الجزيل لعمادة البحث العلمي بجامعة الباحة لدعمها البحث وتمويله, لإدراکهم أهمية البحث ودعمه.  
       تهدف الدراسة الحالية إلي التعرف علي فاعلية المقاييس النيوروسيکلوجية في الکشف عن الطلبة الموهوبين بمحافظة الباحة, والکشف علي الفروق في الأداء علي بعض المقاييس النيوروسيکلوجية والتي تعزي إلي متغير الجنس (الذکور- الإناث) والمرحلة (المتوسطة- الثانوية) وذلک لدي الطلبة الموهوبين والعاديين. يتبع البحث المنهج الوصفي, طبقت البطارية علي عينة اشتملت علي (132) من الطلبة الموهوبين والعاديين. وبعد المعالجة الاحصائية أوضحت النتائج فاعلية المقاييس النيوروسيکلوجية في الکشف عن الطلبة الموهوبين, حيث ظهرت فروق ذات دلالة احصائية بين الطلبة الموهوبين والعاديين علي جميع المقاييس النيوروسيکلوجية. کما أشارت النتائج إلي وجود فروق بين الطلبة الذکور والإناث الموهوبين علي بعض المقاييس إلا أن هذه الفروق لا تشير إلي تميز الذکور أو الإناث علي مقاييس أحد نصفي المخ, بل تشير إلي التناسق والتکامل بين نصفي المخ لدي الموهوبين الذکور والإناث, وأظهرت النتائج کذلک فروق بين الطلبة الذکور والإناث العاديين, حيث تميز الذکور علي مقاييس نصف المخ الأيمن والإناث علي مقاييس نصف المخ الأيسر, ويتسق ذلک مع الأدب النظري. واتضح من النتائج أن طلبة المرحلة الثانوية الموهوبين والعاديين يتفوقوا علي طلبة المرحلة المتوسطة في سرعة ودقة معالجة المعلومات. وتوصلت الدراسة إلي مجموعة من المقترحات والتوصيات من أهمها استخدام المقاييس النيوروسيکلوجية في الکشف والتعرف علي الطلبة الموهوبين, لتحديد نقاط القوة لديهم وتقديم البرامج المناسبة لهم, واجراء دراسات أخري مشابهة علي مراحل مبکرة کالتعليم الابتدائي.

الكلمات الرئيسية


فاعلیة استخدام المقاییس النیوروسیکلوجیة فی الکشف عن الطلبة الموهوبین بالمرحلة المتوسطة والثانویة بمحافظة الباحة  

د عبد الوهاب بن مشرب اندیجانی          د/ نجلاء محمود محمد الحبشى

استاذ الصحة النفسیة المساعد             استاذ التربیة الخاصة المشارک

کلیة التربیة جامعة الباحة

       الحمد لله کما ینبغی لجلال وجهه وعظیم سلطانه, والصلاة والسلام علی محمد بن عبد الله وعلی آلة وصحبه ومن اتبعه إلی یوم الدین, أما بعد...اعترافا بالفضل لأهله یتوجه الباحثان بالشکر الجزیل لعمادة البحث العلمی بجامعة الباحة لدعمها البحث وتمویله, لإدراکهم أهمیة البحث ودعمه.  

       تهدف الدراسة الحالیة إلی التعرف علی فاعلیة المقاییس النیوروسیکلوجیة فی الکشف عن الطلبة الموهوبین بمحافظة الباحة, والکشف علی الفروق فی الأداء علی بعض المقاییس النیوروسیکلوجیة والتی تعزی إلی متغیر الجنس (الذکور- الإناث) والمرحلة (المتوسطة- الثانویة) وذلک لدی الطلبة الموهوبین والعادیین. یتبع البحث المنهج الوصفی, طبقت البطاریة علی عینة اشتملت علی (132) من الطلبة الموهوبین والعادیین. وبعد المعالجة الاحصائیة أوضحت النتائج فاعلیة المقاییس النیوروسیکلوجیة فی الکشف عن الطلبة الموهوبین, حیث ظهرت فروق ذات دلالة احصائیة بین الطلبة الموهوبین والعادیین علی جمیع المقاییس النیوروسیکلوجیة. کما أشارت النتائج إلی وجود فروق بین الطلبة الذکور والإناث الموهوبین علی بعض المقاییس إلا أن هذه الفروق لا تشیر إلی تمیز الذکور أو الإناث علی مقاییس أحد نصفی المخ, بل تشیر إلی التناسق والتکامل بین نصفی المخ لدی الموهوبین الذکور والإناث, وأظهرت النتائج کذلک فروق بین الطلبة الذکور والإناث العادیین, حیث تمیز الذکور علی مقاییس نصف المخ الأیمن والإناث علی مقاییس نصف المخ الأیسر, ویتسق ذلک مع الأدب النظری. واتضح من النتائج أن طلبة المرحلة الثانویة الموهوبین والعادیین یتفوقوا علی طلبة المرحلة المتوسطة فی سرعة ودقة معالجة المعلومات. وتوصلت الدراسة إلی مجموعة من المقترحات والتوصیات من أهمها استخدام المقاییس النیوروسیکلوجیة فی الکشف والتعرف علی الطلبة الموهوبین, لتحدید نقاط القوة لدیهم وتقدیم البرامج المناسبة لهم, واجراء دراسات أخری مشابهة علی مراحل مبکرة کالتعلیم الابتدائی.

الکلمات المفتاحیة: المقاییس النیوروسکلوجیة, الطلبة الموهوبین.

 

 

 

 

 

 


Effectiveness of Neuropsychological Scales in Screening Intermediate & High School Gifted Students At Al Baha

 

       The recent study  aims to examine the effectiveness of the neuropsychological scales in Screening the gifted students in Al Baha province , and to determine the performance variances on some neuropsychological scales that attributed to sex variable (male- female) and the educational stage (intermediate –high  school ) among gifted and normal students . In that study the researcher used the descriptive approach. The study sample consists of 132 of gifted and normal students. After applying a battery and a statistical examining of the study, the results reveal that there is effectiveness of the neuropsychological scales in screening the gifted students. Also, there are statistical differences on all scales among both male and female gifted students. But these differences do not take a specific dimension that can  demonstrates the distinguishing sores that  male and female achieved  on one of cerebral hemisphere scales , but it refers to the consistency and integration between the halves of the brain among those talented .  The results also reveal that there are differences between the normal male and female students, where the male students show a kind of distinguishing on the right side of the brain scale while the female show on the left side of the brain scale. These findings come in consistent with the theoretical literature. The results revealed that the gifted and normal students of high school demonstrate higher excellence than intermediate students on speed and accuracy of information processing. The study reach to set of proposals and recommendations. The most important of those recommendations is the emphasis on using such neuropsychological Scales in Screening and identifying those gifted Students in order to identify their strengths, provide them the appropriate programs, and to conduct more similar studies in the early educational stages such the primary stage.

Key words: Neuropsychological Scales, Gifted Students.

 

 

 

 

 

 

 


فاعلیة استخدام المقاییس النیوروسیکلوجیة فی الکشف عن الطلبة الموهوبین بالمرحلة المتوسطة والثانویة بمحافظة الباحة  

د عبد الوهاب بن مشرب اندیجانی          د/ نجلاء محمود محمد الحبشى

استاذ الصحة النفسیة المساعد             استاذ التربیة الخاصة المشارک

کلیة التربیة جامعة الباحة

المقدمة:

        یعد الموهوبین والمتفوقین ثروة الأمم, فعلیهم تبنی المجتمعات وترتقی بفضل انجازاتهم وابتکاراتهم. ومن ثم بدأ یتطور الاهتمام بهم فی الآونة الاخیرة, وبدأت الدول تهتم بالکشف عنهم وتقدیم البرامج المناسبة لهم, وانشاء مدارس لتجمیع الموهوبین. ولذا اهتم العلماء بإجراء العدید من الدراسات فی مجال الموهبة, من هذه المجالات ما اهتم بالتعرف علی خصائص الموهوبین, ومنها ما اتجه إلی تطویر البرامج المقدمة الیهم, ومنها ما اهتم بدراسة الوضع التربوی المناسب, واهتمت فئة أخری بتطویر أدوات الکشف عن الموهوبین باعتبارها المرحلة الاولیة فی مجال تقدیم الرعایة للموهوبین.

        وقد تطورت أسالیب الکشف عن الموهوبین, حیث بدأت بالترکیز علی نسبة الذکاء والتی وجه لها النقد الشدید ومن ثم تطورت اسالیب تکشف عن الخصائص السلوکیة للموهوبین. وتعددت مداخل الکشف عن الموهوبین من الاعتماد علی أداة واحدة الی أحدث هذه المداخل وهو الکشف متعدد المحکات.

     وبدأ فی الآونة الاخیرة تطور حدیث یتوجه للتعرف علی الفروق بین الموهوبین والعادیین فی خصائصهم النیوروسیکلوجیة وآلیة عمل المخ کما اتضح من دراسة (Jin, et al., 2007)  بوجود سیطرة للنصف الأیمن لدی الموهوبین مقارنة بالعادیین. وأوضحت کذلک دراسة O,Boyle, et al.,2004)) أن التفاعل بین نصفی المخ یعد خاصیة وظیفیة ممیزة للموهوبین.

     حیث یتصف الموهوبین بالسرعة والکفاءة فی التعلم بالمقارنة بالعادیین, ویمکن تفسیر ذلک بوجود فروق عصبیة فسیولوجیة تؤثر علی کفاءتهم العصبیة. حیث أوضحت دراسات تصور المخ التی أجریت علی الموهوبین وجود ارتباطات داخلیة قویة بین مناطق المخ المختلفة, مما یدعم وجود مجموعة من القدرات العصبیة المعرفیة مرتفعة المستوی والتی تشمل القدرة التنفیذیة والذاکرة العاملة, وتساعد هذه الوظائف العصبیة والتی تنضج فی سن مبکر فی ظهور الذکاء الابداعی لدی الموهوبین وسرعة معالجة المعلومات والضبط المعرفی المرتفع(Geake,2008: 7)  .

     ولذلک فهل یمکن استخدام بطاریة من المقاییس النیوروسیکلوجیة کأداة متعددة الجوانب للکشف عن الموهوبین بدرجة عالیة من الدقة والصدق, وذلک لأن التقییم الشامل لنظام الکشف والاختیار یرتکز علی الجوانب المهمة الأتیة: مدی ملائمة الأدوات والاختبارات المستخدمة فی عملیة الکشف عن الطلبة الموهوبین والمتفوقین لنوعیة الخبرات التی یقدمها البرنامج, وفاعلیة نظام الکشف فی تعرف الطلبة الموهوبین حقا واختیارهم, وتکیف الطلبة الذین تم اختیارهم مع المتطلبات الاکادیمیة والاجتماعیة والعاطفیة للبرنامج, والتکلفة المادیة لنظام الکشف التی یتم احتسابها علی أساس معدل ساعات العمل, وعدد الموظفین العاملین, والمصروفات الأخرى التی قد یحتاجها نظام الکشف, بالإضافة الی معرفة مدی الفائدة المتحققة من المعلومات التی جمعت أثناء عملیة الکشف والاختیار, سواء فی اتخاذ قرار الاختیار أو تطویر خطط التعلیم وخبرات البرنامج فی ضوء هذه المعلومات (جروان, 2011: 165-166).    

مشکلة الدراسة:

      تعد عملیة الکشف عن الموهوبین والمتفوقین والتعرف علیهم المدخل الطبیعی لأی مشروع أو برنامج یهدف إلی رعایتهم وإطلاق طاقاتهم. وهی عملیة فی غایة الأهمیة لأنه یترتب علیها قرارات قد تکون لها أثار خطیرة. ومن جهة أخری فإن نجاح أی برنامج لتعلیم الطلبة الموهوبین والمتفوقین یتوقف بدرجة کبیرة علی دقة عملیة الکشف عنهم وعلی سلامة الاجراءات التی اتبعت فی اختیارهم (جروان, 2012, 139).

     ومن ثم أجریت دراسات عدیدة لتطویر أدوات للکشف عن الموهوبین منها ما رکز علی الخصائص السلوکیة والبعض الأخر علی القدرات الابداعیة والذکاء وأخیرا المنحی متعدد المحکات الذی یقوم علی محکات متعددة للتعرف علی الموهوبین. حیث تساعد هذه المحکات المتعددة فی الکشف عن الموهوبین والمتفوقین نظرا لوجود فروق بینهم وبین العادیین. لکن تختلف المحکات التی تستخدم طبقا للکشف باختلاف البرامج التی سیتم اجراءاها, ویمکن أن تساعد الاختبارات النیوروسیکلوجیة فی الکشف فضلا عن التعرف علی نقاط القوة مما یساعد فی التوجیه التربوی والمهنی.

     یمکن أن تتلخص مشکلة الدراسة الحالیة فی التحقق من فعالیة بطاریة من المقاییس النیوروسیکلوجیة فی الکشف والتعرف علی الطلبة الموهوبین, ومن هنا یمکن تحدید مشکلة الدراسة فی الأسئلة التالیة :

  1. ما فاعلیة بطاریة مقاییس نیوروسیکلوجیة فی التعرف علی الطلبة الموهوبین؟
  2. هل توجد فروق ذات دلالة احصائیة بین متوسطات درجات الطلبة الموهوبین علی المقاییس النیوروسیکلوجیة تعزی إلی متغیر الجنس (ذکور- إناث) ؟
  3. هل توجد فروق ذات دلالة احصائیة بین متوسطات درجات الطلبة العادیین علی المقاییس النیوروسیکلوجیة تعزی إلی متغیر الجنس (ذکور- إناث)؟
  4. هل توجد فروق ذات دلالة احصائیة بین متوسطات درجات الطلبة الموهوبین علی المقاییس النیوروسیکلوجیة تعزی إلی متغیر المرحلة الدراسیة (متوسط- ثانوی)؟
  5. هل توجد فروق ذات دلالة احصائیة بین متوسطات درجات الطلبة العادیین علی المقاییس النیوروسیکلوجیة تعزی إلی متغیر المرحلة الدراسیة (متوسط- ثانوی)؟

أهداف الدراسة:

     تهدف الدراسة الحالیة إلی:

  1. التعرف علی فعالیة بعض المقاییس النیوروسیکلوجیة لنصفی المخ فی الکشف عن الطلبة الموهوبین.
  2.  الکشف عن الفروق بین طلاب المرحلة المتوسطة والثانویة فی أداء نصفی المخ من الموهوبین والعادیین.
  3.  التعرف عن الفروق بین الجنسین فی أداء نصفی المخ من الموهوبین والعادیین.


أهمیة الدراسة:

تتمثل اهمیة الدراسة الحالیة فی النقاط التالیة:

1-       تتضح أهمیة البحث فی توجهه للکشف عن الموهوبین وهم فئة نادرة ذات طاقات خلاقة, ومن ثم لابد من بذل الجهود لتطویر أدوات کشف جیدة للتعرف علیهم.

2-       اتجهت بعض الدراسات لتطویر أدوات للکشف عن الموهوبین, لکن لابد من التمشی مع التوجهات  المعاصرة والتی بحثت الخصائص النیوروسیکلوجیة للموهوبین, ومن ثم اتجه البحث الحالی لتوظیف هذا المنحى المعاصر فی الکشف عن الموهوبین.

3-       یقدم البحث الحالی للمتخصصین فی مجال الموهبة بطاریة أدوات نیوروسیکلوجیة تساعد فی التعرف علی جوانب القوة لدی الموهوبین وتصنیفهم ومن ثم تقدیم برامج الرعایة المناسبة لهم.

4-       یساعد البحث الحالی فی التعرف علی الفروق فی الأداء علی بعض المقاییس النیوروسیکلوجیة والتی تعزی الی الجنس, مما یوجه برامج الکشف عنهم وبرامج الرعایة المقدمة إلیهم لمراعاة هذه الفروق.

5-       یساعد البحث الحالی فی معرفة هل تتطور القدرات النیوروسیکلوجیة مع التقدم فی مراحل النمو والفروق بین العادیین والموهوبین مما یوجه معدی المناهج التعلیمیة للموهوبین والعادیین.


مصطلحات الدراسة:

الطلبة الموهوبین:

     یعرف الطلبة الموهوبین اجرائیا فی البحث الحالی بأنهم أولئک الطلاب الذین اجتازوا اختبار قیاس للموهوبین والذی یشمل قدرات عقلیة علیا متعددة وهم یتضمنوا أعلی 5% من مستوی الطلبة فی المملکة العربیة السعودیة.

حدود الدراسة:

الحدود الموضوعیة: تتحدد الدراسة فی التحقق من فعالیة المقاییس النیوروسیکلوجیة فی الکشف عن الطلبة الموهوبین بمحافظة الباحة.والکشف عن الفروق التی تعزی إلی متغیرات الجنس والمرحلة والنوع فی التأثیر علی الأداء علی الاختبارات النیوروسیکلوجیة.

الحدود المکانیة: مدارس المرحلة المتوسط والثانوی الحکومیة للبنات والبنین بمحافظة الباحة.

الحدود الزمانیة: تم التطبیق خلال الفصل الدراسی الثانی للعام الجامعی 1436/1437هـ.

الاطار النظری والدراسات السابقة:

     لقد تعددت تعریفات الموهبة وتنوعت وأصبح هناک تداخل شدید بین المصطلحات المختلفة مثل الموهوب والمبدع والمتفوق, ویرجع ذلک إلی التوجهات النظریة لواضعی التعریفات. فلقد عرف تیرمان الموهوبین علی أنهم الافراد الذین یقعون أعلی (1%) من درجة الذکاء العام باستخدام المقاییس المقننة للذکاء. ثم تطورت التعریفات إلی مجالات أکثر اتساعا شملت سمات وقدرات معرفیة مثل الابداع والدافعیة ویوجد توجه یعرف التفوق والموهبة بشکل کمی اعتمادا علی نسبة الذکاء وطبقا لهذا التوجه یعد الطالب متفوق إذا کانت نسبة ذکائه علی مقیاس استانفورد بینیه 130 فأکثر أو هو کل من یقع فوق المئین 95 أو یقع ضمن أعلی 5% أو أعلی 50 طالبا من مجتمع الدراسة أو المنطقة التعلیمیة علی محک معین للقیاس. کما یعرف رینزولی الموهبة والتفوق علی أنها تتکون من تفاعل ثلاث مجموعات السمات الإنسانیة وهی قدرات عامة فوق المتوسط, ومستویات مرتفعة من الالتزام بالمهمات (الدافعیة) ومستویات مرتفعة من القدرات الإبداعیة. والموهوبون هم أولئک الذین یمتلکون أو لدیهم القدرة علی تطویر هذه الترکیبة من السمات واستخدامها فی أی مجال للأداء الإنسانی(جروان ,2012: 64؛(Budding &Chidekel , 2012: 145).

     وهکذا فإن مفهوم الموهبة یصف الأفراد الذین یتمتعون بمستویات مرتفعة من الذکاء والقدرات المتمیزة ویمکن تصنیفهم إلی مجموعتین :

  • ذوی معاملات الذکاء المرتفعة التی تفوق 130 .
  • ذوی المواهب والقدرات الخاصة المتمیزة فی مجالات الفن والموسیقی والریاضیات (الریحانی, الزریقات, طنوس, 2010: 323).

اعتمدت التعریفات الحدیثة للطفل الموهوب على تغیر النظرة إلى أداء الطفل الموهوب فی المجتمع، إذ لم یعد ینظر إلى القدرة العقلیة کمعیار وحید لتعریف الطفل الموهوب، بل أصبح ینظر إلى أشکال أخرى من الأداء کالتحصیل الأکادیمی والتفکیر والمواهب الخاصة، والسمات الشخصیة کمعاییر رئیسة فی تعریف الطفل الموهوب  Budding et al., 2012: 145)؛(Bain & Sherry , 2007:450 .

        یتضح مما سبق عدم الاتفاق علی تعریف واحد الموهبة وإنما توجد تعریفات متعددة یرکز بعضها علی نسبة الذکاء والبعض الأخر علی السمات السلوکیة ویعد بعضها تعریفات متعددة الأبعاد إذ تؤکد علی امتلاک الموهوب القدرة علی الأداء المرتفع فی المجالات العقلیة والإبداعیة والفنیة والقیادیة (یوسف , 2010: 250؛الروسان ,2008: 225).

       وبالرغم من عدم وجود تعریف محدد وواضح للموهبة إلا أن هناک معاییر غالبا ما یستند إلیها فی تحدید الطفل الموهوب یعتمد بعضها علی المنحی السیکومتری ویرکز البعض الأخر علی تقدیر الأفراد ذوی الخبرة فی هذا المجال والذی یرکز علی الدافعیة والتعلم , وهذه المعاییر هی :

القدرة العقلیة العامة .

القابلیة الأکادیمیة المحددة .

القدرة علی التفکیر الإبداعی .

القدرة علی القیادة .

القدرة المرتفعة فی ممارسة المهمات الدقیقة (الریحانی وآخرون , 2010: 323؛(Heller ,2004: 302.

      مما سبق یتضح أنه لا یوجد تعریف واحد یمکن الاعتماد علیه للتعرف علی الموهوبین وهو ما یرجح أن الموهوبین لیسوا فئة واحدة متجانسة ولکن هم فئة یندرج تحتها فئات فرعیة ولذا اعتمدت الدراسة الحالیة علی العدید من المقاییس النیوروسیکلوجیة لنصفی المخ لکی تشمل کافة الفئات الفرعیة التی یمکن أن یشملها الموهوبین.

الخصائص السلوکیة للموهوب:

     ومن الملاحظ وجود اهتمام واضح فی العقد الثالث من القرن العشرین بدراسة الخصائص السلوکیة للموهوبین والمتفوقین والحاجات المرتبطة بها من أجل فهمها ودراستها. وظهرت تصنیفات متعددة لهذه الخصائص منها تقسیمها إلی خصائص معرفیة وأخری انفعالیة (جروان,2012: 115).

تشمل الخصائص الشخصیة والانفعالیة ما یلی:

       المیل إلی الاستقلال والتوجیه الذاتی, المثابرة والدافعیة العالیة, الحساسیة المفرطة وشده الانفعال, المیل إلی القیادة والتأثیر فی الآخرین, الثقة بالنفس واحترام الذات, تحمل المسئولیة, النزعة إلی الکمالیة والدقة, الحدة الانفعالیة, المثابرة, الوعی الحاد بالذات, التحقق من القواعد والسلطة, المیل إلی الانطواء وعدم التوکید (الریحانی وآخرون ,2010: 325-326).

 ومن الخصائص المعرفیة التی یتصف بها الموهوبون ما یلی:

       استنباط الأشیاء المجردة, معالجة المعلومات بطریقة معقدة, التعلم بسرعة, استثارة الأفکار الجدیدة, حب الاستطلاع, التخیل, قوة الترکیز، وقوة الذاکرة (جروان ,: 122-1272012؛ حبیب ,2000: 24-26؛ یوسف ,2010 ) والدافعیة للإنجاز والقیادة وقدرات نفسحرکیة(Mrazik& Dombrowski,2010:224 ).

      وإذا أردنا أن نضع تعریفا جیدا للموهبة فعلینا تحدید السمات والخصائص السلوکیة التی تمیز الموهوبین, والتی یمکن من خلالها التعرف علیهم واکتشافهم. ونظرا لأن السلوک الظاهر ما هو إلا نتاج لتغیرات نیوروبیولوجیة داخل الفرد, فإن التوجهات المعاصرة ترکز علی ذلک وهو ما یمکن أن تقدمه لنا المقاییس النیوروسیکلوجیة (الشیخ, منصور, سحر الکفافی, نجلاء الحبشی,2003: 1).

     ولقد ظهرت توجهات حدیثة فی علم نفس الموهبة  تعتنی بدراسة الأسس النیورسیکلوجیة للموهبة من أجل التعرف الأفضل علی هذه الفئة, مما یوجه برامج رعایة الموهوبین, ویمکن أن یساعد بدوره  فی التخلص من الخلط بین المصطلحات وتعدد تعریفات الموهبة (نجلاء الحبشی, 2015: 1022).

     أظهرت نتائج العدید من الدراسات أن الموهوبین یتصفوا بمجموعة من الخصائص التی تم الاهتمام بها والترکیز علیها منها:

  1. یتصف الموهوبین بحدوث نضج عقلی مبکر ومما یبرهن علی ذلک درجاتهم علی اختبارات الذکاء والتی تنحرف بدرجة کبیرة فوق معاییر العمر الزمنی.
  2. یظهر الموهوبون سرعة فی معالجة المعلومات, وبالتالی لا یحتاج الموهوب إلی التکرار لکی یتعلم, علی الرغم من أنه یمکن أن یتصف بالبطء فی الإجابة علی الاسئلة ذات المستوی الأدنى, ویمکن أن یرجع ذلک إلی تفسیره للسؤال فی مستوی أعلی من المتوقع وبالتالی یعالج کم کبیر من المعلومات لا حاجة له بها.
  3. یسعی الموهوب إلی الفهم من أعلی إلی أسفل.
  4. یتصف الموهوب بدرجة مرتفعة من الابداع, وتکوین علاقات بین الأشیاء بسهولة, ومما یساعدهم علی ذلک میولهم لمعالجة الرموز المجردة.

ولتفسیر هذه الخصائص التی تمیز الموهوبین لابد من التعرف علی الفروق العصبیة الفسیولوجیة التی تؤثر علی الکفاءة العصبیة (Geake, 2008: 1).

 الأسس النیوروسیکلوجیة للموهبة:

    یوجد اهتمام حدیث نسبیا بالنیوروسیکلوجی لأنه یقدم نظرة أکثر شمولیة لفهم السلوک البشری ویساعد فی فهم کیف یعمل المخ خلال أنشطة الحیاة الیومیة, ویوضح کیف تحدث السلوکات الطبیعیة والمرضیة(Kolb& Whishaw,2007) .

       یتصف الأطفال الموهوبون بمجموعة ممیزة من القدرات, والتی تمیز هؤلاء الأطفال عن رفاقهم العادیین, وغالبا ما تظهر علیهم فی سن مبکر. ولذا لابد من الاجابة علی سؤال هام: ما هی الفروق العصبیة المسؤولة عن تمیز مخ الموهوبین؟ ولقد اتجهت دراسات کثیرة لتعریف الموهبة, إلا أن القلیل من الأوراق العلمیة اتجه لتحدید المظاهر العصبیة (Mrazik& Dombrowski,2010: 224).

     رکزت بعض الدراسات علی وجود اثنین من المیکانیزمات النیوروبیولوجیة المسؤولة عن القدرة الریاضیة غیر العادیة: الأول یتصور وجود دور تدعیمی لنصف المخ الأیمن, والثانی یقترح وجود تضمن ثنائی الجانب لنصفی المخ (O,Boyle, 2005,248).

     ولقد قدمت الدراسات الحدیثة التی أجریت لبحث العملیات النیوروسیکلوجیة للموهوبین والمتفوقین استبصار عن کیفیة معالجة المعلومات لدیهم, وساعدت أیضا فی فهم النشاط الابداعی الذی یعد من أهم سماتهم. حیث ساعدت فی فهم کیف یتعلم ویفکر ویدرس هؤلاء الطلاب (Munro,2013:103 ).

     حیث أوضح   Geake(2008: 20)أن الموهوبین أکثر سرعة وکفاءة من العادیین, ویرجع ذلک إلی الفروق العصبیة الفسیولوجیة التی تؤثر علی کفاءتهم العصبیة. حیث أوضحت نتائج الدراسات التی أجریت باستخدام تصویر المخ أن الموهوبین لدیهم ترابطات داخلیة قویة بین مناطق المخ المختلفة, وخاصة مناطق اللحاء الجبهی التی نضجت مبکرا. ویتضح ذلک من خلال تمیزهم علی القدرات العصبیة المعرفیة مرتفعة المستوی والتی تشمل القدرة التنفیذیة والذاکرة العاملة (المباشرة). تساعد هذه الوظائف- والتی حدث لها نضج مبکر- فی تنمیة الابداع والذی یعد خاصیة ممیزة للموهوبین والذی یرتبط مع سرعة معالجة المعلومات والضبط المعرفی لدیهم.

      ومن ثم اجریت دراسات للتعرف علی الفروق بین الموهوبین والعادیین فی أداء المخ, حیث هدفت دراسة الأندیجانی (2009) إلی التعرف علی الفروق بین الموهوبین والعادیین فی استخدام أجزاء المخ وحل المشکلات والتوافق الدراسی لدى عینة من طلاب المرحلتین المتوسطة والثانویة بمدینة مکة المکرمة. تکونت عینة الدراسة من عینتین من الطلاب هما: الطلاب الموهوبون والعادیّون، وعینة الطلاب الموهوبین تعتبر عینة قصدیة کلیة. بلغ عدد الطلاب الموهوبین (146)، والطلاب العادیین (199) طالبا. طبق علی العینتین مقاییس أنماط التعلم والتفکیر "للکبار "من إعداد تورانس وتعریب مراد(1988م), ومقیاس حل المشکلات, ومقیاس التوافق الدراسی. توصلت الدراسة إلی مجموعة من النتائج من أهمها وجود فروق دالة بین الموهوبین والعادیین فی استخدام کل من  الجزء الأیسر من المخ لصالح العادیین، والجزء التکاملی لصالح الموهوبین، ولا توجد فروق فی استخدام الجزء الأیمن, ومن ثم أوصت الدراسة بتنمیة الجزء الأیمن والأیسر من المخ لدى الطلاب الموهوبین، وتنمیة الجزء الأیمن والتکاملی لدی الطلاب العادیین. من خلال حلقات التدریب، وورش العمل.

واتجهت دراسة  IM-Botter, Johnson&Leone, (2003)إلى التعرف على الفروق بین الطلاب الموهوبین والعادیین الذین تتراوح أعمارهم ما بین (6-11) عاما علی بعض مقاییس القدرات العقلیة کالانتباه والضبط المعرفی وسرعة معالجة المعلومات. أوضحت النتائج أن الطلاب الموهوبین حصلوا على درجات مرتفعة بدرجة دالة على المقاییس السابقة. وکان لدیهم قدرة متمیزة على التخلص من أی مثیرات تتداخل مع المهام. کما أوضحت النتائج کذلک وجود فروق تعزى إلى العمر.

     اتجهت دراسة O,Boyle&Singh,(2004) إلى بحث التفاعل بین نصفی المخ لدی المراهقین الموهوبین ریاضیا, والشباب ذوی القدرة المتوسطة, وطلاب الجامعة, وذلک من خلال عرض قائمة حروف هرمیة فی ثلاثة مواقف:(أ) أحادیة الجانب للنصف الایمن, (ب) أحادیة الجانب للنصف الأیسر, وثنائیة الجانب حیث یعرض أحد زوجی الحروف لکل نصف على التوالی. ویطلب من المفحوصین تقدیم أحکام تتراوح من عدم التناظر, تناظر موضعی, تناظر کلی. أوضحت النتائج أن مجموعة الشباب ذوی القدرة المتوسطة وطلاب الجامعة اتصف ادائهم بالسرعة على التناظر الموضعی فی حین أن مجموعة الموهوبین ریاضیا اتصفت بالسرعة على التناظر الکلی. ولم تظهر فروق بین نصفی المخ لدی الموهوبین ریاضیا. واتصف أداء الشباب ذوی القدرة المتوسطة وطلاب الجامعة بالبطء فی المحاولات ثنائیة "ویسکونسین" لفرز البطاقات, ومقیاس الکلمة الملونة "لستروب", واختبار الطلاقة الشفهیة للکلمات, واختبار طلاقة الأشکال, واختبار توصیل الدوائر, مقارنة باختبار الشکل المرکب "لرای", واختبار التعلم اللفظی السمعی "لرای", واختبار التحصیل واسع المجال, لدی الأطفال الموهوبین والأطفال ذوی الدرجات المرتفعة عن المتوسط والمنخفضة عنه. أشارت النتائج إلى وجود ارتباط  دال احصائیا بین نسبة الذکاء الکلیة مع درجة أخطاء الوظوب وعدم الوظوب على اختبار "ویسکونسین" لفرز البطاقات, واختبار "ستروب" للکلمة الملونة, وطلاقة الکلمات الشفهیة, وطلاقة الأشکال, الشکل المرکب "لرای". کما أوضحت نتائج تحلیل التباین أن الأطفال الموهوبین تفوق أدائهم عن الطلاب العادیین على اختبارات الوظائف التنفیذیة ولم تظهر الفروق على اختبارات الوظائف غیر التنفیذیة.

     بینما هدفت الدراسة التی أجراها Arffa, (2007) إلى الکشف عن العلاقة بین الذکاء ومقیاس ویسکونسین لفرز البطاقات ومقیاس الکلمة الملونة لستروب, واختبار الطلاقة الشفهیة للکلمات, واختبار طلاقة الأشکال, واختبار توصیل الدوائر, مقارنة باختبار الشکل المرکب الذی اعده رای, واختبار التعلم اللفظی السمعی الذی اعده رای, واختبار التحصیل واسع المجال,  لدى الأطفال الموهوبین والأطفال ذوی الدرجات المرتفعة عن المتوسط والمنخفضة عنه. اشارت النتائج إلى وجود ارتباط دال احصائیا بین نسبة الذکاء الکلیة مع درجة أخطاء الوظوب وعدم الوظوب على اختبار ویسکونسین لفرز البطاقات, واختبار ستروب للکلمة  الملونة, وطلاقة الکلمات الشفهیة, وطلاقة الأشکال, الشکل المرکب لرای. کما اوضحت نتائج تحلیل التباین أن الاطفال الموهوبین تفوق ادائهم عن الطلاب العادیین على اختبارات الوظائف التنفیذیة ولم تظهر الفروق على اختبارات الوظائف غیر التنفیذیة.

     وبحثت دراسة  Jin, Kim, Park,& Lee,(2007) الفروق بین الموهوبین والعادیین على EEG, وکذلک بحث أی من مناطق المخ تعد ذات علاقة بالتذکر على مقیاس "رای- استراوس" للشکل المرکب, ومقارنة للتغیرات فی الأنشطة اللحائیة المعقدة بین الموهوبین وطلاب عادیین بینهم تجانس فی السن. تم تسجیل EEG من خلال 16 قطب على عینة تکونت من 18 موهوب من الأیامن وعینة مماثلة من الطلاب العادیین قبل وأثناء أداء مهمة التذکر على اختبار "رای- استراوس" للشکل المرکب. حصل الطلاب الموهوبین على درجات مرتفعة بدرجة دالة مقارنة بالطلاب العادیین على EEG أثناء مهمة التذکر واتضح أن نشاط المخ المصاحب للمهمة کان فی الجانب الأیمن للمناطق المرکزیة والصدغیة والقذالیة وثنائی الجانب لمناطق مقدمة الجبهة. أحد النتائج الهامة لهذه الدراسة هو وجود سیطرة لنصف الأیمن لدی الموهوبین مقارنة بالعادیین.

      من خلال ما سبق یمکن استخلاص بعض النقاط الهامة:

  1. توجد سیطرة للنصف الایمن لدی الموهوبین مقارنة بالعادیین کما اتضح من دراسة Jin, Kim, Park,& Lee,(2007)  یعد التفاعل بین نصفی المخ خاصیة وظیفیة ممیزة للموهوبین ریاضیا, کما اتضح من دراسة O,Boyle&Singh,(2004) والأندیجانی (2009).
  2. یتفوق الأطفال الموهوبین على الأطفال العادیین على الوظائف التنفیذیة والتی تعد وظیفة للفص الجبهی کما اتضح من دراسة  .(Arffa, 2007)کما توجد فروق بین الموهوبین والعادیین على EEG خلال مهام التذکر دراسة Jin, Kim, Park,& Lee,(2007).
  3. یتصف أداء الموهوبین بالقدرة المتمیزة على الانتباه وبسرعة معالجة المعلومات کما اتضح من دراسة  .IM-Botter, Johnson&Leone
  4. توجد فروق تعزى إلى متغیر العمر دراسة بولتر وأخرون (2003).
  5. توجد ندرة فی الدراسات التی أجریت فی الفروق بین الجنسین.

الکشف عن الموهوبین:

      تعد عملیة الکشف عن الطلبة الموهوبین والتعرف علیهم المدخل الطبیعی لأی مشروع أو برنامج یهدف إلی رعایتهم وإطلاق طاقتهم. وهی عملیة فی غایة الأهمیة. وتمر عملیة الکشف بعدة مراحل تشمل:

  • مرحلة الاستقصاء: الترشیح والتصفیة.
  • مرحلة الاختبارات والمقاییس.
  • مرحلة الاختیار (جروان, 2012: 139-161).

       وقد أجریت دراسات متعددة لبحث واقع أسالیب الکشف المستخدمة کما فی دراسة  مجاهد (2013) فقد توصل منها إلی مجموعة من الاستنتاجات ووضع مجموعة من التوصیات منها عدم الاعتماد علی معیار واحد فی الانتقاء والاعتماد بدلا من ذلک علی معاییر ووسائل عدیدة ومتنوعة, وحتی تحقق الغایة المرجوة من استخدام عدة محکات فی الکشف عن الطلاب الموهوبین لابد من الانتباه لخصائص القیاس النفسی للاختبارات المستخدمة واستنادها للمعاییر المعتمدة عالمیا.

       ومن ثم توجه العدید من الباحثین للکشف عن فعالیة العدید من المقاییس فی الکشف عن الموهوبین کما فی دراسة جروان (2011) والتی اتضح منها فاعلیة مقیاس الاستثارات الفائقة فی الکشف عن الموهوبین, ودراسة عطا الله (2008) والتی کشفت أن القیمة النسبیة لکفاءة ترشیحات المعلمین ضعیفة إلی حد ما.

       حیث اتجهت دراسة جروان (2011) إلى التحقق من فاعلیة مقیاس الاستثارات الفائقة فی الکشف عن الطلاب الموهوبین وتعرف الفروق فی الاداء على المقیاس والتی تعزى إلى متغیر الجنس والعمر. أجریت الدراسة على عینة بلغت (289) طالبا وطالبة, منهم (115) طالبا وطالبة تم اختیارهم عشوائیا من الطلاب الموهوبین الملتحقین بالصفین التاسع والحادی فی مدرسة الیوبیل للموهوبین, و(174) طالبا وطالبة من الطلاب العادیین من طلبة الصفین التاسع والحادی عشر فی مدارس وزارة التربیة والتعلیم, تتراوح اعمارهم بین (15-17). طبق على هذه العینة مقیاس الاستثارات الفائقة والذی تضمن بصورته النهائیة (50) فقرة موزعة بالتساوی على خمسة أبعاد للاستثارات الفائقة النفسحرکیة, والحسیة, والتخیلیة, والعقلیة. أوضحت نتائج الدراسة وجود فروق ذات دلالة احصائیة بین متوسط الطلاب الموهوبین والعادیین لصالح الموهوبین على جمیع أبعاد المقیاس, مما یؤکد فاعلیة المقیاس فی الکشف عن الطلاب الموهوبین. کما اوضحت النتائج عدم وجود فروق بین الذکور والاناث على المقیاس ککل وعلى باقی المقاییس الفرعیة, باستثناء مقیاس الاستثارات الانفعالیة حیث کان الفرق ذا دلالة احصائیة لصالح الاناث, بینما کان الفرق دالا احصائیا لصالح الذکور على مقیاس الاستثارات التخیلیة. وأشارت النتائج إلى عدم وجود فروق ذات دلالة احصائیة تعزى للصف أو الفئة العمریة.

   وهدفت دراسة عطا الله (2009) إلى الکشف عن الأطفال الموهوبین وفق مدخل المحکات المتعددة بین تلامیذ الحلقة الثانیة, والتحقق من وجود اختلافات فی الموهبة العقلیة وفقا لبعض المتغیرات الدیموغرافیة مثل: اختلاف النوع, والعمر الزمنی, والصف الدراسی. فتم تطبیق بطاریة المحکات المتعددة التی تحتوی على المتغیرات التالیة ( الذکاء لرافن, والابداع لتورانس الصورة الشکلیة, والسمات السلوکیة , وتحصیل الریاضیات من اعداد المعلمین, والتحصیل الدراسی العام), على (955) تلمیذا, منهم ما نسبته (52 %) ذکور, وما نسبته (48%) إناث, وقد أظهرت النتائج وجود اختلافات نوعیة فی انتشار الموهبة, وفی درجاتها لصالح الإناث, کما کشفت عن فروق فی الموهبة تعزى إلى الصف الدراسی, بینما لم توجد فروق فی الموهبة العقلیة تعزى للعمر الزمنی.

        وأجری   Pfeiffer &Jarosewich,(2007)دراسة هدفت إلى تحلیل عینة مقننة من مقیاس جدید لتقدیر المعلم صمم للمساعدة فی التعرف على الطلاب الموهوبین. اعتمد مقیاس تقدیر الطلاب الموهوبین- صورة المدرسة على نموذج الأبعاد المتعددة للموهبة. أشارت النتائج إلى عدم وجود فروق  تعزى إلى العمر أو الجنسیة على أی من المقاییس الفرعیة, وفروق بسیطة لکن داله احصائیا لصالح الإناث على ثلاثة من ستة مقاییس: القدرة الفنیة والدافعیة والقیادة. وتدعم النتائج الاحصائیة للکفاءة التشخیصیة وتحلیل المنحنى الذی تم التوصل إلیه إلى صدق مقیاس القدرة العقلیة فی التعرف على الطلاب الموهوبین عقلیا. حیث نجح مقیاس القدرة العقلیة فی التعرف على الطلاب الموهوبین ذوی نسب الذکاء المرتفعة (حساسیة الاختبار) والتعرف على الطلاب الموهوبین الذین لم یحصلوا على درجات مرتفعة على اختبار الذکاء (دقة الاختبار). وتدعم نتائج الدراسة الخصائص السیکومتریة للمقیاس کأداة صادقة للکشف عن الموهوبین.

تصمیم ومنهجیة الدراسة:

      استخدمت الدراسة المنهج الوصفی المقارن وذلک لأنه یناسب الدراسة الحالیة حیث یساعد فی التحقق من فاعلیة المقاییس النیوروسیکلوجیة فی التعرف علی الطلبة الموهوبین أکادیمیا والتعرف علی الفروق فی الأداء والتی تعزی إلی متغیر الجنس (ذکور- إناث) والمرحلة (متوسط- ثانوی) والتفاعل بین المتغیرات.

إجراءات الدراسة:

عینة الدراسة: 

تکونت عینة الدراسة من(132) الطلبة الموهوبین والعادیین, بمدارس المرحلة المتوسطة والثانویة الحکومیة بمحافظة الباحة. ویتضح من الجدول التالی توزیع أفراد العینة طبقا لمتغیر الجنس (ذکور- اناث) والمرحلة (متوسط-ثانوی) والنوع (موهوب-عادی).

جدول (1) یوضح توزیع عینة الدراسة طبقا لمتغیر النوع والجنس والمرحلة الدراسیة.

م

النوع

الجنس

المرحلة الدراسیة

ذکور

اناث

الاجمالی

متوسط

ثانوی

الاجمالی

1

الموهوبین

23

42

65

35

30

65

2

العادیین

24

43

67

35

32

67

أدوات الدراسة:

اشتملت أدوات الدراسة علی بطاریة من المقاییس النیوروسیکلوجیة التی أعدتها الحبشی (2000) وطورتها (2005) وهی تشمل:

  1. مقیاس التعلم اللفظی السمعی:                              

        یهدف هذا الاختبار لقیاس الذاکرة المباشرة اللفظیة السمعیة، التعلم اللفظی السمعی، الاستدعاء المرجأ اللفظی، والتعرف المرجأ اللفظی السمعی.

وصف المقیاس:

       یتکون الاختبار من قائمـة الکلمات ( أ ) وتشمـل (15) کلمة، وقائمة التعرف ( ب) وتشمل (45) کلمة، (15) کلمة منها هی نفس کلمات القائمـة ( أ )، و(15) کلمة منها تعد مرادفات لکلمات القائمة ( أ)، أما الـ(15) کلمة الأخیرة فتتشابه فی النطق مع کلمات القائمة (أ).

تطبیق المقیاس :

       یجلس الفاحص فی مواجهة المفحوص ویقـدم له التعلیمات. ثم یواصل قراءة کلمات القائمة ( أ ) بإیقاع ثابت ( 2ث) بین کل کلمة وأخرى. ثم یقدم تعلیمات للمفحوص بعد ذلک بأن یحاول تذکر أکبر عدد من الکلمات ویتکرر هذا الإجراء ثلاث محاولات للأطفال العادیین والموهوبین. وبعد فترة إرجاء أکثر من (30) دقیقة - یجب أن تکـون مملوءة  بأنشطة غیر لفظیة – تجرى محاولة للاستدعاء المرجأ اللفظی یلیها محاولة للتعرف المرجأ اللفظی السمعی.

 

  1. مقیاس "راى" لتعلم الشکل البصری:                     

       یهدف المقیاس إلی قیاس الذاکرة البصریة المباشرة، والتعلم غیر اللفظی البصری، والاستدعاء غیر اللفظی المرجأ والتعرف البصری المرجأ. قامت الحبشی (2000) بترجمة المقیاس واجراء بعد التعدیلات علیه حیث کان یستخدم للذاکرة المباشرة فقط والتعرف وتم توظیفه لقیاس الوظائف السابق الإشارة إلیها.

تطبیق المقیاس:

       یجلس الفاحص فی مواجهـة المفحوص ویقدم له صفحة من الورق (28 × 21 سم) مقسمة إلى (12) مربعاً فارغاً وقلم رصاص وممحاة. ویقدم الفاحص التعلیمات ثم یواصل عرض کل کارت من الکروت بإیقاع (2ث) لکل کارت، ولابد أن یکون الفاحص حریصاً دائماً على الاحتفاظ بنفس الإیقاع للعرض، ثم یقدم تعلیمات للمفحوص بعد ذلک بأن یرسم کل الأشکال التی یستطیع تذکرها ویتکرر هذا الإجراء ثلاث محاولات للموهوبین والعادیین. وفی کل مرة یقدم الفاحص صفحة جدیدة للاستدعاء مع تقدیم التعلیمات المناسبة. لا یوجد وقت محدد للاستدعـاء فی کل محاولة. وبعد فترة إرجاء (30) دقیقة تجرى محاولتین للاستدعاء غیر اللفظی المرجأ والتعرف البصری المرجأ.

مقیاس الاحتفاظ بالانتباه البصری:              

وصف المقیاس:

       یشمل المقیاس صورتین ( أ- ب) إحداهما لفظیة والأخرى غیر لفظیة. وتشمل الصورة (أ) صفحة بها خمسة سطور من الحروف الأبجدیة  المرتبة عشوائیاً. ویطلب فیها من المفحوص أن یقوم بشطب الحرف (أ) إذا تبعه الحرف (س) مباشرة، ویقوم الفاحص بتسجیل الزمن الذی استغرقه المفحوص ثم یستخرج درجة للأخطاء. وتشمل الصورة  (ب) صفحة بها خمسة سطور لأشکال هندسیة مختلفة ونطلب فیها من المفحوص أن یقوم بشطب المثلث إذا تبعه مربع مباشرة، ویسجل الفاحص الزمن، ثم یستخرج درجة للأخطاء. وتعبر درجة الأخطاء عن نسیان المفحوص لشطب الحرف أو الشکل المطلوب أو شطب حرف أو شکل على سبیل الخطأ.

تعلیمات الاختبار:

الصورة (أ):

       یقول الفاحص للمفحوص:" سوف أعرض علیک الآن صفحة بها خمسة سطور من الحروف الأبجدیة مرتبة عشوائیاً، والمطلوب منک أن تقوم بشطب حرف (أ) إذا تبعه مباشرةً حرف (س)، أما إذا تبعه أی حرف أخر فلا تقوم بشطبه، ابدأ الآن".

ملحوظة: هنا یقوم الفاحص بتسجیل الزمن.

الصورة (ب):

       یقول الفاحص للمفحوص: "سوف أعرض علیک الآن صفحة بها مجموعة من الأشکال الهندسیة المختلفة والمطلوب منک أن تقوم بشطب المثلث إذا تبعه مباشرة المربع، أما إذا تبعه أی شکل هندسی آخر فلا تقوم بشطبه، ابدأ الآن".

ملحوظة: هنا یقوم الفاحص بتسجیل الزمن.

حساب الدرجات:

درجة الزمن: وتحسب بالثوانی للصورة (أ ، ب).

درجة الأخطاء: وهی تعبر عن:

(1) عدم شطب الحرف (أ) المتبوع بحرف (س) مباشرةً (الصورة أ) ، عدم شطب المثلث المتبوع بالمربع مباشرة ً(الصورة  ب).

(2) أن بقوم المفحوص بشطب الحرف (أ) غیر المتبوع بحرف (س) وذلک فی الصورة (أ) من الاختبار، وشطب المثلث غیر المتبوع بالمربع مباشرةً وذلک فی الصورة (ب) من الاختبار.

(3) أن یقوم المفحوص بشطب أی حروف أخرى (الصورة أ)، أو أشکال هندسیة أخرى (الصورة ب).

مقیاس الطلاقة اللفظیة:

وصف الاختبار:

       یطلب الفاحص من المفحوص فی هذا الاختبار أن یقدم أکبر عدد من الکلمات - تبدأ بحرف معین - قدر الإمکان، ویبدأ بمجرد أن یقرأ علیه الحرف المطلوب وذلک خلال فترة زمنیة محددة.

التعلیمات:

       یهدف المقیاس إلی قیاس الطلاقة اللفظیة و یتم قیاسها فی هذا المقیاس عن طریق قیاس قدرة المفحوص على إنتاج اکبر عدد من الکلمات التی تبدأ بحرف معین أو فئة معینة خلال فترة زمنیة محددة.

       یقول الفاحص للمفحوص: "هقولک حرف من حروف الهجاء، وبعد ذلک عوزک تقول لی کلمات کثیرة تبدأ بهذا الحرف بسرعة قدر الإمکان. على سبیلالمثال: لو قلت لک الحرف (ب) ممکن أن تقول برتقال، بقدونس، بلح، برایة ، ... الخ. لکن مش عوزک تقول لی أسماء علم مثل باسم ، باریس .... الخ. ولا تستخدم أیضا مشتقات لنفس الکلمة مرة أخرى کأن تقول یأکل و یأکلون. هل هناک استفسار آخر ". ویجب التأکد من فهم المفحوص للتعلیمات وبعدها یقول له الفاحص: " ابدأ بحرف (س)، ابدأ الآن وتوقف عندما أطلب منک ذلک". ثم یسجل الفاحص الکلمات التی یسردها المفحوص.

       یسمح بدقیقة لکل حرف وفی نهایة الإجابة تقول "جید". إذا توقف المفحوص قبل نهایة الدقیقة یجب أن نشجعه على إعادة التفکیر فی مزید من الکلمات. وإذا استمر المفحوص صامت لمدة (15 ث) یجب تکرار التعلیمات وذکر الحرف المطلوب. والحروف المستخدمة فی هذا الاختبار هی (س، م، ج).

صدق وثبات البطاریة:

     قامت الحبشی (2000) بالتحقق من صدق البطاریة من خلال عرضها علی مجموعة من المحکمین, تلی ذلک اجراء التحلیل العاملی أوضحت نتائجه تمتع البطاریة بدرجة عالیة من الصدق. وقامت بالتحقق من الثبات بواسطة التجزئة النصفیة لکل مقیاس فرعی علی حده وبالتالی فالبطاریة تتمتع بدرجة عالیة من الصدق والثبات.

ثبات البطاریة فی الدراسة الحالیة:

تم حساب ثبات البطاریة باستخدام التجزئة النصفیة (زوجی- فردی) لکل مقیاس فرعی علی حده وتتضح معاملات الارتباط بین جزئی کل مقیاس فی الجدول التالی:

جدول (2) یوضح معاملات الارتباط بین جزئی الاختبارات(زوجی- فردی) لبطاریة الاختبارات.

م

مقاییس البطاریة

معامل الارتباط

مستوی الدلالة

1

مقیاس التعلم اللفظی السمعی

الذاکرة المباشرة اللفظیة

0,86

0,01

التعلم اللفظی السمعی

0,91

0,01

الاستدعاء اللفظی السمعی المرجأ

0,87

0,01

2

مقیاس رای لتعلم الشکل البصری

الذاکرة المباشرة غیر اللفظیة

0,84

0,01

التعلم غیر اللفظی السمعی

0,93

0,01

الاستدعاء غیر اللفظی السمعی المرجأ

0,81

0,01

3

مقیاس الطلاقة اللفظیة

0,77

0,01

4

مقیاس الاحتفاظ بالانتباه بصری لفظی

0,73

0,01

5

مقیاس الاحتفاظ بالانتباه بصری غیر لفظی

0,82

0,01

یتضح من مما سبق أن البطاریة تتمتع بدرجة مرتفعة من الصدق والثبات تبرر استخدامها فی الدراسة الحالیة.

الأسلوب الإحصائی:

      تم استخدام اختبار (ت) لدلالة الفروق بین المتوسطات.

نتائج الدراسة ومناقشتها وتفسیرها:     

إجابة السؤال الأول ومناقشتها وتفسیرها:

      ینص السؤال الأول علی "ما فعالیة المقاییس النیوروسیکلوجیة فی التعرف علی الطلبة الموهوبین؟ وللإجابة علی السؤال الأول تم استخدام اختبار (ت) لدلالة الفروق بین المتوسطات, وذلک بعد التحقق من التجانس بین العینات وتتضح النتائج من الجدول التالی:

 

جدول (3) یوضح نتائج اختبار (ت) للفروق بین متوسطات الموهوبین والعادیین علی الاختبارات النیوروسیکلوجیة

المتغیر

الطلبة الموهوبین

الطلبة العادیین

درجات الحریة

قیمة (ت)

مستوی الدلالة

المتوسط

الانحراف المعیاری

العدد

المتوسط

الانحراف المعیاری

العدد

الذاکرة المباشرة السمعیة اللفظیة

6,476

1,786

65

5,597

1,633

67

130

2,955

0,004

التعلم اللفظی السمعی

12,507

2,039

10,492

2,017

5,706

0,000

الاستدعاء اللفظی السمعی المرجأ

11,046

2,114

8,313

2,046

5,975

0,000

التعرف اللفظی السمعی المرجأ

14,015

0,976

12,343

1,656

7,038

0,000

أخطاء التعرف اللفظی السمعی المرجأ

1,846

1,449

4,731

1,071

-9,246

0,000

الذاکرة المباشرة غیر اللفظیة البصریة

7,200

1,108

5,194

1,489

6,329

0,000

التعلم غیر اللفظی البصری

12,153

2,032

10,149

2,189

5,447

0,000

الاستدعاء غیر اللفظی البصری المرجأ

11,123

2,803

8,268

2,192

6,527

0,000

التعرف غیر اللفظی البصری المرجأ

14,153

1,019

12,313

1,616

7,798

0,000

أخطاء التعرف غیر اللفظی البصری المرجأ

1,723

1,536

4,865

1,131

-9,693

0,000

الاحتفاظ بالانتباه بصری لفظی (زمن)

18,369

9,343

26,731

9,118

-4,671

0,000

الاحتفاظ بالانتباه بصری لفظی (أخطاء)

0,123

0,414

0,492

0,746

-3,501

0,000

الاحتفاظ بالانتباه بصری غیر لفظی (زمن)

17,907

9,902

27,985

9,787

-5,052

0,000

الاحتفاظ بالانتباه بصری غیر لفظی (أخطاء)

0,169

0,486

0,746

0’841

-4,806

0,000

الطلاقة اللفظیة

22,323

4,012

20,209

4,761

3,402

0,000

     یتضح من الجدول السابق وجود فروق ذات دلالة احصائیة أکثر من (0,01) علی جمیع المقاییس النیوروسیکلوجیة لصالح الموهوبین مما یوضح فعالیة المقاییس النیوروسیکلوجیة فی التعرف علی الطلبة الموهوبین. وتتفق هذه النتائج مع دراسة (Arffa, 2007) والتی أوضحت وجود فروق بین الموهوبین والعادیین علی الوظائف التنفیذیة والتی تعد وظیفی للفص الجبهی وهی تشمل اختبارات الطلاقة اللفظیة والذاکرة المباشرة السمعیة اللفظیة والذاکرة المباشرة البصریة غیر اللفظیة فی هذه الدراسة, ودراسة  (Jin, Kim, Park,& Lee, 2007) التی أوضحت وجود فروق بین الموهوبین والعادیین علی EEG خلال مهام التذکر, ودراسة دراسة ( IM-Botter, Johnson&Leone,2003) والتی أشارت إلی تمیز الموهوبین فی الانتباه (اختباری الاحتفاظ بالانتباه لفظی وغیر لفظی فی الدراسة الحالیة) وسرعة معالجة المعلومات (کما تتضح فی زمن الاحتفاظ بالانتباه لفظی وغیر لفظی). ویفسر هذه الاختلافات بین الموهوبین والعادیین وجود فروق عصبیة فسیولوجیة تؤثر علی کفاءة الموهوبین عصبیا مما یجعلهم أکثر سرعة وکفاءة فی معالجة المعلومات من العادیین, حیث اتضح من نتائج الدراسات التی استخدمت تصویر المخ أن الموهوبین لدیهم ترابطات داخلیة قویة بین مناطق المخ المختلفة, ومما یزید من تناسقها وتکاملها مناطق اللحاء الجبهی التی نضجت مبکرا. یتضح ذلک من خلال تمیزهم علی القدرات العصبیة المعرفیة مرتفعة المستوی والتی تشمل القدرة التنفیذیة والذاکرة العاملة (المباشرة). تساعد هذه الوظائف- والتی حدث لها نضج مبکر- فی تنمیة الابداع والذی یعد خاصیة ممیزة للموهوبین والذی یرتبط مع سرعة معالجة المعلومات والضبط المعرفی لدیهم(Geake,2008). مما سبق یتضح فعالیة وکفاءة بطاریة المقاییس النیوروسیکلوجیة فی الکشف والتعرف علی الطلبة الموهوبین.

اجابة السؤال الثانی ومناقشتها وتفسیرها:

     ینص السؤال الثانی علی: "هل توجد فروق ذات دلالة احصائیة بین متوسطات درجات الطلبة الموهوبین علی المقاییس النیوروسیکلوجیة تعزی إلی متغیر الجنس (ذکور- إناث)"؟ وللإجابة علی السؤال الثانی تم استخدام اختبار (ت) لدلالة الفروق بین المتوسطات, وذلک بعد التحقق من التجانس بین العینات وتتضح النتائج من الجدول التالی:

جدول (4) یوضح نتائج اختبار (ت) للفروق بین متوسطات الذکور والإناث الموهوبین علی الاختبارات النیوروسیکلوجیة

المتغیر

الذکور الموهوبین

الإناث الموهوبات

درجات الحریة

قیمة (ت)

مستوی الدلالة

المتوسط

الانحراف المعیاری

العدد

المتوسط

الانحراف المعیاری

العدد

الذاکرة المباشرة السمعیة اللفظیة

7,043

2,245

23

6,166

1,412

42

63

1,925

0,05*

التعلم اللفظی السمعی

12,826

2,228

12,333

1,933

1,932

0,05*

الاستدعاء اللفظی السمعی المرجأ

9,869

3,969

11,690

2,342

2,331

0,02*

التعرف اللفظی السمعی المرجأ

13,434

0,895

14,333

0,874

3,928

0,000**

أخطاء التعرف اللفظی السمعی المرجأ

2,913

1,504

1,261

1,037

5,213

0,000**

الذاکرة المباشرة غیر اللفظیة البصریة

6,304

1,222

7,690

2,332

2,652

0,010**

التعلم غیر اللفظی البصری

12,782

1,650

11,809

2,550

1,882

0,06

الاستدعاء غیر اللفظی البصری المرجأ

12,652

1,799

10,285

2,915

3,534

0,001**

التعرف غیر اللفظی البصری المرجأ

14,930

0,288

13,738

1,037

5,304

0,000**

أخطاء التعرف غیر اللفظی البصری المرجأ

0,739

0,688

2,261

1,608

4,316

0,000**

الاحتفاظ بالانتباه بصری لفظی (زمن)

17,304

6,717

18,952

10,530

5,677

0,501

الاحتفاظ بالانتباه بصری لفظی (أخطاء)

0,043

0,208

0,238

0,576

1,560

0,124

الاحتفاظ بالانتباه بصری غیر لفظی (زمن)

25,130

11,314

13,952

26,250

5,146

0,000**

الاحتفاظ بالانتباه بصری غیر لفظی (أخطاء)

0,043

0,208

0,238

0,576

1,560

0,124

الطلاقة اللفظیة

19,087

0,733

22,547

4,527

3,627

0,001**

   *داله عند مستوی 0.05 .            * * داله عند مستوی 0,01 .   

      یتضح من الجدول السابق وجود فروق ذات دلالة احصائیة تراوحت بین(0,05-0,01) علی بعض مقاییس نصف المخ الأیمن (الاستدعاء غیر اللفظی البصری المرجأ, التعرف غیر اللفظی البصری المرجأ, الاحتفاظ بالانتباه بصری غیر لفظی "زمن") وعلی بعض وظائف النصف الأیسر (الذاکرة المباشرة السمعیة اللفظیة, التعلم اللفظی السمعی, أخطاء التعرف اللفظی السمعی المرجأ) لصالح الذکور, وفروق ذات دلالة احصائیة تراوحت بین(0,05-0,01) لصالح الإناث علی بعض مقاییس نصف المخ الأیسر (الاستدعاء اللفظی السمعی المرجأ, التعرف اللفظی السمعی المرجأ, الطلاقة اللفظیة) وأحد وظائف النصف الأیمن (الذاکرة المباشرة غیر اللفظیة البصریة, أخطاء التعرف غیر اللفظی البصری المرجأ). یتضح من هذه النتائج عدم تمرکز الفروق بین الجنسین لاحد نصفی المخ. ویمکن تفسیر ذلک فی ضوء الأدب النظری الذی یوضح أن الطلبة الموهوبین ریاضیا لدیهم تنظیم مخی ثنائی الجانب, کما اتضح من دراسات رسم المخ أن مخ الموهوبین یتصف بوجود ترابطات داخلیة قویة بین مناطق المخ المختلفة, بطریقة تختلف عن الطلبة العادیین .(Mrazik, Dombrowski,2010) وتفسر لنا هذه الترابطات عدم تمرکز الفروق بین الجنسین لاحد نصفی المخ بل حدوث تکامل بین النصفین. أی أنه علی الرغم من وجود فروق بین الجنسین لدی العادیین إلا أن هذه الفروق لم تظهر لدی الموهوبین حیث اتضح وجود ترابط وتمیز فی الأداء لنصفی المخ لدی الموهوبین سواء الذکور أو الإناث.

اجابة السؤال الثالث ومناقشتها وتفسیرها:

     ینص السؤال الثانی علی: "هل توجد فروق ذات دلالة احصائیة بین متوسطات درجات الطلبة العادیین علی المقاییس النیوروسیکلوجیة تعزی إلی متغیر الجنس (ذکور- إناث)"؟ وللإجابة علی السؤال الثانی تم استخدام اختبار (ت) لدلالة الفروق بین المتوسطات, وذلک بعد التحقق من التجانس بین العینات وتتضح النتائج من الجدول التالی:

جدول (4) یوضح الفروق بین المتوسطات علی المقاییس النیوروسیکلوجیة بین الذکور والإناث العادیین

المتغیر

الذکور العادیین

الإناث العادیین

درجات الحریة

قیمة ( ت)

مستوی الدلالة

المتوسط

الانحراف المعیاری

العدد

المتوسط

الانحراف المعیاری

العدد

الذاکرة المباشرة السمعیة اللفظیة

4,833

1,493

24

6,023

1,565

43

65

3,031

0,003**

التعلم اللفظی السمعی

9,666

2,228

10,953

1,661

2,611

0,01**

الاستدعاء اللفظی السمعی المرجأ

7,961

2,224

8,534

1,931

1,189

0,239

التعرف اللفظی السمعی المرجأ

11,833

1,247

12,627

1,786

1,920

0,05*

أخطاء التعرف اللفظی السمعی المرجأ

5,166

2,315

4,488

1,907

1,292

0,201

الذاکرة المباشرة غیر اللفظیة البصریة

5,625

1,498

4,953

1,446

1,799

0,077

التعلم غیر اللفظی البصری

11,208

1,841

9,558

2,163

3,151

0,002**

الاستدعاء غیر اللفظی البصری المرجأ

8,541

1,864

8,116

2,362

0,759

0,451

التعرف غیر اللفظی البصری المرجأ

12,833

1,761

12,023

1,471

2,012

0,040*

أخطاء التعرف غیر اللفظی البصری المرجأ

4,541

2,166

5,046

2,115

0,929

0,356

الاحتفاظ بالانتباه بصری لفظی (زمن)

28,250

14,894

25,883

8,409

0,833

0,408

الاحتفاظ بالانتباه بصری لفظی (أخطاء)

1,041

0,907

0,186

0,393

5,364

0,000**

الاحتفاظ بالانتباه بصری غیر لفظی (زمن)

27,625

9,361

28,186

14,452

0,171

0,865

الاحتفاظ بالانتباه بصری غیر لفظی (أخطاء)

0,250

0,442

1,033

0,886

3,997

0,000**

الطلاقة اللفظیة

19,916

5,702

22,547

5,855

0,308

0,759

     *داله عند مستوی 0.05 .              ** داله عند مستوی 0,01 .   

      یتضح من الجدول السابق وجود فروق ذات دلالة احصائیة تراوحت بین(0,05-0,01) علی مقاییس (الذاکرة المباشرة السمعیة اللفظیة, التعلم اللفظی السمعی, التعرف اللفظی السمعی المرجأ, أخطاء الاحتفاظ بالانتباه بصری غیر لفظی) لصالح الاناث. وفروق ذات دلالة احصائیة تراوحت بین(0,05-0,01) علی مقاییس (التعلم غیر اللفظی البصری, التعرف غیر اللفظی البصری المرجأ, أخطاء الاحتفاظ بالانتباه بصری لفظی) لصالح الذکور. مما یشیر إلی وجود تمیز لدی الإناث علی المهام ذات الطبیعة اللفظیة وهی المهام التی تعد وظیفة لنصف المخ الأیسر, ولدی الذکور علی المهام غیر اللفظیة وهی المهام التی تعد وظیفة لنصف المخ الأیمن. ویتفق ذلک مع الأدب النظری, حیث تشیر العدید من الدلائل النظریة إلی وجود فروق بین الجنسین, حیث اتضح أن أداء الإناث یتفوق علی الذکور فی مهام الذاکرة والطلاقة اللفظیة, کما یتفوق الذکور علی الإناث علی المهام المتعلقة بالقدرة البصریة المکانیة. کما تتفوق الإناث علی الذکور فی المهام التی تتطلب معالجة لفظیة, ویتفوق الذکور علی الإناث فی المهام التی تحتاج معالجة بصریة مکانیة(De Frias, Nilsson &Herlitz, 2006) . ویتضح من الأدب النظری وجود فروق بین الجنسین فی المعالجة الصوتیة والمهام المکانیة واللفظیة (Goldstien, Poldrack, Jerram, Anagnoson, .Tsuang, &Seidman, .2005) وتتفق النتائج أیضا مع دراسة (Weis et al., 2003) والتی أشارت إلی وجود فروق فی الطلاقة اللفظیة لصالح الإناث.

اجابة السؤال الرابع ومناقشتها وتفسیرها:

      ینص السؤال الثانی علی: "هل توجد فروق ذات دلالة احصائیة بین متوسطات درجات الطلبة الموهوبین علی المقاییس النیوروسیکلوجیة تعزی إلی متغیر المرحلة الدراسیة (متوسط- ثانوی)؟" وللإجابة علی السؤال الثالث تم استخدام اختبار (ت) لدلالة الفروق بین المتوسطات وتتضح النتائج من الجدول التالی:

 

جدول (5) یوضح الفروق بین متوسطات درجات المقاییس النیوروسیکلوجیة لدی طلبة المرحلة المتوسطة والثانویة الموهوبین

المتغیر

المرحلة المتوسطة الموهوبین

المرحلة الثانویة الموهوبین

درجات الحریة

قیمة ( ت)

مستوی الدلالة

المتوسط

الانحراف المعیاری

العدد

المتوسط

الانحراف المعیاری

العدد

الذاکرة المباشرة السمعیة اللفظیة

6,800

1,568

35

6,096

1,938

31

64

1,628

0,108

التعلم اللفظی السمعی

12,685

2,068

12,290

1,986

0,789

0,433

الاستدعاء اللفظی السمعی المرجأ

11,542

3,229

10,612

2,985

1,209

0,231

التعرف اللفظی السمعی المرجأ

14,257

1,010

13,709

0,863

2,351

0,022*

أخطاء التعرف اللفظی السمعی المرجأ

1,600

1,630

2,193

1,194

1,668

0,100

الذاکرة المباشرة غیر اللفظیة البصریة

6,800

1,778

7,580

2,391

1,516

0,135

التعلم غیر اللفظی البصری

12,485

2,147

11,774

1,820

1,442

0,154

الاستدعاء غیر اللفظی البصری المرجأ

10,742

3,042

11,580

2,432

1,225

0,225

التعرف غیر اللفظی البصری المرجأ

13,914

1,172

14,451

0,722

2,206

0,031*

أخطاء التعرف غیر اللفظی البصری المرجأ

2,114

1,827

1,225

0,956

2,427

0,01**

الاحتفاظ بالانتباه بصری لفظی (زمن)

21,000

10,908

15,129

5,897

2,669

0,01**

الاحتفاظ بالانتباه بصری لفظی (أخطاء)

0,142

0,429

0,096

0,396

0,451

0,654

الاحتفاظ بالانتباه بصری غیر لفظی (زمن)

19,400

9,702

16,387

9,918

1,246

0,217

الاحتفاظ بالانتباه بصری غیر لفظی (أخطاء)

0,200

0,472

0,129

0,499

0,593

0,555

الطلاقة اللفظیة

18,914

0,742

23,935

4,501

6,506

**0,00

  *داله عند مستوی 0.05 .              ** داله عند مستوی 0,01 .      

      یتضح من الجدول السابق وجود فروق ذات دلالة احصائیة تراوحت بین(0,05-0,01) علی مقاییس (التعرف اللفظی السمعی المرجأ, أخطاء التعرف غیر اللفظی, زمن الاحتفاظ بالانتباه بصری لفظی) لصالح طلبة المرحلة المتوسطة الموهوبین وعلی (التعرف غیر اللفظی البصری المرجأ) لصالح طلبة المرحلة الثانویة الموهوبین. مما یعنی أن طلاب المرحلة الثانویة أسرع فی معالجة المعلومات لکن لم یتأکد ذلک علی زمن الاحتفاظ بالانتباه البصری غیر اللفظی فالفروق فی متغیر واحد فقط, وتوجد فروق لصالح المرحلة المتوسطة فی التعرف اللفظی السمعی المرجأ لکن مع زیادة فی کم الأخطاء. وارتفع التعرف غیر اللفظی البصری المرجأ لدی طلبة المرحلة الثانویة الموهوبین. وتختلف هذه النتائج مع دراسة عطا الله (2009) والتی کشفت عن فروق فی الموهبة تعزی إلی الصف الدراسی, بینما لم توجد فروق فی الموهبة العقلیة تعزی للعمر الزمنی. وذلک لأن الدراسة الحالیة تشمل العدید من الوظائف النیوروسیکلوجیة التی تغطی مناطق عدیدة ومختلفة بالمخ. یتضح من هذه النتیجة أن الفروق بین الموهوبین من المرحلة المتوسطة والثانویة لیست فروق فی القدرات ولکن فروق فی سرعة ودقة المعالجة والتی تطورت بشکل ملحوظ فی المرحلة الثانویة, وهذا یفسر لنا قدرة طلبة هذه المرحلة علی استیعاب کم کبیر من المقررات وبدقة أفضل من المرحلة المتوسطة. ویعنی ذلک أن المخ یتطور بشکل کبیر فی مرحلة التعلیم الثانوی ویصل إلی مرحلة نضج کبیرة. ویتسق ذلک مع الأدب النظری والذ یتضح منه أن نمو الذکاء یقل فی هذه المرحلة ویقترب من الوصول إلی اکتماله فی الفترة من 15-18 سنة وهی مرحلة التعلیم الثانوی ( زهران , 2013: 376).

اجابة السؤال الخامس ومناقشتها وتفسیرها:

      ینص السؤال الثانی علی: "هل توجد فروق ذات دلالة احصائیة بین متوسطات درجات الطلبة العادیین علی المقاییس النیوروسیکلوجیة تعزی إلی متغیر المرحلة الدراسیة (متوسط- ثانوی)؟" وللإجابة علی السؤال الثالث تم استخدام اختبار (ت) لدلالة الفروق بین المتوسطات وتتضح النتائج من الجدول التالی:


جدول (14) یوضح الفروق بین متوسطات درجات المقاییس النیوروسیکلوجیة لدی طلبة المرحلة المتوسطة والثانویة العادیین

المتغیر

المرحلة المتوسطة العادیین

المرحلة الثانویة العادیین

درجات الحریة

قیمة ( ت)

مستوی الدلالة

المتوسط

الانحراف المعیاری

العدد

المتوسط

الانحراف المعیاری

العدد

الذاکرة المباشرة السمعیة اللفظیة

5,457

1,335

35

5,787

1,932

33

66

0,825

0,412

التعلم اللفظی السمعی

10,452

2,173

10,515

2,017

0,054

0,957

الاستدعاء اللفظی السمعی المرجأ

7,971

2,121

8,969

2,256

1,880

0,064

التعرف اللفظی السمعی المرجأ

12,542

1,615

12,333

1,796

0,506

0,614

أخطاء التعرف اللفظی السمعی المرجأ

4,742

1,975

4,484

2,346

0,491

0,925

الذاکرة المباشرة غیر اللفظیة البصریة

5,285

1,446

5,212

1,980

0,176

0,861

التعلم غیر اللفظی البصری

10,400

2,290

10,060

2,249

0,616

0,540

الاستدعاء غیر اللفظی البصری المرجأ

7,914

2,091

8,393

2,691

0,823

0,413

التعرف غیر اللفظی البصری المرجأ

12,371

1,516

12,272

1,718

0,251

0,802

أخطاء التعرف غیر اللفظی البصری المرجأ

4,800

2,055

4,969

2,186

0,330

0,742

الاحتفاظ بالانتباه بصری لفظی (زمن)

30,685

10,462

22,515

11,161

3,116

0,003

الاحتفاظ بالانتباه بصری لفظی (أخطاء)

0,685

0,900

0,272

0,452

2,368

0,021

الاحتفاظ بالانتباه بصری غیر لفظی (زمن)

32,257

12,377

22,878

11,728

3,203

0,002

الاحتفاظ بالانتباه بصری غیر لفظی (أخطاء)

0,885

0,993

0,575

0,613

1,537

0,129

الطلاقة اللفظیة

18,371

6,145

22,090

4,585

2,815

0,006

      یتضح من الجدول السابق وجود فروق ذات دلالة احصائیة بین طلبة المرحلة المتوسطة والثانویة علی (زمن وأخطاء الاحتفاظ بالانتباه البصری اللفظی, وزمن الاحتفاظ بالانتباه البصری غیر اللفظی) وذلک لصالح طلاب المرحلة المتوسطة, مما یعنی أن طلاب المرحلة الثانویة یتصفوا بسرعة معالجة المعلومات والدقة فی الأداء مقارنة بطلبة المرحلة المتوسطة, وتوجد فروق ذات دلالة لصالح طلاب المرحلة الثانویة فی الطلاقة اللفظیة. أما بقیة المتغیرات فلا توجد فروق ذات دلالة. تتفق هذه النتیجة مع نتیجة السؤال السابق والذی أوضح تمیز طلبة المرحلة الثانویة فی سرعة ودقة معالجة المعلومات بالمقارنة بالمرحلة المتوسطة. والتی تتسق مع الأدب النظری من حیث وصول النمو العقلی إلی درجة کبیرة فی هذه المرحلة. ومن ثم فإن کلا من الموهوبین والعادیین یصلوا إلی درجة کبیرة من النضج العقلی فی مرحلة المراهقة المتوسطة (مرحلة التعلیم الثانوی) مقارنة بمرحلة المراهقة المبکرة (مرحلة التعلیم المتوسط) ومن ثم یتم اعدادهم وتوجیههم للاختیار المهنی فی اختیار التخصص الدراسی (علمی- أدبی) فی هذه المرحلة, ویفسر لنا ذلک استیعابهم للکم المتزاید من المقررات الدراسیة مقارنة بمرحلة التعلیم المتوسط. وتفسر لنا نتائج هذا السؤال والذی یسبقه لماذا تحدث تغیرات کمیة وکیفیة فی النمو العقلی فی هذه المرحلة والذی یتضح فی نمو التذکر والانتباه والتخیل وظهور العدید من القدرات العقلیة الطائفیة کالقدرة اللغویة والمیکانیکیة فی هذه المرحلة (عقل, 1998: 389). وتحث هذه التغیرات بسبب تطور نمو المخ وتمیزه فی مرحلة التعلیم الثانوی کما اتضح من الأداء علی بعض المقاییس النیوروسیکلوجیة لنصفی المخ.

ملخص لنتائج الدراسة:

  1. تتصف المقاییس النیوروسیکلوجیة بالفاعلیة المرتفعة فی الکشف عن الطلبة الموهوبین واتضح ذلک من الفروق بینهم وبین الطلبة العادیین علی هذه المقاییس.
  2. یتصف أداء الطلبة الموهوبین الاناث والذکور بوجود تناسق وتعاون بین نصفی المخ فی معالجة المعلومات.
  3. یتصف أداء الطالبات العادیات بتمیز فی المقاییس التی تضمن نصف المخ الأیسر, أما الذکور فیتمیز أدائهم علی مقاییس نصف المخ الأیمن.
  4. الفروق التی تعزی إلی المرحلة سواء لدی الطلبة العادیین والموهبین تمثلت فی تمیز طلبة المرحلة الثانویة فی سرعة ودقة معالجة المعلومات مقارنة بالمرحلة المتوسطة.

توصیات واقتراحات:

  • استخدام المقاییس النیوروسیکلوجیة فی الکشف والتعرف علی الطلبة الموهوبین.
  • تساعد المقاییس النیوروسیکلوجیة فی التعرف علی نقاط القوة لدی الطلبة ومن ثم تقدیم البرامج المناسبة لهم, وتوجیههم تربویا ومهنیا.
  • إجراء دراسات للکشف عن فعالیة المقاییس النیوروسیکلوجیة فی الکشف عن الموهوبین فی مراحل مبکرة.
  • إجراء دراسة مشابهة للدراسة الحالیة باستخدام بطاریة مقاییس نیوروسیکلوجیة لأخری لمناطق مختلفة من المخ.
  • اجراء دراسات لاستخراج معاییر للمقاییس النیوروسیکلوجیة للموهوبین ورسم البروفیل النیوروسیکلوجی لهم.
  • اجراء دراسة لاستخدام المقاییس النیوروسیکلوجیة فی تصنیف الموهوبین والتعرف علی الفئات الفرعیة لهم, مما یوجه البرامج المقدمة لهم.


قائمة المراجع

الأندیجانی، عبد الوهاب بن مشرب عصام الدین(2009)، الفرق بین الموهوبین والعادیین فی استخدام أجزاء المخ وحل المشکلات والتوافق الدراسی لدى عینة من طلاب المرحلتین المتوسطة و الثانویة بمدینة مکة المکرمة، رسالة ماجستیر غیر منشورة، جامعة أم القرى.

جروان, فتحی عبد الرحمن (2011) فاعلیة مقیاس الاستثارات الفائقة فی الکشف عن الطلبة الموهوبین أکادیمیا. العلوم التربویة, العدد3. 160-184.

جروان, فتحی عبد الرحمن (2012). الموهبة والتفوق والابداع. عمان: دار الفکر.

جروان, فتحی عبد الرحمن (2012). أسالیب الکشف عن الموهوبین ورعایتهم. عمان: دار الفکر.

الحبشی, نجلاء محمود (2015). نیوروسیکلوجیة الموهبة تصور مقترح لتطویر أسالیب الکشف عن الموهوبین طبقا للمنظور النیوروسیکلوجی. المؤتمر الدولی الأول لکلیة التربیة جامعة الباحة: التربیة آفاق مستقبلیة, 23-26/6/1436 هـ. 1022-1025.

حبیب , مجدی عبد الکریم (2010) . تنمیة الإبداع فی مراحل الطفولة المختلفة .القاهرة. دار الأنجلو المصریة.

زهران, حامد عبد السلام (2013). علم نفس النمو: الطفولة والمراهقة. الریاض: عالم الکتب.

الروسان, فاروق (2008). أسالیب القیاس والتشخیص فی التربیة الخاصة. عمان: دار الفکر.

الریحانی , سلیمان., الزریقات, إبراهیم., طنوس, عادل (2010). إرشاد ذوی الحاجات الخاصة وأسرهم. عمان : دار الفکر .  

 الشیخ, عبد السلام أحمدی., منصور, محمد السید ., الکفافی, سحر عبد العزیز., الحبشی, نجلاء محمود (2003). الأسس النیوروسیکلوجیة للاضطرابات النفسیة (نظریا وتطبیقیا). طنطا: مطبعة جامعة طنطا.

عطا الله, صلاح الدین فرح (2008). فاعلیة وکفاءة ترشیحات المعلمین فی الکشف عن الأطفال الموهوبین. المجلة التربویة, العدد 88 , 117-159.

عطا الله, صلاح الدین فرح عطا الله (2009). الکشف عن الأطفال الموهوبین وفق مدخل المحکات المتعددة, مجلة جامعة الامام, العدد 13,14-67 .

عطا الله, صلاح الدین فرح (2010). واقع البحث العالمی المعاصر فی مجال الکشف عن الموهوبین: دراسة ببلومتریة للمجلات العالمیة المحکمة فی الفترة من (2004- 2009 ). مجلة رسالة الخلیج العربی, العدد ( 126), 263- 317.

عقل, محمود عطا (1998). النمو الانسانی: الطفولة والمراهقة. الریاض: دار الخریجی للنشر والتوزیع.

المجاهد , سالم أحمد (2013). تطویر نظام للکشف عن الموهوبین بلیبیا فی ضوء تجارب وخبرات بعض الدول. المجلس العربی للموهوبین والمتفوقین المؤتمر العلمی العاشر لرعایة الموهوبین والمتفوقین, 187- 210.

یوسف, سلیمان عبد الواحد (2010) .المخ الإنسانی والذکاء الوجدانی "رؤیة جدیدة فی إطار نظریة الذکاءات المتعددة", ط 1, الإسکندریة: دار الوفاء لدنیا الطباعة والنشر.

Arffa, S.(2007). The Relationship of Intelligence to Executive Function and non Executive Function Measures in a Sample of Average, Above Average,  and Gifted Youth , Archives of Clinical Neuropsychology. Vol. 22: 969-978.

Bain, Sheery ,K.et al. (2007). Serving children who are gifted, Perceptions of undergraduates planning to become teachers . Journal for the education of the gifted. 30(4) , 450-478.

Budding,E.,& Chidekel,D.(2012). ADHD and Giftedness: A Neurocognitive Consideration of Twice Exceptionality. Applied Neuropsychology : Child , 0:1-7.

De Frias,M., Nilsson,L., &Herlitz,A,.( 2006). Sex Differences in Cognition are Stable Over a 10-Year Period in Adulthood and Old Age. Aging, Neuropsychology, and Cognition, 13:574-587.

Geake, J.(2008). The Neurobiology of Giftedness. http://trove.nla.gov.au /work/153057592.

Goldstien,J., Poldrack,R., Jerram,M., Anagnoson,R., .Tsuang,M., &Seidman, .(2005). Sex Differences in Cortical Brain Activity During fMRI of Auditory  Verbal Working Memory. Neuropsychology, Vol.19, No.4, 509-519.

 Heller ,K. (2004) . Identification of Gifted and Talented Students . psychology Science , 146 (3) , 302-323.

IM-Bolter,N., Johnson,J& Pascual-L. Development of Mental Attention in Gifted and Mainstream Children:The Role of Mental Capacity, Inhibition, and Speed of Processing. Child Development, January/February 2003, Volume 74, Number 6, Pages 1594 – 1614

Jin, S., Kim, S., Park, K., Lee, K.(2007). Differences in EEG Between Gifted And Average Students: Neural Complexity And Functional Cluster Analysis. International Journal of Neuroscience.vol.117(8): 1167-1184.

Kolb B, Whishaw IQ (2007) Fundamentals of human neuropsychology (6th ed). New York, NY: Worth Publishers. 

Mrazik, M., Dombrowski, S. (2010). Neurobiology, Prenatal Developmental and Prodigiousness: The Neurobiological Foundations of Giftedness. Journal of Roeper Review, vol. 32 : 224- 234.

Munro, J. (2013). High - Ability Learning and Brain Processes: How Neuroscience Can Help us to Understand How Gifted and Talented Students Learn and The Implication for Teaching, Research Conference.

O,Boyle, W., Singh, H. (2004). Interhemispheric Interaction During Global- Local Processing in Mathematically Gifted Adolescents, Average – Ability Youth, And College Student. Journal of Neuropsychology. Vol.18 (2):371-377.

O,Boyle, W., Singh, H. (2005). Current Findings Of Brain Characteristics Of The Mathematically Gifted Adolescent, Education Journal, 6(2), 247-251.

Pfeiffer, S., Jarosewich, T. (2007). The Gifted Rating Scales-School Form : An Analysis of the Standardization Sample Based on Age, Gender, Child Quarterly, 39-51.

 

 

 

 

 

الأندیجانی، عبد الوهاب بن مشرب عصام الدین(2009)، الفرق بین الموهوبین والعادیین فی استخدام أجزاء المخ وحل المشکلات والتوافق الدراسی لدى عینة من طلاب المرحلتین المتوسطة و الثانویة بمدینة مکة المکرمة، رسالة ماجستیر غیر منشورة، جامعة أم القرى.
جروان, فتحی عبد الرحمن (2011) فاعلیة مقیاس الاستثارات الفائقة فی الکشف عن الطلبة الموهوبین أکادیمیا. العلوم التربویة, العدد3. 160-184.
جروان, فتحی عبد الرحمن (2012). الموهبة والتفوق والابداع. عمان: دار الفکر.
جروان, فتحی عبد الرحمن (2012). أسالیب الکشف عن الموهوبین ورعایتهم. عمان: دار الفکر.
الحبشی, نجلاء محمود (2015). نیوروسیکلوجیة الموهبة تصور مقترح لتطویر أسالیب الکشف عن الموهوبین طبقا للمنظور النیوروسیکلوجی. المؤتمر الدولی الأول لکلیة التربیة جامعة الباحة: التربیة آفاق مستقبلیة, 23-26/6/1436 هـ. 1022-1025.
حبیب , مجدی عبد الکریم (2010) . تنمیة الإبداع فی مراحل الطفولة المختلفة .القاهرة. دار الأنجلو المصریة.
زهران, حامد عبد السلام (2013). علم نفس النمو: الطفولة والمراهقة. الریاض: عالم الکتب.
الروسان, فاروق (2008). أسالیب القیاس والتشخیص فی التربیة الخاصة. عمان: دار الفکر.
الریحانی , سلیمان., الزریقات, إبراهیم., طنوس, عادل (2010). إرشاد ذوی الحاجات الخاصة وأسرهم. عمان : دار الفکر .  
 الشیخ, عبد السلام أحمدی., منصور, محمد السید ., الکفافی, سحر عبد العزیز., الحبشی, نجلاء محمود (2003). الأسس النیوروسیکلوجیة للاضطرابات النفسیة (نظریا وتطبیقیا). طنطا: مطبعة جامعة طنطا.
عطا الله, صلاح الدین فرح (2008). فاعلیة وکفاءة ترشیحات المعلمین فی الکشف عن الأطفال الموهوبین. المجلة التربویة, العدد 88 , 117-159.
عطا الله, صلاح الدین فرح عطا الله (2009). الکشف عن الأطفال الموهوبین وفق مدخل المحکات المتعددة, مجلة جامعة الامام, العدد 13,14-67 .
عطا الله, صلاح الدین فرح (2010). واقع البحث العالمی المعاصر فی مجال الکشف عن الموهوبین: دراسة ببلومتریة للمجلات العالمیة المحکمة فی الفترة من (2004- 2009 ). مجلة رسالة الخلیج العربی, العدد ( 126), 263- 317.
عقل, محمود عطا (1998). النمو الانسانی: الطفولة والمراهقة. الریاض: دار الخریجی للنشر والتوزیع.
المجاهد , سالم أحمد (2013). تطویر نظام للکشف عن الموهوبین بلیبیا فی ضوء تجارب وخبرات بعض الدول. المجلس العربی للموهوبین والمتفوقین المؤتمر العلمی العاشر لرعایة الموهوبین والمتفوقین, 187- 210.
یوسف, سلیمان عبد الواحد (2010) .المخ الإنسانی والذکاء الوجدانی "رؤیة جدیدة فی إطار نظریة الذکاءات المتعددة", ط 1, الإسکندریة: دار الوفاء لدنیا الطباعة والنشر.
Arffa, S.(2007). The Relationship of Intelligence to Executive Function and non Executive Function Measures in a Sample of Average, Above Average,  and Gifted Youth , Archives of Clinical Neuropsychology. Vol. 22: 969-978.
Bain, Sheery ,K.et al. (2007). Serving children who are gifted, Perceptions of undergraduates planning to become teachers . Journal for the education of the gifted. 30(4) , 450-478.
Budding,E.,& Chidekel,D.(2012). ADHD and Giftedness: A Neurocognitive Consideration of Twice Exceptionality. Applied Neuropsychology : Child , 0:1-7.
De Frias,M., Nilsson,L., &Herlitz,A,.( 2006). Sex Differences in Cognition are Stable Over a 10-Year Period in Adulthood and Old Age. Aging, Neuropsychology, and Cognition, 13:574-587.
Geake, J.(2008). The Neurobiology of Giftedness. http://trove.nla.gov.au /work/153057592.
Goldstien,J., Poldrack,R., Jerram,M., Anagnoson,R., .Tsuang,M., &Seidman, .(2005). Sex Differences in Cortical Brain Activity During fMRI of Auditory  Verbal Working Memory. Neuropsychology, Vol.19, No.4, 509-519.
 Heller ,K. (2004) . Identification of Gifted and Talented Students . psychology Science , 146 (3) , 302-323.
IM-Bolter,N., Johnson,J& Pascual-L. Development of Mental Attention in Gifted and Mainstream Children:The Role of Mental Capacity, Inhibition, and Speed of Processing. Child Development, January/February 2003, Volume 74, Number 6, Pages 1594 – 1614
Jin, S., Kim, S., Park, K., Lee, K.(2007). Differences in EEG Between Gifted And Average Students: Neural Complexity And Functional Cluster Analysis. International Journal of Neuroscience.vol.117(8): 1167-1184.
Kolb B, Whishaw IQ (2007) Fundamentals of human neuropsychology (6th ed). New York, NY: Worth Publishers. 
Mrazik, M., Dombrowski, S. (2010). Neurobiology, Prenatal Developmental and Prodigiousness: The Neurobiological Foundations of Giftedness. Journal of Roeper Review, vol. 32 : 224- 234.
Munro, J. (2013). High - Ability Learning and Brain Processes: How Neuroscience Can Help us to Understand How Gifted and Talented Students Learn and The Implication for Teaching, Research Conference.
O,Boyle, W., Singh, H. (2004). Interhemispheric Interaction During Global- Local Processing in Mathematically Gifted Adolescents, Average – Ability Youth, And College Student. Journal of Neuropsychology. Vol.18 (2):371-377.
O,Boyle, W., Singh, H. (2005). Current Findings Of Brain Characteristics Of The Mathematically Gifted Adolescent, Education Journal, 6(2), 247-251.
Pfeiffer, S., Jarosewich, T. (2007). The Gifted Rating Scales-School Form : An Analysis of the Standardization Sample Based on Age, Gender, Child Quarterly, 39-51.