بعض الخصائص السيکومترية لمقياس العفو لدى عينة من طلبة کلية التربية- جامعة عين شمس

بعض الخصائص السیکومتریة لمقیاس العفو لدى عینة من طلبة کلیة التربیة- جامعة عین شمس

سلسبیل ممدوح عبد المنعم عبد العزیز

المعیدة بقسم علم النفس التربوی

کلیة التربیة - جامعة عین شمس

تحت إشراف:

أ.د/ حسین حسن حسین طاحون                   أ.م.د/ محمد إسماعیل سید حمیدة       

أستاذ علم النفس التربوی                           أستاذ علم النفس التربوی المساعد

مستخلص البحث

یهدف البحث الحالی  إلى دراسة  الخصائص السیکومتریة لمقیاس العفو لدى طلاب الجامعة، وتکونت عینة الدراسة من (300) طالب وطالبة، من الفرقة الثالثة والرابعة، بکلیة التربیة- جامعة عین شمس، وتم التحقق من  النتائج بإستخدام باستخدام صدق المحکمین، وصدق المفردات ( الاتساق الداخلی)، والصدق العاملی التوکیدی الذی أسفر عن ثلاثة عوامل هی ( إدراک الإساءة ( المکون المعرفی)، و المشاعر الانفعالیة (المکون الوجدانی)، وقرار العفو ( المکون السلوکی)، والصدق التلازمی، کما تم التحقق من الثبات باستخدام ألفا کرونباخ، التجزئة النصفیة.

الکلمات المفتاحیة:  الخصائص السیکومتریة، العفو، إدراک الإساءة ( المکون المعرفی)،  والمشاعر الانفعالیة ( المکون الوجدانی)،  وقرار العفو ( المکون السلوکی).

Abstract

The current study aimed to investigate the psychometric properties of the Forgiveness scale on a sample of university students, The sample composed of (300) students from the faculty of education Ain Shams university. Results, using, Experts validity, internal consistency, and confirmatory factor analysis (CFA), showed a three factor structure including: Offence perception (Cognitive component), Emotions (Emotional component), Forgiveness decision (Behavioral component). Furthermore, divergent validity using, Reliability (using Alpha Cronbach and split- half) appeared satisfactory.

Keywords: The psychometric properties, Forgiveness, Cognitive component, Emotional component, Behavioral component.

بعض الخصائص السیکومتریة لمقیاس العفو لدى عینة من طلبة کلیة التربیة- جامعة عین شمس

مقدمة

    لقد أصبحت الصراعات شیئًا تتسم به حیاة کل فرد بشکل یومی، بل أنها صارت نمط حیاة لدی البعض، وهو ما تدل علیه المشاحنات والعداء بین الأفراد، والغضب والاستیاء أو أی مشاعر سلبیة تؤدی إلی الرغبة فی الانتقام، ورد الإساءة بمثلها، ولکی یکون الفرد قادراً علی التغلب علی هذة الآثار السلبیة للإساءة علیه أن یتحلی بالعفو.

   یُعَدّ العفو من مکارم الأخلاق، و من الفضائل الحمیدة التی یحث علیها دیننا الحنیف، والتی  تساعد الفرد علی تجنب الرغبة فی الانتقام، وإعادة الروابط الاجتماعیة والعلاقات بین الأفراد، والانسجام والتآزر بینهم، وقد سجل حضوره فی مجال علم النفس خاصة فی مجال علم النفس الإیجابی، فهو من المفاهیم النفسیة الحدیثة ومن القیم المرکزیة التی تساعد بشکل کبیر فی إنهاء الخصومة والعداء، وإعادة العلاقات الآمنة بین الأفراد.

    وتعد المرحلة الجامعیة للطلاب من أخطر مراحل حیاتهم، حیث إنها المرحلة النهائیة ومن بعده  سوف یصطدم الطالب بالواقع وبالحیاة العملیة ومشکلاتها وأعبائها، فهو فی تلک الفترة سوف یقابل  تحدیات کبیرة خاصة فی ظل ظروف اجتماعیة واقتصادیة لا یُرثَى لها، وتجعله فی حیرة من أمره،  وکذلک تلقی ثقلًا کبیرًا على عاتقه، وفی ظل المشاحنات المستمرة والصراعات والظروف غیرة المستقرة    فی المجتمع فإنه یحتاج إلى دعامة أساسیة  یرتکز علیها وهی القدرة على العفو، وقدرته على أن        یتصالح مع الآخرین، وأن یعفو عن الإساءة تجاه من آذاه.

مشکلة الدراسة

یمثل العفو عاملًا مهمًا فی حیاة الفرد النفسیة، وعنصرًا أساسیًا فی نمو شخصیته، ویؤثر على الشباب خاصة أن طلاب الجامعة یمرون بمواقف حیاتیة تثیرهم وتقلقهم، وتقلل من فرص تحقیقهم لطموحاتهم، ومن ثم فهم فی أمس الحاجة إلى التحلی بالعفو لمواجهة تلک الضغوط، وتجاوز تلک المواقف الصعبة التی یتعرضون لها، ومن ثم تکمن المشکلة الدراسة الحالیة فی إعداد مقیاس للعفو للشباب الجامعی   وذلک للمبررات التالیة:

أولًا: وجدت الباحثة أن معظم الدراسات العربیة التی تناولت العفو لم تبنِ مقیاسًا بل استعانت بمقاییس أجنبیة وقامت بترجمتها وتقنینها للبیئة العربیة، وکان أکثر المقاییس استخدامًا هو مقیاس (Heartland forgiveness scale) ل(Thompson, Synder, Hoffman, Michael, Rasmussen, Sillings, Heinze & Neufeld , 2005) الذی استعان به کل من (عبد الله سید، أحمد محمد، 2018)؛ (جبار وادی، 2017)؛ (عاطف مسعد، 2013)؛ (عادل محمود، 2015)؛ (السید کامل، 2009)، (إیمان عبد الوهاب، 2016)، ومقیاس (Rye, Loiacono, Flock, Olszewskiza & Heim, 2001) الذی استعانت به دراسات ( السید کامل، 2011)؛ (أحمد محاسنه،2017)  وطورته دراسة (Ulus & Aksoy,2017)؛ ومقیاس (Mullet, 2007) الذی قامت بتعریبه (إیمان الدوسری،2012) واستعان بهذا المقیاس المعرب کل من (یزید الشهری، 2015)؛ (سالم محمد، عبد الله بن علیم، 2015).

ثانیًا: بعض الباحثین الذین أعدوا مقیاسًا استخدموا التسامح بدلًا من العفو، وهناک فارق کبیر بینهما، کما وضحت الباحثة بین العفو والمصطلحات فی الإطار النظری ، أن العفو ترجمته هو (Forgiveness) ، بینما التسامح (tolerance)، وهناک فرق بینهما فالتسامح فیه یتساهل الفرد فی حقه نحو الإساءة، بینما العفو فهو القدرة على تجاوز الإساءة بالرغم من القدرة على ردها، ومن هذه الدراسات (عبیر أنور، فاتن عبد الصادق،2010)؛ (زینب شقیر، تحیة حامد، 2013)؛ (هالة عبد اللطیف، 2014)؛ (تامر شوقی،2016).

ثالثا: هناک دعوات من الباحثین لبناء مقیاس حدیث للعفو، مثل دراسة (عادل محمد،2011)؛ ودراسة (إیمان الدوسری،2012)  التی أوصت بضرورة بناء مقاییس للعفو تتناسب مع البیئة العربیة بدلا من الاعتماد على المقاییس الأجنبیة، وإجراء المزید من الأبحاث والدراسات حول مفهوم العفو ووسائل قیاسه، لذلک فقد اهتمت الباحثة ببناء مقیاس للعفو.

أهداف الدراسة:

1. إعداد مقیاس العفو لدى الشباب الجامعی.
2. التعرف على الخصائص السیکومتریة من حیث الصدق والثبات.

أهمیة الدراسة:

1- تنبع أهمیة الدراسة الحالیة من تناولها متغیر مهم فی علم النفس الإیجابی وهو (العفو)، حیث تحاول توفیر خلفیة نظریة وعلمیة للتأصیل لهذا المتغیر.

2- تظهر أهمیة الدراسة فیما ستضیفه من إعداد مقیاس للعفو فی البیئة العربیة.

4- وتکتسب الدراسة الحالیة أهمیة خاصة کونها تجری على عینة من طلبة الجامعة، حیث إن هذه الفئة  فی مرحلة حرجة ولها أهمیة بالغة فی تشکیل سمات الشخصیة لدیهم، فالطالب الجامعی یکون فی مفترق طرق مابین النجاح والفشل، ومن هنا أصبح من الضروری مضاعفة الجهد لهذه الفئة العمریة (ناهدة عصام، 2014، 980).

مصطلحات الدراسة:

تعریف العفو :

أ.التعریف اللغوی:

(عَفَا) الأثر- عَفْوًا، وَعَفَاءً: زال وامّحَی. والریحُ الأَثَرَ: محته ودَرَسْتهُ، وله بماله : أعطاه مما زاد عن نفقته - وعن ذنبهِ، عفْوًا: لم یعاقبه علیه، و(الَعَفُوّ) الکثیرُ العفو وفی القرآن الکریم " وکان الله عَفُوًّا غَفُورًا".(المعجم الوجیز،2005، 425(

ب. التعریفات الاصطلاحیة:

اعتبر (Davis, Worthington, Hook & Hill, 2013, 1) العفو بأنه : تغییر اجتماعی إیجابی تجاه الاعتداء المدرک، ویتضمن تقلیل الدوافع والانفعالات والأفکار السالبة تجاه المعتدی، والتی یمکن أن تحدث تغییرًا فی السلوک، وقد صنفوا العفو إلى سمة و عفو حالة، وأشاروا إلى أن سمة العفو تشیر إلى الدرجة التی یمیل فیها الشخص إلى أن یعفو عن الآخرین، وذلک یحدث عبر المواقف والوقت والعلاقات، أما بالنسبة للعفو کحالة : فإنها تشیر إلى درجة العفو لدى الفرد نحو الإساءة فی موقف محدد، ویتضمن هنا إدراک الأفراد للإساءة والعلاقة طبیعیة مع الشخص المسیء.

ویعرفه Glover , 2015, 2)) بشکل أکثر دقة على أنه رد فعل لتجاوز الإساءة الذی یکون فیه الشخص المساء إلیه ( الضحیة ) مدفوعًا نحو التخلی عن المشاعر السلبیة ضد المعتدی ویقرر عدم السعی نحو الانتقام.

ویری ((Scull, 2015, 43 أنه عملیة مستقلة یظهر فیها الفرد ( الضحیة ) مشاعر الرحمة نحوالمسیء بهدف الشفاء من العواقب النفسیة والاجتماعیة للإساءة، ویحدث العفو بدون اعتذار أو أسف من جانب المسیء.

ومن خلال التعریفات ترى الباحثة أن العفو مفهوم شامل یتضمن دمج وتکامل مختلف الجوانب المعرفیة والوجدانیة والسلوکیة، فهو إدراک لإساءة أو تجاوز ،وتکوین مشاعر داخلیة مرتبطة بهذه الإساءة واستعداد قوی، رغبة، میل، وقدرة للفرد فی إبداء سلوک ورد فعل إیجابی تجاه هذا الاعتداء المدرک، وقدرته على تحویل مشاعره السلبیة إلى إیجابیة وإظهار مشاعر من الرحمة والإحسان إلى المسیء، وقد یرجع هذا إلى سمات شخصیة لدى الفرد أو الموقف الذی حدثت فیه الإساءة، فهو تغییر إیجابی واستجابة أخلاقیة نحو المسیء، العفو یعکس جودة العلاقات الشخصیة عندما تحدث الاعتداء.

وتستخلص الباحثة تعریفًا للعفو، وهو: سلوک إیجابی یتخذه الفرد بعد فترة من التفکیر فی الإساءة المدرکة، وتکوین مشاعر مترتبة علیها، وبالتالی إصدار استجابة إما إیجابیة أو محایدة، ویعفو الفرد مع قدرته على رد الإساءة وإظهار المشاعر الإیجابیة تجاه الشخص، واتخاذ قرار العفو، فهو بالنهایة تحول معرفی ووجدانی وسلوکی یوجه الفرد نحو الترکیز على ماهو جید فی الفرد المسیء.

الإطار النظری:

 یمکن تناوله من خلال مایلی:

     لقد ازداد الاهتمام بدراسة العفو کأحد المتغیرات النفسیة الذی له دور مؤثر وفعال فی حیاة الأفراد، حیث یسهم بشکل قوی فی تحقیق السواء والصحة النفسیة الإیجابیة للأفراد، حیث إنه أهم الموضوعات المرکزیة السائدة فی الحیاة الیومیة، فهو ییسر حدوث الانفعالات الموجبة المرتبطة بالحب والإیثار، ویحقق درجة رفیعة من الانسجام، ویضمد الجراح بین الأفراد، ویسهم فی تحسین عملیات التوافق، کما أنه مفید للصحة النفسیة والجسمیة، ویسهم فی إعادة بناء بیئة آمنة، وإنهاء العدائیة بین الأفراد، والالتزام من منظور دینی، والرغبة فی الإیثار لتدعیم الأمن والسلام، والحب (السید کامل، 2011، 351).

ویحقق العفو درجة کبیرة من الانسجام ویضمد المشاعر السلبیة بین الأفراد، ویخفض الاجترار المرتبط بعدم العفو (السید کامل، 30،2009)، کما أضافت نتائج دراسة Lijo, 2018)) أن العفو یعزز الصحة النفسیة وذلک من خلال الدعم الاجتماعی ، الأداء الشخصی ، فالعفو یُحرم الانتقام ویشجع على المشاعر الإیجابیة القویة القائمة على الحب، وعندما لا یمتلک الفرد القدرة على العفو فإنه دائمًا یُخبر عن مشاعر الاستیاء والکراهیة والعداء والمرارة، والغضب والخوف الذی یؤدی إلى الاضطراب الاجتماعی  Social Dysfunctioning ، وعدم الراحة النفسیة ، فغیاب العفو یسهم فی التوتر النفسی وربما یقلل من مستویات الهناء الذاتی، کما یؤکد أیضًا أن العفو مرتبط التغییرات الفسیولوجیة المرتبطة بعملیة العفو التی ربما تساهم بتأثیر مباشر على الصحة العقلیة والهناء لدى الأفراد.

(2). أهمیة العفو

ییسر العفو حدوث الانفعالات الإیجابیة کالأمل والتفاؤل والإیثار والحب، و یسهم بدرجة کبیرة فی تحقیق التوافق النفسی، وتکامل الذات والشعور بالسعادة، وهو میکانیزم وقائی من المشاعر السلبیة المصاحبة للإساءة المادیة والنفسیة وتحویلها إلى إیجابیة (سید أحمد، 2009، 335).

وتؤکد (زینب شقیر، تحیة حامد، 2013، 91) أیضًا أنه یسهم فی تحسین عملیات التوافق النفسی أو الانسجام ویخفض من تکرار الاجترار المرتبط بعدم العفو، حیث أشارت نتائج (محمد سلیم، فواز نایل،2017) أن هناک علاقة ارتباطیة موجبة بین التوافق النفسی والعفو، وأکدت أیضًا نتائج دراسة Batik, Bingol, Kodaz & Hosoglu, 2017, 151)) أن العفو ماهو إلا انعکاس لتفکیر الفرد الإیجابی وله دور حاسم ومؤثر فی السعادة الذاتیة للأفراد.

وترى الباحثة أن العفو تتحدد أهمیته علی النحو التالی:

أ.الأهمیة النفسیة : وتتمثل فی تقدیر الذات والثقة بالنفس، وتکوین الانفعالات النفسیة الموجبة الناتجة عن قرار العفو وعملیة التوافق والانسجام بین الأفراد، وهو آلیة نفسیة سویة یستعین بها الفرد لإعادة العلاقات المتضررة مع الآخرین وتحقیق التوافق بینهم، ویحقق أکبر قدر من الصحة النفسیة، والابتعاد عن التوتر والقلق.

ب.الأهمیة الاجتماعیة: تتمثل فی إعادة الروابط الاجتماعیة بین الأفراد وتحقیق التآلف والعلاقات الاجتماعیة الناجحة الخالیة من الضغینة والمشاعر السلبیة المتمثلة فی الکراهیة والاستیاء الناتجة عن الإساءة، فهو یُعَدّ میثاقًا متینًا من العلاقات الاجتماعیة المتفاعلة التی بنیت على مشاعر من الحب والود الذی لایتقید بشروط.

ج.الأهمیة الفسیولوجیة: تعکس خفض الاستثارة للجهاز العصبی السمبثاوی التی تساعد فی تنظیم ضربات القلب وضغط الدم، وتقلیل معدلات القلق والخوف، مما یساعد على الاسترخاء والهدوء.

د.الأهمیة الدینیة: فالعفو فضیلة من الفضائل، وخُلق رفیع، وقیمة دینیة مهمة یتحلى بها الفرد لکی یتمکن من التخلص من مشاعر الأذى والإساءة التی لحقت به، وأخلاقیات حمیدة متمثلة فی الإیثار والحب والمودة والتعاون بین الأفراد.

3. أبعاد العفو:

تناول الباحثون أبعاد العفو من وجهات نظر متعددة، وتعرض الباحثة لبعضها فی إیجاز کما یلی:

صنف (میشیل، کینث، کارل، 2015، 11) العفو إلى ثلاثة مکونات:

1. المکون المعرفی (العقلی): ویتمثل فی اتخاذ القرار من الفرد الذی  أُسیء إلیه بالعفو عن من أساء إلیه، ویتضمن الأفکار الإیجابیة التی تشکلت لدیه بعد اتخاذه قرار العفو.

2. المکون الوجدانی: یتمثل فی حشد المشاعر الإیجابیة التی یشعر بها الفرد الذی أسیء إلیه تجاه من أساء الیه بعد اتخاذه قرار العفو.

3. المکون السلوکی: یتمثل فی کل السلوکیات الإیجابیة التی یقوم بها الفرد الذی أُسیء إلیه تجاه المسیء کحسن معاملته أو إکرامه.

وقد حدد ( سید أحمد، 2009،351،350) مکونات العفو فی  ثلاثة أبعاد وهی:

 - العفو عن الذات:  ویتمثل فی تقبل الذات المخطئة، التصالح مع النفس، والتماس الأعذار للذات، والعزم على عدم تکرار الأخطاء.

- العفو عن الآخرین: ویتمثل فی التسامح مع المخطئ وتفهم أسباب إساءته، حسن الظن بالآخرین، والمبادرة بالعفو مع الشعور بالاستیاء.

- دوافع العفو: والتی تتمثل فی الدوافع الدینیة والضغوط الاجتماعیة، حقوق الصداقة، حجم الإساءة والأضرار الناتجة عنها.

ورکزت دراسة (السید کامل الشربینی، 2009) التی استخدم فیها مقیاس العفو(Thompson et al, 2005) علی ثلاثة عوامل استخرجت من التحلیل العاملی هی ( العفو عن الذات، عن الآخرین، عبر المواقف)

 ودراسة (Franklin, 2015) التی استخدمت استبیانات التقریر الذاتی عن العفو عن الذات والعفو عن الآخرین، وتعریفهم للعفو.

وقد تبنت(سناء حسن، 2012) مقیاس( سیدأحمد، 2010) الذی یتکون من ثلاثة أبعاد للعفو هی :

( دوافع العفو، العفو عن الذات، العفو عن الآخرین)

ودراسة (یزید الشهری،2015) استخدمت مقیاس (Mullet, 2007) تعریب إیمان الدوسری ویحتوی على (20) عبارة موزعة على ثلاثة أبعاد للعفو هی: ( استمرار الشعور بالاستیاء، بعد الحساسیة للظروف، الرغبة فی العفو)

وکانت أبعاد العفو عند (عادل محمود، 2015)  هی (العفو عن الذات، عن الآخرین، وعبر المواقف)، حیث استخدم مقیاس هارتلاند (Heartland) إعداد Thompson et al, 2005)) ترجمة الباحث

کما استخدمت دراسة ((Zawawi, 2015 (مقیاس سمة العفو (TFS) ( Trait forgiveness)، حالة العفو TRIM) ( State forgiveness))

وقاس کل من (Batik, Bingol, Kodaz & Hosoglu, 2017) العفو بمقیاس العفو ل(Ersanli, Vural-Batik, 2015) الذی یتکون من بُعدین هما؛ ( العفو عن الذات، العفو عن الآخرین)

التعقیب:

یمکن من خلال ما عرض استخلاص مایلی:

1. بأن العفو فی النهایة قرار یصحبه مشاعر إیجابیة سواء تجاه نفسه ( العفو عن الذات) ، أو تجاه الآخرین، ویکون فی هیئة سلوکیات إیجابیة یتبعها الفرد من أجل التخلص من المشاعر السلبیة التی تلازمه حال وجود الإساءة.
2. اتفقت أغلب المقاییس على ثلاثة أبعاد للعفو وهی ( العفو عن الذات، العفو عن الأخرین، دوافع العفو)، کما تناولت دراسات أخرى أبعاد مختلفة للعفو وهی المکون المعرفی- الوجدانی- السلوکی، بینما میزت بعض المقاییس إلی سمة العفو، وحالة العفو.
3. وفی ضوء ذلک فقد قامت الباحثة بتحدید ثلاثة أبعاد للعفو وهی ( إدراک الإساءة وهی تمثل الجانب المعرفی، وتکوین المشاعر المرتبطة بالعفو وهو یشیر إلی الجانب الوجدانی، وقرار العفو وهو یشیر إلی الجانب السلوکی).

دراسات سابقة:

یمکن عرض هذة الدراسات علی النحو التالی:

    هدفت دراسة (Subkoviak, Enright, Ruwu, Gassin, Freedman, Olson & Sarinopoulos, 1995)  إلی التحقق من بنیة العفو الشخصی (Interpersonal forgiveness) واختباره لدى عینة من (197) من طلاب الجامعة، و(197) لآباء هؤلاء الطلاب من نفس الجنس فی الولایات المتحدة، وقد أظهرت قائمة انریت للعفو ( Enright Forgiveness Inventory (EFI) اتساق داخلی قوی، وارتبطت بشکل دال سالب بالقلق خاصة عندما یخبر الفرد بوجود إساءة شدیدة (أذى عمیق Deep hurt) ، وأظهرت هذه القائمة أیضًا اختلافات عمریة ، حیث أظهر طلاب الجامعة عفوًا أقل و قلق أکبر مقارنة بآبائهم من نفس الجنس، کما أظهرت هذه القائمة خصائص سیکومتریة جیدة.

   وسعت دراسة (  (Rye, Loiacono, Flock, Olszewski & Heim, 2001إلى بحث الخصائص السیکومتریة لمقیاسین من مقاییس العفو، وکانت العینة مکونة من (328) من طلاب الجامعة الکاثولیکیة بالغرب، وقد صممت (15) مفردة بطریقة لیکرت لقیاس العفو تجاه المسیء، وتکون مقیاس احتمالیة العفو من(10) مفردات بطریقة لیکرت صممت لقیاس المیل نحو العفو عبر المواقف، وقد أظهر التحلیل العاملی أن مقیاس العفو یتضمن بعدین هما( تدنی الانفعالات السالبة، ووجود الانفعالات الموجبة)، أما احتمالیة العفو فقد تضمن عاملًا واحدًا، وقد أظهر المقیاسان اتساق داخلی جید وتم التحقق من الثبات أیضًا باستخدام إعادة الاختبار، وکلا المقیاسین الفرعیین للعفو ارتبطا بشکل دال مع مقاییس العفو والتدین والغضب والأمل والهناء الدینی والهناء الوجودی والمرغوبیة الاجتماعیة، وکما ارتبط مقیاس احتمالیة العفو ارتبط ارتباطاً دالاً مع مقاییس العفو والتدین والغضب والهناء الدینی والمرغوبیة الاجتماعیة.

   ورکزت دراسة ( Law, 2009) علی بحث الخصائص السیکومتریة للمقیاس العام للعفو (General Measure of Forgiveness(GMF) وقد أجاب المشارکون وکان عددهم (343) من طلاب الجامعة على استبیان عبر الانترنت على المقیاس الشخصی للعفو وقائمة انریت للعفو( Enright Forgiveness Inventory (EFI)، ودعمت النتائج الاتساق الداخلی للمقیاس العام للعفو(GMF) (0,93) ، وأظهر التحلیل العاملی الاستکشافی عاملًا أولیًا أسهم بنسبة (30%) من التباین الکلی للمفردة، کما وضح توفر الصدق التمییزی والصدق التقاربی بشکل کبیر بالعلاقات بین المقیاس العام للعفو ومقیاس ((EFI للعفو لإنریت والغضب والعدوان.

    وهدفت دراسة ( Bugay & Demir, 2010) إلى تبنی مقیاس هارتلاند للعفو(HFS) الذی طوره (Thomposon, Snder, Hoffman, Michael, Rasmussen, & Billings, 2005) بترکیا، وتم التحقق من صدق وثبات بنیة مقیاس هارتلاند للعفو، وتم حساب معامل الثبات ألفا کرونباخ وحساب الاتساق الداخلی، والصدق التقاربی والتحلیل العاملی التوکیدی وذلک لعینة من طلاب جامعة ترکیا، وکان الاتساق الداخلی والصدق التقاربی للمقیاس کافیًا لدى العینة، ودعمت نتائج التحلیل العاملی التوکیدی بنیة ذات ثلاثة عوامل لمقیاس هارتلاند (TV HFS) للعفو وهم ( العفو عن الذات، العفو عن الآخرین، العفو عبر المواقف) باستخدام بیانات عینة الدراسة.

      واهتمت  دراسة ( Ryan, Steffen, Marwit & Meuser, 2013) إلى استخدام قائمة انریت للعفو( Enright Forgiveness Inventory (EFI) لدى عینة مکونة من (97) امرأة أجبن على مقیاس((EFI ، وقاموا بحساب الخصائص السیکومتریة للمقیاس، وأظهر المقیاس خصائص سیکومتریة جیدة.

    وسعت دراسة (Boonyarit, Chuawanlee, Macaskill & Supparekchaisakul, 2013) إلى قیاس العفو تجاه إساءة محددة، حیث تم تجمیع البیانات حول عینة مکونة من (348) من الممرضات العاملات بتایلاند، وذلک من خلال إجراء التحلیل العاملی الاستکشافی، وحساب الخصائص السیکومتریة للمقیاس وأسفرت نتائج التحلیل العاملی عن وجود (4) عوامل لبنیة العفو وهی ( التغلب على الأفکار السالبة، المشاعر تجاه المسیء والسعی نحو فهم أسباب الإساءة، تعزیز المناحی approaches الإیجابیة تجاه المسیء، التفکیر فی إیجابیات العفو، وتم حساب معامل الثبات للمقیاس وکان کافیًا وأصبحت بنیة المقیاس صادقة، کما أظهرت النتائج أن الدرجات على مقیاس العفو کانت موجبة، ودعمت البنیة النظریة للعفو صحة التحلیلات الإحصائیة التی أجریت للتحقق من الصدق.

 وفی دراسة (Griffin, 2016) تم تصور العفو عن الذات فی إطار النظریة المعرفیة الاجتماعیة، وهدفت إلى تطویر مقیاس ذی عاملین لتقییم الجوانب الانفعالیة والمعرفیة الممیزة للعفو عن الذات بین مرتکبی الإساءات الشخصیة، وفی الدراسة الأولى قام الباحث بافتراض بنیة ذات عاملین لقیاس حالة العفو عن الذات وتم التحقق من صدق بنیة المقیاس والتحقق من الارتباطات بینها وبین تلقی المسئولیة والشعور بالذنب والخجل، وفی الدراسة الثانیة قام بتکرار بحث البنیة العاملیة وتحدید محک یرتبط بالصدق عن طریق التمییز بین العفو عن الذات والعقاب الذاتی وتبرئة الذات باستخدام بنیة ذات عاملین، وفی الدراسة الثالثة تم دراسة أوجه الارتباط بین العوامل التی تم افتراضها للعفو عن الذات ( المکون الانفعالی- المعرفی (القرار) والسلوک الإیجابی الاجتماعی، وقد دعمت النتائج بشکل عام البناء المقترح ذا العاملین للعفو عن الذات.

وهدفت دراسة (Ulus & Aksoy, 2017) إلى التحقق من الصدق والثبات لکل من مقیاسی العفو واحتمالیة العفو الذی طوره ( Rye et al ,2001) فی ترکیا، وتضمنت هذه الدراسة (180) امرأة ممن لدیهن أطفال یتلقون تعلیمًا بالمدارس العلیا، وذلک للتحقق من صدق وثبات هذه المقاییس، وتم التحقق من البنیة العاملیة ( لمقیاس العفو ذو العاملین وهما ( غیاب المشاعر السلبیة، ووجود المشاعر الإیجابیة) ومکون من (15) مفردة، ومقیاس احتمالیة العفو ( ذو عامل واحد و(10) مفردات عن طریق إجراء التحلیل العاملی التوکیدی، وقد أظهرت المفردات قیمة دالة إحصائیًا، وطبقًا للإطار النظری لم تظهر أی بنیة قیمة غیر دالة إحصائیًا لکلا المقیاسین، وتم استخراج معاملات الثبات التی تظهر العلاقات بین المتغیرات المشاهدة وعوامل النموذج التی تبین البنیة العاملیة لکلا المقیاسین، وکانت مؤشرات التماثل کافیة، وباستخدام التحلیل العاملی التوکیدی کانت العوامل لمقیاسی العفو واحتمالیة العفو متطابقة مع بیانات عینة الدراسة.

التعلیق علی الدراسات السابقة:

فی ضوء الاستفادة مما سبق قامت الباحثة بوضع مقیاس للعفو مکوناً من ثلاثة أبعاد وهی ( البعد المعرفی، البعد الوجدانی، والبعد السلوکی).

عینة الدراسة:

1. عینة الدراسة الاستطلاعیة:

بلغ عددها (10) طلاب وطالبات، من الفرقة الثالثة والرابعة عرضت علیهم أدوات الدراسة قبل تطبیقها علی عینة الدراسة الأساسیة، وذلک لتحدید مدی ملائمة أدوات الدراسة للمفحوصین من حیث مدی صعوبتها ووضوح تعلیماتها بالنسبة لهم، بالإضافة إلی التعرف علی الصعوبات التی قد تواجههم أثناء التطبیق.

1. عینة أدوات الدراسة:

بلغ عددهم (200) مفحوصاً من طلاب وطالبات الفرقة الثالثة والفرقة الرابعة بکلیة التربیة جامعة عین شمس، للعام الجامعی (2019-2020) وبمتوسط عمری (21,1)، والانحراف المعیاری لأعمارهم (85,).

1. عینة الدراسة الأساسیة:

      اشتقت الباحثة عینة الدراسة الأساسیة من طلاب وطالبات الفرقة الثالثة والرابعة، بکلیة التربیة- جامعة عین شمس، للعام الجامعی ( 2018-2019)، وبلغ حجمها 300 طالبًا وطالبة، وقد کان عدد الذکور 52 (17,3%) وعدد الإناث 248 (82,7%)، ویشیر الجدول (8) یإلى توزیع عینة الدراسة وفقًا لمتغیری النوع والفرقة الدراسیة.

جدول (1): توزیع طلاب عینة الدراسة وفقًا لمتغیری النوع والفرقة الدراسیة

أدوات الدراسة:

مقیاس العفو: Forgiveness scale

خطوات بناء المقیاس:

1. الاطلاع على الأطر النظریة، والتعاریف المختلفة التی تناولت متغیر العفو، والدراسات السابقة المتعلقة بمشکلة الدراسة.
2. الاطلاع على عدد من مقاییس العفو وهی:

- مقیاس الدوافع البینشخصیة المرتبطة بالإساءة (Transgression- Related Interpersonal Motivations Scale (TRIM) من إعداد (McCullough, Rachal, Sandage, Worthington, Brown & Hight, 1998)) الذی تکون من (12) عبارة صنفت على بعدین هما ( الدافعیة للانتقام Revenge motivation، الدافعیة للتجنب Avoidance motivation) ، ومثال على أحد عباراته" أحتفظ بالمسافات بیننا قدر المستطاع"، (As cited In  McCullough et al, 1998, 1602)  ولقد تم استخدام ذلک المقیاس فی بناء العبارات أرقام (10،14،4،3) فی المقیاس الحالی وذلک بعد تعدیلها.

- مقیاس  (Heartland) ل (Thompson et al, 2005)Dispositional forgiveness of self, others, and situations، الذی هدف إلى قیاس العفو نحو الذات، الآخرین، المواقف، الذی تکون من (18) عبارة مقسمة على الأبعاد الثلاثة، ومثال على أحد عباراته" عندما یخیب أملی فی شخص ما فإننی أتجاوز ذلک فی النهایة"(As cited In Thompson et al, 2005, 358)، ولقد تم استخدام ذلک المقیاس فی بناء العبارة رقم (23). فی المقیاس الحالی وذلک بعد تعدیلها.

-مقیاس (Rye, Loiacono, Flock, Olszewski & Heim, 2001) الذی نشر تحت عنوان Rye Forgiveness Scale (RFS) الذی تکون من ( 15) عبارة مقسمة على بعدین وهما    ( غیاب المشاعر السلبیة، ووجود المشاعر الإیجابیة)، ولقد تم استخدام ذلک المقیاس فی بناء العبارة رقم (1، 8). فی المقیاس الحالی

-مقیاس ((Worthington, Hook, Utsey, Williams & Neil, 2007 لقیاس العفو القراری (DFS)Decisional forgiveness ) والعفو الانفعالی (EFS )Emotional forgiveness) الذی تکون من (16) عبارة مقسمة (8) عبارات لکل بعد، و ولقد تم استخدام ذلک المقیاس فی بناء العبارة رقم (6) فی المقیاس الحالی.

- مقیاس سمة العفو ( Trait Forgiveness Scale (TFSل (Berry, Worthington, O`Connor, Parrott & Wade, 2005) الذی تکون من (10) عبارات، لقیاس سمة العفو لدى الأفراد، و ولقد تم استخدام ذلک المقیاس فی بناء العبارة رقم (7) فی المقیاس الحالی.

-مقیاس (Mullet, 2007) الذی قامت بترجمته (إیمان الدوسری،2012) الذی تکون من ثلاثة أبعاد (بعد استمرار الشعور بالاستیاء، بعد الحساسیة للظروف، بعد الرغبة فی العفو) ، الذی تکون فی صورته النهائیة من (20) عبارة، مثل " أستطیع أن أعفو بسهولة حتى وإن لم یعتذر المسیء" (إیمان الدوسری،104،2012)، ولقد تم استخدام ذلک المقیاس فی بناء العبارات رقم(18،19،21) فی المقیاس الحالی.

تصمیم المقیاس فی صورته الأولیة:

من خلال ماسبق وضعت الصورة الأولیة للمقیاس والتی اشتملت على (31) عبارة، وتعریفًا إجرائیًا للعفو ینص على أن العفو وهو سلوک إیجابی یتخذه الفرد بعد فترة من التفکیر فی الإساءة المدرکة، وتکوین مشاعر مترتبة علیها، وبالتالی إصدار استجابة إما إیجابیة أو محایدة، ویعفو الفرد مع قدرته على رد الإساءة وإظهار المشاعر الإیجابیة تجاه الشخص، واتخاذ قرار العفو، فهو بالنهایة تحول معرفی ووجدانی وسلوکی یوجه الفرد نحو الترکیز على ماهو جید فی الفرد المسیء.

وقد حددت الباحثة الأبعاد الفرعیة للعفو کالتالی:

أ‌.        المکون المعرفی (إدراک الإساءة): ویشیر إلى الأفکار المرتبطة بإدراک الفرد لإساءة ما فی حقه، سواء من الآخرین أو تجاه نفسه، واستمرار الفرد فی التفکیر فی هذه الإساءة وأرقام عباراته داخل المقیاس هی (1،2،4،13،24،27)

ب‌.   المکون الوجدانی ( تکوین المشاعر المرتبطة بالعفو): وتشیر إلى المشاعر والانفعالات المرتبطة والمترتبة على الإساءة لدى الفرد وکانت أرقام العبارات الموجبة هی (5،6،7،8،9،10،11،12،14،28،29) والعبارات السالبة (6، 7، 10،11).

المکون السلوکی ( قرار العفو): وهو تحول وجدانی ومعرفی یتجلى فی صورة سلوک واستجابة أخلاقیة یظهر فیها الفرد مشاعر الرحمة والإحسان إلى المسیء، فهو یتمثل فی قدرة الفرد على رد تلک الإساءة ولکنه یتخلى عن حقه فی الانتقام تجاهها طواعیة وبلا شرط، وکانت أرقام العبارات هی (3،15،16،17،18،19،20،21،22،23،25،26،30).

تصحیح المقیاس:

یتم تصحیح المقیاس على مقیاس لیکرت الخماسی (1،2،3،4،5) موافق بشدة، موافق، إلى حد ما، غیر موافق، غیر موافق بشدة للعبارات الموجبة، والعکس یتم تصحیح العبارات السالبة ( 5،4،3،2،1) غیر موافق بشدة، غیر موافق، إلى حد ما، موافق، موافق بشدة.

الخصائص السیکومتریة للمقیاس:

1. الثبات:حسب الثبات للمقیاس باستخدام طریقتین، کالتالی:

أ. معامل ألفا کرونباخ

تم حساب معامل ألفا کرونباخ لکل بعد من أبعاد مقیاس العفو، والجدول (2) یوضح النتائج:

جدول (2) معاملات ألفا لأبعاد مقیاس العفو

ویتضح من خلال جدول (2) أن معاملات ثبات مقیاس العفو کانت مرتفعة نسبیًا؛ حیث تراوحت بین (0,49) و(0,81)، وبالتالی فإن المقیاس ثابت.

ب‌.    طریقة التجزئة النصفیة

حسب الثبا بطریقة التجزئة النصفیة لأبعاد مقیاس العفو، والجدول (3) یوضح النتائج.

جدول (3): معاملات التجزئة النصفیة لأبعاد مقیاس العفو.

ویتضح من خلال جدول (3) أن قیم معاملات التصحیح من أثر التجزئة تراوحت مابین (0,48) و(0,79)، وهی قیم مرتفعة نسبیًا، مما یؤکد ثبات المقیاس.

 الصدق:

 أ. صدق المحکمین على الصورة المبدئیة للمقیاس:

عرضت الصورة المبدئیة للمقیاس على (12) من المحکمین بقسم علم النفس التربوی لإبداء آرائهم وملاحظاتهم ومقترحاتهم فیما یتعلق بمفردات الاختبار ومدى ملاءمتها لقیاس العفو، واتفق المُحکِّمون بنسبة لا تقل عن (80%) على صلاحیة مفردات المقیاس لقیاس العفو، وهو المحک الذی اعتمدت علیه الباحثة فی الحکم على صلاحیة مفردات المقیاس.

وقد أوصى المحکمون ببعض التعدیلات فی صیاغة بعض مفردات المقیاس لتصبح أکثر تعبیرًا عن العفو، وتم إعداد صورة معدلة من المقیاس رُوعی فیها تلک التعدیلات وفیما یلی أمثلة من مقترحات السادة المحکمین، والتعدیلات المقابلة لها على مفردات المقیاس: جدول (4)

  المفردات التی تم تعدیلها فی مقیاس العفو وما أجری علیها من تعدیل

ب‌.    التحلیل العاملی التوکیدی

قامت الباحثة بعمل تحلیل عاملی توکیدی، وقد تم افتراض وجود ثلاثة عوامل کامنة وهی ( البعد المعرفی، البعد الوجدانی، البعد السلوکی)، مرتبطة ببعضها، وتتشبع علیها مفردات مقیاس العفو. ویبین الجدول (5) الأوزان الانحداریة المعیاریة وغیر المعیاریة لتشبعات المفردات على العوامل الکامنة المرتبطة بها، وکذلک دلالتها الإحصائیة. فی حین یبین الجدول (6) قیم مؤشرات المطابقة وتفسیرها.

جدول (5) الأوزان المعیاریة وغیر المعیاریة لتشبعات المفردات على العوامل الکامنة لمقیاس العفو والناتجة من التحلیل العاملی التوکیدی

جدول (6) مؤشرات جودة المطابقة للنموذج المقترح لبنیة مقیاس العفو وتفسیرها.

ویتضح من نتائج التحلیل قبول نموذج التحلیل العاملی التوکیدی، وهذا ما أکدته مؤشرات جودة المطابقة، والتی کانت فی مداها المثالی.

From: Gaskin, J. & Lim, J. (2016), "Model Fit Measures", AMOS Plugin. Gaskination'sStatWiki.

ویتضح من نتائج التحلیل قبول نموذج التحلیل العاملی التوکیدی، وهذا ما أکدته مؤشرات جودة المطابقة، والتی کانت فی مداها المثالی.

ج. الصدق التلازمی

تم تطبیق مقیاس العفو المحک من إعداد (إیمان الدوسری،2012)  على عدد 35 طالب وطالبة، وحسب معامل الارتباط بین الدرجة الکلیة للمقیاس الحالی والدرجة الکلیة للمقیاس المحک، وکانت قیمته 0,77 وهی قیمة دالة عند مستوى 0,01.

د.صدق المفردات:

للتأکد من الاتساق الداخلی لمفردات المقیاس، تم حساب معاملات الارتباط بین درجة کل مفردة والدرجة الکلیة للمقیاس وذلک بعد حذف أثر المفردة من الدرجة الکلیة، ویوضح جدول (7) معاملات الارتباط.

جدول (7): قیم معاملات الارتباط بین درجة کل مفردة والدرجة الکلیة لمقیاس العفو بعد حذف أثر المفردة من الدرجة الکلیة. (ن= 300)

ویتضح من جدول (7) أن جمیع معاملات الارتباط دالة إحصائیا مما یدل على الاتساق الداخلی للمقیاس فی صورته الحالیة.

الصورة النهائیة لمقیاس العفو:

وبناء على ماسبق تم التأکد من الخصائص السیکومتریة للمقیاس (الصدق – الثبات) مما یؤکد کفاءته فی قیاس ما أعد له والثقة فی النتائج المترتبة على استخدامه، والتأکد من الصورة النهائیة لمقیاس العفو ملحق (2) والذی یتکون من (30) عبارة فی صورته النهائیة موزعة على (3) أـبعاد.

جدول(8) توزیع عبارات مقیاس العفو طبقًا للأبعاد

    التوصیات:

1. التشجیع على التحلی بخلق العفو ومعرفة فضائله وما یعود بالنفع على الآخرین من کظم الغیظ والعفو عن الإساءة.
2. ضرورة تضمین المناهج الدراسیة لسمة العفو فی مختلف المراحل التعلیمیة وبما یتناسب مع کل مرحلة عمریة.

البحوث المقترحة:

1. العمل على إجراء المزید من الدراسات حول العلاقة بین العوامل الخمسة الکبرى و العفو.
2. العمل على الاستفادة من مقیاس العفو المستخدم بالدراسة فی دراسات أخرى.
3. ضرورة عمل برامج إرشادیة لتنمیة العفو لدی الأفراد.

المراجع

أولًا: المراجع العربیة:

المعجم الوجیز (2005). مجمع اللغة العربیة، طبعة خاصة بوزارة التربیة والتعلیم، مصر

إیمان عبد الوهاب محمود (2016). الصبر والتسامح کمنبئات بالسعادة لدى المسنین، مجلة دراسات عربیة فی علم النفس-مصر، 15(4)، 503-555.

إیمان بنت محمد بن سعد الدوسری (2012). العفو وعلاقته بانفعال الغضب لدى عینة من طالبات جامعة أم القری بمکة المکرمة، رسالة ماجستیر، غیر منشورة، کلیة التربیة، جامعة أم القری، السعودیة.

تامر شوقی إبراهیم (2016). النمذجة البنائیة للتسامح النفسی فی علاقته بکل من العرفان وعوامل الشخصیة الخمس الکبرى والهناء الذاتی لدى طلاب الجامعة، مجلة الإرشاد النفسی- مصر، 46، 232-308.

جبار وادی  باهض العکیلی (2017). المناعة النفسیة لدى طلبة الجامعة وعلاقتها بالوعی الذاتی والعفو، دراسات عربیة فی التربیة وعلم النفس- السعودیة، 81، 423-454.

زینب محمود أبو العینین شقیر، تحیة حامد عبد العال (2013). إسهامات البطالة فی تحقیقا لأمن النفسی والتسامح لدى طلاب الدراسات العلیا: دراسة وصفیة تنبؤیة، دراسات عربیة فی التربیة وعلم النفس- السعودیة، ع43،ج1، 69-103.

سالم محمد عبد الله المفرجی، عبد الله بن علیم الشهری (2015). العفو ومرونة الأنا لدى المرشدین الطلابیین فی مدینة مکة المکرمة، دراسات عربیة فی التربیة وعلم النفس - السعودیة، 59، 215-250.

سناء حسن (2012). العفو وعلاقته بالضغوط النفسیة لدى طالبات جامعة الطائف بالکلیة العلمیة الاقتصاد المنزلی والکلیة النظریة، دراسات عربیة فی التربیة وعلم النفس- السعودیة، 22(2)، 301-343.

سید أحمد أحمد البهاص (2009). العفو کمتغیر وسیط بین العوامل الخمسة الکبرى للشخصیة والشعور بالسعادة لدى طلاب الجامعة، مجلة الإرشاد النفسی،23،327-378.

السید کامل الشربینی (2011). التقمص الوجدانی وعلاقته بکل من الإیثار والعفو، دراسات عربیة فی التربیة وعلم النفس- السعودیة، 5 (3)، 337-392.

السید کامل الشربینی منصور(2009). العفو وعلاقته بکل من الرضا عن الحیاة والعوامل الخمسة الکبرى للشخصیة والغضب، مجلة دراسات عربیة فی التربیة وعلم النفس - السعودیة، مج3 (2) ،29-101.

عادل محمد هریدی (2011). نظریات الشخصیة، ط2- القاهرة: مکتبة اإیتراک.

عادل محمود المنشاوی (2015). نموذج بنائی للعلاقات بین النزعة للتسامح واستراتیجیات التنظیم المعرفی والانفعالی والعوامل الخمسة الکبرى للشخصیة لدى الطلاب المعلمین، مجلة کلیة التربیة- بالاسکندریة- مصر،25(4)، 55-141.

عاطف مسعد الحسینی (2013). القیمة التنبؤیة لعوامل الشخصیة الخمسة الکبرى والعفو فی السلوک الاجتماعی الإیجابی لدى طلاب الجامعة، دراسات عربیة فی التربیة وعلم النفس- السعودیة، 37(3)، 50-97.

عبدالله سید محمد جاب الله، أحمد محمد أحمد زاید (2018). توسط الذکاء الروحی والعفو العلاقة بین استراتیجیات مواجهة الضغوط والهناءة الذاتیة فی نموذج بنائی ، مجلة العلوم التربویة والنفسیة، 19(14)، 225-270.

عبیر محمد أنور، فاتن صلاح عبد الصادق (2010). دور التسامح والتفاؤل فی التنبؤ بنوعیة الحیاة لدى عینة من الطلاب الجامعیین فی ضوء بعض المتغیرات الدیمجرافیة، مجلة دراسات عربیة فی علم النفس- مصر، 9(3)، 491-571

عبیر محمد أنور، فاتن صلاح عبد الصادق (2010). دور التسامح والتفاؤل فی التنبؤ بنوعیة الحیاة لدى عینة من الطلاب الجامعیین فی ضوء بعض المتغیرات الدیمجرافیة، مجلة دراسات عربیة فی علم النفس- مصر، 9(3)، 491-571.

محمد سلیم الزبون، فواز نایل السلیحات (2017). التوافق النفسی وعلاقته بالتسامح لدى طلبة الجامعات الأردنیة، دراسات الجزائر، 57، 92-105.

میشیل إ.ماکلو، کینث آ. بارجمنت، کارل إ. ثورسین (2015). التسامح: النظریة والبحث والممارسة، ترجمة: عبیر محمد أنور، ع2057، الطبعة الأولی، المرکز القومی للترجمة- القاهرة.

ناهدة عصام حمدان(2014). مستوى الشعور بالأمن النفسی لدى عینة من طلبة الجامعات الفلسطینیة، مجلة کلیة التربیة جامعة عین شمس،  38(ج2)،978-994.

هالة عبد اللطیف محمد (2014). فعالیة برنامج إرشادی لتعزیز التسامح لدى عینة من طلبة الجامعة، دراسات نفسیة- مصر، 24(3)، 363-411.

یزید محمد حسن الشهری (2015). العفو کمتغیر وسیط بین جودة الحیاة والعوامل الخمسة الکبرى للشخصیة، مجلة التربیة (جامعة الأزهر)- مصر، 162(2)، 283-346.

ثانیًا: المراجع الأجنبیة

Batik, M. V., Bingol, T. Y., Kodaz, A. F & Hosoglu, R. (2017). Forgiveness and subjective happiness, International Journal of Higher Education, 6 (6), 149-162.

Berry, J. W., Worthington, E. L, Jr., O`Connor, L., Parrott, L., & Wade, N.G. (2005). Forgiveness, vengeful rumination and effective traits, Journal of Personality, 73, 183-225.

Bugay, A & Demir, A. (2010). A Turkish version of Heartland forgiveness scale, Procedia Social and Behavioral Sciences, 5, 1927-1931.

Boonyarit, I., Chuawanlee, W., Macaskill, A & Supparekchaisakul, N. (2013). A psychometric analysis of the workplace forgiveness scale, Europe`s Journal of Psychology, 9 (2), 319-338.

Davis, D. E., Worthington, E. L., Jr., Hook, J. N & Hill, P.C. (2013). Research on religion/ spirituality and forgiveness: A meta-analytic review. Psychology of Religion and Spirituality .advance online publication.doi:10.1037/a0033637

Franklin, N. R. (2015). The influence of  an individual's definition of forgiveness, level of religiosity, and gender on the ability to forgive self and others, PhD Dissertation,  Capella university.

Griffin, B. J. (2016). Development of a two-factor self –forgiveness scale, PhD dissertation, Virginia common wealth university.

Glover, N. G. (2015). The five factor forgiveness inventory: A measure of forgiveness from the perspective of the five factor model, Phd Thesis .University of Kentucky.

Law, M. K. (2009). Assessing forgiveness : development of brief, broadly applicable self- report measure, Master Thesis, Faculty of Virginia polytechnic institute and state university.

Lijo, KJ. (2018). Forgiveness: definitions, perspectives, contexts and correlates. Journal of Psychology & Psychothrerapy, 8:342. doi:10.4172/2161-0487.1000342

Mccullough, M., Tsang, J. A & Brion, S. (2003). Personality traits in adolescence as predictors of religiousness in early adulthood: findings from the Terman longitudinal study, The Society for Personality and Social Psychology, 29 (8), 980-991.

Ryan, I. N. D., Steffen, A. M., Marwit, S. J & Meuser, T. M. (2013). Extension of the Enright forgiveness inventory to middle –aged and older wives, Journal of Religion,Spirituality&Eging, 25, 344-357.

Rye, M. S., Loiacono, D. M., Flock, C.D, Olszewski, B. T., Heim, T. A & Madia, B. P. (2001). Evaluation of the psychometric properties of two forgiveness scales, Current Psychology: Development. Learning. Personality. Social, 20(3), 260-277.

Scull, N, C. (2015). Forgiveness, revenge, and adherence to Islam as moderators for psychological among survivors of the 1990 Iraqi invasion of Kuwait, Journal of Muslim Mental Health, 9 (1), 41-64.

Subkoviak, M. J., Enright, R. D., Ruwu, C., Gassin, E.A., Freedman, S., Olson, L.M & Sarinopoulos, I. (1995). Measuring interpersonal forgiveness in late adolescence and middle adulthood, Journal of Adolescence, 18, 641-655.

Thompson, L.Y., Synder, C. R., Hoffman, L., Michael, S. T., Rasmussen, H.N., Billings, L. S., Heinze, L., Neufeld, J. E., Shorey, H. S., Roberts, J.C  & Roberts, D. E. (2005). Dispositional forgiveness of self, others, and situations, Journal of Personality, 73 (2), 313-360.

Worthington,  E. L, Jr., Hook, J. N., Utsey, S. O., Williams, J. K., & Neil, R. L. (2007). Decisional and emotional forgiveness paper presented at the positive psychology submit, Washington, DC, October5.

Ulus, L & Aksoy, A. B. (2017(. Forgiveness and forgiveness probability scales: validity and reliability study of Turkey, NeuroQuantology, 15 (4) ,50-55.

Zawawi, J. (2015). Religious commitment and psychological wellbeing : forgiveness as a mediator ,European Scientific Journal, 11 (5), 117-141.

الملاحق

ملحق (1)

قائمة بأسماء السادة المحکمین الذین تمت الاستعانة بهم فی الحکم على مقیاس العفو

الصورة النهائیة لمقیاس العفو ( إعداد الباحثة)

اسم الطالب/ الطالبة (اختیاری):

السن:

الفرقة:

الشعبة:

النوع: ذکر/ أنثی

عزیزی الطالب/ الطالبة؛

بین یدیک مجموعة من العبارات تعبر عن بعض مواقف ومشاعر الفرد عند تعرضه لإساءة ما، والإجابة الصحیحة هی التی تعبر عن رأیک الشخصی، والمطلوب منک قراءة کل عبارة قراءة جیدة، ثم تحدید مدی موافقتک علیها، وذلک بوضع علامة فی الخانة المناسبة علماً بأن کل عبارة تحتوی علی خمسة بدائل هی ( موافق بشدة، موافق، إلی حد ما، غیر موافق، غیر موافق بشدة)

"برجاء الإجابة عن جمیع العبارات وعدم ترک أی منها دون إجابة"

ملحق (2)

الصورة النهائیة لمقیاس العفو

عزیزی الطالب: فکر فی شخص ما آذاک یومًا ما ثم أجب عما یلی: