العلاقة بين سمات الشخصية، والشعور بالخزي، وأسباب التماس المساعدة النفسية، واتجاهات طلاب الجامعة نحو الإرشاد النفسي

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

المستخلص

استهدفت الدراسة الحالية التعرف على العلاقة بين سمات الشخصية والشعور بالخزي وأسباب التماس المساعدة النفسية واتجاهات طلاب جامعة الملک عبد العزيز بجدة نحو الإرشاد النفسي وفق آراء عينة من طلاب الجامعة المترددين على مراکز الإرشاد النفسي، عددهم 188 طالباً تم اختيارهم عشوائياً. وقد استخدم الباحث المنهج الوصفي الارتباطي لاستقصاء العلاقة بين السمات الشخصية لطلاب الجامعة کما تقاس على مقياس مقياس Goldberg (2001) القائم على العوامل الخمس الکبرى للشخصية والشعور بالخزي وأسباب التماس المشو رة النفسية في مراکز الإرشاد النفسي عند طلاب الجامعة. وکذلک للتعرف على اتجاه الطلاب نحو الإرشاد النفسي من خلال مقياس الاتجاه نحو الإرشاد النفسي (2004) Rochlen, Beretvas, and Zack’ Counseling Attitudes Scale (CAS) (تعريب الباحث)؛ بغية استقصاء علاقة الارتباط بين سمات الشخصية والشعور بالخزي وأسباب التردد على مراکز الإرشاد النفسي التماساً للمساعدة النفسية من ناحية وبين الاتجاه نحو الإرشاد النفسي من ناحية أخرى. أشارت نتائج الدراسة إلى وجود علاقة ارتباط دالة إحصائياً بين سمات الشخصية والتردد على مراکز الإرشاد النفسي والتماس المساعدة النفسية، کما أشارت النتائج إلى وجود أسباب نفسية واجتماعية ودراسية لتردد الطلاب على مراکز الإرشاد النفسي. وأشارت النتائج کذلک إلى وجود علاقة ارتباطية دالة بين الشعور بالخزي والتردد على مراکز الإرشاد النفسي، ومن ثم تأثر اتجاهات الطلاب نحو التماس المساعدة النفسية نتيجة الوصمة الاجتماعية. وقد انتهت الدراسة بجملة من التوصيات والمقترحات للبحوث المستقبلية.

الكلمات الرئيسية


العلاقة بین سمات الشخصیة، والشعور بالخزی، وأسباب التماس المساعدة النفسیة، واتجاهات طلابالجامعة نحو الإرشاد النفسی

د. جهز فهد عقاب المطیری

أستاذ مساعد بکلیة الاداب والعلوم الانسانیة - جامعة الملک عبد العزیز بجدة

ملخص البحث

استهدفت الدراسة الحالیة التعرف على العلاقة بین سمات الشخصیة والشعور بالخزی وأسباب التماس المساعدة النفسیة واتجاهات طلاب جامعة الملک عبد العزیز بجدة نحو الإرشاد النفسی وفق آراء عینة من طلاب الجامعة المترددین على مراکز الإرشاد النفسی، عددهم 188 طالباً تم اختیارهم عشوائیاً. وقد استخدم الباحث المنهج الوصفی الارتباطی لاستقصاء العلاقة بین السمات الشخصیة لطلاب الجامعة کما تقاس على مقیاس مقیاس Goldberg (2001) القائم على العوامل الخمس الکبرى للشخصیة والشعور بالخزی وأسباب التماس المشو رة النفسیة فی مراکز الإرشاد النفسی عند طلاب الجامعة. وکذلک للتعرف على اتجاه الطلاب نحو الإرشاد النفسی من خلال مقیاس الاتجاه نحو الإرشاد النفسی (2004) Rochlen, Beretvas, and Zack’ Counseling Attitudes Scale (CAS) (تعریب الباحث)؛ بغیة استقصاء علاقة الارتباط بین سمات الشخصیة والشعور بالخزی وأسباب التردد على مراکز الإرشاد النفسی التماساً للمساعدة النفسیة من ناحیة وبین الاتجاه نحو الإرشاد النفسی من ناحیة أخرى. أشارت نتائج الدراسة إلى وجود علاقة ارتباط دالة إحصائیاً بین سمات الشخصیة والتردد على مراکز الإرشاد النفسی والتماس المساعدة النفسیة، کما أشارت النتائج إلى وجود أسباب نفسیة واجتماعیة ودراسیة لتردد الطلاب على مراکز الإرشاد النفسی. وأشارت النتائج کذلک إلى وجود علاقة ارتباطیة دالة بین الشعور بالخزی والتردد على مراکز الإرشاد النفسی، ومن ثم تأثر اتجاهات الطلاب نحو التماس المساعدة النفسیة نتیجة الوصمة الاجتماعیة. وقد انتهت الدراسة بجملة من التوصیات والمقترحات للبحوث المستقبلیة.

الکلمات المفتاحیة: سمات الشخصیة؛ العوامل الخمس الکبرى للشخصیة؛ الشعور بالخزی؛ الوصمة الذاتیة؛ الاتجاه؛ مراکز الإرشاد النفسی؛ جامعة الملک عبد العزیز

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

The correlation between personality traits, self-stigma, reasons for seeking psychological help, and the attitudes of university students towards psychological counseling

        

Abstract

This study aimed at recognizing the relationship between personality traits, self-stigma and the reasons for seeking psychological assistance among KAU students in Jeddah towards psychological counseling according to the opinions of a sample of university students who visit the university psychological counseling centers, with a sample of 188 students randomly selected. The researcher used the correlative descriptive approach to explore the relationship between personality traits of university students as measured by the Goldberg Scale (2001) based on the Big Five Personality Traits, self-stigma and the reasons for seeking psychological counseling in the counseling centers at KAU. As well, the study aimed to identify the attitudes of students towards seeking psychological counseling through assessing their attitudes using  the Counseling Attitudes Scale (CAS) by Rochlen, Beretvas, and Zack (2004) (Arabicised and standardized by the researcher) as related to the frequency of visiting counseling centers to seek psychological help on the one hand and the attitudes towards psychological counseling on the other. Results indicated that there is a significant correlation between personality traits and the frequency of counseling centers and seeking psychological help. The results also indicate that there are psychological, social and academic reasons for students' visitation to counseling centers. The results also revealed a statistically significant correlation between self-stigma and visitation to counseling centers. Students' attitudes towards seeking psychological help were affected by social stigma. The study ended with a set of recommendations and suggestions for future research.

Keywords: personality traits; the Big Five Personality Traits; Self-stigma; Attitudes; Psychological counselling centres; KAU

 

 


العلاقة بین سمات الشخصیة، والشعور بالخزی، وأسباب التماس المساعدة النفسیة، واتجاهات طلابالجامعة نحو الإرشاد النفسی

د. جهز فهد عقاب المطیری

أستاذ مساعد بکلیة الاداب والعلوم الانسانیة - جامعة الملک عبد العزیز بجدة

مقدمة:

إن تطور الإنسان وتنوع احتیاجاته ومطالب الحیاة والتغیرات الأسریة والاجتماعیة التی یمر بها المرء بما یصاحبها من ضغوط الحیاة وصعوباتها تتطلب الحاجة إلى عملیة إرشادیة منظمة وممنهجة تقدمها المؤسسات المنوط بها إعداد الفرد للحیاة، ومنها المؤسسة التربویة. وقد أصبح الإرشاد النفسی من الخدمات التربویة والنفسیة التی یناط بمؤسسات التعلیم توفیرها للطلاب على نحو نظامی رسمی، ومع ذلک، یعد جانب الإرشاد النفسی من الجوانب المهملة التی لا یلجأ إلیها الطلاب إلا للحصول على عذر رسمی من الدراسة أو الحصول على أعذار تقدم للجان الاختبارات، کما رصدت البحوث منذ منتصف القرن المنصرم وحتى الآن أن هناک اتجاهات سلبیة غیر محببة لدى طلبة الجامعات نحو الإرشاد (رجب، 1977؛ أبو حردان، 1983؛ الصمادی، 1994؛ 1995؛ خریسات، 1995؛ المحمودی، وعبد الله، 2017؛ المشهدانی والفرازی، 2009؛ عطار، 2015؛ عبد الله، والغانمی، 2016).

وتبذل المؤسسات التربویة وما یتبعها من وحدات للإرشاد النفسی ملحقة بالمدارس والجامعات والکلیات جهوداً کبیرة فی مجال تدعیم الصحة النفسیة للطلاب ومکافحة الاضطرابات النفسیة والعقلیة والانحرافات السلوکیة والأخلاقیة التی قد یعانی منها بعضهم؛ بسبب ما تشکله تلک الاضطرابات من تدمیر فی حیاة الناشئة وما یترتب علیها من أخطار تفت فی عضد الأمة، وتضعف شبابها (الزبادی، 2001؛ عبد الله وخوجة، 2014؛ المحمودی وعبد الله، 2017؛ عطار، 2015). فالوقایة من الأمراض النفسیة ومعالجتها یعتمد على ما تقدمه تلک الجهات والمراکز المتخصصة فی الصحة النفسیة والعلاج والإرشاد النفسی من خدمات سواء للأسویاء لمساعدتهم على النمو السوی وتحسین أحوالهم وتخفیف وطأة الضغوط المفضیة فی النهایة إلى المرض النفسی أو للمرضى الذین یعانون بالفعل من مثل تلک الاضطرابات (سلیمان، 2010؛ کوری، 2013).

وقد تکون لمراکز الإرشاد النفسی والتربوی والصحة النفسیة بعض المشکلات مثل عدم وضوح فی أدوار المرشدین ووظائفهم مما یؤثر سلباً فی اتجاهات الطلاب نحو الإرشاد والعلاج النفسی (أبو عیطة، 1996؛ القذافی، 1996؛ الداهری، 2000؛ عید، 2000). ومع ذلک، فهناک اتجاه قوی لتغییر الدور النمطی الذی تقوم به مراکز الإرشاد النفسی فی الجامعات (أرنوط، 2019 ب)، حیث إن المترددین على هذه المراکز أعدادهم فی تزاید مستمر، وما تذکره تلک المراکز فی تقاریرها الرسمیة یشیر إلى تزاید المرض النفسی والمشکلات النفسیة والاجتماعیة التی یعانی منها الطلاب (Stone, 2008). بل إن بعض مراکز الإرشاد النفسی الملحقة على الجامعات یعانی من مشکلات فی توفیر الخدمات العلاجیة و الإرشادیة النفسیة لمواجهة الاحتیاجات المتزایدة للطلاب؛ حتى إن بعضها لجأ إلى تقدیم خدمات الإرشاد النفسی عبر الإنترنت (Lintvedt, Sorensen, Ostvik, Verplanken, & Wang, 2008; Dowling & Rickwood,2013)، کما بدأت هذه الخدمات فی العالم العربی تشق طریقها  (الشعلان، 2013؛ أرنوط، 2018؛ 2019).

وقد تناولت بعض الدراسات أثر سمات الشخصیة والفروق الفردیة بین المسترشدین فی اتجاهاتهم نحو الإرشاد النفسی، مشیرة فی بعض نتائجها إلى وجود علاقة ارتباط قوی بین الإقبال أو الإعراض عن هذه الخدمات اعتماداً على سمات الشخصیة (أرنوط، 2018؛ 2019 أ؛ المحمودی وعبد الله، 2017؛ الغانمی، 2013؛ عطار، 2015؛ عبد الله والغانمی، 2016)؛ إلا أن هذه النتائج لیست حاسمة؛ حیث دعى بعض الباحثین إلى ضرورة إجراء مزید من الدراسات لفحص العلاقة بین الفروق الفردیة وبین الاتجاه نحو الإرشاد النفسی فی الکتابات العربیة (أبکر وراشد، 2018؛ الشریفین والشریفین، 2014؛ نیستول، 2015) أو فی الدراسات الغربیة  (Rochlen, Zack, and Speyer, 2004; Griffiths, 2001; Levin, Haeger, Pierce & Twohig,  2016; Hayes, 2016). وقد استنتج الباحث من مراجعة مثل هذه الدراسات السابقة ومن خلال ممارسته المیدانیة فی العمل الإرشادی أن الکثیر من الأفراد ـ ومنهم طلبة الجامعات ـ یحجمون عن التماس المساعدة النفسیة فی مراکز الإرشاد النفسی نتیجة شعورهم بالخوف من وصمة العار التی قد تلاحقهم نتیجة ترددهم على تلک المراکز. ونظراً لتزاید الحاجة إلى خدمات الإرشاد النفسی لدى طلاب الجامعة نتیجةً لما یعانیه الکثیر من الطلاب من مشکلات نفسیة تؤثر فی حیاتهم الدراسیة والحیاة العامة، فقد کان من الواجب دراسة العوامل المؤثرة فی التردد على مراکز الإرشاد النفسی الملحقة بالجامعات ومنها الشعور بالخزی والاتجاه نحو الإرشاد فی ضوء نظریة نفسیة مؤثرة مثل نظریة العوامل الخمس الکبرى.

مشکلة الدراسة:

           یعتبر العصر الحدیث من العوامل الرئیسة فی ظهور المشکلات النفسیة نظرا لصعوبات التی تواجه الأفراد فی حیاتهم بشتى أنواعها، ویرى الباحث أن عدم توجه الطلاب للاسترشاد من المختصین قد یرجع للشعور بالنقص أو أنهم یعتبرون التوجه لمراکز الإرشاد النفسی حالة من حالات العیب أو قد یرجع لسمات الشخصیة لدیهم أو لشعورهم بالخجل من التردد على مراکز الإرشاد النفسی (المحمودی وعبد الله، 2017؛ برکات، 2017؛ أبکر وراشد، 2018).

أسئلة الدراسة: یکمن السؤال الرئیس للدراسة الحالیة فیما یأتی:

ما الارتباط بین سمات الشخصیة، والشعور بالخزی، وأسباب التماس المساعدة النفسیة لدى طلاب جامعة الملک عبد العزیز واتجاههم نحو الإرشاد النفسی وفق آراء عینة من طلاب الجامعة؟

ویتفرع من هذا السؤال الرئیس التساؤلات البحثیة الآتیة:

  1. ما سمات الشخصیة التی یتمتع بها طلاب جامعة الملک عبد العزیز کما تقاس على مقیاس جولدبیرج (2001) لسمات الشخصیة (تعریب الباحث)؟
  2. ما أسباب تردد الطلاب على مراکز الإرشاد النفسی؟ وما علاقة تلک الأسباب بالشعور بالخزی؟
  3. ما اتجاه طلاب جامعة الملک عبد العزیز نحو الإرشاد النفسی فی مرکز الإرشاد النفسی کما تقاس بمقیاس الاتجاه نحو الإرشاد النفسی Rochlen, Beretvas, and Zack (2004) (تعریب الباحث)؟
  4. ما نوع الارتباط بین سمات الشخصیة، والشعور بالخزی، وأسباب التردد على مراکز الإرشاد النفسی لدى الطلاب واتجاه طلاب جامعة الملک عبد العزیز نحو الإرشاد النفسی؟

أهداف الدراسة:تهدف هذه الدراسة إلى:

1)     التعرف على سمات الشخصیة لدى طلاب جامعة الملک عبد العزیز بجدة على مقیاس جولدبیرج (2001) القائم على العوامل الخمس الکبرى للشخصیة والشعور بالخزی.

2)     التعرف على أسباب التماس المشورة النفسیة فی مراکز الإرشاد النفسی عند طلاب الجامعة وعلاقتها بالشعور بالخزی؛

3)     التعرف على اتجاهات الطلاب نحو الإرشاد النفسی من خلال مقیاس نحو الإرشاد النفسی (2004) Rochlen, Beretvas, and Zack  (تعریب الباحث)؛

4)      استقصاء نوع الارتباط بین سمات الشخصیة والشعور بالخزی وأسباب التردد على مراکز الإرشاد النفسی التماساً للمساعدة النفسیة من ناحیة وبین الاتجاه نحو الإرشاد النفسی من ناحیة أخرى.

الإطار النظری:

أولاً: الشخصیة Personality

تم تناول موضوع الشخصیة فی علم النفس من منظور نظریات التحلیل النفسی والنظریة السلوکیة ونظریة السمات، والنظریة الانسانیة (8 (Schultz & Schultz, 2005,  p.ونظریات نفسیة أخرى (غنیم، 1983)، والشخصیة اصطلاحاً تعنی تجمع کبیر لعدد من الجوانب المعرفیة کالتحصیل والذکاء والاستعداد، والجوانب الوجدانیة کالمیول والاتجاهات، وعوامل أخرى مرتبطة بالتفکیر والدافعیة والسمات المزاجیة والسلوکیات، وتشکل جمیعها منظومة متکاملة تصف الأداء الممیز للفرد أو أنماط سلوکه التی تمکن من فهم سلوکه وسلوک غیره والتنبؤ بهذا السلوک (الشریفین، والشریفین والدقس، 2019). ویمکن القول بأن الشخصیة تشیر الى خصائص الفرد الخارجیة الظاهرة التی یمکن للآخرین رؤیتها ((Schultz & Schultz, 2005,  p.9 ولکل فرد منّا شخصیة یتمیز بها عن غیره من الناس، لکنه مع هذا یشترک مع الآخرین فی الکثیر من مظاهر تلک الشخصیة التی فیها نوع من الثبات فی أسالیبها واتجاهاتها وتأکید هویتها (Ajzen, 1988). أما مصطلح الشخصیة بالإنجلیزیة "Personality" هو مصطلح لاتینی مشتق من کلمة "برسونا Persona " وهی القناع، ویعود استعمالها الى زمن الاغریق حین کان الممثل المسرحی یضع القناع على وجهه عند أداءه لدور شخصیات معینة بغیة ایضاح الصفات الممیزة التی یتطلبها ذلک الدور على المسرح. أی إن المقصود بمصطلح الشخصیة هو المظهر. ویقابل ذلک فی علم النفس الحدیث، السلوک الذی یتفق مع القیام بدور معین (Kala, 1990, p. 467).

وتعرف الشخصیة بأنها مجموع النزعات السلوکیة والانفعالیة للفرد، وهی مجموعة معقدة من الخصائص والممیزات التی تمیز شخص ما عن الآخر (Laird, Laird & Fruehling,, 1975, p. 26). ویعرف (Ryckman, 1993) الشخصیة بأنها "بناء سیکولوجی معقد الذی یحتوی على الخلفیة الوراثیة للفرد وعلى تاریخ التعلم والاسالیب التی تؤثر فیها تعقیدات هذه الاحداث المنظمة والمتکاملة على استجابة الفرد لحافز معین فی البیئة المحیطة (Ryckman, 1993, P. 5).   بینما تعرفها الجوهرة شیبی (2005) بأنها "مجموعة منظمة وموحدة من الخصائص المتسمة بالثبات والدیمومة نسبیا والتی تمیز الفرد عن الاخرین". أما أحمد عبادة (2001) فیرى أن الشخصیة " نظام متکامل من السمات الجسمیة والعقلیة والاجتماعیة والانفعالیة، الثابتة نسبیا، والتی تمیز الفرد عن غیره وتحدد أسلوب تعامله و تفاعله مع الاخرین، وایضا مع البیئة الاجتماعیة والمادیة المحیطة به (عبادة، 2001، ص 13). والسمة کما یعرفها النداوی هی مفهوم ذو طبیعة مجردة، ولا تلاحظ السمة بطریقة مباشرة لدى الفرد وانما من خلال مؤشرات وأفعال معینة. وتعدّ السمة مبدأ لتنظیم بعض جوانب السلوک والتنبؤ به (النداوی، 2006، ص3).  ویعرف جوردون ألبورت سمات الشخصیة (Allport, 1937) بأنها "نظام نفسی عصبی مرکزی عام للفرد، تعمل على جعل المثیرات والمنبهات المتعددة متساویة وظیفیاً. (Matthews & Deary, 1998, P. 7)  أما کارترایت (Cartwright, 1978) فیرى أن السمة هی "مجموعة من ردود الافعال والاستجابات التی ترتبط فیما بینها بنوع من الوحدة وهذه هی التی تسمح للاستجابات ومعالجتها بطریقة واحدة فی معظم الاحوال".

ویمکن تصنیف النظریات الکثیرة للشخصیة إلى ثلاثة نظریات کبرى رئیسة: (1) نظریات ترى الشخصیة هی مجموع العادات السلوکیة للفرد؛ (2) نظریات ترى أن الشخصیة هی مجموع الصفات والمظاهر الخارجیة للفرد، ثم (3) نظریات ترى ان الشخصیة هی الاستعدادات الداخلیة للشخص والعوامل الخارجیة التی تتفاعل معها (مطاوع، 1981، ص120). ومن هذه التعاریف، یرى الباحث أن سمات الشخصیة یمکن ان تعرّف بأنها: (الإطار الذی یجمع خصائص الفرد الممیزة التی لها صفة الثبات والاستقرار النسبی والتی تعکس السلوک والعلاقة التی تربط بین انواع السلوک التی یتصف الفرد بها).

ثانیاً: السمات Traits

إن خواص الشخصیة ومحددات سلوک الفرد تتحدد وفقاً لقیاس السمات الشخصیة، وتفترض نظریة السمات بأن الاستجابات المختلفة للفرد فی المواقف الخاصة تستند الى الاستعدادات المحددة المتوفرة لدیه. وتطلق على هذه الاستعدادات الصفات الفردیة. أی بعبارة أخرى، أنه بالإمکان وصف الافراد والتعرّف علیهم تبعاً للسلوک الخاص بهم. ووفقاً لنظریات السمات، فإن الشخصیة تتألف من مجموعة کبیرة من الصفات والسمات. ویرى الباحثون أن السمة هی الوحدة الرئیسة للشخصیة (عامود،2001، ص 464). والسمة هی مفهوم له طبیعة مجردة لا تلاحظ بطریقة مباشرة بل یمکن ملاحظتها من خلال مؤشرات وأفعال معینة (النداوی، 2006، ص3). وکثیر من السمات تعبر عنها بصفات وقسم منها بالأسماء و بعضها بالأفعال (Cartwright, 1978, p. 238). ویمکن أن یختلف الأفراد فی سمات الشخصیة ویمیز بعضهم عن البعض؛ أی أن هناک فروقا فردیة فیها. وتکون السمة وراثیة أو مکتسبة، أو تکون جسمیة أو معرفیة أو انفعالیة أو متعلقة بمواقف اجتماعیة (عبد الخالق، 1994، ص67). وقد عرّف Allport (1961) السمة بأنها هی الوحدة الطبیعیة Natural Unit لوصف الشخصیة. ویرى جوردون ألبورت أن السمات هی البناءات الداخلیة الموجهة لسلوک الفرد بشیء من الثبات والخاصیة، ویرى (Allport, 1961) أن سمات الشخصیة هی خصائص نفسیة عصبیة ملاحظة فی السلوک، وهی وحدات مستقلة داخل الفرد ولکنها متوافقة (Interdependent) بحیث تتجمع لأحداث الآثار السلوکیة (النداوی، 2006، ص19). وقد صنفها (Allport, 1961) إلى سمات رئیسة Cardinal traits وهی سمات تتمرکز حولها شخصیة الفرد ذات نزعة وراثیة تشمل الدوافع والعواطف مثل الانطوائیة والهستیریة الاستغلالیة، وسمات مرکزیة Central traits وهی سمات تأثیرها أقل من الرئیسة فی سلوک الفرد لکنها مهمة، وسمات ثانویة Secondary traits هی سمات تظهر بین الفینة والفینة ولیس لها تأثیر موجه للسلوک (Allport, 1961, p. 370). ویمیز أولبورت بین السمة وبین الاتجاه والمعاییر، فالسمة لا ترتبط بموضوع أو شیء محدد، بینما الاتجاه یکون نحو شیء محدد. وتکون السمة أکثر عمومیة من الاتجاه (ملیکة، 1989، ص59). أما المعاییر التی یمکن بواسطتها قیاس السمة لدى فرد ما فحددها جوردون ألبورت بـعدد الحالات التی یسلک فیها الفرد سلوکاً معیناً، ومدى استمرار تلک الحالة التی یتبنى فیها الشخص طریقة معینة فی السلوک.

 

 

 

  • ·        النظریات المفسرة للسمات:

قدم عدد من الباحثین (Costa & McCrae, 1985) نظریة فی عوامل الشخصیة أو أنماطها حاولوا فیها أن یبسطوا الشخصیة الإنسانیة إلى عوامل خمسة کبرى هی الانبساطیة Extracersion والطیبة Agreeableness ویقظة الضمیرConscientiousness والعصابیةNeuroticism والأصالة Originality وذلک على الرغم من اختلافهم فی اللغة والمنهج المتبع لقیاس العوامل الخمسة (الأنصاری و عبد الخالق، 1996 ، ص7) ،وأطلقا على المقیاس الجدید اسم استخبار الشخصیة المنقح للعصابیة والانبساطیة والتفتح والذی یتکون من (181)بندا تم استخراجها عن طریق التحلیل العاملی مشتق من عدید من استخبارات الشخصیة (Costa & McCrae, 1992, p. 23) ، کما قام کوستا وماکری بتطویر قائمة من الصفات التی تقیس هذه العوامل والتی اشتقت أساسا من قائمة (Goldberg, 1981) الصفات ثنائیة القطب وتتکون من أربعین صفة فأصبحت القائمة المعدلة تحتوی على ثمانین صفة ، إذ استخرجها من هذه القائمة العوامل الخمسة الکبرى للشخصیة وذلک عن طریق التقدیر الذاتی وتقدیر الملاحظین(Costa McCrae ,1989, p.300).

نظریة العوامل الثلاثة لآیزنک Eysenck’s Personality Theory:

یرى الباحثون أن هناک ثلاثة أبعاد للشخصیة والتی تعرف بالعوامل الثلاثة لآیزنیک الذی خالف بها نموذج العوامل الخمسة، لاعتقاده بأنها تعتبر أکثر ملاءمة ودقة من العوامل الخمسة (العبدلله والشرعة، 2003)؛ إلاّ أن عوامل الخمسة الکبرى ظلت هی النظریة السائدة فی الابحاث النفسیة (Ewen, 1998, P. 141) لکونها تعدّ من بین أحدث النماذج التی طورت لتفسیر الشخصیة من الناحیة العملیة والتطبیقیة فی مجال سیکولوجیة الشخصیة (عبد الخالق والأنصاری، 1996). ویقول (John and Srivastava, 1999, P. 2) إن علم النفس الشخصیة کان فی حاجة الى نموذج وصفی أو تصنیف لمادته البحثیة. ویسمح التصنیف فی علم الشخصیة للباحثین بدراسة المجالات المحددة لممیزات الشخصیة.

 

نظریة العوامل الخمس الکبرى للشخصیة The Big Five Personality Traits:

یرى (Goldberg, 1981) العوامل الخمسة الکبرى (BFF)The Big Five Factors  أنها أبعاد الشخصیة وسماتها الکبرى التی تم تصنیفها إلى خمسة عوامل کبرى. وقد قام الباحثون بسلسلة من دراسات التحلیل العاملی لتنقیة وتطویر الصفات لتمثل مجالات العوامل الخمسة باختیار ما هو مناسب من الصفات لکل العامل من تلک العوامل بشکل فرید لوضع المقیاس المناسب له (McAdams,1990, P. 207). وأظهرت هذه المقاییس اتساقاً داخلیاً عالیاً جداً تصف سمات الشخصیة وفق نظریة العوامل الخمس الکبرى (John and Srivastava, 1999, P. 8). وقام (1985Costa & McCrae,) بسلسلة من الدراسات التجریبیة التی سعت إلى التحقق من وجود العوامل الخمسة الکبرى للشخصیة وأولیا اهتمامهما فی البدایة ببعدی (الانبساط والعصابیة) اللذین أکد علیهما "أیزنک". بعد ذلک، قاما بتحلیل عوامل الشخصیة الستة عشر (PF 16) لـ "کاتیل"، وتوصلا الى استخراج ثلاثة عوامل کبرى للشخصیة: الانبساط والعصابیة والتفتح. ویعرف (Costa & McCrae, 1992) نموذج عوامل الشخصیة الخمس بأنه "تنظیم هرمی لسمات الشخصیة یتضمن خمسة أبعاد أساسیة، هی:

العصابیة Neuroticism (N)): وهی مجموع السمات الشخصیة التی ترکز على عدم التوافق والسمات الانفعالیة السلبیة، وکذلک السلوکیة مثل القلق أو الاکتئاب؛ فالدرجة المرتفعة فی هاتین السمتین تدل على أن الأفراد یتمیزون بالعصابیة؛ فهم أکثر عرضة لعدم الأمان، والأحزان، بینما تدل الدرجة المنخفضة على أن الأفراد یتمیزون بالاستقرار الانفعالی، وأکثر مرونة، وأقل عرضه للأحـزان وعدم الأمان.

الانبساطیة Extraversion(E)): وهی مجموع السمات الشخصیة التی ترکز على کمیة وقوة العلاقات والتفاعلات الشخصیة والمخالطة الاجتماعیة والسیطرة فالدرجة المرتفعة تدل على أن الأفراد مرتفعی الانبساطیة یکونون نشطین ویبحثون عن الجماعة، بینما تدل الدرجة المنخفضة على الانطواء والهدوء والتحفظ.

الطیبة أو المقبولیة ((Agreeableness (A: وهی مجموع السمات الشخصیة التی ترکز على نوعیة العلاقات بین الشخصیة مثل التعاطف والدفء والحنو.

یقظة الضمیر (Conscientiousness (C: وهی مجموع السمات الشخصیة التی ترکز على ضبط الذات والترتیب فی السلوک والالتزام فی الواجبات. ویعکس هذا العامل المثابرة والتنظیم لتحقیق الأهداف المرجوة، فالدرجة المرتفعة تدل على أن الفرد منظم ویؤدى واجباته باستمرار وبإخلاص، بینما الدرجة المنخفضة تدل على أن الفرد أقل حذراً وأقل ترکیزاً أثناء أدائه للمهام المختلفة.

الانفتاح على الخبرة Openness to Experience (O): وهی مجموع السمات الشخصیة التی ترکز على القیم اللاتسلطیة والانفتاح على مشاعر الآخرین وخبراتهم یعکس هذا العامل النضج العقلی والاهتمام بالثقافة، والدرجة المرتفعة تدل على أن الأفراد خیالیون، ابتکاریون، یبحثون عن المعلومات بأنفسهم، بینما تدل الدرجة المنخفضة على أن الأفراد یولون اهتماماً أقل بالفن، وأنهم عملیون فی الطبیعة.

ویعرف الباحث العوامل الخمسة الکبرى للشخصیة أو سمات الشخصیة إجرائیا فی البحث الحالی بأنه الدرجة الکلیة التی یحصل علیها المسترشد على فقرات مقیاس (Goldberg, 2001) القائم على العوامل الخمس الکبرى للشخصیة ـ وهی أبعاد تنتظم هرمیاً لتشمل خمسة أبعاد هی العصابیة والانبساطیة والمقبولیة ویقظة الضمیر والانفتاح على الخبرة ـ کما عربه الباحث لأغراض الدراسة الحالیة. 

  • ·        الشعور بالخزی Stigma:

الشعور بالخزی له بعدان، أحدهما عام والآخر ذاتی (Corrigan, 2004). ولکل بعد تبعاته السلبیة على الفرد مما یمنعه من التماس المشورة والمعونة النفسیة عند المتخصصین فی الإرشاد النفسی والصحة النفسیة (Link & Phlan, 2001). ویعرف الشعور بالخزی المرتبط بالمرض النفسی وطلب المساعدة النفسیة وخدمات الإرشاد النفسی بأنه إدراک الفرد أنه یعانی من عیوب أو أنه غیر مرغوب فیه بسبب معاناته النفسیة وکنتیجة لالتماسه المساعدة النفسیة المحترفة فی مراکز الإرشاد النفسی (Vogel, Wade, & Haake, 2006) . ویراه الرویلی (2008، ص 29) بأنه "کل ما یمارس من ردود أفعال قصدیة أو عفویة تعبر عن الاستهجان أو التحقیر وأحیانا الشفقة المبالغ فیها ویشعر معها الفرد بالدونیة أو بأنه یحمل صفة سلبیة تصمه عن الآخرین وتؤثر فی ذاته وتحد من تفاعله الاجتماعی وتشعره بالنبذ والعزلة.

وهناک بعض الدراسات التی دعمت فرضیة وجود علاقة بین الشعور بالخزی والاتجاه نحو طلب المساعدة النفسیة (Corrigan and Scior, 2018; Fang, Pieterse, Friedlander & Cao, 2011;   Mannarini & Rossi, 2018; Schomerus, Schwahn, C., Holzinger Corrigan, Grabe, & Carta, 2012; Vogel, Wade, & Hackler, 2007). وقد وجد (Vogel, et al., 2007) وجود علاقة ارتباط بین الشعور بالخزی العام والشعور بالخزی الذاتی، فالأول یقود إلى الثانی بالضرورة، ویؤثر فی الاتجاه نحو طلب المساعدة والمشورة النفسیة والإرشاد النفسی. وهی نتیجة أکدتها دراسة (Vogel, Wester, Wei, and Boysen (2005) وقد أکدت الدراسة أن هناک ثلاثة قضایا أو أنواع من المشکلات الخاصة وأحد عشر عاملاً نفسیاً تؤثر فی الشعور بالخزی. وقد حدد (Vogel et al., 2005) أن المشکلات النفسیة الأکثر ذیوعاً تتعلق بواحدة أو عدد من القضایا الثلاث الرئیسة، وهی المشکلات الاجتماعیة Interpersonal issues والمشکلات الدراسیة Academic issues ومشکلات تعاطی المخدرات والکحولیات Drug/Alcohol issues، وقد درسها الباحثون من خلال أحد عشر عاملا نفسیا هی: الوصمة الاجتماعیة ومخاوف العلاج والفضیحة الذاتیة Self-disclosure والإخفاء الذاتی Self-concealment والمخاطر المتوقعة والأعراف الاجتماعیة والشعور بالکرب Distress والدعم الاجتماعی والعلاج السابق وجنس العمیل. ویمکن تلخیص العوامل النفسیة الأحد عشر التی تؤثر فی القضایا والمشکلات النفسیة الکبرى التی یعانی منها البعض والتی تؤثر فی التماس المساعدة النفسیة کما یراها فوجین وزملاؤه فی الشکل الآتی:

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

شکل (1): نموذج العوامل المؤثرة فی الشعور بالخزی (Vogel et a, 2005, p. 461)

 ومن ثم، فقد کشفت الدراسة عن أن الاتجاه نحو الإرشاد النفسی یتأثر أکثر ما یتأثر بالعلاج النفسی السابق، والدعم الاجتماعی، والأعراف والعادات الاجتماعیة، والفائدة المرجوة من الإرشاد أو العلاج النفسی، وعدم السریة فی إفشاء بیانات العملاء والشعور بالخزی الاجتماعی. وبحسب دراسات أخرى، یشتد الشعور بالخزی عند الأقلیات وعند النساء (Miville & Constantine, 2007).

  • ·        الاتجاه نحو الإرشاد Attitude towards Counselling:

یشیر مصطلح الاتجاه النفسی إلى ذلک الشعور الذی یعبر عنه الفرد نحو الأفراد أو المؤسسات أو الأفکار والمبادئ أو القضایا الاجتماعیة. وهو حالة من الاستعداد أو التأهب العصبی والنفسی ینتظم من خلال خبرة الشخص وتکون ذات تأثیر توجیهی أو دینامی على استجابة الفرد لجمیع الموضوعات والمواقف التی تستثیر هذه الاستجابة (محمود، 1994). وکلاسیکیاً، عرف جوردون ألبورت الاتجاه بأنه "حالة من الاستعداد أو التأهب العصبی والنفسی تنتظم من خلال خبرة الشخص وتکون ذات تأثیر توجیهی أو دینامی على استجابة الفرد لجمیع الموضوعات والمواقف التی تستثیر هذه الاستجابة (O'Keefe, 2002, p. 6). کما عرفه الحارثی بأنه "تهیؤ عقلی عصبی خفی متعلم منظم حول الخبرة للاستجابة بانتظام بطریقة محببة أو غیر محببة فیما یتعلق بموضوع الاتجاه" (الحارثی، 1992، ص 53). وتعرفه موسوعة علم النفس والتحلیل النفسی بأنه دافع مکتسب یتضح فی استعداد وجدانی له درجة ما من الثبات یحدد شعور الفرد ویلون سلکوه بالنسبة لموضوعات معینة من حیث تفضیلها أو عدم تفضیلها، أما موضوع الاتجاه فقد یکون شخصا معینا أو جماعة ما أو شعبا ما أو مادة علمیة أو مذهباً آیدیولوجیا ما أو فکرة ما أو مشروعا ما، وهکذا تتعدد موضوعات الاتجاه وتتنوع (طه، 2010، ص 23).

وتأتی أهمیة الاتجاه من التفاعل بین الأفراد والجماعات بما یؤثر فی المجال الاجتماعی والتربوی والنفسی، فالاتجاهات تؤثر فی تحدید سلوکنا من خلال تأثیرها فی أحکامنا الإیجابیة أو السلبیة، وإدراکنا للآخرین؛ بل وإدراکنا لأنفسنا، وفی درجة وکفاءة عملیة التعلم. کما أن الاتجاهات تساعد على تحدید الجماعات التی ترتبط بها، والمهن التی نختارها والأحزاب والأندیة التی نفضلها أو مختلف الجماعات التی یحویها البناء الاجتماعی لتحقیق أهدافنا فی الحیاة (زیتون، 1988). لذا، فإن الاتجاهات تمثل حلقة الوصل بین الشخصیة، والمعتقدات والسلوک (Ajzen, 1988)، کما أنها توجه استجابات الفرد للأشخاص والأشیاء والموضوعات بطریقة تکاد تکون ثابتة، وتحمله على أن یحس ویدرک بطریقة محددة إزاء موضوعات البیئة الخارجیة (زهران، 1997، ص145).

  • ·        النظریات المفسرة للاتجاه

1-   نظریات التعلم: حیث یلعب الاشتراط دوراً هاماً فی تکوین الاتجاهات ویساعدنا الاشتراط الکلاسیکی فی تفسیر استجابات الاشخاص الانفعالیة تجاه غیرهم من الاشخاص أو تجاه الموضوعات والمواقف. فالفرد تکون بالنسبة له کافة الموضوعات محایدة من خلال المعلومات والخبرات التی تنقل إلیه أو یمر بها.

2) النظریات المعرفیة: حیث تؤکد النظریات المعرفیة أن الأفراد یسعون دائما إلى تحقیق الترابط والتماسک وإعطاء معنى لأبنیتهم المعرفیة، أی یسعون إلى تأکید الاتساق فیما بین معارفهم المختلفة، وبالتالی فإنه لن یقبل الفرد إلا بالاتجاهات التی تتناسب مع بنائه المعرفی الکلی.

دراسات سابقة:

قام بعض الباحثین بدراسة سمات الشخصیة وعلاقتها بالاسترشاد النفسی ومنها دراسة محمد القیسی (1984) التی هدفت لاستقصاء العلاقة الارتباطیة بین سمات الشخصیة وفاعلیة المرشد وجنسه فی الأردن على عینتین من (80) مرشدا ومرشدة و(400) مسترشداً من الجنسین. استخدم الباحث مقیاس کاتل لقیاس سمات الشخصیة واختبار تقدیر المرشد من إعداد لیندن وزملائه. أظهرت النتائج أن المرشدین مرتفعی الفعالیة یتمیزون عن أقرانهم متوسطی الفعالیة ومنخفضی الفعالیة بأنهم أکثر میلا للمغامرة والدهاء والکیاسة وأکثر اتساماً بسمات التحفظ والثبات الانفعالی والمیل للسیطرة ویقظة الضمیر والمغامرة والتخیلات وأنهم أکثر انضباطاً من الناحیة الاجتماعیة.

کما قامت دراسة یوسف عرار (2003) بدراسة سمات المرشد النفسی والتربوی على عینة من (140) من مدراء المدارس من النوعین باستخدام استبانة من إعداد الباحث؛ حیث وجد الباحث أن سمات الشخصیة بشکل عام لدى المرشد تؤثر فی فاعلیته وتأثیره على المسترشدین.

أما دراسة ناصر عسیری (2013) فهدفت إلى تعرف العوامل الخمسة الکبرى للشخصیة (الانبساطیة والعصابیة والانفتاح والمقبولیة ویقظة الضمیر) وعلاقتها بدافعیة الإنجاز لدى المرشدین باستخدام مقیاس سمات الشخصیة ل، (Costa & McCrae, 1992) ومقیاس دافعیة الإنجاز لمحمد جمیل منصور (1986)، وانتهت النتائج باکتشاف وجود علاقة ارتباطیة دالة بین سمات الانبساطیة والانفتاح ویقظة الضمیر والمقبولیة من جانب والدرجة الکلیة على مقیاس دافعیة الإنجاز لدى المرشدین.

کما قام معیوف المحمودی وهشام عبد الله (2017) بدراسة سمات الشخصیة وعلاقتها بجودة الخدمات الإرشادیة؛ حیث کانت العینة مکونة من (94) مرشداً استخدم الباحثان مقیاس آیزنک للشخصیة ومقیاس جودة الخدمات الإرشادیة من إعداد عبد الله والغانمی (2016). وانتهت الدراسة إلى وجود علاقة ارتباطیة ذات دلالة إحصائیة بین سمات الشخصیة وجودة برامج الخدمات الإرشادیة وخاصة على بعد الانبساطیة والعصابیة والذهانیة.

ومن جانب، قام (Thompson, Brossart, Carlozzi & Milville, 2002) بدراسة العلاقة بین العوامل الخمس الکبرى للشخصیة والاتجاه نحو تنوع المرشدین النفسیین؛ حیث تم استخدام  مقیاس Costa & McCrae (1992) طبقت على (106) مسترشداً فی خمس جامعات فی شمال شرق الولایات المتحدة وقد أسفرت النتائج عن وجود علاقة ارتباطیة موجبة دالة إحصائیاً بین الاتجاه نحو التنوع العالمی للمرشدین وبین الانفتاح على الخبرة کسمة کبرى من سمات الشخصیة مما یؤثر فی جودة الخدمات الإرشادیة وتشجیع المسترشدین على التماس المساعدة النفسیة فی مراکز الإرشاد الملحقة على الجامعات.

ومن جانب آخر، فقد أجریت دراسات عدیدة حول الاتجاهات نحو خدمات الصحة النفسیة والإرشاد النفسی مع مختلف المجموعات العرقیة والإثنیة، بما فی ذلک السکان الأمریکیین القوقازیین والأفارقة (Fischer & Shaw, 1999; Neville, Heppner, & Wang, 1997; Nickerson, Helms, & Terrell, 1994)، الأمریکیین الأصلیین (Casas & Vasquez, 1996; Gloria & Rodriguez, 2000)، الأمریکیین الآسیویین والآسیویین (Trimble, Fleming, Beauvais, & Jumper-Thurman, 1996) ومن الشرق الأوسط (Kitamo & Maki, 1996; Mori, 2000). فقد أجرى Fischer & Shaw, 1999 دراستهما على عینة قوامها (119) شاباً أمریکیاً من أصول إفریقیة استقصیا فیها العلاقة بین الصحة النفسة والعنصریة باستخدام المنهج الوصفی بالاستبانة، وقد أسفرت النتائج عن أن وجود رسائل التفرقة العنصریة فی عملیات التنشئة الاجتماعیة تضعف الصحة النفسیة، کما وجدت الدراسة أن تقدیر الذات یؤثر فی حالة الصحة النفسیة لدى أفراد العینة بینما معتقدات التنشئة الاجتماعیة ذات الطابع العنصری وشبکات العلاقات الاجتماعیة لیس لها دور مؤثر أو منبئ بحالة الصحة النفسیة، وانتهت الدراسة إلى أن الفروق الفردیة فی مدرکات المفحوصین حول التمییز العنصری تشکل إلى أی مدى تتأثر الصحة النفسیة لدى الأمریکیین من أصول إفریقیة.

أما فی دراسة Neville, Heppner, & Wang, 1997 فقد قام الباحثون بفحص العلاقة الارتباطیة بین الاتجاه نحو الهویة العرقیة ومؤثرات الضغوط النفسیة وأسالیب التوافق الاجتماعی لدى طلبة الجامعة الأمریکیین من أصول إفریقیة؛ حیث طبقت الدراسة على (90) طالباً أعمارهم بین 17 و39 سنة یرتادون جمیعهم جامعات یغلب علیها العرق الأبیض من خلال تطبیق مقیاس الاتجاه نحو الهویة العرقیة وقائمة ضغوط الدارسین السود وقائمة حل المشکلات ومقیاس اسالیب التوافق الاجتماعی المرکز حول المشکلات، وبتحلیل الانحدار کشفت الدراسة عن أن الاتجاه نحو الهویة العرقیة من المنبئات الدالة على وجود ضغوط لدى الطلاب ومن ثم التأثیر فی صحتهم النفسیة وطلبهم للمساعدة النفسیة فی مراکز الإرشاد الجامعیة وکذلک کانت الضغوط والعوامل الثقافیة من منبئات الصحة النفسیة وطلب المساعدة النفسیة فی مراکز الإرشاد النفسی فی الجامعات.

أما دراسة Nickerson, Helms, & Terrell, 1994 فقد استقصت العلاقة بین الاتجاه نحو التماس المساعدة النفسیة وآراء المفحوصین العرقیة لدى عینة قوامها (105) من طلاب الجامعة السود من خلال قائمة عدم الثقة الثقافیة من إعداد Terrell & Terrel ومقیاس الاتجاه نحو التماس المساعدة النفسیة لـ Plotkin ومقیاس الرضا عن الخدمات الاجتماعیة لـ Reid-Gundlach. کشفت الدراسة عن أن عدم الثقة من جانب البیض إزاء السود تؤدی إلى تنمیة الاتجاهات السلبیة نحو التماس المساعدة النفسیة فی مراکز الإرشاد النفسی فی الجامعات.

أما فی دراسة Gloria & Rodriguez, 2000 فقد استقصى الباحثان العلاقة بین الهناء النفسی وأسالیب التوافق الاجتماعی والصحة النفسیة لدى طلاب المستوى الجامعی الأول على عینة قوامها (98) طالباً؛ فقد کشفت الدراسة عن أن إدراک أفراد العینة للمعوقات الدراسیة والثقافیة تحول دون التماس طلبة الجامعة للمساعدة النفسیة فی مراکز الإرشاد النفسی فی الجامعات.

وتشیر نتائج هذه الدراسات إلى أن هناک عوامل رئیسة تؤدی أدوارا رئیسة فی التنبؤ بالاتجاهات نحو السعی للحصول على مساعدة نفسیة مهنیة أو ما یسمى بالإرشاد النفسی مثل النوع الاجتماعی، والخبرة السابقة فی التعلیم، وشدة المشکلة التی یعانی منها المسترشد، والتشابه بین العملاء والمرشدین النفسیین (على سبیل المثال، التشابه فی النوع بین المرشد والمسترشد)، ومن العوامل الأخرى أیضاً الشعور بالخزی الاجتماعی، وثقافة المجتمع أو والتراث الثقافی، مما بینت الدراسات أن له تأثیرا کبیرا على اتجاهات المسترشدین تجاه السعی للحصول على مساعدة نفسیة مهنیة. وعلاوة على ذلک، تبین تلک الدراسات أن السلوک النفسی لطلب المساعدة فی الحصول یرتبط فی علاقة إیجابیة مع المتغیرات الدیموغرافیة، مثل العمر والتعلیم بین طلاب الجامعات. وهناک أیضا اختلافات على أساس نوع الجنس والخلفیات الثقافیة.

إن طلب المساعدة أو الإرشاد النفسی لمشکلة ما هو عملیة طبیعیة یشارک فیها الکثیر من الناس فی کل یوم. والمشاکل التی یلجأ إلیها الناس للحصول على خدمات الإرشاد النفسی عدیدة، ومنها: (أ) الإجهاد اللاحق للتعرض لصدمة نفسیة (مثل، صدمة ما بعد غزو الکویت)؛ (ب) الأمراض الجسدیة (مثل السرطان)؛ (ج) تعاطی المخدرات (مثل إدمان الکحول) (د) التخطیط المهنی (مثلا، التقدم بطلب للحصول على وظیفة)، (ه) الشواغل الأکادیمیة (مثل مهارات الدراسة) و (و) الشواغل العاطفیة (مثل القلق والاکتئاب)، و (ز) الخسارة (مثل الطلاق) (Skovholt et al., 1998). وبالمثل، یقول (Hill and O’Brien, 1999, p. 3): "یحتاج معظم الناس إلى المساعدة فی مرحلة ما من حیاتهم للتعامل مع القضایا المزعجة التی تعیق نموهم الشخصی وتحد من إمکاناتهم". وقد تتراوح المشاکل التی یسعى أصحابها للحصول على المساعدة النفسیة من إدارة الوقت أو مهارات الدراسة للتعامل مع انخفاض الثقة بالنفس، والاکتئاب، أو العمل للتغلب على الحزن. ویقوم المسترشدون غالبا باللجوء إلى أفراد الأسرة أو الأصدقاء المقربین للحصول على المشورة أو الدعم فی التعامل مع مشکلة ما. ویرى بعض الباحثین أنه "إذا لم یتمکن هؤلاء" المساعدین الطبیعیین "من تقدیم المساعدة الکافیة، فقد یلجأ الأشخاص إلى الزعماء الدینیین، فإن لم یجدوا عندهم الحل، فقد یلجؤون إلى المهنیین" (Hinson and Swanson, 1993, p. 465). وبوجه عام، یلتمس الأفراد المساعدة، لیس فقط لأنهم یعانون من محنة، بل أیضا لأنهم یمیلون إلى إدراک الآخرین کمصادر محتملة للدعم والمساعدة النفسیة.

وحول العلاقة بین الإرشاد النفسی والدعم الاجتماعی المدرک، فإن النظرة السائدة بین علماء النفس والاجتماع هی أن الدعم الاجتماعی یفهم على أنه أفضل بناء متعدد الأبعاد (Turner & Turner, 1999; Vaux, 1988)؛ وهنا قام Vaux, 1988 بمراجعة البحوث والنظریات التی تناولت دور الدعم الاجتماعی لملتمسی خدمات الإرشاد النفسی وغیرها من خدمات الصحة النفسیة وأشار الباحث إلى أن الدراسات السابقة وجدت روابط بین العوامل الاجتماعیة والنفسیة وتأثیرها فی الهناء النفسی والشعور بالرضا نحو التماس المساعدة النفسیة فی مراکز الإرشاد النفسی؛ حیث خلص عدد من الباحثین إلى أن الدعم الاجتماعی هو بناء متعدد العوامل یصف أنواعا أو فئات مختلفة من الدعم الاجتماعی ینبغی النظر إلیها باهتمام کبیر. وقد رأى (Vaux, 1988, p. 28) أنه من الأفضل النظر إلى الدعم الاجتماعی على أنه عبارة عن مفهوم فرضی "یتألف من عدة بنى نظریة مستقرة ومتمیزة" (ص 28).

وقد بحث العدید من الباحثین دور الدعم الاجتماعی والأحداث الإجهاد الحیاة فی المواقف تجاه واستخدام خدمات الصحة النفسیة وعلم النفس الإرشادی. وقد أظهرت أن غیاب الدعم الاجتماعی أو انقطاع فی نظام دعم الفرد ترتبط بمعدلات أعلى من العلاج النفسی الذی یتطلب خدمات علم النفس الإرشادی المنتظمة (Sherbourne, 1988). وقد أظهرت دراسات أخرى علاقة بین الضائقة النفسیة أو حالة الصحة العقلیة واستخدام خدمات الصحة العقلیة، وکذلک بین الاکتئاب والسعی للعلاج النفسی (Sherbourne, 1988; Amori, 1987).

وتشیر دراسة (Sherbourne, 1988) إلى أن الأشخاص الذین لدیهم دعم صغیر من الأقارب والأصدقاء کانوا أکثر عرضة لاستخدام خدمات الصحة العقلیة من أولئک الذین أفادوا بتلقی دعم أکبر من الأقارب والأصدقاء (Sherbourne, 1988). وأظهرت نتائج دراسة (Sherbourne, 1988) أیضا أن کمیة الاتصالات الاجتماعیة یحافظ على تأثیر الأحداث الخسارة على استخدام خدمات الصحة العقلیة.

ویستخدم الأشخاص الذین لدیهم أکبر عدد من الاتصالات الاجتماعیة خدمات أقل من تلک التی لدیها أقل عدد من الاتصالات الاجتماعیة. وکانت العوامل المؤهبة الفردیة والتمکینیة مؤشرا هاما على استخدام خدمات الصحة العقلیة. على سبیل المثال، وجدت شیربورن أن النساء، والشباب، وأکثر الناس تعلیما عالیا یستخدمون خدمات الصحة العقلیة أکثر من الرجال، وکبار السن، وأقل تعلیما. وقد أشارت النتائج أن بعض المتغیرات مثل حجم الأسرة والدخل والعرق لم تکن منبئات جیدة للجوء إلى استعمال خدمات الصحة النفسیة مثل الإرشاد النفسی والتماس المساعدة النفسیة المهنیة. لکن، قد یکون القلق هو المنبئ الرئیس الذی کشفت عنه نتائج دراسة (Sherbourne, 1988) باعتباره عاملا موجها نحو کیفیة التماس وتقدیم الدعم الاجتماعی وکیف یتم تحدید عوامل التماس المساعدة النفسیة المهنیة نتیجة أحداث الإجهاد الحیاة. ولذلک، فإن تعمیم نتائج دراسة (Sherbourne, 1988) یقتصر على أوضاع اجتماعیة مماثلة. وعلاوة على ذلک، یبقى السؤال بشأن ما إذا کان من المتوقع أن تتوقف أحداث الدعم الاجتماعی والحیاة الاجتماعیة عن قرار استخدام خدمات الصحة النفسیة والإرشاد فی مختلف البیئات الاجتماعیة والبیئیة.

وأفاد (Hill and O’Brien, 1999) أن الکثیر من الناس یسعون للحصول على المساعدة عندما یدرکون أنهم یواجهون وضعا مرهقا یتطلب الحصول على المساعدة من الآخرین. هؤلاء الناس یسعون للمساعدة عندما مشاعرهم المؤلمة أکبر من الحواجز الفعلیة فی طلب المساعدة من المهنیین النفسیین. غیر أن الکثیر من الناس یترددون فی طلب المساعدة المهنیة ویشعرون بالحرج أو الخجل أو الوصم بشأن طلب المساعدة أو یعتقدون أن الحصول على المساعدة یشکل ضعف أو عدم کفایة (Westermeyer, 1993). ونتیجة لذلک، لیس من المستغرب أن یجد الباحثون أن الأفراد یسعون للحصول على المساعدة النفسیة والإرشاد أولا من الأقارب والأصدقاء، وأخیرا من المهنیین المتخصصین (Hill &  O’Brien, 1999). وهناک العدید من العوامل الأخرى التی تجعل الناس یترددون فی طلب المساعدة النفسیة، مثل المخاوف من وصفهم بمرض عقلی أو معتقدات بأن أحدا لن یفهم مشاکلهم الحقیقیة (Hill & O’Brien, 1999; Sue, Sue, & Sue, 1994).

وقد استخدم (Tata and Leong, 1994) مقیاس (Fischer and Turner, 1970) للاتجاهات نحو البحث عن المساعدة النفسیة المهنیة scale of Attitudes Toward Seeking Professional Psychological Help (ATSPHHS)  ومقیاس (Vaux, Riedel & Stewart, 1987) للتوجه نحو استخدام الموارد الاجتماعیة scale of Orientation Toward the Utilization of Social Resources (OTUSRS)  فی التعرف على الاتجاهات نحو توفیر الإرشاد المهنی والمساعدة النفسیة ودعم الشبکات الاجتماعیة بین الطلاب الأمریکیین الصینیین؛ حیث طبقت الدراسة على عینة قوامها (219) طالباً أمریکیاً من أصول صینیة فی إحدى جامعات وسط غرب الولایات المتحدة. وقد کشفت نتائج تحلیل الانحدار الهرمی إلى أن توجیه الشبکات الاجتماعیة شکل 12٪ من التباین وقدم مساهمة کبیرة فی التنبؤ بمتغیر الاتجاه نحو التماس المساعدة النفسیة المهنیة والإرشاد النفسی من خلال هذین المقیاسین، ومن المرجح أن یکون لدى الطلاب الصینیین الأمریکیین الذین لدیهم توجه أقل فی الشبکات الاجتماعیة اتجاهات إیجابیة تجاه طلب المساعدة النفسیة المهنیة والإرشاد النفسی.

وقد أظهرت عدة دراسات (على سبیل المثال، برکات، 2017؛ أبکر وراشد، 2018؛ أحمد، 2010 Hinson & Swanson, 1993) أن شدة الأحداث الحرجة هی أهم العوامل التی تسهم فی طلب المساعدة المهنیة من خلال الإرشاد النفسی ومراکزه المتغیرة لا سیما فی البیئات الجامعیة؛ حیث یمکن أن یؤدی التعرض لأحداث الإجهاد الحیاتی إلى سلسلة من الشدة من أعراض الشعور بالقلق أو الخوف أو القلق من خلال حالات القلق والاکتئاب العابرة للاضطراب العاطفی (Sherbourne, 1988). یعرف Barlow (1991) القلق بأنه بنیة إدراکیة عاطفیة فضفاضة تضم تأثیراً سلبیاً، وشعوراً بعدم السیطرة على الأحداث المستقبلیة، والترکیز على الذات. وتشکل اضطرابات القلق 31٪ من إجمالی تکالیف الصحة النفسیة والإرشاد النفسی، وتتجاوز تلک الناجمة عن الاضطرابات المزاجیة (22٪) والفصام (20٪) (Craske, 1999; Rice & Miller, 1993). ویرى (Craske, 1999) أنه على الرغم من العواقب الخطیرة للقلق غیر المعالج، فإن معظم الأفراد لا یسعون للعلاج. ومع ذلک، فإن المواقف تجاه طلب المساعدة النفسیة قد ارتبطت بشکل إیجابی بزیادة شدة القلق والاکتئاب بحسب بعض الدراسات (Amori, 1987; Asser, 1978; Craske, 1999; Yokopenic, Clark, & Aneshensel, 1983). فقد یکون رد فعل کثیر من الناس على حادث حیاة أو المعاناة من مشکلة نفسیة أو جسدیة مصحوبة بأعراض القلق خاصة إذا استمرت هذه الأعراض أو أثرت بشکل سلبی فی قدرات الفرد على العمل بفعالیة، فمن المعقول أن نفترض أنها قد تؤدی بهؤلاء إلى السعی للحصول على مساعدة فی شکل إرشاد نفسی أو علاج نفسی أو عند مرورهم فی أی مستوى معین من الاکتئاب أو القلق (O’Neil, Lancee, & Freeman, 1984).

وفیما یتعلق بالعلاقة بین الاتجاه نحو الإرشاد النفسی وسمات الشخصیة، جاءت دراسة Atik & Yalçin (2011)؛ حیثتناولا فیها العلاقة بین اتجاهات الطلاب الجامعیین والسمات الشخصیة لدیهم والعوامل الدیموغرافیة والاتجاه نحو الإرشاد النفسی. وقد تناولت الدراسة تأثیرات سمات الشخصیة، والجنس، والخبرة السابقة فی مجال الإرشاد النفسی، والمعرفة حول الخدمات النفسیة المقدمة فی الحرم الجامعی على اتجاهات الطلاب الجامعیین الأتراک وتفضیلاتهم الأولیة لمصادر المساعدة ضمن خدمات الإرشاد النفسی. وأشار تحلیل الانحدار الخطی الهرمی إلى أن الإناث، وأولئک الذین لدیهم معرفة عن الخدمات النفسیة المقدمة فی الحرم الجامعی، وأولئک الذین تم إرشادهم خارجها، اتجاهات فی غالبها مقبولة، وقد فضل معظم الطلبة فی البدایة تبادل مشاکلهم/مخاوفهم مع أقرانهم. وفی السیاق ذاته، قام Jennings, et al. (2017) بالبحث فی الحواجز المتصورة (تصورات الخزی، والمواقف السلبیة حول الإرشاد النفسی، وتصورات الحواجز العملیة)، فضلا عن السمات الشخصیة الخمسة الکبرى، والتی تؤثر فی التماس الإرشاد النفسی بین طلاب الجامعات الذین یبلغون عن مشکلة صحیة عقلیة حالیة. وأظهرت نتائج تحلیل الانحدار أن الخزی المتصور بسبب الآخرین، والشعوری الخزی من الذات، والمواقف السلبیة حول العلاج، والحواجز العملیة کانت جمیعها مرتبطة باحتمال أقل فی سعی الطلاب للحصول على الإرشاد النفسی عندما یعانون من مشکلة نفسیة ما. وقد بینت النتائج کذلک أن من سمات الشخصیة النموذجیة المکونة من خمسة عوامل، کانت العصبیة فقط هی السمة التی ارتبطت باحتمال أکبر من الحصول على الإرشاد عندما یعانی الطلاب من مشکلة فی الصحة العقلیة. وباعتبار جمیع التنبؤات الهامة فی النموذج الشرطی النهائی التدریجی، کان الخزی من الذات والحواجز العملیة، والعصبیة مؤشرات فریدة من نوعها بشکل کبیر.

وقد أشارت دراسة (Perenc & Radochonski, 2016) إلى أهمیة تناولالعلاقة بین العوامل النفسیة والاتجاهات نحو طلب المساعدة النفسیة المهنیة أو الإرشاد النفسی، حیث بینت الدراسات السابقة أن دور بعض المحددات لا تزال غیر مستکشفة، وخاصة بین الشباب البولندی. وقد بحثت هذه الدراسة التنوع بین مجموعة کبیرة من طلبة الجامعات البولندیة فیما یتعلق باتجاهاتهم نحو طلب المساعدة والاسترشاد النفسی والأدوار التنظیمیة للجنسین ومستوى التعلیم الجامعی وموقع المراقبة الصحیة والشعور بالاتساق. وکشفت النتائج أنه من بین المتغیرات الاجتماعیة الدیموغرافیة، فإن الإناث والوصول إلى سن التخرج من الدراسة الجامعیة من بین المحددات أو المنبئات القویة باتجاه طلبة الجامعة نحو طلب المساعدة النفسیة أو الإرشاد النفسی. کما بینت النتائج وجود علاقة ارتباط بین وجهة الضبط الداخلیة وجمیع مجالات الإحساس بالتماسک ارتباطا کبیرا بالدرجات المتعلقة بالاتجاه نحو البحث عن المساعدة النفسیة والإرشاد النفسی. وترتبط الاتجاهات نحو عن المساعدة النفسیة ارتباطا وثیقا بنوع الجنس، والالتحاق بالدراسات العلیا فی الجامعة، ومراکز الإرشاد النفسی، والشعور بالتماسک.

أما دراسة (Hyland, et al., 2014)، فقد سعت إلىتقنین مقیاس الاتجاهات نحو طلب خدمات الصحة النفسیة (مقیاس الاتجاه نحو الإرشاد النفسی ـ إعداد الباحثین) من خلال أسلوب التحلیل العاملی التوکیدی لهیکل المقیاس المکون من ثلاثة عوامل فی حین أثبتت نتائج الصدق والثبات أن المقیاس یتمتع بدرجة ممتازة من الاتساق الداخلی. وأشارت نمذجة المعادلة الهیکلیة إلى أن المیل إلى البحث عن المساعدة النفسیة أو الاسترشاد هو أقوى عامل تنبؤی یدلل على القصد للمشارکة فی الإرشاد النفسی یلیه الانفتاح النفسی. أما عامل العصابیة کان ضعیفا فی التنبؤ بالاتجاه نحو الاسترشاد النفسی فی المقیاس، لکنه یظل مؤشراً مهما یدلل على القصد نحو مراکز الإرشاد النفسی.

وعلیه، تشیر الدراسات السابقة إلى وجود علاقة ارتباط بین الاتجاهات والتماس الإرشاد النفسی، وتشیر الدراسات التی تم استعراضها هنا إلى أن الأفراد یلجؤون إلى طلب المساعدة المهنیة من خلال مراکز الإرشاد النفسی فی حالات التعرض للإجهاد الحیاتی وعند القلق والخوف والاکتئاب وغیرها من الاضطرابات النفسیة والسلوکیة. کما أفادت دراسات قلیلة إلى وجود علاقة بین سمات الشخصیة والاتجاهات فی طلب المساعدة المهنیة من خلال الإرشاد النفسی، وقد تنوعت تلک الدراسات فی البیئات التی أجریت فیها، وفی العینات التی أجریت علیها، غیر أنه لا توجد دراسات عربیة ـ فی حدود علم الباحث ـ یمکن الاحتکام إلى نتائجها فی إثبات العلاقة بین الاتجاهات النفسیة وسمات الشخصیة عند طلب المساعدة المهنیة من خلال مراکز الإرشاد النفسی الملحقة على الجامعات فی المملکة العربیة السعودیة.

فروض البحث: تقوم الدراسة على اختبار صحة الفروض الآتیة:

  1. توجد علاقة ارتباطیة إیجابیة دالة إحصائیاً بین سمات الشخصیة والاتجاه نحو الإرشاد النفسی.
  2. لا یمکن التنبؤ من خلال المتغیرات المستقلة بأبعاد الشخصیة الخمسة بالاتجاه نحو الإرشاد النفسی.

2. توجد علاقة ارتباطیة سلبیة دالة إحصائیاً بین الشعور بالخزی والاتجاه نحو الإرشاد النفسی.

3. توجد علاقة ارتباطیة إیجابیة دالة إحصائیا بین سمات الشخصیة وأسباب طلب المساعدة من خلال مراکز الإرشاد النفسی

4. توجد علاقة ارتباطیة إیجابیة دالة إحصائیاً بین سمات الشخصیة والشعور بالخزی من التردد على تلک المراکز من ناحیة وبین والاتجاه نحو الإرشاد النفسی من ناحیة أخرى؟

منهجیة البحث:

قام الباحث بتوظیف المنهج الوصفی الارتباطی فی استقصاء السمات الشخصیة لطلبة الجامعة على مقیاس سمات الشخصیة لجولدبیرج (2001) القائم على العوامل الخمس الکبرى للشخصیة. کما قام بتحدید أسباب التردد على مراکز الإرشاد النفسی لتعرف أسباب التماس المساعدة والمشورة النفسیة وفق مقیاس أسباب التماس المساعدة النفسیة فی مرکز الإرشاد النفسی، وکذلک قام بتحدید مقدار الشعور بالخزی لدى الطلاب عند التماس المساعدة النفسیة وفق مقیاس الخزی من الاسترشاد النفسی لفوجیل وآخرین (تعریب الباحث)، کما قام بالتعرف على اتجاهات الطلاب نحو الإرشاد النفسی من خلال مقیاس الاتجاهات نحو الإرشاد من إعداد Rochlen, Zack, and Speyer (2004) من تعریب الباحث.

الأسلوب الإحصائی المستخدم: استخدم الباحث عدة اختبارات وأسالیب إحصائیة فی مراحل إجراء الدراسة شملت معادلة ألفا للاتساق الداخلی ومعادلة سبیرمان براون التصحیحیة، واختبار ت، حساب المتوسطات الحسابیة والانحرافات المعیاریة، معامل ارتباط بیرسون، تحلیل التباین؛ التحلیل العاملی الاستکشافی والتوکیدی؛ أسلوب الانحدار المتعدد التدریجی

مجتمع الدراسة: یتألف مجتمع الدراسة من طلاب جامعة عبد العزیز بجدة للعام الدراسی، والذی یربو عددهم فی العام الدراسی(2017-2018) عن 180 ألف طالباً وطالبة.

عینة الدراسة: قام الباحث باستخدام طریقة العینة العشوائیة البسیطة لسحب أفراد الدراسة الذین شارکوا فی البحث من طلاب المجتمع الأصلی (طلاب جامعة الملک عبد العزیز بجدة ـ کافة المستویات الدراسیة). وتنقسم عینة البحث إلى قسمین:

  • عینة استطلاعیة: وتهدف العینة الاستطلاعیة إلى استطلاع جمیع المتغیرات المتعلقة بمشکلة البحث وتعرف جوانب الضعف والقصور فی إجراءات تطبیق الدراسة المیدانیة منهجیاً، حیث قام الباحث بحساب صدق وثبات أداتی الدراسة حتى یکونا صالحین للتطبیق على مجتمع البحث الذی تم إجراؤه لتجنب أخطاء التطبیق بناء على نتائج الدراسة الاستطلاعیة. تتکون العینة الاستطلاعیة من 30 طالباً.
  • عینة أساسیة بهدف تطبیق أدوات الدراسة وجمع بیاناتها والتحقق من فروض البحث والإجابة عن تساؤلاته. تتکون العینة الأساسیة من 188 طالباً تم اختیارهم عشوائیاً من طلاب جامعة الملک عبد العزیز.

أدوات البحث: استخدم الباحث الأدوات الآتیة:

  1. مقیاس سمات الشخصیة لجولدبیرج (2001): یعد مقیاس سمات الشخصیة (Goldberg, 2001) أو المقیاس الدولی لتجمیع البنود للعوامل الخمسة الکبرى للشخصیة Goldberg’s (2001) International Personality Item Pool Five Factor Model Scale؛ حیث قام جولدبیرج بتطویر الصورة الأولیة من المقیاس فی عام 1992م من خلال تحدید العوامل التی لا تقبل اللبس أو الغموض وفق نموذج العوامل الخمسة الکبرى للشخصیة من خلال عملیة بناء سیکومتری عقلانی وتجریبی لتلک العوامل أو السمات (Goldberg, Johnson, Eber, Hogan, Ashton, Cloninger & Gough, 2006). وقام الباحث بتعریبه، وهی أداة موضوعیة تهدف إلى قیاس العوامل الأساسیة الکبرى للشخصیة بواسطة مجموعة من البنود (60) تم استخراجها عن طریق التحلیل العاملی مشتقة من عدید من استخبارات الشخصیة وتختلف هذه القائمة عن القوائم الأخرى التی تهدف إلى قیاس العوامل الخمسة الکبرى للشخصیة فی کونها اعتمدت منهج الاستخبارات التی تعتمد على عبارات فی قیاسیها للشخصیة، ویتکون المقیاس من خمسة مقاییس فرعیة تشتمل کل منها على عشرة بنود تتمتع بدرجة اتساق داخلی عالیة (العصابیة = .86، الانبساطیة = .86، المقبولیة = .77، یقظة الضمیر = .81، الانفتاح على الخبرة = .82)، کما یتمتع المقیاس بصدق المقارنة الطرفیة (صدق التمییز) بدرجة مناسبة (Δχ²(10) = 1496.72, p < .05)، ویتکون المقیاس فی صورته النهائیة من (50) فقرة، موزعة على خمسة عوامل، هی: عامل العصابیة وهو مکون من 10 فقرات، وعامل الانبساطیة، وهو مکون من 10 فقرات، وعامل المقبولیة، وهو مکون من 10 فقرات، وعامل یقظة الضمیر، وهو مکون من 10 فقرات، وعامل الانفتاح على الخبرة، وهو مکون من 10 فقرات، استجاباتها على مقیاس لیکرت خماسی (1: غیر دقیقة جدا، 2: غیر دقیقة إلى حد ما، 3: لیست دقیقة ولیست غیر دقیقة (بین بین)، 4: دقیقة إلى حد ما، 5: دقیقة جدا)، ویعطى عند التصحیح الدرجات (1-5) للفقرات المصاغة باتجاه ایجابی والدرجات من (5-1) إلى الفقرات المعکوسة فی کل مقیاس من المقاییس الفرعیة والمقیاس ککل.
  2. مقیاس الاتجاهات نحو الإرشاد:

هذا المقیاس من إعداد (Rochlen, Zack, and Speyer, 2004)، وهو معد فی الأساس للتعرف على اتجاهات المسترشدین نحو الإرشاد النفسی فی بیئات الإرشاد الإلکترونی أو البیئات التقلیدیة التی یواجه فیها المسترشد مرشده النفسی وجهاً لوجه، وهو مکون من مقیاسیین فرعیین، أحدهما یقیس الاتجاهات نحو الإرشاد النفسی فی بیئة الإنترنت، والآخر فی البیئة التقلیدیة، وقد اقتصر الباحث على المقیاس الثانی للبیئة التقلیدیة، وذلک بعد تعریبه وقیاس صدقه وثباته على البیئة السعودیة، ویتکون المقیاس من عشرة عبارات تکون الاستجابة عنها وفق مقیاس لیکرت السداسی، تکون الدرجات العلیا معبرة عن الاتجاهات الإیجابیة نحو الإرشاد النفسی، حیث الدرجة 1 تعبر عن الاختلاف التام مع العبارة، 2 تعبر عن الاختلاف، 3 الاختلاف بعض الشیء، 4 الاتفاق بعض الشیء، 5 الاتفاق، 6 الاتفاق التام. وقد تم التحقق من ثبات الاختبار بطریقة الاختبار وإعادة الاختبار بعد فترة من الزمن (بعد مضی 3 أسابیع)؛ حیث طبق المقیاس على عینة استطلاعیة قوامها 30 مسترشداً، وکانت معاملات الارتباط بین التطبیقین تتراوح بین .77 و.88 وهی نسب مقبولة. ویتمتع المقیاس بمعامل اتساق داخلی قیمته .92.

  1. استبانة أسباب التماس المشورة والمساعدة النفسیة: هی قائمة بأهم المشکلات التی قد یعانی منها طالب الجامعة کما تصورها (Cash, Begley, McCown, & Weise, 1975) وهی الأسباب التی یراها الباحثون مسوغات قویة تجعل طالب الجامعة یلتمس الطریق إلى مراکز الإرشاد النفسی فی الجامعات، والمقیاس عبارة عن قائمة وهی أداة للتقریر الذاتی تتألف من 15 بندا مصنفة من 1 (من المستبعد جدا) إلى 6 (من المرجح جدا) حول مدى احتمال أن یعتقد الشخص أنهم سوف یسعون للحصول على المشورة النفسیة بسبب مشکلات نفسیة مختلفة. وتتمتع الاستبانة بدرجة اتساق داخلی قیمتها .84. کما تم عرض القائمة بصورتها المقننة على مجموعة من المتخصصین والعاملین فی مجال علم النفس والإرشاد فی الجامعات السعودیة لتعرف آرائهم فی عبارات الاستبانة، وقد أسفر ذلک عن بعض التعدیلات البسیطة سواء لغویة أو فی المحتوى لتناسب البیئة السعودیة، کما قام الباحث بإیجاد معامل کرونباخ ألفا لحساب ثبات الاستبانة؛ حیث تم تصنیف المشکلات إلى ثلاثة أنواع تشکل ثلاثة مقاییس فرعیة فی الاستبانة هی: المشکلات النفسیة والاجتماعیة (ألفا = .90)، والمشکلات الدراسیة (ألفا = .71)، ثم مشکلات المخدرات (ألفا = .86).
  2. مقیاس الخزی من التماس المشورة والمساعدة النفسیة: هذا المقیاس من إعداد (Vogel, Wade, & Haake, 2006)، من تعریب الباحث، وهو مکون من 9 عبارات على مقیاس لیکرت خماسی، تتراوح الاستجابات فیه بین الرفض المطلق والقبول المطلق، وقد تم استقصاء صدق المقیاس من خلال عرضه على مجموعة من المحکمین اقترحوا تعدیلات لغویة على المقیاس تم الأخذ بها، کما تم حساب صدق الاتساق الداخلی عن طریق حساب معاملات الارتباط بین درجات أفراد العینة الاستطلاعیة (ن = 30 طالباً وطالباً من مختلف المستویات الدراسیة بجامعة الملک عبد العزیز) فی کل مفردة فی الأداة مع الدرجة الکلیة للمفردات، وتبین أن معامل الاتساق الداخلی کان مقداره .87 دال عند مستوى 01. مما یدل على صدق المقیاس. کما تم حساب ثبات المقیاس من خلال طریقة إعادة التطبیق بعد شهرین من التطبیق الأول؛ حیث یتمتع المقیاس بمعامل ثبات قدره .72، واتساق داخلی قدره .91 دال عند 01. و05. على التوالی. کما تم حساب الصدق العاملی لمقیاس الخزی باستخدام التحلیل العاملی الاستکشافی exploratory factor analysis الذی أسفر عن وجود عامل واحد یشکل ما نسبته 53% من تباین جمیع المفردات التی لها تشبعات أکثر من 50. على محک کایزر؛ وقد تم تحدید عدد العوامل بعامل واحد؛ حیث کانت التشبعات مساویة ل 3 أو أعلى، کما أجری تحلیل عاملی آخر توکیدی confirmatory factor analysis على عینة قوامها 178 طالباً وطالبة فی الجامعة، وبینت النتائج أن نموذج مقیاس الخزی یخلو من ظاهرة الارتباط غیر المنطقی بین عبارات المقیاس، ومن ثم صلاحیته لقیاس ما وضع لقیاسه؛ حیث کانت مؤشرات تطابق نموذج مقیاس الخزی مع البیانات قد تجاوزت المعیار الرئیس؛ فقیمة مؤشر جذر متوسط مربع خطأ التقریب لنموذج مقیاس الخزی RMSEA کانت 04، وهی قیمة أصغر من قیمة المحک الرئیس (χ²(35, N = 178) = 103.3, p = .001, CFI = .98, RMSEA = .04, SRMR = .04) وعلیه، یمکن القول إجمالاً أن هناک تطابقاً کبیراً بین مقیاس الخزی والواقع من خلال تطبیقه على العینة الاستطلاعیة.


النتائج:

یشتمل هذا القسم من الدراسة على عرض للنتائج التی توصل إلیها الباحث على وفق أهداف البحث الحالی، فضلاً عن تفسیر لتلک النتائج فی ضوء البیانات والنظریات والدراسات السابقة المعتمدة فی البحث، ومن ثم الخروج بتوصیات ومقترحات بالاستناد الى تلک النتائج وکما یأتی:

أولاً- تحقیقاً للهدف الاول ولغرض التعرّف على سمات الشخصیة، تم قیاس الابعاد الخمسة الرئیسة للشخصیة کلٌ على حدة و کانت النتائج کالآتی:

بلغ متوسط العینة فی بُعد " العصابیة " (27.29) وبانحراف معیاری قدره (8.305) وعند مقارنته بالمتوسط النظری البالغ (30) باستخدام اختبار ت لعینة واحدة، بلغت القیمة التائیة المحسوبة (26.137) وهی أکبر من القیمة الجدولیة (1.67) عند مستوى (0.05) وبدرجة حریة (187) وکان هذا الفرق لصالح متوسط عینة البحث، أی أن أفراد العینة یتمتعون بمستوى منخفض من العصابیة. وجدول (1) أدناه یوضح ذلک:

جدول (1) نتیجة اختبار ت لعینة واحدة لقیاس بُعد العصابیة

المتوسط الحسابی

الانحراف المعیاری

درجة الحریة

القیمة التائیة

القیمة الجدولیة

مستوى الدلالة

27.29

8.305

187

-4.479

1.67

.000

کما یمکن التعرف على مدى وجود "العصابیة" بین أفراد العینة من خلال تقسیم الأفراد ذوی درجات أعلى من المتوسط النظری الى عصابیین والافراد ذوی درجات اقل من المتوسط النظری الى اشخاص غیر عصابیین، وبعد استخراج التکرارات والنسب المئویة تبین أن العصابیین یبلغون (87) فرداً بنسبة (46%) فی حین غیر العصابیین بلغوا (101) فرداً بنسبة (54%).

کما بلغ متوسط العینة فی بُعد " الانبساطیة " (42.18) وبانحراف معیاری قدره (6.387) وعند مقارنته بالمتوسط النظری البالغ (30) باستخدام اختبار ت لعینة واحدة، بلغت القیمة التائیة المحسوبة (18.076) وهی أکبر من القیمة الجدولیة (1.67) عند مستوى (0.05) وبدرجة حریة (187) وکان هذا الفرق لصالح متوسط عینة البحث، أی أن أفراد العینة یتمتعون بمستوى عالی من الانبساطیة. والجدول (2) یوضح ذلک:

جدول (2) نتیجة اختبار ت لعینة واحدة لقیاس بُعد الانبساطیة

المتوسط الحسابی

الانحراف المعیاری

درجة الحریة

القیمة التائیة

القیمة الجدولیة

مستوى الدلالة

38.83

6.698

187

18.076

1.67

.000

کما یمکن التعرف على مدى وجود " الانبساطیة " بین افراد العینة من خلال تقسیم الافراد ذوی درجات اعلى من المتوسط النظری الى الانبساطیین والافراد ذوی درجات اقل من المتوسط النظری الى اشخاص غیر انبساطیین، وبعد استخراج التکرارات والنسب المئویة تبین أن العصابیین یبلغون (87) فرداً بنسبة (46%) فی حین غیر انبساطیین بلغوا (101) فرداً بنسبة (54%).

بلغ متوسط العینة فی بُعد " المقبولیة " (39.37) وبانحراف معیاری قدره (5.89) وعند مقارنته بالمتوسط النظری البالغ (30) باستخدام اختبار ت لعینة واحدة، بلغت القیمة التائیة المحسوبة (21.81) وهی اکبر من القیمة الجدولیة (1.67) عند مستوى (0.05) وبدرجة حریة (187) وکان هذا الفرق لصالح متوسط عینة البحث، ای ان أفراد العینة یتمتعون بمستوى عالی من المقبولیة. والجدول (3) یوضح ذلک:

جدول (3) نتیجة اختبار ت لعینة واحدة لقیاس بُعد المقبولیة

المتوسط الحسابی

الانحراف المعیاری

درجة الحریة

القیمة التائیة

القیمة الجدولیة

مستوى الدلالة

39.37

5.89

187

21.81

1.67

.05

کما یمکن التعرف على مدى وجود " المقبولیة " بین أفراد العینة من خلال تقسیم الافراد ذوی درجات اعلى من المتوسط النظری الى المقبولین والافراد ذوی درجات أقل من المتوسط النظری الى اشخاص غیر مقبولین، وبعد استخراج التکرارات والنسب المئویة تبین أن المقبولیة یبلغون (180) فرداً بنسبة (46%) فی حین غیر المقبولیة بلغوا (101) فرداً بنسبة (54%). کما یمکن التعرف على مدى وجود "المقبولیة" بین أفراد العینة من خلال تقسیم الأفراد ذوی درجات أعلى من المتوسط النظری إلى المقبولین والأفراد ذوی درجات أقل من المتوسط النظری إلى أشخاص غیر انبساطیین، وبعد استخراج التکرارات والنسب المئویة تبین أن المقبولیة یبلغون (180) فرداً بنسبة (46%) فی حین غیر المقبولیة بلغوا (101) فرداً بنسبة (54%).

بلغ متوسط العینة فی بُعد " یقظة الضمیر " (39.37) وبانحراف معیاری قدره (5.89) وعند مقارنته بالمتوسط النظری البالغ (30) باستخدام اختبار ت لعینة واحدة، بلغت القیمة التائیة المحسوبة (21.81) وهی أکبر من القیمة الجدولیة (1.67) عند مستوى (0.05) وبدرجة حریة (187) وکان هذا الفرق لصالح متوسط عینة البحث، أی أن أفراد العینة یتمتعون بمستوى عال من یقظة الضمیر. والجدول (4) یوضح ذلک:

جدول (4) نتیجة اختبار ت لعینة واحدة لقیاس بُعد یقظة الضمیر

المتوسط الحسابی

الانحراف المعیاری

درجة الحریة

القیمة التائیة

القیمة الجدولیة

مستوى الدلالة

39.37

5.89

187

21.81

1.67

.05

وللتعرف على مدى وجود "یقظة الضمیر" بین افراد العینة تم تقسیم الافراد الى مجموعة علیا ممن تزید درجاتهم على المتوسط النظری والى مجموعة دنیا ممن تقل درجاتهم عن المتوسط النظری، وتم حساب تکرارات هذه السمة بین افراد العینة حیث بلغت المجموعة العلیا (164) فرداً بنسبة (87%) فی حین بلغ ذوی المجموعة الدنیا (19) فرداً بنسبة (10%).

کما بلغ متوسط العینة فی بُعد "الانفتاح على الخبرة" (39.37) وبانحراف معیاری قدره (5.89) وعند مقارنته بالمتوسط النظری البالغ (30) باستخدام اختبار ت لعینة واحدة، بلغت القیمة التائیة المحسوبة (21.81) وهی أکبر من القیمة الجدولیة (1.67) عند مستوى (0.05) وبدرجة حریة (187) وکان هذا الفرق لصالح متوسط عینة البحث، أی أن أفراد العینة یتمتعون بمستوى عالی من یقظة الضمیر. والجدول (5) یوضح ذلک:

جدول (5) نتیجة اختبار ت لعینة واحدة لقیاس بُعد الانفتاح على الخبرة

المتوسط الحسابی

الانحراف المعیاری

درجة الحریة

القیمة التائیة

القیمة الجدولیة

مستوى الدلالة

36.23

6.032

187

14.17

1.67

.05

 

وللتعرف على مدى وجود " الانفتاح على الخبرة " بین افراد العینة تم تقسیم الافراد الى مجموعة علیا ممن تزید درجاتهم على المتوسط النظری وإلى مجموعة دنیا ممن تقل درجاتهم عن المتوسط النظری، وتم حساب تکرارات هذه السمة بین افراد العینة حیث بلغت المجموعة العلیا (167) فرداً بنسبة (88%) فی حین بلغ ذوی المجموعة الدنیا (20) فرداً بنسبة (11%).

ثانیاً: أسباب تردد الطلاب على مراکز الإرشاد النفسی:

تم تحلیل استجابات العینة على مقیاس المشکلات الشخصیة التی تمثل أسباب تردد الطلاب على مراکز الإرشاد النفسی، وکانت نتائجها کما یأتی:

  1. المشکلات النفسیة

بلغ متوسط العینة فی بُعد "المشکلات النفسیة" (19.96) وبانحراف معیاری قدره (4.446) وعند مقارنته بالمتوسط النظری البالغ (18) باستخدام اختبار ت لعینة واحدة، بلغت القیمة التائیة المحسوبة (6.037) وهی أکبر من القیمة الجدولیة (1.67) عند مستوى (0.05) وبدرجة حریة (187) وکان هذا الفرق لصالح متوسط عینة البحث، أی أن أفراد العینة یعانون من مستوى عال من المشکلات النفسیة. والجدول (6) یوضح ذلک:

جدول (6) نتیجة اختبار ت لعینة واحدة لقیاس بُعد المشکلات النفسیة

المتوسط الحسابی

الانحراف المعیاری

درجة الحریة

القیمة التائیة

القیمة الجدولیة

مستوى الدلالة

19.96

4.446

187

6.037

1.67

.05

وللتعرف على مدى وجود " المشکلات النفسیة " بین افراد العینة تم تقسیم الافراد الى مجموعة علیا ممن تزید درجاتهم على المتوسط النظری والى مجموعة دنیا ممن تقل درجاتهم عن المتوسط النظری، وتم حساب تکرارات هذه السمة بین أفراد العینة حیث بلغت المجموعة العلیا (151) فرداً بنسبة (80%) فی حین بلغ ذوی المجموعة الدنیا (33) فرداً بنسبة (18%).

  1. المشکلات الاجتماعیة

بلغ متوسط العینة فی بُعد " المشکلات الاجتماعیة " (28.83) وبانحراف معیاری قدره (5.993) وعند مقارنته بالمتوسط النظری البالغ (21) باستخدام اختبار ت لعینة واحدة، بلغت القیمة التائیة المحسوبة (6.037) وهی أکبر من القیمة الجدولیة (1.67) عند مستوى (0.05) وبدرجة حریة (187) وکان هذا الفرق بلغ لصالح متوسط عینة البحث، أی أن أفراد العینة یعانون من مستوى عال من المشکلات النفسیة. والجدول (7) یوضح ذلک:

جدول (7) نتیجة اختبار ت لعینة واحدة لقیاس بُعد "المشکلات الاجتماعیة"

المتوسط الحسابی

الانحراف المعیاری

درجة الحریة

القیمة التائیة

القیمة الجدولیة

مستوى الدلالة

19.96

4.446

187

17.913

1.67

.05

وللتعرف على مدى وجود "المشکلات الاجتماعیة" بین أفراد العینة تم تقسیم الأفراد إلى مجموعة علیا ممن تزید درجاتهم على المتوسط النظری وإلى مجموعة دنیا ممن تقل درجاتهم عن المتوسط النظری، وتم حساب تکرارات هذه السمة بین افراد العینة حیث بلغت المجموعة العلیا (156) فرداً بنسبة (83%) فی حین بلغ ذوی المجموعة الدنیا (15) فرداً بنسبة (8%).

  1. المشکلات الدراسیة

بلغ متوسط العینة فی بُعد "المشکلات الدراسیة" (12.28) وبانحراف معیاری قدره (2.48) وعند مقارنته بالمتوسط النظری البالغ (9) باستخدام اختبار ت لعینة واحدة، بلغت القیمة التائیة المحسوبة (18.145) وهی أکبر من القیمة الجدولیة (1.67) عند مستوى (0.05) وبدرجة حریة (187) وکان هذا الفرق بلغ لصالح متوسط عینة البحث، أی أن أفراد العینة یعانون من مستوى عال من المشکلات الدراسیة. والجدول (8) یوضح ذلک:

جدول (8) نتیجة اختبار ت لعینة واحدة لقیاس بُعد المشکلات الدراسیة

المتوسط الحسابی

الانحراف المعیاری

درجة الحریة

القیمة التائیة

القیمة الجدولیة

مستوى الدلالة

12.28

2.480

187

18.145

1.67

.05

وللتعرف على مدى وجود "المشکلات الدراسیة" بین افراد العینة تم تقسیم الافراد الى مجموعة علیا ممن تزید درجاتهم على المتوسط النظری والى مجموعة دنیا ممن تقل درجاتهم عن المتوسط النظری، وتم حساب تکرارات هذه السمة بین افراد العینة حیث بلغت المجموعة العلیا (158) فرداً بنسبة (84%) فی حین بلغ ذوی المجموعة الدنیا (10) فرداً بنسبة (8%).

ثالثاً: الاتجاه نحو الإرشاد النفسی

متوسط العینة فی بُعد " الاتجاه نحو الإرشاد النفسی " (40.24) وبانحراف معیاری قدره (9.064) وعند مقارنته بالمتوسط النظری البالغ (30) باستخدام اختبار ت لعینة واحدة، بلغت القیمة التائیة المحسوبة (10.239) وهی أکبر من القیمة الجدولیة (1.67) عند مستوى (0.05) وبدرجة حریة (187) وکان هذا الفرق بلغ لصالح متوسط عینة البحث، أی أن أفراد العینة یتمتعون بمستوى عال من الاتجاه نحو الإرشاد النفسی. والجدول (9) یوضح ذلک:

 

جدول (9) اختبار ت لعینة واحدة لقیاس "الاتجاه نحو الإرشاد النفسی

المتوسط الحسابی

الانحراف المعیاری

درجة الحریة

القیمة التائیة

القیمة الجدولیة

مستوى الدلالة

40.24

9.064

187

10.239

1.67

.05

وللتعرف على مدى وجود اتجاهات إیجابیة نحو الإرشاد النفسی بین أفراد العینة تم تقسیم الأفراد الى مجموعة علیا ممن تزید درجاتهم على المتوسط النظری وإلى مجموعة دنیا ممن تقل درجاتهم عن المتوسط النظری، وتم حساب تکرارات هذه السمة بین أفراد العینة حیث بلغت المجموعة العلیا (149) فرداً بنسبة (79%) فی حین بلغ ذوی المجموعة الدنیا (18) فرداً بنسبة (10%).

رابعاً: الشعور بالخزی: بلغ متوسط العینة فی بُعد "الشعور بالخزی" (36.69) وبانحراف معیاری قدره (7.02) وعند مقارنته بالمتوسط النظری البالغ (27) باستخدام اختبار ت لعینة واحدة، بلغت القیمة التائیة المحسوبة (18.912) وهی أکبر من القیمة الجدولیة (1.67) عند مستوى (0.05) وبدرجة حریة (187) وکان هذا الفرق بلغ لصالح متوسط عینة البحث، أی أن أفراد العینة یعانون من مستوى مرتفع من الشعور بالخزی. والجدول (10) یوضح ذلک:

 

جدول (10) اختبار ت لعینة واحدة لقیاس "الشعور بالخزی"

المتوسط الحسابی

الانحراف المعیاری

درجة الحریة

القیمة التائیة

القیمة الجدولیة

مستوى الدلالة

36.69

7.02

187

18.912

1.67

.05

وللتعرف على مدى وجود "الشعور بالخزی" بین أفراد العینة، تم تقسیم الأفراد إلى مجموعة علیا ممن تزید درجاتهم على المتوسط النظری وإلى مجموعة دنیا ممن تقل درجاتهم عن المتوسط النظری، وتم حساب تکرارات هذه السمة بین أفراد العینة؛ حیث بلغت المجموعة العلیا (169) فرداً بنسبة (90%) فی حین بلغ ذوی المجموعة الدنیا (11) فرداً بنسبة (6%).

ثالثاً: النتائج المتعلقة بفروض الدراسة

النتائج المتعلقة بالفرض الاول: للتحقق من الفرض الأول الذی مؤداه: توجد علاقة ارتباطیة إیجابیة دالة إحصائیاً بین سمات الشخصیة و الاتجاه نحو الإرشاد النفسی، جرى حساب معاملات ارتباط بیرسون للارتباط بین الاتجاه نحو الإرشاد النفسی من ناحیة مع مقیاس سمات الشخصیة ککل ثم حساب معاملات ارتباط بیرسون للارتباط بین الاتجاه نحو الإرشاد النفسی من ناحیة مع ابعاد مقیاس سمات الشخصیة الخمسة من ناحیة أخرى. والجدول رقم (11) یبین النتائج التی تم التوصل إلیها.

جدول (11) معامل ارتباط بیرسون بین الاتجاه نحو الإرشاد النفسی مع مقیاس سمات الشخصیة ککل

مقیاس سمات الشخصیة

معامل الارتباط

مستوى الدلالة

الاتجاه نحو الإرشاد النفسی

.970**

0.01

** معامل الارتباط ذو دلالة إحصائیة على مستوى دلالة (0.01)

یظهر الجدول (11) وجود علاقة ذات دلالة إحصائیة بین مقیاس سمات الشخصیة والاتجاه نحو الإرشاد النفسی حیث کانت قیمة معامل الارتباط (0.970).

 

جدول (12) معامل ارتباط بیرسون بین الاتجاه نحو الإرشاد النفسی مع أبعاد مقیاس سمات الشخصیة

ابعاد مقیاس سمات الشخصیة

معامل الارتباط للاتجاه نحو الإرشاد النفسی

مستوى الدلالة

العصابیة

.932**

0.000

الانبساطیة

.923**

0.000

المقبولیة

.950**

0.000

یقظة الضمیر

.968**

0.000

الانفتاح على الخبرة

.976**

0.000

یظهر الجدول رقم (12) وجود علاقة ذات دلالة إحصائیة بین أبعاد مقیاس سمات الشخصیة و الاتجاه نحو الإرشاد النفسی؛ حیث تراوحت قیمة معامل الارتباط بینهم (0.923- 9760.). وقد تم استخدام أسلوب الانحدار المتعد (Stepwise regression analysis) للتنبؤ بأبعاد الشخصیة الخمسة مع الاتجاه نحو الإرشاد النفسی؛ حیث تم أخذ کل بعد من أبعاد مقیاس سمات الشخصیة کمحک مع الاتجاه نحو الإرشاد النفسی، والجدول التالی یبین النتائج التی تم التوصل إلیها.

جدول (13) الانحدار للمتغیرات المستقلة مع المتغیر التابع الاتجاه نحو الإرشاد النفسی

المتغیر التابع

المتغیرات المستقلة

معامل الارتباط

R2

لکل متغیر مستقل

معامل الانحدار Beta

T .Test

F .Test

T

مستوى المعنویة

F

مستوى المعنویة

Constant

 

 

 

20.566

6.375

.000

 

 

الاتجاه نحو الإرشاد النفسی

الانفتاح على الخبرة

.976a

.953

.850

23.877

.000

3768.562

.000b

الانفتاح على الخبرة و المقبولیة

.982b

.964

-.333

-5.514

.000

2446.752

.000c

 

الانفتاح على الخبرة , المقبولیة , یقظة الضمیر

.984c

.968

.106

5.946

.000

1881.064

.000d

 

الانفتاح على الخبرة , المقبولیة , یقظة الضمیر , العصابیة

.985d

.970

-.039

-2.804

.006

1473.705

.000e

 

الانفتاح على الخبرة , المقبولیة , یقظة الضمیر , العصابیة, الانبساطیة

.985e

.971

-.134

-2.397

.018

1210.692

.000f

ولترتیب تأثیر أبعاد سمات الشخصیة فی الاتجاه نحو الإرشاد النفسی، تم استخدام أسلوب الانحدار المتعدد التدریجی، حیث یحقق بعض المزایا منها تقلیل عدد المتغیرات المستقلة الداخلة فى النموذج عندما لا یتلاءم مع عدد الحالات مع عدد المتغیرات المستقلة، والتخلص من الاذدواج الخطى بین المتغیرات المستقله فى النموذج المقدر.

وأظهرت النتائج کما یتضح من جدول (13) أن قیمة معامل التحدید والمتعلقة بالعوامل المؤثرة فی الاتجاه نحو الإرشاد النفسی قادرة على التأثیر بنسب متفاوتة، فعند إجراء تحلیل الانحدار المتعدد التدریجی Stepwise Multiple Regression لتحدید أهمیة کل متغیر مستقل على حدة فی المساهمة فی النموذج الریاضی، الذی یمثل الاتجاه نحو الإرشاد النفسی، کما یتضح من الجدول (13) والذی یبین ترتیب دخول المتغیرات المستقلة فی معادلة الانحدار، فإن الانفتاح على الخبرة قد احتل المرتبة الأولى وفسر ما مقداره (95.3 %) من التباین فی المتغیر التابع، ودخل الانبساطیة حیث فسر مع بعد الانفتاح على الخبرة (95.6%) من التباین فی المتغیر التابع. کما دلت النتائج أیضًا على أن معاملات الارتباط طردیة بین العوامل الموضحة والاتجاه نحو الإرشاد النفسی، وأیضًا على أن معاملات الانحدار ذات إشارة موجبة مما یؤکد التأثیر الإیجابی للعوامل السابقة على الاتجاه نحو الإرشاد النفسی. ویتضح أیضًا أن هذه العوامل ذات دلالة معنویة مؤثرة فی الاتجاه نحو الإرشاد النفسی، حیث کانت قیمة "ت" دالة إحصائیًا بین (0.05  ). کما یتضح من نتائج تحلیل الانحدار مدى معنویة معادلة الانحدار باستخدام اختبار تحلیل التباین ANOVA حیث کانت قیمة (F) ذات دلالة إحصائیة عند مستوى أقل من (0,05) وهذا دلیل على معنویة الانحدار والتأکید على وجود علاقة بین المتغیرات المستقلة الموضحة والمتغیر التابع.

معادله الانحدار بین الاتجاه نحو الإرشاد النفسی و الانفتاح على الخبرة و الانبساطیة ومقدار الخطأ فى التقدیر واختبار معنویة المعاملات والتقدیر بفترة للمعاملات والمعادلة الخطیة فی الإنحدار الخطی المتعدد هی :

Y = a + b1X1 + b2X2 + b3X3+ b4X4+ b5X5 

حیث إن Y  = المتغیر التابع

a  = قیمة ثابتة Constant أوIntercept

 b1 = میل الانحدار yعلى المتغیر المستقل الأول

 b2  = میل الانحدار yعلى المتغیر المستقل الثانی

B3 = میل الانحدار yعلى المتغیر المستقل الثالث

4B  = میل الانحدار yعلى المتغیر المستقل الرابع

5 B = میل الانحدار yعلى المتغیر المستقل الخامس

        1X =المتغیر المستقل الأول

2X =المتغیر المستقل الثانی

3X  =المتغیر المستقل الثالث

4X =المتغیر المستقل الرابع

5X =المتغیر المستقل الخامس

ویمکن استخدام الإنحدار الخطی المتعدد فی حالة توافر الشروط التالیة :

  • أن تکون العلاقة خطیة بین المتغیرات المستقلة والمتغیر التابع .
  • أن تکون البیانات موزعة توزیعا طبیعیا للمتغیرات المستقلة والمتغیر التابع .
  • یجب أن تکون قیم المتغیر التابع من المستوى الترتیبی على الأقل .

الاتجاه نحو الإرشاد النفسی =20.566 + .850 الانفتاح على الخبرة  +-.333  المقبولیة+.106  یقظة الضمیر + -.039  العصابیة + -.134 الانبساطیة. وعلیه، یتم رفض الفرض الثانی.

النتائج المتعلقة بالفرض الثالث: توجد علاقة ارتباط سلبی دالة إحصائیاً بین الشعور بالخزی والاتجاه نحو الإرشاد النفسی. وللتحقق من هذه الفرضیة، جرى حساب معاملات ارتباط بیرسون للارتباط بین الشعور بالخزی والاتجاه نحو الإرشاد النفسی. والجدول رقم (14) یبین النتائج التی تم التوصل إلیها.

جدول (14) معامل ارتباط بیرسون بین الشعور بالخزی والاتجاه نحو الإرشاد النفسی

 

الشعور بالخزی

معامل الارتباط

مستوى الدلالة

الاتجاه نحو الإرشاد النفسی

-0.832**

0.01

** معامل الارتباط ذو دلالة إحصائیة على مستوى دلالة (0.01)

یظهر الجدول رقم (14) وجود علاقة ارتباط عکسیة ذات دلالة إحصائیة بین الشعور بالخزی والاتجاه نحو الإرشاد النفسی حیث کانت قیمة معامل الارتباط (-0.832). وقد تم استخدام أسلوب الانحدار البسیط بطریقة (ENTER) للتنبؤ بین الشعور بالخزی والاتجاه نحو الإرشاد النفسی، والجدول التالی یبین النتائج التی تم التوصل إلیها.

جدول (15) الانحدار للمتغیر المستقل مع المتغیر التابع الاتجاه نحو الإرشاد النفسی

المتغیر التابع

المتغیرات المستقلة

معامل الارتباط

R2

للمتغیر مستقل

معامل الانحدار Beta

T .Test

F .Test

T

مستوى المعنویة

F

مستوى المعنویة

الشعور بالخزی

.832

.692

-.832

-20.451

.01

418.254

.05

 وأظهرت النتائج کما یتضح من جدول (15) أن قیمة معامل التحدید والمتعلقة الشعور بالخزی المؤثر فی الاتجاه نحو الإرشاد النفسی قادرة على التأثیر بنسب حیث فسر ما مقداره (69.2%) من التباین فی الاتجاه نحو الإرشاد النفسی. کما دلت النتائج أیضًا على أن معاملات الارتباط طردیه بین الشعور بالخزی والاتجاه نحو الإرشاد النفسی، وأیضًا على أن معاملات الانحدار ذات إشارة سالبه مما یؤکد التأثیر السلبی للشعور بالخزی على الاتجاه نحو الإرشاد النفسی. ویتضح أیضًا أن الشعور بالخزی ذات دلالة معنویة مؤثرة فی الاتجاه نحو الإرشاد النفسی، حیث کانت قیمة "ت" دالة إحصائیًا عند (0.01). کما یتضح من نتائج تحلیل الانحدار مدى معنویة معادلة الانحدار باستخدام اختبار تحلیل التباین ANOVA حیث کانت قیمة (F) ذات دلالة إحصائیة عند مستوى أقل من (0,05) وهذا دلیل على معنویة الانحدار والتأکید على وجود علاقة بین المتغیر المستقل والمتغیر التابع.

النتائج المتعلقة بالفرض الرابع: توجد علاقة ارتباط دالة إحصائیا بین سمات الشخصیة وأسباب طلب المساعدة من خلال مراکز الإرشاد النفسی والشعور بالخزی من التردد على تلک المراکز من ناحیة وبین والاتجاه نحو الإرشاد النفسی من ناحیة أخرى. وللتحقق من هذا الفرض، جرى حساب معاملات ارتباط بیرسون للارتباط بین سمات الشخصیة وأسباب طلب المساعدة من خلال مراکز الإرشاد النفسی.  والجدول رقم (16) بین النتائج التی تم التوصل إلیها.

جدول (16) معامل ارتباط بیرسون بین سمات الشخصیة وأسباب طلب المساعدة فی مراکز الإرشاد النفسی

سمات الشخصیة

معامل الارتباط

مستوى الدلالة

أسباب طلب المساعدة من خلال مراکز الإرشاد النفسی

.336**

0.01

** معامل الارتباط ذو دلالة إحصائیة عند مستوى دلالة (0.01)

یظهر الجدول (16) وجود علاقة ارتباط ذات دلالة إحصائیة بین سمات الشخصیة وأسباب طلب المساعدة من خلال مراکز الإرشاد النفسی حیث کانت قیمة معامل الارتباط (0.336). وقد تم استخدام أسلوب الانحدار البسیط طریقة(ENTER) للتنبؤ بین سمات الشخصیة وأسباب طلب المساعدة من خلال مراکز الإرشاد النفسی، والجدول التالی یبین النتائج التی تم التوصل إلیها.

 

جدول (17) الانحدار للمتغیر المستقل مع المتغیر التابع سمات الشخصیة وأسباب طلب المساعدة فی مراکز الإرشاد النفسی

         المتغیر

 

 التابع

المتغیرات المستقلة

معامل الارتباط

R2

للمتغیر مستقل

معامل الانحدار Beta

T-Test

F .Test

T

مستوى المعنویة

F

مستوى المعنویة

سمات الشخصیة

.336a

.113

.336

4.859

0.01

23.613

.05

 وأظهرت النتائج کما یتضح من جدول (17) أن قیمة معامل التحدید والمتعلقة بسمات الشخصیة المؤثر فی أسباب طلب المساعدة من خلال مراکز الإرشاد النفسی قادرة على التأثیر بنسب حیث فسر ما مقداره (11.3%) من التباین فی الاتجاه نحو طلب المساعدة من خلال مراکز الإرشاد النفسی. کما دلت النتائج أیضًا على أن معاملات الارتباط طردیه بین سمات الشخصیة المؤثر فی أسباب طلب المساعدة من خلال مراکز الإرشاد النفسی، وأیضًا على أن معاملات الانحدار ذات إشارة موجبه مما یؤکد التأثیر الإیجابی لسمات الشخصیة على طلب المساعدة من خلال مراکز الإرشاد النفسی. ویتضح أیضًا أن السمات الشخصیة ذات دلالة معنویة مؤثرة فی طلب المساعدة من خلال مراکز الإرشاد النفسی، حیث کانت قیمة "ت" دالة إحصائیًا بین (0.01). کما یتضح من نتائج تحلیل الانحدار مدى معنویة معادلة الانحدار باستخدام اختبار تحلیل التباین ANOVA حیث کانت قیمة (F) ذات دلالة إحصائیة عند مستوى أقل من (0.05) وهذا دلیل على معنویة الانحدار والتأکید على وجود علاقة بین المتغیر المستقل والمتغیر التابع.

العلاقة بین سمات الشخصیة، وأسباب التردد على مراکز الإرشاد النفسی والشعور بالخزی منها من جانب وبین اتجاهات الطلاب نحو الإرشاد النفسی.

تبین مصفوفات الارتباط الآتیة العلاقة الارتباطیة بین سمات الشخصیة، وأسباب التردد على مراکز الإرشاد النفسی والشعور بالخزی منها من جانب وبین اتجاهات الطلاب نحو الإرشاد النفسی على النجو الآتی:

جدول (18) معامل ارتباط بیرسون بین سمات الشخصیة وأسباب التماس المساعدة النفسیة فی مرکز الإرشاد النفسی

مسمى المشکلات

المشکلات النفسیة

المشکلات الاجتماعیة

المشکلات الدراسیة

المشکلات الشخصیة

مقیاس سمات الشخصیة

المشکلات الاجتماعیة

.980**

1

 

 

 

المشکلات الدراسیة

-.851-**

-.874-**

1

 

 

المشکلات الشخصیة

.986**

.983**

-.786-**

1

 

مقیاس سمات الشخصیة

-.909-**

-.927-**

.949**

-.870-**

1

یظهر الجدول(18) وجود علاقة ارتباط عکسیة ذات دلالة إحصائیة بین سمات الشخصیة والمشکلات النفسیة حیث کانت قیمة معامل الارتباط (-.909) وجود علاقة ارتباط عکسیة ذات دلالة إحصائیة بین سمات الشخصیة والمشکلات الاجتماعیة حیث کانت قیمة معامل الارتباط (-.927) وجود علاقة ارتباط ذات دلالة إحصائیة بین سمات الشخصیة والمشکلات الدراسیة حیث کانت قیمة معامل الارتباط (.949). وتظهر المصفوفة وجود علاقة ارتباط عکسیة ذات دلالة إحصائیة بین سمات الشخصیة والمشکلات الشخصیة حیث کانت قیمة معامل الارتباط (-.870**).

 

جدول (19) معامل ارتباط بیرسون بین المشکلات الشخصیة والشعور بالخزی

مسمى المشکلات

المشکلات النفسیة

المشکلات الاجتماعیة

المشکلات الدراسیة

المشکلات الشخصیة

الشعور بالخزی

المشکلات النفسیة

1

 

 

 

 

المشکلات الاجتماعیة

.980**

1

 

 

 

المشکلات الدراسیة

-.851-**

-.874-**

1

 

 

المشکلات الشخصیة

.986**

.983**

-.786-**

1

 

الشعور بالخزی

.951**

.968**

-.826-**

.959**

1

یظهر الجدول (19) وجود علاقة ارتباط ذات دلالة إحصائیة بین المشکلات النفسیة والشعور بالخزی حیث کانت قیمة معامل الارتباط (.951) وجود علاقة ارتباط ذات دلالة إحصائیة بین الشعور بالخزی والمشکلات الاجتماعیة حیث کانت قیمة معامل الارتباط (.968) وجود علاقة ارتباط عکسیة ذات دلالة إحصائیة بین الشعور بالخزی والمشکلات الدراسیة حیث کانت قیمة معامل الارتباط (.959). وتدل المصفوفة على وجود علاقة ارتباط ذات دلالة إحصائیة بین الشعور بالخزی والمشکلات الشخصیة حیث کانت قیمة معامل الارتباط (-.870**).

مناقشة النتائج:

أجابت الدراسة عن السؤال الأول بخصوص سمات الشخصیة التی یتمتع بها طلاب جامعة الملک عبد العزیز کما یقیسها مقیاس مقیاس جولدبیرج (2001) لسمات الشخصیة. فبینت الدراسة أن العصابیة منتشرة بین أفراد العینة بنسبة تصل إلى 46%. کما تتمتع نسبة 46% منهم بالانبساطیة فی حین أن غیر الانبساطیین کانوا 54%، أما على بعد المقبولیة أو الطیبة، فقد کانت نسبة 46% یتمتعون بالمقبولیة أو الطیبة، فی حین 54% غیر مقبولین. وبینت النتائج أیضاً أن نسبة عالیة یتمتعون بمستوى کبیر من یقظة الضمیر (87%)، ونسبة ضئیلة لا تتمتع بیقظة الضمیر. أما عن الانفتاح على الخبرة، فنسبة کبیرة منهم منفتحین (88%)، فی حین أن نسبة 11% غیر منفتحین على الخبرات الجدیدة. وعلیه، فإن أکثر سمات الشخصیة انتشاراً بین أفراد العینة کان الانفتاح على الخبرة یلیها یقظة الضمیر، یلیها العصابیة والانبساطیة بالتساوی.

ومن الواضح أن أفراد العینة أظهروا اتساماً عالیاً بالصفاوة أو الانفتاح على الخبرة ربما لتمتع أفراد العینة بدرجة واسعة من الخیال وقوة التصور والطموح المرتفع أو کثرة أحلام الیقظة، وهی لیست هروباً من الواقع؛ بل ربما لأن أفراد العینة وهی سمات یبدو عمومیتها فی المجتمع السعودی؛ حیث یرمی طلاب الجامعة إلى خلق بیئة ذهنیة أو خیالیة تناسب خیالاتهم وطموحاتهم ربما لأن المجتمع متحفظ بعض الشیء أو لأن طلاب الجامعة لدیهم رغبة جامحة فی حب الحیاة والرغبة فی البقاء والاستمتاع بالحیاة من خلال التذوق الفنی أو حیازة مشاعر وانفعالات یقیمون بها سعادتهم بقدر من الانفتاح العقلی أو الرغبة فی التجدید والابتکار؛ فالأفراد الذین یمیلون إلى الانفتاح على الخبرة یمیلون إلى إعادة النظر فی القیم الاجتماعیة والدینیة والسیاسیة السائدة مع التأکید على الثوابت التی یعتنقها ویناضل من أجلها.

ولعل انتشار یقظة الضمیر بما یشیر إلى ضبط الذات والترتیب فی السلوک والالتزام بالواجبات والإخلاص قد یرجع إلى طبیعة المجتمع المتدین والمتحفظ بطبیعته والملتزم بالقیم الأخلاقیة والدینیة، وخاصة أن العینة المستجیبة على مقیاس سمات الشخصیة کانوا من الأفراد الطبیعیین، ولیسوا من المترددین على مراکز الإرشاد النفسی أو المعروفین قبل الدراسة بأنهم یعانون من مشکلات شخصیة أو نفسیة.

أما البعد الثالث من سمات الشخصیة والمرتبط بالانبساطیة، فیدل على الروح الاجتماعیة، والنشاط والبحث عن الإثارة وتأکید الذات وتکوین الانفعالات الإیجابیة کالرغبة فی الشعور بالبهجة والتفاؤل وهی سمات یتمتع بها کثیر من طلاب الجامعات بحسب نتائج الدراسة الحالیة؛ حیث یمیل کثیر من طلاب الجامعة إلى ممارسة القیادة والتمتع بالنشاط البدنی واللفظی والدفء العاطفی والألفة والرغبة فی المشارکة الاجتماعیة، وهی صور اجتماعیة منتشرة فی المجتمعات القبلیة المحافظة کالمجتمع السعودی المترابط فی نسیجه الاجتماعی، وهی سمات تتم التنشئة الاجتماعیة علیها حیث تمثل أسس الأدوار الاجتماعیة فی النظام الاجتماعی السعودی.

وفیما یتعلق بالبعد الرابع والمتمثل فی المقبولیة أو الطیبة والوداعة، فقد کان على نفس میزان البعد الثالث، وهو یرتبط ارتباطاً وثیقاً بالعلاقات الشخصیة، فالمقبولیة تجعل الفرد قادراً على مجابهة مشکلات الحیاة وضغوطها، وتعکس هذه السمة الفروق الفردیة فی اهتمام الطلاب أفراد العینة بتحقیق الوئام الاجتماعی والتسامح والثقة بالذات وحسن الطباع والتعاون والقبول واحترام الآخر وتقدیره، وهی من السمات القبلیة التی یتمتع بها العربی بحکم نشأته والنسق القیمی الذی ینشأ فیه. ولعل ما یبدو، فإن أفراد العینة لدیهم میل طبیعی لمساعدة الآخرین مثل زملاء الدراسة والأصدقاء وأعضاء الأسرة أو الجماعة الاجتماعیة التی یعیشون فی کنفها، وهی مرتبطة بثقافة “الفزعة" التی تقوم علیها التنشئة الاجتماعیة للشباب العربی فی المملکة العربیة السعودیة. کما ترتبط بقبول معاییر الجماعة والبعد عن النرجسیة والتشکک فی نوایا الآخرین.

أما عن أسباب تردد الطلاب على مراکز الإرشاد النفسی، فقد تنوعت بین أسباب نفسیة وأخرى اجتماعیة وثالثة دراسیة، فقد کان أفراد العینة یعانون من مستوى عال من المشکلات النفسیة ( ت = 6.037)، بنسبة 80%، وکذلک یعانون من مستوى عال من المشکلات الاجتماعیة (ت = 6.037) بنسبة 83%، ، کما یعانون أیضاً من مستوى عال من المشکلات الدراسیة (ت = 18.145) بنسبة 84%، وهی أکثر المشکلات التی یعانون منها، وتعد أسباباً دافعة لترددهم على مراکز الإرشاد النفسی؛ لذا یرى أفراد العینة (79%) أن لدیهم اتجاهات إیجابیة نحو التماس المشورة والمعونة النفسیة من قبل المتخصصین فی مراکز الإرشاد النفسی، وبرغم ذلک، فإنهم یشعرون بالخزی من التردد على مراکز الإرشاد النفسی (ت = 18.912، انحراف معیاری قدره 7.02، ومتوسط حسابی قدره 36.69) وبنسبة مئویة 90% منهم یشعرون بالخزی من ترددهم على تلک المراکز.

الخلاصة:

وقد أثبتت نتائج الدراسة أن هناک علاقة ارتباط دال موجبة بین أبعاد الانفتاح على الخبرة والمقبولیة وبین الاتجاهات الإیجابیة نحو الإرشاد النفسی، وهی نتائج تتفق مع دراسات سابقة (Griffiths, 2001; Rochlen, Zack, & Spreyer, 2004; Hill and O’Brien, 1999). کما تتفق هذه النتیجة مع بعض الدراسات الحدیثة التی أثبتت وجود علاقة بین سمات الشخصیة وبین الاتجاه نحو الإرشاد؛ لاسیما الانفتاح على الخبرة ووجود خبرات سابقة والمقبولیة التی تؤثر إیجاباً فی تفضیلاتهم الأولیة لالتماس المساعدة المتخصصة فی مراکز خدمات الإرشاد النفسی (Atik & Yalçin, 2011; Jennings, et al., 2017; Perenc & Radochonski, 2016; Hyland, et al., 2014).

کما أثبتت الدراسة الحالیة وجود علاقة ارتباط دالة بین الشعور بالخزی والتردد على مراکز الإرشاد النفسی، وهی نتیجة تتسق مع نتائج الدراسات السابقة أیضاً (Corrigan, 2004; Vogel, et al., 2007). ووالشعور بالخزی بحسب نتائج الدراسة الحالیة یتسبب فی الحیلولة دون تردد الطلاب على مراکز الإرشا النفسی أو التماس المساعدة النفسیة من المرشدین فی مراکز الإرشاد النفسی کنتیجة حتمیة وسلبیة للعلاقة بین الشعور بالخزی والاتجاه نحو الإرشاد النفسی، وهی نتیجة متوافقة مع نتائج البحوث السابقة (Hill & O’Brien, 1999; Westermeyer, 1993; Link & Phlan, 2001;). وقد یرجع السبب فی ذلک إلى تخوف الطلاب من وصفهم بالمرض العقلی أو نتیجة المعتقدات السائدة غیر الصحیحة من أن مراکز الإرشاد النفسی مثل المصحات النفسیة والعلاجیة أو مستشفیات الأمراض العقلیة والنفسیة أو لأنهم ربما لن یجدوا من یصغون إلیهم باهتمام ویفهمونهم ومن ثم یحلون مشکلاتهم بشکل ناجع کما أشارت بعض الدراسات السابقة (Hill & O’Brien, 1999; Sue, Sue, & Sue, 1994).

وفیما یتعلق بالعلاقة بین المشکلات النفسیة أو أسباب التردد على مراکز الإرشاد النفسی وبین الاتجاهات نحو الإرشاد النفسی، فقد أظهرت الدراسة أن من أسباب التردد على مراکز الإرشاد النفسی المشکلات النفسیة والمشکلات الاجتماعیة ثم المشکلات الدراسیة بنسب کبیرة جداً، ربما دلت على شدة الأحداث الحرجة التی قد یمر بها الطلاب وما ینجم عنها من أعراض الشعور بالخوف والقلق والاکتئاب العابر والاضطرابات العاطفیة، وهی نتیجة تتسق مع دراسات کثیرة (Hinson & Swanson, 1993; Solberg, Ritsma, Davis, Tata & Jolly, 1994; Sherbourne, 1988; Craske, 1999; Rice & Miller, 1993; Amori, 1987; Asser, 1978; Craske, 1999; Yokopenic, Clark, & Aneshensel, 1983). کما أن هناک علاقة ارتباط دالة بین تلک الأسباب للتردد على مراکز الإرشاد وبین الاتجاه الإیجابی نحو الإرشاد النفسی بصفة عامة. فقد دلت نتائج الدراسة الحالیة على وجود علاقة ارتباط عکسیة ذات دلالة إحصائیة بین الشعور بالخزی والمشکلات الدراسیة حیث کانت قیمة معامل الارتباط (.959).

ومن جانب آخر، دلت النتائج أیضاً على وجود علاقة ارتباط ذات دلالة إحصائیة بین الشعور بالخزی والمشکلات الاجتماعیة حیث کانت قیمة معامل الارتباط (.968) وکذلک وجود علاقة ارتباط ذات دلالة إحصائیة بین المشکلات النفسیة والشعور بالخزی حیث کانت قیمة معامل الارتباط (.951) کما دلت النتائج على وجود علاقة ارتباط عکسیة ذات دلالة إحصائیة بین سمات الشخصیة والمشکلات النفسیة حیث کانت قیمة معامل الارتباط (-.909)، وکذلک وجود علاقة ارتباط عکسیة ذات دلالة إحصائیة بین سمات الشخصیة والمشکلات الاجتماعیة حیث کانت قیمة معامل الارتباط (-.927) وجود علاقة ارتباط ذات دلالة إحصائیة بین سمات الشخصیة والمشکلات الدراسیة حیث کانت قیمة معامل الارتباط (.949). ومن ثم، تأثر الطلاب بتلک العلاقات العکسیة فیما یتعلق باتجاهاتهم نحو مراکز الإرشاد النفسی، فربما یتفهم هؤلاء أسباب التردد على مراکز الإرشاد النفسی، لکنهم نتیجة شعورهم بالخزی من وصمهم اجتماعیاً، فربما یتحاشون الذهاب لطلب المساعدة أو المشورة النفسیة فی تلک المراکز.

البحوث المستقبلیة:

بناء على نتائج الدراسة الحالیة، یوصی الباحث بإجراء مزید من الدراسات حول العلاقة بین سمات الشخصیة وبین النوع وغیرها من المتغیرات الدیموغرافیة مثل البیئة والمستوى الاجتماعی والثقافی والتعلیمی للطلاب وأسرهم کمتغیرات محتملة التأثیر فی الاتجاه نحو مراکز الإرشاد النفسی الجامعیة. کما یوصی الباحث بضرورة إجراء دراسات ارتباطیة بین متغیرات الفروق الفردیة وصراع الدور الاجتماعی وبین الاتجاه نحو الإرشاد النفسی. ومن الموضوعات البحثیة المقترحة أیضاً دراسة وتقییم متغیرات الفروق الفردیة والمتغیرات الدیموغرافیة وسمات الشخصیة لدى المسترشدین الذین یترددون بالفعل على هذه المراکز الإرشادیة وتأثیراتها فی اتجاهاتهم نحو الإرشاد النفسی ونحو مراکز الخدمات النفسیة.

 


المراجع

أولاً: المراجع العربیة

زاید عجیر الحارثی. (1992). بناء الاستفتاءات وقیاس الاتجاهات. ط1، جدة. دار الفنون للطباعة والنشر.

ابراهیم عصمت مطاوع. (1981). علم النفس واهمیته فی حیاتنا. القاهرة: دار المعارف.

إبراهیم عید. (2000). علم النفس الاجتماعی. القاهرة: مکتبة زهراء الشرق.

أحمد أبو حردان. (1983). أثر کل من التحصیل والتخصص والجنس على تقبل العملیة الإرشایة لدى طلبة الصف الثالث الثانوی فی الأردن. رسالة ماجستیر غیر منشورة، جامعة الیرموک، إربد.

أحمد الزبادی. (2001). مبادئ التوجیه والإرشاد النفسی. عمان. الأهلیة للنشر.

أحمد الشریفین ونضال الشریفین. (2014). التنبؤ بالصحة النفسیة من خلال بعض المتغیرات النفسیة والتربویة والدیمغرافیة لدى طلبة الجامعات الأردنیة. مجلة جامعة الملک خالد للعلوم التربویة، 21(1)، ص ص 18 ـ 54.

أحمد الصمادی. (1994). اتجاهات طلبة جامعة الیرموک نحو الإرشاد. أبحاث الیرموک، 4 (21أ)، 277 ـ 298.

أحمد الصمادی. (1995). دراسة لبناء مقیاس الاتجاه نحو الإرشاد. أبحاث الیرموک، 3، (11)، ص ص 31 ـ 67.

أحمد عبادة. (2001). مقاییس الشخصیة "للشباب والراشدین". الجزء الأول. القاهرة: مرکز الکتاب للنشر.

أحمد عبد الخالق وبدر الأنصاری. (1996) . العوامل الخمسة الکبرى فی مجال الشخصیة، مجلة علم النفس، العدد( 28)، السنة العاشرة ، ص ص 6 ـ 19.

أحمد عبد الله الشریفین، می کامل الدقس، ونضال کمال الشریفین. (2018). بناء مقیاس لأنماط الشخصیة لدى الطلبة الجامعیین وفق نظریة یونغ. مجلة العلوم التربویة والنفسیة، مج19، ع4، ص ص 315 ـ 354. جامعة البحرین، مرکز النشر العلمی.

أحمد محمد عبد الخالق. (1994). الابعاد الاساسیة للشخصیة. الاسکندریة. دار المعرفة الجامعیة.

آمنة یس موسى أحمد.( 2010 ). الصحة النفسیة وعلاقتها بنوعیة الحیاة لدى النازحین بمعسکر أبو شوک بمدینة الفاشر ولایة شمال دارفور، رسالة ماجستیر غیر منشورة، جامعة الخرطوم، کلیة الآداب.

بدر الأنصاری وأحمد عبد الخالق. (1996). مدى کفاءة قائمة العوامل الخمسة الکبرى فی الشخصیة فی المجتمع الکویتی، مجلة علم النفس، العدد (83)، السنة العاشرة، الهیئة المصریة العامة.

بدرالدین عامود. (2001). علم النفس فی القرن العشرین. الجزء الأول. دمشق: مکتبة الاسد.

بشرى إسماعیل أرنوط. (2018). فعالیة برنامج قائم على العلاج بالقبول والالتزام عبر الإنترنت فی خفض أعراض التنمر الوظیفی لدى عینة من أعضاء هیئة التدریس. مجلة الأستاذ، 227، ص ص 27 ـ 62.

بشرى إسماعیل أرنوط. (2019 أ). فعالیة برنامج إرشادی قائم على العلاج بالقبول والالتزام فی تنمیة مقومات الشخصیة القویة والهناء النفسی لدى معلمات المرحلة الثانویة: دراسة مقارنة بین التطبیقین التقلیدی وعبر الإنترنت للبرنامج. المجلة التربویة، ج63، ص ص 1 ـ 36.

بشرى إسماعیل أرنوط. (2019 ب). الموسوعة المتکاملة فی الإرشاد والعلاج النفسی، الجزء 1، القاهرة، مکتبة مدبولی.

الجوهرة بنت عبدالقادر شیبی. (2005). الشعور بالوحدة النفسیة وعلاقتها بسمات الشخصیة لدى عینة من طالبات جامعة أم القرى بمکة المکرمة، رسالة ماجستیر (غیر منشورة) مقدمة الى کلیة التربیة، جامعة أم القرى بمکة المکرمة

جیرالد کوری (2013). النظریة والتطبیق فی الإرشاد والعلاج النفسی، ترجمة سامح ودیع الخفش، عمان، دار الفکر.

حامد زهران. (1997). الصحة النفسیة والعلاج النفسی. ط 3، القاهرة. مکتبة عالم الکتب.

خلیل أحمد الغانمی. (2013). العلاقة بین الکفایات المهنیة وجودة الخدمات الإرشادیة لدى المرشدین الطلابیین، مشروع بحثی، برنامج الدراسات العلیا التربویة، جامعة الملک عبد العزیز، جدة.

رمضان القذافی. (1996). التوجیه والإرشاد النفسی. طرابلس. الجماهیریة العظمى: دار الرواد.

زیاد أمین برکات. (2017). سمات الشخصیة الانبساطیة والانطوائیة والانفعالیة والاتزانیة وعلاقتها بالقلق الاجتماعی لدى عینة من طلبة جامعة القدس المفتوحة. دراسات فی العلوم التربویة، مج44، ص ص 1 ـ17. الجامعة الأردنیة.

سعود محمد الرویلی. (2008). الوصم الاجتماعی وعلاقته بالعود للجریمة. رسالة ماجستیر منشورة، جامعة نایف العربیة للعلوم الأمنیة، الریاض.

سعیدة عطار (2015). جودة الخدمات الإرشادیة المقدمة للطلبة المتفوقین فی الجزائر، ملتقة البحرین، المنامة، أبریل 2014م.

سکرین إبراهیم المشهدانی ومنال الفرازی. (2009). تقییم جودة الخدمات الإرشادیة المقدمة فی مرکز السلطان قابوس کما یراها الطلبة المتوقع تخرجهم، مجلة کلیة التربیة بجامعة الأسکندریة، مج9، ع3، ص ص 23 ـ 61.

سهام أبو عیطة. (1996). واقع الإرشاد فی مدارس التعلیم الأساسی والثانوی ومتطلبات تطویره فی الأردن. البصائر، 1(1)، 37 ـ 67.

سید محمد غنیم. (1983). الشخصیة. القاهرة: دار المعارف.

صالح  الداهری. (2000). مبادئ الإرشاد النفسی والتربوی. ط 1، إربد، الأردن: مؤسسة حمادة للخدمات والدراسات الجامعیة ودار الکندی للنشر والتوزیع.

عایش زیتون. (1988) . الاتجاهات والمیول العلمیة فی تدریس العلوم . عمان الأردن جمعیة عمال المطابع الأردنیة.

عبد الکریم سلیمان. (2010)، الاستقواء لدى عینة من نزلاء مراکز الإصلاح والتأهیل النفسی. رسالة ماجستیر، جامعة الیرموک، إربد.

العبد الله، یوسف والشرعة، حسین. (2003). أنماط الشخصیة الأساسیة عند أیزنک وعلاقتها بالقلق والشعور بالوحدة

عبد المنعم محمود. (1994). سیکولوجیة الاتجاهات. القاهرة. دار غریب.

عدنان علی حمزهة النداوی. (2006). الشخصیة المتقلبة وعلاقتها بالتوافق المهنی لدى العاملین فی مؤسسات الدولة. رسالة ماجستیر (غیر منشورة) مقدمة الى کلیة الاداب جامعة بغداد.

علی ناصر عسیری. (2013). العوامل الخمسة الکبرى للشخصیة وعلاقتها بدافعیة الإنجاز لدى المرشدین الطلابیین فی منطقة عسیر. رسالة دکتوراه غیر منشورة، کلیة التربیة، جامعة الملک خالد، ابها.

فرج عبد القادر طه. (2010). موسوعة علم النفس والتحلیل النفسی، ط1، الریاض. دار الزهراء للنشر والتوزیع.

لطیفة الشعلان. (2013). فاعلیة الإرشاد النفسی عبر الإنترنت فی خفض أعراض الخوف الاجتماعی لدى طالبات جامعة الأمیرة نورة بنت عبد الرحمن. مجلة العلوم التربویة، الریاض، 25(2)، ص ص 327 ـ 356.

لویس کامل ملیکة. (1989). سیکولوجیة الجماعات والقیادة. الجزء الأول. القاهرة: الهیئة المصریة العامة للکتاب.

مایکل نیستول. (2015). المدخل إلى الإرشاد النفسی من منظور فنی وعلمی. (ترجمة مراد سعد وأحمد الشریفین). عمان. دار الفکر.

محمد القیسی. (1984). العلاقة بین سمات الشخصیة ومستوى فاعلیة المرشد المدرسی وجنسه فی الأردن. رسالة ماجستیر غیر منشورة، کلیة التربیة، جامعة الیرموک، عمان.

محمد خریسات. (1995). اتجاهات طلبة کلیات المجتمع نحو الارشاد التربوی. رسالة ماجستیر غیر منشورة، کلیة التربیة، جامعة الیرموک، إربد.

معیوف المحمودی وهشام عبد الله. (2017). سمات الشخصیة وعلاقتها بجودة الخدمات الإرشادیة لدى المرشدین الطلابیین. مجلة کلیة التربیة، مج33، ع3، ص ص 332 ـ 389. کلیة التربیة، جامعة أسیوط.

موسى صالح أبکر وأنور أحمد راشد. (2018). سمات الشخصیة وعلاقتها بالصحة النفسیة وبعض المتغیرات الدیموغرافیة لدی الطلاب النازحین بمعسکرات مدینة نیالا. مجلة آداب النیلین، جامعة النیلین، کلیة الآداب، مج3، ع3، ص ص 196 ـ 221.

هشام عبد الله وخدیجة خوجة (2014). الإرشاد النفسی الجماعی، جدة، خوارزم التعلیمیة.

هشام عبد الله وخلیل الغانمی (2016). مقیاس جودة الخدمات الإرشادیة، جدة، مکتبة الشقری.

والتحصیل مجلة مؤتة للبحوث والدراسات، مج18، ع1، ص 245 – 279.

وسیمة رجب. (1977). مدى تقبل طلبة المرحلة الثانویة فی الأردن لعملیة الإرشاد ولدور المرشد. رسالة ماجستیر غیر منشورة، الجامعة الأردنیة، عمان.

یوسف عرار. (2003). سمات المرشد التربوی الفعال من وجهة نظر المدیرین فی محافظة رام الله. رسالة ماجستیر غیر منشورة، کلیة التربیة، جامعة القدس، القدس.

المراجع الأجنبیة:

Ajzen, Icek (1988). Attitude, Personality and behavior. Milton Keynes: open University press.

Allport, G. (1937). Personality: A psychological interpretation. (1937) New York: Holt, Rinehart, & Winston.

Allport, G.W. (1961). Pattern and growth in personality. New York: Holt, Rinehart & Winston Mannarini, S. & Rossi, A. (2018). Assessing Mental Illness Stigma: A Complex Issue. Frontiers in Psychology, 9, 1-5.

Amori, G. H. (1987). Factors related to help-seeking by depressed symptomatic volunteers and clinic patients. Unpublished doctoral dissertation, University of Florida, Gainesville.

Asser, E. S. (1978). Social class and help-seeking behavior. American Journal of Community Psychology, 6, 465-475.

Atik, G. & Yalcin, Y. (2011). Help-Seeking Attitudes of University Students: The Role of Personality Traits and Demographic Factors. South African Journal of Psychology, 41(3), pp. 328 - 338.

Barlow, D. H. (1991). Disorders of emotion. Psychological Inquiry, 2, 58-71.

Cartwright, D. S. (1978). Introduction to Personality. Chicago: Rand McNally.

Casas, J. M., & Vasquez, M. J. T. (1996). Counseling the Hispanic: A guiding framework for a diverse population. In P. B. Pedersen, J. G. Draguns, W. J. Lonner, & J. E. Trimble (Eds.), Counseling across cultures (pp. 146-176). Thousand Oaks, CA: Sage.

Cash, T. F., Begley, P. J.,  McCown, D. A., & Weise, B. C. (1975). When counselors are heard but not seen: Initial impact of physical attractiveness. Journal of Counseling Psychology, 22, 273-279.

Corrigan, P. (2004). Howstigma interfereswith mental healthcare. American Psychologist ,59(7),614-625.

Corrigan, P. W., Rüsch, N., and Scior, K. (2018). Adapting disclosure programs to reduce the stigma of mental illness. Psychiatr. Serv. 69, 826–828. DOI: https://doi.org/10.1176/appi.ps.201700478

Costa, P. & McCrae, R. (1989) .Neuroticism, somatic, complaints and disease: is bark worse than the bits? Journal of personality, vol 55 , (p.p 299-316) .                              

 Costa, P. & McCrae, R. 1992). Normal personality assessment in clinical practice: the neo   personality inventory, psychological assessment, vol 13, p-p 20-22                           

Costa, P. T., & McCrae, R. R. (1985).  The NEO Personality Inventory manual.  Odessa, FL: Psychological Assessment Resources.

Craske, M. G. (1999). Anxiety disorders: Psychological approaches to theory and treatment. Boulder, CO: Westview Press.

Dowling, M. & Rickwood, D. (2013): Online Counseling and Therapy for Mental Health Problems: A Systematic Review of Individual Synchronous Interventions Using Chat, Journal of Technology in Human Services, 31(1), 1-21

Ewen, R. B. (1998). Personality: A topical approach. Mahweh, NJ: Erlbaum.

Fang, K., Pieterse, A. L., Friedlander, M., and Cao, J. (2011). Assessing the psychometric properties of the attitudes toward seeking professional psychological help scale-short form in mainland China. Int. J. Adv. Counsel. 33, 309–321. doi: https://doi.org/10.1007/s10447-011-9137-1

Fischer, A. R., & Shaw, C. M. (1999). African Americans’ mental health and perceptions of racist discrimination: The moderating effects of racial socialization experiences and self- esteem. Journal of Counseling Psychology, 46, 395-407.

Fischer, E. & Turner, J. (1970). Orientations to seeking professional help: Development and research utility of an attitude scale. Journal of Consulting and Clinical Psychology, 35, 79-90

Gloria, A. M., & Rodriquez, E. R. (2000). Counseling Latino university students: Psycho-sociocultural issues for consideration. Journal of Counseling & Development, 78, 145-154.

Goldberg, L.  R., Johnson, J.  A., Eber,  H.  W., Hogan, R., Ashton, M.  C., Cloninger, C.  R., & Gough, H.  G. (2006).  The  International  Personality  Item  Pool  and  the  future  of  public-domain personality measures. Journal of Research in Personality, 40(1), 84-96.

Goldberg, L. R. (1981).  Language and individual differences:  The search for universals in personality lexicons.  In L. Wheeler (Ed.), Review of personality and social psychology, (Vol. 2, pp. 141-165).  Beverly Hills, CA: Sage.

Goldberg, L. R. (2001). International Personality Item Pool. Retrieved from http://ipip.ori.org/New_IPIP-50-item-scale.htm

Goldberg, L.R., Johnson, J.A., Eber, H.W., Hogan, R., Ashton, M.C., Cloninger, C.R. and Gough, H.G. (2006) The International Personality Item Pool and the Future of Public-Domain Personality Measures. Journal of Research in Personality, 40, 84-96. http://dx.doi.org/10.1016/j.jrp.2005.08.007

Griffiths, M. (2001). Online therapy: A cause for concern? The Psychologist, 14, 244-248.

Hayes S. (2016).Acceptance and Commitment Therapy, Relational Frame Theory, and the Third Wave of Behavioral and Cognitive Therapies–Republished Article. Behavior therapy, 47(6), 869-885.

Hill, C. E., & O’Brien, K. M. (1999). Helping skills: Facilitating exploration, insight, and action. Washington, D. C.: American Psychological Association.

Hinson, J. A., & Swanson, J. L. (1993). Willingness to seek help as a function of self- disclosure and problem severity. Journal of Counseling & Development, 71, 465-470.

Hyland, P., Boduszek, D., Dhingra, K., Shelvin, M., Maguire, R. & Morley, K. (2014). A test of the inventory of attitudes towards seeking mental health services. British Journal of Guidance & Counselling, 43(4).  https://doi.org/10.1080/03069885.2014.963510

Jennings, K. S., Goguen, K. N., Britt, T. W., Jeffirs, S. M., Wilkes, J. R. III, Brady, A. R., . . . DiMuzio, D. J. (2017). The role of personality traits and barriers to mental health treatment seeking among college students. Psychological Services, 14(4), 513-523. http://dx.doi.org/10.1037/ser0000157

John, Oliver P. and Srivastava, Sanjay (1999). The Big-Five Trait Taxonomy: History, Measurement, and Theoretical Perspectives. Handbook of personality: Theory and research (2nd Ed.). New York: Guilford.

Kala, J. K. (1990). Introduction to Psychology. Belmont, California: Wadsworth.

Kitamo, H. H. L., & Maki, M. T. (1996). Continuity, change, and diversity: Counseling Asian Americans. In P. B. Pedersen, J. G. Draguns, W. J. Lonner, & J. E. Trimble (Eds.), Counseling across cultures (pp. 124-145). Thousand Oaks, CA: Sage.

Laird, D. A., Laird, E. C. and Fruehling, R. T. (1975). Psychology: Human relation and work adjustment. New York: Mc Graw-Hill. 

Levin, M.; Haeger., J.; Pierce, B.& Twohig, M.(2016). Web-based Acceptance and Commitment Therapy for Mental Health Problems in College Students: A Randomized Controlled Trial. Psychology Faculty Publications.Paper1091. https://digitalcommons.usu.edu/psych_facpub/1091

Link, B. G., & Phelan, J. C. (2001). Conceptualizing Stigma. Annual Review of Sociology, 27, 363-385.

Lintvedt, O., Sørensen, K., østvik, A., & Wang, C. (2008). The Need for Web-Based Cognitive Behavior Therapy Among University Students. Journal of Technology in Human Services, 26(2-4):239-258. DOI: 10.1080/15228830802096705.

Matthews, Gerlad & Deary, Ian J., (1998). Personality Traits. Cambridge: Cambridge University press. 

McAdams, Dan P. (1990). The person, An introduction to personality psychology. San Diego: Harcourt Brace Jovanovich.

Mori, S. C. (2000). Addressing the mental health concerns of international students. Journal of Counseling & Development, 78, 137-144.

Neville, H. A., Heppner, P. P., & Wang, L. (1997). Relations among racial identity attitudes, perceived stressors, and coping styles in African American college students. Journal of Counseling & Development, 75, 303-311.

Nickerson, K. J., Helms, J. E., & Terrell, F. (1994). Cultural mistrust, opinions about mental illness, and Black students’ attitudes toward seeking psychological help from White counselors. Journal of Counseling Psychology, 41, 378-385.

O’Keefe, D. J. (2002). Persuasion: Theory and research (2nd ed.). Thousand Oaks, CA: Sage.

O’Neil, M. K., Lancee, W. J., & Freeman, S. J. (1984). Help-seeking behavior of depressed students. Social Science and Medicine, 18, 511-514.

Perenc, L. & Radochonski, M. (2016). Psychological Predictors of Seeking Help from Mental Health Practitioners among a Large Sample of Polish Young Adults. International Journal of Environmental Research in Public Health, 13(11), pp. 1049.  doi:  10.3390/ijerph13111049

Rice, D. P., & Miller, L. S. (1993). The economic burden of mental disorders. Advances in Health Economics and Health Services Research, 14, 37-53.

Rochlen, A. B., Beretvas, S. N., & Zack, J. S. (2004). The online and face-to-face counseling attitudes scales: A validation study. Measurement and Evaluation in Counseling and Development, 95-111.

Ryckman, R. M. (1993). Theory of Personality, 5th edition. California: Books/ Cole Publishing Company.

Schomerus, G., Schwahn, C., Holzinger, A., Corrigan, P. W., Grabe, H. J., Carta, M. G., et al. (2012). Evolution of public attitudes about mental illness: a systematic review and metaanalysis. Acta Psychiatr. Scand. 125, 440–452. DOI: https://doi.org/10.1111/j.1600-0447.2012.01826.x 

Schultz, D. P & Schultz, S. E. (2005). Theories of Personality. Belmont, CA: Thomson Wadsworth.

Sherbourne, C. D. (1988). The role of social support and life stress events in use of mental health services. Social Science Medicine, 27, 1393-1400.

Skovholt, T., Rivers, D., & Al-Rowaie, O. (1998). The Effectiveness of Counseling. The Educational Journal, 13, 355-377.

Solberg, V. S., Ritsma, S., Davis, B., Tata, S. P., & Jolly, A. (1994). Asian-American students’ severity of problems and willingness to seek help from university counseling centers: Role of previous counseling experience, gender, and ethnicity. Journal of Counseling Psychology, 41, 275-279.

Stone, G. (2008). Mental Health Policy in Higher Education. The Counseling Psychologist, 36, 490-499

Sue, D., Sue D. W., & Sue, S. (1994). Understanding abnormal behavior (4th ed.). Boston: Houghton-Mifflin.

Tata, S. P., & Leong, F. T. L. (1994). Individualism-collectivism, social-network orientation, and acculturation as predictors of attitudes toward seeking professional psychological help among Chinese Americans. Journal of Counseling Psychology, 41, 280-287.

Thompson, R., Brossart, D., Carlozzi, A. & Miville, M. (2002). Five-factor model (Big Five) personality traits and Universal-Diverse orientation in Counsellor Trainees. The Journal of Psychology, 136(5), 561-572.

Trimble, J. E., Fleming, C. M., Beauvais, F., & Jumper-Thurman, P. (1996). Essential cultural and social strategies for counseling Native American Indians. In P. B. Pedersen, J. G. Draguns, W. J. Lonner, & J. E. Trimble (Eds.), Counseling across cultures (pp. 177-209). Thousand Oaks, CA: Sage.

Turner, R. J., & Turner, J. B. (1999). Social integration and support. In C. S. Aneshensel & J. C. Phelan (Eds.), Handbook of the sociology of mental health (pp. 301-319). New York: Kluwer Academic/Plenum Publishers.

Vaux, A. (1988). Social support: Theory, research, and intervention. New York: Praeger.

Vaux, A., Riedel, S. & Stewart, D. (1987). Modes of social support: The social support behaviors (SS-B) scale. American Journal of Community Psychology, 15(2), 209–232. DOI: https://doi.org/10.1007/BF00919279

Vogel, D. L., Wade, N. G., & Haake, S. (2006). Measuring the Self-Stigma Associated with seeking psychological help. Journal of Counseling Psychology, 53(3), 325-337. http://dx.doi.org/10.1037/0022-0167.53.3.325

Vogel, D. L., Wade, N. G., & Haake, S. (2006). Measuring the self-stigma associated with seeking psychological help. Journal of Counseling Psychology, 53, 325-337.

Vogel, D. L., Wade, N. G., & Hackler, A. H. (2007). Perceived public stigma and the willingness to seek counseling: The mediating roles of self-stigma and attitudes towards counseling. Journal of Counseling Psychology, 54(1), 40-50.

Vogel, D. L., Wester, S. R., Wei, M., & Boysen, G. A. (2005). The role of outcome expectations and attitudes on decisions to seek professional help. Journal of Counseling Psychology, 52(4), 459-470.

Westermeyer, J. J. (1993). Cross-cultural psychiatric assessment. In A. C. Gaw (Eds.), Culture, ethnicity, and mental illness (pp. 125-144). Washington, DC: American Psychiatric Press.

Yokopenic, P. A., Clark, V. A., & Aneshensel, C. S. (1983). Depression, problem recognition, and professional consultation. The Journal of Nervous and Mental Disease, 171, 15-23.