نسب انتشار اضطراب التوحد في عينة أردنية من حالات التوحد في منطقة عمان، وفقاً لعاملي الجنس وشدة الاضطراب والتفاعل بينهما

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

استاذ مساعد في قسم التربية الخاصة/ کلية التربية/ جامعة الامير سطام بن عبد العزيز

المستخلص

هدفت هذه الدراسة الى تحديد نسب انتشار اضطراب التوحد في عينة أردنية من حالات التوحد في منطقة عمان، وفقاً لمتغيري الجنس وشدة الاضطراب والتفاعل بينهما . وقد تکونت عينة الدراسة من (81) حالة توحد، تتراوح اعمارهم ما بين (6-17عاماً)، وتم اختيارها بشکل قصدي من الحالات الملتحقة في مراکز التوحد والتربية الخاصة في عمان. وقد تم معالجة البيانات الناتجة من عينة الدراسة، باستخدام الجداول التکرارية والنسب المئوية والنسب التقديرية .
وقد أشارت النتائج إلى أن نسبة انتشار اضطراب التوحد تبعاً لمتغير الجنس بلغت (5و76%ذکور،5و23%إناث) أي ما يقارب(3و3 ذکر : 1 أنثى) في مجمل أفراد العينة . أما فيما يتعلق بنسبة انتشار اضطراب التوحد تبعاً لمتغير الشدة(دون المتوسط و فوق المتوسط) فقد بلغت (41% دون المتوسط، 59% فوق المتوسط) اي ما يقارب (1 دون المتوسط : 4و1 فوق المتوسط) في مجمل أفراد العينة . أما بالنسبة لعاملي الجنس والشدة معاً، فقد أشارت النتائج إلى أن نسبة الذکور ذوي التوحد دون المتوسط ضمن عينة الذکور التوحديين بلغت (45%)، کما بلغت نسبة الذکور ذوي التوحد فوق المتوسط ضمن عينة الذکور(55%)، وبالتالي فان النسبة التقديرية لشدة الاضطراب بين الذکور هي ( 1 ذکر دون المتوسط : 2و1 ذکر فوق المتوسط) . کما اشارت النتائج الى ان نسبة الاناث ذوي التوحد دون المتوسط ضمن عينة الاناث التوحديات بلغت (26%)، أما نسبة الاناث ذوي التوحد فوق المتوسط ضمن عينة الاناث فتبلغ (74%)، وبالتالي فان النسبة التقديرية لشدة الاضطراب بين الإناث هي(1 أنثى دون المتوسط : 8و2 أنثى فوق المتوسط) . وأشارت النتائج أيضاً إلى أن نسبة الذکور ذوي التوحد دون المتوسط ضمن عينة التوحد دون المتوسط بلغت (85%)، أما نسبة الاناث ذوي التوحد دون المتوسط ضمن عينة التوحد دون المتوسط فبلغت (15%)، وبالتالي فان النسبة التقديرية للذکور والاناث ضمن عينة التوحد دون المتوسط هي (1 أنثى دون المتوسط: 7و5 ذکر دون المتوسط) . کما أشارت النتائج إلى ان نسبة الذکور ذوي التوحد فوق المتوسط ضمن عينة التوحد فوق المتوسط (71%)، اما نسبة الاناث ذوي التوحد فوق المتوسط ضمن عينة التوحد فوق المتوسط فبلغت (29%)، وبالتالي فان النسبة التقديرية للذکور والاناث ضمن عينة التوحد فوق المتوسط هي (1 أنثى فوق المتوسط : 4و2 ذکر فوق المتوسط) 

الكلمات الرئيسية


نسب انتشار اضطراب التوحد فی عینة أردنیة من حالات التوحد فی منطقة عمان، وفقاً لعاملی الجنس وشدة الاضطراب والتفاعل بینهما

د. امام محمد قزاز

(استاذ مساعد فی قسم التربیة الخاصة/ کلیة التربیة/ جامعة الامیر سطام بن عبد العزیز)

Imam.qazzaz@yahoo.com

ملخص

هدفت هذه الدراسة الى تحدید نسب انتشار اضطراب التوحد فی عینة أردنیة من حالات التوحد فی منطقة عمان، وفقاً لمتغیری الجنس وشدة الاضطراب والتفاعل بینهما . وقد تکونت عینة الدراسة من (81) حالة توحد، تتراوح اعمارهم ما بین (6-17عاماً)، وتم اختیارها بشکل قصدی من الحالات الملتحقة فی مراکز التوحد والتربیة الخاصة فی عمان. وقد تم معالجة البیانات الناتجة من عینة الدراسة، باستخدام الجداول التکراریة والنسب المئویة والنسب التقدیریة .

وقد أشارت النتائج إلى أن نسبة انتشار اضطراب التوحد تبعاً لمتغیر الجنس بلغت (5و76%ذکور،5و23%إناث) أی ما یقارب(3و3 ذکر : 1 أنثى) فی مجمل أفراد العینة . أما فیما یتعلق بنسبة انتشار اضطراب التوحد تبعاً لمتغیر الشدة(دون المتوسط و فوق المتوسط) فقد بلغت (41% دون المتوسط، 59% فوق المتوسط) ای ما یقارب (1 دون المتوسط : 4و1 فوق المتوسط) فی مجمل أفراد العینة . أما بالنسبة لعاملی الجنس والشدة معاً، فقد أشارت النتائج إلى أن نسبة الذکور ذوی التوحد دون المتوسط ضمن عینة الذکور التوحدیین بلغت (45%)، کما بلغت نسبة الذکور ذوی التوحد فوق المتوسط ضمن عینة الذکور(55%)، وبالتالی فان النسبة التقدیریة لشدة الاضطراب بین الذکور هی ( 1 ذکر دون المتوسط : 2و1 ذکر فوق المتوسط) . کما اشارت النتائج الى ان نسبة الاناث ذوی التوحد دون المتوسط ضمن عینة الاناث التوحدیات بلغت (26%)، أما نسبة الاناث ذوی التوحد فوق المتوسط ضمن عینة الاناث فتبلغ (74%)، وبالتالی فان النسبة التقدیریة لشدة الاضطراب بین الإناث هی(1 أنثى دون المتوسط : 8و2 أنثى فوق المتوسط) . وأشارت النتائج أیضاً إلى أن نسبة الذکور ذوی التوحد دون المتوسط ضمن عینة التوحد دون المتوسط بلغت (85%)، أما نسبة الاناث ذوی التوحد دون المتوسط ضمن عینة التوحد دون المتوسط فبلغت (15%)، وبالتالی فان النسبة التقدیریة للذکور والاناث ضمن عینة التوحد دون المتوسط هی (1 أنثى دون المتوسط: 7و5 ذکر دون المتوسط) . کما أشارت النتائج إلى ان نسبة الذکور ذوی التوحد فوق المتوسط ضمن عینة التوحد فوق المتوسط (71%)، اما نسبة الاناث ذوی التوحد فوق المتوسط ضمن عینة التوحد فوق المتوسط فبلغت (29%)، وبالتالی فان النسبة التقدیریة للذکور والاناث ضمن عینة التوحد فوق المتوسط هی (1 أنثى فوق المتوسط : 4و2 ذکر فوق المتوسط) .

الکلمات الدالة : اضطراب التوحد، التوحد دون المتوسط، التوحد فوق المتوسط.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

Prevalence Rates of Autism Disorder in A Jordanian Sample of Autism Cases in Region of Amman, According to the Variables of Gender and Severity of Disorder and Interaction between them

Dr. Imam Qazzaz

Imam.qazzaz@yahoo.com

 

Abstract

The study aimed to determine the prevalence rates of autism disorder in a Jordanian  sample of autism cases in region of Amman, according to the variables of gender and severity of disorder and interaction between them . The study sample consisted of  (81) autism case, aged between (6 – 17) years, were chosen intentional from autism and special education centers in Amman.

The results showed that the prevalence of autism disorder according to gender were (76.5% male, 23.5 female) in the whole of the sample . As for rate of prevalence of autism according to severity reached (41% below  average, 59% above average). As for the interaction between the variables of gender and severity, the results indicated that the proportion of males with autism below the average in the sample of males with autism reached (45%), and the percentage of males with autism above average within the sample of males (55%), and therefore, the estimated percentage of  severity of disorder  among the males are (1 male below average : 1.2 male above average ) . The results indicate that the percentage of females with autism below the average in the sample of females autism reached (26%), the percentage of females with autism above average in the sample of females amounts to (74%).The results indicated also that the proportion of males with autism below the average in the sample of autism below the average total (85%), the percentage of females with autism below the average in the sample of autism below the average reached (15%). the results also indicated that males with autism above average in the autism sample above average (71%), while the proportion of females with autism above average in the sample of autism above average reached (29%).

Keywords: autism, above average autism, below average autism.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

نسب انتشار اضطراب التوحد فی عینة أردنیة من حالات التوحد فی منطقة عمان، وفقاً لعاملی الجنس وشدة الاضطراب والتفاعل بینهما

د. امام محمد قزاز

(استاذ مساعد فی قسم التربیة الخاصة/ کلیة التربیة/ جامعة الامیر سطام بن عبد العزیز)

Imam.qazzaz@yahoo.com

 

الخلفیة النظریة للدراسة ومقدمتها :

        جاءت کلمة توحد (Autism) فی الأساس من الکلمة الیونانیة  (Autos)وتعنی الذات (Self)، ولقد ظهرت تعریفات متعددة لاضطراب التوحد، عبرت عن وجهات نظر وآراء  الباحثین والعاملین فی هذا المیدان . و تعرف الجمعیة الأمریکیة للتوحد(Autism Society of America(ASA), 2006)  اضطراب التوحد على أنه اضطراب نمائی مرکب (Complex Developmental Disability)، یظهر فی السنوات الثلاث الأولى من حیاة الطفل، وینتج عن اضطرابات عصبیة تؤثر على وظائف الدماغ، وتظهر على شکل مشکلات فی عدة جوانب کالتفاعل الاجتماعی والتواصل اللفظی وغیر اللفظی ونشاطات اللعب  .

أما جمعیة التوحد الوطنیة فی بریطانیا(National Autistic Society(NAS),2006)  فعرفت اضطراب التوحد على أنه اضطراب نمائی طویل المدى، یؤثر فی قدرة الفرد على التواصل والتفاعل الاجتماعی مع الآخرین وفهم مشاعرهم وانفعالاتهم، وبناء صداقات مع الأقران .

اما بالنسبة لنسبة انتشار اضطراب التوحد، فتشیر جمعیة التوحد الامریکیة الى ان حوالی ا% من سکان العالم یعانی من اضطراب التوحد، وذلک بناء على احصاءات مرکز السیطرة على الامراض الامریکی لعام 2014. اما فی الولایات المتحدة فتصل النسبة الى 1/ 68 ولادة، وبالتالی فان حوالی 5و3 ملیون امریکی لدیهم اضطراب توحد . وقد ارتفعت نسبة حالات التوحد فی الولایات المتحدة فی الفترة ما بین (2000-2010) الى 4و116 %، وبالتالی یعتبر اضطراب التوحد اکثر الاضطرابات النمائیة نمواً على الاطلاق .(http://www.autism-society.org/what-is/facts-and-statistics)

    ویشیر ویلیامز وهیجنزWilliams,Higgins&Brayne,2006) )الى ان تقدیرات نسب اضطرابات طیف التوحد تختلف بشکل کبیر اعتماداً على المعاییر التشخیصیة المستخدمة، والاعمار التی تم اجراء الدراسات علیها، بالاضافة الى المنطقة الجغرافیة التی تم اجراء الدراسة فیها .

کما اشار التقریر السنوی التابع لمکتب إحصاءات التربیة الخاصة الأمریکی إلى وجود زیادة سنویةIncidence)) نسبتها (23%) لحالات اضطراب التوحد على مستوى المدارس العامة فی الولایات المتحدة الأمریکیة، وذلک ما بین الأعوام ( 1993-2000)، وهذه الإحصائیة رکزت على الطلاب ضمن الأعمار التی تراوحت ما بین( 6-21) سنة، والمسجلین فی المدارس العامة عبر (50) ولایة أمریکیة  Gabriels&Noland,2003) ( .

وفسر کل من جرین، جوی، فین، روبنز، وهاوس (Green,Joy,Fein,Robins&House,2003) هذه الزیادة المضاعفة، من خلال عدة آراء مقترحة تمثلت فی : تحسن طرق التعرف على حالات التوحد، التساهل فی طرق التشخیص، الزیادة الفعلیة فی نسبة الانتشار، وتغیر مفهوم هذا الاضطراب واختلاف وجهات النظر والمعاییر المرتبطة به، بالإضافة الى زیادة الوعی بمیدان التوحد . فکل الأسباب السابقة یمکن أن تؤثر بشکل أو بآخر على التقدیرات الأخیرة المتعلقة بنسبة انتشار اضطراب التوحد، لکن الأمر الجلی هو أن هناک زیادة واضحة فی نسبة  انتشار هذا الاضطراب فی الآونة الأخیرة  .

  أما فی کندا فقدرت السلطات هناک النسبة المئویة لانتشار اضطراب التوحد فی العام (2007) (68و0%) من حجم عدد السکان، ای ما یعادل (1/147)، وقد لوحظ زیادة ملحوظه فی انتشار التوحد بین موالید الاعوام ما بین (1979_1992) (( Norris, Pare ,& Starky, 2006 .

 أما فی بریطانیا فتشیر التقدیرات إلى أن نسبة انتشار التوحد الکلاسیکی (Classical Autism) تصل إلى (1.6/1000) حالة، أما بالنسبة لاضطرابات طیف التوحد (ASD) فتقدر نسبتها بحوالی           ( 2.6/1000) حالة   Green et al., 2003)) . 

وعلى مستوى قارتی أوروبا واسیا، فقد أشارت سرینیفاسا ((Srinivasa,2004 إلى أن نسبة انتشار اضطرابات طیف التوحد  (ASD)تتراوح ما بین (2 - 6/1000) حالة .

التوحد والجنس :

       اعتبرت الأدبیات القدیمة والحدیثة التی ناقشت موضوع ارتباط التوحد بالجنس أن هناک توزیعاً ثابتاً إلى حد ما، یشیر إلى تفوق الذکور على الإناث فی تقدیرات الانتشار فإذا تم استثناء اضطراب ریت المرتبط بالإناث، فان سائر الاضطرابات النمائیة الشاملة (PDDs)تقدم تقدیرات متقاربة حول انتشار اضطراب التوحد بین الذکور والإناث، وذلک بمعدل (4 : 1) لصالح الذکور (Whiteley,Todd,Carr&Shattock,2010).

وبمراجعة عدد کبیر من الدراسات وجد ان النسبة التقدیریة بین الذکور والاناث من ذوی اضطراب التوحد، تراوحت ما بین (33و1- 16 ذکر/ 1 أنثى)، ولم تشر أیة دراسة من ضمنها، الى تفوق الاناث على الذکور فی نسبة الانتشار .

ویرى الباحثون ان التباین بین الذکور والاناث فی حجم انتشار اضطراب التوحد، یمکن ان یعزى الى تفسیرین رئیسیین هما:

اولاً : ان الذکور لدیهم کروموسوم X واحد، ومن خلال الیات محددة، یمکن ان یؤدی ذلک الى جعل الذکور أکثر عرضة لاظهار الاعراض التوحدیة خلال عملیة الفحص الاکلینیکی .

ثانیاً : ان وجود کروموسومین X لدى الاناث، یحمیهن من التعرض لای تأثیرات جینیة، ترتبط بالاداء الوظیفی الاجتماعی للدماغ (Fombonne, 2005) .

ویرى باحثون اخرون ان الاختلاف یمکن ان یعزى الى الجینات والکروموسومات المرتبطة ببعض الهرمونات الجنسیة مثل هرمون "التستوستیرون" الذکوری، الذی یمکن ان یکون له علاقة باضطرابات طیف التوحد عموماً ( Knickmeyer& Cohen, 2006) .

التوحد وشدة الاضطراب :

        یتم حتى الان فی معظم الدول العربیة، التعامل مع اضطراب التوحد کاضطراب شامل، یتضمن عدة مجموعات من الافراد الذین یوصفون بالتوحدیین، حتى وان اختلفوا فی عدد وشدة الخصائص السلوکیة التوحدیة الموجودة لدیهم، ویعزى ذلک الى نقص الادوات والخبرات الفنیة، المرتبطة بتمییز الاضطرابات النمائیة الشاملة عن بعضها البعض، حیث تتضمن تلک الاضطرابات طیفاً واسعاً الى جانب اضطراب التوحد الکلاسیکی، وهی : اضطراب اسبیرجر، الاضطراب النمائی الشامل غیر المحدد، اضطراب ریت، والاضطراب التفککی الطفولی .

 واذا ما تم استثناء کل من اضطراب ریت واضطراب التفکک الطفولی، وذلک لندرتهما کما یشیر دنلاب وبنتون (Dunlap&Bunton,1999)، فان الترکیز - إلى جانب اضطراب التوحد الکلاسیکی(الأکثر شده ضمن اضطرابات طیف التوحد) - یجب أن ینصب بشکل اساسی على کل من اضطراب أسبیرجر والاضطراب النمائی الشامل غیر المحدد، واللذان کما یشیر المرکز الأمریکی للوقایة والسیطرة على الأمراض (CDC,2006)،یشترکان مع اضطراب التوحد الکلاسیکی فی نفس الأعراض تقریباً، الا أن الاختلاف بینهم یتمثل فی سرعة تطور تلک الأعراض وشدتها وشمولیتها.

حیث یشیر کل من مایز وکالهون (Mayes&Calhoun,2004) نقلاً عن (Attwood,1998) إلى أن معظم الباحثین والاکلنیکیین یدعمون فکرة أن متلازمة أسبیرجر ما هی إلا توحد بسیط، یترافق مع ذکاء عادی أو فوق العادی . أما تاسی (Tasi,2003) فتشیر إلى أن هناک أدلة إکلینیکیة تعتبر أن حالات الاضطراب النمائی غیر المحدد تقع على خط متصل (A continuum) مع حالات التوحد الکلاسیکی، فیمکن لحالات شخصت على أنها توحد کلاسیکی، أن تتحسن بالتدخلات العلاجیة، ثم یعاد تشخیصها ضمن حالات الاضطراب النمائی غیر المحدد، ویمکن لأطفال صغار أن یشخصوا على أساس أنهم ضمن حالات الاضطراب النمائی غیر المحدد، ثم تتطور لدیهم الأعراض وتزداد شدة، فیعاد تشخیصهم على أنهم توحد کلاسیکی .

وکما اشار کل من نیوزشیفیر وکوهین ودانییلز2007) Newschaffer,Croen,&Daniels,) الى ان نسبة اضطراب التوحد الکلاسیکی تبلغ (1 -2 /1000) . أما بالنسبة الى اضطرابی (PDD-NPS) واسبیرجر معاً فنسبة انتشارهما تعادل (6و0/ 1000) (Nava&Joaqui, 2008) . الا انه یجب الاخذ بعین الاعتبار ان هذه النسب تختلف بشکل کبیر من دراسة لاخرى، اعتماداً على المعاییر التشخیصیة المستخدمة، والاعمار التی تم اجراء الدراسات علیها، بالاضافة الى المنطقة الجغرافیة التی تم اجراء الدراسة فیها Williams,Higgins&Brayne,2006) ) .

مشکلة الدراسة وأسئلتها :

       تهدف هذه الدراسة الى الکشف عن نسب انتشار اضطراب التوحد فی عینة من حالات التوحد فی منطقة عمان، وفقاً لمتغیری الجنس وشدة الاضطراب والتفاعل بینهما .

وبالتالی تحاول هذه الدراسة الاجابة عن الأسئلة التالیة :

ما هی نسبة انتشار اضطراب التوحد وفقاً لمتغیر الجنس ؟

ما هی نسبة انتشار اضطراب التوحد وفقاً لمتغیر شدة الاضطراب ؟

ما هی نسبة انتشار اضطراب التوحد وفقاً لمتغیری الجنس وشدة الاضطراب معاً ؟

أهمیة الدراسة :

      تکمن اهمیة الدراسة فی ضرورة التعرف على مدى شیوع اضطراب التوحد لدى الجنسین، حیث ترى بعض الدراسات العلمیة ان الجنس یمکن ان یکون احد العوامل البیولوجیة، التی یمکن ان یکون لها دور فی حدوث اضطراب التوحد، وذلک اذا ما علمنا ان اضطراب ریت_ وهو احد الاضطرابات النمائیة الشاملة_ یرتبط ارتباطاً وثیقاً بعامل الجنس، حیث یظهر لدى الاناث فقط دون الذکور.

ومن هنا یمکن ان یوصلنا البحث فی مجال العلاقة ما بین عامل الجنس وشیوع اضطراب التوحد، الى دور هذا العامل فی حدوث الاضطراب، خصوصاً اذا ما علمنا ان الاسباب الرئیسیة الکامنة وراء هذا الاضطراب لا زالت غیر معروفة بشکل واضح .

کذلک تنبع اهمیة الدراسة ایضاً فی الوقوف على مدى شیوع اضطراب التوحد حسب الشدة أو الدرجة، لما فی ذلک من أهمیة فی الکشف عن مستویات اضطراب التوحد، وبالتالی الوقوف على مسألة ضروریة وملحة فی هذه الایام، وهی الدخول بشکل اعمق فی طبیعة حالات التوحد الموجودة فی عالمنا العربی، وهل کلها تقع تحت مسمى اضطراب التوحد؟ ام ان هناک حالات مشخصة بانها تعانی اضطرابا توحدیاً وهی فی حقیقة الامر، تدخل ضمن مجال اضطرابات طیف التوحد الاخرى، کما فی حالات اسبیرجر والاضطراب النمائی الشامل غیر المحدد، حیث اننا ما زلنا نعانی من مشکلة حقیقیة فیما یتعلق بتصنیف حالات التوحد بشکل دقیق، ولا زالت الارقام الخاصة باضطرابات طیف التوحد کاضطراب اسبیرجر والاضطراب النمائی الشامل غیر المحدد، غیر موجودة نهائیاً فی قوامیس میدان التوحد فی عالمنا العربی، وذلک نتیجة افتقادنا لادوات التشخیص الدقیق الخاصة بهذه الاضطرابات، ومیلنا للاستسهال فی عملیة التشخیص، واعتبار أن جمیع الحالات التی تظهر اعراض توحد تعتبر اضطراب توحد فقط دون تفصیل .

وانطلاقا مما سبق فقد قامت الدراسة الحالیة باستخدام مقیاس (DSAB)، والذی قام ببنائه وتقنینه   (قزاز، 2007)، حیث یصنف اضطراب التوحد حسب هذا المقیاس الى مستویین (اضطراب التوحد دون المتوسط، اضطراب التوحد فوق المتوسط)، حیث یمکن من خلال هذا المقیاس الوقوف على شدة اضطراب التوحد، وتحدید کیفیة توزع اعراض التوحد على متصل، بحیث تقع فوق ودون المتوسط .

ویجدر الذکر هنا بان الترکیز الاکبر یجب ان یکون على الحالات التی تقع لدیها معظم او بعض أعراض التوحد، فی المنطقة دون المتوسط، وذلک لان بعض هذه الحالات یجب أن تخضع لتقییم أعمق، من اجل الاطلاع على طبیعتها بشکل أدق، حیث یمکن ان یکون بعضها ینتمی لفئة اضطراب اسبیرجر أو(PDD-NOS)، وبالتالی جاء هذا الاختبار لفتح المجال أمام تشخیص ادق لتلک الحالات         (قزاز، 2007) .

ومن هنا یمکن ان تعتبر هذه الدراسة منطلقاً من اجل فتح مجال لمیدان التشخیص الفارقی الخاص باضطرابات طیف التوحد، وذلک من خلال تحدید طبیعة الحالات الموجودة لدینا بدقة، اذا ما علمنا ان الفروق بین اضطرابات طیف التوحد الثلاث (التوحد الکلاسیکی، اضطراب اسبیرجر، والاضطراب النمائی الشامل غیر المحدد، هی فروق بسیطة ترتبط فی عدد وشدة الاعراض الموجودة لدیها بشکل اساسی، وبالتالی فان کشفنا عن مستویات أعراض الاضطراب، یدفعنا للتعمق اکثر فی تحدید طبیعة الاضطراب، وتشخیصه بشکل أدق من خلال ادوات ملائمة.

التعریفات الإجرائیة :

اضطراب التوحد : یعرف فی هذه الدراسة بأنه أداء المفحوص على المقیاس التشخیصی للسلوک التوحدی، ممثلاً بالمنطقة المئینیة الواقعة ما بین (66 – 100) .

التوحد دون المتوسط : یعرف فی هذه الدراسة بأنه أداء المفحوص على المقیاس التشخیصی للسلوک التوحدی، ممثلاً بالمنطقة المئینیة الواقعة ما بین (66 – 83) .

التوحد فوق المتوسط : یعرف فی هذه الدراسة بأنه أداء المفحوص على المقیاس التشخیصی للسلوک التوحدی، ممثلاً بالمنطقة المئینیة الواقعة ما بین (84 – 100) .

 

 

 

الدراسات السابقة :

فی الولایات المتحدة اجرى کل من زابلوتسکی، بلاک، ماینر، شیف وبلومبیرغ (Zablotsky, Black, Maenner, Schieve& Blumberg, 2015) دراسة هدفت الى تتبع مستویات انتشار الاضطرابات النمائیة ومن ضمنها اضطراب التوحد والاعاقة العقلیة، وذلک فی عینة عشوائیة من الاطفال ضمن الاعمار من (3-17) عام . وقد اشارت النتائج الى ان ارتفاع نسبة انتشار اضطراب التوحد مقارنة بالأعوام السابقة، حیث بلغت النسبة (24و2%) فی عام 2014، أی ما یعادل (1/45) طفل .

وفی الدنمارک اجرى کل من هانسن، شیندل وبارنرHansen,Schendel&Parner,2015) )       دراسة هدفت الى شرح الزیادة فی انتشار اضطراب التوحد . وقد شملت عینة الدراسة الموالید ما بین (1980-1991) والذین بلغ عددهم (677915) فرداً. اشارت النتائج الى ان الزیادة فی نسبة انتشار اضطراب التوحد لدى (33%) من افراد العینة تعزى فقط الى التغیر الذی طرأ على معاییر التشخیص .

وفی الاراضی المحتلة قام کل من اتزاک وزاکور ,2010) &Zacho  (Itzchakبدراسة هدفت الى تحدید نسبة انتشار التوحد بین الذکور والاناث، وارتبطها بعوامل تاریخ العائلة الوراثی، شدة الاضطراب، عمر الام، المهارات التکیفیة، ظروف نمو الاضطراب (تراجعی، غیر تراجعی) . تکونت عینة الدراسة من (564) حالة توحد، تم تشخیصها بناء على مجموعة من اسالیب التقییم مثل الاختبارات العصبیة والتاریخ النمائی، اما بالنسبة لشدة الاضطراب والمهارات التکیفیة فقد تم استخدام مقیاس المقابلة التشخیصیة للتوحد-المنقح ADI-R))، وجدول الملاحظة التشخیصیة لاضطراب التوحد (ADOS)، بالاضافة الى مقیاس فاینلاند للنضج الاجتماعی . وقد اشارت النتائج الى ان تقدیرات نسبة انتشار الاضطراب ما بین الذکور والاناث ضمن العینة بلغ    (8و6 : 1)، اما بالنسبة لشدة الاضطراب فلم یکن هناک اختلاف ملحوظ بین الذکور والاناث . کما اشارت النتائج الى ارتباط نسبة انتشار التوحد بین الذکور والاناث بالتاریخ الوراثی للعائلة وعمر الام.

فی المملکة المتحدة هدفت دراسة کوهین، سکوت، ویلیامز، بولتون، ماثیوز وبراین  (Cohen,Scott, Williams, Bolton, Matthews&Brayne, 2009) الى تحدید نسبة انتشار اضطراب التوحد، وذلک بالاعتماد على عینة من الاطفال المسجلین ضمن قائمة المشمولین بخدمات التربیة الخاصة، بالاضافة الى الاطفال المدموجین ضمن المدارس الابتدائیة، والذین تتراوح اعمارهم ما بین            (3-9 سنوات). وقد اشارت النتائج الى ان النسبة التقدیریة لانتشار التوحد بین افراد العینة بلغت تقریباً (99/10000) ای ان النسبة المئویة العامة للتوحد فی بریطانیا تعادل (1%) .

فی تایوان فقد هدفت دراسة لین، لین و وو(Lin, Lin &Wu, 2009) الى تحدید التغیر فی          نسبة انتشار اضطراب التوحد فی السنوات من عام 2000- 2007، وارتباطه بعوامل الجنس،     العمر والاسباب. وقد تم جمع المعلومات من خلال قسم الاحصاءات فی وزارة الداخلیة. حیث      اشارت النتائج الى ان نسب انتشار التوحد خلال السنوات السبع قد زادت من 2062 الى 7207،     ای بمعدل (5و249%)، وکذلک ازداد معدل انتشار اضطراب التوحد ما بین الذکور والاناث بمعدل      (6 : 1 الى 2و6 : 1) وذلک من العام (2000-2007)، وزادت نسبة حالات التوحد ضمن الفئة العمریة من (6-11 سنة) خلال السنوات السبع من (9و43%-5و49%) ضمن مجتمع التوحد بشکل عام. وکان السبب الرئیسی للتوحد ضمن الأسباب المعروضة هو السبب الولادی بنسبة تراوحت ما بین (5و48%-58%) من العام (2000-2007) .

وفی السعودیة قام کل من صالحی، حفظی، وغازی(Salehi,Hifthy&Ghazi,2009) بدراسة، تضمنت تحدید لنسبة انتشار اضطراب التوحد وارتباطه ببعض العوامل کالمشکلات الصحیة المرافقة، وتعاطی الادویة، وزواج الاقارب . وتم الاعتماد على معاییر ((DSM4-R، بالإضافة لمجموعة من المقاییس والاختبارات الخاصة بالتوحد، لتشخیص الاضطراب لدى افراد العینة، والتی تکونت من (49حالة)، (37 ذکر) و(12 أنثى). وقد اشارت النتائج الى ان النسبة التقدیریة لانتشار اضطراب التوحد بلغت (18/10000)، کما اشارت النتائج الى ان (11حالة) توحد کان لها تاریخ مرضی مرتبط بنوبات الصرع، وکان هناک حالة واحدة لدیها خلل کروموسومی، کما اشارت النتائج الى ان نحو (25حالة) کان لدیهم تاریخ فی تعاطی الادویة المرتبطة باضطرابات عقلیة، وکان هناک (14حالة) اعتبروا نتاجاً لزواج الاقارب .

فی الولایات المتحدة، هدفت دراسة کل من نیکولاس، کارلیس، کاربینتر، کینغ، جینیر، وسبرات  Nicholas, Charles, Carpenter, King, Jenner &Spratt, 2008)) الى التعرف على نسبة انتشار اضطراب التوحد لدى الاطفال ضمن سن الثامنة وارتباطه ببعض الخصائص کالجنس وأماکن تقدیم الخدمة وشدة العجز العقلی فی ولایة جنوب کارولینا. وبلغت عینة الدراسة التی انطبقت علیها معاییر تشخیص اضطراب التوحد (295) طفلاً وطفلة. وقد اشارت نتائج الدراسة الى ان تقدیر نسبة انتشار الاضطراب بین الذکور والاناث بلغ (1و3 : 1)، وکانت نسبة الذکور العاجزین عقلیاً من التوحدیین تساوی (4و56%)، فیما بلغت نسبة الاناث العاجزات عقلیاً من التوحدیات (7و72%) .

فی فنزویلا، قام نافا وجواکوی Nava&Joaqui, 2008))بدراسة تهدف الى تحدید نسب انتشار اضطرابات طیف التوحد فی منطقة ماراکایبو فی فنزویلا . تکونت عینة الدراسة من (430) طفلاً تتراوح اعمارهم ما بین (3 – 9) سنوات . اشارت النتائج الى ان نسبة الذکور ضمن العینة بلغت (5و76%)، اما نسبة الاناث فبلغت(5و24%)، وبلغت النسبة التقدیریة لاضطرابات طیف التوحد (7و1 / 1000)، أما نسبة اضطراب التوحد فبلغت (1و1/ 1000)، وبلغت نسبة اضطراب(PDD-NPS) واضطراب اسبیرجر معاً (6و0/ 1000) .

فی دولة الامارات العربیة المتحدة قام کل من یابن، مبروک، زبیدی وفیصل (Eapen,Mabrouk,Zoubiedi&Yunis,2007) بدراسة تهدف الى التعرف على نسبة انتشار اضطرابات طیف التوحد بین الاطفال فی عمر ما قبل المدرسة، حیث تکونت العینة من (694) طفل تم اختیارهم عشوائیاً. وقد تم تشخیص تلک الحالات على مرحلتین، المرحلة الاولى تم فیها استخدام استبیان الکشف عن اضطراب التوحد، حیث اشارت النتائج الى ان النسبة التقدیریة للاطفال التوحدیین المشخصین بلغت (8و5/1000)، وفی المرحلة الثانیة تم استخدام اسلوب المقابلة الاکلینیکیة من خلال الدلیل الاحصائی الامریکی الرابع (DSM-4)، وقد اشارت النتائج الى ان النسبة التقدیریة بعد المرحلة الثانیة بلغت (8و2/1000) . کما اشارت النتائج الى ان الذکور شکلوا غالبیة أفراد العینة المشخصة .

أما فی کندا فقد أجرى فومبون (Fombonne E, 2005) دراسة تستهدف مراجعة مجموعة کبیرة من الدراسات المرتبطة بنسب انتشار اضطرابات طیف التوحد فی کندا، حیث اشارت النتائج الى ان       نسبة انتشار الاضطرابات النمائیة الشاملة عموما تبلغ ( 60 / 10000)، أما نسبة انتشار اضطراب التوحد فتبلغ (13 /10000)، فی حین بلغت نسبة انتشار اضطراب اسبیرجر (3 / 10000)، کما اشارت النتائج الى ان النسبة التقدیریة بین الذکور والاناث من ذوی الاضطراب التوحدی تقل بین الحالات الشدیدة والمرتبطة عادة بإعاقات عقلیة حیث تصل الى (2 : 1) لصالح الذکور، أما بالنسبة لحالات التوحد البسیط ومن ذوی الاداء المرتفع فإنها تزداد عند المقارنة بین الذکور والاناث فتصل الى ( 6-8/ 1) لصالح الذکور . کما اشارت النتائج الى ان هناک مجموعة عوامل تلعب دوراً فی اختلاف مدى انتشار الاضطراب من منطقة لأخرى، ومن هذه العوامل : اسلوب التقییم، حجم العینة، سنة اجراء الدراسة والمنطقة الجغرافیة.

وفی الولایات المتحدة أیضاً هدفت دراسة ییرغین، رایس، کارابورکار، دورینبیرغ، بویل، ومیرفی (Yeargin, Rice, Karapurkar, Doernberg, Boyle&Murphy, 2003) الى تحدید نسبة انتشار اضطراب التوحد فی مناطق العاصمة الامریکیة واشنطن، وارتباطه ببعض العوامل مثل الجنس والعرق والاعاقة العقلیة . وقد تکونت عینة الدراسة من (987) طفلاً تتراوح اعمارهم ما بین   (3 – 10سنوات) . وقد اشارت النتائج الى ان النسبة التقدیریة لانتشار اضطراب التوحد بین افراد العینة بلغت (4و3/ 1000)، فی حین کانت نسبة الذکور للاناث ضمن العینة تبلغ (4 : 1)، وبلغت النسبة التقدیریة لانتشار اضطراب التوحد بین عینة الاطفال السود (4و3/ 1000)، وبین الاطفال البیض (4و3/ 1000) أیضاً. وکذلک کانت النسبة المئویة للاطفال الذین یعانون من عجز عقلی بین افراد العینة تبلغ (68%).

وفی الولایات المتحدة الامریکیة کذلک قام کل من بیرتراند، مارس، بویل، بوف، السوب، ودیکوفیل (Bertrand, Mars, Boyle, Bove, Allsopp&Decoufle, 2001) بدراسة هدفت الى التعرف على نسبة انتشار اضطراب التوحد فی ولایة نیوجیرسی الامریکیة . وقد تکونت عینة الدراسة من الاطفال الذین تتراوح اعمارهم ما بین (3 – 10) سنوات، حیث تم استخدام عدة طرق لجمع المعلومات حول افراد العینة مثل : ملفات الاطفال الذین یتلقون خدمات التربیة الخاصة، ملفات عیادات التشخیص والعلاج المرتبطة بحالات التوحد، قوائم الطلبة الموجودة ضمن مجموعات أهالی الاطفال التوحدیین، وعائلات الاطفال التوحدیین الذین تطوعوا للمشارکة فی الدراسة عبر وسائل الاعلام . وقد تم  بعد القیام بعملیة تقییم حالات التوحد باستخدام  التقیییم النفسی والعصبی وتاریخ الحالة، استبعاد (29%) من افراد العینة، والابقاء على (71%) من العینة بعد التحقق من وجود اضطراب التوحد لدیها . وقد اشارت النتائج الى ان نسبة انتشار اضطراب التوحد بین افراد العینة بلغت (7و6/ 1000) حالة، اما الحالات التی انطبقت علیها معاییر التوحد بشکل کامل فبلغت (4/ 1000) حالة .

وفی المملکة المتحدة هدفت دراسة شاکرابارتی وفومبون (Chakrabarti&Fombonne, 2001) الى تحدید نسبة انتشار اضطراب التوحد عند الاطفال فی سن ما قبل المدرسة وارتباطها بعوامل الجنس والاعاقة العقلیة والمشکلات الصحیة . حیث تم تشخیص الاطفال من خلال فریق متخصص، وباستخدام اسالیب المقابلة التشخیصیة والاختبارات السیکومتریة . وقد تکونت عینة الدراسة من (97) طفلاً تتراوح اعمارهم ما بین (5و2-5و6 سنة) . واشارت النتائج الى أن النسبة التقدیریة لانتشار حالات التوحد بلغت (8و16/ 10000)، أما الحالات التی تدخل ضمن اضطرابات طیف التوحد فبلغت النسبة التقدیریة لها (6و62/ 10000)، اما نسبة الذکور فی العینة فبلغت (4و79%)، ونسبة الاناث بلغت (6و20%)، وبالتالی کانت النسبة التقدیریة للذکور مقابل الاناث فی مجمل العینة تعادل (4 : 1)، وکانت نسبة الاطفال التوحدیین الذین یعانون من عجز عقلی (8و25%) من افراد العینة، فیما کانت نسبة من یعانون من مشکلات صحیة (3و9%) من افراد العینة .

وفی الولایات المتحدة أیضاً هدفت دراسة تسای وبسلیر(Tsai&Beisler,1983) الى التعرف  على الفروق الجنسیة لدى عینة من حالات اضطراب التوحد فی ولایة ایوا، والمرتبطة بمجموعة من العوامل مثل شدة الاضطراب، القدرة العقلیة، الاداء اللغوی الاستقبالی، القدرات الحس حرکیة. تکونت العینة من (75) حالة توحد ملتحقة ببرنامج ولایة ایوا للتوحد. وقد اشارت نتائج الدراسة الى ان نسبة الذکور والاناث ضمن عینة التوحد بلغت باستخدام النسبة المئویة ما بین (70% ذکور: 30%اناث)، ای ما یعادل (26و2: 1)، کما اشارت النتائج الى ان الاناث التوحدیات اظهرن درجة اکبر فی شدة الاضطراب مقارنة بالذکور، فی حین کانت نسبة الذکور ذوی التوحد البسیط اعلى لدى عینة الذکور منها لدى عینة الاناث، فی حین کانت نسبة الاناث التوحدیات ذوی التوحد الشدید اعلى لدى عینة الاناث . وکذلک أظهرت الاناث التوحدیات انخفاضاً اکبر فی القدرة العقلیة عنه لدى الذکور التوحدیین .

وفی النرویج قامت سبونهایم وسکیلدال (Sponheim&Skjeldal,1998) بدراسة هدفت الى التعرف على نسبة انتشار اضطراب التوحد فی النرویج، حیث تراوحت اعمار افراد عینة الدراسة ما بین        (3-14 سنة)، وقد اشارت النتائج الى ان النسبة التقدیریة لانتشار الافراد ذوی اضطراب التوحد، والذین انطبقت علیهم معاییر قائمة التصنیف الدولیة للأمراض (ICD-10 ) والمعتمدة من قبل منظمة الصحة العالمیة WHO)) بلغت (4- 5/10000) .

من خلال الاطلاع على الدراسات السابقة یمکن الوصول الى نتیجة مفادها ان نسب انتشار اضطراب التوحد تتقارب و تتمایز من مجتمع لآخر، الا انها شهدت زیادة مضطردة مع الوقت، وهذه الزیادة یمکن ان تعزى الى عدة امور اشار الیها جرین ورفاقه(Green et al .,2003) تتمثل فی : تحسن طرق التعرف على حالات التوحد، التساهل فی طرق التشخیص، الزیادة الفعلیة فی نسبة الانتشار، وتغیر مفهوم هذا الاضطراب واختلاف وجهات النظر والمعاییر المرتبطة به، بالإضافة الى زیادة الوعی بمیدان التوحد . فکل الأسباب السابقة یمکن أن تؤثر بشکل أو بآخر على التقدیرات الأخیرة المتعلقة بنسبة انتشار اضطراب التوحد .

الطریقة والإجراءات :

مجتمع وعینة الدراسة:

اشتمل مجتمع الدراسة على حالات التوحد المشخصة فی مراکز التوحد ومراکز التربیة الخاصة فی العاصمة عمان، بالاضافة الى مجموعة من الحالات الموجودة خارج تلک المراکزPrivate Cases، وقد تراوحت اعمارهم ما بین(6-17) عاماً . وقد تم اختیار العینة بطریقة قصدیة، وذلک من خلال الذهاب لمکان تواجد هذه الحالات، حیث بلغ عدد افراد العینة (81) حالة توحد  .

متغیرات الدراسة :

المتغیر التابع : نسب انتشار اضطراب التوحد

المتغیرات المستقلة :

أ‌.        الجنس :         1. ذکر              2. أنثى

ب‌.   شدة اضطراب التوحد : 1. فوق المتوسط     2. دون المتوسط     

ت‌.   التفاعل بین الجنس وشدة الاضطراب

  1. ذکر باضطراب دون المتوسط 2. ذکر باضطراب فوق المتوسط
  2. أنثى باضطراب دون المتوسط 4. أنثى باضطراب فوق المتوسط

جدول رقم (1)

توزیع افراد العینة حسب متغیری شدة الاضطراب والجنس(ن=81)

المجموع

فوق المتوسط

 

دون المتوسط

 

شدة الاضطراب

 

الجنس  

62
34

28

ذکور
19

14

5

إناث

81

48

33

المجموع

أداة الدراسة وإجراءاتها :

تم الاعتماد فی تحدید حالات اضطراب التوحد وشدتها ونوعها الاجتماعی على الأسس التالیة :

  1. تصنیفات المراکز التی تتواجد فیها هذه الحالات، والمبنیة على أسالیب تشخیصیة خاصة بکل مرکز.
  2. قام الباحث باستخدام مجموعة من اسالیب التقییم الخاصة بحالات اضطراب التوحد، وذلک بهدف الوقوف بشکل دقیق على طبیعة تلک الحالات، والتأکد من وجود اضطراب التوحد لدیها ومستوى شدته، وتمثلت هذه الاسالیب بما یلی :

أ‌.        المحکات والمعاییر الخاصة بالدلیل الإحصائی الأمریکی الرابع- النسخة المعدلة  (DSM-IV-TR: 2000) .

ب‌.   الصورة الأردنیة من قائمة تقدیر السلوک التوحدی التی طورها الصمادی ((Smadi,1985، حیث یعتبر الطفل توحدیاً فی حال حصل على درجة (67 فما فوق ) على القائمة .

ت‌.   المقیاس التشخیصی للسلوک التوحدی Diagnostic Scale For Autistic Behavior (DSAB)، التی قام ببنائه وتقنینه للبیئة الاردنیة (قزاز،2007)، وقد تم الاعتماد على معاییره بشکل أساسی فی تحدید حالات اضطراب التوحد من حیث الشدة والدرجة (دون المتوسط ، فوق المتوسط)، حیث تشخص الحالات التی تقع فی المنطقة المئینیة ما بین الرتبة (66 – 100) على انها اضطراب توحد، فتعتبر الحالات الواقعة ما بین الرتب المئینیة (66 – 83) ضمن المستوى دون المتوسط من التوحد، اما الحالات الواقعة ما بین الرتب المئینیة (84 – 100) فتعتبر ضمن المستوى فوق المتوسط من التوحد.

ویجب الاخذ بعین الاعتبار هنا بان اختبار (DSAB)، یهتم بتقسیم حالات التوحد الى قسمین هما : التوحد فوق المتوسط والتوحد دون المتوسط، ویجدر الذکر هنا بان الترکیز الاکبر یجب ان یکون على حالات التوحد التی تقع دون المتوسط، وذلک لان بعض هذه الحالات یجب أن تخضع لتقییم أعمق، من اجل الاطلاع على طبیعتها بشکل أدق، حیث یمکن ان یکون بعضها ینتمی لفئة اضطراب اسبیرجر أو(PDD-NOS)، وبالتالی جاء هذا الاختبار لفتح المجال أمام إخضاع بعض الحالات لتشخیص أدق وأکثر عمقاً           (قزاز، 2007).

ث‌.   اسلوب الملاحظة المباشرة للحالات من قبل الباحث نفسه، واسلوب المقابلة والتی تم من خلالها الحصول على المعلومات والبیانات الخاصة بافراد العینة، من اولیاء الامور والمدرسین والاخصائیین الذین لدیهم تماس مباشر مع هذه الحالات ولفترة کافیة .

ج‌.      تم معالجة البیانات الناتجة من عینة الدراسة، باستخدام مجموعة من الاسالیب الاحصائیة والتی تمثلت فی: الجداول التکراریة والنسب المئویة والنسب التقدیریة .

نتائج الدراسة والمناقشة :

وتمثلت نتائج الدراسة بالإجابة على الاسئلة التالیة :

الاجابة على السؤال الأول:

ما هی نسبة انتشار اضطراب التوحد وفقاً لمتغیر الجنس ؟

أشارت النتائج الى أن نسبة انتشار اضطراب التوحد تبعاً لمتغیر الجنس (ذکور واناث) بلغت     (5و76% ذکور، 5و23% إناث)، أی بنسبة تقدیریة تعادل (3و3 ذکر: 1 أنثى) من مجمل أفراد العینة.   راجع الجدول رقم (2) و(3)

وهذا یتفق مع ما ذهبت الیه دراسات:((Itzchak&Zacho,2010،(Lin,Lin&Wu,2009)،(Nava&

Joaqui, 2008)، Eapen,Mabrouk,Zoubiedi&Yunis,2007))، (Charles,etal.,2008)

(Nicholas,etal,2008(Fombonne,2005)،(Yeargin,Rice,et,2003)، (Chakrabarti & Fombonne,2001)، (Tsai&Beisler,1983) .

والدراسات المذکورة أعلاه تؤکد فی مجملها، على فکرة تفوق الذکور على الاناث فی نسبة انتشار اضطراب التوحد فیما بینهم، وبالتالی تؤکد على ما ذهب الیه کل من فومبون (Fombonne, 2005)، ونیکمایر وکوهین Knickmeyer, Cohen, 2006) )، الذین قدموا تفسیرات لظهور اضطراب التوحد لدى الذکور بنسبة أکبر منه لدى الاناث، وذلک من خلال ربط الاضطراب بعوامل کروموسومیة وجینیة، وکذلک هرمونیة یمکن ان تساهم فی ظهور اعراض الاضطراب لدى الذکور بشکل اکبر منه لدى الاناث.

للإجابة على السؤال الثانی :

ما هی نسبة انتشار اضطراب التوحد وفقاً لمتغیر شدة الاضطراب ؟

تم تصنیف حالات التوحد الى فئتین (دون المتوسط، فوق المتوسط) تبعاً لشدة الاضطراب، وذلک باستخدام المقیاس التشخیصی للسلوک التوحدی (DSAB)، حیث اشارت النتائج الى ان نسبة انتشار اضطراب التوحد تبعاً لمتغیر الشدة بلغت (41% دون المتوسط، 59% فوق المتوسط) ای ما یقارب    (1 : 4و1) من مجمل أفراد العینة .  راجع الجدول رقم (2) و(3)

وانطلاقاً مما أشار الیه کل من مایز وکالهون (Mayes&Calhoun,2004) نقلاً عن (Attwood,1998) بأن معظم الباحثین والاکلنیکیین یدعمون فکرة أن متلازمة أسبیرجر ما هی إلا توحد بسیط، یترافق مع ذکاء عادی أو فوق العادی . وکما یشیر المرکز الأمریکی للوقایة والسیطرة على الأمراض (CDC,2006)، أن اضطرابی اسبیرجر والاضطراب النمائی الشامل غیر المحدد     ((PDD-NOS یشترکان مع اضطراب التوحد الکلاسیکی فی نفس الأعراض تقریباً، الا أن الاختلاف بینهم یتمثل فی سرعة تطورها وشدتها وشمولیتها . بالاضافة الى ما اشار الیه کل من تاسی (Tasi,2003) ودنلاب وبنتون (Dunlap&Bunton,1999) من ان حالات PDD- NOS)) تقع على خط متصل (A continuum) مع حالات التوحد، وتظهر على الدلیل الاحصائی الامریکی الرابع ((DSM-IV نفس الأعراض التوحدیة، لکنها تتسم بأنها أقل شدة وأقل اتساعاً من الأعراض التی تظهرها حالات التوحد الکلاسیکی .

وبناء على ما سبق فان الباحثین یرون أن الاضطرابات الثلاث (التوحد الکلاسیکی، اسبیرجر، والاضطراب النمائی الشامل غیر المحدد (PDD-NOS)، تتوزع على متصل واحد من الأعراض التوحدیة، یقع على طرفه (الأشد من حیث الأعراض) اضطراب التوحد الکلاسیکی، بینما یتوزع کل من اضطرابی اسبیرجر و(PDD-NOS)، على هذا المتصل بشکل عام وتتوزع أعراضهم ما بین الشدید والبسیط من حیث شدة العرض .

ومن هذا المنطلق فان نتائج الدراسة الحالیة، التی أظهرت ان نسبة اضطراب التوحد فوق المتوسط تتفوق على نسبة التوحد دون المتوسط بنسبة تقدیریة تعادل ( 1 دون المتوسط : 4و1 فوق المتوسط)، تتفق مع ما ذهبت الیه دراسة فومبون (Fombonne, 2005) والتی أظهرت ان النسبة التقدیریة لانتشار اضطراب التوحد الکلاسیکی (وهو الأکثر شدة بین اضطرابات طیف التوحد) تبلغ (3و1/1000)، بینما کانت النسبة التقدیریة لاضطراب اسبیرجر (3و0/1000). أو کما أشار کل من نافا وجواکوی (Nava&Joaqui, 2008) إلى أن نسبة اضطراب التوحد الکلاسیکی بلغت         (1و1/ 1000)، أما نسبة اضطرابی (PDD-NOS) وأسبیرجر معاً فبلغت (6و0/ 1000) . ای ان نسبة حالات التوحد الکلاسیکی والتی تمثل الشکل الشدید من التوحد، تتفوق على نسبة حالات اسبیرجر وPDD-NOS)) واللتان تمثلان الشکل البسیط من التوحد  .

للإجابة على السؤال الثالث :

ما هی نسبة انتشار اضطراب التوحد وفقاً لمتغیری الجنس وشدة الاضطراب معاً ؟

وقد اشارت النتائج الى ما یلی :

أ‌.        بلغت نسبة الذکور ذوی التوحد دون المتوسط ضمن عینة الذکور التوحدیین (45%)، وهذا یشیر الى أن النسبة التقدیریة للذکور ذوی التوحد دون المتوسط ضمن عینة الذکور التوحدیین   ( 1: 2و2) .

ب‌.   بلغت نسبة الذکور ذوی التوحد فوق المتوسط ضمن عینة الذکور التوحدیین (55%)، وهذا یشیر الى أن النسبة التقدیریة للذکور ذوی التوحد فوق المتوسط ضمن عینة الذکور التوحدیین   ( 1: 8و1) .

وبالتالی فان النسبة التقدیریة لشدة الاضطراب بین الذکور هی : 

(1 دون المتوسط : 2و1 فوق المتوسط ) .

ت‌.   بلغت نسبة الإناث ذوات التوحد دون المتوسط ضمن عینة الإناث التوحدیات (26%)، وهذا یشیر الى أن النسبة التقدیریة للإناث ذوات التوحد دون المتوسط ضمن عینة الإناث التوحدیات ( 1: 8و3) .

ث‌.   بلغت نسبة الإناث ذوات التوحد فوق المتوسط ضمن عینة الإناث التوحدیات (74%)، وهذا یشیر الى أن النسبة التقدیریة للإناث ذوات التوحد فوق المتوسط ضمن عینة الإناث التوحدیات    ( 1: 4و1) .

وبالتالی فان النسبة التقدیریة لشدة الاضطراب بین الإناث هی :

 (1 دون المتوسط : 8و2 فوق المتوسط ) .

ج‌.     بلغت نسبة الذکور ذوی التوحد دون المتوسط ضمن عینة التوحد دون المتوسط (85%)، وهذا یشیر الى أن النسبة التقدیریة للذکور ذوی التوحد دون المتوسط ضمن عینة التوحد دون المتوسط ( 1: 2و1) .

ح‌.     بلغت نسبة الإناث ذوی التوحد دون المتوسط ضمن عینة التوحد دون المتوسط (15%)، وهذا یشیر الى أن النسبة التقدیریة للإناث ذوی التوحد دون المتوسط ضمن عینة التوحد دون المتوسط ( 1: 7و6) .

وبالتالی فان النسبة التقدیریة للذکور والاناث ضمن عینة التوحد دون المتوسط هی:

 (1 أنثى : 7و5 ذکر)

خ‌.     بلغت نسبة الذکور ذوی التوحد فوق المتوسط ضمن عینة التوحد فوق المتوسط (71%)، وهذا یشیر الى أن النسبة التقدیریة للذکور ذوی التوحد فوق المتوسط ضمن عینة التوحد فوق المتوسط ( 1: 4و1) .

د‌.       بلغت نسبة الإناث ذوی التوحد فوق المتوسط ضمن عینة التوحد فوق المتوسط (29%)، وهذا یشیر الى أن النسبة التقدیریة للإناث ذوی التوحد فوق المتوسط ضمن عینة التوحد فوق المتوسط ( 1: 5و3) .

وبالتالی فان النسبة التقدیریة للذکور والاناث ضمن عینة التوحد فوق المتوسط هی  (1 أنثى : 4و2 ذکر) .  راجع الجدول رقم (2) و(3)

وجاءت النتائج السابقة المتعلقة بنسب شدة الاضطراب بین الذکور والاناث مخالفة لدراسة کل من اتزاک وزاکور ,2010) &Zacho  (Itzchakوالتی اشارت الى عدم وجود اختلاف ملحوظ بین الذکور والاناث من حیث شدة الاضطراب .

 لکن نتائج الدراسة الحالیة جاءت ایضاً متفقة مع نتائج دراسات اخرى، ویمکن ملاحظة ذلک فیما یلی : کانت نتائج الدراسة الحالیة المرتبطة بنسب الذکور والاناث ضمن عینة التوحد البسیط، تشیر الى أن الذکور یتفوقون على الاناث فی درجة الانتشار وذلک بنسبة تقدیریة تبلغ (1 أنثى : 7و5 ذکر)، بینما تقل النسبة بین الجنسین فی عینة التوحد فوق المتوسط –مع بقائها لصالح الذکور- وتبلغ  (1 أنثى : 4و2 ذکر) .

وهذا یتفق مع ما ورد فی دراسة Fombonne, 2005))، والتی اشارت الى أن حالات التوحد البسیط تزداد لصالح الذکور عند المقارنة بین الجنسین، حیث تصل الى( 6-8/ 1) لصالح الذکور، وتقل - مع بقائها لصالح الذکور - بین الجنسین ضمن عینة التوحد الشدید، حیث تصل الى (2 : 1) لصالح الذکور.

أما فیما یتعلق بنسبة الإناث ذوی التوحد فوق المتوسط ضمن عینة الاناث، فقد اشارت نتائج الدراسة الحالیة الى ان النسبة المئویة للإناث ذوی التوحد فوق المتوسط تبلغ (74%) بالنسبة لعینة الإناث التوحدیات بشکل عام، وهذا یعادل بالنسبة التقدیریة (1: 4و1) . وهذه النتائج تتفق مع ما ذهبت الیه دراسة (Tsai&Beisler,1983) والتی اشارت الى أنالنسبة الاعلى فی عینة الاناث ترتبط بذوات التوحد الشدید .

وتتفق نتائج الدراسة الحالیة فیما یتعلق بنسبة الذکور ذوی التوحد دون المتوسط ضمن عینة الذکور، مقارنة بنسبة الإناث ذوی التوحد دون المتوسط ضمن عینة الإناث، والتی اشارت الى ان نسبة الذکور ذوی التوحد دون المتوسط ضمن عینة الذکور تبلغ (45%) ونسبة الإناث ذوات التوحد دون المتوسط ضمن عینة الإناث تبلغ(26%)، وهذا یتفق مع ما جاء فی دراسة  (Tsai&Beisler,1983) والتی اشارت الى ان نسبة الذکور ذوی التوحد البسیط اعلى لدى عینة الذکور منها لدى عینة الاناث .

جدول رقم (2)

توزیع افراد العینة حسب متغیری شدة الاضطراب والجنس باستخدام النسبة المئویة(ن=81)

شدة                الاضطراب

الجنس    

دون المتوسط

%

فوق المتوسط

%

المجموع

%

ذکر%

45%

ضمن عینة الذکور

85%

ضمن عینة دون المتوسط

55%

ضمن عینة الذکور

71%

ضمن عینة فوق المتوسط

5و76%

ذکور ضمن العینة ککل

انثى%

26%

ضمن عینة الإناث

15%

ضمن عینة دون المتوسط

74%

ضمن عینة الإناث

29%

ضمن عینة فوق المتوسط

5و23%

إناث ضمن العینة ککل

المجموع%

41%

دون المتوسط ضمن العینة ککل

59%

فوق المتوسط ضمن العینة ککل

100%

 

جدول رقم (3)

 توزیع أفراد العینة حسب متغیری شدة الاضطراب والجنس باستخدام النسب التقدیریة (ن=81)

  شدة                                     الاضطراب

الجنس    

دون المتوسط

 

فوق المتوسط

 

المجموع

 

ذکر

1: 2و2

1: 2و1

1: 8و1

1: 4و1

1: 3و1

انثى

1: 8و3

1: 7و6

1: 4و1

1: 5و3

1: 3و4

المجموع

1: 4و2

1: 7و1

1 : 1

التوصیات البحثیة والتربویة:

  1. القیام بدراسات أخرى ترتبط بمدى انتشار اضطرابات طیف التوحد فی المملکة الاردنیة الهاشمیة، وباقی الدول العربیة الاخرى بشکل عام، واستخدام عینات أکبر قدر الامکان، للحصول على نتائج أکثر دقة، ترتبط بنسب الانتشار والحدوث لهذا الاضطراب .
  2. الترکیز على الکشف عن حالات طیف التوحد، کاضطرابی اسبیرجر، و(PDD-NOS)، على اعتبار أنهما أکثر اضطرابات طیف التوحد قرباً وشبهاً باضطراب التوحد.
  3. تسهیل مهام الباحثین والمتخصصین، من قبل المراکز والمعاهد التی تضم حالات التوحد       أو طیف التوحد، لتوفیر الفرصة لهم للقیام بدراسات وأبحاث فی مجال التوحد، لما فی ذلک من إنعاش لهذا المیدان، واغناء لأدواته، وتوسیع لخبرات أبنائه العاملین فیه، وبالتالی فائدة للأفراد ذوی اضطراب التوحد وطیف التوحد. 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

المراجع والمصادر

-         Al-Salehi, Saleh M.Al-Hifthy, Elham H&Ghaziuddin, Mohammed. (2009) . Autism in Saudi Arabia: presentation, clinical correlates and comorbidity.Autism in Saudi Arabia . Transcult Psychiatry.  Jun;46(2).

-         American Psychiatric Association . (2000). Diagnostic and Statistical Manual of Mental Disorders - Text Revision. Washington, DC  .

-         Bertrand,Jacquelyn. Mars,Audrey. Boyle,Coleen. Bove,Frank. Allsopp, Marshalyn&Decoufle,Pierre.( 2001) . Prevalence of Autism in a United States Population: The Brick Township, New Jersey, Investigation . PEDIATRICS Vol. 108 No. 5 November 2001, pp.  1155-1161  .

-         ChakrabartiS&FombonneE . (2001) . Pervasive developmental disorders in preschool children. JAMA. 27;285(24):3093-9.

-         Cohen,Simon-Cohen.Scott, Fiona J.Williams, Joanna. Bolton, Patrick. Matthews, Fiona E&Brayne, Carol. (2009) . Prevalence of autism-spectrum conditions: UK school-based population study. The British Journal of Psychiatry. 194: 500-509.

-         Dunlap,Glen&Bunton,M.K .(1999). Autism and Autism Spectrum Disorder (ASD). The Council for Exceptional Children; ERICECDigest . E583 .

-         Eapen, Valsamma. Mabrouk, Abdul-Azim. Zoubiedi. Taoufik&Yunis, Feisal.(2007). Prevalence of Pervasive Developmental Disorders in Preschool Children in the UAE. Journal of Tropical Pediatrics;  Vol. 53 Issue 3, p202-202, 1p

-         Fombonne E.( 2005) Epidemiology of autistic disorder and other pervasive developmental disorders. J Clin Psychiatry.66(Suppl 10):3–8. PMID 16401144.

-         Gabriels, Robin & Noland, Ramona .(2003). Screening and Identifying Children with Autism Spectrum Disorders in the Public School System: The Development of Amodel Process. University of Colorado-HealthSciencesCenter .

-         Green,Snyder. Joy, S., Fein, D., Robins, D.& Waterhouse, L . (2003). Pervasive Developmental Disorders . Textbook of Neuropsychiatry, Second Edition. Baltimore. pp 503-551.

 

-         Hansen,Stefan N,Schendel, Diana E&Parner,Erik T.(2015). Explaining the Increase in the Prevalence of Autism Spectrum DisordersThe Proportion Attributable to Changes in Reporting Practices.JAMA Pediatr. ;169(1):   56-62.

-         Itzchak, Ben E&Zacho DA. (2010). Male:Female Ratio Is Related to Autism Spectrum Disorder in the Family and to Maternal Age . International Society  for Autism Research .

-         Knickmeyer RC, Baron-Cohen S.(2006). Fetal testosterone and sex differences in typical social development and in autism. Journal of Child Neurology. 21:825–45.

 

-         Lin,Ding-Jin. Lin, Lan-Ping&Jia,Ling-Wu.( 2009). Administrative Prevalence of autism spectrum disorders based on national disability registers in Taiwan . Research in Autism Spectrum Disorders . Volume 3, Issue 1, Pages 269-274  .

-         Mayes, Susan. Calhoun, susan .(2004) .Influence of IQ and Age in Childhood Autism: Lack of Support for DSM-IV Asperger’s Disorder. Journal of Developmental and Physical Disabilities. Vol. 16, No.(3), pp117-128 .

-         Nava, Montiel& Joaqui, Pena. (2008). Epidemiological findings of pervasive developmental disorders in a Venezuelan study. Autism: The International Journal of Research and Practice. Mar;12(2):191-202.

-         NewschafferCJ, Croen LA, Daniels J .(2007). The epidemiology of autism spectrum disorders . Annu Rev Public Health ;28:235–58.

-         Nicholas,JoyceS.Charles,JaneM.  Carpenter LauraA .  King Lydia B .  Jenner, Walter &Spratt, EveG . (2008) . Prevalence and Characteristics of Children With Autism-Spectrum Disorders. Vol18, Issue 2, Pages 130-136 .

-         Pare, Jean-Rodrigue .(2006) . Childhood Autism in Canada: Some issues relating to behavioural intervention . Science and Technology Division; Political and Social Affairs . Economics Division .

-         Smadi, Jamil.(1985). A Validation Study of A  Jordanian Version of the Autism Behavior Checklist of the Autism Screening Instrument For Educational Planning. Doctoral Dissertation. MichiganStateUniversity . E. Lansing. USA. 

-         SponheimE&SkjeldalO. (1998) . Autism and related disorders: epidemiological findings in a Norwegian study using ICD-10 diagnostic criteria. National Centre for Child and Adolescent Psychiatry, University of Oslo, Norway. Jun;28(3):217-27.

-         Srinivasa, J.(2004). Autism spectrum disorders (ASD): Guide to Educators and parents. Medical Education Online; Available from  :   http://www.med-ed-online.org  .

-         Tasi, Luke,Y.(2003). Pervasive Developmental Disorders. A publication of the NationalDisseminationCenter for Children with Disabilities: FS20  .

-         Tsai, LY& Beisler , JM. (1983) . The development of sex differences in infantile autism. The British Journal of Psychiatry . The RoyalCollege of Psychiatrists

-         Whiteley,Paul . Todd, Lynda. Carr,  Kevin& and Shattock, Paul. (2010). Gender Ratios in Autism, Asperger Syndrome and Autism Spectrum Disorder. LibertasAcademica. http://www.la-press.com.

-         Williams JG, Higgins JPT, BrayneCEG.(2006). Systematic review of prevalence studies of autism spectrum disorders . Arch Disability Child.;91(1):8–15 .

-         Yeargin,Allsopp. Rice, C.Karapurkar,T .Doernberg, N.Boyle, C&Murphy, C .( 2003) . Prevalence of autism in a US metropolitan area. JAMA. 2003 Jan 1;289(1):87-9.

-         Zablotsky, Benjamin.Black,Lindsey. Maenner,Matthew,J. Schieve,Laura,A& Blumberg,Stephen, J.( 2015)  Estimated Prevalence of Autism and Other Developmental Disabilities Following Questionnaire Changes in the 2014 National Health Interview Survey.National Health Statistics Reports. N87.

-         قزاز، إمام والروسان، فاروق . (2010). بناء مقیاس لتشخیص السلوک التوحدی والتحقق من فاعلیته فی عینة اردنیة من حالات التوحد والاعاقة العقلیة والعادیین . رسالة دکتوراه منشورة . مجلة دراسات، المجلد (37)، العدد الأول (ص216-236) . الجامعة الأردنیة : عمان- الأردن .

-         www.autism-society.org           Autism Society of America(ASA), 2006

جمعیة التوحد الامریکیة

-         www.cdc.gov             Centers Diseases of Control and Prevention,CDC:2003 مرکز الوقایة والسیطرة على الامراض

-          

-         www.autism.org.uk National Autistic Society(NAS),2006

الجمعیة الوطنیة للتوحد فی بریطانیا

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

-         Al-Salehi, Saleh M.Al-Hifthy, Elham H&Ghaziuddin, Mohammed. (2009) . Autism in Saudi Arabia: presentation, clinical correlates and comorbidity.Autism in Saudi Arabia . Transcult Psychiatry.  Jun;46(2).

-         American Psychiatric Association . (2000). Diagnostic and Statistical Manual of Mental Disorders - Text Revision. Washington, DC  .

-         Bertrand,Jacquelyn. Mars,Audrey. Boyle,Coleen. Bove,Frank. Allsopp, Marshalyn&Decoufle,Pierre.( 2001) . Prevalence of Autism in a United States Population: The Brick Township, New Jersey, Investigation . PEDIATRICS Vol. 108 No. 5 November 2001, pp.  1155-1161  .

-         ChakrabartiS&FombonneE . (2001) . Pervasive developmental disorders in preschool children. JAMA. 27;285(24):3093-9.

-         Cohen,Simon-Cohen.Scott, Fiona J.Williams, Joanna. Bolton, Patrick. Matthews, Fiona E&Brayne, Carol. (2009) . Prevalence of autism-spectrum conditions: UK school-based population study. The British Journal of Psychiatry. 194: 500-509.

-         Dunlap,Glen&Bunton,M.K .(1999). Autism and Autism Spectrum Disorder (ASD). The Council for Exceptional Children; ERICECDigest . E583 .
-         Eapen, Valsamma. Mabrouk, Abdul-Azim. Zoubiedi. Taoufik&Yunis, Feisal.(2007). Prevalence of Pervasive Developmental Disorders in Preschool Children in the UAE. Journal of Tropical Pediatrics;  Vol. 53 Issue 3, p202-202, 1p
-         Fombonne E.( 2005) Epidemiology of autistic disorder and other pervasive developmental disorders. J Clin Psychiatry.66(Suppl 10):3–8. PMID 16401144.
-         Gabriels, Robin & Noland, Ramona .(2003). Screening and Identifying Children with Autism Spectrum Disorders in the Public School System: The Development of Amodel Process. University of Colorado-HealthSciencesCenter .
-         Green,Snyder. Joy, S., Fein, D., Robins, D.& Waterhouse, L . (2003). Pervasive Developmental Disorders . Textbook of Neuropsychiatry, Second Edition. Baltimore. pp 503-551.
 

-         Hansen,Stefan N,Schendel, Diana E&Parner,Erik T.(2015). Explaining the Increase in the Prevalence of Autism Spectrum DisordersThe Proportion Attributable to Changes in Reporting Practices.JAMA Pediatr. ;169(1):   56-62.

-         Itzchak, Ben E&Zacho DA. (2010). Male:Female Ratio Is Related to Autism Spectrum Disorder in the Family and to Maternal Age . International Society  for Autism Research .

-         Knickmeyer RC, Baron-Cohen S.(2006). Fetal testosterone and sex differences in typical social development and in autism. Journal of Child Neurology. 21:825–45.
 
-         Lin,Ding-Jin. Lin, Lan-Ping&Jia,Ling-Wu.( 2009). Administrative Prevalence of autism spectrum disorders based on national disability registers in Taiwan . Research in Autism Spectrum Disorders . Volume 3, Issue 1, Pages 269-274  .
-         Mayes, Susan. Calhoun, susan .(2004) .Influence of IQ and Age in Childhood Autism: Lack of Support for DSM-IV Asperger’s Disorder. Journal of Developmental and Physical Disabilities. Vol. 16, No.(3), pp117-128 .
-         Nava, Montiel& Joaqui, Pena. (2008). Epidemiological findings of pervasive developmental disorders in a Venezuelan study. Autism: The International Journal of Research and Practice. Mar;12(2):191-202.
-         NewschafferCJ, Croen LA, Daniels J .(2007). The epidemiology of autism spectrum disorders . Annu Rev Public Health ;28:235–58.
-         Nicholas,JoyceS.Charles,JaneM.  Carpenter LauraA .  King Lydia B .  Jenner, Walter &Spratt, EveG . (2008) . Prevalence and Characteristics of Children With Autism-Spectrum Disorders. Vol18, Issue 2, Pages 130-136 .
-         Pare, Jean-Rodrigue .(2006) . Childhood Autism in Canada: Some issues relating to behavioural intervention . Science and Technology Division; Political and Social Affairs . Economics Division .
-         Smadi, Jamil.(1985). A Validation Study of A  Jordanian Version of the Autism Behavior Checklist of the Autism Screening Instrument For Educational Planning. Doctoral Dissertation. MichiganStateUniversity . E. Lansing. USA. 
-         SponheimE&SkjeldalO. (1998) . Autism and related disorders: epidemiological findings in a Norwegian study using ICD-10 diagnostic criteria. National Centre for Child and Adolescent Psychiatry, University of Oslo, Norway. Jun;28(3):217-27.
-         Srinivasa, J.(2004). Autism spectrum disorders (ASD): Guide to Educators and parents. Medical Education Online; Available from  :   http://www.med-ed-online.org  .
-         Tasi, Luke,Y.(2003). Pervasive Developmental Disorders. A publication of the NationalDisseminationCenter for Children with Disabilities: FS20  .
-         Tsai, LY& Beisler , JM. (1983) . The development of sex differences in infantile autism. The British Journal of Psychiatry . The RoyalCollege of Psychiatrists
-         Whiteley,Paul . Todd, Lynda. Carr,  Kevin& and Shattock, Paul. (2010). Gender Ratios in Autism, Asperger Syndrome and Autism Spectrum Disorder. LibertasAcademica. http://www.la-press.com.
-         Williams JG, Higgins JPT, BrayneCEG.(2006). Systematic review of prevalence studies of autism spectrum disorders . Arch Disability Child.;91(1):8–15 .
-         Yeargin,Allsopp. Rice, C.Karapurkar,T .Doernberg, N.Boyle, C&Murphy, C .( 2003) . Prevalence of autism in a US metropolitan area. JAMA. 2003 Jan 1;289(1):87-9.
-         Zablotsky, Benjamin.Black,Lindsey. Maenner,Matthew,J. Schieve,Laura,A& Blumberg,Stephen, J.( 2015)  Estimated Prevalence of Autism and Other Developmental Disabilities Following Questionnaire Changes in the 2014 National Health Interview Survey.National Health Statistics Reports. N87.
-         قزاز، إمام والروسان، فاروق . (2010). بناء مقیاس لتشخیص السلوک التوحدی والتحقق من فاعلیته فی عینة اردنیة من حالات التوحد والاعاقة العقلیة والعادیین . رسالة دکتوراه منشورة . مجلة دراسات، المجلد (37)، العدد الأول (ص216-236) . الجامعة الأردنیة : عمان- الأردن .
-         www.autism-society.org           Autism Society of America(ASA), 2006
جمعیة التوحد الامریکیة
-         www.cdc.gov             Centers Diseases of Control and Prevention,CDC:2003 مرکز الوقایة والسیطرة على الامراض
-          
-         www.autism.org.uk National Autistic Society(NAS),2006
الجمعیة الوطنیة للتوحد فی بریطانیا