نوع المستند : المقالة الأصلية
المؤلف
المستخلص
الكلمات الرئيسية
د/عبدالمنعم على على عمر
مدرس الصحة النفسیة بکلیة التربیة
جامعة الأزهر
مستخلص البحث:
هدف البحث إلى تحسین جودة الحیاة لدى عینة من المراهقین من خلال إعداد برنامج إرشادى تکاملی قائم على العلاج بالمعنی وبعض قوی الشخصیة. ثم التحقق من مدى فعالیة البرنامج فى تحسین جودة الحیاة لدى عینة الدراسة. ثم التعرف على مدى استمراریة أثر البرنامج الإرشادى بعد فترة المتابعة. وشارک فى الدراسة (26) طالباً من طلاب الفرقة الثانیة والثالثة بالمرحلة الثانویة، تراوحت أعمارهم ما بین 16: 18 سنة، تم تقسیمهم إلى مجموعتین، إحداهما تجریبیة والأخرى ضابطة، بواقع (13) طالباً فى کل مجموعة. واستخدمت الدراسة مقیاس المستوى الاجتماعى الاقتصادى للأسرة إعداد عبدالعزیز الشخص (2006)، ومقیاس جودة الحیاة إعداد الباحث، واستمارة المقابلة الشخصیة إعداد الباحث، والبرنامج الإرشادی المقترح إعداد الباحث. وأشارت نتائج الدراسة إلىوجود فروق ذات دلالة إحصائیة عند مستوى (0.01) بین متوسطى رتب درجات أفراد المجموعة التجریبیة على مقیاس جودة الحیاة فى کل من القیاسین القبلى والبعدى. ووجود فروق ذات دلالة إحصائیة عند مستوى (0.01) بین متوسطى رتب درجات أفراد المجموعتین التجریبیة والضابطة على مقیاس جودة الحیاة فى القیاس البعدی. کما أشارت النتائج إلى عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائیة بین متوسطى رتب درجات أفراد المجموعة التجریبیة على مقیاس جودة الحیاة فى کل من القیاسین البعدی والتتبعی.
The Effectiveness of an integrative Counseling Program based upon The Meaning Therapy and some Personality strengths in Improving the Quality of Life among a sample of Adolescents
Prepared by
Dr. Abdelmoneem Ali Ali Omar
Lecturer of Mental health, Faculty of Education , AL Azhar University.
Study Abstract :
This study aimed at improving the quality of life among a sample of adolescents through preparing an integrative counseling program based upon the meaning therapy and some Personality strengths, investigating the effect of this program in improving the quality of life among the study sample, and investigating the continuity of the program's effect after the follow-up period. The participants were (26) students enrolled in the second and third grades in the secondary school stage, their ages were ranged between (16) and (18) years, and were divided into two groups: experimental (13 students) and control (13students).The study utilized Family Socio-Economic Status Scale (prepared by Abdel-Aziz El-Shakhs, 2006), the Quality of Life Scale( Prepared by the researcher), the Interview Form Checklist and the Proposed Counseling Program ( Prepared by the researcher ).The study results revealed that there were statistically significant differences at level (0.01) between the ranks mean scores of the students of the experimental group in the pre and posttests of the Quality of Life Scale. In addition, there were statistically significant differences at level (0.01) between the ranks means scores of the students of the experimental group and those of the control group in the post-test of the Quality of Life Scale. Moreover, the results revealed that there were no statistically significant differences between the ranks mean scores of the students of the experimental group in the post and follow-up tests of the Quality of Life Scale.
The Key Words: Meaning Therapy - integrative counseling program - Personality strengths- Quality of Life.
د/عبدالمنعم على على عمر
مدرس الصحة النفسیة بکلیة التربیة
جامعة الأزهر
المقدمة:
اهتمت بحوث علم النفس فی الآونة الأخیرة بدراسة علم النفس الإیجابی الذی یرکز على تنمیة الجوانب الإیجابیة ونواحی القوة لدى الفرد بدلاً من الترکیز على الجوانب السلبیة ونقاط الضعف. حیث یهتم علم النفس الإیجابی بالحیاة الهادفة ذات المعنى وبکیفیة بناء حیاة ذات طبیعة ایجابیة للفرد، کما یرکز على الدور المهم الذی یمکن أن تؤدیه بعض المتغیرات الإیجابیة من قبیل جودة الحیاة والرضا عنها، وغیرها من المتغیرات التی یمکن أن یکون لها دور مهم فی تفعیل قوی الشخصیة Character Strengthsلدى الفرد بدلاً من الاقتصار على دراسة العوامل السلبیة لدیه، وعلى المستوى الفردی یتعلق علم النفس الإیجابی بدراسة وتحلیل السمات الإیجابیة للفرد کالسعادة وفهم المشاعر الإیجابیة (Seligman, 2002: 11).
ویشیر العارف بالله الغندور (1999: 28- 29) إلی أن علم النفس الإیجابی له السبق فی فهم وتحدید المتغیرات المؤثرة فی جودة حیاة الإنسان، وقد یرجع ذلک لکون جودة الحیاة تعبر عن الإدراک الذاتی لنوعیة الحیاة لدرجة أن تقییم الفرد للمؤشرات الموضوعیة فی حیاته کالدخل والعمل والتعلیم یمثل فی احدى مستویاته انعکاساً مباشراً لإدراک هذا الفرد لجودة حیاته فی وجود هذه المتغیرات على هذا المستوى، والذی یتوقف بدرجة ما على مدی أهمیة کل متغیر من هذه المتغیرات بالنسبة للفرد وذلک فی وقت محدد وفی ظل ظروف معینة، ویظهر ذلک بوضوح فی مستوى السعادة أو الشقاء الذی یکون علیه، والذی یؤثر بدوره فی تعاملات هذا الفرد مع کافة المتغیرات الأخرى التی تدخل فی نطاق تفاعلاته بما فی ذلک أسلوبه فی حل المشکلات ومواجهة المواقف الضاغطة.
کما یشیر خمیس الراسبی (2006: 135) إلی أن مفهوم جودة حیاة الفرد مفهوم متعدد الأبعاد والجوانب، وینظر کل فرد إلى جودة حیاته من زوایا مختلفة، وهو مفهوم نسبی لدى الشخص ذاته وفقاً للمراحل العمریة والظروف والمواقف التی یعیشها، کما یرتبط هذا المفهوم بحاجات الفرد النفسیة والاجتماعیة والروحیة والبدنیة والعقلیة، وعندما یتم إشباع هذه الحاجات عندها تمثل الحاجات وإشباعها مقومات جودة حیاة الفرد، وهناک العدید من الأبعاد التی ترتبط بجودة الحیاة، منها:
- البعد البیولوجی: ویهتم بتنمیة الفرد من حیث طاقاته البدنیة والجسمیة، ویعمل على ضمان صحته واستمرارها مدى حیاته.
- البعد المعرفی: ویهتم بتنمیة قدرات الفرد الأدائیة والعقلیة والمعرفیة والمهاریة، ویجعلها فی تطور وتجدد مستمرین.
- البعد النفسی: ویهتم بتنمیة قدرات الفرد الروحیة والنفسیة والثقة بالنفس وتقدیر الذات.
- البعد الاجتماعی: ویهتم بتنمیة المهارات الاجتماعیة المختلفة لدى الفرد من تقدیر المجتمع، والذات الاجتماعیة الفردیة والاجتماعیة، وتقدیر العلاقات البینیة مع الآخرین.
کما یرى محمد عبد الله، وسیدة عبد الرحیم (2006: 278) أن مفهوم جودة الحیاة یرتبط بأسلوب حیاة الفرد، وبما یقوم به من نشاطات للتحکم فیما یدور حوله ومستقبله، وأن هناک العدید من المعوقات التی تمنع الفرد من الوصول إلى الإحساس بجودة الحیاة، منها ضغوط الحیاة التی یواجهها، والصراع الداخلی الذی یشعر به من جراء ضعف الإنجاز، وعدم القدرة على التحکم فیما حوله. کما یری محمد عبد الهادی (2003: 37) أن جودة الحیاة تستلزم دائماً الارتباط بین عنصرین لا غنى عنهما هما وجود فرد ملائم وبیئة جیدة یعیش فیها الفرد، بالإضافة إلی تغلب الفرد على العقبات التی تواجهه.
ویوضح (Frankl, 1990:48) أن جودة الحیاة وتغلب الشخص على العقبات التی تواجهه یکون صعباً من دون تقدیم خدمات مساندة ودعم إیجابی والبحث عن المعنى وتحقیقه، حیث یؤکد أن معنى الحیاة هو الشیء الأساسی الذی یساعد الإنسان على البقاء حتى فی أسوأ الظروف، کما یساعده على تجاوز ذاته والتوجه بإیجابیة فی الحیاة، والتوجه نحو المستقبل بتفاؤل من خلال اکتشافه للجوانب الإیجابیة والقدرات والإمکانات التی بداخله بدلاً من ترکیزه على الجوانب السلبیة فی شخصیته. ویرتکز المعنى حول دافع أساسی یشکل لب حیاة الإنسان من وجهة نظره وهو إرادة المعنى Will To Meaning، الذی یدور حول معنى الحیاة والوجود، ویشعر الفرد بالتوتر والاضطراب عندما یکتشف الفجوة بین الخواء الذی یعیشه والحیاة التی ینبغی أن یعیشها، ویوجد الدافع عندما یحدد الشخص معنى لحیاته ولوجوده، والذی تدور حوله کل أنشطته وسلوکیاته.
کما تؤکد (زینب العایش،1996: 233- 234) علی أن المعنی یقدم وظائف مهمة لحیاة الفرد والتی تظهر بصورة واضحة فی مرحلة المراهقة لما یتخللها من تغیرات وتحولات أبرزها التغیرات النفسیة والاجتماعیة، والتی لابد من اخضاعها إلى فنیات الفهم والتعقل من المحیطین بالمراهق لتحسین ما أسماه فرانکل بإرادة المعنى والتوجه نحو المعنى، للتغلب على الفراغ الوجودی الذی یعیشه أغلب المراهقین حیث یعجزون عن إیجاد أسالیب المواءمة بین متطلباتهم ومقتضیات الواقع، مما یدفعهم شعورهم بالعجز إلى تجرید کل مجالات الحیاة والواقع من معناها الذی یجددها ویکسبها دلالة.
مشکلة البحث:
یواجه المراهقون العدید من المشکلات والضغوط النفسیة والاجتماعیة والنمائیة نظراً لطبیعة المرحلة التی یمرون بها، کما یتعرض الکثیر منهم لحالات من الحزن والیأس والقنوط والآلام النفسیة والتفکیر الانتحاری نتیجة لأسباب کثیرة منها الفجوة بین الموارد الأسریة المتاحة ورغبات المراهق والمشکلات الأکادیمیة (Ma, Siu & Tse, 2018)، وضعف الترابط والتناغم الأسری (Deivecchio,2018) ومشکلات استخدام وسائل التواصل Marino, Gini, Vieno, & Spada, 2018)) ووسائل الإعلام الحدیثة بما فی ذلک وسائل التواصل والأجهزة الالکترونیة کالهواتف الذکیة وغیرها، فالمراهق قد تنتابه علامات الحزن والأسى بسبب أشکال العنف الالکترونی، أو لأنه لم یتلق علامات الإعجاب من أصدقائه الافتراضیین. بالإضافة إلى أنه قد یصاب بالإحباط بسبب تقالید وأعراف المجتمع التى تحول بینه وبین تحقیق أمنیاته ورغباته، بالإضافة إلی عدم الرضا وسوء التوافق نتیجة عدم القدرة علی التعامل مع المشکلات، حیث لا تؤهله خبراته الحیاتیة للتعامل مع عقبات الحیاة ومشکلاتها؛ الأمر الذى یجعله یتصرف بتهور وعشوائیة قد تکون مدمرة له ولغیره (Twenge, Joiner, Rogers, & Martin, 2018). کما یذکر (Lucia, Gesten, Rendina, Epstein, Salcedo, & Gadd, 2000) أن مشکلات سوء التوافق والاحساس بعدم الرضا عن الحیاة وتدنی جودة الحیاة من المشکلات النفسیة الشائعة لدی المراهقین، حیث وصلت نسبه انتشارها بین المراهقین فی سن المدرسة ما بین 12% إلی 30%. ویشیر (Goleman,2005) إلی أن من أهم الأسباب التی تجعل المراهقین یفتقرون إلی المهارات الأساسیة فی الحیاة وتجعلهم یشعرون بعدم الرضا عن الحیاة أنهم لم یتعلموا أسالیب التعامل مع الغضب أو حل الصراعات حلاً ایجابیاً, کما أنهم لم یتعلموا التعاطف الوجدانی مع الآخرین والسیطرة علی الاندفاع, ویفتقرون إلی مهارات الوعی الانفعالی الذاتی, ولا یملکون القدرة علی فهم مشاعرهم, ولا یستطیعون إدارة انفعالاتهم أو القدرة علی تحمل الاحباطات وإدارة الغضب. وفی هذا الصدد یشیر (Chen, et al.2005)إلی أن الإسهام فی تحسین الوظائف النفسیة لدی المراهقین لا یقل أهمیةً عن اکتشاف المشکلات النفسیة وعلاجها, وذلک فی إطار ما یعرف بعلم النفس الایجابی انطلاقاً من فرضیة أن السعادة الوجدانیة الذاتیة لا تتحدد باختفاء مؤشرات المشکلة النفسیة فقط، وإنما من خلال الارتقاء بالوظائف النفسیة التی تسهم فی زیادة توافق المراهق وتکیفه. ویؤکد fredrickson,2001)) علی أهمیة المشاعر الایجابیة وهی نقیض للمشاعر السلبیة, فهناک أهمیة کبیرة للأدوار الوظیفیة للمشاعر الایجابیة فالآثار السلبیة للحزن یمکن أن تشتت القدرات الإدراکیة للفرد, وتؤدی به إلی سلوکیات سلبیة مثل عدم الدفاع عن النفس والهروب من المواجهة، وعلی العکس تماماً فإن المشاعر الإیجابیة توسع وجهات نظر الفرد وتعمل علی بناء مصادر الرضا لدیه، کما أن المشاعر الإیجابیة تلعب دوراً کبیراً فی خبرات الفرد وتساعد فی فهم ما یمکن أن یزید من رضا الفرد عن حیاته وامکانیة تکیفه مع البیئة المحیطة التی یعیش فیها. کما یشیر (Walker, 2013) (Gander, Proyer, & Ruch, 2016) إلی أن التدخل من خلال تنمیة الجوانب الإیجابیة الشخصیة أفضل من التدخل لخفض جوانب القصور والعجز. کما یشیر Acosta, 2013)) إلی أن تحدید وتطویر واستغلال قوی الشخصیة یسمح للأفراد بالنمو الانفعالی الناجح والتکیف مع المواقف الضاغطة. کما أن زیادة المشاعر الایجابیة وتحدید واستخدام بعض نواحی القوی یقلل من الشعور بعدم الرضا ویعمل على تحسین جودة الحیاة. کما یؤکد (Van Pelt, 2010) علی أهمیة تطویر الذات واکتشاف جوانب القوة بالشخصیة وتنمیتها وتدعیم الأهداف والآمال المستقبلیة وتدعیم المعانی الایجابیة والسعی إلى تحقیقها تحقیقاً للصحة النفسیة، وأن المعانی الایجابیة تزید من المشاعر الایجابیة وأن تحقیق الهویة الشخصیة یستلزم تحقیق المعنى الذی یمثل المکون الجوهری للشخصیة. ویؤکد (Tate & Dia, & Cyrus, 2013) (Wong,2012) علی أن المعانی الایجابیة والرضا عن الحیاة یساعد على تحقیق جودة الحیاة. کما یؤکد (Fillion, Duval, Dumont, Gagnon, Tremblay, Bairati & Breitbart, 2009) علی أن وجود المعنى هو الذی یساعد على الرضا عن الحیاة، کما أن تعلم العلاج بالمعنى یساعد على تنمیة الشخصیة وتحسین جودة الحیاة، ویمثل جانب وقائی ویؤدی دور إیجابی فی تحقیق الصحة النفسیة الایجابیة. کما تؤکد العدید من الدراسات فاعلیة وجود المعنى والترکیز علی الجوانب الایجابیة فی تنمیة الشخصیة وفی علاج کثیر من المشکلات والاضطرابات النفسیة (Abasimi, et al. 2017،Mi & Yeongmi, 2016، Gander, et.al, .2016،Lee, et.al. 2015 ، Duan, et.al., 2014، Acosta, 2013 ، Passon, 2012، Van pelt, 2010، Fillion, et al., 2009، Lynch, 2006، Rife, 1995،Offutt, 1995)، وإذا کان تحسین جودة الحیاة والشعور بتحسن الحال والتوافق النفسی والاجتماعی هدف أسمى یسعى إلیه کل فرد خاصةً فی ظل الظروف بالغة التعقید وسریعة التغیر، فإنه یمکن التعرف علی دور التدخل الایجابی القائم على المعنی وجوانب قوى الشخصیة فی تحسین جودة الحیاة لدى المراهق من خلال ایجاد معنی للحیاة وأهمیة للخبرات الإنسانیة الإیجابیة بالترکیز علی قوی الشخصیة والجوانب الایجابیة للحفاظ على المراهق ووقایته من الإصابة بالاضطرابات النفسیة والأمراض الجسمیة، وتنشیط جهاز المناعة لدیه؛ إضافةً إلی تدعیم المفاهیم المعاصرة للصحة النفسیة الإیجابیة والتنعم النفسی ولیس مجرد غیاب الکرب النفسی والمعاناة. إضافةً إلی أن أغلب الدراسات التدخلیة فى هذا الموضوع أجریت فى بیئات غیر عربیة؛ مما یتطلب القیام بمثل هذه الدراسات فى البیئة العربیة لمساعدة هذه الفئة المهمة والمعول علیها فی بناء أی مجتمع. وهو ما یسعى البحث الحالی إلى تحقیقه من خلال إعداد برنامج ارشادی تکاملی قائم على العلاج بالمعنی وبعض قوى الشخصیة ومعرفة أثره على جودة الحیاة لدى المراهقین. ویمکن التعرف على مدى النجاح فى حل تلک المشکلة من خلال الإجابة علی التساؤل التالی: ما فاعلیة برنامج ارشادی تکاملی قائم علی العلاج بالمعنی وبعض قوی الشخصیة فی تحسین جودة الحیاة لدی عینة من المراهقین؟
أهداف البحث:
- التحقق من مدى فاعلیة البرنامج الإرشادی التکاملی المستخدم فی تحسین جودة الحیاة لدی المراهقین.
- التحقق من مدى استمراریة فاعلیة البرنامج الإرشادی التکاملی من خلال القیاس التتبعی.
- الوصول إلى توصیات علمیة وعملیة تقدم للمعلمین وللمربین تساعدهم على فهم طبیعة مرحلة المراهقة وحاجاتها الخاصة، وتساعدهم فی کیفیة التعامل مع أفراد هذه المرحلة.
أهمیة البحث:
تکمن أهمیة البحث الحالی فی أنه یسعى لدراسة فاعلیة برنامج إرشادی تکاملی قائم علی العلاج بالمعنی وبعض قوی الشخصیة فی تحسین جودة الحیاة لدی المراهقین، وهذا یسهم فی الترکیز على جودة الحیاة وأهمیة معایشتها بفاعلیة؛ مما ینعکس على جوانب الصحة النفسیة الإیجابیة والنمو السوى للمراهقین. وبالتالی فإن موضوع البحث الحالی ینطوی على أهمیة کبیرة سواءً من الناحیة النظریة أو من الناحیة التطبیقیة.
فمن الناحیة النظریة یشکل البحث الحالی إضافةً علمیة حیث یتناول مشکلة تدنی جودة الحیاة التی تمثل تحدیاً یواجه المراهقین، ومن ثم فإن الدراسة تعبر عن حاجة البحث العلمی إلى القیام بدراسات تدخلیه لتقدیم الإرشاد النفسی والتکاملی بأسالیب وطرق جدیدة لفئة المراهقین التی أصبح الإهتمام بها ضرورة اجتماعیة وأمراً یرتبط بثقافة المجتمع باعتبارهم فئة مهمة وأولى بالرعایة النفسیة مما یجعلها جدیرة بأن تکون موضع الاهتمام البحثی. کما یسهم البحث فی إلقاء الضوء على الدراسات السابقة الحدیثة التی تناولت تحسین جودة الحیاة لدی المراهقین وغیرهم. کذلک تأتى أهمیة البحث من خلال أخذه بالاتجاه الإیجابی الذى یستهدف الارتقاء واستغلال امکانات وقدرات هذه الفئة، فالاتجاهات الحدیثة فی مجال التربیة لا تکتفى بالمعالجات النظریة وإبراز الأوضاع القائمة فحسب بل تأخذ بالاتجاه العلمی الذى من شأنه إحداث التغیر فی السلوک وفى الشخصیة على نحو ایجابی، مما یتمشى مع فلسفة التربیة التی تسود المجتمعات الیوم حول حق کل فرد فی الانتفاع بالخدمات التربویة والنفسیة التی تساعده على النمو والوصول إلى أقصى مدى تؤهله له قدراته وامکاناته. کما یأتی هذه البحث استجابة لنتائج وتوصیات العدید من الدراسات السابقة.
وتبدو الأهمیة التطبیقیة للبحث فی تطبیق برنامج یهدف إلى تحسین جودة الحیاة لدی المراهقین الأمر الذى قد یساعدهم على التوافق النفسی والاجتماعی لإبراز قدراتهم وامکاناتهم لتحقیق أکبر قدر من الإفادة للمجتمع الذى یعیشون فیه. کما تتضح أهمیة البحث من الناحیة التطبیقیة فی ضوء ما تسفر عنه النتائج من إمکانیة مساعدة الوالدین والمعلمین القائمین على رعایة وتعلیم المراهقین فی معرفة الأسالیب الإرشادیة والعلاجیة التی تراعى الجوانب الایجابیة وتوظیفها عند تعلیمهم. کما تتضح أهمیة البحث من الناحیة التطبیقیة فی أن إدراک الجوانب الإیجابیة للشخصیة وتنمیتها یفتح المجال أمام الباحثین فی إعداد برامج علاجیة وإنمائیة تساعد فی اکتشاف الجوانب الإیجابیة للشخصیة وتنمیتها مما یساعد على تدعیم توجه علم النفس الإیجابی. کما تظهر أهمیة البحث فی إمکانیة استفادة المتخصصین من هذا البحث وتطبیق خطواته على فئات أخرى. کما یعد البحث بمثابة دعوة للباحثین للترکیز على الدراسات التجریبیة، والاهتمام بإعداد وتطبیق البرامج الإرشادیة والعلاجیة التی تعد جوهر العمل الإرشادی المتخصص.
مصطلحات البحث:
برنامج إرشادی:
مجموعة من الإجراءات المنظمة والمخطط لها فى ضوء أسس علمیة وتربویة، تستند إلى مبادئ وفنیات معینة، تهدف إلى تقدیم المساعدة المتکاملة للفرد حتى یستطیع حل المشکلات التى یقابلها فى حیاته (حامد زهران،10:1998). ویعرف الباحث البرنامج الإرشادی التکاملی فى البحث الحالی بأنه عبارة عن خطة محددة ومنظمة تشمل مجموعة من المهام والأنشطة والتدریبات والخبرات المترابطة والمتکاملة القائمة على الأسس والمبادئ التی قدمها فرانکل فی نظریته للعلاج بالمعنى، والتی تؤکد على فردیة الإنسان وأن لدیه حریة وإرادة وأن وجوده له معنى وله قیمة، من خلال اکتشاف جوانب القوة لدیه واستثمار طاقته الأصیلة فی إیجاد معنى وهدف فی الحیاة ومعایشة جودة الحیاة، بهدف تحسین جودة الحیاة لدی المراهقین من خلال جلسات جماعیة محددة زمنیاً ولها أهداف وفنیات ووسائل مُعِینة وتقویم.
العلاج بالمعنی: Logo Therapy
أحد المدارس العلاجیة فی التوجه الإنسانی ویقصد به العلاج الموجه روحیاً من خلال المعنى باستخدام أسالیب ومبادئ نفسیة وفنیات لإدراک معنى الحیاة الإیجابی واکتشاف الذات والتعبیر عنها تعبیراً فعالاً للتواصل مع الآخرین ومعایشه الحیاة بفاعلیة والرضا عنها والتمتع بجودة الحیاة (فیکتور فرانکل، 2004، 14).
قوى الشخصیة: Character Strengths
خصائص شخصیة ایجابیة تدعم حیاة جیدة وفاضلة للفرد، وتجعله متوافقاً مع المجتمع وفضائله الاجتماعیة العامة (Park, Peterson & Seligman, 2006). ویعتبر تصنیف بیترسون وسیلجمان (2004) للقیم العاملة والفضائل Values in Action (VIA) من أکبر المساهمات المؤثرة فی هذا المجال. ویتکون من تسلسل قوامه أربعة وعشرون قوة محددة صنفت تحت ست فضائل عالمیة (Buschor, Proyer & Ruch, 2013).
جودة الحیاة: Quality of life
إحساس داخلی بالرضا وحسن الحال والقدرة علی رعایة الذات والاندماج فی الأدوار الاجتماعیة بإیجابیة والإفادة من المصادر البیئیة وتوظیفها بشکل إیجابی (محمد السعید،2014 :82). کما تعرف جودة الحیاة بأنها تمسک الإنسان بکینونته وأن یکون نشاطه موجهاً من داخله باستخدام مثمر لطاقاته فیتصف نشاطه بالإیجابیة والفاعلیة والتجدد وأن یکون مرناً مع المواقف منشغلاً بتحقیق ذاته فی حیاة متجددة ومتدفقة (حمدی الفرماوی, 1999 :223).
الإطار النظری:
أولاً: جودة الحیاة:
انبثق مفهوم جودة الحیاة من علم النفس الإیجابی الذی یؤکد على الجوانب الإیجابیة للشخصیة وتنمیتها أکثر من مجرد النظر إلى الصحة النفسیة أنها غیاب للمرض، حیث تغیر التوجه من الاستغراق فی علاج الاضطرابات النفسیة إلى الاهتمام بدراسة جوانب القوی والتمیز التی یتمتع بها الفرد لتحسین الصحة النفسیة نحو مزید من التوافق مع الذات والبیئة والانفتاح على الموارد المتاحة لتحقیق أقصى استفادة من الامکانات الکامنة (Lynch, 2006:3). کما استحوذ مفهوم جودة الحیاة علی الکثیر من الاهتمام فی السنوات الأخیرة علی الرغم من أنه لیس فکرة القرن العشرین, وإنما یعود إلى الفلاسفة القدامى مثل أرسطو الذی کتب قبل المیلاد عن الحیاة الطیبة أو المُرَفَّهة والعیش بهناء (Schippers, 2010: 279). وحتى بدایات القرن العشرین لم یکن مفهوم جودة الحیاة ضمن العلوم الاجتماعیة والنفسیة, حتی أصبح أحد مفاهیم علم النفس الإیجابی الذی تم تأسیسه علی ید عالم النفس الأمیرکی مارتن سیلجمان, الذی یرکز علی دارسة کیفیة جعل الفرد یعیش سعیداً فی حیاته. إذ تتمثل الغایة الرئیسیة لهذا العلم فی دارسة وتحلیل مواطن القوة والإبداع والعبقریة ودور الخصائص الإنسانیة الإیجابیة مثل الرضا والتفاؤل والامتنان والاعتراف بالفضل والتسامح والأمل والتعاطف ونوعیة الحیاة وتحقیق السعادة الشخصیة للفرد (مصطفی عطا لله, فضل عبد الصمد, 2013 :2). ومع بدایة النصف الثانی من القرن العشرین زاد الاهتمام بجودة الحیاة کمفهوم مرتبط بعلم النفس الإیجابی، حیث یؤکد أصحاب هذا الاتجاه أهمیة تبنی نظرة إیجابیة عن الإنسان فأصبح مفهوم جودة الحیاة کما یرى (Ring, 2007: 178) من الأهداف الصحیة للعدید من المنظمات والحکومات حیث وضعت أمریکا شعاراً بعنوان (أشخاص أصحاء) لعام 2010، لتحسین نوعیة الحیاة وتنمیة التوقعات الایجابیة لدى الأفراد.
تعریف جودة الحیاة:
تتباین آراء العلماء والمهتمین حول الاتفاق علی تعریف محدد لجودة الحیاة, باعتبار أنه مفهوم متعدد الأبعاد ویتضمن عدداً من المجالات المستقلة تشمل الصحة الجسمیة, والعلاقات الاجتماعیة, والأدوار الفعالة وظیفیاً للشخص, والشعور الذاتی بالرضا عن الحیاة (Becker, Shaw & Lisa ,1997)، بالإضافة إلی تعدد المؤشرات التی تناولها الباحثون لجودة الحیاة ما بین مؤشرات ذاتیة ومؤشرات موضوعیة, وبتعددها تعددت المفاهیم الخاصة بجودة الحیاة, فمنهم من اعتمد المؤشرات الذاتیة فی توضیح المفهوم کتعریف دالکی ورول (Dalky & Roule) لجودة الحیاة علی أنها إحساس الفرد بحالة جیدة وإحساسه برضاه عن الحیاة وسعادته (Ferrans & Powers ,1985:19).
وهناک من یعرف جودة الحیاة اعتماداً علی مؤشرات ذاتیة وموضوعیة معاً علی أنها شعور الفرد بالرضا والسعادة والقدرة علی إشباع حاجاته من خلال ثراء البیئة ورقی الخدمات التی تقدم له فی المجالات الصحیة والاجتماعیة والتعلیمیة والنفسیة، مع حسن إدارته للوقت والإفادة منه (محمد منسی، علی کاظم, 2006 :65). کما یؤکد محمد منسى وعلی کاظم (2006) على أهمیة ادارة الوقت کبعد أساسی من أبعاد جودة الحیاة حیث أشارا إلی أن جودة الحیاة تتضمن إدارة الوقت والإفادة منه بجانب إشباع الحاجات، حیث إن جودة الحیاة تنبع من الشعور بالرضا والسعادة من خلال إشباع الحاجات نتیجة ثراء البیئة ورقی الخدمات المقدمة للأفراد على المستوى الصحی والاجتماعی والتعلیمی والنفسی، کما أن توافر هذه الخدمات المقدمة للفرد تثری المشاعر الإیجابیة وتساعد فی تحسین جودة حیاته.
کما یشیر (Hajiran,2006:33-34) إلى أن جودة الحیاة تتأثر بعدة عوامل منها سمات خاصة بالأفراد أنفسهم أو بیئاتهم أو التفاعل بینهما, فشعور الفرد بالأمان فی إقامة العلاقات الاجتماعیة وما یتمتع به من حریة ومعرفة وصحة, بالإضافة إلى النواحی الاقتصادیة والروحیة والدینیة والترویح عن النفس کلها تعد مؤشرات علی جودة حیاته.
ویشیر حمدی الفرماوی (1999 :223) إلی أن الطریق إلى جودة الحیاة یکمن فی أن یتمسک الإنسان بکینونته, وأن یکون نشاطه موجهاً من داخله باستخدام مثمر لطاقاته, فیتصف نشاطه بالإیجابیة والفاعلیة والتجدد, وأن یکون مرناً مع المواقف، منشغلاً بتحقیق ذاته فی حیاة متجددة ومتدفقة.
ویشیر محمد السعید (2010 : 228) إلی أن جودة الحیاة مفهوم یعکس وعی الفرد بتحقیق التوازن بین الجوانب الجسمیة والنفسیة والاجتماعیة لتحقیق الرضا عن الحیاة والاستمتاع بها والوجود الإیجابی, وترتبط جودة الحیاة بالإدراک الذاتی لهذه الحیاة لکون هذا الإدراک أیضاً بدوره یؤثر علی تقییم الفرد للجوانب الموضوعیة للحیاة مثل التعلیم والعمل ومستوى المعیشة والعلاقات الاجتماعیة من ناحیة, وأهمیة هذه الموضوعات بالنسبة للفرد من ناحیة أخرى.
کما یشیر محمد السعید (2014 :82) إلی أن جودة الحیاة هی الإحساس الداخلی بالرضا وحسن الحال، والقدرة علی رعایة الذات, والاندماج فی الأدوار الاجتماعیة بإیجابیة، والإفادة من المصادر البیئیة وتوظیفها بشکل إیجابی.
وتشیر عبیر أنور، وفاتن عبد الصادق (2010: 503) إلی جودة الحیاة بأنها تقیم الفرد لمستوى الخدمات المادیة والمعنویة التی تقدم له، ومدى قدرتها على إشباع حاجاته الذاتیة والموضوعیة فی سیاق الإطار الثقافی والقیمی والدینی الذی یعیش فیه، وانعکاس ذلک على حالته الصحیة والنفسیة وعلاقاته الاجتماعیة وتوافقه مع البیئة المحیطة.
بینما یرى أحمد عبدالخالق ( 2008) أن مصطلح جودة الحیاة ینطوی ضمنیاً على معنى تقییمی بافتراض أن الحیاة جیدة، أما مصطلح نوعیة الحیاة فهو یشیر إلى قطبی التقییم فیشمل الجانب الإیجابی والجانب السلبی، وأن شیوع مفهوم جودة الحیاة یرجع إلى تعریف منظمة الصحة العالمیة عام 1948 ووصفها بأنها حالة من التنعم ولا تقتصر على غیاب المرض وهذا ما أدى إلى الترکیز على الجوانب الإیجابیة على أساس أنها نوعیة الحیاة.
مما سبق یمکن القول أن جودة الحیاة مفهوم یتضمن الإحساس بالسعادة, والرضا عن الحیاة, واشباع الحاجات, وشعور الفرد بالصحة الجسمیة والنفسیة, والاستمتاع بالظروف المادیة, والعلاقات الاجتماعیة الإیجابیة, وبالتالی تقییم الفرد لحیاته علی أنها حیاة متوازنة بین الشعور الذاتی للفرد بالرضا والسعادة, ومستوى کفایة ورقی الخدمات المقدمة له, والظروف البیئیة الاجتماعیة الملائمة المحیطة به.
الاتجاهات المفسرة لجودة الحیاة:
1-الاتجاه الطبی:
تعتبر ﺠﻭﺩﺓ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻭﻀﻭﻋﺎﺕ ﺍﻟﺸﺎﺌﻌﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺘﺘﻌﻠﻕ ﺒﺎﻟﻭﻀﻊ ﺍﻟﺼﺤﻲ وتحسین ﺍﻟﺼﺤﺔ، حیث تعد ﺠﻭﺩﺓ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻬﺩﻑ ﺍﻟﻤﺘﻭﻗﻊ ﻟﻤﻘﺩﻤﻲ ﺍﻟﺨﺩﻤﺔ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ، ﻭﺘﻘﻴﻴﻡ ﺤﺎﺠﺔ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻟﺠﻭﺩﺓ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺘﺸﻤل ﺃﻴﻀﺎ ﺘﻘﻴﻴﻡ ﺍﺤﺘﻴﺎﺠﺎﺕ ﺍﻷﻓﺭﺍﺩ ﻭﺘﻭﻓﻴﺭ ﺍﻟﺒﺩﺍﺌل ﻟﻬﺫﻩ الاحتیاجات ﺤﺘﻰ ﻭﻟﻭ ﻟﻡ ﻴﻜﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺘﺸﺨﻴﺹ ﻟﻤﺭﺽ ﺃﻭ ﻤﺸﻜﻠﺔ معینة.کما تعطی ﺠﻭﺩﺓ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻤﺅﺸﺭﹰﺍ ﻟﻠﻤﺨﺎﻁﺭ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﻤﻜﻥ ﺃﻥ ﺘﻜﻭﻥ ﺠﺴﺩﻴﺔ ﺃﻭ ﻨﻔﺴﻴﺔ (Rapheal,et.al,.1994:66). وتعنی جودة الحیاة تبعاً لهذا الاتجاه أن التقدم الذی یحدث فی حیاة الأفراد یحدث نتیجة الحصول علی الرعایة الخاضعة للبرامج الطبیة والعلاجیة المختلفة مع مراعاة جوانب التکلفة الاقتصادیة وفقاً لأوضاع الأفراد الاجتماعیة, کما أن قیاس جودة الحیاة من منظور طبی یختلف باختلاف نوعیة الحالة أو نوعیة المعاناة المرضیة (حسام عزب, 2004 :581). کما یشیر العارف بالله الغندور (1999 :34) إلی الاهتمام بجودة الحیاة فی المجال الطبی حتی أصبح مفهوم جودة الحیاة من الموضوعات الهامة فی مجال الصحة والخدمات الاجتماعیة, ویهتم الأطباء والباحثون فی مجال العلوم الاجتماعیة بتعزیز وتحسین نوعیة الحیاة لدى المرضى. کما یؤکد علم النفس الإیجابی أن القدرة علی التصدی والتغلب علی الانفعالات السلبیة لها قیمة کبیرة لدى المرضى المیؤوس من شفائهم, لیس فقط لأنها تساعدهم علی تحقیق حیاة أفضل وانما لأنها قد تطیل الحیاة نفسها (أسبینوول, ستودینجر، 2006). ویری الباحث أنه استناداً إلى تدرج الحاجات الإنسانیة من الفسیولوجیة إلى النفسیة والاجتماعیة والمعرفیة, یمکن القول بأن جودة الحیاة الصحیة لدى الفرد هی القاعدة الأساسیة التی إذا ما تحققت بالمستوى المطلوب بما یضمن له المحافظة علی صحته فإنه عندها یستطیع أن یصل إلى مقومات لجودة حیاته النفسیة والاجتماعیة بکفاءة.
2-الاتجاه النفسی:
یستند هذا الاتجاه إلى مفاهیم عدیدة فی تفسیر جودة الحیاة التی حازت علی اهتمام کبیر نظراً لأهمیتها. حیث تکتسب دراسة جودة الحیاة من المنظور النفسی أهمیة کبیرة بسبب إدراک علماء الاقتصاد والاجتماع وصانعی القرار أن الزیادة فی معدلات النمو الاقتصادی وارتفاع متوسط دخل الفرد وتحسن مستوى ما یُقدم له من خدمات ورفاهیة یؤدی بالضرورة إلى إشباع حاجاته المتنوعة وطموحاته الشخصیة وکذلک تأکید قیمته الإنسانیة (سلاف مشری, 2014 : 223). فلکل فرد إدراک مختلف حول مدى إشباع حاجاته وتأکید قیمته, وهذا یعطی تأکیداً علی دور الإدراک الذاتی لدى الفرد فی تحدیده لجودة حیاته, وهو من أحد المفاهیم التی یعتمدها هذا الاتجاه فی تفسیره لجودة الحیاة. فالإدراک یعتبر محدداً رئیسیاً لجودة الحیاة إذ أن جودة الحیاة هی تعبیر عن الإدراک الذاتی للفرد, فالحیاة بالنسبة للإنسان هی ما یدرکه منها, ومن ناحیة أخرى یعتمد هذا الاتجاه علی عدة مفاهیم نفسیة أساسیة منها مفهوم القیم ومفهوم الحاجات ومفهوم الاتجاهات والطموح والتوقع إضافة إلى مفهوم الرضا والتوافق والصحة النفسیة (هشام عبدالله, 2008: 140).
3-الاتجاه الاجتماعی:
یرکز أصحاب هذا الاتجاه فی تفسیرهم لجودة الحیاة علی المجتمع وما یقدمه للفرد من خدمات ودعم وتفاعل بین الأفراد. حیث یشیر (McCall,1980:9) إلى أن جودة الحیاة تتضمن متطلبات السعادة العامة, کما تتضمن الوفرة فی متطلبات السعادة العامة فی کافة النواحی وإلى أی مدى تجتمع هذه المتطلبات وتتوفر لدى الأفراد فی حدها الأعلی. کما یشیر بیجیلو وآخرون Bigelow,et.al,1991:2-3)) إلی أن مفهوم جودة الحیاة ظهر من خلال تحقیق المجتمع لحاجات الأفراد النفسیة والمادیة, وأن تکون هذه الحاجات محققة من خلال الفرص التی تقدمها البیئة الاجتماعیة التی یعیش فیها الفرد. فالتفاعل البینشخصی من وجهة نظرهم یرضی حاجة الشخص إلى الانتساب والقبول والدعم وتنوع أدواره الشخصیة فی المجال الاجتماعی. ویشیر العارف بالله الغندور (1999) إلی أن الرفاهیة فی الحیاة لا یمکن تحقیقها سوى فی مجتمع الوفرة الذی یستطیع أن یحل کافة المشاکل المعیشیة لغالبیة سکانه, حیث تنشئ المدن الکبرى والدول المتقدمة شبکات هائلة لجمع المعلومات لتقییم رفاهیة أفرادها وطبیعة الحیاة الملائمة لهم. کما یهتم علماء الاجتماع عند دراستهم لجودة الحیاة بالمؤشرات الموضوعیة مثل معدلات الموالید والوفیات وضحایا الأمراض المختلفة ونوعیة المسکن والمستویات التعلیمیة لأفراد المجتمع, ومستوى الدخل ومستوى الاستیعاب والقبول فی مراحل التعلیم المختلفة, وما یقوم به الفرد من عمل أو وظیفة, وأوضاع العمل نفسه والعائد المادی والمکانة المهنیة للفرد (هشام عبد لله, 2008 :144). ویشیر مایکل أرجایل (1993) فی هذا الصدد إلى الدراسة التی تناولت نوعیة الحیاة فی المجتمع الأمریکی لمعرفة الارتباط بین الظروف المجتمعیة المتمثلة فی الصحة والأصدقاء والدخل والتعلیم وبین الرضا عن هذه الظروف, حیث توصلت إلى وجود علاقة منخفضة بین مستوى التعلیم والرضا عن التعلیم, فالأشخاص الأکثر تعلیماً أکثر سعادة إلى حد ما، والسبب فی ذلک أنهم یتحررون من الهموم المادیة. کما أن فقدان العمل یمثل سبباً لانخفاض الرضا، وعلی الرغم من ذلک فلیست الوظائف الأعلى أجراً فقط هی التی تسبب الشعور بالرضا فرجال الدین ومدرسو الجامعات أکثر شعوراً بالرضا من المدیرین. کما اتضح أن الآخرین والعمل ونشاط وقت الفراغ من المجالات الرئیسیة للشعور بجودة الحیاة.
مکونات جودة الحیاة:
1-جودة الحیاة النفسیة:
تظهر جودة الحیاة من الناحیة النفسیة فی الإحساس الإیجابی لدى الفرد بحسن الحال, وارتفاع مستوى الرضا عن الذات والحیاة بشکل عام, والمثابرة الدائمة لتحقیق أهدافه, والتفرد والاستقلالیة فی تحدید أهدافه ومسار حیاته, واقامته لعلاقات اجتماعیة إیجابیة, کما ترتبط جودة الحیاة النفسیة بالشعور بالسعادة والرضا عن الحیاة والصحة النفسیة والتوافق النفسی. ویشیر رایف وکایس (Ryff & Keyes, 1995:727) فی نظریتهما حول السعادة النفسیة إلى وجود ستة أبعاد تلخص جودة الحیاة النفسیة هی:
1-تقبل الذات:
وتعنی أن یکون لدى الفرد اعتبار إیجابی لذاته, وصورة عمیقة من تقدیر الذات القائم علی الوعی بالصفات الإیجابیة والصفات السلبیة, وهذا التقبل القوی للذات یعین علی تقییم الذات والوعی بأوجه الفشل الشخصیة, وجوانب النجاح والحب والحنان وتقبل عیوب الذات.
2-العلاقات الإیجابیة مع الآخرین:
یتضمن هذا المکوِّن جوانب القوة الإنسانیة والملذَّات والمباهج التی تأتی من الالتصاق القریب مع الآخرین والعلاقات الحمیمة العمیقة والحب الدائم، وبشکل عام فإن غیاب الخبرة السلبیة أو الانفعال السلبی لیس هو الذی یحدد السعادة والحیاة الطیبة, ولکن الذی یحدد الحیاة الصحیة هو طریقة التعامل مع التحدیات والصعوبات ومواجهتها.
3-الاستقلالیة:
وتعنی قدرة الفرد علی أن یسلک حسب قناعاته ومعتقداته الشخصیة حتى ولو کانت ضد المعتقدات المقبولة والشائعة بین الناس, فهی تعنی القابلیة والقدرة علی وقوف الفرد بمفرده واعتماده علی نفسه, وإذا احتاج فإنه یعیش باستقلال, وقد یتضمن العیش باستقلالیة کلاً من الشجاعة والوحدة.
4-السیطرة والتحکم فی البیئة:
وتعنی إدارة تحدیات العالم المحیط بالفرد, ویتطلب ذلک قدرات وکفاءات لخلق بیئات مناسبة لحاجات الفرد الشخصیة والإبقاء علیها, ویمکن الوصول إلى هذه السیطرة من خلال الجهد والفعل الشخصی, فهی رؤیة إیجابیة ولیست سلبیة لمعادلة الفرد/البیئة.
5-الهدف من الحیاة:
وتعنی القدرة علی إیجاد معنى واتجاه فی خبرات الفرد, والقدرة علی العمل والجهد لتحقیق الأهداف فی الحیاة.
6-النمو الشخصی:
وتعنی التحقیق المستمر لموهبة الفرد وامکانیاته, وکذلک تنمیة مصادر واستراتیجیات جدیدة, وتنمیة القدرة علی مواجهة الشدائد والمحن التی تتطلب من الفرد أن یبحث بعمق وبجدیة لیجد مصادر قوته الداخلیة. والقدرة الواضحة علی البقاء بعد الخسارة وتخطی المحن والنجاح والتوفیق والنمو فی مواجهة العقبات.
2-جودة الحیاة الاجتماعیة:
تتکامل أبعاد جودة الحیاة النفسیة مع جودة الحیاة الاجتماعیة, فعلی الرغم من حاجة الفرد للاستقلال وتقبل الذات والنمو الشخصی؛ إلاَّ أنه لا یمکنه تحقیق ذلک بمعزل عن مجتمع ینتمی إلیه ویتقبله ویسانده ویحقق له الأمن والسلامة. حیث وضع کایس Keyes, 2000 نموذجاً متعدد الأبعاد یحدد فیه جودة الحیاة الاجتماعیة ویشمل خمسة أبعاد، هی:
- التکامل الاجتماعی: ویعنی درجة إحساس الفرد بالانتماء.
- الإسهام الاجتماعی: ویعنی إحساس الفرد بقیمته بالنسبة للمجتمع.
- التماسک الاجتماعی: ویعنی معقولیة ومعنى العالم الاجتماعی.
- التطور الاجتماعی: الإحساس بإمکانیة النمو المستمر فی المجتمع والمؤسسات الاجتماعیة.
- القبول الاجتماعی: ویعنی درجة راحة الفرد وقبوله للناس الآخرین (فی أحمد الکنج, 2014 : 28).
کما یشیر شالوک (Schalock,1990 :143) أیضاً فی نظریته ومجالاتها الثمانیة علی جودة الحیاة الاجتماعیة للفرد, وذلک بترکیزه علی العلاقات الاجتماعیة والراحة البیئیة والأمن والسلامة, وذلک فی ثلاثة أماکن هی البیت والمجتمع والعمل أو الوظیفة. کما یشیر فی هذا الجانب علی أهمیة تحقیق الأمن والسلامة فی العلاقات الأسریة والعلاقات مع الأصدقاء والعلاقات مع زملاء العمل. کما یذکر رافایل وآخرون (Raphael, et al., 1994) فی هذا الصدد إلى أن جودة الحیاة الاجتماعیة تتلخص فی ثلاثة جوانب هی: الرفاهیة الاجتماعیة والاقتصادیة للفرد, والاشتراک الاجتماعی, والسلامة العامة.
3-جودة الحیاة المدرسیة:
وهی تقییم الطالب الشخصی والإدراکی لحیاته داخل المدرسة, ورضاه عن حیاته المدرسیة بکافة جوانبها الجانب التعلیمی, والعلاقات مع المعلمین, والعلاقات مع زملاءه وأصدقاءه فی المدرسة (Liu, et al., 2015:2). ویحدد کونج (Keung, 1999:53) المجالات العامة لجودة الحیاة المدرسیة فی مجالین هما: الرضا العام ویتعلق بالمشاعر الإیجابیة العامة حول المدرسة. والمخاوف الشخصیة السلبیة تجاه المدرسة والتی تؤثر سلباً علی الطالب. کما یشیر کونج إلى خمسة أبعاد أساسیة لخبرات الطالب المدرسیة، هی:
- علاقة الطالب والمدرسین: أی کفایة التفاعل بین المعلمین والطلاب.
- التکامل الاجتماعی: ویرکز علی علاقة الطالب بالآخرین والزملاء فی المدرسة.
- قناعة الطالب بما یدرسه وارتباطه بالدراسة: فهی المکان الذی أتعلم فیه أشیاء مهمة.
- الإنجاز: ویشیر إلى شعور الطالب بالنجاح فی العمل المدرسی.
- الدافعیة والحافر: وهی الشعور بالحافز الذاتی للتعلم, والشعور بأن التعلم شیء ممتع ومفید.
ثانیاً: العلاج بالمعنی:
العلاج بالمعنى هو أحد المدارس العلاجیة ظهر خلال القرن العشرین وتبع تطبیقات العلاج الوجودی Existential Therapy، ویعد أسلوباً جدیداً فی العلاج النفسی ویعتبر مجال أوسع من العلاج الوجودی لنجاحه فی تطویر فنیاته فی الممارسة العلاجیة (Frankl, 1967: 75). وترجع الجذور التاریخیة لفلسفة العلاج بالمعنى لأعمال کیرک جارد وهیدجر وسارتر وکتابات وجودیین آخرین مثل هوسرول والظاهریاتیة. وبدأ العلاج بالمعنی عندما حاول بنسفنجر استخدام نظریة هیدجر فی العلاج وهو اتجاه کیفه فرانکل ورولی مای وآخرین. حین بدأ الترویج لمناقشة الأفکار الوجودیة وتطبیقها فی العلاج النفسی. ویرکز هذا الاتجاه العلاجی على حریة الاختیار فی تشکیل حیاة الشخص وأن کل شخص یتحمل مسئولیته فی تشکیل حیاته وحاجاته لتحدید ذاته، ویؤکد على الحاضر والمستقبل فی مساعدة الشخص وأن حریة الشخص أساس لتحدید مستقبلة (Sazasz, 2005).
والعلاج بالمعنى هو نوع من العلاج المتمرکز حول المعنى، حیث یرکز على نقص وفقدان المعنى فی الحیاة، کما یرکز على بحث الإنسان عن المعنی1990) (Hutzel, Corsini,1994)). کما أنه توجه انسانی یتناول الإنسان فی بعده المعنوی من أجل فهم الوجود الإنسانی وتعمیق الوعی به، وتأصیل الشعور بالحریة والمسئولیة، واستثارة إرادة المعنى، والتی تجعل للحیاة والعمل والحب والمعاناة وحتى الموت معنی یساعد الفرد على تجاوز ذاته والتحرک فی الحیاة بإیجابیة والتوجه نحو المستقبل بتفاؤل، مستفیداً من الإمکانات المحققة فی الماضی من أجل تشکیل الحاضر، والتخطیط للمستقبل من خلال الوعی بالجوانب الایجابیة والطاقات التی یمتلکها بدلاً من الترکیز على الجوانب السلبیة على أساس المبادئ والأسالیب التی قدمها فرانکل (سمیر أبو غزالة 2007: 161، فتحی الضبع،2006: 53).
أهداف العلاج بالمعنى:
العلاج بالمعنى هو اتجاه تفاؤلی ولیس تشاؤمی وتبرز أهمیة اکتشاف المعنى داخل الفرد فی تنمیة اتجاهات إیجابیة وتفاؤلیة نحو الحیاة رغم المعاناة، ویمکن تلخیصأهم أهداف العلاج بالمعنى فی الآتی:
- مساعدة الفرد علی أن یجد معنى فی حیاته حیث یشیر فرانکل (Frankl,1978:30) أن العلاج بالمعنى یهدف إلى مساعدة الشخص على أن یجد معنى فی حیاته وتحقیق إمکانات المعنى لوجوده وإثارة إرادة الحیاة لدیه فیصبح الفرد على وعی بما یهدف إلیه فی داخله، ویؤکد ذلک Brauth,1980:28)) (May,1980:422)(Greenlee,1990:73)، کما یرى(Das,1998:22)أن الدافع الأصیل للفرد هو البحث عن المعنى فی الحیاة وهو ما یعتبر الهدف الأول للعلاج النفسی، والمعالج فی العلاج بالمعنى یهدف إلى مساعدة الشخص على اکتشاف المعنى الأصیل بداخله والذی قد لا یکون على وعی به، فیکتشف الإنسان المعانی الأصیلة بداخله ویدرک أن مصیره یتحدد من خلال اختیاراته الحرة.
- مساعدة الفرد على تکوین اتجاهات إیجابیة نحو ذاته فالعلاج بالمعنى یتبع الاتجاه الإیجابی فی علم النفس وهو اتجاه تفاؤلی، حیث یستند العلاج بالمعنى طبقاً لهذا الاتجاه علی أن الإنسان خیر بطبیعته ویمتلک دافعاً أصیلاً إلى تنمیة ذاته وترقیتها إذا توافرت له الشروط التی تساعده على اکتشاف قدراته بنفسه، کما یؤکد (صلاح مخیمر،1979 :14-16) علی أنه یرتکز على قدرة فطریة لدى الشخص لتحسین وتحقیق ذاته والعمل على ازدهارها، وعلى ذلک فالعلاج بالمعنى ینظر للجوانب الإیجابیة داخل الشخص وهو ما یؤکد علیه (فیکتور فرانکل،2004: 92) أن العلاج بالمعنى اتجاهاً تفاؤلیاً للحیاة ولیس تشاؤمیاً، وأنه لا توجد جوانب سلبیة لا یمکن تعدیلها وتحویلها إلى جوانب إیجابیة.
- مساعدة الفرد على الوعی بتحمل المسئولیة والوعی بذاته وقدراته حیث یشیر فرانکل إلی(Frankl,1994:108-109)أن الحیاة تعنی فی النهایة الاضطلاع بالمسئولیة لکی یجد الإنسان الإجابة الصحیحة لمشکلاته، ویحقق المهام المتطلبة منه بصفة مستمرة فأحیاناً یجد الإنسان نفسه فی مواقف تستلزم منه أن یسعى ویکافح لتشکیل مصیره بأفعاله، فیری فرانکل أننا مسؤولون لیس فقط لشیء ما ولکن لشخص ما، لیس فقط تجاه المهمة ولکن أیضاً تجاه من کلفنا بالمهمة، ویفرق بین المسئولیة والشخص المسؤول حیث تأتی المسئولیة من امتلاک الفرد لحریة الإرادة فی حین تشیر الثانیة إلى ممارسة الحریة فی اتخاذ القرارات الصحیحة تلبیة لمطالب کل موقف، وهذا الشخص لدیه الحریة لیختار ولکن علیه تحمل مسئولیة وتبعات اختیاراته لأن المسئولیة تأتی مع الحریة کما یؤکد Fabry,1994)) أن المسئولیة بدون الحریة نوع من الاستبداد والطغیان، والحریة بدون المسئولیة تؤدی إلى الفوضى التی تسفر فی النهایة إلى القلق والعصاب. وهو ما یراه (Lantz, Horper,1998:95)أن هدف العلاج بالمعنى هو تحقیق المسئولیة من خلال ابتعاث المعنى داخل الشخص وأن یکون على وعی به ویتخذ القرار بالمسئولیة نحو تحقیق هذا المعنى. وهو ما أشار إلیه (فتحی الضبع،2006: 54) من أن العلاج بالمعنى یهدف إلى مساعدة الفرد على أن یفهم نفسه کمسؤول أمام خالقه وذاته والآخرین، وأن یتخذ قرارات مسئولة فی التعامل مع الحیاة بشکل عام، لأن المسئولیة والالتزام بها هی الأساس الجوهری للوجود الإنسانی.
- مساعدة الفرد على تحمل المعاناة فی بحثه عن المعنى، فالإنسان حینما یقرر البحث عن المعنى یکون مستعداً کما یؤکد فرانکل (Frankl,1978:20) لتحمل المعاناة وتقدیم التضحیات حتى بحیاته من أجل الحفاظ على هذا المعنى، أما عندما تفقد الحیاة معناها فیکون الفراغ الوجودی، وقد یقدم الشخص على الانتحار لیرى کل احتیاجاته مشبعة. والمعاناة قد تکون انجازاً بشریاً خاصة عندما تنشأ من الإحباط الوجودی، لذا یشیر فرانکل إلی ثلاثة أنواع للمعاناة وهی المعاناة التی تنشأ من الفراغ الوجودی، والمعاناة عندما تحبط محاولة الشخص فی إیجاد معنى لحیاته، ومعاناة تنبع من خبرة انفعالیة ألیمة کفقد شخص عزیز أو معاناة مصاحبة لمصیر صعب تغییره کالأمراض المزمنة. فالمعنى یتغیر دائماً ولکن لا یتوقف عن أن یکون موجوداً. ووفقاً للعلاج بالمعنى یستطیع الفرد أن یکتشف المعنى بداخله بثلاث طرق، بواسطة الاتیان بفعل أو عمل، وبواسطة معایشه خبرة ذات قیمة ما، وبواسطة معایشه حالة من المعاناة. وعلى ذلک فإن مواجهة المعاناة بشجاعة تحفظ للحیاة معناها وقیمتها، ویمکن للإنسان أن یواجه المعاناة من خلال تحویل الألم لإنجاز وأن یتخذ من الذنب فرصة لتغییر نفسه، وأن یتخذ من زوال الحیاة دافعاً لیتصرف بشکل أکثر مسئولیة فی الحیاة(Durbin, 2005:68) .
أسس العلاج بالمعنى:
یری فیکتور فرانکل (2004: 22) أن العلاج بالمعنى یستند إلى ثلاثة رکائز أساسیة، تتمثل فی حریة الإرادة: والتی تتضمن موضوع الحتمیة فی مقابل الحتمیة الشاملة. وإرادة المعنى: وتشمل نظریة الواقعیة والتی بدورها تتمایز عن إرادة القوة واللذة لدى فروید وأدلر. ومعنى الحیاة: وهی تتضمن موضوع النسبیة فی مقابل الذاتیة، وفیما یلی وصف موضوعی لأسس العلاج بالمعنى.
1- حریة الإرادة: Freedom of Will
حریة الإرادة تجعل الفرد واعیاً بالتزامه بمسئولیته، وأن تترک له حریة اتخاذ القرار بشأن إدراکه لنفسه کشخص مسئول یتحمل مسئولیته باختیاره لأهدافه فی الحیاة، کما أن للحریة قیود وأن للحریة مفهوم سلبی یتطلب تکمله إیجابیة وهی المسئولیة التی تتضمن معنى أمامه، ولذلک فإن إدراک الفرد للحریة یکون قاصراً إذا کانت بلا مسئولیة(Frankl,1986:275) .
2- إرادة المعنى: The will to Meaning
تشیر إرادة المعنى إلى القوة الأولیة لدى الإنسان، والتی تفید محاولته الدائمة فی البحث عن المعنى، وأن إرادة المعنى هی محاولة الإنسان الدائمة للبحث عن المعنى، وهی القوة الأساسیة فی حیاته، وإن مجرد بحث الإنسان عن المعنى یشیر إلى إرادة المعنى (Frankl,1978:20).
3- معنى الحیاة: Meaning of life
معنى الحیاة یجعل الحیاة غنیة بالمعانی فالحیاة بدون معنى تشعر الفرد باللاقیمة والإحساس بالخواء والفراغ الوجودی .(Frankl,1966:20) کما یؤکد کیم (Kim, 2001:13) أن معنى الحیاة یشیر إلى معنیان: الأول هو کل ما له أهمیة أو دلالة ویشمل الأفکار التی تتعلق بشیء ما أو حدث ما أو خبرة ما وهنا یشیر معنى الحیاة إلى تفسیر أحداث الحیاة بشکل عام، أما المعنى الثانی: فیشیر إلى أهداف ودوافع الفرد المرتبطة بأحداث الحیاة، وعلیه یمکن فهم معنى الحیاة على أنه تفسیر لحیاة الفرد ودوافعه وأهدافه.
ثالثاً: قوى الشخصیة: Character Strengths:
قوى الشخصیة هی خصائص شخصیة ایجابیة تدعم حیاة جیدة وفاضلة للفرد، وتجعله متوافقاً مع المجتمع وفضائله الاجتماعیة العامة (Park, Peterson & Seligman, 2006). وتعد نواحی القوى والفضائل من الموضوعات المهمة للبحث فی علم النفس الایجابی، ویعتبر تصنیف بیترسون وسیلجمان (2004) للقیم العاملة والفضائل Values in Action (VIA) من أکبر المساهمات المؤثرة فی هذا المجال. ویتکون من تسلسل قوامه أربعة وعشرون قوة محددة صنفت تحت ست فضائل عالمیة (Buschor, Proyer & Ruch, 2013).
تصنیف قوى الشخصیة:
تصنف قوى الشخصیة إلى أربعة وعشرون قوة موزعة على ستة أبعاد, ویتضح هذا التصنیف فیما یلى:
1) الحکمة Wisdom: وتنطوی على اکتساب واستخدام المعرفة بالقوى التالیة:
- الابداع Creativity بمعنى التفکیر بطرق جدیدة ومنتجة لتصور الأشیاء والقیام بها وانجازها.
- التطلع Curiosity ویتضمن الفائدة والجدة والانفتاح على الخبرة فضلاً عن الاهتمام بالتجارب المستمرة وطرح الموضوعات والأفکار المبتکرة.
- التوازن Judgment بمعنى التفکیر فی الأمور وفحصها من جمیع الجوانب وعدم القفز إلى الاستنتاجات إلا فی ضوء الأدلة فی إطار العلم والعقل.
- حب حححححححححب التعلم Love – of – learning بمعنى الشغف لتعلم وإتقان مهارات علمیة جدیدة.
- الرؤیة Perspective وتعنى القدرة على تقدیم المشورة الحکیمة للآخرین مع وجود طرق متنوعة للنظر إلى العالم تکون ذات مغزى للفرد وللآخرین.
2) الأقدام أو الجرأة :Courage وهى من القوى الانفعالیة التی تنطوی على ممارسة الإرادة لإنجاز الأهداف فی مواجهة المقاومة الخارجیة أو الداخلیة وتشمل:
- الشجاعة Bravery: وتعنى عدم الخوف من التهدید والتحدی والصعوبة والألم مع التحدث عن ما هو صحیح حتى لو کانت هناک معارضة، والتصرف الصحیح حتى لو لم یحظى بشعبیه، ویشمل الشجاعة الجسدیة ولکن لا یقتصر علیها.
- الصدق :Honesty وتعنى الصدق والحدیث عن الحقیقة ولکن على نطاق أوسع مع تقدیم النفس بطریقة حقیقیة والعمل بطریقة صادقة دون تظاهر مع تحمل المسؤولیة عن المشاعر والافعال الشخصیة.
- الإصرار Persistence: وتعنى المثابرة فی العمل بجد واجتهاد حتى الانتهاء منه على الرغم من العقبات مع المتعة فی إنجاز المهام.
- الحیویة Zest: وتعنی الاقدام على الحیاة مع الإثارة والطاقة وعدم فعل الأشیاء إلى منتصف الطریق أو بهدوء وعیش الحیاة کمغامرة.
3)الإنسانیة :Humanity وهى من القوى الشخصیة التی تضمن المیل والتعلق بالآخرین وتشمل:
- الحب Love: ویعنى تقدیر علاقات الود والحمیمیة بین الفرد والآخرین والتی تبنى على التبادلیة والمشارکة والقرب بین الأفراد.
- العطف Kindness: ویتضمن المروءة والرعایة والرحمة والإیثار والنقاء مع الآخرین ومساعدتهم ورعایتهم.
- الذکاء الاجتماعی :Social Intelligence ویعنى أن تکون على درایة بالدوافع والمشاعر الشخصیة ودوافع ومشاعر الآخرین؛ مع العلم بما یجب القیام به فی المناسبات والمواقف الاجتماعیة المختلفة.
4) العدالة Justice: وهى القوة التی تکمن وراء حیاة مجتمع صحی وتشمل نواحی القوى التالیة:
- الانصاف Fairness: بمعنى معاملة الناس جمیعاً وفقاً لمفاهیم الإنصاف والعدالة وعدم السماح للمشاعر الشخصیة بالتحیز فی القرارات نحو الآخرین.
- القیادة Leadership: وتعنى تشجیع فرد واحد من مجموعة لإنجاز الأمور وفى نفس الوقت الحفاظ على علاقات جیدة داخل المجموعة.
- العمل الجماعی :Teamwork وتتضمن المسؤولیة الاجتماعیة والولاء والعمل الجماعی والعمل بشکل جید کما لو أنک عضو فی مجموعة أو فریق.
5) التحمل والاعتدال Temperance: وهى تلک القوى التی تحصن وتحمى الفرد من التجاوزات وتشمل القوی التالیة:
- العفو والتسامح Forgiveness: بمعنى العفو عن أولئک الذین فعلوا خطأ ما وقبول أوجه قصور الآخرین وإعطاء الناس فرصة ثانیة والبعد عن الانتقامیة.
- التواضع Humility: ترک إنجازات المرء تتحدث عن شخصه وعدم السعی لتسلیط الأضواء علیها.
- الاحتیاط أو الحذر :Prudence الحرص على خیار واحد آمن وعدم التعرض لمخاطر لا لزوم لها قولاً أو فعلاً والتی قد تکون فی وقت لاحق لها آثار سلبیة.
- التنظیم الذاتی :Self – Regulation ویعنى ضبط النفس مع تنظیم ما یشعر به الفرد والکینونة المنضبطة والسیطرة على الغریزة والانفعالات.
6) التسامی Transcendence: وهی تلک القوی التی تزود الناس بمرادهم وتقوی التواصل فیما بینهم, وتشمل القوى التالیة:
- الحس والذوق الجمالی Appreciation of Beauty And Excellence: ویعنى ملاحظة الجمال والتمیز والأداء الماهر فی مختلف مجالات الحیاة من الطبیعة إلى الفن إلى الریاضیات إلى العلوم إلى الخبرات الیومیة.
- الشکر :Gratitude بمعنى أن یکون الفرد على درایة بصنع الأشیاء الجیدة التی تحدث, والتی تستحق الشکر ومن ثم التهیؤ بالشکر لفاعلها.
- الأمل :Hope ویعنی التفاؤل والتوجه نحو المستقبل وتوقع الأفضل فی المستقبل والعمل على تحقیق ذلک معتبراً أن المستقبل الجید شیء یمکن تحقیقه.
- الدعابة :Humor وتعنی المیل إلى الضحک والممازحة وجلب الابتسامة إلى الآخرین.
- الروحانیة Spirituality: وتعنى التدین والإیمان ووجود معتقدات متماسکة حول الهدف الاسمى لوجود الکون مع وجود معتقدات حول معنى الحیاة التی تشکل السلوک وتوفر الراحة. (Park et al. & 2006, 119, Peterson & Seligman, 2004, 29-31).
کما تتضمن قوی الشخصیة الفضائل الاخلاقیة ولکی یتم تضمینها کقوی شخصیة, یجب أن تستوفی مجموعة من المعاییر منها، أن تساهم فی مختلف الإنجازات التی تشکل حیاة جیدة للفرد وللآخرین. وتقدیر کل قوة من قوى الشخصیة کقوة أخلاقیة فی حد ذاتها حتى فی غیاب نتائج مفیدة واضحة. وظهور قوة معینة من فرد واحد فقط لا یقلل من الاشخاص الآخرین حوله. ویجب أن تکون القوی واضحة فی نطاق سلوک الفرد –أفکاره ومشاعره أو أعماله– بطریقة یمکن تقییمها. وینبغی أن تکون القوی سمة بمعنى وجود درجة من العمومیة عبر الحالات والاستقرار عبر الزمن. ویجب أن تکون القوی الشخصیة فی التصنیف متمیزة عن الصفات الایجابیة الأخرى بشکل کاف ولا تنصهر فیها (Peterson & Seligman, 2004).
الدراسـات السابقـة:
هدفت دراسة رایفRife,1995 إلی التعرف علی فاعلیة برنامج قائم على أسس العلاج بالمعنى لتحسین معنى الحیاة وخفض الفراغ الوجودی لدى عینة من العاطلین عن العمل. وتکونت عینة الدراسة من مجموعة من العاطلین عن العمل بلغت 50 عاطلاً تم تقسیمهم إلی مجموعتین إحداهما تجریبیة وأخری ضابطة، واعتمد برنامج العلاج بالمعنى على فنیتى المسرحیات الفنیة القائمة على المعنى Logo drama والشبکة العلاجیة Network Therapy، وأشارت نتائج الدراسة إلى فاعلیة العلاج بالمعنى فی تحسین معنى الحیاة والهدف من الحیاة لدى العاطلین عن العمل الذین لدیهم معتقد أنه لا دور لهم ذو فاعلیة فی مجتمعهم.
وقام أوفت Offutt,1995 بتطبیق الإطار النظری للعلاج بالمعنى المرتبط بالمفاهیم الأساسیة لتحقیق الذات وإرادة المعنى. وتکونت عینة الدراسة من 145 طالباً من طلاب الجامعة فی السنة النهائیة، وطبق علیهم اختبار الهدف فی الحیاة، ومقیاس التوجه الشخصی، واستمارة تاریخ الحالة، وأشارت نتائج الدراسة إلی أن هناک علاقة ارتباطیة بین کل من تحقیق الذات وإرادة المعنى، کما بینت النتائج أن وجود المعنى لدى الطلاب یزید من شعورهم بالثقة بالنفس وتفوقهم الدراسی.
وتناول Lynch,2006 علاقة الوجودیة وقوة الأنا وجودة الحیاة ورکزت الدراسة على الروحانیات والتدین واستکشاف العوامل التی لها تأثر إیجابی على الجسم وارتباطها بجودة الحیاة وقوة الأنا، وبلغت عینة الدراسة 117 طالباً من طلاب الجامعة والدراسات العلیا، وأسفرت النتائج عن وجود علاقة بین قوة الأنا وقوة الحیاة والهدف منها وأن الجوانب الروحیة والدینیة ترتبط بجودة الحیاة.
وحاولت دراسة Press, Peterson, et.al.,2007 التعرف على العلاقة بین قوی الشخصیة والرضا عن الحیاة والتوجهات نحو السعادة, واستخدمت الدراسة عینة من البالغین بالولایات المتحدة مکونة من 12.429 فرداً، طبقت علیهم مقاییس باللغة الانجلیزیة من خلال الإنترنت لقیاس جوانب قوی الشخصیة, والتوجهات نحو السعادة والمشارکة والمتعة والمعنى والرضا عن الحیاة. واستکملت العینة بمجموعة من البالغین السویسریین مکونة من 445 فرداً طبقت علیهم نسخاً ورقیة من نفس المقاییس باللغة الألمانیة, وأظهرت النتائج فی کلا العینتین أن جوانب القوی الشخصیة الأکثر ارتباطاً بالرضا عن الحیاة کانت الحب والأمل والفضول والحیویة. وکان الامتنان من بین أقوى المنبئات بالرضا عن الحیاة فی عینة الولایات المتحدة, فی حین أن المثابرة کانت من بین أقوى المنبئات بالرضا عن الحیاة فی العینة السویسریة. وفى کلا النموذجین ارتبطت جوانب القوی الأکثر ارتباطاً مع الرضا عن الحیاة مع التوجهات نحو المتعة والمشارکة والمعنى مما یعنى أن أکثر جوانب القوی هی تلک التی تجعل من الممکن حیاة کاملة.
وقامت دراسة Lounsbury, et.al., 2009 بالتعرف علی قوى الشخصیة وعلاقتها بمؤشرین من مؤشرات النجاح الأکادیمی رضا الطلاب ومتوسط التقدیر, وأجریت الدراسة على عینة مکونة من 237 طالباً جامعیاً, واستخدمت الدراسة قائمة القیم العاملة والفضائل "قوى الشخصیة", ومقیاس الرضا عن الحیاة, ومقیاس الأداء الاکادیمی الذاتی, وقد أظهرت النتائج ارتباط جمیع القوى ال 24 بشکل ایجابی وکبیر بالرضا عن الحیاة العامة, کما ارتبط 22 نمطاً من أنماط القوى ارتباطاً ایجابیاً بالرضا الأکادیمی. وکذلک ارتبط 16 نمطاً من أنماط القوى ارتباطاً ایجابیاً بالرضا عن التقدیر. وکانت الارتباطات المتعددة لکل من هذه المجموعات على التوالی: 0.57 – 0.47 – 0.41, ولوحظ أوجه التشابه والاختلاف بین النتائج الحالیة والدراسات المماثلة على أساس عینات البالغین والشباب, ونوقشت النتائج الفردیة من حیث بناء المعنى والعلاقات الوظیفیة لسلوک الطالب الجامعی. وقد تم تفسیر النتائج من وجهة نظر تطور العمر وسلوک الطالب الجامعی, والعوامل الخمسة الکبرى للشخصیة, والبحوث الشخصیة عن جودة الحیاة. وقد تم تضمین التأثیرات المحتملة للتدخلات على الطلاب الجامعیین, وقد لوحظت الإمکانیات القادرة لإعداد صلاحیة بناء القدرات الشخصیة تجاه سلوک الطلبة فی الجامعات, وتم تفسیر النتائج على أنها توفر دعماً قویاً لفائدة قائمة القیم العاملة والفضائل فی سیاق الکلیة.
وقام سید البهاص (2009) بالتعرف علی فعالیة برنامج إرشادی قائم على فنیات العلاج بالمعنى فی خفض قلق العنوسة وتحسین معنى الحیاة لدی طالبات الدراسات العلیا. وتکونت عینة الدراسة من 20 طالبة من طالبات الدراسات العلیا المتأخرات عن الزواج تم تقسیمهم إلى مجموعتین 10 مجموعة تجریبیة، 10 مجموعة ضابطة، واستخدمت الدراسة مقیاس قلق العنوسة، ومقیاس معنى الحیاة. وأسفرت نتائج الدراسة عن فعالیة البرنامج الإرشادی القائم على فنیات العلاج بالمعنى فی خفض قلق العنوسة وتحسین معنى الحیاة لدى طالبات الدراسات العلیا واستمرار أثر البرنامج خلال فترة المتابعة.
وتناول Fillion, et al., 2009 تأثیر التدخل القائم على المعنى على الرضا عن العمل وجودة الحیاة لدى الممرضات فی وحدة العنایة المرکزیة، حیث تواجه الممرضات بوحدة العنایة المرکزة العدید من الصعوبات والتحدیات المتعلقة بطبیعة عملهم، واستند التدخل العلاجی علی تعلم العلاج بالمعنى وأثر التدریب على فنیات العلاج بالمعنى على تحسین الرضا عن الحیاة وجودة الحیاة لدى ممرضات الرعایة المرکزة بثلاث مناطق بکندا. وتکونت عینة الدراسة من 56 ممرضة ومجموعة ضابطة بلغت 53. وأسفرت نتائج الدراسة عن فعالیة العلاج بالمعنى فی تحسین الرضا عن العمل فی حین لا زالت جودة الحیاة کما هی لعدم القدرة على التعایش مع الظروف الطارئة لطبیعة العمل بالعنایة المرکزة.
وتناول Van pelt, 2010 القلق واضطرابات الاکتئاب وکیف یمکن لفلسفة العلاج بالمعنى أن تؤثر على الصحة النفسیة للشباب والمراهقین حیث أکد الباحث أن لطبیعة عمله لمدة عشرین عاماً فی مجال طب المراهقین یحذر من القلق والاکتئاب لدى الشباب والسبیل للخروج من ذلک یکون بتدعیم الجانب الإیجابی وتنمیة الذات والمعنى الإیجابی ونحتاج کمعالجین بالمعنى إلى إبراز إرادة المعنى التی تحرک الفرد نحو النمو السلیم ومعایشه الصحة النفسیة الإیجابیة من خلال البرامج التی تنمى الشخصیة. وأشارت نتائج الدراسة إلى أهمیة الإرشاد المتمرکز حول المعنى وأهمیة تدعیمه لدى الشباب، کما أشارت النتائج إلی إیجاد المعنى من خلال الألم باستخدام العلاج بالمعنى کوسیلة لتجنب الشعور بالذنب.
وتناولت دراسة Gander,et.al,.2012A التدخلات الإیجابیة القائمة على قوى الشخصیة فی تعزیز الرفاهیة النفسیة والتخفیف من الاکتئاب, ثم دراسة تأثیر تسعة تدخلات إیجابیة لجوانب القوى على جودة الحیاة النفسیة والاکتئاب فی دراسة عشوائیة تعتمد على الإنترنت، وتم تدریب المشارکین على فعالیة زیارة الامتنان بثلاثة أشیاء جیدة، واستخدام تدخلات القوی الشخصیة، واختبار المتغیرات من التدخلات مع الاشارة إلى ثلاثة أشیاء جیدة لمدة اسبوعین، والجمع بین زیادة الامتنان وثلاثة تدخلات لأشیاء جیدة، وملاحظة ثلاثة اشیاء مضحکة لمدة اسبوع, واختبار فعالیة احتساب العطف, ونعمة الوقت, وباب آخر یفتح للتدخلات على شبکة الانترنت. وقد أجریت الدراسة على 322 فرداً بإخضاعهم لأحد التدخلات التسعة, وتم تقدیر درجات السعادة والاکتئاب فی خمس مرات قبل وبعد الاختبار, وبعد الشهر الأول والثالث والسادس, وأشارت النتائج إلی أن ثمانیة من التدخلات التسعة قد زادت من السعادة وخفضت الاکتئاب فی جمیع المجموعات, واستنتجت الدراسة أن السعادة یمکن أن تتعزز من خلال بعض التدخلات القائمة على قوى الشخصیة.
وتناول Passon 2012 العلاج بالمعنى والتحلیل الوجودی فی علم النفس الإرشادی کمدخل وقائی وعلاجی للاختراق النفسی، حیث استخدم العلاج بالمعنى والتحلیل الوجودی فی التخلص من الاحتراق النفسی ومعایشه السعادة وأن الشخص لدیه إرادة داخلیة، وأسفرت نتائج الدراسة عن فعالیة العلاج بالمعنى والتحلیل الوجودی فی معایشة الشخص حیاته بفاعلیة وتکوین علاقات ذات معنى مع الآخرین.
وتناولت دراسة Gander,et.al.,2012B العلاقة بین الصفات القیمة أخلاقیاً والسلوکیات المرتبطة بالعمل کالرضا الوظیفی والمشارکة فی العمل. وأجریت الدراسة على عینة مکونة من887 من النساء البالغات اللاتی تتراوح أعمارهن من 19 : 67 عاماً, وفى استطلاع عبر الانترنت استخدمت الدراسة قائمة القیم العاملة والفضائل "قوی الشخصیة", واستبیان أنماط السلوک والخبرة المتعلقة بالعمل, وقد أظهرت النتائج وجود علاقة ایجابیة بین القوى الشخصیة وسلوکیات العمل الصحیحة والطموح, وخصوصاً الحیویة والمثابرة والأمل والفضول، کما أکدت الدراسة على أهمیة جوانب القوى الشخصیة فی أوضاع العمل, واقترحت الدراسة أن التدخلات القائمة على جوانب القوى یمکن أن ترسخ التدخلات الموجودة بالفعل فی مکان العمل من أجل تعزیز نتائج العمل الإیجابیة مثل الرضا عن العمل والمشارکة فی العمل.
وتحققت دراسة Weber & Ruch, 2012 من دور 24 قوة شخصیة فی 87 علاقة عاطفیة فی اختیار الشریک والرضا عن الحیاة. وذلک فی عینة مکونة من 174 مراهقاً تراوحت أعمارهم ما بین 13 : 19سنة, متوسط أعمارهم 16.45، واستخدمت الدراسة مقیاس القیم العاملة والفضائل "قوى الشخصیة"، ومقیاس رضا الطلاب عن الحیاة, وملف تعریفی للشریک المثالی لتکوین شریک مثالی, وأظهرت النتائج أن قوى الشخصیة المتمثلة فی الصدق والنکتة والحب کانوا الأکثر تفضیلاً فی الشریک المثالی. وأن الأمل والروحانیة والصدق والإنصاف ظهروا کأهم معاملات التصنیف الأکثر جوهریة. کما تنبأت قوى الشخصیة بالرضا عن الحیاة، کما أوضحت جوانب القوی أوجه التشابه بین الأزواج فی الرضا عن الحیاة, ویعتبر هذا هو البحث الأول حول هذا الموضوع والذى أظهر أن قوی الشخصیة تلعب دوراً هاماً فی العلاقات العاطفیة للمراهقین.
وهدفت دراسة Buschor,et.al.,2013 إلی التحقق من نتائج الدراسات السابقة التی تم الابلاغ عنها حول إیجابیة العلاقة بین قوى الشخصیة والرضا عن الحیاة والتوجهات إلى السعادة. وتکونت عینة التقییم الذاتی من 334 فرداً، تراوحت أعمارهم ما بین 18 : 77 عاماً, کما تکونت عینة تقییم الأقران من 236 فرداً, واستخدمت الدراسة قائمة القیم العاملة والفضائل "قوى الشخصیة"، ومقیاس الرضا عن الحیاة, ومقیاس التوجهات نحو السعادة. وتم جمع تقییمات المبلغین من قبل الأقران وقورنت بالتقییمات الذاتیة؛ حیث أظهرت النتائج وجود علاقة ایجابیة بین الأمل والحیویة والفضول والرضا عن الحیاة. کما أظهرت النتائج أن الامتنان والمحبة یلعبان الأدوار الرئیسیة فی التفاعل بین جوانب القوى بشکل عام والرضا عن الحیاة. کما ترتبط تقییمات الأقران بجوانب القوة إیجابیاً مع تأیید حیاة ممتعة وسارة وهادفة.
وتناولت دراسة Allan & Duffy,2013 العلاقة بین استخدام قوة التوقیع والرضا عن الحیاة والرضا الأکادیمی مع عینة مکونة من 350 طالباً جامعیاً بمتوسط عمرى 19.21 وانحراف معیاری 1.71, منهم 250 من الاناث و100 من الذکور، وتم قیاس جوانب القوى المستخدمة والرضا عن الحیاة والنواحی الأکادیمیة. کما تم تحدید وسیطین محتملین لهذه العلاقة هما مستوى قوة التوقیع لخصائص القوى الشخصیة, والدعوة للمشارکة الجادة. وکشفت النتائج عن أن التفاعل الثلاثی بین استخدام قوة التوقیع, ومستوى قوة التوقیع, والدعوة للمشارکة الجادة کان منبئاً بالرضا عن الحیاة. بینما کان التفاعل ثنائی الاتجاه بین استخدام قوة التوقیع والدعوة للمشارکة الجادة منبئاً بالرضا الأکادیمی, کما أظهرت النتائج وجود علاقة قویة بین استخدام قوة التوقیع والرضا عن الحیاة.
وهدفت دراسة Proyer,et,al.,2013إلى التعرف على فعالیة برنامج تدخلی لتنمیة بعض قوى الشخصیة التالیة: التطلع والشکر والأمل والفکاهة والحیویة لتعزیز الرضا عن الحیاة. وأجریت الدراسة على عینة مکونة من 178 فرداً، تراوحت أعمارهم ما بین 18: 76 عاماً, تم تقسیمهم إلی مجموعتین تجریبیة وضابطة. واستخدمت الدراسة مقیاس الرضا عن الحیاة، وتم تدربت المجموعة التجریبیة على استخدام القوی الشخصیة المستهدفة فی تصنیف الفضائل العاملة Strengths of the Values– In–Action, وبمقارنة القیاس القبلی والبعدی للرضا عن الحیاة, أظهرت المجموعة التجریبیة تحسنًا بشکل کبیر فی رضاهم عن الحیاة بالمقارنة مع المجموعة الضابطة، ویمکن تفسیر ذلک على أنه دعم للفکرة القائلة بأنه من الضروری أن تدرس القوی التی ترتبط ارتباطًا وثیقًا بالرضا عن الحیاة فی التدخلات القائمة على القوی.
وهدفت دراسة Acosta,2013 إلی التعرف علی التدخل الإیجابی باستخدام قوی الشخصیة واستکشاف کیفیة تشخیص الأفراد الذین یعانون من اضطراب الاکتئاب الرئیسی والمسجلین فی برنامج العیادات الخارجیة المکثف. وقد طلب من سبعة أفراد ممن استوفوا هذه المعاییر تحدید جوانب قوتهم من قائمة 24 نمطاً من القوی. کما صدرت تعلیمات للمشارکین بکتابة قصة من صفحة واحدة یصف فیها المدة التی یستخدم فیها المشارک القوى للتغلب على معاناته, کما طلب المشارکین المشارکة فی نشاط مصمم لتنمیة جوانب القوى لدیهم, واستخدام استبیان رضا المرضى لتقییم أثر التدخل. وأظهرت النتائج التی توصلت إلیها الدراسة أن الأفراد المصابین بالاکتئاب حددوا نفس القوى التی یحددها الأفراد المکتئبین بشکل عام باختلاف جنسیاتهم, کما أظهرت النتائج أن الاستفادة من القوى یؤدى إلى انخفاض فی أعراض الاکتئاب وینمی الوعى بکیفیة الاستفادة من جوانب قوتهم للتعامل مع الاکتئاب.
وکشفت دراسة Senf & Liau, 2013 أثر التدخلات القائمة على قوى الشخصیة فی تحسین السعادة وخفض الأعراض الاکتئابیة لدى طلاب الجامعة, وأجریت الدراسة على عینة مکونة من 122 طالباً, تراوحت أعمارهم ما بین 18 : 23 عاماً, تم تقسیمهم إلی مجموعتین تجریبیة وضابطة, واستخدمت الدراسة قائمة قوى الشخصیة, ومقیاس السعادة, ومقیاس الاعراض الاکتئابیة. وتم جمع البیانات على ثلاثة مراحل قبل الاختبار, وتقییم ما بعد التدخل, وتقییم المتابعة لمدة شهر واحد. وأظهرت النتائج فعالیة التدخلات القائمة على الامتنان والقوی, فی زیادة السعادة وتقلیل أعراض الاکتئاب مقارنة بالمجموعة الضابطة, واستنتجت الدراسة مدى أهمیة اجراء المزید من هذه البحوث والتدخلات الواعدة.
وقارنت دراسة Walker, 2013بین التدخلات القائمة على نموذج التعویض والذى یرکز على علاج جوانب الضعف لدى الفرد, والتدخل القائم على التمویل والذى یهدف إلى تعزیز أعلى جوانب القوی لدى الفرد. وبلغ عدد المشارکین 187 فرداً من الموظفین من ثمانی عشرة منظمة صغیرة, وتراوحت أعمار المشارکین بین 18-88 سنة. واستکمل المشارکون مسح القوی الشخصیة Survey of Character Strengths urvey of Character Strengthsبین (18-88) عامًا, وبلغت نسبة المشارکین من النساء 72% أکمل المشارکون مسح نقاط القوة الشخصیة لذى یهد, وبطاریة تقییم المتغیرات الإیجابیة والسلبیة لدى الفرد. وأظهرت النتائج أن التدخل القائم على التمویل والذى یهدف إلى تعزیز أعلى جوانب القوی لدى الأفراد المشارکین أدى إلى انخفاض الأعراض السلبیة وزیادة فی الرفاهیة العاطفیة مقارنة بالتدخل القائم على تعویض نواحی الضعف. کما ناقشت الدراسة ما یترتب على آثار تطبیق ذلک التدخل القائم على التمویل فی مجالات متعددة. کما تم مناقشة طرق تعزیز التدخلات, فضلاً عن الاتجاه المستقبلی المحتمل للبحوث فی تعزیز جوانب القوى لدى الفرد.
وهدفت دراسة Berthold & Ruch, 2014 إلی التعرف علی العلاقة بین جودة الحیاة وقوى الشخصیة بین الأفراد المتدینین وغیر المتدینین, ووفقًا للمراجعات المنهجیة ترتبط المعتقدات والممارسات الدینیة بارتفاع مستوى الرضا عن الحیاة والسعادة والتأثیر الایجابی. وتکونت عینة الدراسة من 2538 مشارکاً، واستخدمت الدراسة مقیاس الرضا عن الحیاة, وقائمة القیم العامة والفضائل "قوى الشخصیة" ومقیاس التوجه نحو السعادة, وقد أظهرت النتائج أن الأشخاص الذین لهم انتماء دینی أکثر رضا عن حیاتهم کما أن الأفراد المتدینین الذین یمارسون الدین یختلفون اختلافًا کبیراً عن أولئک الذین یمارسون شعائرهم الدینیة فقط, کما سجل المتدینین ارتفاعاً فی قوی اللطف والحب والامتنان والأمل والتسامح والروحانیة. ولم تکن هناک فروقاً جوهریة بین الأشخاص الذین لیس لهم انتماء دینی أو الذین لدیهم انتماء دینی ولا یمارسون الدین, وبشکل عام تشیر النتائج إلى أن الأفراد یستفیدون من الانتماء الدینی إذا کانوا یمارسون دینهم بنشاط.
وتناولت دراسة Duan,et.al.,2014 فاعلیة برنامج تدخلی قائم على قوى الشخصیة لدی الطلاب الجامعیین الصینیین لزیادة الرضا عن الحیاة. وتکونت عینة الدراسة من (285) مشارکاً من الطلاب الجامعیین المسجلین فی دورة المهارات التدریبیة فی علم النفس لمدة ثمانیة عشرة اسبوعاً, وتم توزیع المشارکین إلى أربع مجموعات, مجموعة تعرف أهداف التدخل، ومجموعة لا تعرف أهداف التدخل. ومجموعة تدخل تدریب القوى مقابل المجموعة الضابطة، وتم تطبیق قائمة القیم العاملة والفضائل "قوى الشخصیة" خلال الأسبوع الثانی من الدورة للحصول على جوانب القوى الشخصیة لکل مشارک. واستخدمت الدراسة مقیاس الرضا عن الحیاة کمؤشر للدراسة. وتم القیاس الأساسی فی الأسبوع الثانی, والاختبار البعدی قصیر الأجل فی الأسبوع التاسع, والمتابعة طویلة الأجل فی الاسبوع الثامن عشر, وأظهرت درجات الاختبار تحسن الرضا عن الحیاة لدى جمیع المشارکین من البدایة إلى النهایة بعد التدخل بـ 6 اسابیع, ثم أظهرت انخفاضاً بطیئًا على المدى القصیر. کما أظهر الطلاب الذین تم ابلاغهم عن الغرض من الدراسة, اضافةً إلى مجموعة تدریب القوى زیادة أکبر فی الرضا عن الحیاة, وکذلک على المدى الطویل فقد استمر التحسن فی الرضا عن الحیاة لدی الطلاب فی مجموعة تدریب قوى الشخصیة.
وتناولت دراسة Littman, et.al,.2014 نموذجاً مبتکراً من الاسترشاد المهنی القائم على قوى الشخصیة لقیاس تأثیره على مجموعة من غیر الموظفین الذین یبحثون عن عمل بشرط أن یکونوا قد أکملوا ما لا یقل عن 12 عاماً من التعلیم, ویمکنهم استخدام الانترنت والبرید الإلکترونی. وتکونت العینة من 16 من الإناث و 15 من الذکور, تراوحت أعمارهم من 24 : 52 سنة، واستخدمت الدراسة مقیاس تقدیر الذات, والاستکشاف الوظیفی, واستخدام قوى الشخصیة, ومقیاس الرضا عن الحیاة قبل جلسة الارشاد الأولیة وبعد الدروة النهائیة مباشرة. وقد أظهرت النتائج فی مرحلة ما بعد الارشاد تحسن تقدیر الذات, وزیادة الاستخدام الیومی لأنماط قوى الشخصیة والاستکشاف الوظیفی والشعور بالرضا عن الحیاة. وبشکل عام فإن جوانب القوی الإرشادیة قد تنبأت بتحسن تقدیر الذات, وزیادة الاستخدام الیومی لأنماط القوى الشخصیة والاستکشاف الوظیفی والشعور بالرضا عن الحیاة فیما بعد الإرشاد وفى المتابعة التی استمرت ثلاثة أشهر.
وتناول Douglass & Duffy, 2015 العلاقة بین استخدام قوی الشخصیة وجودة الحیاة والدور الوسیط لتقدیر الذات, وأجریت الدراسة على عینة مکونة من 224 طالب جامعی, وقد تم اختبار نموذج الوسیط بفرضیة أن تقدیر الذات سوف یتوسط جزئیاً الارتباط بین القوى الشخصیة وجودة الحیاة. بالإضافة إلى ذلک تم اختبار نموذج وسیط معتدل لدراسة التأثیر الإیجابی کمحرر ضمن النموذج المفترض واستخدمت الدراسة مقیاس جودة الحیاة, وبنود الاتجاهات الایجابیة, ومقیاس قوى الشخصیة, ومقیاس تقدیر الذات. وأشارت نتائج الدراسة إلى وجود علاقة ایجابیة بین استخدام قوى الشخصیة وجودة الحیاة، کما أظهرت النتائج أن السبب الکامن وراء العلاقة بین استخدام القوی الشخصیة وجودة الحیاة یرجع إلى زیادة مستوى تقدیر الذات.
وتناولت دراسة Lee, et.al. 2015 العلاقة بین قوى الشخصیة والتوجهات نحو السعادة وجودة الحیاة. وتکونت عینة الدراسة من 304 فرداً، تراوحت اعمارهم ما بین 30: 39 سنة, واستخدمت الدراسة أربع أدوات من خلال الاستطلاع على الانترنت تمثلت فی قائمة القیم والفضائل العاملة "قوى الشخصیة", ومقیاس التوجهات نحو السعادة, ومقیاس جودة الحیاة واختبار المشارکة الحیاتیة. وأظهرت نتائج الدراسة أن الحیویة, والأمل, والفضول, والقدرة على الحب والامتنان هی أهم خمسة قوی، وأن الحب والامتنان من المنبئات المباشرة لجودة الحیاة.
وقارنت دراسة Proyer,et.al,.2015 بین التدخل القائم على الأنشطة المعتمدة على قوى الشخصیة والتدخل باستخدام العلاج الوهمی (البلاسبو), وذلک لزیادة الشعور بالسعادة وخفض أعراض الاکتئاب. وبلغ عدد المشارکین 375 فرداً من الناطقین باللغة الألمانیة. واستخدمت الدراسة قائمة القیم العاملة والفضائل "قوى الشخصیة" والبرنامج التدخلی. وتم قیاس السعادة والأعراض الاکتئابیة فی خمس فترات زمنیة. وأظهرت النتائج زیادة معدلات السعادة لمدة تصل إلى ثلاثة أشهر وانخفاض فی أعراض الاکتئاب على المدى القصیر فی کل من التدخلین. کما أن التدخل القائم على قوى الشخصیة کان أکثر فعالیة من التدخل الإیحائی, حیث وصل المشارکون إلى مستویات أعلى باستخدام التدخل القائم على القوى. کما تم التوصل إلى أن العمل على تدعیم جوانب القوی لدى الفرد أکثر فعالیة فی تعزیز الشعور بالسعادة وخفض الأعراض الاکتئابیة من العمل عن طریق العلاج الوهمی مما یؤکد الحاجة إلى مزید من القیام بالبرامج لتعزیز فعالیتها والاستفادة منها.
وتناولت دراسة Gander,et.al,.2016 فعالیة التدخلات النفسیة الایجابیة فی تنمیة جودة الحیاة وتخفیف أعراض الاکتئاب. وتکونت عینة الدراسة من 1624 فرداً, وتم تقییم السعادة والاکتئاب قبل وبعد التدخل, وفى الشهر الأول والثالث والسادس. وأشارت النتائج إلی أن جمیع التدخلات کانت فعالة فی زیادة السعادة وخفض أعراض الاکتئاب, کما عملت التدخلات على تحقیق تأثیر أفضل بالنسبة لأولئک فی المدى المتوسط من جودة الحیاة النفسیة علی المدی البعید. کما خلصت النتائج إلى أن التدخلات الإیجابیة هی استراتیجیة فعالة لزیادة جودة الحیاة النفسیة وخفض أعراض الاکتئاب, وأن تدخلات علم النفس الإیجابی هی الأکثر فعالیة بالنسبة لأولئک الأفراد المتوسطین فی جودة الحیاة النفسیة.
وتناولت دراسة Mi & Yeongmi, 2016 تطویر برنامج النشاط الإیجابی المتکامل القائم على علم النفس الإیجابی وجوانب القوی الإیجابیة للمسنین الذین یعیشون بمفردهم فی المناطق الریفیة, والتعرف علی أثره فی تحسین الرضا عن الحیاة وخفض الاکتئاب لدیهم, وبلغ عدد المشارکین فی الدراسة 59 مسناً, منهم 30 تم تعیینهم فی المجموعة التجریبیة و29 فی المجموعة الضابطة. وکانت عدد الجلسات 12 جلسة, مدة الجلسة 60 دقیقة, بمعدل مرتین فی الأسبوع, واستغرق البرنامج 6 اسابیع. وأظهرت النتائج فعالیة برنامج النشاط المتکامل القائم على علم النفس الإیجابی وقوى الشخصیة فی خفض درجة الاکتئاب وزیادة الحیویة والرضا عن الحیاة لدی المشارکین.
وقام 2017 Abasimi, Gai & Wang, بفحص العلاقة بین قوى الشخصیة والرضا عن الحیاة لدى مجموعة من الشباب, تکونت عینة الدراسة من 210 طالباً من طلاب الثانویة والجامعة, تراوحت أعمارهم ما بین 16: 22 متوسط أعمارهم 18عاماً؛ بانحراف معیاری 1.57, واستخدمت الدراسة قائمة القیم العاملة والفضائل "قوى الشخصیة" ومؤشرات الرفاهیة النفسیة لطلاب المدارس والذى یتکون من ثمانیة بنود تشیر إلى مدى رضا الفرد عن مختلف جوانب حیاته بما فی ذلک المدرسة. وأشارت النتائج إلى أن أکثر القوى ارتباطاً بالرضا عن الحیاة کانت العفو والتنظیم الذاتی واللطف والقیادة والأمل وحب التعلم والنزاهة. فی حین أن أقل القوى ارتباطاً بالرضا عن الحیاة کانت الإبداع والشجاعة والمثابرة والفضول وتقدیر الجمال والحکم والحب واللطف والحصافة والفکاهة.
وکشف Vela, et, al., 2017 عن دور قوى الشخصیة وأهمیة الأسرة فی رضا طلاب الجامعات الأمریکیة المکسیکیین, وأجریت الدراسة على 126 طالباً من طلاب الجامعات الامریکیة المکسیکیین. واستخدمت الدراسة مقیاس الحصاد لقیاس مثابرة الطلاب وشغفهم للأهداف طویلة المدى, ومقیاس حب الاستطلاع والاستکشاف, ومقیاس التفاؤل لقیاس التوجه نحو الحیاة, واستبیان الامتنان, ومقیاس العائلة لقیاس التصورات المتعلقة بأهمیة الأسرة, ومقیاس الرضا عن الحیاة باستخدام تحلیل الانحدار المتعدد, وأشارت نتائج الدراسة إلى أن نقاط التفاؤل والحصاد والامتنان کانت منبئات هامة بالرضا عن الحیاة. وقد أوصت الدراسة بإجراء المزید من البحوث حول القوى الشخصیة والرضا عن الحیاة.
فروض البحث:
- توجد فروق ذات دلالة إحصائیة بین متوسطی رتب درجات أفراد المجموعة التجریبیة على مقیاس جودة الحیاة فی کل من القیاسین القبلی والبعدی لصالح القیاس البعدی.
- توجد فروق ذات دلالة إحصائیة بین متوسطی رتب درجات أفراد المجموعتین التجریبیة والضابطة على مقیاس جودة الحیاة فی القیاس البعدی لصالح أفراد المجموعة التجریبیة.
- لا توجد فروق ذات دلالة إحصائیة بین متوسطی رتب درجات أفراد المجموعة التجریبیة على مقیاس جودة الحیاة فی کل من القیاسین البعدی والتتبعی.
خطة البحث واجراءاته:
تشمل خطة البحث المنهج المستخدم والعینة وأدوات البحث وإجراءاته:
أولاً: منهج البحث:
أُستخدم فی البحث الحالی التصمیم التجریبی الذى یعتمد على مجموعتین إحداهما تجریبیة والأخرى ضابطة، وهو تصمیم یفترض فیه تحقیق التکافؤ بین المجموعتین إلى حد کبیر، حیث یتم ضبط المتغیرات التی یحتمل أن یکون لها تأثیر على النتائج، ثم یتم قیاس متغیرات الدراسة على المجموعتین قبل تنفیذ البرنامج، ویفترض هنا ألا تکون هناک فروق دالة بین المجموعتین فی تلک المتغیرات، ثم یتم إدخال المتغیر المستقل–البرنامج الإرشادی- على المجموعة التجریبیة دون الضابطة، ثم یتم القیاس على المجموعتین بعد تنفیذ البرنامج، ومن ثم یکون الفرق بین القیاسین راجعاً إلى تأثیر المتغیر المستقل.
ثانیاً: عینة الدراسة:
وفقاً لإجراءات البحث فقد کان هناک عینتان للدراسة الحالیة:
(أ) العینة الاستطلاعیة:
قام الباحث بتطبیق مقیاس جودة الحیاة على عینة استطلاعیة بلغت (100) طالباً من طلاب الفرقة الثانیة والثالثة بالمرحلة الثانویة بمدرسة الهرم الثانویة النموذجیة بنین بالجیزة، الذین تتراوح أعمارهم ما بین 16: 18 سنة، وقد روعی عند اختیار العینة أن تتوافر الشروط التجریبیة لجمیع أفرادها کالتالی:
- أن یتراوح العمر الزمنى لجمیع الطلاب المشارکین ما بین (16 : 18) سنة.
- أن یکون جمیع الطلاب من مستوی اجتماعی اقتصادی متوسط.
- أن یکون جمیع المشارکین من المتواجدین بالمدرسة بشکل منتظم.
(ب) العینة الأساسیة:
بعد تطبیق مقیاس جودة الحیاة على العینة الاستطلاعیة البالغ عددها (100) طالباً، وبعد أن تمت الاستجابة على المقیاس قام الباحث بحساب الارباعی الأدنى لدرجات المشارکین على المقیاس، وقد بلغ عدد المشارکین الذین تقع درجاتهم ضمن الارباعی الأدنى على المقیاس (26) طالباً، تم تقسیمهم إلى مجموعتین مجموعة تجریبیة وأخرى ضابطة، بواقع (13) طالباً فی کل مجموعة.
- قام الباحث بالتحقق من التکافؤ بین المشارکین فی المجموعتین قبل تطبیق البرنامج، وذلک من خلال حساب المتوسطات الحسابیة والانحرافات المعیاریة ومتوسط الرتب ومجموع الرتب وقیمة (Z) باستخدام اختبار "مان وتنی" لحساب دلالة الفروق بینهما فی المتغیرات التالیة:
1-المستوی الاقتصادی الاجتماعی:
تم حساب دلالة الفروق بین متوسطات المستوی الاقتصادی الاجتماعی لکل من المجموعتین التجریبیة والضابطة باستخدام اختبار "مان وتنی" کما هو موضح فی جدول (1):
جدول (1) المتوسطات والانحرافات المعیاریة وقیمة (Z) ودلالتها الإحصائیة للفروق بین
المجموعتین التجریبیة والضابطة فی المستوی الاقتصادی الاجتماعی
المستوی الاقتصادی الاجتماعی
|
المجموعة |
العدد |
المتوسط الحسابی |
الانحراف المعیاری |
متوسط الرتب |
مجموع الرتب |
قیمة Z |
مستوى الدلالة |
التجریبیة |
13 |
4 |
0,577 |
13,08 |
170 |
0,335 |
غ. د |
|
الضابطة |
13 |
4,07 |
0,640 |
13,92 |
181 |
یتضح من جدول (1) أن قیمة "Z" للفروق بین متوسطی درجات المجموعتین التجریبیة والضابطة غیر دالة إحصائیاً؛ وهو ما یشیر إلى تحقیق التکافؤ بین المجموعتین فی متغیر المستوی الاقتصادی الاجتماعی.
2- جودة الحیاة:
تم حساب دلالة الفروق بین متوسطات جودة الحیاة لکل من المجموعتین التجریبیة والضابطة باستخدام اختبار "مان وتنی" کما هو موضح فی جدول (2):
جدول (2) المتوسطات والانحرافات المعیاریة وقیمة (Z) ودلالتها الإحصائیة للفروق بین
المجموعتین التجریبیة والضابطة فی جودة الحیاة
البعد |
المجموعة |
العدد |
المتوسط الحسابی |
الانحراف المعیاری |
متوسط الرتب |
مجموع الرتب |
قیمة Z |
مستوى الدلالة |
البعد الدینی |
التجریبیة |
13 |
14,84 |
0,554 |
13,46 |
175 |
0,055 |
غ. د |
الضابطة |
13 |
14,92 |
0,277 |
13,54 |
176 |
|||
بعد إدارة الوقت |
التجریبیة |
13 |
17,07 |
0,277 |
13 |
169 |
0,602 |
غ. د |
الضابطة |
13 |
17,15 |
0,375 |
14 |
182 |
|||
بعد العلاقات الاجتماعیة |
التجریبیة |
13 |
9,23 |
2,48 |
14,31 |
186 |
0,569 |
غ. د |
الضابطة |
13 |
8,69 |
2,32 |
12,69 |
165 |
|||
البعد الجسمی |
التجریبیة |
13 |
7,15 |
1,90 |
11,92 |
155 |
1,128 |
غ. د |
الضابطة |
13 |
8,07 |
2,46 |
15,08 |
196 |
|||
بعد الصحة النفسیة |
التجریبیة |
13 |
8,23 |
2,58 |
13,46 |
175 |
0,027 |
غ. د |
الضابطة |
13 |
8,23 |
2,04 |
13,54 |
176 |
|||
الدرجة الکلیة |
التجریبیة |
13 |
56,69 |
2,68 |
13,04 |
169,50 |
0,322 |
غ. د |
الضابطة |
13 |
57,15 |
2,23 |
13,96 |
181,50 |
یتضح من جدول (2) أن قیمة "Z" للفروق بین متوسطی درجات المجموعتین التجریبیة والضابطة غیر دالة إحصائیاً؛ وهو ما یشیر إلى تحقیق التکافؤ بین المجموعتین فی متغیر جودة الحیاة.
ثالثاً: أدوات الدراسة:
1-استمارة المقابلة الشخصیة: إعداد الباحث
الهدف من استمارة المقابلة الشخصیة هو جمع بیانات عن کل فرد من المشارکین وعن معنى الحیاة لدیه والعوامل والأسباب التی تکمن وراء افتقاده لمعایشة جودة الحیاة وعن السیاق الأسری وأفکاره المعطلة لمعایشة الحیاة بفاعلیة. وتشمل بنود استمارة المقابلة الشخصیة: بیانات عن الفرد، بیانات عن الأسرة، والعلاقة بین الأسرة، والرضا عن الدراسة، ومعنى الحیاة وجودة الحیاة لدیه.
2- مقیاس المستوى الاجتماعى الاقتصادى للأسرة إعداد عبدالعزیز الشخص (2006):
یحتوى مقیاس المستوى الاجتماعى الاقتصادى المعدل على ثلاثة أبعاد لکل بعد عدد من المستویات یتم من خلالها تحدید المستوى الاجتماعى الاقتصادى للأسرة هى:
- بعد الوظیفة أو المهنة (للجنسین) ویتضمن تسعة مستویات.
- بعد مستوى التعلیم (للجنسین) ویتضمن ثمانیة مستویات.
- بعد متوسط دخل الفرد فى الشهر ویتضمن سبعة مستویات.
ویتم تقدیر المستوى الاجتماعى الاقتصادى للأسرة باستخدام المعادلة التالیة:
ص = أ+ب1 س1 +ب2س2 +ب3س3
ص= المستوى الاجتماعى الاقتصادى المطلوب.
س1 = درجة متوسط دخل الفرد فى الشهر.
س2 = درجة وظیفة رب الأسرة.
س3 = درجة مستوى تعلیم رب الأسرة.
ومن خلال الدرجة التى یتم الحصول علیها من تطبیق المعادلة توضع الأسرة ضمن أحد المستویات الاجتماعیة الاقتصادیة السبعة التالیة:
- مستوى اجتماعى اقتصادى منخفض جداً.
- مستوى اجتماعى اقتصادى منخفض.
- مستوى اجتماعى اقتصادى دون المتوسط.
- مستوى اجتماعى اقتصادى متوسط.
- مستوى اجتماعى اقتصادى فوق المتوسط.
- مستوى اجتماعى اقتصادى مرتفع.
- مستوى اجتماعى اقتصادى مرتفع جداً.
3-مقیاس جودة الحیاة: إعداد الباحث
تطلب إعداد المقیاس القیام بالخطوات التالیة:
- مقیاس الاستمتاع والرضا عن الحیاة اعداد ستیجر وآخرین (Steger et al.. 2008).
- مقیاس جودة الحیاة والرضا الوظیفی اعداد دنکان (Duncan, 1995).
- مقیاس الرضا عن الحیاة اعداد جودجی وآخرین (Judge, et al., 2005).
- مقیاس جودة الحیاة اعداد شیرای (Shirai, 2009).
- مقیاس السعادة والاستمتاع بالحیاة اعداد آلانس وشیث (Alans & Seth, 2008).
- مقیاس جودة الحیاة اعداد هیدی وآخرین (Heady, et al., 2008).
- مقیاس جودة الحیاة اعداد محمد منسی وعلی کاظم (2006).
- مقیاس جودة الحیاة اعداد هویدا محمود وفوزیة الجبالی (2010).
- مقیاس جودة الحیاة اعداد أحمد محمد الکنج (2014).
قام الباحث بتحدید مصطلح جودة الحیاة، وتحدید مکوناته وأبعاده، ثم قام بصیاغة عبارات کل بعد بأسلوب مبسط وسهل خال من التعقید، وقد روعی فی صیاغة العبارات تجنب العبارات التی یحتمل تفسیرها أکثر من وجه، وأن تکون اللغة بسیطة وواضحة، وأن تشتمل کل عبارة على فکرة واحدة، وتم عرض المقیاس على ثلاثة من أساتذة علم النفس والصحة النفسیة لإبداء آرائهم فی المقیاس، وتکون المقیاس فی صورته النهائیة بعد حذف اثنا عشرة عبارة اتفق السادة المحکمین على عدم ملائمتها من (52) عبارة موزعة على خمسة أبعاد هی: البعد الدینی، وبعد إدارة الوقت، وبعد العلاقات الاجتماعیة، والبعد الجسمی، وبعد الصحة النفسیة، وتم وضع ثلاث استجابات لکل عبارة (نعم، أحیاناً، لا)، وأعطیت لکل استجابة من الاستجابات الثلاثة وزناً بحیث تعطى الاستجابة (نعم) ثلاث درجات، والاستجابة (أحیاناً) درجتین، والاستجابة (لا) درجة واحدة. وتم تطبیق المقیاس على مجموعة بلغت (100) طالباً من طلاب الفرقة الثانیة والثالثة بالمرحلة الثانویة، بهدف التحقق من الخصائص السیکومتریة للمقیاس.
ولحساب الخصائص السیکومتریة للمقیاس قام الباحث بحساب صدق البناء باستخدام أسلوب التحلیل العاملی لمکونات المقیاس بعد التأکد من توافر جمیع شروط التحلیل العاملی کما یلی: إجراء التحلیل العاملی بطریقة تحلیل المکونات الرئیسیة لهوتلینج للحصول على العوامل المکونة للمقیاس بجذر کامن لهذه العوامل أکبر من الواحد الصحیح. بناءً على Scree Plot والذی یحدد عدد العوامل البارزة فی التحلیل.
- ولإعطاء معنى سیکولوجى لهذه العوامل الناتجة تم عمل التدویر المتعامد للعوامل على الحاسوب بطریقة الفاریماکس لKaiser، واتبع الباحث محک Kaiser لاختیار تشبعات الفقرات بالعوامل والذی یعتبر التشبعات التی تصل إلى 0.30 أو أکثر تشبعات دالة.
- تشیر نتیجة التحلیل العاملی بعد التدویر إلى وجود خمسة عوامل کما هو موضح بالجدول:
جدول (3) العوامل المستخرجة وتشبعاتها بعد التدویر المتعامد لمصفوفة مفردات مقیاس جودة الحیاة
رقم العبارة |
العامل الأول |
العامل الثانی |
العامل الثالث |
العامل الرابع |
العامل الخامس |
رقم العبارة |
العامل الأول |
العامل الثانی |
العامل الثالث |
العامل الرابع |
العامل الخامس |
1 |
|
|
|
|
|
27 |
|
0,944 |
|
|
|
2 |
|
|
|
0,530 |
|
28 |
|
0,940 |
|
|
|
3 |
|
|
|
0,881 |
|
29 |
|
0,931 |
|
|
|
4 |
|
|
|
0,899 |
|
30 |
|
0,914 |
|
|
|
5 |
|
|
|
0,881 |
|
31 |
|
0,914 |
|
|
|
6 |
|
|
|
0,683 |
|
32 |
0,309 |
0,870 |
|
|
|
7 |
|
|
|
0,603 |
0,391 |
33 |
0,337 |
0,844 |
|
|
|
8 |
|
|
|
|
0,687 |
34 |
|
0,827 |
|
|
|
9 |
|
|
|
|
0,655 |
35 |
0,497 |
0,684 |
|
|
|
10 |
|
|
|
|
0,729 |
36 |
|
0,655 |
|
|
|
11 |
|
|
0,396 |
|
0,696 |
37 |
|
0,614 |
|
|
|
12 |
|
|
0,527 |
|
0,631 |
38 |
0,738 |
|
|
|
|
13 |
|
|
|
|
0,592 |
39 |
0,756 |
|
|
|
|
14 |
|
|
0,637 |
|
0,558 |
40 |
0,824 |
|
|
|
|
15 |
|
|
0,723 |
|
|
41 |
0,854 |
0,320 |
|
|
|
16 |
|
|
0,868 |
|
|
42 |
0,901 |
|
|
|
|
17 |
|
|
0,837 |
|
|
43 |
0,902 |
|
|
|
|
18 |
|
|
0,712 |
|
|
44 |
0,930 |
|
|
|
|
19 |
|
|
0,696 |
|
|
45 |
0,945 |
|
|
|
|
20 |
|
|
0,506 |
|
|
46 |
0,951 |
|
|
|
|
21 |
|
0,351 |
|
|
|
47 |
0,938 |
|
|
|
|
22 |
|
0,807 |
|
|
|
48 |
0,931 |
|
|
|
|
23 |
|
0,824 |
|
|
|
49 |
0,911 |
|
|
|
|
24 |
|
0,930 |
|
|
|
50 |
0,852 |
|
|
|
|
25 |
|
0,939 |
|
|
|
51 |
0,852 |
|
|
|
|
26 |
|
0,944 |
|
|
|
52 |
0,813 |
|
|
|
|
الجذر الکامن |
13,20 |
12,97 |
5,04 |
4,30 |
3,52 |
||||||
نسبة التباین |
25,39 |
24,94 |
9,69 |
8,28 |
6,78 |
وبالنظر إلى جدول التحلیل العاملی بعد التدویر یتضح ما یلی:
- أن هناک عبارات تشبعت على أکثر من عامل, وتم الأخذ بالتشبع الأکبر قیمة, وهی العبارات أرقام (7- 11- 12- 14- 32- 33- 35- 41).
- أن العامل الأول قد تشبع علیه (15) عبارة هی (38-39- 40- 41- 42- 43- 44- 45- 46- 47- 48- 49- 50- 51- 52)، وکان الجذر الکامن (13.20) بنسبة تباین (25.39%)، وتکشف مضامین هذه العبارات عن تأثیر القیم والدین والالتزام علی جودة الحیاة، وبفحص محتوى عباراته یمکن تسمیة هذا العامل (البعد الدینی), حیث إنها الصفة الغالبة على عبارات هذا العامل.
- أن العامل الثانی قد تشبع علیه (17) عبارة هی (21- 22- 23- 24- 25- 26- 27- 28- 29- 30- 31- 32- 33- 34- 35- 36- 37) وکان الجذر الکامن (12.97) بنسبة تباین (24.94%) وتکشف مضامین هذه العبارات عن تأثیر تنظیم الوقت علی جودة الحیاة وبفحص محتوى عباراته یمکن تسمیة هذا العامل (بعد إدارة الوقت), حیث إنها الصفة الغالبة على عبارات هذا العامل.
- أن العامل الثالث قد تشبع علیه (7) عبارات هی (14- 15- 16- 17- 18- 19- 20), وکان الجذر الکامن (5.04) بنسبة تباین (9.69%)، وتکشف مضامین هذه العبارات عن تأثیر المشاعر والاتجاهات نحو الآخرین والعلاقات مع المحیطین علی جودة الحیاة وبفحص محتوى عباراته یمکن تسمیة هذا العامل (بعد العلاقات الاجتماعیة), حیث إنها الصفة الغالبة على عبارات هذا العامل.
- أن العامل الرابع قد تشبع علیه (6) عبارات وهی (2-3-4-5-6-7) وکان الجذر الکامن (4.30) بنسبة تباین (8.28%)، وتکشف مضامین هذه العبارات عن تأثیر جسم الفرد وشکله وهیئته علی جودة الحیاة، وبفحص محتوى عباراته یمکن تسمیة هذا العامل (البعد الجسمی), حیث إنها الصفة الغالبة على عبارات هذا العامل.
- أن العامل الخامس قد تشبع علیه (6) عبارات وهی (8-9-10-11-12-13) وکان الجذر الکامن (3.52) بنسبة تباین (6.78%) وتکشف مضامین هذه العبارات عن تأثیر الجانب النفسی علی جودة الحیاة، وبفحص محتوى عباراته یمکن تسمیة هذا العامل (بعد الصحة النفسیة), حیث إنها الصفة الغالبة على عبارات هذا العامل.
- هناک عبارة من عبارات المقیاس لم یکن لها أی تشبعات دالة إحصائیاً على أی عامل من عوامل المقیاس وهی العبارة رقم (1) وبالتالی تم حذفها، وبذلک أصبح المقیاس مکوناً من (51) عبارة بعد إجراء التحلیل العاملی.
کما قام الباحث بحساب الاتساق الداخلی للمقیاس وذلک عن طریق حساب معاملات الارتباط بین درجة کل عبارة والبعد الذی تنتمی إلیه، والجدول (4) یوضح معاملات الارتباط بین کل عبارة والبعد الذی تنتمی إلیه:
جدول (4) معاملات الارتباط بین درجة کل عبارة والدرجة الکلیة للبعد الذی تنتمی إلیه لمقیاس جودة الحیاة
البعد الأول |
البعد الثانی |
البعد الثالث |
البعد الرابع |
البعد الخامس |
|||||||||
م |
معامل الارتباط |
م |
معامل الارتباط |
م |
معامل الارتباط |
م |
معامل الارتباط |
م |
معامل الارتباط |
م |
معامل الارتباط |
م |
معامل الارتباط |
37 |
0,815** |
46 |
0,949** |
20 |
0,423** |
29 |
0,945** |
13 |
0,565** |
1 |
0,595** |
7 |
0,631** |
38 |
0,839** |
47 |
0,935** |
21 |
0,777** |
30 |
0,945** |
14 |
0,726** |
2 |
0,879** |
8 |
0,669** |
39 |
0,884** |
48 |
0,926** |
22 |
0,783** |
31 |
0,929** |
15 |
0,886** |
3 |
0,912** |
9 |
0,780** |
40 |
0,901** |
49 |
0,872** |
23 |
0,908** |
32 |
0,913** |
16 |
0,879** |
4 |
0,915** |
10 |
0,748** |
41 |
0,932** |
50 |
0,872** |
24 |
0,926** |
33 |
0,905** |
17 |
0,828** |
5 |
0,776** |
11 |
0,690** |
42 |
0,932** |
51 |
0,823** |
25 |
0,942** |
34 |
0,810** |
18 |
0,829** |
6 |
0,710** |
12 |
0,665** |
43 |
0,944** |
|
|
26 |
0,942** |
35 |
0,795** |
19 |
0,652** |
|
|
|
|
44 |
0,956** |
|
|
27 |
0,950** |
36 |
0,767** |
|
|
|
|
|
|
45 |
0,957** |
|
|
28 |
0,949** |
|
|
|
|
|
|
|
|
یتضح من الجدول السابق أن قیم معاملات الارتباط تراوحت ما بین (0,423، 0,957) وجمیع هذه القیم دالة إحصائیاً.
کما تم حساب الاتساق الداخلی للمقیاس من خلال معاملات الارتباط بین کل عبارة من عبارات المقیاس والدرجة الکلیة للمقیاس، والجدول(5) یوضح معاملات الارتباط بین کل عبارة والدرجة الکلیة للمقیاس.
جدول (5) معاملات الارتباط بین کل عبارة والدرجة الکلیة لمقیاس جودة الحیاة
العبارة |
معامل الارتباط |
العبارة |
معامل الارتباط |
العبارة |
معامل الارتباط |
1 |
0,480** |
18 |
0,644** |
35 |
0,789** |
2 |
0,775** |
19 |
0,402** |
36 |
0,790** |
3 |
530.** |
20 |
0,404** |
37 |
0,772** |
4 |
0,642** |
21 |
0,578** |
38 |
0,794** |
5 |
0,343** |
22 |
0,568** |
39 |
0,777** |
6 |
0,327** |
23 |
0,652** |
40 |
0,781** |
7 |
0,467** |
24 |
0,681** |
41 |
0,770** |
8 |
0,516** |
25 |
0,706** |
42 |
0,770** |
9 |
0,544** |
26 |
0,706** |
43 |
0,721** |
10 |
0,347** |
27 |
0,722** |
44 |
0,713** |
11 |
0,390** |
28 |
0,737** |
45 |
0,696** |
12 |
0,335** |
29 |
0,734** |
46 |
0,691** |
13 |
0,311** |
30 |
0,734** |
47 |
0,662** |
14 |
0,305** |
31 |
0,756** |
48 |
0,676** |
15 |
0,466** |
32 |
0,763** |
49 |
0,647** |
16 |
0,527** |
33 |
0,768** |
50 |
0,650** |
17 |
0,562** |
34 |
0,784** |
51 |
0,593** |
یتضح من الجدول (7) أن قیم معاملات الارتباط تراوحت ما بین (0,305، 0,794) (0.146 ، 0.890) وجمیعها قیم دالة إحصائیاً.
کذلک تم حساب الاتساق الداخلی للمقیاس من خلال معاملات الارتباط بین الأبعاد الفرعیة والدرجة الکلیة، والجدول (6) یوضح معاملات الارتباط بین الأبعاد الفرعیة والدرجة الکلیة للمقیاس.
جدول(6) معاملات الارتباط بین الأبعاد الفرعیة والدرجة الکلیة لمقیاس جودة الحیاة
م |
الأبعاد |
معامل الارتباط |
1 |
البعد الدینی |
0,790** |
2 |
بعد إدارة الوقت |
0,813** |
3 |
بعد العلاقات الاجتماعیة |
0,624** |
4 |
البعد الجسمی |
0,571** |
5 |
بعد الصحة النفسیة |
0,619** |
یتضح من الجدول السابق أن معاملات الارتباط تراوحت بین (0,571، 0,813)، وجمیعها قیم دالة إحصائیاً، وبذلک تم التحقق من الاتساق الداخلی للمقیاس.
کما قام الباحث بحساب ثبات المقیاس باستخدام معامل ألفا لکرونباخ، والجدول (7) یوضح معاملات الثبات لکل بعد من أبعاد المقیاس والدرجة الکلیة:
جدول(7) معاملات الثبات للأبعاد الفرعیة والدرجة الکلیة لمقیاس جودة الحیاة
م |
الأبعاد |
معامل الثبات |
1 |
البعد الدینی |
0,957 |
2 |
بعد إدارة الوقت |
0,932 |
3 |
بعد العلاقات الاجتماعیة |
0,883 |
4 |
البعد الجسمی |
0,890 |
5 |
بعد الصحة النفسیة |
0,785 |
|
الدرجة الکلیة |
0,930 |
یتضح من الجدول السابق أن معاملات الثبات للأبعاد والدرجة الکلیة للمقیاس تراوحت بین (0,758، 0,957)، وجمیعها معاملات مرتفعة ودالة احصائیاً مما یشیر إلى ثبات المقیاس وصلاحیة استخدامه.
بعد حساب الخصائص السیکومتریة لمقیاس جودة الحیاة أصبح المقیاس فی صورته النهائیة یتکون من (51) عبارة موزعة على الأبعاد الفرعیة للمقیاس، والجدول(8) یوضح توزیع العبارات على تلک الأبعاد:
جدول (8) أبعاد مقیاس جودة الحیاة والأرقام الخاصة بکل بعد والمجموع الکلى للعبارات
الأبعاد |
العبارات
|
المجموع |
البعد الدینی |
37-38-39-40-41-42-43-44-45-46-47-48-49-50-51 |
15 |
بعد إدارة الوقت |
20-21-22-23-24-25-26-27-28-29-30-31-32-33-34-35-36 |
17 |
بعد العلاقات الاجتماعیة |
13-14-15-16-17-18-19 |
7 |
البعد الجسمی |
1-2-3-4-5-6 |
6 |
بعد الصحة النفسیة |
7-8-9-10-11-12 |
6 |
المجموع |
51 |
4-البرنامج الإرشادی التکاملی: إعداد الباحث
أهداف البرنامج:
یعد تحدید الأهداف أولى الخطوات التى یجب مراعاتها عند التخطیط لبناء برنامج إرشادى، فهی الأساس الذى یتم فى ضوئه اختیار محتوى البرنامج، وتحدید أسالیب وطرق تقییمه، کما أنها توجه المرشد وتساعده على اختیار الخبرات المناسبة فى إطار العملیة الإرشادیة، وقد تم تحدید هذه الأهداف فی الآتی:
الهدف العام: یهدف البرنامج الإرشادی التکاملی إلی تحسین جودة الحیاة لدى المراهقین من خلال مساعدتهم على اکتشاف المعنى ومحاولة تحقیقه وتبصریهم بجوانب قوی الشخصیة لدیهم وتنمیة إرادة المعنى ومعایشة جودة الحیاة بفاعلیة.
الهدف الإجرائی: ویتمثل فى حصولأفرادالمجموعة التجریبیة على درجات مرتفعة على مقیاس جودة الحیاة؛ ویتحقق ذلک من خلال الآتی:
- تدعیم الذات الایجابیة لدی أفراد المجموعة التجریبیة من خلال تعلیمهم أسالیب التعامل الایجابی مع المواقف الحیاتیة المختلفة والتعاون مع الآخرین ومساعدتهم.
- تبصیر أفراد المجموعة التجریبیة بأهمیة المعنى الإیجابی للحیاة فی تحسین جودة الحیاة.
- تبصیر أفراد المجموعة التجریبیة بجوانب القوة والضعف لدیهم.
- تنمیة جوانب القوة وتدعیمها ومحاولة اکتشاف جوانب الضعف التی تحول دون جودة الحیاة لدی أفراد المجموعة التجریبیة.
- تنمیة قدرة أفراد المجموعة التجریبیة على تنظیم الوقت.
- مساعدة أفراد المجموعة التجریبیة على الاستفادة من وقت الفراغ.
- مساعدة أفراد المجموعة التجریبیة على تدعیم الاتجاه الایجابی التفاؤلی نحو المستقبل.
- تبصیر أفراد المجموعة التجریبیة أن التخطیط للمستقبل وتحقیق الآمال والطموحات ینبع من داخل الشخص.
- تدعیم الاتجاه الایجابی التفاؤلی نحو المستقبل ومعایشة جودة الحیاة والتغلب على الصدمات.
- مساعدة أفراد المجموعة التجریبیة علی تنمیة الاستقلالیة وحریة الإرادة.
- مساعدة أفراد المجموعة التجریبیة علی تحدید هدف فی الحیاة وتحقیقه لتنمیة الثقة بالذات والقدرات ومعایشة جودة الحیاة.
أهمیة البرنامج:
تتضح أهمیة البرنامج الإرشادی المقترح فى الآتی:
- الاهتمام بمرحلة مهمة من مراحل النمو وهى مرحلة المراهقة التی یتخللها الکثیر من المصاعب ویکتنفها العدید من المشکلات والاضطرابات النفسیة.
- تطبیق البرنامج على فئة هامة من الناحیة الأکادیمیة وهم طلاب المرحلة الثانویة.
- استخدام مدخل جدید فی الارشاد یقوم علی الشخصیة الایجابیة ویرکز علی المعنی الایجابی للحیاة وتحدید واستغلال نقاط القوة لدی الأفراد.
الأساس النظری للبرنامج:
یستند البرنامج الحالی إلى أسس ومبادئ العلاج بالمعنى لفرانکل وتصنیف بیترسون وسیلجمان للقیم العاملة والفضائل وقوى الشخصیة، الذى یقترح أن الحیاة الجیدة یمکن تشجیعها من خلال تحدید القوى الفردیة وتعزیزها والترکیز على بناء وتشجیع نقاط القوى بقدر ما هو الحال فى معالجة نقاط الضعف واصلاح العجز. وفى حدود إطار علم النفس الإیجابی یمکن للمرء إیجاد خطة شاملة لفهم وتشجیع الفرد نحو تطویر الإیجابیة، حیث یهتم هذا التوجه بشکل مباشر بجوانب القوى لدی الانسان کالشخصیة القویة ومواجه الضغوط ونوعیة الحیاة والمهارات الاجتماعیة والقدرة علی الاستمتاع ودراسة متغیرات ایجابیه مثل السعادة والرضا والأمل والتفاؤل والشجاعة والاخلاص والتسامح والفضیلة والتحمل والعقلانیة والاستبصار والامانة والمثابرة والابداع، وأن الإنسان غنی بالمعانی الإیجابیة ولدیه حریة إرادة وإرادة المعنى وهذه الرکائز تعتمد على المعنى وأهمیته فی حیاة الفرد، وأن تحقیق المعنى یرتبط بالصحة النفسیة لأنه یضفى على الحیاة القیمة والمعنى والدلالة وتعکس السواء النفسی لدى الفرد على النقیض من خواء المعنى الذی یرتبط بالمرض النفسی.
الفنیات المستخدمة فی البرنامج:
1-الحوار السقراطی:
یشیر فرانکل Frankl,1973:26)) إلی أن الحوار السقراطی یستخدم مع الفرد من أجل استثارة المعنى لدیه، وذلک من خلال توجیه أسئلة حواریة تستشیر الفرد، کما یوضح راس Ras, 2010)) أهمیة الحوار السقراطی کفنیة أساسیة فی العلاج بالمعنى من أجل مساعدة الفرد علی اکتشاف المعنى فی الحیاة من خلال الاستبطان الذاتی واکتشاف الذات والاختیار والتفرد والمسئولیة والتسامی بالذات.
2- تعدیل الاتجاهات:
تعنی فنیة تعدیل الاتجاهات فی العلاج بالمعنى أن الفرد یمکنه أن یتغلب على مشکلاته من خلال الاتجاه الذی یتخذه نحو مشکلته عن طریق إحداث تغییر إیجابی فی اتجاه الفرد نحو ذاته وظروفه ومعوقاته مما یساعده على التغلب على ما یعانیه من مشکلات، وأن یتعایش ویتأقلم مع ما لا یمکنه فهمه .(Lukas & Hirsch, 2002: 341)
3-التحلیل بالمعنى:
التحلیل بالمعنى من الفنیات التی طورها کرونباخ على أساس مبادئ العلاج بالمعنى لفرانکل، والتحلیل بالمعنى یعنی تحلیل لخبرات الفرد من أجل البحث عن مصادر ذات معنى جدید، وخلال تقییم هذه الخبرات نصل لخبرات جدیدة نکتشف من خلالها رؤیة جدیدة للهدف فی الحیاة.
4-زیادة الشکر والامتنان:
وتعنی تدریب المشارکین ولمدة أسبوع علی کتابة رسالة یکتب فیها کل فرد رسالة شکر, ثم یرسلها إلى شخص مقرب له, لکن لا یوجه له الشکر على نحو صریح.
4- الاستبصار بثلاثة أشیاء جیدة فی الحیاة:
وتعنی الطلب من المشارکین کتابة ثلاثة أشیاء تسیر بشکل جید فی کل یوم وأسبابها، وتکون الکتابة کل لیلة لمدة اسبوع, بالإضافة إلى ذلک یطلب من کل فرد تقدیم تفسیر وسبب لکل شیء جید.
5- استخدام نقاط القوة بطریقة جدیدة والتوقیع علیها:
حیث یطلب من المشارکین اختیار ثلاثة قوى من الـ 24 قوة فی قائمة القیم العاملة والفضائل وکتابتها فی الاسفل والتوقیع مقابلها, وهذا التوقیع یعتبر تأکید على ممارسة القوى المختارة ثم یطلب من کل فرد استخدام واحدة من القوی الموقع علیها بطریقة جدیدة ومختلفة کل یوم لمدة أسبوع. وتحدید قوی أخری حیث یطلب منهم أن یستکملوا قائمة القیم العاملة والفضائل, لیحظوا بأعلى خمس نقاط لقوتهم, واستخدامها بشکل أکبر خلال الأسبوع المقبل.
6- توجیه المسترشد أنه فی أفضل حالاته:
حیث یطلب من المشارکین أن یکتبوا عن الوقت الذى یکونون فیه فی أفضل حالاتهم، ومن ثم التفکیر فی القوى التی سبق کتابتها والتوقیع علیها ویطلب من فرد أن یستعرض قصته مرة کل یوم ولمدة اسبوع وأن یفکر فی نقاط القوی التی حددها(Seligman, et al,. 2005, 879).
أنشطة وتدریبات البرنامج:
اشتمل البرنامج الإرشادی التکاملی علی الأنشطة والتدریبات التالیة:
التدریب الأول:تضمن ست قوائم أساسیة وهی:
- القائمة الأولى: تضم الأهداف طویلة المدى حیث یطلب من کل فرد أن یسترجع من ذاکرته کل شیء قد رغب فی تحقیقه من قبل کالطموحات والاهتمامات فقد تکون مفتاحاً لمعرفة أسباب ما یعانیه من مشکلات.
- القائمة الثانیة: أن یذکر کل فرد من المشارکین جوانب القوی لدیه والنجاحات والأحداث السارة فی الحیاة.
- القائمة الثالثة: أن یذکر کل فرد جوانب الضعف فی شخصیته والأحداث المؤلمة والغیر سارة فی حیاته.
- القائمة الرابعة: أن یذکر کل فرد المشکلات التی تسبب الصراع النفسی لدیه.
- القائمة الخامسة: أن یذکر کل فرد الآمال والطموحات المستقبلیة.
- القائمة السادسة: أن یذکر کل فرد خططه المستقبلیة لتحقیق أهدافه.
التدریب الثانی: أفعل مثله:
أن یذکر کل فرد مشارک القدوة فی حیاته والشخص الذی یرید أن یکون مثله مع ذکر شیء فعله لیکون مثله.
التدریب الثالث: تأثیر العلاقة:
أن یذکر کل فرد من أفراد المجموعة التجریبیة الشخص الذى یرتبط به وجدانیاً ومردود هذه العلاقةعلى مشاعره وحیاته.
التدریب الرابع: تحقیق المعنى واستلهام جوانب القوی الشخصیة من خلال القیم الابتکاریة ومعانیها والسبیل إلى تحقیقها: وتضمن التدریب عشرة قوائم:
- القائمة الأولى: التفکیر فی ثلاث أمنیات تضعها على قبرک؟
- القائمة الثانیة: أکثر الخبرات اشباعاً ورضاً فی حیاتک؟
- القائمة الثالثة: أحلامک الشخصیة؟
- القائمة الرابعة: صف معنى الحیاة فى کلمة؟
- القائمة الخامسة: العبارات التی تود وضعها على قبرک؟
- القائمة السادسة: الأسباب التی تعطی لحیاتک معنى وهدف؟
- القائمة السابعة: صف شخصیتک فی خمس جمل؟ وماذا أعددت لتصبح کما ترید؟
- القائمة الثامنة: لماذا ترید الحیاة إذا أعطیت لک فرصة ثانیة؟
- القائمة التاسعة: ما هی الرموز التی تحمل معنى خاص لدیک؟
- القائمة العاشرة: ما هی هویاتک الشخصیة؟
التدریب الخامس: قیمة الخبرة التشارکیة:
وتمثل فی استغلال الخبرات التشارکیة مع الآخرین، والمسئولیة نحو الذات والآخرین، حیث یتم الترکیز على اکتشاف المعنى للحیاة من خلال الخبرة بالمشارکة فی خدمة المجتمع والزیارات وممارسة الریاضة والخدمات الدینیة.
التدریب السادس: قیمة الاتجاه:
وتمثل فی تحقیق المعنى من خلال البحث عن قیمة الاتجاهات وهی تمثل اتجاه الفرد فی مواجهة القدر الذی یصعب تغییره والاتجاه الذی یسلکه نحوه، فیکون قادراً على المواجهة عندما یقابل موقفاً محبطاً.
التدریب السابع: قیمة الالتزام:
وتمثل فی تحدید کل فرد فی المجموعة التجریبیة ثلاثة أهداف تعطیه الإحساس بالهویة الشخصیة، والمعنى فی الحیاة، واستنهاض مواطن القوی الشخصیة لدیه، والالتزامات التى یمکن أن یفعلها، والتضحیات التی یتحملها فی سبیل تحقیق أهدافه.
مراحل تطبیق البرنامج:
تم تطبیق البرنامج وفق المراحل الأربعة التالیة:
المرحلة الأولى: مرحلة التهیئة:
وتم فی هذه المرحلة تهیئة المجموعة التجریبیة للدخول فی مرحلة الإرشاد وإرساء علاقة إرشادیة تتسم بالعلاقة الودیة الدافئة مع تزویدهم بمعلومات عن العلاج بالمعنى وقوی الشخصیة ومبادئه وأهدافه وفنیاته، والتعرف على الأسباب التی حالت دون معایشتهم جودة الحیاة وذلک من خلال الحوار السقراطی والمناقشة.
المرحلة الثانیة: مرحلة التطبیق، وتشمل:
أ-التعرف علی معوقات جودة الحیاة:
تم فی هذه المرحلة التعرف على معوقات جودة الحیاة لدی أفراد المجموعة التجریبیة والتی من خلالها یتم تحویل خبرات المعاناة إلى معانی جدیدة واکتشاف جوانب القوی بشخصیتهم وإبراز طاقاتهم الإیجابیة وکیفیة استثمارها ومعایشة جودة الحیاة من خلال فنیات المناقشة، والحوار السقراطی، وتحلیل المعنی.
ب-تعدیل اتجاهات المشارکین:
تم الترکیز علی أن الفرد لیس حتمیة الظروف ولکنه یمتلک الإرادة وإرادة المعنى، وأن اکتشاف المعانی بداخل الفرد هی أول خطوة فی سبیل تحقیق أهدافه، مما یستلزم إعادة توجیه الذات والقدرات الشخصیة فی اتجاه إیجابی لیستمتع بالحیاة ویعیش جودة الحیاة من خلال فنیات تعدیل الاتجاهات، والشکر والامتنان، والاستبصار بالأشیاء الجیدة فی الحیاة، واستخدام نقاط القوة بطریقة جدیدة والتوقیع علیها، وتوجیه المسترشد أنه فی أفضل حالاته.
ج-استثمار المعانی الإیجابیة للحیاة ونقاط قوی الشخصیة.
تم الترکیز فى البحث عن المعنى الإیجابی للحیاة والعمل على تحقیقه واستثمار نقاط القوی لدی کل فرد، حیث تم العمل علی اکساب المجموعة التجریبیة أهدافاً جدیدة مع الاستمرار فی اکتشاف المعانی الجدیدة وتکوین معنى إیجابی للحیاة یساعدهم على معایشة جودة الحیاة والاستمتاع بها، من خلال فنیات التحلیل بالمعنى، والاستبصار بثلاثة أشیاء جیدة فی الحیاة، واستخدام نقاط القوی بطریقة جدیدة والتوقیع علیها، وتوجیه المسترشد أنه فی أفضل حالاته.
المرحلة الثالثة: إنهاء العملیة الإرشادیة:
تم إنهاء العملیة الإرشادیة بعد اکساب المجموعة التجریبیة المعنى الإیجابی للحیاة والثقة بالنفس والقدرات وتحمل المسئولیة، والتغلب على الصعاب التی تقابلهم ومعایشة جودة الحیاة بفاعلیة، واستبصار جوانب القوی فی شخصیاتهم وتنمیتها، وتطبیق التقویم النهائی.
المرحلة الرابعة: مرحلة المتابعة:
حیث تم تقویم استمرار فاعلیة البرنامج علی أفراد المجموعة التجریبیة بعد فترة المتابعة، وهی فترة التقویم التتابعی.
جلسات البرنامج: اشتمل البرنامج الإرشادی التکاملی على (16) جلسة إرشادیة بالإضافة إلی جلسة ختامیة، بمعدل جلستین فی الأسبوع، مدة کل جلسة (90) دقیقة تقریباً. ویوضح جدول (9) جلسات البرنامج، وأهدافها، وإجراءات کل جلسة، والفنیات المستخدمة فیها.
جدول(9) جلسات البرنامج، وأهدافها، وإجراءات کل جلسة، والفنیات المستخدمة فیها.
رقم الجلسة |
عنوان الجلسة |
أهداف الجلسة |
إجراءات الجلسة |
الفنیات المستخدمة |
(1) |
التعارف وإرساء العلاقة والتمهید للبرنامج |
|
- بدأ الباحث الجلسة بالترحیب بالمشارکین وتقدیم نفسه للمجموعة وطلب منهم ذکر اسمائهم وأن یذکر کل شخص نبذة عن شخصیته - قام الباحث بإرساء توجه إیجابی نحو البرنامج من خلال المنافع والثمار التی تعود علیهم جراء مشارکتهم فی البرنامج والخبرات والأنشطة التی سوف تتیحها لهم الجلسات الإرشادیة. - توضیح طبیعة البرنامج الإرشادی وأهدافه وشرح مبادئ وفنیات العلاج بالمعنى وقوی الشخصیة کالتحلیل بالمعنى والحوار السقراطی وتعدیل الاتجاهات والشکر والامتنان واستخدام نقاط القوی واستبصار ثلاثة أشیاء جیدة. - الاتفاق مع المشارکین على مواعید الجلسات وأهمیة الالتزام والمشارکة فی الأنشطة والواجبات المنزلیة.
|
المحاضرة والمناقشة |
(2) |
جودة الحیاة |
|
- بدأت الجلسة بالترحیب بالمشارکین وتوضیح معنى جودة الحیاة وأهدافها وأبعادها. - توضیح الآثار المترتبة على عدم معایشة جودة الحیاة. - مناقشة المشارکین فی المعوقات التی تحول دون معایشة جودة الحیاة والمشکلات المرتبطة بذلک. - مناقشة المشارکین فی أهمیة جودة الحیاة وأنها تعکس الشخصیة السویة الایجابیة. |
المناقشة والحوار السقراطی |
(3) |
العلاج بالمعنى وقوی الشخصیة |
|
- بدأ الباحث بالترحیب بالمشارکین والثناء لالتزامهم وجدیتهم وبدأ بمناقشة خصائص الشخصیة الایجابیة مرکزاً على أهمیة إبراز جوانب القوة وتنمیتها لدى کل شخص. - مناقشة المعنى الایجابی وأهمیته فی معایشة جودة الحیاة مع مناقشة هدف کل شخص فی الحیاة. - تذکیر المشارکین بقیمة التحلیل بالمعنى وإدراک المعنى الایجابی للحیاة واستخدام وتنمیة جوانب القوی لدی کل فرد. - الواجب المنزلی: أن یذکر کل شخص المعنى الایجابی فی خبراته السابقة. |
المناقشة تحلیل المعنى استبصار أشیاء جدیدة |
(4) (5) |
اکتشاف الذات |
|
- الترحیب بالمشارکین ومناقشة الواجب المنزلی. - مناقشة أفراد المجموعة التجریبیة فی جوانب القوة لدى کل فرد وکذلک جوانب الضعف. - مساعدة کل شخص بالمجموعة على تقبل ذاته والتسامح تجاه التوترات، وأنه فی سبیل بحث الإنسان عن المعانی الایجابیة لابد وأن تقابله الصعاب والمعاناة وأن تغلبه على المعاناة وتحقیق المعنى الایجابی ینعکس على جودة الحیاة لدیه. - مساعدة المشارک علی الاستفادة من خبرات القوة فی الماضی لیفهم الحاضر ویخطط للمستقبل بعیداً عن لوم الذات والآخرین لأنه یعطل الشخصیة مع تدعیم الثقة بالذات. - الواجب المنزلی: یذکر کل فرد جوانب القوة والضعف لدیه.
|
المناقشة والحوار السقراطی وتوجیه المسترشد أنه فی أفضل حالاته |
(6) (7) |
اکتشاف الذات |
|
- الترحیب بالمشارکین ومناقشة الواجب المنزلی. - الطلب من المشارکین کتابة ثلاثة أشیاء تسیر بشکل جید فی کل یوم وأسبابها. - الطلب من المشارکین اختیار ثلاثة قوى من الـ 24 قوة فی قائمة القیم العاملة والفضائل وکتابتها فی الاسفل والتوقیع مقابلها. - الطلب من المشارکین أن یکتبوا عن الوقت الذى یکونون فیه فی أفضل حالاتهم، ومن ثم التفکیر فی القوى التی سبق کتابتها والتوقیع علیها. - الواجب المنزلی: یذکر کل فرد الوقت الذی یکون فیه فی أفضل حالاته. |
المناقشة والحوار السقراطی وتوجیه المسترشد أنه فی أفضل حالاته |
(8) (9) |
إدارة الوقت |
|
- الترحیب بالمشارکین ومناقشة الواجب المنزلی. - مناقشة کل مشارک عن کیف یقضی وقته؟ مع بعض التوجیهات بمهارة تنظیم الوقف. - مساعدة المشارکین على الاستفادة من وقت الفراغ من خلال جدول الهوایات المتنوع ومیول کل شخص. - تبصیر المشارکین بأهمیة أحداث توازن بین ممارسة المذاکرة والعمل وممارسة الهوایات بحیث لا یطغى جانب على آخر فیعکس شخصیة متوازنة من العمل وممارسة الهوایات وتوقیتاتها. - الواجب المنزلی: عمل جدول مدرسی للمذاکرة وممارسة الهوایات علی أن یذکر کل شخص أین یقضى عطله نهایة الأسبوع. |
المناقشة وتعدیل الاتجاهات واستبصار أشیاء جیدة |
(10) (11) |
التواصل الاجتماعی |
|
- الترحیب بالمشارکین ومناقشة الواجب المنزلی. - تبصیر المشارکین بأهمیة التواصل الاجتماعی وأنه أساس الحیاة الملیئة بالمعانی الجیدة. - إدراک المشارکین لأهمیة الآخرین فی حیاتهم مثل الأسرة والاصدقاء والجیران وکیف أن مساعدة الآخرین یثری الحیاة ویعطیها معنى. - تبصیر المشارکین بأن کل المواقف والأحداث فی حیاتهم مرتبطة بالآخرین وأن النجاح فی تحقیق المعنى یکون فی سیاق اجتماعی مدعم ومساند له. - الواجب المنزلی: یذکر کل فرد شخص له تأثیر کبیر فی حیاته.
|
المناقشة والحوار السقراطی وتعدیل الاتجاهات |
(12) (13) |
السعادة |
|
- الترحیب بالمشارکین ومناقشة الواجب المنزلی. - تعرف أفراد المجموعة التجریبیة على بعض النماذج الإنسانیة الایجابیة التی أثرت الحیاة العامة. - مناقشة أفراد المجموعة التجریبیة فی أهمیة تشکیل الشخص لحیاته وفق اختیاراته وأن تحقیق المعنى بداخله یشعره بالسعادة والثقة بذاته وقدراته. - التوضیح من خلال الأمثلة أن المعنى الایجابی للحیاة یعکس السعادة وأن فقدان المعنى یعکس الألم النفسی. - الواجب المنزلی: أن یکتب کل فرد بالمجموعة التجریبیة بعض الخبرات السارة التی مر بها.
|
الحوار السقراطی وتحلیل المعنى وتوجیه المسترشد أنه فی أفضل حالاته |
(14) |
التفاؤل |
|
- الترحیب بالمشارکین ومناقشة الواجب المنزلی. - التوضیح للمشارکین أن الآمال والطموحات المستقبلیة یمکن تحقیقها من خلال الجد والاجتهاد فی العمل والثقة فی القدرات. - مناقشة المشارکین فی خصائص الشخصیة الایجابیة التی تعکس التفاؤل والتمتع بجودة الحیاة. - الواجب المنزلی: ماذا ترید أن تکون، وما الأهداف التی تسعى لتحقیقها فی المستقبل. |
الحوار السقراطی وتعدیل الاتجاهات والشکر والامتنان |
(15) (16) |
استثمار المعانی الایجابیة ونقاط القوی |
|
- الترحیب بالمشارکین ومناقشة الواجب المنزلی. - الترکیز على اکتشاف المعنى للحیاة من خلال الخبرة بالمشارکة فی خدمة المجتمع والزیارات وممارسة الریاضة والخدمات الدینیة. - تحدید کل فرد فی المجموعة التجریبیة ثلاثة أهداف تعطیه الإحساس بالهویة الشخصیة، والمعنى فی الحیاة، واستنهاض مواطن القوی الشخصیة، والالتزامات التى یمکن أن یفعلها، والتضحیات التی یتحملها فی سبیل تحقیق أهدافه. - تحویل خبرات المعاناة إلى معانی جدیدة واکتشاف جوانب القوی بشخصیتهم وإبراز طاقاتهم الإیجابیة وکیفیة استثمارها. |
الحوار والمناقشة وتوجیه المسترشد أنه فی أفضل حالاته |
(17) |
الختام وتطبیق القیاس البعدی |
|
- بدأت الجلسة بالترحیب بأفراد المجموعة التجریبیة وتوجیه الشکر على الاهتمام والمشارکة والالتزام بجلسات البرنامج. - قام الباحث بتطبیق مقیاس جودة الحیاة على أفراد المجموعة التجریبیة وهو التطبیق البعدی للوقوف على مستوى التأثیر فی معایشة جودة الحیاة بعد المرور بخبرات جلسات البرنامج. - فی النهایة توجه الباحث بالشکر لأفراد المجموعة العلاجیة على التعاون التام فی مواصلة جلسات البرنامج مع تمنیاته لهم بحیاة سعیدة وتنعم بحیاة ملیئة بالمعانی الجیدة ومعایشة جودة الحیاة، مع التأکید علی أنه إذا احتاج أی فرد التواصل سیرحب الباحث بذلک لحین اللقاء فی جلسة المتابعة. |
الحوار والمناقشة والمشارکة |
إجراءات الدراسة:
قام الباحث بتنفیذ الدراسة وفقاً للخطوات التالیة:
- إعداد الإطار النظری والاطلاع على الدراسات السابقة ذات الصلة بموضوع الدراسة.
- بناء مقیاس جودة الحیاة للمراهقین والتحقق من صدقه وثباته.
- بناء البرنامج وفقاً للأسس النظریة ونتائج الدراسات السابقة وعرضه على السادة المحکمین والاستفادة من ملاحظاتهم وتعلیقاتهم.
- اختیار باقی أدوات الدراسة والتحقق من صدقها وثباتها.
- اختیار الطلاب المشارکین فی الدراسة على النحو الذى سبق ذکره، وقد بلغ عدد الطلاب المشارکین ستة وعشرون طالباً، تم تقسیمهم إلى مجموعتین إحداهما تجریبیة تشتمل على ثلاثة عشرة، والأخرى ضابطة تشتمل على ثلاثة عشرة أیضاً.
- التحقق من تکافؤ المجموعتین التجریبیة والضابطة فی متغیرات الدراسة والمتغیرات المرتبطة.
- تنفیذ البرنامج الذى تکون من ستة عشرة جلسة بواقع جلستین أسبوعیاً، واستغرق تنفیذ کل جلسة تسعون دقیقة تقریباً، وقد تم تنفیذ الجلسات فی مدرسة الهرم الثانویة النموذجیة بمحافظة الجیزة.
- بعد انتهاء البرنامج تم تطبیق القیاس البعدی عن طریق تطبیق –مقیاس جودة الحیاة-على المجموعتین التجریبیة والضابطة-.
- بعد مرور شهرین من القیاس البعدی تم تطبیق القیاس التتبعی عن طریق تطبیق –مقیاس جودة الحیاة-على المجموعة التجریبیة- للتعرف على مدى استمراریة تأثیر البرنامج.
- تم تفریغ استجابات أفراد المجموعة التجریبیة فی القیاسات السابقة، وتحلیلها احصائیاً، والوصول إلى نتائج الدراسة، وتفسیرها فی ضوء الإطار النظری والدراسات السابقة.
المعالجات الإحصائیة:
قام الباحث بإجراء المعالجات الإحصائیة من خلال البرنامج الإحصائی للحاسب الألى (برنامج SPSS)، لإجراء المعالجات التالیة:
- حساب الخصائص السیکومتریة لأدوات الدراسة من خلال: التحلیل العاملی، ومعاملات الارتباط، ومعامل ألفا لکرونباخ.
- تم استخدام اختبار مان وتنی Mann -Whitney للتحقق من دلالة الفروق بین متوسطات رتب درجات أفراد المجموعتین التجریبیة والضابطة فی التطبیقین القبلی والبعدی.
- تم استخدام اختبار ویلکوکسونWilcoxon للتحقق من دلالة الفروق بین متوسطات رتب درجات أفراد المجموعة التجریبیة فی التطبیقین القبلی والبعدی.
نتائج الدراسة:
أولاً: نتائج الفرض الأول وتفسیرها:
ینص هذا الفرض على أنه "توجد فروق ذات دلالة إحصائیة بین متوسطی رتب درجات أفراد المجموعة التجریبیة على مقیاس جودة الحیاة فى کل من القیاسین القبلی والبعدی لصالح القیاس البعدی". وللتحقق من صحة الفرض قام الباحث بحساب المتوسطات الحسابیة والانحرافات المعیاریة ومتوسط الرتب وقیمة (Z) ودلالتها الإحصائیة لدرجات أفراد المجموعة التجریبیة على مقیاس جودة الحیاة فى القیاسین القبلی والبعدی، وذلک باستخدام اختبار ویلکوکسون Wilcoxon وهو الاختبار الإحصائی اللابارامتری البدیل لاختبار "ت" البارامترى للتحقق من دلالة الفروق بین متوسطی رتب درجات مجموعتین مرتبطتین، ویلخص جدول (10) النتائج التى تم التوصل إلیها.
جدول (10) المتوسطات والانحرافات المعیاریة ومتوسط الرتب وقیمة (Z) ودلالتها الإحصائیة لدرجات أفراد
المجموعة التجریبیة على مقیاس جودة الحیاة فى القیاسین القبلی والبعدی باستخدام اختبار ویلکوکسون
البعد |
القیاس |
المتوسط الحسابی |
الانحراف المعیاری |
الرتب |
العدد |
متوسط الرتب |
مجموع الرتب |
قیمة Z |
مستوى الدلالة |
البعد الدینی |
القبلی |
14,84 |
0,554 |
السالبة |
صفر |
صفر |
صفر |
3,26 |
0,01 |
البعدی |
42,61 |
4,35 |
الموجبة |
13 |
7 |
91 |
|||
بعد إدارة الوقت |
القبلی |
17,07 |
0,277 |
السالبة |
صفر |
صفر |
صفر |
3,21 |
0,01 |
البعدی |
48,30 |
3,85 |
الموجبة |
13 |
7 |
91 |
|||
بعد العلاقات الاجتماعیة |
القبلی |
9,23 |
2,48 |
السالبة |
صفر |
صفر |
صفر |
3,20 |
0,01 |
البعدی |
19,30 |
2,89 |
الموجبة |
13 |
7 |
91 |
|||
البعد الجسمی |
القبلی |
7,15 |
1,90 |
السالبة |
صفر |
صفر |
صفر |
3,21 |
0,01 |
البعدی |
16,07 |
2,62 |
الموجبة |
13 |
7 |
91 |
|||
بعد الصحة النفسیة |
القبلی |
8,23 |
2,58 |
السالبة |
صفر |
صفر |
صفر |
3,19 |
0,01 |
البعدی |
16,92 |
1,32 |
الموجبة |
13 |
7 |
91 |
|||
الدرجة الکلیة |
القبلی |
56,69 |
2,68 |
السالبة |
صفر |
صفر |
صفر |
3,18 |
0,01 |
البعدی |
143,23 |
8,67 |
الموجبة |
13 |
7 |
91 |
أشارت النتائج التى تضمنها جدول (10) إلى ما یلى:
- البعد الدینی: وجودفروقذات دلالة إحصائیة بین متوسطات رتب درجات أفراد المجموعة التجریبیة فى القیاس القبلی (م= 14,84، ع= 0,554) ومتوسطاترتب درجاتهم فى القیاس البعدی (م= 42,61، ع=4,35)، حیث بلغت قیمة Z (3,26) وهى قیمة دالة إحصائیاً عند مستوى 0,01.
- بعد إدارة الوقت: وجودفروقذات دلالة إحصائیة بین متوسطات رتب درجات أفراد المجموعة التجریبیة فى القیاس القبلی (م=17,07، ع= 0,277) ومتوسطاترتب درجاتهم فى القیاس البعدی (م= 48,30، ع=3,85)، حیث بلغت قیمة Z (3,21) وهى قیمة دالة إحصائیاً عند مستوى 0,01.
- بعد العلاقات الاجتماعیة: وجودفروقذات دلالة إحصائیة بین متوسطات رتب درجات أفراد المجموعة التجریبیة فى القیاس القبلی (م= 9,23، ع= 2,48) ومتوسطاترتب درجاتهم فى القیاس البعدی (م= 19,30، ع=2,89)، حیث بلغت قیمة Z (3,20) وهى قیمة دالة إحصائیاً عند مستوى 0,01.
- البعد الجسمی: وجودفروقذات دلالة إحصائیة بین متوسطات رتب درجات أفراد المجموعة التجریبیة فى القیاس القبلی (م= 7,15، ع= 1,90) ومتوسطاترتب درجاتهم فى القیاس البعدی (م= 16,07، ع=2,62)، حیث بلغت قیمة Z (3,21) وهى قیمة دالة إحصائیاً عند مستوى 0,01.
- بعد الصحة النفسیة: وجودفروق غیر ذات دلالة إحصائیة بین متوسطات رتب درجات أفراد المجموعة التجریبیة فى القیاس القبلی (م= 8,23، ع= 2,58) ومتوسطاترتب درجاتهم فى القیاس البعدی (م= 16,92، ع=1,32)، حیث بلغت قیمة Z (3,19) وهى قیمة دالة إحصائیاً عند مستوى 0,01.
- الدرجة الکلیة: وجودفروقذات دلالة إحصائیة بین متوسطات رتب درجات أفراد المجموعة التجریبیة فى القیاس القبلی (م= 56,69، ع= 2,68) ومتوسطاترتب درجاتهم فى القیاس البعدی (م= 143,23، ع=8,67)، حیث بلغت قیمة Z (3,18) وهى قیمة دالة إحصائیاً عند مستوى 0,01.
ویوضح الشکل التالی الفروق فى المتوسطات الحسابیة بین درجات أفراد المجموعة التجریبیة فى القیاسین القبلی والبعدی.
الفروق فى المتوسطات الحسابیة بین درجات أفراد المجموعة التجریبیة علی مقیاس جودة الحیاة فى القیاسین القبلی والبعدی.
ویمکن تفسیر نتائج الفرض الأول على النحو التالی:
تشیر النتائج إلى وجود فروق دالة إحصائیاً عند مستوى 0,01 بین متوسطی رتب درجات أفراد المجموعة التجریبیة قبل تطبیق البرنامج ومتوسطی رتب درجات المجموعة نفسها بعد تطبیق البرنامج على مقیاس جودة الحیاة بأبعاده الخمسة "البعد الدینی، وبعد إدارة الوقت، وبعد العلاقات الاجتماعیة، والبعد الجسمی، وبعد الصحة النفسیة" والدرجة الکلیة، وذلک فى القیاسین القبلی والبعدی لصالح القیاس البعدی، حیث ارتفعت الدرجة الکلیة لجودة الحیاة وأبعادها الخمسة فى القیاس البعدی عنها فى القیاس القبلی مما یؤکد صحة الفرض الأول، وتتفق هذه النتیجة مع ما توصلت (Abasimi,GaiWang,2017،Mi&Yeongmi,2016،Gander,et.al,.2016 ،Lee, 2015،Duan, et.al., 2014،Acosta, 2013،Passon, 2012،Van pelt, 2010، Rife,1999، Fillion,etal.,2009، Lynch,2006، ،Offutt,1995). من فعالیة البرنامج الإرشادی فى تحسین جودة الحیاة لدى أفراد المجموعة التجریبیة فى القیاس البعدی مقارنة بالقیاس القبلی، ویرجع الباحث هذه النتیجة إلى الأثر الإیجابی الذى أحدثه التدخل والمعالجة الإرشادیة المنظمة، مما أدى إلى تحسن فى مستوى جودة الحیاة لدى أفراد المجموعة التجریبیة، کما یرجع الباحث التحسن الذى طرأ على أفراد المجموعة التجریبیة إلى مراعاة البرنامج الإرشادی لمجموعة من الأسس والمبادئ الاجتماعیة والنفسیة والتربویة، منها:
- وضوح فکرة البرنامج والهدف الرئیس له وهو تحسین جودة الحیاة.
- مرونة البرنامج بحیث یتناسب مع طبیعة أفراد المجموعة التجریبیة.
- تنوع وتکامل الأنشطة والتدریبات المقدمة فى البرنامج.
- سهولة التدریب بحیث یستطیع الفرد النجاح فیه مما یدعم ثقته بنفسه.
- اشعار المراهق بأهمیة وقیمة التدریب الذى یؤدیه سواءً بمفرده أو داخل المجموعة.
- استخدام اسلوب التعزیز للعمل على مساعدة المراهق لتطویر أدائه.
- الترکیز على الجوانب الایجابیة فى شخصیة المراهق والعمل على تدعیمها.
- توفیر الوقت الکافی لأداء التدریب بحیث تتاح لکل فرد الفرصة للاستفادة من التدریب.
- مساعدة المراهق على اختیار الحلول بنفسه لحل مشکلته وعدم التوقف عند حل واحد.
- العمل على زیادة التعاون والتفاعل الهادف بین الأفراد أثناء جلسات البرنامج.
- الحرص على أن یکون التدریب المعد قادراً على إخراج المشاعر المکبوتة بحیث یؤدی إلی عملیة تفریغ انفعالی.
- الدافعیة المرتفعة لأفراد المجموعة العلاجیة وإقراراهم من خلال المقابلة الشخصیة برغبتهم فی تحسین ومعایشة جودة الحیاة.
- المساندة الاجتماعیة من خلال العلاقة العلاجیة القائمة على التفهم والمعاملة الودیة والانصات والتعبیر عن المشاعر وحریة التعبیر عن المعانی.
- التنفیس الانفعالی بجانب الجاذبیة لأنشطة البرنامج وأهدافها نحو تحسین جودة حیاتهم.
کما یرجع الباحث هذه النتیجة–التى تشیر إلى کفاءة وفعالیة البرنامج الإرشادی التکاملی-إلى تعدد الفنیات المستخدمة، والتی کان من أهمها فنیة الحوار السقراطی حیث ساعدت علی استثارة المعنى لدی أعضاء المجموعة التجریبیة، وذلک من خلال توجیه أسئلة حواریة تستثیر المراهق، کما عملت علی مساعدة أفراد المجموعة التجریبیة علی اکتشاف المعنى فی الحیاة من خلال الاستبطان الذاتی واکتشاف الذات والاختیار والتفرد والمسئولیة والتسامی بالذات. کما أتاحت فنیة الحوار السقراطی لکل فرد فى المجموعة التجریبیة فرصة للتنفیس الانفعالی وتنمیة التفکیر الایجابی لدیه، کما ساعدت فى جعل المراهق أن یصبح أکثر قدرة على التقبل والمواجهة والاستنتاج وإبداء الرأی، وأن یجرب کیفیة التعامل مع مواقف الحیاة المختلفة، کما ساعدت فنیة الحوار السقراطی فى توفیر الفرصة لأفراد المجموعة التجریبیة للتعلم والتعرف على الحلول الممکنة فى موقف معین، ومساعدتهم على اکتساب العدید من القیم الأخلاقیة. کذلک أسهمت فنیة الحوار السقراطی فى نمو ونضج التفکیر لدى أفراد المجموعة التجریبیة والتعبیر عن الذات والمشاعر والثقة بالنفس، کما ساعدت على إعادة التوافق من خلال التوصل إلى حلول للمشکلات، والحوار الجید الناضج الذى یحتوى على القدوة والنصح والارشاد والتوجیه، وتوسیع الإطار الاجتماعى للمراهق وتقبل الآخرین له. کما لعبت فنیة تعدیل الاتجاهات دوراً کبیراً فی تغلب المراهق على مشکلاته من خلال الاتجاه الذی یتخذه نحو مشکلته عن طریق إحداث تغییر إیجابی فی اتجاه المراهق نحو ذاته وظروفه ومعوقاته مما یساعده على التغلب على ما یعانیه من مشکلات، وأن یتعایش ویتأقلم مع ما لا یمکنه فهمه، کما عملت فنیة تعدیل الاتجاهات من خلال أنشطتها المختلفة علی اکساب أفراد المجموعة التجریبیة الثقة بالنفس والقدرة على التعبیر عن النفس، واکتساب قیماً مختلفة مثل الاحترام والتعاون والتسامح وکذلک حفاظ المراهق على حقوقه وواجباته، کما عملت على تنمیة خیال المراهق وقدرته على التفکیر الایجابی وعلى تنمیة العاطفة الصادقة والضمیر الحر، وعلى تدریب المراهق على حسن توجیه طاقاته وأحاسیسه. کما ساهمت فنیة التحلیل بالمعنى فی تحلیل خبرات المراهق والبحث عن مصادر ذات معنى جدید، وتقییم هذه الخبرات والوصول لخبرات جدیدة نکتشف من خلالها رؤیة جدیدة للهدف فی الحیاة، کما کشفت طرق التحلیل بالمعنی عن جوانب هامة من شخصیة المراهق ودوافعه وحاجاته وصراعاته ومشاعره، کما ساعدت فى تشخیص الکثیر من مشکلات المراهق وعلاجها وتحقیق القدرة على الفهم وتحقیق الاتزان العاطفی وعلى التعامل بسهولة مع الآخرین. کما ساعدت فنیة الاستبصار بالأشیاء الجیدة فى التعرف علی الأشیاء التی تسیر بشکل جید فی کل یوم وأسبابها، وتقدیم تفسیر وسبب لکل شیء جید من خلال تجریب المراهق بواسطتها مواقف حیاتیة مختلفة، تشبه مواقف الحیاة الواقعیة، کما أدت فنیة الاستبصار بالأشیاء الجیدة من خلال أنشطتها المختلفة إلى تحقیق المتعة لأفراد المجموعة التجریبیة بصفة عامة مما أدى إلى تحقیق البرنامج لأهدافه. کما ساعدت فنیة اکتشاف نقاط القوى والتشجیع والتعزیز الإیجابی فى تدعیم شعور المراهق بالحریة والاستقلالیة فالتشجیع والتعزیز الایجابی للفرد یؤدى إلى شعوره بالحریة والاستقلالیة وتأکید إنسانیته وآرائه وتدعیم الذات والثقة بالنفس من خلال المعاملة الممیزة لکل فرد بصفته الشخصیة وباعتباره فرداً وکیاناً ممیزاً وقائماً بذاته ولیس مجرد فرد فى مجموعة، إذ أن أفراد هذه المرحلة بحاجة إلى تقدیر الآخرین لهم واحترام آرائهم، فعاطفة اعتبار الذات تنشأ من أثر الثواب والعقاب والمدح والذم، والحرمان من إشباع هذه الحاجة یؤدى إلى فقدان المراهق الکثیر من مقومات شخصیته وکیانه. کما عملت فنیة توجیه المسترشد أنه فی أفضل حالاته على زیادة دافعیة الأفراد وتحفیزهم للقیام بالأنشطة والمهام المطلوبة، واستثارة قابلیتهم لمزید من التعلم، وخلق جو من الألفة والتعاون والتفاعل بینهم. کذلک عملت فنیة الواجبات المنزلیة على نقل الأثر الإیجابی للأنشطة والمهام التى تعلمها أفراد المجموعة التجریبیة وشارکوا فیها وتدربوا علیها خلال الجلسات إلى المواقف الحیاتیة الواقعیة، کما ساهمت فى تحقیق مبدأ استمراریة وتتابع العملیة الإرشادیة. کما ساهم أسلوب التقویم المتبع فى نهایة کل جلسة فى التأکد من تحقیق أهداف الجلسة، وإعطاء مؤشراً ایجابیاً یمکن من خلاله الانتقال إلى الجلسة التالیة، کما کان لهذا الأسلوب أثر کبیر فى نجاح البرنامج وفعالیته. هذا بجانب أن ترکیز البرنامج على الحوار والمناقشة والأنشطة والتدریبات المصاحبة، وتعبیر أفراد المجموعة العلاجیة عن المعنى الایجابی بداخلهم، واکتشاف جوانب القوة والضعف والنماذج الایجابیة التى حققت لهم معانی فی الحیاة رغم المعاناة، والتغلب على الصعاب بحریة الإرادة وإرادة المعنى الکامن بداخلهم مما انعکس إیجابیاً على تکوین اتجاه ایجابی نحو الحیاة ومعایشة جودة الحیاة بفاعلیة.
ثانیاً: نتائج الفرض الثانی وتفسیرها:
ینص الفرض الثانی على أنه "توجد فروق ذات دلالة إحصائیة بین متوسطی رتب درجات أفراد المجموعتین التجریبیة والضابطة على مقیاس جودة الحیاة فى القیاس البعدی لصالح أفراد المجموعة التجریبیة". وللتحقق من صحة هذا الفرض قام الباحث بحساب المتوسطات الحسابیة والانحرافات المعیاریة ومتوسط الرتب ومجموع الرتب وقیمة (Z) ودلالتها الإحصائیة لدرجات أفراد المجموعة التجریبیة على مقیاس جودة الحیاة فى القیاس البعدی، باستخدام اختبار مان وتنی Mann- Whitny وهو الاختبار الإحصائی اللابارامتری لاختبار "ت" البارامترى للتحقق من دلالة الفروق بین متوسطی رتب درجات عینتین منفصلتین، ویلخص جدول (11) النتائج التى تم التوصل إلیها.
جدول (11) المتوسطات والانحرافات المعیاریة ومتوسط الرتب وقیمة (Z) ودلالتها الإحصائیة لدرجات أفراد
المجموعتین التجریبیة والضابطة على مقیاس جودة الحیاة فى القیاس البعدی باستخدام اختبار مان وتنی
البعد |
المجموعة |
العدد |
المتوسط الحسابی |
الانحراف المعیاری |
متوسط الرتب |
مجموع الرتب |
قیمة Z |
مستوى الدلالة |
البعد الدینی |
التجریبیة |
13 |
42,61 |
4,35 |
20 |
260 |
4,57 |
0,01 |
الضابطة |
13 |
16,23 |
3,63 |
7 |
91 |
|||
بعد إدارة الوقت |
التجریبیة |
13 |
48,30 |
3,85 |
20 |
290 |
4,47 |
0,01
|
الضابطة |
13 |
18,53 |
3,35 |
7 |
91 |
|||
بعد العلاقات الاجتماعیة |
التجریبیة |
13 |
19,30 |
2,89 |
19,85 |
258 |
4,35 |
0,01
|
الضابطة |
13 |
9,23 |
2,28 |
7,15 |
93 |
|||
البعد الجسمی |
التجریبیة |
13 |
16,07 |
2,62 |
19,77 |
257 |
4,27 |
0,01
|
الضابطة |
13 |
8,30 |
2,39 |
7,23 |
94 |
|||
بعد الصحة النفسیة |
التجریبیة |
13 |
16,92 |
1,32 |
20 |
260 |
4,41 |
0,01
|
الضابطة |
13 |
8,76 |
2,48 |
7 |
91 |
|||
الدرجة الکلیة |
التجریبیة |
13 |
143,23 |
8,67 |
20 |
260 |
4,36 |
0,01
|
الضابطة |
13 |
61,07 |
8,09 |
7 |
91 |
أشارت النتائج التى تضمنها جدول (11) إلى ما یلى:
- البعد الدینی: وجودفروقذات دلالة إحصائیة بین متوسطات رتب درجات أفراد المجموعة التجریبیة (م= 42,61، ع= 4,35، م رتب=20) ومتوسطاترتب درجات أفراد المجموعة الضابطة (م= 16,23، ع=3,63، م رتب=7) وذلکفى القیاس البعدی،حیث بلغت قیمة Z (4,57) وهى قیمة دالة إحصائیاً عند مستوى 0,01.
- بعد إدارة الوقت: وجودفروقذات دلالة إحصائیة بین متوسطات رتب درجات أفراد المجموعة التجریبیة (م= 48,30، ع= 3,85، م رتب=20) ومتوسطاترتب درجات أفراد المجموعة الضابطة (م= 18,53، ع=3,35، م رتب=7) وذلکفى القیاس البعدی حیث بلغت قیمة Z(4,47) وهى قیمة دالة إحصائیاً عند مستوى0,01.
- بعد العلاقات الاجتماعیة: وجودفروقذات دلالة إحصائیة بین متوسطات رتب درجات أفراد المجموعة التجریبیة (م= 19,30، ع= 2,89، م رتب=19,85) ومتوسطاترتب درجات أفراد المجموعة الضابطة (م= 9,23، ع=2,28، م رتب=7,15) وذلکفى القیاس البعدی،حیث بلغت قیمة Z (4,35) وهى قیمة دالة إحصائیاً عند مستوى 0,01.
- البعد الجسمی: وجودفروقذات دلالة إحصائیة بین متوسطات رتب درجات أفراد المجموعة التجریبیة (م= 16,07، ع= 2,62، م رتب=19,77) ومتوسطاترتب درجات أفراد المجموعة الضابطة (م= 8,30، ع=2,39، م رتب=7,23) وذلکفى القیاس البعدیحیث بلغت قیمة Z (4,27) وهى قیمة دالة إحصائیاً عند مستوى 0,01.
- بعد الصحة النفسیة: وجودفروق غیر ذات دلالة إحصائیة بین متوسطات رتب درجات أفراد المجموعة التجریبیة (م= 16,92، ع= 1,32، م رتب=20) ومتوسطاترتب درجات أفراد المجموعة الضابطة (م= 8,76، ع=2,48، م رتب=7) وذلکفى القیاس البعدیحیث بلغت قیمة Z(4,41) وهى قیمة دالة إحصائیاً عند مستوى 0,01.
- الدرجة الکلیة: وجودفروقذات دلالة إحصائیة بین متوسطات رتب درجات أفراد المجموعة التجریبیة (م= 143,23، ع= 8,67، م رتب=20) ومتوسطاترتب درجات أفراد المجموعة الضابطة (م= 61,07، ع=8,09، م رتب=7) وذلکفى القیاس البعدیحیث بلغت قیمة Z(4,36) وهى قیمة دالة إحصائیاً عند مستوى 0,01.
ویوضح الشکل التالی الفروق فى المتوسطات الحسابیة بین درجات أفراد المجموعتین التجریبیة والضابطة فی القیاس البعدی.
الفروق فى المتوسطات الحسابیة بین درجات أفراد المجموعتین التجریبیة والضابطة على مقیاس جودة الحیاة فى القیاس البعدی
ویمکن تفسیر نتائج الفرض الثانی على النحو التالی:
تشیر النتائج إلى وجود فروق دالة إحصائیاً عند مستوى 0,01 بین متوسطی رتب درجات أفراد المجموعتین التجریبیة والضابطة على مقیاس جودة الحیاة بأبعاده الخمسة "البعد الدینی، وبعد إدارة الوقت، وبعد العلاقات الاجتماعیة، والبعد الجسمی، وبعد الصحة النفسیة" والدرجة الکلیة، وذلک فى القیاس البعدی لصالح المجموعة التجریبیة مما یؤکد صحة الفرض الثانی، حیث ارتفعت الدرجة الکلیة لجودة الحیاة وأبعادها الخمسة فى القیاس البعدی لصالح المجموعة التجریبیة، وتتفق هذه النتیجة مع ما توصل إلیه Abasimi,Gai&Wang,2017) ،
،Mi&Yeongmi,2016،Gander, et.al,. 2016،Duan,et.al.,2014،Acosta,2013 ،Passon,2012 ،Fillion,etal.,2009، Lynch,2006، ،(Offutt,1995 ویرجع الباحث هذه النتیجة إلى تعرض أفراد المجموعة التجریبیة لمحتوى البرنامج الإرشادی التکاملی دون المجموعة الضابطة، حیث اعتمد البرنامج على العلاج بالمعنی وقوی الشخصیة الذی یقوم علی مساعدة الفرد على تکوین اتجاهات إیجابیة نحو ذاته فالعلاج بالمعنى یتبع الاتجاه الإیجابی فی علم النفس وهو اتجاه تفاؤلی، حیث یستند العلاج بالمعنى طبقاً لهذا الاتجاه علی أن الإنسان خیر بطبیعته ویمتلک دافعاً أصیلاً إلى تنمیة ذاته وترقیتها إذا توافرت له الشروط التی تساعده على اکتشاف قدراته بنفسه ومحاولة تحقیقها للمعنى، حیث ترتکز هذه العلاجات على وجود قدرة فطریة لدى الشخص لتحسین وتحقیق ذاته والعمل على ازدهارها، فالعلاج بالمعنى ینظر للجوانب الإیجابیة داخل الشخص وهو ما یؤکد علیه فیکتور فرانکل (2004: 92) أن العلاج بالمعنى اتجاهاً تفاؤلیاً للحیاة ولیس تشاؤمیاً، یرتکز على أنه لا توجد جوانب سلبیة لدی الفرد لا یمکن تعدیلها وتحویلها إلى جوانب إیجابیة، وقد توصلت دراسة (Rife, 1991 ، Offutt, 1995، Lynch, 2006، Fillion, et al., 2009 ، Van pelt, 2010، Passon, 2012،2017 Abasimi, Gai & Wang,) إلى فاعلیة الإرشاد بالمعنی وقوی الشخصیة فى تحسین درجة جودة الحیاة فى القیاس البعدی لدى أفراد المجموعة التجریبیة دون المجموعة الضابطة التى لم تتعرض لشیء من ذلک، کما أکدت هذه الدراسات على أن العلاج بالمعنى وفنیاته المختلفة تساعد على اکتشاف المعنى فی الحیاة وتدعیم إرادة الحیاة والعیش بفاعلیة ومعایشة جودة الحیاة والتنعم النفسی مما یعکس شخصیة سویة، وأن العلاج بالمعنى یعدل الانفعالات السلبیة إلى انفعالات إیجابیة مما یساعد على معایشة خبرات إیجابیة تساهم فی تنمیة الشخصیة، وأنه یساعد على تخفیف الضغوط والمعاناة وتحسین جودة الحیاة. هذا إلى جانب استخدام أسلوب الإرشاد الجماعی الذى یعد من الأسالیب الإرشادیة الناجحة فى علاج الکثیر من المشکلات والاضطرابات النفسیة، حیث یساعد الإرشاد الجماعی الفرد على الحد من مشاعر الخوف والقلق بسبب التفاعل الذى یحدث بینه وبین جمیع الأعضاء، بالإضافة إلى التأیید المتبادل والتشجیع الذى یسهل له مناقشة مشکلاته بصراحة حیث یتبین أبعادها، وینمى لدیه الثقة فى التصرف تجاهها، والتخفیف من حدة هذه المشکلات، وقد توصلت دراسة Mi & Yeongmi, 2016)) إلى فعالیة الإرشاد الجماعی فى تحسین درجة جودة الحیاة لدى أفراد المجموعة التجریبیة دون المجموعة الضابطة التى لم تتعرض للبرنامج. هذا إلى جانب أن البرنامج الإرشادی-الذى تعرض له أفراد المجموعة التجریبیة دون أفراد المجموعة الضابطة- قد تضمن عدداً من الفنیات الإرشادیة، منها: الحوار السقراطی، وتعدیل الاتجاهات، والتحلیل بالمعنى، وزیادة الشکر والامتنان، والاستبصار بأشیاء جیدة فی الحیاة، واستخدام نقاط القوة، وتوجیه المسترشد أنه فی أفضل حالاته، والمناقشة والتعزیز والتدعیم، والواجبات؛ حیث تم استخدام هذه الفنیات فى شکل منظومة إرشادیة متکاملة ومترابطة تتناسب مع تعقد وتشابک مشکلة تدنى جودة الحیاة، کما تتناسب مع خصائص أعضاء المجموعة الإرشادیة. یضاف إلى ما سبق أن البرنامج الذى تعرض له أفراد المجموعة التجریبیة- قد تضمن أیضاً عدداً من الأنشطة والتدریبات کالتدریب الأول الذی اشتمل علی ست قوائم أساسیة، تضم القائمة الأولی الأهداف طویلة المدى حیث یطلب من کل فرد أن یسترجع من ذاکرته کل شیء قد رغب فی تحقیقه من قبل کالطموحات والاهتمامات فقد تکون مفتاح لمعرفه أسباب ما یعانیه من مشکلات. ورکزت القائمة الثانیة علی أن یذکر کل فرد من المشارکین جوانب القوی لدیه والنجاحات والأحداث السارة فی الحیاة.ورکزت القائمة الثالثة علی أن یذکر کل فرد جوانب الضعف فی شخصیته والأحداث المؤلمة والغیر سارة فی حیاته.ورکزت القائمة الرابعة علی أن یذکر کل فرد المشکلات التی تسبب الصراع النفسی لدیه.ورکزت القائمة الخامسة علی أن یذکر کل فرد الآمال والطموحات المستقبلیة.ورکزت القائمة السادسة علی أن یذکر کل فرد خططه المستقبلیة لتحقیق أهدافه.ورکز التدریب الثانی علی أن یذکر کل فرد مشارک القدوة فی حیاته والشخص الذی یرید أن یکون مثله مع ذکر شیء فعله لیکون مثله.ورکز التدریب الثالث علی أن یذکر کل فرد من أفراد المجموعة التجریبیة الشخص الذى یرتبط به وجدانیاً ومردود هذه العلاقةعلى مشاعره وحیاته.ورکز التدریب الرابع علی تحقیق المعنى واستلهام جوانب القوی الشخصیة من خلال القیم الابتکاریة ومعانیها والسبیل إلى تحقیقها حیث تضمن التدریب عشرة قوائم، رکزت القائمة الأولى علی التفکیر فی ثلاث أمنیات تضعها على قبرک؟القائمة الثانیة: أکثر الخبرات اشباعاً ورضاً فی حیاتک؟ القائمة الثالثة: أحلامک الشخصیة؟ القائمة الرابعة: صف معنى الحیاة فى کلمة؟ القائمة الخامسة: العبارات التی تود وضعها على قبرک؟ القائمة السادسة: الأسباب التی تعطی لحیاتک معنى وهدف؟ القائمة السابعة: صف شخصیتک فی خمس جمل، وماذا أعدت لتصبح کما ترید؟ القائمة الثامنة: لماذا ترید الحیاة إذا أعطیت لک فرصة ثانیة؟ القائمة التاسعة: ما هی الرموز التی تحمل معنى خاص لدیک؟ القائمة العاشرة: ما هی هویاتک الشخصیة؟ وتضمن التدریب الخامس: قیمة الخبرة التشارکیة:المتمثلة فی الخبرات التشارکیة مع الآخرین، والمسئولیة نحو الذات والآخرین، حیث تم الترکیز على اکتشاف المعنى للحیاة من خلال الخبرة بالمشارکة فی خدمة المجتمع والزیارات وممارسة الریاضة والخدمات الدینیة.وتضمن التدریب السادس تحقیق المعنى من خلال البحث عن قیمة الاتجاهات وهی تمثل اتجاه الفرد فی مواجهة القدر الذی یصعب تغییره والاتجاه الذی یسلکه نحوه، فیکون قادراً على المواجهة عندما یقابل موقفاً محبطاً. وتضمن التدریب السابع تحدید کل فرد فی المجموعة التجریبیة ثلاثة أهداف تعطیه الإحساس بالهویة الشخصیة، والمعنى فی الحیاة، واستنهاض مواطن القوی الشخصیة، والالتزامات التى یمکن أن یفعلها، والتضحیات التی یتحملها فی سبیل تحقیق أهدافه.کذلک ساهم استخدم الأنشطة المختلفة بشکل جماعی إلى شعور کل فرد فى المجموعة بالسعادة الشخصیة والروحیة وبقیمته کعنصر فعال فى المجموعة، کما ساعد أفراد المجموعة التجریبیة على التعبیر عن مشاعرهم وإخراج الطاقة التى بداخلهم وبث الثقة فى نفوسهم، والاعتماد على أنفسهم فى أداء الأنشطة، وتطوع بعضهم لمساعدة زملائهم، والعمل الجماعی أثناء النشاط، وتحمل المسؤولیة من خلال أداء المهام المطلوبة من کل فرد فى المجموعة، وهذا ما یؤکده عبد الحمید عبدالمحسن (1992 :151) من أن التدریبات والأنشطة الجماعیة تؤدى إلى المیل للعمل التطوعی فى الخدمة العامة کواجب وطنی وإنسانی والمیل إلى التعاون مع الغیر والعمل مع الجماعات وتدعیم ولائه وصلته بالحی أو القریة وتولى مسئولیة خدمته، والإیمان بالأهداف العامة والإسهام فى تحقیقها، واحترام العمل واحترام النظم العامة والعمل بموجبها، والقدرة على التفکیر الواقعی والنقد المستمر البناء والقیادة، وتعدیل السلوک غیر المقبول اجتماعیاً. وبناءً على ذلک کان من المتوقع تحسن جودة الحیاة لدى أفراد المجموعة التجریبیة مقارنة بأفراد المجموعة الضابطة التى لم تتعرض لهذه التدخلات والمعالجات الإرشادیة.
ثالثاً: نتائج الفرض الثالث وتفسیرها:
ینص هذا الفرض على أنه "لا توجد فروق ذات دلالة إحصائیة بین متوسطی رتب درجات أفراد المجموعة التجریبیة على مقیاس جودة الحیاة فى کل من القیاسین البعدی والتتبعی". وللتحقق من صحة هذا الفرض قام الباحث بحساب المتوسطات الحسابیة والانحرافات المعیاریة ومتوسط الرتب وقیمة (Z) ودلالتها الإحصائیة لدرجات أفراد المجموعة التجریبیة على مقیاس جودة الحیاة فى القیاسین البعدی والتتبعی، باستخدام اختبار ویلکوکسون Wilcoxon ، ویلخص جدول (12) النتائج التى تم التوصل إلیها.
جدول (12) المتوسطات والانحرافات المعیاریة ومتوسط الرتب وقیمة (Z) ودلالتها لإحصائیة لدرجات أفراد
المجموعة التجریبیة على مقیاس جودة الحیاة فى القیاسین البعدی والتتبعی باستخدام اختبار ویلکوکسون
البعد |
القیاس |
المتوسط الحسابی |
الانحراف المعیاری |
الرتب |
العدد |
متوسط الرتب |
مجموع الرتب |
قیمة "Z" |
مستوى الدلالة |
البعد الدینی |
البعدی |
42,61 |
4,35 |
السالبة |
1 |
1 |
1 |
1 |
غ.د
|
التتبعی |
42 |
5,09 |
الموجبة |
صفر |
صفر |
صفر |
|||
|
|
|
المتساویة |
12 |
|
|
|||
بعد إدارة الوقت |
البعدی |
48,30 |
3,85 |
السالبة |
2 |
1,50 |
3 |
1,34 |
غ.د |
التتبعی |
46,92 |
5,58 |
الموجبة |
صفر |
صفر |
صفر |
|||
|
|
|
المتساویة |
11 |
|
|
|||
بعد العلاقات الاجتماعیة |
البعدی |
19,30 |
2,89 |
السالبة |
1 |
1 |
1 |
1 |
غ.د |
التتبعی |
18,84 |
3,07 |
الموجبة |
صفر |
صفر |
صفر |
|||
|
|
|
المتساویة |
12 |
|
|
|||
البعد الجسمی |
البعدی |
16,07 |
2,62 |
السالبة |
2 |
1,50 |
3 |
1,41 |
غ.د |
التتبعی |
15,15 |
2,85 |
الموجبة |
صفر |
صفر |
صفر |
|||
|
|
|
المتساویة |
11 |
|
|
|||
بعد الصحة النفسیة |
البعدی |
16,92 |
1,32 |
السالبة |
2 |
1,50 |
3 |
1,34 |
غ.د |
التتبعی |
16,53 |
1,33 |
الموجبة |
صفر |
صفر |
صفر |
|||
|
|
|
المتساویة |
11 |
|
|
|||
الدرجة الکلیة |
البعدی |
143,23 |
8,67 |
السالبة |
3 |
2 |
6 |
1,60 |
غ.د |
التتبعی |
139,46 |
12,11 |
الموجبة |
صفر |
صفر |
صفر |
|||
|
|
|
المتساویة |
10 |
|
|
أشارت النتائج التى تضمنها جدول (12) إلى ما یلى:
- البعد الدینی: عدموجودفروقذات دلالة إحصائیة بین متوسطات رتب درجات أفراد المجموعة التجریبیة فى القیاس البعدی (م= 42,61، ع= 4,35) ومتوسطاترتب درجاتهم فى القیاس التتبعی (م= 42، ع=5,09)، حیث بلغت قیمة Z (1) وهى قیمة غیر دالة إحصائیاً.
- بعد إدارة الوقت: عدموجودفروقذات دلالة إحصائیة بین متوسطات رتب درجات أفراد المجموعة التجریبیة فى القیاس البعدی (م= 48,30، ع= 3,85) ومتوسطاترتب درجاتهم فى القیاس التتبعی (م= 46,92، ع=5,58)، حیث بلغت قیمة Z (1,34) وهى قیمة غیر دالة إحصائیاً.
- بعد العلاقات الاجتماعیة: عدموجودفروقذات دلالة إحصائیة بین متوسطات رتب درجات أفراد المجموعة التجریبیة فى القیاس البعدی (م= 19,30، ع= 2,89) ومتوسطاترتب درجاتهم فى القیاس التتبعی (م= 18,84، ع=3,07)، حیث بلغت قیمة Z (1) وهى قیمة غیر دالة إحصائیاً.
- البعد الجسمی: عدموجودفروقذات دلالة إحصائیة بین متوسطات رتب درجات أفراد المجموعة التجریبیة فى القیاس البعدی (م= 16,07، ع= 2,62) ومتوسطاترتب درجاتهم فى القیاس التتبعی (م= 15,15، ع=2,85)، حیث بلغت قیمة Z (1,41) وهى قیمة غیر دالة إحصائیاً.
- بعد الصحة النفسیة: عدموجودفروقذات دلالة إحصائیة بین متوسطات رتب درجات أفراد المجموعة التجریبیة فى القیاس البعدی (م= 16,92، ع= 1,32) ومتوسطاترتب درجاتهم فى القیاس التتبعی (م= 16,53، ع=1,33)، حیث بلغت قیمة Z (1,34) وهى قیمة غیر دالة إحصائیاً.
- الدرجة الکلیة: عدموجودفروقذات دلالة إحصائیة بین متوسطات رتب درجات أفراد المجموعة التجریبیة فى القیاس البعدی (م= 143,23، ع= 8,67) ومتوسطاترتب درجاتهم فى القیاس التتبعی (م= 139,46، ع=12,11)، حیث بلغت قیمة Z (1,60) وهى قیمة غیر دالة إحصائیاً.
ویمکن تفسیر نتائج الفرض الثالث کما یلى:
تشیر النتائج إلى استمرار أثر فاعلیة البرنامج الإرشادی وإحداثه تغیرات ایجابیة مستمرة فى سلوک أفراد المجموعة التجریبیة بعد فترة المتابعة والتی استغرقت شهرین تقریباً، ومن جهة أخرى جاءت نتائج هذا الفرض لتدعم نتائج بعض الدراسات السابقة، حیث تتفق نتائج هذا الفرض مع نتائج دراسات (Mi &Yeongmi, 2016 ،Abasimi, Gai Wang, 2016، Lee, 2015، Duan, et. al., 2014، Acosta, 2013 ، Passon, 2012، Fillion, et al., 2009، Lynch,2006،Offutt,1995) التى أشارت إلى استمرار فاعلیة البرامج الإرشادیة فى تحسین جودة الحیاة لدى المراهقین، ویعزو الباحث هذه النتائج إلى نجاح البرنامج الإرشادی فى نقل الخبرات والمهارات والأنشطة والتدریبات التى عایشها أفراد المجموعة التجریبیة وتعایشوا معها أثناء تطبیق البرنامج إلى مواقف الحیاة الواقعیة، حیث تکشف النتائج بوضوح نقل الأثر الإیجابی للممارسة الإرشادیة التى شارکوا فیها وتعلموا منها وتدربوا علیها فى الجلسات الإرشادیة وتعمیمه فى حیاتهم بشکل عام، خاصة وأن البرنامج الحالی یعتمد على التوجه الإنسانی فی علم النفس الایجابی وهو توجه یعمل على تنمیة الشخصیة الایجابیة، ویمنع الحالات من الانتکاسة ویجعل منهم أشخاصاً سعداء اکفاء اعتماداً على تمثلهم لقیمهم الایجابیة وتطویر کفاءتهم الذاتیة، وتحسین نوعیة حیاتهم، وتوظیف أسالیب تفکیرهم الایجابیة التفاؤلیة. کما اعتمد البرنامج الحالی على الاتجاه التکاملی وأسلوب الإرشاد الجماعی بفنیاته وأنشطته التى ساهم تکاملها فى تحقیق أهداف البرنامج، وقد کان هذا التکامل بمثابة الاحتواء للتباین بین أفراد المجموعة التجریبیة، وکذلک تعدد أسباب تدنى جودة الحیاة لدى أفراد المجموعة التجریبیة، وقد تمت هنا الاستفادة من العدید من النظریات الإرشادیة فى مجال الإرشاد النفسی نظراً لأنه لا توجد نظریة واحدة قادرة بمفردها على التعامل بنفس الدرجة من الکفاءة والفعالیة مع الجوانب المتعددة لجودة الحیاة، ومن ثم تمت الاستفادة من کل إسهام جاد وفعال فى هذا المجال. کذلک یرجع الباحث استمراریة فعالیة البرنامج الإرشادی وأثره الایجابی على سلوک أفراد المجموعة التجریبیة إلى نجاحه فى تنمیة الطاقات والقدرات الإیجابیة الکامنة واستثمارها، وتوجیهها للعمل بفعالیة لتحویل انخفاض وتدنى جودة الحیاة إلى المستوى التوافقی، وذلک من خلال ما تضمنته الجلسات الإرشادیة من محتوى وأسالیب وفنیات وتدریبات ساهمت فى تحقیق أهداف البرنامج، حیث ساهم البرنامج فى امتلاک أفراد المجموعة التجریبیة أدوات وآلیات التعدیل والتغییر بأنفسهم، وهذا الامتلاک –کما یرى الباحث- هو القوة الذاتیة التى تجعل صاحب الشعور بجودة الحیاة المتدنیة قادراً على السیطرة على المواقف والأحداث والمشکلات، وتتفق هذه الرؤیة مع ما أکده "کارل روجرز" رائد نظریة الذات من أن الإرشاد النفسی یعتبر فى الواقع تحریراً لطاقة موجودة لدى الفرد بالفعل، فالفرد لدیه الطاقة أن یوجه وینظم ویضبط ذاته بشرط أن تتوافر له شروط معینة ومحددة، وعند غیاب هذه الشروط یصبح الفرد فى حاجة إلى أن یکون هناک ضبط وتنظیم من خارجه، وعندما تتاح للفرد ظروف معقولة للنمو فإنه سینمى طاقته بشکل بناء، ویشبه روجرز تنمیة الفرد طاقته فى هذه الحالة بنمو البذرة عندما تتهیأ لها الظروف المناسبة. کما یفسر الباحث استمراریة فعالیة البرنامج الإرشادی التکاملی من خلال إتاحة البرنامج الفرصة لأفراد المجموعة التجریبیة لرؤیة ذاتهم ومشکلاتهم ورؤیة الآخرین والمواقف والأفکار والأحداث من جوانب متعددة، وبنظرة أوسع وأشمل تحقق التفاعل الإیجابی والانفتاح على الذات وعلى الآخرین. یضاف إلى ما سبق أن البرنامج أسهم فى اکساب أفراد المجموعة التجریبیة بدائل متعددة لاستجابات المشاعر الإیجابیة، وهذه الاستجابات کانت نتاجاً لتصوراتهم ومساهماتهم واقتراحاتهم، ونتیجة لما تم اکتسابه والاقتناع به وممارسته والتدریب علیه وتطبیقه فى ظل الدعم الذاتی والدعم الخارجی من الباحث وباقی أفراد المجموعة التجریبیة. کذلک یرجع الباحث استمراریة فاعلیة البرنامج الإرشادی إلى امتداد مساحة مشارکة الأعضاء الفعالة فى تطبیق الفنیات الإرشادیة وتدریبات البرنامج بأنفسهم داخل الجلسات الإرشادیة وخارجها؛ إذ أن معظم فنیات البرنامج أصبحت جزءاً من برنامجهم الیومی، فقد أصبح التعزیز نابعاً من ذواتهم، والفنیات العلاجیة أصبحت جزءاً من حیاتهم، إضافة إلى التنفیس الانفعالی الذى تحقق لهم من خلال التفاعل والحوار وتبادل الخبرات وتبنى لغة الحوار والمناقشة، إضافة إلى الشعور المتنامی بتحمل المسؤولیة الفردیة والاجتماعیة. کما یرجع الباحث استمراریة فعالیة البرنامج إلى إشراک أفراد المجموعة التجریبیة فى التدریبات الإرشادیة وامتداد مساحة مشارکتهم الفعالة فى قیامهم بتطبیق التدریبات بأنفسهم داخل الجلسات؛ إذ أن معظم أنشطة البرنامج أصبحت جزءاً من حیاتهم الیومیة، إضافةً إلى الثقة التى تحققت لهم من خلال التفاعل والحوار وتبادل الخبرات. کما یفسر الباحث استمراریة فعالیة البرنامج إلى البیئة المؤسسیة التى طبق فیها البرنامج فهی المکان الذى یألفه المراهقون ویقضون فیه معظم وقتهم؛ الأمر الذى أشعرهم بالألفة والطمأنینة مما أدى إلى ثبات ما تعلموه من مهارات والتعامل معه باعتباره جزءً مما یتعلموه فى المدرسة. کما یرجع الباحث استمراریة فعالیة البرنامج إلى تطبیق فنیاته المتعددة واستخدامها فى شکل منظومة إرشادیة متکاملة ومترابطة تتناسب مع متغیر جودة الحیاة وخصائص أفراد المجموعة التجریبیة. کما ساعدت العلاقة العلاجیة بالإضافة للأنشطة المصاحبة فی تعدیل الأفکار لدى أفراد المجموعة التجریبیة لتکون أکثر إیجابیة مما انعکس على المزاج الایجابی والسلوک الایجابی، وهذه المشاعر الایجابیة تستمر معهم کقوة دافعة وتدعیم إرادة المعنى الذی یساعدهم على مزید من معایشة جودة الحیاة بفاعلیة وهو ما أکده محمد الصبوة (2007، 21) من أن الانفعال الایجابی حول المستقبل یتضمن التفاؤل والأمل والاخلاص الدینی، فالحیاة السعیدة هی الحیاة التی تعظم شأن الانفعالات الایجابیة وتقلل من شأن الألم، عکس الانفعالات السلبیة التى تورث الکآبة والحزن والتشاؤم والانهزام النفسی، وهو ما یفسر استمرار الأثر طویل المدى للبرنامج لتدعیم الجوانب الایجابیة بالشخصیة والتعبیر عن الذات والثقة بالقدرات وتحمل المعاناة فی سبیل تحقیق المعانی الایجابیة ومعایشة جودة الحیاة. کذلک عملت فنیة الواجبات المنزلیة على نقل الأثر الإیجابی للممارسات الإرشادیة التى تعلمها المراهقون، وشارکوا فیها خلال الجلسات الإرشادیة إلى المواقف الحیاتیة؛ ومن ثم ساعدت تلک الواجبات وغیرها فى تحقیق مبدأ استمراریة العملیة الإرشادیة؛ حیث تم من خلالها انتقال أثر البرنامج إلى مواقف الحیاة الواقعیة، مما کان له أثر کبیر فى نجاح البرنامج. ومن هنا یمکن القول بأنه نظراً لأن أفراد المجموعة التجریبیة ساهموا بأنفسهم فى عملیة تنمیة وتحسین جودة حیاتهم؛ لذلک کانت النتیجة استمرار فعالیة البرنامج بعد فترة المتابعة.
توصیات الدراسة:
فی ضوء ما أسفرت عنه الدراسة من نتائج یمکن تقدیم التوصیات التالیة:
- العمل على تقدیم دورات تدریبیة للمعلمین والمربین فی کیفیة تحسین جودة الحیاة النفسیة لدى المراهقین.
- إقامة دورات تدریبیة دوریة للأخصائیین النفسیین من قبل المؤسسات والجهات التربویة المعنیة (وزارة التربیة والتعلیم والإدارات التعلیمیة) لإکساب الأخصائیین النفسیین الکفایات الإرشادیة النفسیة اللازمة لتمکینهم من التعرف علی الحاجات النفسیة للمراهقین.
- تزوید مکتبات المدارس بالکتب الخاصة بالإرشاد النفسی والتربوی والخاصة بالتنمیة البشریة, التی تزود الطلاب بالمعلومات حول الإرشاد النفسی ومهاراته وتنمیة الفرد وقدراته وفهم حاجاته, بما یسهم فی تغییر نظرته وإدراکه لحیاته.
- العمل على تحسین البیئة النفسیة والاجتماعیة والمادیة وتحقیق الذات والرضا عن الحیاة لدى المراهقین بالمراحل التعلیمیة المختلفة.
المراجع
أحمد عبدالخالق (2008) الصیغة العربیة لمقیاس نوعیة الحیاة الصادر عن منظمة الصحة العالمیة: نتائج أولیة، دراسات نفسیة، القاهرة، ص ص247-257.
أحمد محمد الکنج (2014) العلاقة بین جودة الحیاة والدافعیة الأکادیمیة من منظور إیجابی لعلم النفس لدى عینة من طلبة جامعة دمشق. رسالة دکتوراه غیر منشورة. جامعة دمشق.
اسبینول, لینراج ؛ ستودینجر, أورسولام (2006) سیکولوجیة القوى الإنسانیة تساؤلات أساسیة وتوجهات مستقبلیة لعلم النفس الإیجابی. ترجمة صفاء الأعسر ونادیة شریف وعزیز السید وعلاء الدین کفافی، القاهرة: منشورات المجلس الأعلى للثقافة.
العارف بالله الغندور (1999) أسلوب حل المشکلات وعلاقته بنوعیة الحیاة، دراسة نظریةالمؤتمر الدولی السادس لمرکز الإرشاد النفسی، جودة الحیاة توجیه قومی للقرنالحادی والعشرین، جامعة عین شمس، ص ص70- 91.
حامد عبدالسلام زهران (1998) الصحة النفسیة والعلاج النفسی. ط3. القاهرة: عالم الکتب.
حسام الدین محمود عزب (2004) برنامج إرشادی لخفض الاکتئاب وتحسین جودة الحیاة لدى عینة من معلمی المستقبل، المؤتمر العلمی السنوی الثالث عشر، التربیة وأفاق جدیدة فی تعلم الفئات المهمشة فی الوطن العربی، 28-29 مارس، ص ص575-605.
حمدی علی الفرماوی (1999) جودة الحیاة فی جوهر الإنسان. ورقة مقدمة إلى المؤتمر الدولی السادس عشر لمرکز الإرشاد النفسی. جامعة عین شمس. القاهرة 12-10 نوفمبر.
خمیس سالم الراسبی (2006) تجربة وزارة التربیة والتعلیم فی تعزیز جودة حیاة المتعلمین بمدارس السلطنة، وقائع ندوة علم النفس وجودة الحیاة، جامعة السلطان قابوس، مسقط 17- 19 دیسمبر، ص ص133- 160.
زینب العایش زین (1996) مدى فاعلیة العلاج بالمعنى کأسلوب إرشادی فی تخفیف بعض الاضطرابات السلوکیة فی مرحلة المراهقة، مجلة الإرشاد النفسی، مرکز الإرشاد النفسی جامعة عین شمس، العدد الخامس، السنة الرابعة، ص ص233-253.
سمیر أبو غزالة (2007) فعالیة الإرشاد بالمعنى فی تخفیف أزمة الهویة وتحسین المعنى الایجابی للحیاة لدى طلاب الجامعة، المؤتمر الثانوی الرابع عشر، الإرشاد النفسی من أجل التنمیة فی ظل الجودة الشاملة توجهات مستقبلیة، مرکز الإرشاد النفسی جامعة عین شمس، 8-9 دیسمبر، ص ص 157-202.
سلاف مشری (2014) جودة الحیاة من منظور علم النفس الإیجابی دراسة تحلیلیة: مجلة الدراسات والبحوث الاجتماعیة. جامعة الوادی، ع 8، سبتمبر، ص ص 237- 215.
سید البهاص (2009) فعالیة الإرشاد بالمعنى فی خفض قلق العنوسة وتحسین معنى الحیاة لدى طالبات الدراسات العلیا المتأخرات فی سن الزواج، المجلة المصریة للدراسات النفسیة، ع65، المجلد التاسع عشر– أکتوبر، ص ص 168-212.
صلاح مخیمر (1979) العلاج النفسی عن طریق الکف بالنقیض، القاهرة: الأنجلو المصریة.
عبدالحمید عبدالمحسن (1992) خدمة الجماعة، أسس وعملیات، القاهرة. دار الثقافة.
عبدالعزیز السید الشخص (2006) مقیاس المستوى الاجتماعى الاقتصادى للأسرة. القاهرة: مکتبة الأنجلو المصریة.
عبیر أنور، فاتن عبدالصادق (2010) دور النتائج والتفاؤل فی التنبؤ بنوعیة الحیاة لدى عینة من طلاب الجامعة فی ضوء بعض المتغیرات الدیموغرافیة، دراسات عربیة فی علم النفس، مجـ 9، یولیو، ص ص491-571.
فتحی الضبع (2006) فعالیة العلاج بالمعنی فى تخفیف أزمة الهویة وتحقیق المعنى الایجابی للحیاة لدى المعاقین بصریاً، دکتوراه غیر منشورة، کلیة التربیة، جامعة جنوب الوادی.
فیکتور فرانکل (2004) إرادة المعنى، أسس وتطبیقات العلاج بالمعنى، ترجمة ایمان فوزی، القاهرة: دار زهراء الشرق.
مایکل أرجایل (1993) سیکولوجیة السعادة، ترجمة فیصل عبد القادر، الکویت: عالم المعرفة.
محمد السعید عبد الجواد (2014) علم النفس الإیجابی، القاهرة: مکتبة العربی للعلوم النفسیة.
محمد السعید عبد الجواد (2010) جودة الحیاة المفهوم والأبعاد. ورقة مقدمة للمؤتمر العملی السابع لکیة التربیة جامعة کفر الشیخ.
محمد الصبوة (2007) علم النفس الایجابی: تعریفه وتاریخه وموضوعاته والنموذج المقترح له، مجلة علم النفس، ع21، ص ص16-43.
محمد عبد الله إبراهیم، وسیدة عبد الرحیم صدیق (2006) دور الأنشطة الریاضیة فی جودة الحیاة لدى طلبة جامعة السلطان قابوس، وقائع ندوة علم النفس وجودة الحیاة، جامعة السلطان قابوس، مسقط 17- 19 دیسمبر ص ص277- 298.
محمد عبد الهادی حسین (2003) قیاس وتقییم قدرات الذکاءات المتعددة، القاهرة: دار الفکر العربی.
محمد منسی، علی کاظم ( 2006) مقیاس جودة الحیاة لطلبة الجامعة، وقائع ندوة علم النفس وجودة الحیاة. جامعة السلطان قابوس. 17- 19 دیسمبر، ص ص 63- 78.
مصطفى خلیل عطا الله, فضل ابراهیم عبدالصمد (2013) علم النفس الإیجابی وتأثیره فی الممارسات والخدمات النفسیة. مجلة التربیة وعلم النفس. جامعة المنیا.
هشام ابراهیم عبد الله (2008) جودة الحیاة لدى عینة من الراشدین فی ضوء بعض المتغیرات الدیموغرافیة، مجلة کلیة التربیة، عدد (14) جامعة الزقازیق. ص ص137-180.
هویدا محمود، فوزیة الجبالی (2010) فعالیة الذات المدرکة ومدى تأثیرها على جودة الحیاة لدى طلبة الجامعة المتفوقین والمتعثرین دراسیاً، امارا باک، مجلة الأکادیمیة الأمریکیة العربیة للعلوم والتکنولوجیا، المجلد الأول، العدد الأول، ص ص61-115.
Abasimi, E., Gai, X., Wang, G (2017). Character Strengths and life Satisfaction of High School Students. International Journal of Applied Psychology, 7 (2), 36-43.
Acosta, M. (2013). Identification and utilization of character strengths in depressed individuals. un published master thesis. The school of Graduate Studies, Southern Connecticut State University. USA.
Alans, W., Seth, S. (2008). The Implication of Tow Conception of Happiness (Hedonic Enjoyment and Eudemonia for the Understanding of Intrinsic Motivation. Journal of Happiness Studies, 9 (1), 41-70.
Allan, B & Duffy, R (2013). Examining moderators of signature strengths use and well-being: Calling and signature strengths level. Journal of Happiness Studies, 15 (2), 323-337.
Becker, M. Shaw, B. Lisa, R.(1997).Quality Of Life Assessment Project. Madison: University Of Wisconsin.
Berthold, A., & Ruch, W (2014). Satisfaction with life and character strengths of non-religious and religious people: it's practicing one's religion that makes the difference. Frontiers in psychology,5,1-10.
Bigelow, D. Mcfarland, B. Olson, M (1991).Quality Of Life Of Community Mental Health Program Clients: Validating A measure, Community Mental Health Journal. Vol.27 (1),(1991).pp.1-11.
Brauth, L (1980). Counseling and Psychotherapy, New York: Charls & Marrill Publishing Company.
Buschor, C., Proyer, R., & Ruch, W (2013). Self- and peer- rated character strengths: How do they relate to satisfaction with life and orientations to happiness? The journal of Positive Psychology, 8 (2), 116-127.
Chen, X., Sekin, M., Hamanishies, H., Wang, H., Yamagami, T., & Kaga, M (2005). Lifestyles and health-related quality of life in japanese school children: Across-sectional study. Preventive Medicine,40,668-678.
Corsini, R (1994) Encyclopedia of Psychology New York, Yohn wiley & Sans., 350.
Das, A (1998) Frankl and Relam of Meaning, Journal of Humanistic Education & Development, Vol. 36, Issue, 4, 199.
Del Vecchio, P (2018). The Good News About Preventing Adolescent Depression. Prevention Science, 1-3.
Douglass, R., & Duffy, R (2015). Strengths use life satisfaction: A moderated mediation approach. Journal of Happiness Studies, 16 (3) 619 – 632.
Duan W., Ho, S., Tang, X., Li., & Zhang, Y (2014). Character strength-based intervention to promote satisfaction with life in the chines university context. Journal of Happiness Studies, 15(6), 1347 – 1361.
Duncan, C (1995). Life and Job Satisfaction a Tow – Wave Panel Study, Journal of Psychology, Vol (129(.
Durbin, C (2005): Tribute to Victor Frankl, available at: http://www.durbinhynosis.com/.feb;9.
Fabry, Y (1994) The Begining of Logo therapy, the Pursuit of Meaning, Berkeley, CA: Institute of Logo therapy Press.
Ferrans, C. Power, M (1985). Quality Of Life, Development And Psychometric Properties. Advances In Nursing Science.Vol.8 (1),pp.15-24.
Fillion, L., Duval, S., Dumont, S. Gagnon, P. Tremblay, l. Bairati, L.& Breitbart, W. (2009). Impact of a Meaning – Centered Intervention on Job Satisfaction and on Quality of Life among Palliative Care nurses, Psycho- Oncology, Vol. 18(12) Dec, 1300-1310.
Frankl, V. (1966): What in Meant by Meaning, Journal of Existentialism, 7, 21-28.
Frankl , V. (1967). Psychotherapy an Existentialism, Washington square press Inc. New York.
Frankl. V. (1973): Psychotherapy and Existentialism: Selected Paper on Logo Therapy U.K. Renguin Books.
Frankl, V. (1978): The Unheard Cry for Meaning, New York, Simon and Schuster.
Frankl, V. (1986): The Doctor and Sual: from Psychotherapy to logo therapy Revised and Expanded Editional, New York: Vintage Books.
Frankl, V. (1990): The Will of Meaning. New York,: Penguin Books.
Frankl, V. (1994). Logotherapy und Existenzanalyse. (logotherapy and Existential analysis) Munchen: Quintessenz. New York
Fredrickson, B.(2001). The role of positive emotions in positive psychology. American Psychologist, 56,218 – 226.
Gander, F., Proyer, R., & Ruch, W. (2016). Positive psychology interventions addressing pleasure, engagement, meaning, positive relationships, and accomplishment increase well-being and ameliorate depressive symptoms: a randomized, placebo-controlled online study frontiers in psychology, 7,1-12.
Gander, F., Rroyer, R., Ruch, W., & Wyss, T.(2012A). Strength-based positive interventions: Further evidence for their potential in enhancing well- being and alleviating depression. Journal of Happiness Studies, 14 (4) 895-904.
Gander, F., Proyer, R., Ruch, W., & Wyss, T. (2012B). The good character at work: An initial study on the contribution of character strengths in identifying healthy and unhealthy work-relate behavior and experience patterns. International archives of occupational and environmental health, 85 (8), 895-904.
Goleman, D .(2005). Working with emotional intelligence. New york: Pantam Publishing Group.
Greenlee, R. (1990): Unemployed Appalachian Goal Miner's Search for Meaning, The International Forum Logo therapy, 13 (1), 71-75.
Hajiran, H.(2006).Towards A Quality Of Life Theory: Not Domestic Product Of Happiness. SocialIndicators Research.Vol.57,pp.31-43.
Heady, B., Schupp, J., Tucci, I. & Wangner, G. (2008). Set – Point Theory, Authentic Happiness Theory and Religion. Social Indicators Research, Vol (86), 389-403.
Hutzell, R. (1990) An Introduction to Logo Therapy In Keller, P.A. & R, h, L.G. (E ds) Innovations in Clinical Practice: A Source book Florida: Professional Re Source Exchange. Inc.
Judge. T. Bono. J. E.. Erez. A.. & Locke. E. (2005). Core Self- Evaluations and Job and Life Satisfaction: The Role of Self- Concordance and Goal Attainment. Journal of Applied Psychology. V(90). 257-268.
Keung, N.(1999). Students Perceptions Of Quality Of Life Of School Life In Hong Kong Primary Schools. Educational Research Journal. Vol.14 (1),Summer.pp.50-71.
Kim, M.(2001) Exploring of Life Meaning Among Korean, M. A. Trinity Westem University, Canada.
Lantz, Y. & Horper, K.(1998) Victor Frankl and Interactional Group Therapy, Journal of Religion and Health, 37, (2), 93-103.
Lee, J., Foo, K., Adames, A., Morgan, R., & Frewen, A. (2015) Strengths of character, orientations to happiness, life satisfaction and purpose in Singapore. Journal of Tropical Psychology, 5, 1-21.
Littman Ovadia, H., Lazar-Butbul, V., & Benjmin, B.A. (2014). Strengths- based career counseling: Overview and initial evaluation. Journal of career Assessment, 22 (3), 403-419.
Liu, W. Mei, J. Tian, L. Huebener, E.(2015). Age And Gender Differences In The Relation Between School-Related Social Support And Subjective Well-Being In School Among Students. Springer Science +Business Media Prodrecht 2015.
Lounsbury, J., Fisher, L., Levy, J., & Welsh D.(2009). An Investigation of character strengths in Relation to the Academic Success of college Students. Individual Differences Research, 7 (1).52-69.
Lucia, R., Gesten, E., Rendina, G., Epstein, M., Salcedo, O., & Gadd, R.(2000). Childrens school adjustment: A developmental transactional systems perspective. Journal of Applied Developmental Psychology, 21(4) , 429 – 446.
Lukas, E & Hirsch, B.(2002): Comprehensive hand Book of Psychotherapy, New York. John Wiley & Sonc. Inc.
Lynch, M. (2006): Optimism, Coping and Quality of life in Individual with Chronic Mental Illness. Unpublished doctoral Dissertation, Milwaukee, University & Wisconsin-Madison.
Ma, Y., Siu, A., & Tse, W.(2018). The Role of High Parental Expectations in Adolescents' Acadmic Performance and Depression in Hong Kong. Journal of Family Issues, 1- 18.
Marino, C., Gini, G., Vieno, A., & Spada, M.(2018). The associations between problematic Facebook use, psychological distress and well-being among adolescents and young adults: A systematic review and meta- analysis. Journal of affective disorders, 226, 274-281.
May, R. (1980). The Discovery of Being, New York: Norton & Co. Inc.
McCall, S.(1980).What is Quality of Life, Philosophyical.vol.25(1). pp.5-14.
Mi, H., & Yeongmi, H.(2016). Effectiveness of a positive psychology- based and character strengths-integrated Activity Program on Depression, Vitality, Life satisfaction in Elderly living Alone in Rural Areas. Journal of Korean Academy of community health Nursing, 27 (4), 299-308.
Offult, R. (1995) Logo Therapy Actualization Therapy or Contextual Self – Realization, Dissertation Abstract International, 36, (3), 1449.
Park, N., Peterson, C.& Seligman, M.(2006). Character strengths in fifty-four nations and fifty states. The Journal of Positive Psychology, 1, 118-129.
Passon, D.(2012). AL coholics Anonymous: testing a 12 step stage –of-recovery meani ng making model .Unpublished Doctoral Dissertation,valley Arizona .
Peterson, C., & Seligman, M.(2004) Character Strengths and virtues: A handbook and classification: New york. Oxford university.
Press, Peterson, C., Ruch, W., Beermann, U., Park, N., & Seligman, M.(2007). Strengths of character, orientations to happiness, and life satisfaction, and life satisfaction. The Journal of positive psychology, 2 (3), and life satisfaction. The Journal of positive psychology, 2 (3), 149 – 156.
Proyer, R., Gander, F., Wellezonhn, S., & Ruch, W. (2015). Strengths- based positive psychology intervention: a randomized placebo – controlled online trial on long- term effects for a signature strengths- vs. a lesser strengths- intervention. Frontiers in psychology,6, 1-14.
Proyer, R., Ruch W., Buschor, C.(2013). Testing strengths- based interventions: A preliminary study on the effectiveness of a program targeting curiosity, hope, humor, and zest for enhancing life satisfaction. Journal of Happiness studies, 14 (1), 275-292.
Ras, J. (2010) Understanding A f- QAEDA A Qualitative Approach a Thesis Sublimtted for the dgree of Doctor of Philosophy (Dphil), the University of Zululand, South & Arica.
Raphael, D . Renwick, R. Brown, I. Rootman, I.(1994).Quality Of Life indicators And Health: Current Status And Emerging Conception, School indicators Research.Vol.39(1). pp.65-88.
Rife, Y. (1995). Life Meaning and the Older Unemployed Worker, The International forum Logo Therapy, 13 (2). 119-124.
Rife, Y. (1995). Life Meaning and the Older Unemployed Worker, The International forum Logo Therapy, 13 (2). 119-124.
Ring, L. (2007). Quality of Life: In S. Ayers, A Boum, C.Mc Manus, S., New man, K. Wallston. J. Weinman, R. West (Eds) Cambridge Handbook of Psychology. Health and Medicine, Cambridge University.
Ryff. C. & Keyes. I. (1995): The Structor of Psychological Well- Being Revisited . Journal of Personality and Social Psychology. Vol (96). 727-719.
Sazasz, T. (2005). What is Existential Therapy Not ?, Existential Analysis,16,1,January,127-131.
Schippers, A.(2010). Quality Of Life in Disabilitily Studies in The Netherlands, Medische Antropology. Vol.22(2). pp.277-288.
Seligman, M. E. (2002). Positive psychology, positive prevention, and positive therapy in Snyder, R. & Lopez, J. (Eds.) Handbook of positive psychology, pp 3-9 New York Oxford University Press.
Seligman, M., Steen, T., Park, N.,& Peterson, C.(2005). Positive therapy. in Snyder, C. R & Lopez S. J. (Eds.) Handbook of positive psychology, (pp 3-9) New York Oxford University Press.
Senf, K., & Liau, A.(2013). The effects of positive interventions on happiness and depressive symptoms, with an examination of personality as moderator. Journal of Happiness studies, 14 (2), 591.
Shalock, R. (1990). Quality Of Life Perspective And issues, American Association On Mental Relardation, U.S.A.
Shirai, K. (2009). Perceived Level of Life Enjoyment and Risks of Cardiovascular Disease Incidence and Mortality. Circulation, 15,120(11): 956-63.
Steger, M. , Oishi, S., & Kesebir, S. (2008). Is a Life Without Meaning Satisfying? The Moderating Role of the Search for Meaning in Satisfaction with Life Judgments. Journal of Positive Psychology, In press.
Tate, K. Cyrus, W., Dia, H. (2013). Finding Purpose in Pain: Using Logo therapy & a Method for Addressing Survivor Guit in First – Generation Collogs Students, Journal of College Counseling, V. 16, No1,97-92.
Twenge, J., Joiner, T., Rogers, M., & Martin, G.(2018). Increases in depressive symptoms, suicide-related outcomes, and suicide rates among US adolescents after 2010 and likes to increased new media screen time. Clinical Psychological Science, 6 (1), 3-17.
Van Pelt, (2010). Anxiety and Depressive Disorders In children and Adolescent on the rise – How Logo philosophy Therapy can Influece the Threat to Mental Health, International, Forum for Logo therapy, Vol. 33 (2), 79-86 .
Vela, J., Sparrow, G., I konomopoulos, J., Gozalez, S., & Rodriguez, B. (2017). The Role of Character Strengths and family Importance on Mexican American college student's Life Satisfaction. Journal of Hispanic Higher Education, 16 (3), 273-285.
Walker III,J.(2013). Effects of brief character strengths intervention: A comparison of capitalization and compensation models. Unpublished, ph. D. Thesis, The Graduate School, the Florida State University, USA.
Weber, M., Ruch, W. (2012). The role of character strengths in adolescent romantic relationships: An initial study on partner selection and mates' life satisfaction. Journal of adolescence, 35 (6), 1537-1546.
Wong, P. (2012) From Logo Therapy to Meaning – Centered Counseling and Therapy, the human Quest for Meaning Theories Research and Applications (2nded). Wong. Paul. T.P. (Ed); 619-647. New York, N y. U.S: Routledge / Taylor & Francis Group.