الاحتراق النفسي وعلاقته بالرضا الوظيفي لدى معلمات التربية الخاصة بالمملکة العربية السعودية

الاحتراق النفسی وعلاقته بالرضا الوظیفی لدى معلمات التربیة الخاصة بالمملکة العربیة السعودیة

إعداد د/إیمان محمود العشماوی

ملخص البحث :

  هدف البحث إلى التعرف على مستوى الاحتراق النفسی والرضا الوظیفی لدى معلمات التربیة الخاصة ، وکذلک التعرف على العلاقة بین الاحتراق النفسی والرضا الوظیفی لدیهم، والتعرف على ما إذا کان هناک إختلاف فی الاحتراق النفسی والرضا الوظیفی لدى معلمات التربیة الخاصة تبعاً لاختلاف سنوات الخبرة ، وتألفت عینة البحث من (15) معلمة من معلمات التربیة الخاصة بمحافظة المجمعة بالمملکة العربیة السعودیة ، ولتحقیق أهداف البحث قامت الباحثة بتطبیق مقیاس الاحتراق النفسی إعداد (ماسلاش وجاکسـون ،1981) ومقیاس الرضا الوظیفی إعداد (طشطوش ، رامی و جروان ، علی و مهیدات ، محمد و بنی عطا ، زاید ،2013) وأشارت نتائج الدراسة إلى أن معلمی التربیة الخاصة یعانون من الاحتراق النفسی بمستوى متوسط ، وارتفاع الرضا الوظیفی لمعلمات التربیة الخاصة ، ووجود علاقة عکسیة بین الاحتراق النفسی والرضا الوظیفی ، عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائیة بین الرضا الوظیفی والاحتراق النفسی تعزى لمتغیر سنوات الخبرة.

الکلمات المفتاحیة : الاحتراق النفسی ، الرضا الوظیفی ، معلمات التربیة الخاصة

Psychological Burnout and Its Relationship to Job Satisfaction Among Special Educational Teachers in Saudi Arabia

Abstract

This study aimed to identify the level ofPsychological Burnout and job satisfaction among special education teachers, as well as to identify the relation between Psychological Burnout and their job satisfaction, and determine whether there is a difference in the Psychological Burnout and job satisfaction of the special education teachers according to the different years of experience. The study sample consisted of (15) female of special education teachers who working in Almajmaah city in Saudi Arabia. The researcher applied Psychological Burnout scale (prepared by Maslash and Jackson, 1981) and job satisfaction scale (prepared by Tahtoush, Jarwan, Mehdiat, Beni Atta, 2013). The results of the study indicated that the teachers of special education suffer from Psychological Burnout at medium level, the high job satisfaction of special education teachers, and there is an inverse relation between Psychological Burnout and job satisfaction. There were no statistically significant differences between Psychological Burnout and job satisfaction due to variable years of experience.

Keywords: Psychological Burnout, job satisfaction, female special education teachers,   

الاحتراق النفسی وعلاقته بالرضا الوظیفی لدى معلمات التربیة الخاصة بالمملکة العربیة السعودیة

إعداد د/إیمان محمود العشماوی

مقدمة البحث :

    یمثل المعلم شریحة مهنیة ذات أهمیة خاصة فی المجتمع ککل ، وفی العملیة التربویة بوجه خاص ، ولذلک یجب أن یبدأ أی إصلاح أو تطویر فی التعلیم بالمعلم ، لأنه هو الذی سیقوم بتنفیذ السیاسیات التعلیمیة بعد إقرارها من قبل المتخصصین ، واذا تعرض المعلم إلى بعض الظروف التی لا یستطیع التحکم فیها فإن ذلک سوف یؤدی إلى احساسه بعدم القدرة على القیام بالمهام المطلوبة منه بالمستوى الذی تتوقعه إدارة المدرسة هذا بالاضافة إلى ما یترتب على ذلک من أثار سلبیة یترکها لدى طلابه (بنهان ، بدیعة ، 2008) .

کما وتنطوی مهنة التدریس على متاعب وأعباء کثیرة تتمثل فی المشکلات مع التلامیذ والزملاء وإدارة المدرسة ، وأولیاء الأمور ویتعرض المعلمون إلى مستوى عالِ من الإنزعاج والإزدحام فی صفوف المدرسة وغرف المعلمین ، إضافة إلى تدنی تقدیر الآخرین لعمل المعلمین ، واتجاهات المجتمع السلبیة نحو مهنة التدریس ، وضعف وضوح واجبات وأدوار المعلم وعدم تعریفه بها فی کثیر من الأحیان ، وزیادة أعداد الطلبة فی الصفوف ، وتدنی مستوى مشارکة المعلمین فی اتخاذ القرارات التی تخص عملهم مما یؤدی إلى تزاید الضغوط على المعلم وشعوره بالاحتراق النفسی (المحامید ، شاکر ، 2007).

     ویؤثر الاحتراق النفسی على المعلمین حیث یعانون من الاضطراب الانفعالی ، کما یؤثر على الصحة النفسیة والاجتماعیة للمعلمین ویقلل من جودة التعلیم وأداء العمل مما یؤثر على الرضا عن العمل وینعکس بالسلب على وهذا ما أکدته دراسة  (Tsigilis, N., Zournatzi, E & Koustelios, A. 2011) الطلاب والعملیة التعلیمیة  

السبیعی، عبدالله ( 2014) حیث أظهرت نتائج الدراسة وجود علاقة بین الاحتراق النفسی والرضا الوظیفی، ووجود فروق بین معلمی التربیة الخاصة مرتفعی ومنخفضی الاحتراق النفسی فی الرضا الوظیفی لصالح معلمی التربیة الخاصة منخفضی الاحتراق النفسی .

    فالرضا عن العمل یُعد من الجوانب الهامة بوصفه أحد المقومات الأساسیة للعملیة التربویة ، حیث تؤثر درجة الرضا على سلوک المعلم إیجاباً وسلباً فی مستوى الدافعیة لدیه ، الأمر الذی یؤثر فی اتجاهاته نحو الطلبة ونحو عملیة التعلیم ومخرجاتها التربویة ، ولهذا یُعد الرضا الوظیفی مسألة مهمة للمعلم ولمجتمعه ، حیث أنه یُعد من العوامل المؤثرة فی زیادة کفاءة المعلم فی عمله ، وقیامه بواجباته المهنیة نحو زملائه وطلابه ومجتمعه (الزیودی ، محمد و الزغلول ،عماد 2008) .

مشکلة الدراسة :

یعتبر معلم التربیة الخاصة محوراً أساسیاً فی العملیة التعلیمیة ولما کان لتعلیم ذوی الاحتیاجات الخاصة من أعباء زائدة وجهود اضافیة بالمقارنة بتعلیم الأفراد العادیین ، لذا لابد من التأکید على التکیف المهنی والنفسی لمعلمی التربیة الخاصة والاهتمام بالعوامل التی تحقق لمعلم التربیة الخاصة درجة عالیة من الرضا المهنی تجاه مهنته ، حیث أن معلمی التربیة الخاصة فئة عالیة الخطورة وأکثر عرضة للاحتراق النفسی وإنخفاض الرضا الوظیفی مما یؤدی إلى

(Emery, D. &Vandenberg, B. 2010)تناقص معدلات المعلمین فی التربیة الخاصة لما له من احتراق نفسی

   وفی دراسة قام بها المرافی ،أمجد (2006) أشارت نتائج الدراسة إلى أن الرضا الوظیفی لدى معلمات المعاقین عقلیاً متوسط ، فی حین أسفرت نتائج دراسة القحطانی ، عبد المحسن (2011) ، إلى أن الرضا الوظیفی لمعلمی التربیة الخاصة بدولة الکویت کان إیجابی .

فالرضا الوظیفی لدى المعلمین فی مجال رعایة وتعلیم المعاقین له من الأهمیة ما لا یقل عن غیره من المهن الأخرى وربما یتعداها ، لأن العاملین فی مجال التربیة الخاصة یعملون مع أفراد یحتاجون إلى خدمات خاصة فی شتى المجالات : الصحیة ،التربویة ،النفسیة ،العقلیة ،الاجتماعیة ،الإنسانیة... إلى غیر ذلک من مجالات الرعایة المتطلبة لهم فی ضوء احتیاجاتهم وإمکاناتهم (البلوی ، نادیة 2011).

   لذا یُعد الرضا الوظیفی من أکثر التعقیدات التی تواجه مدیری الیوم لما له من تأثیر على دافعیة العمال فیؤثر على مستوى الانتاجیة ، فیعتبر مؤشراً جیداً على فعالیة الموظفین وحیث أن سلوک العاملین ورضاهم الوظیفی یؤثر على أداء وأنشطة المؤسسة فالرضا الوظیفی یؤدی إلى السلوک الایجابی وعدم الرضا الوظیفی یؤدی إلى سلوک سلبی  (Mishra, K. 2013) ) ، کما یعتبر مؤشراً هاماً لکیفیة شعور الموظفین حول وظائفهمAziri, B. 2011)

وفی ضوء ما تقدم یمکن تحدید مشکلة البحث فی التساؤلات التالیة :

1- ما مستوى الاحتراق النفسی لدى معلمات التربیة الخاصة ؟

2- ما مستوى الرضا الوظیفی لدى معلمات التربیة الخاصة ؟

3- هل توجد علاقة بین الاحتراق النفسی والرضا الوظیفی لدى معلمات التربیة الخاصة ؟

4- هل تختلف مستویات الاحتراق النفسی والرضا الوظیفی لدى معلمات التربیة الخاصة باختلاف سنوات الخبرة ؟

أهداف البحث: یهدف البحث الحالی إلى :

1- التعرف على مستوى الاحتراق النفسی لدى معلمات التربیة الخاصة .

2- التعرف على مستوى الرضا الوظیفی لدى معلمات التربیة الخاصة .

3- التعرف على العلاقة بین الاحتراق النفسی والرضا الوظیفی لدى معلمات التربیة الخاصة .

4-التعرف على طبیعة الفروق لدى معلمات التربیة الخاصة فی مستویات الاحتراق النفسی والرضا الوظیفی باختلاف سنوات الخبرة .

أهمیة البحث : تکمن أهمیة البحث الحالی فی النقاط الآتیة :

1- أهمیة الفئة التی یتناولها ، وهی فئة معلمی التربیة الخاصة والتی تمثل رکیزة أساسیة فی منظومة التعلیم لذوی الاحتیاجات الخاصة .

2-  کما تتجلى أهمیة البحث فی تناوله أحد المفاهیم النفسیة والإداریة الهامة ، وهما الاحتراق النفسی والرضا الوظیفی .

3- یقدم البحث الحالی وصفاً لمستوى الاحتراق النفسی والرضا الوظیفی لعینة من معلمی التربیة الخاصة ، مما یسهم فی اقتراح الحلول المناسبة ، ووضع البرامج والحلول اللازمة لرفع مستوى الرضا الوظیفی لدیهم .

 تعریفات البحث :

تعریف معلم التربیة الخاصة :

هو معلم متخصص فی التربیة الخاصة ویشترک بصورة مباشرة فی تدریس الطلاب ذوی الإعاقة (الدلیل التنظیمی للتربیة الخاصة ،1437)

تعریف الرضا الوظیفی :

هو مصطلح یشیر إلى التعبیر الموجب عن سیاق العمل ، وتحقیق التکیف الفرید معه وعلیه فقد وصفه دیفیس وآخرون، 1985 بأنه مجموعة من المشاعر الإیجابیة أو السلبیة التی لدى العمال تجاه العمل ، کما وتحدد من خلال .( Aziri, B. 2011)الاحتیاجات والرغبات والتجارب والتوقعات التی یحملها الفرد فی مکان العمل 

 کما أشار جوف 2004 بأنه عبارة عن ردة فعل وجدانیة تحدث للفرد بسبب ما تحتویه الوظیفة من نشاطات وتفاعلات أثناء ممارسته للعمل ( المطیری ،خالد ومحمد ، محمد ، 2015)

 بأنه شعور العامل بالانجاز والنجاح فی العمل فضلاً عن الرفاهیة الشخصیةKeliskiوعرفه کالیسکی 2007  

    والقیام بعمل واحد یتمتع به الفرد بشکل جید والحماس والسعادة فی هذا العمل وتحقیق الأهداف والشعور بالکمال  (Aziri, B. 2011)     

   وهو الشعور بالأمن والاستقرار الوظیفی والراحة النفسیة فی العمل ، بسبب إشباع الحاجات والرغبات، مما ینعکس بشکل إیجابی فی الانتماء والولاء للوظیفة والمؤسسة التی یعمل فیها الفرد (الزیودی ، محمد والزغلول ، عماد 2008)

وتعرفه حبایبه، سهیر (2009) بأنه احساس الفرد وشعوره بالارتیاح من خلال التفاعل فی المناخ التنظیمی للعمل مع جمیع مکونات هذا التنظیم ، من أفراد وعلاقات وقوانین وبیئة العمل الداخلیة والخارجیة بما ینعکس على تقبله لعمله واندفاعه لانجازه .

تعرفه محمود ، هویده ( 2011) بأنه مشاعر المعلم الإیجابیة نحو عمله والذی یتضمن میله نحو عمله ، ورغبته فیه ، ورضاه عن العائد الذی یحصل علیه من ورائه ، والذی یمنحه المکانة الاجتماعیة المرموقة ویتیح له فرص الترقی ، ویزیده من تقبل الزملاء والرؤساء ، مما یجعله یتحمل أعباء العمل ومسئولیاته .

  کما یعرفه مطر، عبد الفتاح  ومنصور، السید ، وغنایم، عادل (2012) بأنه شعور یسیطر على المعلم نحو وظیفته عامة ومکوناتها الفرعیة خاصة والمتمثلة فی الإشراف ، التدریس ، الأجر ، الزملاء ، ظروف العمل، الترقی.

التعریف الإجرائی للرضا الوظیفی :-

  مما سبق یعرف الرضا الوظیفی بأنه شعور المعلم بالارتیاح والسعادة نتیجة التکیف مع وظیفته وتحقیق أهدافه ویعرف إجرائیاً على أنه "الدرجة التی تحصل علیها معلمة التربیة الخاصة على مقیاس الرضا الوظیفی المستخدم فی البحث الحالی.

تعریف الاحتراق النفسی :

  یعرفه ماسلاش 2003 بأنه الضغط الذی ینشأ من المطالب الشخصیة فی بیئة العمل وهو نمط زائد من الارهاق الانفعالی الزائد وأبعاده الرئیسیة هی الإرهاق الانفعالی – إضفاء الطابع الشخصی – انخفاض الاحساس بالإنجاز

(Bush, D. 2010)

تعرف بنهان ، بدیعه (2008) الاحتراق النفسی لمعلمی التربیة الخاصة بأنه حالة یعانی منها المعلم تتمثل فی استنفاد الطاقة البدنیة والانفعالیة الناتجة عن ضغوط مهنة التدریس أو الاتجاه السلبی نحو الآخرین بصفة عامة ونحو التلامیذ المعاقین بصفة خاصة ونقص الکفاءة الشخصیة .

وعرفه سلیمان، سید ومحمد ، السید (2010) بأنه نمط سلبی للاستجابة للأحداث التدریسیة ذات الضغوط ، وللتلامیذ ، وللزملاء ، والموجهین ، وللتدریس کمهنة ، إلى جانب إدراک وجود نقص فی التأیید المقدم من جانب إدارة المدرسة ونقص فی الإعداد المهنی المناسب ؛ مما یؤدی إلى التعرض لآثار نفسیة وجسمیة سالبة .

وعرفته عبد الهادی ، سامیة (2015) بأنه استنزاف الطاقة الجسدیة والنفسیة نتیجة الضغوط المتواصلة الأعباء الزائدة فی بیئة العمل وضعف القدرة على التعامل معها وعدم القدرة على حل المشکلات التی یواجهها الفرد العامل ، وهی أیضا مرحله یصل إلیها الفرد عن زیادة الضغوط التی تسبب له الانهیار والإرهاق .

التعریف الإجرائی للاحتراق النفسی :-

مما سبق یمکن تعریف الاحتراق النفسی بأنه انخفاض تدریجی فی طاقة الفرد الناتج عن ظروف العمل مما یؤدی إلى انخفاض الانجاز الشخصی ، ویعرف إجرائیاً على انه "الدرجة التی تحصل علیها معلمة التربیة الخاصة على مقیاس الاحتراق النفسی المستخدم فی البحث الحالی "

الاطار النظری والدراسات السابقة :

أولاً :. الاحتراق النفسی :

     یُعد مفهوم الاحتراق النفسی من المفاهیم التی استحوذت على اهتمام الباحثین فی السنوات السابقة ، حیث یرتبط (Tsigilis, N., Zournatzi, E & الاحتراق النفسی بالمهن المساعدة کالتعلیم والصحة والحیاة الاجتماعیة 

Koustelios, A. 2011)

ویعد فرویدینبیرجر أول من استخدم هذا المصطلح فی اوائل السبعینات من القرن الماضی للإشارة إلى الاستجابات الجسمیة والانفعالیة لضغوط العمل لدى العاملین فی المهن الانسانیة الذین یرهقون أنفسهم فی السعی لتحقیق أهداف صعبة ( المحامید ، شاکر ،2007) .

أسباب الاحتراق النفسی :

1- ظروف العمل المتمثلة فی رتابة العمل الیومی – ضعف امکانیة المشارکة فی صناعة القرارات – ضغط الوقت – عدم الانصاف – ضغوط العمل – حمل العمل الزائد ومطالب العمل .

2- شخصیة المعلم المتمثلة فی الفجوة بین توقعات المعلم عن أدائه والواقع الفعلی لذلک الأداء – فعالیة الذات للمعلم – الاستقرار الانفعالی – الصلابة النفسیة – مفهوم الذات – الثقة بالنفس – نمط الشخصیة – مرکز الضبط – اضطرابات الشخصیة المتمثلة فی العصابیة والضیق النفسی .

3- عوامل اجتماعیة تتمثل فی العمل مع طلاب یظهرون تقدم بطئ – المکانة الاجتماعیة المنخفضة – ضعف ما یتلقاه المعلم من مساندة اجتماعیة  ووجود بعض الصراعات مع الزملاء والطلاب وأولیاء الأمور مما یؤدی إلى الاحساس بالعزلة الاجتماعیة .

4- الطلاب وما یتعلق بهم من زیادة عدد الطلاب فی الفصل الواحد وسوء سلوک الطلاب .

5- عوامل مادیة تتمثل فی الرواتب المنخفضة وساعات العمل الاضافیة غیر مدفوعة الأجر .

6- المتغیرات الدیموجرافیة المتمثلة فی جنس المعلم وعدد سنوات خبرة المعلم والمؤهل الدراسی (بنهان ، بدیعة ،2008) .

وهذا ما أکدته دراسة کلا من العمری ، سیف (2007) & خطاب ، سمیر و محمود، ماجدة (2010) حیث أشارت إلى وجود فروق بین المعلمین ذوی الخبرة التی تقل عن خمس سنوات وبین المعلمین التی تزید الخبرة عن عشر سنوات وذلک لصالح ذوی الخبرة الاقل من خمس سنوات .

أعراض الإحتراق النفسی :-

 أنه یمکن الاستدلال على الأحتراق النفسی من خلال ثلاث أعراض وهی: Cedolineأکد سیدولین  1982  

1- شعور الفرد بالإنهاک الجسمی والنفسی مما یؤدی إلى شعور الفرد بفقدان الطاقة النفسیة أو المعنویة وضعف الحیویة والنشاط وفقدان الشعور بتقدیر الذات .

2- الاتجاه  السلبی نحو العمل والفئة التی تقدم لها الخدمة وفقدان الدافعیة نحو العمل .

3- النظرة السلبیة نحو الذات والإحساس بالعجز والیأس والفشل (فی الفرح ، عدنان ،2001) .

ویتضمن أعراض الاحتراق للمعلمین التأثیر على الصحة النفسیة من خلال التعب المزمن - الصداع – ارتفاع ضغط الدم – فقدان الشهیة – فقدان الوزن – کما یؤثر على الرفاهیة العامة

( Majali, A, Al Adwan,Q., Rafi'Shaheen, H., & Al Momani, M. 2015) & (Emery, D. & Vandenberg, B. 2010)

تأثیر الاحتراق النفسی على العاملین فی حقل الخدمات الإنسانیة :-

  إلى أربعة آثار للإحتراق فی حقل الخدمات الإنسانیة وهی :-  Cherniss1982أشار تشیرنس

1- أن الإحتراق النفسی یؤثر بوضوح على الروح المعنویة والوضع النفسی والمهنی للعاملین .

2- یؤثر الإحتراق النفسی على نوعیة الخدمات المقدمة للأفراد .

3- الإحتراق النفسی له تأثیر کبیر على طبیعة الوظائف الإداریة .

4- المستویات العالیة من الإحتراق النفسی یمکن أن تسبب أضرار فادحة فی برامج الخدمات فی المجتمع (فی سلیمان ، سید و محمد ، السید ،2010 ) .

الاحتراق النفسی لمعلمی التربیة الخاصة :-

تعتبر مهنة تعلیم ذوی الاحتیاجات الخاصة مهنة شدیدة الضغوط مما یسبب الاحتراق للمعلم على نحو متزاید ویرجع ذلک إلى الضغوط داخل البیئة التعلیمیة والعمل الزائد وعدم کفایة الموارد وعدم المشارکة فی صنع القرار وسوء سلوک الطالب وسوء ظروف العمل وغموض الدور ، کما أن جوهر احترااق المعلمین هو الشعور بالفشل المهنی نتیجة الفجوة بین المشاعر الشخصیة للکفاءة المهنیة الحالیة التی لا تتعلق فقط بمهام التدریس والکفاءة المثالیة التی یطمح  (Majali, A, Al Adwan, Q., Rafi'Shaheen, H., & Al Momani, M. 2015) الیها المعلم

 ویتعرض معلمی التربیة الخاصة إلى مزید من الضغوط فی حیاتهم المهنیة بشکل یومی مما یؤدی إلى الضغوط .(Mohamed, A. 2015) النفسیة والاحتراق بشکل یومی ویؤثر ذلک على القدرة على العمل بکفاءة

وهذا ما أکدته نتائج دراسة کلا من عبد الهادی، سامیه (2015) ، اللالا، زیاد ، اللالا ، صائب (2014)  حیث أشار إلى ارتفاع مستوى الاحتراق النفسی لدى العاملات بمراکز التربیة الخاصة .

مصادر الاحتراق النفسی لمعلم التربیة الخاصة : -

 1- علاقة المعلم بالطلاب المعاقین : فتتأثر علاقة المعلم بطبیعة الإعاقة ونوعها ومدى تقدم الطلاب دراسیاً ودافعیتهم ، وکل هذه العوامل تمثل أحداث ضاغطة تؤثر فی طبیعة التفاعل بین المعلم وتلامیذه.

2- علاقة المعلم بالزملاء فی المدرسة : حیث تنعکس علاقة المعلم بزملائه فی العمل على رضاه أو عدم رضاه عن مهنته ومن ثم تؤدی إلى الاحتراق النفسی .

3- علاقة المعلم بالإدارة المدرسیة : وذلک من خلال مجموعة الانظمة واللوائح المنظمة للعمل داخل المدرسة وأسالیب القیادة التی تتبعها إدارة المدرسة ونقص الدعم من قبل الإدارة .

4- العبء الوظیفی الزائد : حیث یتطلب العمل مع المعاقین مهمات غیر عادیة من خلال التخطیط للدروس وتوفیر الوسائل وتطبیق الخطط الفردیة والمتابعة الدقیقة لکل طفل والتعامل مع المشکلات السلوکیة والتعلیمیة للطلاب ، وهذه المهام تخلق احتراقاً نفسیاً لمعلم التربیة الخاصة .

5- صراع الدور وغموضه : وینشأ من خلال التعارض بین المتطلبات التی یکلف بها المعلم ولهذا یجعله یعانی من الصراع بین تحقیق ما هو مطلوب منه القیام به وبین عدم قدرته على القیام بذلک العمل الذی یتعارض مع امکاناته وظروفه ( خطاب ،سمیر ، محمود ، ماجدة ، 2010).

أن الاحتراق الوظیفی یتضمن ستة Maslach ,Schaufeli and Leiterوقد أشار ماسلاش وشاوفیلی ولیتر  

مجالات رئیسیة وأنه عندما یکون الفجوة بین هذه المجالات اکبر یکون الفرد أکثر عرضة للاحتراق النفسی وتتضمن " عبء العمل الزائد – فقدان السیطرة – فقدان المکافأت – انهیار المجتمع – غیاب الانصاف –  القیم المتضاربة "

(Mohamed, A. 2015)

علاج الاحتراق النفسی لمعلمی التربیة الخاصة :-

 إلى بعض التوصیات التی تسهم فی خفض الاحتراق النفسی Martin et al. ،2002أشار مارتن وآخرون لمعلمی التربیة الخاصة وهی:

1- خفض أعداد الطلاب ذوی الاحتیاجات الخاصة فی الفصول .

2-تخفیض الأعمال الکتابیة الملقاة على عاتق معلمی التربیة الخاصة .

3- توفیر الفرص لزیادة الدعم والتفاعل مع المعلمین الآخرین ـ والمدیرین ، ومنسقی التربیة الخاصة فی المدرسة .

4- التنمیة المهنیة لمعلمی التربیة الخاصة بمساعدة المهنیین المتخصصین .

5- تنظیم وتخطیط الیوم المدرسی .

6- تقدیم البرامج الإرشادیة لمعلمی التربیة الخاصة الجدد .

7- عقد ورش عمل لتدریب المعلمین على إدارة الضغوط بواسطة المهنیین المتخصصین .

8- وصف وتوصیف وظیفة وأدوار المعلم بوضوح .

9- تزوید المعلمین الجدد بسیاسات واجراءات التربیة الخاصة .

10- تدریب المعلمین الجدد على إدارة وضبط الفصول (سلیمان ، سید، محمد ، السید ، 2010).

ثانیاً :الرضا الوظیفی :

یعتبر الرضا الوظیفی هو موضوع اهتمام لکل الأفراد الذین یعملون فی المنظمات وقد ارتبط ارتباطاً وثیقاً بالعدید من الظواهر التنظیمیة کالدوافع  والاداء والقیادة ...الخ وقد حاول الباحثون تحدید أثار الرضا الوظیفی على انتاجیة  (Parvin, M., & Kabir, N. 2011) الموظف وقیاس أهمیته    

أهمیة الرضا الوظیفی :

 یؤدی الرضا الوظیفی إلى سلسلة من التأثیرات على الفرد والمؤسسة من خلال تأثیر الرضا الوظیفی على دافعیة  (Aziri, B. 2011) الفرد الذی یؤثر على الانتاجیة والولاء للعمل 

کما یؤدی الرضا الوظیفی إلى زیادة رضا العملاء – تقلیل الحوادث – تعزیز الولاء للعمل – زیادة نشاط الموظفین –  .(Singh, K., & Jain, M. 2013) زیادة الانتاج – جودة العمل – تحسین العمل الجماعی

 العوامل التی تؤثر على الرضا الوظیفی :

بالرغم من أن الرضا الوظیفی یکون تحت تأثیر العدید من العوامل الخارجیة الا أن العوامل الداخلیة أیضاً لها دور من خلال العوامل التی یشعر بها الموظف .

ویتأثر الرضا الوظیفی بسلسلة من العوامل کالتالی :-

هناک عدد من العوامل الاجتماعیة والاقتصادیة والشخصیة المختلفة کالعمر - النوع - بیئة العمل - مدة العمل- الدافع للوظیفة - النزاهة – توقع الموظف عن العمل- الحالة الصحیة - التعلیم – نوعیة وطبیعة العمل – الراتب – الإدارة والاشراف – مجموعات العمل – ظروف العمل – العلاقات الاجتماعیة –مستوى الطموح – الحاجة للانجاز – الحوافز- التعامل الفوری مع مشکلات – فرص الترقی- عدم الرضا موظفین عن العمل - المعاملة العادلة من صاحب العمل – انماط القیادة – عدم وجود المهارات المناسبة – التزام الموظف بوظیفته – الأمن الوظیفی – سنوات (Jitendra Kumar Singh Mini Jain , 2013)& ( Mishra, K. 2013) &( Parvin, M. & Kabir الخبرة . N. 2011)&  (Aziri, B. 2011).

فقد أشارت نتائج دراسة کلا من أبو النور ، محمد ، محمد ،هناء ، (2016) ، قلیوبی ، خالد ، (2003) ، الزیدان ، خالد ، (2014) إلى أن هناک علاقة بین الرضا الوظیفی وسنوات الخبرة لصالح الاکثر خبرة .

 کیفیة التعامل مع مشاکل الرضا الوظیفی :-

1- الترکیز على أعلى أداء للموظفین .

2- بناء ثقافة مؤسسیة ممیزة .

3- أعطاء الموظفین التدریب المناسب .

4- أعطاء فرص للتنمیة والتقدم .

  (Bin, A. 2015)5- تعزیز مشارکة الموظفین والتواصل الفعال معهم والاستماع الیهم

 فروض البحث :

فی ضوء أهداف الدراسة والإطار النظری والدراسات السابقة ، تم صیاغة فروض الدراسة على النحو التالی:

1- یوجد مستوى مرتفع للاحتراق النفسی لدى معلمات التربیة الخاصة بالارتفاع .

2- یوجد مستوى مرتفع للرضا الوظیفی لدى معلمات التربیة الخاصة بالانخفاض .

3- وجود علاقه ارتباطیة بین درجات الاحتراق النفسی ودرجات الرضا الوظیفی لدى معلمات التربیة الخاصة

4- توجد علاقة ارتباطیة سالبة (عکسیة) دالة بین مستوى الاحتراق النفسی والرضا الوظیفی وعدد سنوات الخبرة .

إجراءات البحث : تناول هذا الجزء من البحث عرضاً للمنهج والعینة والأدوات والمعالجة الاحصائیة وذلک على النحو التالی :

عینة الدراسة : تکونت عینة الدراسة من ( 15) معلمة من معلمات تربیة خاصة تم اختیارهن بشکل عشوائی من مدارس الدمج بمحافظة المجمعة بالمملکة العربیة السعودیة وتم تطبیق أدوات البحث فی نهایة الفصل الدراسی الأول للعام الدراسی 1438-1439هـ  .

جدول ( 1 ) یوضح التکرار والنسبة المئویة لعینة الدراسة حسب متغیر سنوات الخبرة 

منهج البحث : استخدمت الدراسة الحالیة المنهج الوصفی وذلک للکشف عن العلاقة بین الاحتراق النفسی والرضا الوظیفی لدى معلمات التربیة الخاصة .

حدود البحث : یتحدد البحث الحالی بالحدود التالیة :-

1- الحدود البشریة : وتتمثل فی عینة من معلمات التربیة الخاصة .

2- الحدود المکانیة : وتتمثل فی بعض مدارس الدمج بالمجمعة .

3- الحدود الزمنیة : وتتمثل فی التطبیق فی نهایة الفصل الدراسی الأول من العام الجامعی 1438- 1439ه .

أدوات البحث : تتمثل أدوات الدراسة الحالیة فی مقیاسین وفیما یلی عرض لهذه الأدوات :

Maslach Burnout Inventory .MBIأ- مقیاس الاحتراق النفسی لمعلمی التربیة الخاصة إعداد ماسلک /

استخدمت الباحثة مقیاس ماسلاش للاحتراق النفسی الذی أعدته ماسلاش وجاکسـون (1981 ) لیقـیس الاحتـراق النفسی لدى العاملین فی مجال الخدمات الإنسانیة والاجتماعیة.

یتکون المقیاس من إثنان وعشرین (22 ) فقرة موزعة على ثلاثة أبعاد رئیسیة تتمثل فی الاجهاد الانفعالی وتبلد المشاعر ونقص الشعور بالانجاز الشخصی، بتدرج یتراوح من 0 إلى6 ، وعلیـه فـإن أعلى درجة یحصل علیها الأستاذ فی المقیاس الکلی هی 132 درجة، أما أدنى درجة فهی صفر، کما یمکـن تصـنیف درجة الاحتراق النفسی إلى عالیة أو متوسطة أو منخفضة ، کما هو مبین فی الجدول التالی:

الجدول ( 2 ) یبین توزیع وتصنیف فقرات المقیاس على أبعاد الاحتراق النفسی

صدق المقیاس:  للوقوف على مدى تحقق الاتساق الداخلی لمقیاس الاحتراق النفسی ، تم تطبیقه على عینة مکونة من 10 معلمات تربیة خاصة ، وقامت الباحثة بحساب معامل ارتباط کل عبارة والبعد الذی تنتمی الیة إضافة لحساب معامل الارتباط بین البعد والدرجة الکلیة للمقیاس وتبین أن جمیع عبارات المقیاس أظهرت علاقة دالة مع الدرجة الکلیة للمقیاس ، والجدول التالی(3) یوضح ذلک .

الجدول (3) یبین قیم معاملات الارتباط بین فقرات المقیاس وأبعاده .

جدول (  4 ) یوضح معاملات الارتباط بین الدرجة الکلیة لمقیاس الاحتراق النفسی وأبعاده الفرعیة

یتضح من الجدول (3، 4) وجود ارتباط ذات دلالة احصائیة بین فقرات المقیاس وأبعاده وبین درجات کل بعد والدرجة الکلیة للمقیاس مما یؤکد صدق مقیاس الاحتراق النفسی .

ثبات المقیاس:

1- إعادة تطبیق المقیاس ، حیث قامت الباحثة بتطبیق المقیاس على عینة قوامها ( 10 ) معلمات تربیة خاصة ، ثم قامت بإعادة التطبیق مره اخری على العینة نفسها وذلک بفاصل زمنی قدره أسبوعان , وقامت بحساب معامل الارتباط بین التطبیق الأول  والتطبیق الثانی وبلغ (0.71 ) للأداة ککل و( 0.79 ) للبعد الأول و( 0.80 ) للبعد الثانی و( 0.70  ) للبعد الثالث ، وکانت جمیعها معاملات ثبات مقبولة مما یدل على ثبات المقیاس.

2- ثبات الفا کرونباخ ،  تم حساب ثبات الاختبار من خلال معامل الفا کرونباخ وذلک لکل محاور المقیاس فکان معامل الفا بالنسبة  للمحور الأول (0.87) ، وللمحور الثانی ( 0.78) ، و(0.87) للمحور الثالث ، کما تم حساب معامل الفا للدرجة الکلیة للعبارات بدون المحاور وکان ( 0.88) ، وکانت جمیعها معاملات مقبولة مما یدل على صدق المقیاس .

و بناءا على إجراءات الصدق والثبات ، ترى الباحثة أن مقیاس الاحتراق النفسی یتمتع بـدلالات صـدق وثبات مرتفعة مما یبرر استخدامه فی البحث الحالی .

 ب- مقیاس الرضا الوظیفی لمعلمی التربیة الخاصة إعداد / طشطوش ، رامی & جروان ، علی & مهیدات ، محمد & بنی عطا ، زاید ، 2013

وتکون المقیاس من 36 عبارة موزعة على ستة أبعاد رئیسیة تتمثل فیما یلی:

 - طبیعة العمل ویقیس الظروف التی تؤثر فی درجة تقبل الفرد لبیئة العمل ورضاه عن العمل وتقیسة الفقرات من (1-6) .

- الراتب ویقیس مدى کفایة الراتب الشهری الذی یتقاضاه الموظف من حیث ملاءمته للجهد الذی یبذله فی عمله وفی تأمین مستقبله ومستقبل أسرته، وتقیسه الفقرات (7-12).

- الترقیه ویقیس الامتیازات والمنافع والشعور بالأمن وفرص الترقیة التی یوفرها العمل للموظف ، ویقیسه الفقرات ( 13-18) .

- العلاقة مع المدیر ویقیس نوعیة العلاقة السائدة بین الموظف ورئیس العمل ، وتقیسه الفقرات (19-24)

- العلاقة مع الزملاء ویقیس طبیعة العلاقة بین الموظف مع زملائه ، ویقیسه الفقرات (25-30) .

- المکانة الاجتماعیة ویقیس القیمة الاجتماعیة التی یحققها العمل للفرد ، وتقیسه الفرات (31-36).

وقد صممت العبارات بطریقة لیکرت ، حیث یجیب الفرد على کل فقرة من خلال تحدید درجة انطباق مضمون العبارة علیه بواحدة من خمس إجابات من (5 : 1).

صدق المقیاس:  للوقوف على مدى تحقق الاتساق الداخلی لمقیاس الرضا الوظیفی، تم تطبیقه على عینة مکونة من 10 معلمات تربیة خاصة ، وقامت

الباحثة بحساب معامل ارتباط کل عبارة والبعد الذی تنتمی إلیه إضافة لحساب معامل الارتباط بین البعد والدرجة الکلیة للمقیاس وتبین أن جمیع عبارات المقیاس أظهرت علاقة دالة مع الدرجة الکلیة للمقیاس ، والجدول التالی (5) یوضح ذلک .

الجدول ( 5 ) یبین قیم معاملات الارتباط بین فقرات المقیاس وأبعاده .

جدول ( 6 ) یوضح معاملات الارتباط بین الدرجة الکلیة لمقیاس الرضا الوظیفی

یتضح من الجدول (5، 6) وجود ارتباط ذات دلالة احصائیة بین فقرات المقیاس وأبعاده وبین درجات کل بعد والدرجة الکلیة للمقیاس مما یؤکد صدق الرضا الوظیفی.

ثبات المقیاس:

1- إعادة تطبیق المقیاس ، حیث قامت الباحثة بتطبیق المقیاس على عینة قوامها ( 10 ) معلمات تربیة خاصة ، ثم قامت بإعادة التطبیق مره اخری على العینة نفسها وذلک بفاصل زمنی قدره أسبوعان , وقامت بحساب معامل الارتباط بین التطبیق الأول والتطبیق الثانی وبلغ (0.80 ) للأداة ککل و( 0.73 ) للبعد الأول و( 0.80 ) للبعد الثانی و( 0.77  ) للبعد الثالث ، و( 0.70  ) للبعد الرابع ، و( 0.83  ) للبعد الخامس ، و( 0.76  ) للبعد السادس ، وکانت جمیعها معاملات ثبات مقبولة مما یدل على ثبات المقیاس .

2- ثبات الفا کرونباخ ، تم حساب ثبات الاختبار من خلال معامل الفا کرونباخ وذلک لکل محاور المقیاس فکان معامل الفا بالنسبة  للمحور الأول (0.81) ، وللمحور الثانی ( 0.72) ، و(0.82) للمحور الثالث ، للمحور الرابع (0.87 ) ، للمحور الخامس (0.28 ) ، للمحور السادس (0.87) کما تم حساب معامل الفا للدرجة الکلیة للعبارات بدون المحاور وکان ( 0.89) ، وکانت جمیعها معاملات مقبولة مما یدل على صدق   المقیاس .

و بناءا على إجراءات الصدق والثبات ، ترى الباحثة أن مقیاس الرضا الوظیفی یتمتع بـدلالات صـدق وثبات مرتفعة مما یبرر استخدامه فی البحث الحالی .

  الأسالیب الاحصائیة : المتوسط الحسابی – الانحراف المعیاری – معاملات الارتباط وتم استخلاص النتائج من SPSSخلال برنامج 

نتائج الدراسة :

ینص الفرض الأول على أنه : " یوجد مستوى مرتفع للاحتراق النفسی لدى معلمات التربیة الخاصة بالارتفاع " 

للتحقق من صحة الفرض قامت الباحثة بحساب المتوسطات الحسابیة , لأداء أفراد العینة على کل بُعد من  أبعاد مقیاس الاحتراق النفسی والمقیاس ککل ، لبیان وجود فروق بین الأفراد فی المقیاس، والجدول التالی (7) یوضح ذلک .

جدول (7) یوضح المتوسط الحسابی ودرجة المعیار على کل بُعد من أبعاد مقیاس الاحتراق النفسی والمقیاس ککل

یلاحظ من الجدول السابق (7) أن مستوى الاحتراق النفسی لدى معلمات التربیة الخاصة کان متوسط حیث بلغ المتوسط الحسابی العام 41.79، کما أن مستوى الاحتراق النفسی کان متوسط فی کل من بُعد الاجهاد الانفعالی حیث بلغ المتوسط الحسابی 19.98 ونقص الشعور بالانجاز الشخصی حیث بلغ المتوسط الحسابی 18.68 وکان منخفض فی بُعد تبلد المشاعر حیث بلغ المتوسط  3.2 ، وهذا ما أکدته دراسة کلا من عبد الهادی ، سامیة (2015) & اللالا، زیاد ، اللالا ، صائب (2014) حیث أشارت إلى ارتفاع مستوى الاحتراق النفسی لدى العاملات بمراکز التربیة الخاصة فی حین أشارت دراسة الحربی، حمدان ، المطیری ، خالد ، العجمی ، منصور (2015) إلى أن مستوى الاحتراق النفسی لدى معلمین ومعلمات التربیة الخاصة متوسط .

کما أکدت دراسة قام بها أبو هواش ، راضی ، الشایب ، عبد الحافظ (2012) ان معلمات التربیة الخاصة یعانون من مستوى معتدل من الاجهاد الانفعالی وتبلد الشعور والاحتراق النفسی العام بینما یعانین من مستوى مرتفع من نقص الشعور بالانجاز وتفسر الباحثة ذلک باعتبار أن طبیعة التعامل مع ذوی الاحتیاجات الخاصة له من الشروط والخصائص التی تجعله على درجة کبیرة من الصعوبة وذلک نتیجة للتباین الشدید بین ذوی الاحتیاجات الخاصة الأمر الذی یؤدی إلى الحاجة إلى اتباع اشکال مختلفة من الأسالیب للتعامل معهم لذا یؤدی إلى مزید من الضغوط والاحتراق النفسی لدیهم فیؤثر على الحالة النفسیة والجسمیة وفقدان الطاقة والحیویة وبالتالی یؤثر على العملیة التعلیمیة.

ینص الفرض الثانی على " یوجد مستوى مرتفع للرضا الوظیفی لدى معلمات التربیة الخاصة بالانخفاض" .

     للتحقق من صحة الفرض قامت الباحثة بحساب المتوسطات الحسابیة , وکذلک حساب الانحرافات المعیاریة لأداء أفراد العینة على کل بُعد من أبعاد مقیاس الرضا الوظیفی والمقیاس ککل ، لبیان وجود فروق بین الأفراد فی المقیاس، والجدول التالی (8)  یوضح ذلک .

جدول (  8 ) یوضح المتوسط الحسابی والانحراف المعیاری على کل بُعد من أبعاد مقیاس الرضا الوظیفی والمقیاس ککل

یلاحظ من الجدول السابق (8) أن مستوى الرضا الوظیفی لدى معلمات التربیة الخاصة کان مرتفع حیث بلغ المتوسط الحسابی العام 3.74 وبإنحراف معیاری عام 1.5 کما أشارت الدراسة إلى أن بعد العلاقة مع المدیر جاء فی المرتبة الأولى بمتوسط حسابی 4.26 وانحراف معیاری 1.28 وبمستوى تقدیر مرتفع ، تلاه بُعد العلاقة مع الزملاء بمتوسط حسابی 4.13 وانحراف معیاری 0.63 وبمستوى تقدیر مرتفع ، تلاه بُعد طبیعة العمل بمتوسط حسابی 4.06 وانحراف معیاری 1.27 وبمستوى تقدیر مرتفع ، تلاه بُعد المکانة الاجتماعیة بمتوسط حسابی 3.93 وانحراف معیاری 0.25 وبمستوى تقدیر مرتفع ، تلاه بُعد الترقیة بمتوسط حسابی 3.06 وانحراف معیاری 0.25 وبمستوى تقدیر متوسط ، تلاه بُعد الراتب بمتوسط حسابی 3 وانحراف معیاری 0.37 وبمستوى تقدیر متوسط ، وتدل هذه النتیجة على ارتفاع الرضا الوظیفی لمعلمات التربیة الخاصة ویرجع المستوى المعتدل للرضا الوظیفی إلى العلاقة الجیدة السائدة بین المعلم والمدیر وکذلک العلاقة الجیدة مع الزملاء وتقبل الفرد لبیئة العمل ورضاه عن العمل وأیضا کفایة الراتب من حیث الجهد المبذول والامتیازات والمنافع الی یحصل علیها الموظف وکذلک القیمة الاجتماعیة التی یحققها العمل للفرد وهذا ما أکدته دراسة القحطانی ، عبد المحسن (2011) ، إلى أن الرضا الوظیفی لمعلمی التربیة الخاصة بدولة الکویت کان إیجابی وأشار المرافی ، أمجد (2006) إلى أن الرضا الوظیفی لدى معلمات المعاقین عقلیاً متوسط

کما أشار البلوی، نادیة (2011) أن مستوى الرضا الوظیفی لدى العاملین فی مراکز التربیة الخاصة کان متوسط ، واختلفت مع ما توصلت إلیه دراسة نمیری ،حنان (2014) حیث أشارت أن الرضا الوظیفی لدى معلمات التربیة الخاصة بالمملکة العربیة السعودیة یتسم بالسلبیة .

وینص الفرض الثالث إلى : وجود علاقه ارتباطیة بین درجات الاحتراق النفسی ودرجات الرضا الوظیفی لدى معلمات التربیة الخاصة

وللتحقق من صحة الفرض تم استخدام معامل الارتباط  للتعرف على العلاقة بین مستویات الاحتراق النفسی والرضا الوظیفی لدى معلمات التربیة الخاصة والجدول التالی (9) یوضح ذلک :

جدول (  9 ) معامل الارتباط بین مستویات الاحتراق النفسی والرضا الوظیفی لدى معلمات التربیة الخاصة

یتضح من الجدول السابق(9) أنه توجد علاقة سالبة ذات دلالة إحصائیة عند مستوى (0.05) بین الاحتراق النفسی والرضا الوظیفی ، ویمکن تفسیر ذلک بأنه کلما ارتفع مستوى الاحتراق النفسی لدى معلمات التربیة الخاصة أدى ذلک لانخفاض مستوى الرضا الوظیفی لدیهم وهذا ما أکدته دراسة السبیعی، عبد الله ( 2014) حیث أظهرت الدراسة إلى وجود علاقة بین الاحتراق النفسی والرضا الوظیفی ، کما أظهرت الدراسة وجود فروق بین متوسط درجات معلمی التربیة الخاصة مرتفعی ومنخفضی الاحتراق النفسی فی الرضا الوظیفی لصالح معلمی التربیة الخاصة منخفضی الاحتراق النفسی ، ودراسة حسن ، نجوى ، الجلامدة ، فوزیة (2013) التی أظهرت أن العلاقة بین درجات الاحتراق النفسی ودرجات الرضا الوظیفی علاقة عکسیة . ومن خلال ما توصلت إلیه الباحثة من وجود علاقة عکسیة بین درجات الاحتراق النفسی ودرجات الرضا الوظیفی لدى معلمات ذوی الاحتیاجات الخاصة بمعنى أنه کلما ازداد مستوى الاحتراق النفسی لدى الفرد کلما انخفض مستوى الرضا الوظیفی لدیهم ، فالاحتراق النفسی یؤثر على الحالة النفسیة والعقلیة للفرد مما یؤدی إلى فقدان القدرة على آداء المهام المختلفة وضعف الانتاج وانخفاض الدافعیة وفقدان القدرة على العطاء وبالتالی یؤثر على الرضا الوظیفی لدیهم فتصبح المعلمة غیر مدرکة لمهامها وغیر راغبة فیه .

 وینص الفرض الرابع إلى: توجد علاقة ارتباطیة سالبة (عکسیة ) دالة بین مستوى الاحتراق النفسی والرضا الوظیفی وعدد سنوات الخبرة .

وللتحقق من صحة الفرض تم استخدام معامل الارتباط للاحتراق النفسی والرضا الوظیفی للتعرف على الفروق وفقا لمتغیر سنوات الخبرة . 

جدول (  10 ) معامل الارتباط للاحتراق النفسی والرضا الوظیفی وعلاقتة بمتغیر سنوات الخبرة لدى معلمات التربیة الخاصة .

یتضح من الجدول السابق(10) عدم وجود فروق ذات دلالة احصائیة بین الاحتراق النفسی والرضا الوظیفی لدى معلمات التربیة الخاصة تبعاً لمتغیر سنوات الخبرة حیث بلغت قیمة دلالة الفروق بین معاملات الارتباط 1.16 وهی غیر دالة ، ویرجع عدم وجود فروق تبع مستوى الخبرة الى تقارب سنوات الخبرة للمعلمات واستخدام الوسائل والخدمات المساعدة التی تساعد المعلمین الجدد على أداء أدوارهم تجاة ذوی الاحتیاجات الخاصة والتخفیف من حدة الاحتراق النفسی لدیهم  ، وهذا ما اتفقت علیه الدراسات السابقة کدراسة کلا من عبد الهادی ، سامیة (2015) & اللالا، زیاد ، اللالا ، صائب (2014)  وعدم وجود فروق بین العاملات بمراکز التربیة الخاصة تعزى لمتغیر سنوات الخبرة ، واختلفت الدراسة الحالیة مع دراسة کلا من البلوی ، نادیة (2011) ، الزیدان ، خالد (2014) ، العمری ، سیف (2007) ، دراسة خطاب ، سمیر ، محمود ، ماجدة (2010)، حیث أشارت الدراسات إلى وجود فروق فی بعد الرضا الوظیفی والاحتراق النفسی لدى العاملین فی مراکز التربیة الخاصة باختلاف سنوات الخبرة لصالح العاملین وذلک لصالح ذوی الخبرة الاقل من خمس سنوات .