القيمة التنبؤية للمهارات المعرفية الاجتماعية في علاقتها بالسلوک التکيفي لدى التوحديين من ذوي المصاداة

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

المستخلص

هدفت الدراسة الحالية إلى تحديد العلاقة بين المصاداة والمهارات المعرفية الاجتماعية والسلوک التکيفي، والتعرف على مدى إسهام المهارات المعرفية الاجتماعية في التنبؤ بالسلوک التکيفي لدى التوحديين من ذوي المصاداة. وقد تألفت عينة الدراسة من (11) طفلا وطفلة تم تشخيصهم بمقياس جليام لتشخيص التوحد بالمراکز الملحقين بها. وطبقت الدراسة ثلاث مقاييس هي: مقياس المهارات المعرفية الاجتماعية (إعداد الباحثة)، ومقياس المصاداة (إعداد الباحثة)، مقياس السلوک التکيفي: تعريب وتقنين بندر العتيبي. وقد أسفرت نتائج الدراسة عن علاقة ارتباطية بين درجات مقياس المهارات المعرفية الاجتماعية ومقياس السلوک التکيفي تراوحت ما بين (0.64الى0.84) ما عدا بُعد مهارات الحياة اليومية فکانت العلاقة ضعيفة (0.30)، وأن هناک علاقة ارتباطية سالبة بين درجات أفراد العينة على مقياس المصاداة ودرجاتهم على مقياس المهارات المعرفية الاجتماعية (-0.26) وأن هناک علاقة صفرية بين درجات أفراد العينة على مقياس المصاداة ودرجاتهم على مقياس السلوک التکيفي(-0.07). کما أسفر تحليل الانحدار عن أن مهارة التقليد هي أهم المتغيرات التي يمکن أن تتنبأ بالسلوک التکيفي، أما باقي المتغيرات والتي تشمل مهارة المبادرة، ومهارة الانتباه المشترک، فقد استبعدوا من التحليل لعدم إسهامهم بصورة دالة في التنبؤ بالسلوک التکيفي. وقد اختتمت الدراسة ببعض التوصيات والدراسات المقترحة

الكلمات الرئيسية


القیمة التنبؤیة للمهارات المعرفیة الاجتماعیة فی علاقتها بالسلوک التکیفی لدى التوحدیین من ذوی المصاداة

د.  هیام فتحی مرسی علی

(أستاذ مساعد قسم التربیة الخاصة- کلیة التربیة- جامعة الجوف)

الملخص: هدفت الدراسة الحالیة إلى تحدید العلاقة بین المصاداة والمهارات المعرفیة الاجتماعیة والسلوک التکیفی، والتعرف على مدى إسهام المهارات المعرفیة الاجتماعیة فی التنبؤ بالسلوک التکیفی لدى التوحدیین من ذوی المصاداة. وقد تألفت عینة الدراسة من (11) طفلا وطفلة تم تشخیصهم بمقیاس جلیام لتشخیص التوحد بالمراکز الملحقین بها. وطبقت الدراسة ثلاث مقاییس هی: مقیاس المهارات المعرفیة الاجتماعیة (إعداد الباحثة)، ومقیاس المصاداة (إعداد الباحثة)، مقیاس السلوک التکیفی: تعریب وتقنین بندر العتیبی. وقد أسفرت نتائج الدراسة عن علاقة ارتباطیة بین درجات مقیاس المهارات المعرفیة الاجتماعیة ومقیاس السلوک التکیفی تراوحت ما بین (0.64الى0.84) ما عدا بُعد مهارات الحیاة الیومیة فکانت العلاقة ضعیفة (0.30)، وأن هناک علاقة ارتباطیة سالبة بین درجات أفراد العینة على مقیاس المصاداة ودرجاتهم على مقیاس المهارات المعرفیة الاجتماعیة (-0.26) وأن هناک علاقة صفریة بین درجات أفراد العینة على مقیاس المصاداة ودرجاتهم على مقیاس السلوک التکیفی(-0.07). کما أسفر تحلیل الانحدار عن أن مهارة التقلید هی أهم المتغیرات التی یمکن أن تتنبأ بالسلوک التکیفی، أما باقی المتغیرات والتی تشمل مهارة المبادرة، ومهارة الانتباه المشترک، فقد استبعدوا من التحلیل لعدم إسهامهم بصورة دالة فی التنبؤ بالسلوک التکیفی. وقد اختتمت الدراسة ببعض التوصیات والدراسات المقترحة.

الکلمات المفتاحیة: اضطراب التوحد، السلوک التکیفی، المصاداة، المهارات المعرفیة الاجتماعیة.

The predictive value of social cognitive skills in relationship  to adaptive behavior Among Autistic With echolalia

Hyam Fathy Moursy

Assistant Professor- Department of Special Education

College of Education

Jouf University

Abstract: The current study aimed To determine The relation between general cognitive level and adaptive behavior domains in individuals with autism with echolalia, and recognition of the contribution of social cognitive skills in the prediction of adaptive behavior. The participants were (11) children with autism with echolalia. The current study Used Three metrics are: measure of social cognitive skills, measure of Echolalia and measure of adaptive behavior. Results indicated that The correlation between the social cognitive skill scale and the adaptive behavior coefficients ranged from (0.64 to 0. 84) except skills of daily life was weak relationship (0.30), there is a negative correlative relationship between the scores of the sample on the scale of echolalia and their degrees on the scale of social cognitive skills. The regression analysis also revealed that the skill of imitation is the most important variable that can predict adaptive behavior, The other variables, which include the skill of initiative and the skill of common attention, were excluded from the analysis because they did not contribute significantly to predictive behavior. The study concluded with some recommendations and studies proposed.

Keywords: Autism disorder, adaptive behavior, social cognitive skills, Echolalia.


القیمة التنبؤیة للمهارات المعرفیة الاجتماعیة فی علاقتها بالسلوک التکیفی لدى التوحدیین من ذوی المصاداة

د.  هیام فتحی مرسی علی

(أستاذ مساعد قسم التربیة الخاصة- کلیة التربیة- جامعة الجوف)

المقدمة والاطار النظری:

لا شک أن مرحلة الطفولة المبکرة من أهم مراحل نمو الفرد، فإذا تعرض الطفل لأی مرض أو إعاقة فی هذه المرحلة من شأنه أن یؤثر إلى حد کبیر على الجوانب النمائیة لدیه، ویعتبر اضطراب التوحد من الاضطرابات النمائیة التی تحدث فی مرحلة الطفولة المبکرة (السنوات الثلاث الأولى من عمر الطفل)، ویؤثر على کافة جوانب النمو، إذ یظهر الطفل التوحدی قصورا فی التفاعل الاجتماعی، وإقامة العلاقات مع الأقران، والتواصل اللفظی وغیر اللفظی، بالإضافة إلى السلوکیات المضطربة مثل السلوک النمطی، وسلوک إیذاء الذات. وقد حددت الجمعیة الأمریکیة للطب النفسی (American Psychiatric Association, 2013) خصائص اضطراب التوحد فی قصور فی التواصل اللفظی وغیر اللفظی، ومشکلات فی التفاعل الاجتماعی مع ظهور سلوکیات تکراریة واهتمامات مقیدة.

وبالرغم من تلک الخصائص المشترکة؛ إلا أن هناک فروقا فردیة لدى الأفراد التوحدیین فی قصور الانتباه المشترک، والتفاعل الاجتماعی المتبادل، ومجالات الاهتمام والنشاط، ومستویات الحساسیة للمدخلات الحسیة، وصعوبة فی التواصل اللفظی وغیر اللفظی تنشأ من عدم القدرة على استخدام اللغة فی السیاق الاجتماعی بشکل صحیح لدى جمیع ذوی اضطراب التوحد ویشمل ذلک ذوی الأداء المرتفع؛ حیث یظهر القصور اللغوی لدیهم فی شکل نمطیة اللغة الملاحظ، والتکرار والمشکلات الحرفیة فی الکلام، والمصاداة المؤجلة والفوریة (Dobbinson, Perkins & Boucher, 2003)  .

کما تلاحظ مشکلات التواصل لدى الأطفال التوحدیین مقارنة بالأطفال ذوی الإعاقة العقلیة على مقاییس اللغة، حیث یظهر التوحدیون تردید عادی لکلمات غیر مرتبطة بالسیاق، بینما لا یظهرون تحسنا فی تردید قوائم کلمات مرتبطة بالسیاق؛ مما یدل على أن الطفل التوحدی لا یستطیع تشکیل فئات مفاهیمیة من شأنها استدعاء الکلمات، وهذا یتضح فی مشکلة تکرار الکلمات، وعدم المرونة فی الأحادیث العفویة مما ینتج عنه قصور فی التواصل.

فالأطفال التوحدیون یحافظون على الاستمرار فی التحدث بنفس الموضوع، ویلاحظ لدیهم التأخر اللغوی بشکل فرید منذ مرحلة الطفولة وحتى البلوغ خاصة فی مهارات التواصل والاستخدام الاجتماعی للغة، وظهور المصاداة وصعوبة منع التکرار التلقائی للکلام (Grossi, Marcone, Cinquegrana & Gallucci, 2013) .

والمصاداة هی تکرار لکلام الآخرین، وأحد الملامح الرئیسیة لاضطراب التوحد. وقد تم ملاحظتها منذ عمل کانر مع الأطفال التوحدیین، وارتبطت بالتشابه والتوجه الداخلی؛ وعلى الرغم من أن کانر یرى أن للمصاداة دورا إیجابیا، وأنها تستخدم فیما بعد بشکل وظیفی؛ إلا أنه یرى أنها ظاهرة غیر سویة، ولها تأثیر سلبی على التفاعل الاجتماعی مع الآخرین، وأنها سلوک غیر مرغوب لزیادة النشاط الحسی لدى الطفل (Ahearn, Clark, MacDonald & Chung, 2007; Rydell & Mirenda, 1994; Sterponi & Shankey, 2014;Wilkinson, 1998) .

وتعد المصاداة من الجوانب الهامة فی تقییم التواصل لدى التوحدیین، وهی من أشکال السلوک اللفظی غیر التقلیدی الذی یظهر فی شکل تکرار للکلمات المفردة، أو ما یشبه النطق النحوی لها(Hale & Tager-Flusberg, 2005) . ولا تقتصر المصاداة على التوحدیین فحسب، إذ تلاحظ المصاداة أیضا لدى مرضى الفص الجبهی، وذوی الحُبسة الکلامیةAphasia ، وذوی الإعاقة العقلیة، وذوی متلازمة توریت، کما أنها وُثقت فی عدد من الاضطرابات النمائیة الأخرى مثل الإعاقة البصریة، وضعاف اللغة، وغیرها من الاضطرابات النفسیة، ویستخدمها بعض الأفراد العادیین أثناء تفاعلهم مع الآخرین (Grossi et al., 2013; Ganos, Ogrzal, Schnitzler & Münchau, 2012).

وعلى الرغم من توثیق المصاداة کخاصیة ممیزة للتوحدیین؛ إلا أنها لیست سمة مشترکة لدى جمیع التوحدیین. إذ تأخذ المصاداة شکلا مختلفا لدى التوحدیین عنه لدى الاضطرابات الأخرى؛ حیث تکون لدى التوحدیین غالبا حرفیة ودقیقة وتلقائیة لدرجة تکرار کلمات الآخرین بنفس اللهجة، وطبقة الصوت، والأنماط الصوتیة، مثل تردید السعال أو الهمهمة للآخرین وغیرها. وفی بعض الأحیان تنحرف هذه السلوکیات، ویحدث بها بعض التغییر مثل الحذف أو الإضافة أو التغییر (Ahearn et al., 2007; Hale & Tager-Flusberg, 2005; Tager-Flusberg, 1991; Rydell & Mirenda, 1994; Wilkinson, 1998). .

والمصاداة سلوک مرضی ذو أنماط مختلفة منها: المصاداة العاجلة التی قد تحدث مباشرة أو بعد فترة قصیرة من المحادثة الصوتیة، والمصاداة المؤجلة التی تحدث بعد مرور وقت کبیر على المحادثة، ویتم فیها تکرار المثیرات الصوتیة غیر المناسبة للسیاق الاجتماعی، وغالبا ما تکون ممنهجة ومستمرة. وهناک المصاداة العرضیة التی تظهر نتیجة لعدم قدرة الطفل التوحدی على التواصل مع الآخرین، ویظهر وکأن الطفل یوجه کلامه إلى فرد آخر (Grossi et al., 2013). وتحدث المصاداة حسب طبیعة الموقف ومکوناته، فقد یکرر الطفل التوحدی الکلمات بسبب عدم قدرته على منع المثیرات البیئیة غیر المرتبطة من التداخل فی الموضوع الحالی، مما یجعله یکرر کلام الآخر بدلا من اختیار الإجابة، وقد تحدث المصاداة فی الموقف الذی یکون فیه الطفل التوحدی مشارکا فی مواقف التواصل، وعاجزا عن السیطرة على سلوکه اللفظی، فیقوم بتکرار حوار الآخر بدلا من اختیار الإجابة، ومع ذلک یستطیع السیطرة على الأفعال الحرکیة حتى لو کانت درجة المصاداة اللفظیة مرتفعة، ولا یمکنه انتقاء المثیرات ذات الصلة بالموضوع مع وجود مشتتات مثل الضوضاء أو الأصوات الخارجیة فینخرط فیها، بدلا من الاندماج فی الموقف الأصلی،  مما یصعب معه وقف أو منع التکرار التلقائی للکلام، وهذا قد یعزى إلى قصور المهارات المعرفیة الاجتماعیة (Grossi et al., 2013).

ومن جانب آخر تعرف المهارات المعرفیة الاجتماعیة بأنها هی العملیات التی تسمح بتنشیط الذاکرة، وبدء العمل، وتعلم مهارات جیدة من المحیطین، ومشارکة الآخرین الاهتمام بموضوع مشترک، ومنع الأفکار أو العوامل غیر المرتبطة بالسیاق من التداخل مثل الضوضاء أو الأصوات الخارجیة التی ینخرط فیها الطفل التوحدی وتمنعه من الاندماج فی الموقف الحالی (Kothmann, 2006). وهی العملیات العلیا لضبط السلوک والتی توجهه فی سیاق البیئة المتغیرة بشکل مستمر (Jurado & Rosselli 2007).

ویمکن تقسیم المهارات المعرفیة الاجتماعیة إلى ثلاث مکونات هی: مهارة المبادرة initiate: وهی القدرة على بدء مهمة، أو نشاط بشکل مستقل، وابتکار أفکار أو استجابات، أو استراتیجیات جدیدة لحل المشکلات.(Gioia, Isquith, Guy, & Kenworthy, 2000). ومهارة التقلیدImitation : وهی قدرة الفرد على تعلم مهارات جدیدة من خلال المشاهدة وتقلید الآخرین فیکتسب الفرد صیغ أو صور معرفیة ویسترجعها عند التعامل مع المواقف والمثیرات المختلفة، وتعتمد البرامج المقدمة للأطفال التوحدیین التی تهدف إلى إکسابهم سلوکیات مقبولة اجتماعیا على مهارة التقلید والنمذجة (Turkington and Anan, 2007) . ومهارة الانتباه المشترک Joint Attention: وهی قدرة الفرد على جذب انتباه فرد آخر بمشارکته الاهتمام بموضوع ما، وهذه المشارکة تکون ممتعة للطرفین، وهی تبادل اجتماعی یرکز فیه الأطفال والبالغین على شیء محدد، ویستخدم الطفل فی ذلک النظر بالعین، أو إصدار أصوات، أو إشارات (Hill, 2004).

وترتبط المهارات المعرفیة الاجتماعیة بکل من السلوک التکیفی، والقدرة على إصدار استجابة انفعالیة ملاءمة للموقف الاجتماعی؛ إذ یرتبط قصور المهارات المعرفیة الاجتماعیة بعدم المرونة السلوکیة والتشبث بسلوک واحد وتکراره، وعدم القدرة على منع الاستجابة التی ینتج عنها سلوک تکراری حرکی أو لفظی (المصاداة) والإصرار على استخدام نفس الاستجابة بدلا من الاستجابة المناسبة للموقف؛ مما یتسبب فی نوع من الاختلال اللغوی وقصور فی التفاعلات الاجتماعیة (Griffith, Pennington, Wehner & Rogers,1999; Ozonoff & Schetter, 2007) .

وترتبط کل من المصاداة وقصور المهارات المعرفیة الاجتماعیة بتلف الفص الجبهی لدى التوحدیین فی وقت مبکر من العمر، ویتضح قصور المهارات المعرفیة الاجتماعیة لدى الأطفال ذوی اضطراب التوحد فی شکل صعوبات کبیرة مثل المبادرة، والتنظیم، والتقلید، وغیرها من المهارات المعرفیة الاجتماعیة؛ وهذا القصور قد یؤدی إلى ظهور المصاداة، ومن ثم إلى قصور فی مهارات السلوک التکیفی، وقد أوضحت نتائج بعض الدراسات أن قصور المهارات المعرفیة الاجتماعیة تعد من الخصائص الأساسیة الممیزة للتوحد والتی تؤثر على العملیات المعرفیة مثل الانتباه والتذکر، والإدراک وکذلک على السلوک التکیفی، غیر أنه لم یتضح بعد من الدراسات أی من المهارات المعرفیة الاجتماعیة التی تؤثر بصورة دالة على السلوک التکیفی(Chang, Lung, Yen, & Yang, 2013; Courchesne & Pierce 2005; Harris, 1993; Hughes & Russell, 1993; Ozonoff, Rogers, Farnham, & Pennington, 1993; Ray-Subramanian, Huai, & Weismer, 2011) .

وقد اختلفت نتائج الدراسات السابقة حول طبیعة المصاداة؛ فالبعض یرى أنها سلوکیات غیر وظیفیة، تنشأ من قصور المهارات المعرفیة الاجتماعیة، وعجز فهم السیاق، کما تعکس صعوبة الانتقال إلى التعبیرات التی یتم إنشاؤها ذاتیا، فالمصاداة تعبر عن قصور فی السلوک التکیفی وأنها یجب أن تختفی أو تنخفض (Rydell & Mirenda, 1994) ، وأشار Sullivan & Schreibman (1998) إلى أن المصاداة تعیق عملیة التعلم فی السیاق الاجتماعی؛ فالأطفال التوحدیون یکررون التعلیمات بدلا من الاستجابة العملیة لها. وتظهر المصاداة لعدة أسباب منها عدم قدرة الطفل التوحدی على التواصل بالموضوع أو بالفرد الأخر طرف التواصل، ویبدو الطفل وکأنه یوجه الکلام إلى فرد آخر (Grossi et al., 2013)، کما بین (Edelstein 2015)  أن هناک علاقة موجبة بین زیادة نشاط المصاداة الفوریة وصعوبة المهمة أو النشاط المکلف به الطفل التوحدی، وأن المصاداة الفوریة تحدث أثناء تنفیذ المهام اللفظیة الجدیدة المعقدة أکثر من أی وقت آخر. کما أسفرت نتائج دراسةBoucher (2003)  عن عدم وجود علاقة ارتباطیة سالبة بین والمصاداة ومقیاس فینلاند للسلوک التکیفی. وأسفرت دراسة Roberts (1989) عن وجود علاقة ارتباطیة موجبة بین السلوک التکیفی والقدرة على استخدام قواعد التواصل المتمثلة فی کف سلوک المصاداة، وعلاقة ارتباطیة سالبة بین درجة المصاداة والقدرة اللغویة، وعن أن هناک دورًا للمثیرات البیئة فی درجة تکرار المصاداة، والأصوات غیر الوظیفیة لدى الأطفال التوحدیین.

بینما ترى دراسات أخرى أن للمصاداة دورا ووظیفة تکیفیة، وتؤدی إلى تحسن التواصل بشکل کبیر، وأنها أداة معرفیة لتنظیم الذات لدى الأطفال التوحدیین، وأنها مقبولة فی التفاعلات الاجتماعیة لإنتاجها خطابا أو کلاما مستعارا مثل دمج کلمات کومیدیة مقتبسة من المسرحیات فی الحوار، أو تردید کلمات العملاء (Stribling, Rae, Dickerson, 2007). وأن المصاداة تساعد فی اکتساب اللغة؛ فالتردید الفوری یسهم فی تعلم مفردات جدیدة، فی حین أن التکرار والتوسع فی الکلمات وإعادة ترکیب المفردات یسهم فی تطور بناء الجملة، وأن الأطفال العادیین عادة ما یقلدون أقوال الآخرین بطرق متنوعة، وغالبا ما یکرر الأطفال لغة الخطاب خلال اللعب الاجتماعی الدرامی مع الأطفال الآخرین؛ مما یسهم فی تحسن مهارات الحوار والسرد لدیهم  ویعد ظهور المصاداة فی کثیر من الأحیان مؤشرا إیجابیا لتعلم اللغة لدى الأطفال التوحدیین(Blanc, 2012 Grossi et al., 2013; Prizant, Wetherby, Rubin, Laurent, & Rydell, 2006) . وأسفرت دراسة Sullivan (2003) عن أن هناک علاقة إیجابیة بین التواصل اللفظی وغیر اللفظی والمصاداة لدى مجموعة من الأطفال التوحدیین وأن أسباب المصاداة تختلف من طفل إلى آخر فبعضهم یظهرها عند صعوبة المهمة أو النشاط، أو عند الحصول على اللعبة المفضلة، وبعضهم یظهرها لجذب الانتباه، وأن حوالى 33% من التوحدیین یستخدمون المصاداة لبدء التفاعل أو للحفاظ علیه.

ویرى کل من (Prizant, 1983; Roberts, 2014; Sterponi & Shankey, 2014;Wootton, 1999)  أن التوحدیین یستخدمون المصاداة لکلام الآخرین بهدف التعبیر عن حاجاتهم. وقد یستخدمونها فی وظائف غیر تواصلیة مثل التنظیم الذاتی، وتوجیه السلوک الحرکی، وتأکید الکلام السابق أو تقدیم طلب أو أخذ دور فی الحوار، وأن المصاداة الخفیفة تعد جسرا لإنتاج لغة أکثر قوة وتطورا. وأسفرت دراسة Shield & Meier (2012) عن استخدام الأطفال التوحدیین الصم صورا لغویة خاصة بهم دون استخدام ألفاظ مثل رسم طائرا للتوقیع بدلا من کتابة أسمائهم، وأحیانا یقلدون إیماءات الآخرین ولکن من وجهة نظرهم الخاصة. وفحصت دراسة Shield, Cooley & Meier (2017) الفروق بین مجموعة من التوحدیین الصم وغیر الصم فی المصاداة. وأوضحت النتائج أن الأطفال التوحدیین الصم لدیهم إشارات متکررة أکثر من غیر الصم، وأن هناک فروقا فی الوقت وفوریة المصاداة وعدد تکرار الإشارات لصالح الصم، وفی بعض الأحیان تتشابه الإشارات والخصائص اللغویة بین المجموعتین. وأوضحت دراسة Prizant & Rydell (1984) استخدام الأطفال التوحدیین للمصاداة المباشرة وتوظیفها فی النشاط الحالی.

مشکلة الدراسة:

یلاحظ من نتائج الدراسات السابقة اختلاف الآراء حول طبیعة المصاداة فی ارتباطها بکل من المهارات المعرفیة الاجتماعیة ومهارات السلوک التکیفی، ومدى تأثیر کل من أبعاد المهارات المعرفیة الاجتماعیة على مهارات السلوک التکیفی؛ فیرى فریق من الباحثین أن المصاداة هی سلوکیات غیر وظیفیة، تنشأ من قصور فی العملیات المعرفیة والإدراکیة، ومن ثم تؤثر على مهارات السلوک التکیفی، وأن هناک علاقة ارتباطیة عکسیة بین درجة المصاداة وسلامة المهارات المعرفیة الاجتماعیة، وأن المصاداة تعیق عملیة التعلم فی السیاق الاجتماعی، وأنها قد تفقد الأطفال التوحدیین فرص التفاعل الاجتماعی مع الآخرین (Chang, et al. 2013; Ray-Subramanian, et al., 2011; Rydell & Mirenda, 1994; Sullivan & Schreibman 1998) ، غیر أن الدراسات لم تحدد أی من المهارات المعرفیة الاجتماعیة التی تؤثر بصورة دالة على السلوک التکیفی.

بینما ترى دراسات أخرى (Blanc, 2012; Boucher, 2003; Grossi et al., 2013; Roberts, 2014;Prizant, 1983; Prizant et al., 2006; Sterponi & Shankey, 2014; Stribling et al., 2007; Sullivan, 2003; Wootton, 1999) أن للمصاداة دورا ووظیفة تکیفیة، وتؤدی إلى تحسن التواصل بشکل کبیر لدى التوحدیین، وأنها وسیلة معرفیة لتنظیم الذات، ووسیلة لتحدید نمط التعلم المناسب للطفل، وتسهم فی تحسن لغة الخطاب والسرد، وتوجد علاقة إیجابیة بین التواصل اللفظی وغیر اللفظی والمصاداة فهی وسیلة لتعبیر التوحدیین عن حاجاتهم، وتوجیه السلوک الحرکی، وتأکید الکلام السابق، أو تقدیم طلب أو أخذ دور فی الحوار، ومن ثم السلوک التکیفی. لذا فمن الأهمیة بمکان الکشف عن طبیعة العلاقة بین کل من أبعاد المهارات المعرفیة الاجتماعیة وأبعاد السلوک التکیفی، وعلاقة کل منهما بالمصاداة.

إن التعرف على أبعاد المهارات المعرفیة الاجتماعیة المؤثرة على السلوک التکیفی یساعد کل من الباحثین والممارسین على حد سواء على اختبار فعالیة وتصمیم برامج سلوکیة علاجیة لخفض المصاداة لدى الطفل التوحدی، ولذلک فمن المهم الکشف عن العلاقة السببیة بین  المهارات المعرفیة الاجتماعیة والسلوک التکیفی، والتعرف على أی من تلک المهارات التی تؤثر على السلوک التکیفی، والکشف عن مدى إسهام کل من المهارات المعرفیة الاجتماعیة فی مهارات السلوک التکیفی، وبناء على ما تقدم تتبلور


مشکلة الدراسة فی السؤالین الآتیین:

ما طبیعة العلاقة الارتباطیة بین درجة المصاداة وأبعاد کل من المهارات المعرفیة الاجتماعیة والسلوک التکیفی ودرجتیهما الکلیة؟

ما مدى إسهام کل من درجة المصاداة وأبعاد مقیاس المهارات المعرفیة الاجتماعیة الثلاث والدرجة الکلیة له فی التنبؤ بالسلوک التکیفی؟

هدف الدراسة:

هدفت الدراسة الحالیة إلى تحدید العلاقة بین المصاداة والمهارات المعرفیة الاجتماعیة والسلوک التکیفی والتعرف على مدى إسهام کل من درجة المصاداة وأبعاد المهارات المعرفیة الاجتماعیة فی التنبؤ بالسلوک التکیفی لدى مجموعة من الأطفال التوحدیین.

 أهمیة الدراسة:

تتمثل الأهمیة النظریة لهذه الدراسة فی أنها تسهم فی توفیر أساس نظری عن المصاداة لدى التوحدیین.

تعطى الدراسة بعض المعلومات عن المهارات المعرفیة الاجتماعیة.

تسهم هذه الدراسة فی تحدید علاقة المصاداة بالمهارات المعرفیة الاجتماعیة.

تسهم هذه الدراسة فی اکتشاف علاقة المصاداة بالسلوک التکیفی.

تسهم هذه الدراسة فی اکتشاف المهارات المؤثرة فی السلوک التکیفی.

تتیح الدراسة الحالیة المجال لبناء برامج ونشاطات تعمل على خفض حدة المصاداة لدى التوحدیین.


مصطلحات الدراسة:

اضطراب التوحد  Autism disorder: ویعرف اضطراب التوحد فی دلیل تشخیص الاضطرابات النفسیة وإحصائها الإصدار الخامس  (American Psychiatric Association, 2013) بأنه حالة من القصور المزمن فی النمو الارتقائی للطفل، یتمیز بانحراف وتأخر فی نمو الوظائف الأساسیة المرتبطة بنمو المهارات الاجتماعیة واللغویة، وتشمل: الانتباه، والإدراک الحسی، والنمو الحرکی، وتبدأ هذه الأعراض فی مرحلة الطفولة المبکرة ما بین 30و42 شهرا من  العمر. وفی الدراسة الحالیة تم تشخیص الأطفال التوحدیین من خلال مقیاس جیلیام لتشخیص التوحد The Gilliam Autism Rating Scale (GARS).

السلوک التکیفیAdaptive behavior: یعرف بأنه أداء الأنشطة الیومیة المطلوبة للاکتفاء الشخصی والاجتماعی من خلال أربعة مهارات هی مهارات التواصل ومهارات الحیاة الیومیة، والتنشئة الاجتماعیة، والمهارات الحرکیة. وفی الدراسة الحالیة تم تحدید درجة السلوک التکیفی للأطفال التوحدیین من خلال مقیاس فینلاند للسلوک التکیفی الذی أعده سبارو، وبالا، وشیکشتی، وقام  بتعریبه بندر العتیبی على البیئة السعودیة عام (2004)

المصاداة Echolalia: هی میل قوی للتکرار العفوی للکلام الذی یصدر من قبل شخص آخر، وهی سمة بارزة فی کلام جمیع الأطفال فی الطفولة والطفولة المبکرة، ولکنها تختفی فی عمر الثلاث سنوات تقریبا، وقد یکون التکرار بشکل جزئی أو کلی، فوری أو متأخر(Reynolds, & Fletcher-Janzen, 2007). وتتحدد درجة المصاداة فی الدراسة الحالیة من خلال الدرجات المرتفعة لمقیاس المصاداة الذی أعدته الباحثة لهذا الغرض.

المهارات المعرفیة الاجتماعیة Social cognitive skills: هی القدرات والعملیات العلیا لضبط وتوجیه السلوک حسب سیاق البیئة المتغیر فهی نظام إشرافی یقوم بدور هام فی القدرة على الاستدلال، والتکامل بین الأفکار والأفعال، ومعالجة المعلومات لمنع التضارب بینها   (White, Burgess & Hill., 2009) ویتم تحدید المهارات المعرفیة الاجتماعیة فی الدراسة الحالیة من خلال الدرجات المرتفعة التی یحصل علیها الطفل التوحدی باستخدام المقیاس المعد من جانب الباحثة.

إجراءات الدراسة:

عینة الدراسة:

تألفت عینة الدراسة من (11) طفلا من ذوی اضطراب التوحد المتوسط، والملتحقین ببعض مراکز ذوی الاحتیاجات الخاصة بمحافظة القاهرة، وقد تراوحت أعمارهم ما بین (5- 11 سنة) بمتوسط عمری (8.36) سنة، وانحراف معیاری (1.86)، وتم تشخیصهم کأطفال توحدیین من جانب المراکز الملتحقین بهم باستخدام مقیاس جیلیام لتشخیص التوحد.

أدوات الدراسة:

ولتحقیق أهداف الدراسة، فقد استخدمت الباحثة ثلاثة مقاییس هی: مقیاس المهارات المعرفیة الاجتماعیة، ومقیاس فینلاند للسلوک التکیفی، ومقیاس المصاداة.


مقیاس المهارات المعرفیة الاجتماعیة (إعداد الباحثة)

فی إطار ما توصلت إلیه الدراسات السابقة (Bull, Espy, & Wiebe, 2008; Brock, Rimm-Kaufman, Nathanson, & Grimm, 2009; Clark, Pritchard, & Woodward, 2010; Dawson, & Guare, 2004; Gioiaet al., 2000; Klin, Saulnier, Sparrow, Cicchetti, Volkmar & Lord, 2007; McCloskey, Perkins, & Van Divner, 2009; Willoughby, Blair, Wirth, & Greenberg, 2012). حددت الباحثة المهارات المعرفیة الاجتماعیة فی ثلاث مهارات: هی مهارة المبادرة، ومهارة التقلید، ومهارة الانتباه المشترک. وبناء على توصیف هذه المهارات فی الدراسات السابقة؛ قامت الباحثة باشتقاق العبارات وصیاغة المفردات التی تعبر عن کل مهارة على حدة.

وصف المقیاس:

تکون المقیاس من (11 عبارة) فقط موزعین على ثلاث أبعاد کل بُعد یمثل مهارة معرفیة اجتماعیة، ویتم الإجابة على المقیاس بواسطة الوالدین أو الأخصائی حیث یقوم بوضع علامة أمام کل عبارة تحت التدریج الثلاثی لیحدد مدى انطباقها على الطفل، ویتم تصحیحها على أساس (3، 2، 1) على التوالی. والطفل الذی یحصل على درجة مرتفعة یعد من ذوی المهارات المعرفیة الاجتماعیة الجیدة. ونظرا لأن المقیاس یتکون من (11) عبارة، ووفقا لتعلیمات التطبیق؛ فإن أعلى درجة یحصل علیها الفرد هی (33) درجة، وأقل درجة هی (11) درجة. وقد تراوحت درجات عینة الدراسة الحالیة ما بین (19) إلى (28) بمتوسط مقداره (23.4) وانحراف معیاری مقداره (2.7).


الخصائص السیکومتریة للمقیاس:

حساب معاملات الثبات:

تم حساب معاملات الثبات باستخدام معامل ألفا کرونباخ لکل مهارة من المهارات الثلاثة، بالإضافة إلى المقیاس الکلی. وقد أسفرت النتائج عن معاملات ثبات تراوحت (من 0.71 إلى 0.79) للمهارات الثلاثة، بینما کان الثبات الکلی للمقیاس (0.68). ویوضح جدول (1) قیم معاملات الثبات للمقیاس.

جدول (1): قیم معاملات الثبات لمقیاس المهارات المعرفیة الاجتماعیة

اسم المهارة

أرقام العبارات

عدد المفردات

قیمة الثبات

مهارة المبادرة

1- 3

3

0.79

مهارة التقلید

4- 6

3

0.71

الانتباه المشترک

7- 11

5

0.72

درجة الثبات الکلی

11

11

0.68

 


ب- الاتساق الداخلی لبنود المقیاس Internal Consistency

تم التحقق من الاتساق الداخلی لبنود المقیاس عن طریق حساب معامل الارتباط بین درجات الأطفال على کل عبارة من عبارات المقیاس والدرجة الکلیة للمحور الذی تنتمی إلیه. وقد کانت جمیع قیم معاملات الارتباط دالة عند مستوى دلالة (0.05) أو أقل، باستثناء عبارة رقم (2) فی بُعد مهارة المبادرة، والعبارة رقم (7) فی بُعد الانتباه المشترک کما یوضح ذلک جدول (2).

جدول (2): قیم ارتباط المفردة بالمهارة المنتمیة إلیها فی مقیاس المهارات المعرفیة الاجتماعیة

رقم المفردة

المبادرة

رقم المفردة

التقلید

رقم المفردة

الانتباه المشترک

1

0.74*

4

0.63*

7

0.37

2

0.27

5

0.68*

8

0.63*

3

0.84**

6

0.82*

9

0.69*

 

 

 

 

10

0.67*

 

 

 

 

11

0.77**

ویوضح جدول (3) أن هناک علاقة ارتباطیة موجبة بین جمیع أبعاد المقیاس والدرجة الکلیة للمقیاس، ما عدا ارتباط بُعد مهارة المبادرة ببُعد مهارة الانتباه المشترک فکانت سالبة، وکانت معظم العلاقات الارتباطیة ضعیفة إذ یعزى ذلک إلى استقلال کل مهارة معرفیة عن الأخرى أو إلى صغر حجم العینة.

 

جدول (3): ارتباط کل بعد بالأبعاد الأخرى وبالدرجة الکلیة لمقیاس المهارات المعرفیة الاجتماعیة

                الأبعاد

 

البعد

التقلید

الانتباه المشترک

الدرجة الکلیة

المبادرة

0.47

-0.16

0.62*

التقلید

 

0.18

0.83*

الانتباه المشترک

 

 

0.57

مقیاس المصاداة: (إعداد الباحثة)

فی ضوء ما توصلت إلیه الدراسات ذات الصلة حول طبیعة المصاداة مثل (Anderson & Le, 2011; Cassella, Sidener, Sidener, & Progar, 2011; Grossi et al., 2013; Ganos et al., 2012; Edelstein, 2015; McEvoy, Loveland & Landry, 1988; Roberts, 2014; Shield et al., 2017; Stiegler, 2015; Stribling et al., 2007) توصلت الباحثة إلى صیاغة عبارات المقیاس فی ستة عشر عبارة تعبر عن درجة المصاداة للطفل التوحدی.


الخصائص السیکومتریة للمقیاس:

(أ‌) حساب معاملات الثبات:

تم حساب معاملات الثبات باستخدام معامل ألفا کرونباخ، وکانت قیمة ثبات المقیاس (0.92)

(ب) حساب معاملات الصدق:

تم التحقق من الاتساق الداخلی لبنود المقیاس عن طریق حساب معامل الارتباط بین درجات الأطفال على کل عبارة من عبارات المقیاس، والدرجة الکلیة للمقیاس. وقد کانت جمیع قیم معاملات الارتباط دالة عند مستوى دلالة (0.05) أو أقل، باستثناء عبارة رقم (10)، وقد تراوحت معاملات الارتباط ما بین (0.80 إلى 0.43) مما یؤکد على أن مقیاس المصاداة یتمتع بدرجة صدق جیدة. ویوضح ذلک جدول (4).

جدول (4): ارتباط درجة المفردة بالدرجة الکلیة للمقیاس

رقم المفردة

درجة الکلیة للمقیاس

رقم المفردة

درجة الکلیة للمقیاس

1

0.61*

9

0.62*

2

0.62*

10

0.43

3

0.70*

11

0.66*

4

0.68*

12

0.65*

5

0.80*

13

0.65*

6

0.66*

14

0.75**

7

0.80**

15

0.64*

8

0.63*

16

0.62 *

مقیاس السلوک التکیفی: تعریب وتقنین بندر العتیبی

استخدمت الدراسة الحالیة الصورة العربیة (الصورة المسحیة) لمقیاس فینلاند للسلوک التکیفیVineland AdaptiveBehavior Scale  والمترجم إلى اللغة العربیة من النسخة الأصلیة التی قام بإعدادها کل من سبارو وبالا وسیکشتی عام 1984م. وتتألف هذه الصورة من (5) أبعاد رئیسة تشمل جوانب الحیاة المختلفة: مهارات التواصل، والحیاة الیومیة، والتنشئة الاجتماعیة، والمهارات الحرکیة، ومهارات السلوک غیر التکیفی وتم تطبیق الأربعة أبعاد الأولى على عینة الدراسة.

وتختلف تقدیرات السلوک بحسب استجابة الفرد؛ إذ عندما یحصل الفرد على الدرجة (2) تعنى قدرته على أداء السلوک، وتعنى الدرجة (1) أداء السلوک فی بعض الأحیان، وتشیر الدرجة صفر إلى عدم قدرته على أداء السلوک. ویمکن أیضا إعطاء تقدیرات تخمینیة کالرمز (م) إذا لم تسنح الفرصة، والرمز (ع) عندما لا یعرف المجیب إذا ما کان الفرد یقوم بأداء السلوک أم لا. 

وعند تطبیق مقیاس فینلاند للسلوک التکیفی یجب تکوین "قاعدة" و"سقف" لکل بُعد من أبعاد المقیاس: یتم حساب القاعدة من حصول الفرد على درجة (2) فی سبع بنود متتالیة، فی حین یکون السقف مکوناً من أعلى سبعة بنود متتالیة یحصل المفحوص فیها على الدرجة صفر. وفی بعض الأحیان یکون من المستحیل تکوین قاعدة أو سقف. فإذا کانت کل البنود من البند الأول فی البعد لم تشتمل على سبع درجات متتالیة لرقم (2)، فان هذا البند لا یحتوی على قاعدة. وإذا کانت البنود قد تم رصدها إلى آخر بند فی المجال، ولم یتم رصد سبع درجات متتالیة للرقم (صفر) فإن هذا البعد لا یحتوی على سقف.

ووفقا لتحدید سقف التطبیق على المفحوص فقد کان السقف لعینة الدراسة الحالیة للمجال الأول مجال التواصل الذی یتضمن (66 عبارة) هو العبارة رقم (30 )، ومجال الحیاة الیومیة الذی یشمل (87 عبارة) کان سقف العینة عند العبارة (38)، والتنشئة الاجتماعیة الذی یحتوى علی (65عبارة) السقف للعینة کان (39)، وتوقف أداء الأطفال على بُعد المهارات الحرکیة والذی یتکون من (36 عبارة) عند العبارة رقم (34).

الخصائص السیکومتریة لمقیاس السلوک التکیفی:

 (أ) حساب معاملات الثبات:

تم حساب معاملات الثبات باستخدام معامل ألفا کرونباخ لمقیاس السلوک التکیفی على عینة الدراسة الحالیة، وتراوحت قیم الثبات للأبعاد الأربعة للمقیاس (0.96، 0.91، 0.94، 0.95) على التوالی وکانت قیمة الثبات للمقیاس هی (0.97). وقد تم حذف عدد من العبارات بکل مجال لضعف درجة ثباتها بعد تطبیقها على عینة الدراسة الحالیة.

 

(ب‌) حساب معاملات الصدق:

 تم حساب صدق الاتساق الداخلی من خلال ارتباط المفردة بالبعد المنتمیة إلیه، وارتباط درجة کل بعد بدرجة الأبعاد الأخرى والدرجة الکلیة للمقیاس. ویوضح الجدول (5) قیم هذه الارتباطات

جدول (5): قیم ارتباط المفردة بالبعد المنتمیة إلیه فی مقیاس السلوک التکیفی وفقا لعینة الدراسة

رقم المفردة

التواصل

رقم المفردة

مهارات الحیاة الیومیة

رقم المفردة

التنشئة الاجتماعیة

رقم المفردة

المهارات الحرکیة

7

0.56

20

0.53

3

0.60

1

0.40

9

0.35

22

0.76

4

0.62

2

0.57

12

0.33

23

0.40

5

0.63

3

0.71

13

0.48

24

0.76

7

0.42

4

0.90

14

0.83

27

0.73

8

0.55

5

0.81

15

0.70

28

0.76

9

0.45

7

0.72

16

0.68

29

0.54

10

0.83

8

0.90

17

0.65

30

0.69

11

0.50

9

0.92

18

0.60

31

0.54

14

0.56

10

0.40

19

0.72

32

0.79

16

0.68

12

0.46

20

0.56

33

0.69

17

0.62

13

0.50

21

0.77

34

0.54

18

0.43

14

0.74

22

0.74

35

0.67

19

0.71

15

0.56

23

0.73

37

0.66

20

0.77

16

0.91

24

0.87

38

0.67

21

0.68

17

0.88

25

0.78

 

 

22

0.57

18

0.93

26

0.71

 

 

23

0.52

19

0.93

27

0.90

 

 

24

0.76

20

0.72

28

0.85

 

 

25

0.56

27

0.50

29

0.77

 

 

26

0.31

29

0.50

30

0.87

 

 

27

0.56

30

0.50

 

 

 

 

28

0.66

31

0.50

 

 

 

 

30

0.78

32

0.50

 

 

 

 

31

0.67

33

0.50

 

 

 

 

32

0.66

34

0.50

 

 

 

 

33

0.60

35

0.50

 

 

 

 

34

0.66

36

0.38

 

 

 

 

35

0.60

 

 

 

 

 

 

36

0.60

 

 

 

 

 

 

37

0.66

 

 

 

 

 

 

38

0.66

 

 

 

 

 

 

39

0.56

 

 

 

 

 

 

40

0.56

 

 

یتضح من الجدول (5) أن هناک علاقة ارتباطیة موجبة بین مفردات المقیاس والدرجة الکلیة للبعد المنتمیة إلیه؛ فقد تراوحت معاملات الارتباط بین مفردات بُعد التواصل والدرجة الکلیة ما بین (0.33 – 0.90)، وما بین (0.40 – 0.76) لبُعد مهارات الحیاة الیومیة، وکانت معاملات الارتباط بین مفردات بُعد التنشئة الاجتماعیة والدرجة الکلیة هی (0.42- 0.83)، ومعاملات ارتباط مفردات بُعد المهارات الحرکیة کانت (0.38 -0.93) وهذه العلاقة الارتباطیة الموجبة تدل على أن المقیاس یتمتع بدرجة صدق عالیة.

جدول (6): ارتباط درجة کل بُعد بدرجة الأبعاد الأخرى والدرجة الکلیة لمقیاس السلوک التکیفی

          الارتباط بالأبعاد

 

البعد

التواصل

مهارات الحیاة الیومیة

التنشئة الاجتماعیة

المهارات الحرکیة

الدرجة الکلیة

التواصل

 

0.63*

0.62*

0.64*

0.89**

مهارات الحیاة الیومیة

 

 

0.40

0.41

0.69*

التفاعل الاجتماعی

 

 

 

0.47

0.79**

المهارات الحرکیة

 

 

 

 

0.81**

یتضح من الجدول السابق أن هناک علاقة ارتباطیة قویة بین درجات الأبعاد المختلفة والدرجة الکلیة لمقیاس السلوک التکیفی. وقد تراوحت درجات الارتباط ما بین (0.40الى 0.63) فی ارتباط کل بُعد بالأبعاد وکانت درجات ارتباط کل بُعد بالدرجة الکلیة (0.69 إلى 0.89).


الأسالیب الإحصائیة المستخدمة:

استخدمت الباحثة الأسالیب الإحصائیة الأتیة للإجابة عن أسئلة الدراسة:

معاملات ارتباط بیرسون للکشف عن العلاقات الارتباطیة بین المتغیرات بعضها مع بعض. وقد تبنت الباحثة محک جیلفورد لتفسیر معاملات الارتباط (صلاح مراد، 2004: 158) وهی: إذا کانت قیمة معامل الارتباط أقل من 0.20 فهی علاقة ضعیفة جدا أو صفریة، وإذا کانت القیمة من 0.20 إلى 0.39 فهی علاقة ضعیفة، وإذا کانت من 0.40 إلى 0.69 فهی علاقة متوسطة أی جیدة،  وإذا کانت من 0.70 إلى 0.89 فهی علاقة قویة أو مرتفعة، وإذا کانت قیمة معامل الارتباط أکبر من 0.90 فهی علاقة مرتفعة جدا وذلک على أساس أن الارتباطات دالة.

کما أجرت الباحثة تحلیل الانحدار المتعدد من أجل الکشف عن المهارات المعرفیة الاجتماعیة الثلاثة (المبادرة، والتقلید، والانتباه المشترک) کمتغیرات مستقلة تسهم فی التنبؤ بالسلوک التکیفی کمتغیر تابع، وقد استخدمت الباحثة أسلوب Stepwise الذی یعتمد على إدخال متغیر درجات المهارات الاجتماعیة کمتغیر تابع، وباقی المتغیرات الأخرى وهی درجات الأطفال على مقیاس فینلاند کمتغیرات مستقلة للکشف عن أهم المتغیرات التی یمکنها التنبؤ بمستوى السلوک التکیفی (صلاح مراد، 2004). وقد أجریت جمیع التحلیلات الإحصائیة للبیانات باستخدام برنامج SPSS Ver.20 .

نتائج الدراسة:

للإجابة عن التساؤل الأول والذی ینص على: ما طبیعة العلاقة الارتباطیة بین درجة المصاداة وأبعاد کل من المهارات المعرفیة الاجتماعیة والسلوک التکیفی ودرجتیهما الکلیة؟

للإجابة عن هذا السؤال أجرت الباحثة معامل ارتباط بیرسون بین أبعاد کل من مقیاس فینلاند للسلوک التکیفی، ومقیاس المهارات المعرفیة الاجتماعیة، ومقیاس المصاداة والدرجة الکلیة لکل مقیاس، ویوضح جدول (7) قیم معاملات الارتباط بین درجات مقیاس السلوک التکیفی ومقیاس المهارات المعرفیة الاجتماعیة ومقیاس المصاداة.

جدول (7): معاملات ارتباط مقیاس فینلاند للسلوک التکیفی ومقیاس المهارات المعرفیة الاجتماعیة ومقیاس المصاداة ن= 11

         السلوک التکیفی

 

 

المهارات المعرفیة الاجتماعیة

التواصل

مهارات الحیاة الیومیة

التنشئة الاجتماعیة

المهارات الحرکیة

إجمالی السلوک التکیفی

المصاداة

المبادرة

0.39

-0.14

0.04

0.39

0.27

-0.22

التقلید

0.76**

0.30

0.64*

0.84**

0.84**

-0.15

الانتباه المشترک

0.00

-0.13

0.41

0.17

0.17

-0.18

إجمالی المهارات الاجتماعیة  

0.57

0.02

0.57

0.71*

0.64*

-0.26

المصاداة

0.12

0.38

-0.35

-0.20

-0.07

 

یتضح من الجدول (7) أن العلاقة الارتباطیة بین مقیاس المهارات المعرفیة الاجتماعیة ومقیاس السلوک التکیفی تراوحت ما بین علاقات قویة وضعیفة، وما بین سالبة وموجبة؛ حیث کانت علاقة ارتباطیة موجبة دالة بین مهارة التقلید وجمیع الأبعاد والدرجة الکلیة لمقیاس السلوک التکیفی تراوحت قیمتها ما بین (0.64الى0.84)، ما عدا بُعد مهارات الحیاة الیومیة فکانت العلاقة ضعیفة (0.30)، وکانت هناک علاقة ارتباطیة متوسطة موجبة بین بُعد المبادرة وبُعد التواصل والمهارات الحرکیة وعلاقة ارتباطیة ضعیفة مع بُعد التنشئة الاجتماعیة، وسالبة بین بُعد المبادرة وبُعد مهارات الحیاة الیومیة، أما ارتباط بُعد الانتباه المشترک مع أبعاد السلوک التکیفی فکان ما بین صفری مع بُعد التواصل، وارتباط سالب ضعیف مع بُعد مهارات الحیاة الیومیة، وموجب متوسط مع التنشئة الاجتماعیة، وارتباط ضعیف مع بُعد المهارات الحرکیة، کما ارتبطت الدرجة الکلیة لمقیاس المهارات المعرفیة الاجتماعیة بعلاقة ارتباطیة موجبة قویة مع الدرجة الکلیة لمقیاس السلوک التکیفی.

ویمکن تفسیر هذه العلاقة الارتباطیة الموجبة بین مهارة التقلید وأبعاد السلوک التکیفی والدرجة الکلیة للمقیاس، لما لمهارة التقلید أو التعلم الاجتماعی من أثر کبیر فی تعلم العدید من المهارات والسلوکیات الیومیة والاجتماعیة لدى الأطفال، وهی استراتیجیة أساسیة مستخدمة فی تدریب الأطفال العادیین وذوی الاحتیاجات الخاصة. وتتفق نتیجة الدراسة الحالیة مع ما توصلت إلیه دراستی (غادة عفیفی، 2014؛ محمد الأطرش، 2015) من أن مهارة التقلید لها أثر فی تحسین مستوى أطفال التوحد بشکل عام وذلک من خلال استخدام استراتیجیة التقلید (تقلید الأشیاء– تقلید الإیماءات وحرکات الجسم– التقلید اللفظی)، کما أن مهارة التقلید الحرکی سواء تقلید الحرکات الجسمیة الکبیرة أو الدقیقة لها أهمیة کبیرة فی تعلیم الطفل ذوی التوحد مهارات حرکیة تساعده فی تعلم سلوکیات التکیف المختلفة، ومن ثم تحسن مهارات السلوک التکیفی.

بینما کانت العلاقة ارتباطیة سالبة ضعیفة بین مهارة المبادرة وبُعد مهارات الحیاة الیومیة وبعد التنشئة الاجتماعیة، وعلاقة موجبة متوسطة بین بُعد المبادرة وبُعدی التواصل والمهارات الحرکیة. ویمکن تفسیر وهذه النتیجة المنطقیة؛ حیث أن مهارة المبادرة هی القدرة على بدء مهمة أو نشاط ما بشکل مستقل، وابتکار أفکار أو استجابات أو استراتیجیات جدیدة فی المواقف المختلفة، ویتضح ذلک من عبارات المقیاس مثل "یبدأ بطلب اللعب، یتحرک دون أن یطلب منه، یطلب الطعام". ومن ثم فإن ارتباطها بالقدرة على التواصل اللفظی وغیر اللفظی مع الآخرین هو نتیجة منطقیة فعندما یمتلک الفرد مهارة البدء بالحدیث أو طلب اللعب، وطلب الطعام فجمیعها تساعد على التواصل لأنه یتفاعل مع الآخرین من أجل إشباع حاجاته الجسمیة والاجتماعیة مما یزید من فرص التواصل وفی الوقت نفسه تتضمن هذه المهارة  قدر کبیر من المهارة الحرکیة.

لم تسفر النتائج عن علاقة دالة بین مهارة المبادرة ومهارة الحیاة الیومیة والتنشئة الاجتماعیة، فبُعد مهارات الحیاة الیومیة یتضمن عبارات "یمص أو یمضغ رقائق القمح، یشرب من الکوب بدون مساعدة، یأکل بالملعقة دون أن یتسخ، یستحم بمساعدة شخص آخر، یخلع الجاکیت أو القمیص بدون مساعد" ومنالملاحظ أن هذه العبارات تعبر عن قدرة الفرد على أداء أنشطة الحیاة الیومیة بمفرده وباستقلالیة، کما تشمل عبارات بُعد التنشئة الاجتماعیة عبارات مثل "یستجیب لصوت الشخص الذی یقوم برعایته والأشخاص الآخرین، یظهر اهتماما بالأشیاء الجدیدة أو الأشخاص الجدد، یعبر عن عاطفتین أو أکثر مثل الرضا أو الحزن أو الخوف، یظهر عاطفة للناس المألوفین" والتی تعبر عن الاستجابة الانفعالیة والقدرة على التخیل، ولیس نشاط حرکی. هذه النتیجة تحتاج إلى المزید من الدراسات حیث من المتوقع أن تکون العلاقة بین مهارة المبادرة ومهارة الحیاة الیومیة والتنشئة الاجتماعیة علاقة صفریة ولیست سالبة لاختلاف مکونات کل مجال عن المجال الآخر.

وقد تراوحت العلاقة الارتباطیة بین بُعد الانتباه المشترک وجمیع أبعاد السلوک التکیفی ما بین علاقة صفریة ومتوسطة؛ فکانت مع بُعد التواصل صفریة، وسالبة ضعیفة مع بُعد مهارات الحیاة الیومیة، وعلاقة موجبة متوسطة مع التنشئة الاجتماعیة، وارتباط ضعیف مع بعد المهارات الحرکیة، وهذه النتیجة غیر منطقیة وتحتاج إلى دراستها على عینة أکبر وفئات أخرى غیر فئة التوحد حیث أن الانتباه المشترک هو أول مؤشرات القدرة على التواصل ویعرف بأنه قدرة الفرد على جذب انتباه فرد آخر  من خلال مشارکته الاهتمام بموضوع ما، وهذه المشارکة تکون ممتعة للطرفین، وهی تبادل اجتماعی یرکز فیه الأطفال والبالغین على شیء واحد، ویستخدم الطفل فی ذلک النظر بالعین، أو إصدار أصوات، أو إشارات (Hill, 2004). وکون العلاقة ما بین مهارات الحیاة الیومیة والانتباه المشترک ضعیفة وسالبة قد تعزى إلى اختلاف المجالین حیث یهتم مجال المهارات الیومیة بأداء أنشطة الحیاه الیومیة بشکل مستقل، بینما یهتم الانتباه المشترک بالقدرة على جذب اهتمام الآخر فنجد أن الانتباه المشترک یتضمن بُعد وجدانی وعاطفی أکثر من المجال الحرکی أو الأدائی.

کما أوضحت النتائج علاقة موجبة متوسطة بین التنشئة الاجتماعیة والانتباه المشترک، وهذه النتیجة تعد مقبولة؛ حیث تتطور القدرة على الانتباه المشترک فی وجود ظروف جیدة للتنشئة الاجتماعیة، وتتضمن مهارة الانتباه المشترک بُعدا وجدانیا وهو ما تشتمل علیه عبارات التنشئة الاجتماعیة کذلک؛ مثال: "یعبر عن عاطفتین أو أکثر مثل الرضا أو الحزن أو الخوف، یظهر عاطفة للناس المألوفین".

کما أسفرت نتائج الدراسة الحالیة عن وجود علاقة موجبة دالة بین الدرجة الکلیة لکل من مقیاس المهارات المعرفیة الاجتماعیة ومقیاس فینلاند للسلوک التکیفی. وهذه النتیجة مقبولة حیث کلما ارتفعت درجات الفرد فی المهارات المعرفیة الاجتماعیة ارتفعت درجة السلوک التکیفی لدیه. وتتفق هذه النتیجة مع نتیجة دراسةBoucher (2003)  التی أسفرت عن علاقة ارتباطیة موجبة بین درجات الأفراد التوحدیین على مقیاس المهارات المعرفیة الاجتماعیة ودرجاتهم على مقیاس فینلاند للسلوک التکیفی. کما تتفق مع نتیجة دراسة نشأت أبو حسونة (2004) التی أوضحت نتائجها فعالیة تنمیة المهارات الاجتماعیة فی تحسین مفهوم الذات والکفاءة الاجتماعیة والتحصیل لدى الطلاب ذوی صعوبات التعلم. وتتفق نتیجة الدراسة الحالیة مع دراسة کل من (Chang, et al., 2013; Grossi et al., 2013; Ray-Subramanian, et al., 2011) بأن هناک علاقة ارتباطیة موجبة بین درجات الأفراد التوحدیین على مقیاس المهارات المعرفیة الاجتماعیة ومقیاس السلوک التکیفی. کما تتفق مع ما أسفرت عنه دراسة کل من (Bolte & Poustka, 2002; Perry, Flanagan, Geier & Freeman, 2009; Salomone, Shephard, Milosavljevic, Johnson & Charman, 2018)  بأن هناک علاقة ارتباطیة موجبة بین مجالات السلوک التکیفی على مقیاس فینلاند والمهارات المعرفیة لدى الأطفال التوحدیین ولدى أشقائهم.

کما یتضح من الجدول السابق أن هناک علاقة ارتباطیة سالبة بین درجات أفراد العینة على مقیاس المصاداة ودرجاتهم على مقیاس المهارات المعرفیة الاجتماعیة. وکانت جمیع معاملات الارتباط سالبة؛ أی کلما ارتفعت درجات الأطفال على مقیاس المهارات المعرفیة الاجتماعیة انخفضت درجتهم على مقیاس المصاداة. ویمکن قبول هذه النتیجة لأن المهارات المعرفیة الاجتماعیة تعرف بأنها القدرات والعملیات العلیا لضبط وتوجیه السلوک حسب سیاق البیئة المتغیر فهی نظام إشرافی یقوم بدور هام فی القدرة على الاستدلال، والتکامل بین الأفکار والأفعال، ومعالجة المعلومات لمنع التضارب بینها (White et al., 2009) والمصاداة هی اضطراب کلامی، وتکرار لکلمات الآخرین بشکل مرضی وتلقائی وغیر متعمد (Sterponi & Shankey, 2014) ووفقا للتعریفات فإنه کلما امتلک الفرد قدرا من المهارات المعرفیة الاجتماعیة کلما ازدادت قدرته على ضبط سلوکیاته ومعلوماته ومن ثم انخفض التداخل والتکرار فی الکلام أو الأفعال وانخفض ظهور المصاداة لدیه.

وتتفق نتیجة الدراسة الحالیة مع نتیجة دراستی (Rydell & Mirenda, 1994; Stribling, Rae, Dickerson & Dautenhahn, 2005).    والتی أظهرتا أن المصاداة تنشأ من قصور فی المهارات المعرفیة الاجتماعیة وصعوبة فی فهم السیاق والانتقال إلى التعبیرات التی یتم إنشاؤها ذاتیا. ومع نتیجة دراسة کلا من (Boucher, 2003; Roberts, 1989)  فی أنه کلما زادت المهارة اللغویة انخفضت المصاداة لدى التوحدیین. کما أوضحت نتائج دراسة (Grossi et al., 2013) أن هناک علاقة ارتباطیة سالبة بین المصاداة والمهارات المعرفیة الاجتماعیة، وأن الفرد قد یکرر الکلمات (المصاداة) بسبب عدم قدرته على منع المثیرات البیئیة غیر المرتبطة من التداخل فی الموضوع الحالی؛ مما یجعله یکرر کلام الآخر بدلا من اختیار الإجابة.

کما أسفرت نتائج الدراسة الحالیة عن علاقة ارتباطیة سالبة بین درجات التوحدیین على مقیاس المصاداة ودرجاتهم على مقیاس السلوک التکیفی. وتتفق هذه النتیجة مع ما أسفرت عنه نتائج دراسة (Grossi et al., 2013) بأن هناک علاقة ارتباطیة سالبة بین درجات الأفراد التوحدیین على مقیاس فینلاند للسلوک التکیفی ودرجاتهم على مقیاس المصاداة. وتتفق مع نتیجة دراسة  Courchesne & Pierce (2005) التی أظهرت أن هناک علاقة ارتباطیة سالبة بین المصاداة السلوک التکیفی وأن الطفل التوحدی لدیه قصور فی قدرته على استخدام کلمات جدیدة مناسبة للسیاق، ومشکلات فی الأحادیث العفویة مما یؤثر على التکیف الاجتماعی لدیه. وترى بعض الدراسات أنه على الرغم من الدور الإیجابی للمصاداة، وأنها قد یکون لها فیما بعد دورا وظیفیا؛ إلا أنها ظاهرة غیر سویة، ولها تأثیر سلبی على السلوک التکیفی، وأنها سلوک غیر مرغوب یؤدیه الطفل التوحدی لزیادة النشاط الحسی لدیه(Ahearn et al., 2007; Hale & Tager-Flusberg, 2005; Prizant, 1983; Roberts, 2014; Rydell & Mirenda, 1994; Sterponi & Shankey, 2014;Wilkinson, 1998)

للإجابة عن التساؤل الثانی الذی ینص على:ما مدى إسهام کل من درجة المصاداة وأبعاد المهارات المعرفیة الاجتماعیة الثلاثة والدرجة الکلیة له فی التنبؤ بالسلوک التکیفی؟

للتحقق من هذا الفرض؛ قامت الباحثة بحساب تحلیل الانحدار المتعدد للتعرف على مدى إسهام کل من المصاداة والدرجة الکلیة للوظائف المعرفیة الاجتماعیة وأبعاده الثلاث فی التنبؤ بالسلوک التکیفی للتوحدیین.

وبناء على ذلک قامت الباحثة بإدخال السلوک التکیفی کمتغیر تابع، وباقی المتغیرات الأخرى وهی مهارة المبادرة، ومهارة التقلید ومهارة الانتباه المشترک، ومتغیر المصاداة کمتغیرات مستقلة للکشف عن أکثر هذه المتغیرات إسهاما فی التنبؤ بالسلوک التکیفی للتوحدیین.

وقد بینت النتائج أن مهارة التقلید هی أهم المتغیرات التی یمکن أن تتنبأ بالسلوک التکیفی. أما باقی المتغیرات والتی تشمل مهارة المبادرة، ومهارة الانتباه المشترک، فقد استبعدوا من التحلیل لعدم إسهامهم بصورة دالة فی التنبؤ بالسلوک التکیفی.

وقد کانت قیمة معامل الارتباط المتعدد بین المتغیرات المستقلة الداخلة والمتغیر التابع هی (0.84)، ومعامل التحدید المصحح لمعامل الارتباط أو ر2 هی (0.71)، أی أن (71%) من تباین درجات السلوک التکیفی ترجع إلى متغیر مهارة التقلید. ویعرض الجدول رقم (8) اختبار "ف" للمتغیرات المستقلة المسهمة بصورة دالة فی درجات السلوک التکیفی، والذی یشیر إلى أن متغیر التقلید یسهم بصورة دالة إحصائیا فی التنبؤ بالسلوک التکیفی، کما یبین الجدول رقم (9) قیم ثوابت المتغیرات ودلالاتها الإحصائیة.

جدول (8): تحلیل الانحدار المتعدد بین المتغیرات المستقلة والتحصیل الدراسی للطلاب

مصدر التباین

مجموع المربعات

درجات الحریة

متوسط المربعات

ف

الدلالة

الانحدار

10764.76

1

10764.76

21.581

.001

البواقی

4489.24

9

498.80

 

الکلی

15254.00

10

 

 

 

جدول (9): قیم ثوابت المتغیرات المنبئة

 

B

قیمة ت

الدلالة

الثابت

-36.46

-1.38

0.002

التقلید

18.886

4.65

0.001

ووفقا لهذه النتائج فإن مهارة التقلید تنبئ بصورة دالة بالسلوک التکیفی لدى الأطفال التوحدیین الذین لدیهم مصاداة. فالقصور فی القدرة على التقلید من الخصائص الممیزة للطفل التوحدی الذی ینتج عنه صعوبة فی تنظیم أشکال التفاعلات الاجتماعیة، وصعوبة فی تکوین صداقات، أو إقامة علاقات اجتماعیة ناجحة والمحافظة علیها، وتبادل الدور، والاندماج الفعال مع المجتمع (کوهین وبولتون، 2000) أی قصورا فی السلوک التکیفی. وتتفق نتیجة الدراسة الحالیة مع نتیجة دراسة میادة الشهاوی (2016) التی أثبتت فاعلیة مهارة التقلید فی تنمیة مهارات السلوک التکیفی مثل مهارات الحیاة الیومیة والمهارات الحرکیة والتواصل؛ فجمیع هذه المهارات یکتسبها الفرد عن طریق التقلید والتعلم بالنمذجة. کما أکدت دراسة أمیرة بخش (2002) على فعالیة استراتیجیتی التقلید والتلقین فی تعلم مهارات السلوک التکیفی، رغم فعالیة الاستراتیجیات الأخرى فی التدریب إلا أن هاتین الاستراتیجیتین فعالیتهم کانت أکبر. وقد توصلت نتائج دراسة Escalona, Field, Nodel & Lundy (2002) إلى أن تنمیة مهارة التقلید لدى الأطفال التوحّدیین هی طریقة فعالة لتعلم بعض أنماط التکیف الاجتماعی. فالطفل التوحدی یقوم بالتکرار الحرفی والجزئی للکلام مثل أجهزة التسجیل للمحافظة على استمرار الخطاب أو المحادثة وفرض التواصل مع الآخر، وتأکید الرغبة فی قبول النشاط أو شیء یقدم له، وذلک کوسیلة للحفاظ على التفاعل الاجتماعی، ومن ثم یستطیع التکیف الاجتماعی (Grossi et al., 2013; Prizant & Duchan, 1981; Prizant & Rydell, 1984; Wootton, 1999)


الخلاصة والتوصیات:

خلصت الدراسة الحالیة إلى أن هناک علاقة ارتباطیة موجبة بین مقیاس المهارات المعرفیة الاجتماعیة ومقیاس السلوک التکیفی، تراوحت ما بین الارتباطات القویة والضعیفة لدى عینة من الأطفال التوحدیین ممن لدیهم مصاداة. وأن هناک علاقة ارتباطیة ضعیفة بین درجة الأطفال التوحدیین على مقیاس المهارات المعرفیة الاجتماعیة ومقیاس السلوک التکیفی ودرجاتهم على مقیاس المصاداة. کما أسفرت النتائج عن أن مهارة التقلید هی أهم المتغیرات التی یمکن أن تتنبأ بالسلوک التکیفی. وعلى الرغم من أهمیة النتائج التی توصلت إلیها الدراسة الحالیة إلا أن هناک بعض النتائج تحتاج إلى تأکید وذلک لصغر حجم عینة الدراسة لذا فإن المجال بحاجة إلى:

دراسة العلاقة بین مهارة المبادرة وأبعاد السلوک التکیفی على عینة أکبر حیث ان النتیجة التی توصلت لها الدراسة الحالیة بحاجة إلى تأکید أو نفی.

المجال بحاجة إلى مقارنة خصائص المصاداة بین التوحدیین وفئات أخرى من ذوی الاحتیاجات الخاصة.

 تعمیم مثل هذه الدراسة على عینة أکبر، وذات خصائص عمریة مختلفة.

دراسة تطور المصاداة لدى التوحدیین ومقارنتها مع فئات أخرى من ذوی الاحتیاجات الخاصة.

دراسة فاعلیة التدخل القائم على تنمیة وتطور المصاداة لدى التوحدیین وأثره فی تنمیة المهارات المعرفیة الاجتماعیة.

 

المراجع

أمیرة بخش(2002). فعالیة برنامج تدریبی لتنمیة مهارات التفاعل الاجتماعی فی خفض السلوک العدوانی لدى الأطفال التوحّدیین. مجلة العلوم التربویة, ع1، 129-157.

سارا سیارو، دافید بالا، دومینک شیکشتی (تعریب وتقتین). بندر ناصر العتیبی (2004). مقیاس فاینلاند للسلوک التکیفی "المعاییر السعودیة". کلیة التربیة- جامعة الملک سعود.  

سیمون بارون کوهین، وباتریک بولتون (ترجمة). عبد الله إبراهیم الحمدان(1993). حقائق عن التوحد. سلسلة إصدارات أکادیمیة التربیة الخاصة، الریاض.

صلاح أحمد مراد (2004). الأسالیب الإحصائیة فی العلوم النفسیة والتربویة والاجتماعیة. القاهرة، مکتبة الأنجلو المصریة.

غادة عفیفی صالح (2014). فاعلیة برنامج تدریبی للأمهات قائم علی استراتیجیة التقلید فی تحسن حالة أطفالهن الأوتیزم. رسالة ماجستیر- کلیة التربیة – جامعة بنها.

محمد الأطرش (2015). تقییم السلوک الوظیفی والمهارات الوظیفیة للأفراد ذوی التوحد وذوی الإعاقات النمائیة الأخرى. ورقة عمل مقدمة إلى الملتقى الخامس عشر للجمعیة الخلیجیة للإعاقة "جودة الخدمات المقدمة للأشخاص ذوی الإعاقة"، الدوحة، قطر.

میادة محمد الشهاوی (2016). فاعلیة برنامج إرشادی قائم على نظریة التعلم الاجتماعی فی تنمیة بعض مهارات الحیاة الیومیة لدى الأطفال المعاقین عقلیا لقابلون للتعلم. مجلة کلیة التربیة- جامعة بور سعید، ع 20، 593-620.

نشأت محمود أبو حسونة (2004). أثر برنامج تدریب للمهارات الاجتماعیة فی تحسین مفهوم الذات والکفاءة الاجتماعیة والتحصیل الدراسی لدى الطلاب ذوی صعوبات التعلم. رسالة دکتوراه، کلیة الدراسات العلیا، الأردن.

 

Ahearn, W. H., Clark, K. M., MacDonald, R. F., & Chung, B. (2007). Assessing and treating vocal stereotypy in children with autism. Journal of Applied Behavior Analysis, 40(2), 263-275.

American Psychiatric Association. (2013). Diagnostic and Statistical Manual of Mental Disorders (5th ed.). Arlington, VA: Author.

Anderson, J. & Le, D. D. (2011). Abatement of Intractable Vocal Stereotypy Using an Overcorrection Procedure. Behavioral Interventions, 26, 134-146.

Blanc, M. (2012). Natural language acquisition on the autism spectrum: The journey from echolalia to self-generated language. Madison, WI: Communication Development Center.

Bolte, S., & Poustka, F. (2002). The relation between general cognitive level and adaptive behavior domains in individuals with autism with and without co-morbid mental retardation. Child Psychiatry and Human Development, 33(2), 165–172.

Boucher, J. (2003). Language development in autism. International Journal of Pediatric Otorhinolaryngology, 67, S159–S163.

Brock, L. L., Rimm-Kaufman, S. E., Nathanson, L. & Grimm, K. J. (2009). The contributions of “hot” and “cool” executive function to children’s academic achievement, learning-related behaviors, and engagement in kindergarten. Early Childhood Research Quarterly, 24, 337–349.

Bull, R., Espy, K. A. & Wiebe, S. A. (2008). Short-term memory, working memory, and executive functioning in preschoolers: Longitudinal predictors of mathematical achievement at age 7 years. Developmental Neuropsychology, 33, 205–228.

Cassella, M., Sidener, T., Sidener, D. & Progar, P. (2011). Response interruption and redirection for vocal stereotypy in children with autism: A systematic replication. Journal of Applied Behavior Analysis, 44, 169–173.

Chang, C.-L., Lung, F.-W., Yen, C.-F., & Yang, P. (2013). Adaptive behaviors in high-functioning Taiwanese children with autism spectrum disorders: An investigation of the mediating roles of symptom severity and cognitive ability. Journal of Autism and Developmental Disorders43(6), 1347–1355.

Clark, C., Pritchard, V. E., & Woodward, L., J. (2010). Preschool executive functioning abilities predict early mathematics acheivement. Developmental Psychology, 46, 1176-1191.

Courchesne, E. & Pierce K. (2005) Why the frontal cortex in autism might be talking only to itself: local over connectivity but long-distance disconnection. Current Opinion in Neurobiology 15, 225–30.

Dawson, P., & Guare, R. (2004). Executive skills in children and adolescents: A practical guide to assessment and intervention. New York, NY: Guilford Press.

Dobbinson, S., Perkins, M., & Boucher, J. (2003). The interactional significance of formulas in autistic language. Clinical Linguistics & Phonetics, 17, 299–307.

Edelstein, M. L. (2015). Effects of Demand Complexity On Echolalia in Students with Autism. Ph.D. dissertation, The state university, New Jersey.

Escalona, A., Field, T., Nadel, J. and Lundy, B..(2002). Brief report: imitation effects on children with autism. Journal of Autism and Developmental Disorders, 23, 10-13.

Ganos, C., Ogrzal, T., Schnitzler, A., & Münchau, A. (2012). The pathophysiology of echopraxia/echolalia: Relevance to Gilles De La Tourette syndrome. Movement Disorders, 27, 1222–1229.

Gioia, A,. Isquith, K,. Guy, C. & Kenworthy, L. (2000). Behavior rating inventory of executive function (BRIEF): Professional manual.

Griffith, E. M., Pennington, B. F., Wehner, E. A., & Rogers, S. J. (1999). Executive function in young children with autism. Child Development, 70, 817–832.

Grossi, D., Marcone, R., Cinquegrana, T. & Gallucci M. (2013). On the differential nature of induced and incidental echolalia in autism. Journal of Intellectual Disability Research, 57, 903–912.

Hale, C., Tager-Flusberg, H. (2005). Brief report: the relationship between discourse deficits and autism symptomatology. Journal of Autism and Developmental Disorders, 35(4), 519-524.

Hall, E.(2010). Spaces of social inclusion and Belonging for people with Intellectual Disability Research, 54, 48-57.

Harris, P. L. (1993). Pretending and Planning, In S. Baron-Cohen, H. Tager- Flusberg, & D. Cohen (eds.) Understanding Other Minds: Perspectives from Autism. (pp. 228-246). Oxford: Oxford University Press.

Hill, E. (2004). Executive dysfunction in autism. Trends in cognitive science,8, 26-32.

Hughes, C., & Russell, J. (1993). Autistic children’s difficulty with mental disengagement from an object: Its implications for theories of autism. Developmental Psychology, 29, 498–510.

Jurado, M., B. & Rosselli, M. (2007). The Elusive Nature of Executive Functions: A Review of our Current Understanding. Neuropsychological Review, 17, 213–233.

Klin A., Saulnier C. A., Sparrow S. S., Cicchetti D.V., Volkmar F. R. & Lord C. (2007). Social and communication abilities and disabilities in higher functioning individuals with autism spectrum disorders: the Vineland and the ADOS. Journal of Autism and Developmental Disorders 37, 748–59.

kothmann, D. K. (2006). Exploring executive functions in children with attention deficit hyperactivity disorder using event related potentials. Ph.D. dissertation, Rice university, United States

McCloskey, G., Perkins, L. & Van Divner, B. (2009). Assessment and intervention for executive function difficulties. Routledge Taylor, Francis Group. N.Y.

McEvoy, R. E., Loveland, K. A., & Landry, S.H. (1988). The Functions of Immediate Echolalia in Autistic Children: A Developmental Perspective. Journal of Autism and Developmental Disorders, 18(4), 657-668.

Ozonoff, S., & Schetter, P. L. (2007). Executive Dysfunction in Autism Spectrum Disorders: From Research to Practice. In L. Meltzer (Ed.), Executive function in education: From theory to practice. (pp. 133–160). New York, NY: Guilford Press

Ozonoff, S., Rogers, S., Farnham, J., & Pennington, B. (1993). Can standard measures identify subclinical markers of autism?. Journal of Autism and Developmental Disorders, 23, 429-441.

Perry, A., Flanagan, H. E., Geier, J. D., & Freeman, N. L. (2009). Brief report: The Vineland Adaptive Behavior Scales in young children with autism spectrum disorders at different cognitive levels. Journal of Autism and Developmental Disorders, 39, 1066–1078.

Prizant, B. M. & Duchan, J. F. (1981). The Functions of Immediate Echolalia in Autistic Children. Journal of Speech and Hearing Disorders, 46, 241-249.

Prizant, B. M. (1983). Language acquisition and communicative behavior in autism: Toward an understanding of the “whole” of it. Journal of Speech and Hearing Disorders, 48, 296–307.

Prizant, B. M., & Rydell, P. J. (1984). Analysis of Functions of Delayed Echolalia in Autistic Children. Journal of Speech and Hearing Research, 27, 183-192.

Prizant, B. M., Wetherby, A. M., Rubin, E., Laurent, A. C., & Rydell, P. J. (2006). The SCERTS Model: A Comprehensive Educational Approach for Children with Autism Spectrum Disorders. Baltimore, MD: Paul H. Brookes Publishing Co.

Ray-Subramanian, C. E., Huai, N., & Weismer, S. E. (2011). Brief report: Adaptive behavior and cognitive skills for toddlers on the autism spectrum. Journal of Autism and Developmental Disorders41(5), 679–684.

Reynolds, C. R., & Fletcher-Janzen, E. (2007). Encyclopedia of special education: A reference for the education of children, adolescents, and adults with disabilities and other exceptional individuals, Vol 2 E-O, 3rd ed. (C. R. Reynolds & E. Fletcher-Janzen, Eds.). Hoboken, NJ: Wiley Publishing.

Roberts, J. M. (1989). Echolalia and comprehension in autistic children. Journal of Autism and Developmental Disorders, 19, 271–281.

Roberts, J. M. A. (2014). Echolalia and language development in children with autism. In J. Arciuli & J. Brock (Eds.), Communication in autism, 53–74. Amsterdam, the Netherlands: Benjamins 

Rydell, P. J. & Mirenda, P. (1994). Effects of High and Low Constraint Utterances on the Production of Immediate and Delayed Echolalia in Young Children with Autism. Journal of Autism and Developmental Disorders, 24, 719-735.

Salomone, E., Shephard, E., Milosavljevic, B., Johnson, M. H., & Charman, T. (2018). Adaptive behaviour and cognitive skills: Stability and change from 7 months to 7 years in siblings at high familial risk of autism spectrum disorder. Journal of Autism and Developmental Disorders48(9), 2901–2911.

Scotland, A., (2000). Non-speech communication and childhood autism: language, speech, and hearing services in schools. Journal of Autism and Developmental Disorders, 12(1), 246-257.

Shield A.,  Cooley F. & Meier R. (2017). Sign Language Echolalia in Deaf Children With Autism Spectrum Disorder .Journal of Speech, Language, and Hearing Research,  60 , 1622–1634.

Shield, A., & Meier, R. P. (2012). Palm reversal errors in native signing children with autism. Journal of Communication Disorders, 45, 439–454.

Sterponi, L., & Shankey, J. (2014). Rethinking echolalia: Repetition as interactional resource in the communication of a child with autism. Journal of Child Language, 41, 275–304.

Stiegler, L. N. (2015). Examining the echolalia literature: Where do speech-language pathologists stand?. American Journal Of Speech-Language Pathology, 24,, 750-762.

Stribling, P., Rae, J., & Dickerson, P. (2007). Two forms of spoken repetition in a girl with autism. International Journal of Language & Communication Disorders, 42, 427–444.

Stribling, P., Rae, J., Dickerson, P., & Dautenhahn, K. (2005). "Spelling it Out": The Design, Delivery, and Placement of Delayed Echolalic Utterances by a Child with an Autistic Spectrum Disorder. Issues in Applied Linguistics, 15, 3-32.

Sullivan, M. T. (2003, April). Communicative functions of echolalia in children with autism: Assessment and treatmentDissertation Abstracts International: Section B: The Sciences and Engineering. ProQuest Information & Learning.

Sullivan. M. T. & Schreibman. L. (1998. May). An analysis of differential echolalic responding in children with autism. Poster session presented at the annual meeting of the Association for Behavior Analysis. Atlanta. GA.

Tager-Flusberg. H. (1991). Semantic processing in the free recall of autistic children: Further evidence for a cognitive deficit. British Journal of Developmental Psychology. 9. 417-430.

Turkington, C.,  &  Anan, R., (2007). The Encyclopedia Of Autism Spectrum Disorders. NY, Facts On File, Inc.

White, J., Burgess, W & Hill, E. L. (2009). Impairments on ‘‘Open-Ended’’ Executive Function Tests in Autism. Autism Research 2, 138–147.

Wilkinson, K. (1998). Profiles of language and communication skills in autism. Mental Retardation and Developmental Disabilities Research Reviews, 4, 73-79.

Willoughby, M. T., Blair, C. B, Wirth, R. J. & Greenberg, M. (2012). The Measurement of Executive Function at Age 5: Psychometric Properties and Relationship to Academic Achievement. Psychological Assessment, 24, 226–239.

Wootton, A. (1999). An Investigation of delayed echoing in a child with autism. First Language, 19, 359-381.